logo
مشروع قرار أمام الوكالة الذرية.. لإدانة إيران

مشروع قرار أمام الوكالة الذرية.. لإدانة إيران

المدنمنذ 4 أيام

نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر دبلوماسية، مساء اليوم الثلاثاء، أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، تقدمت بمشروع قرار ضد إيران أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خضم مباحثات بين طهران وواشنطن سعيا للتوصل الى اتفاق بشأن هذا الملف.
وأفادت ثلاثة مصادر دبلوماسية، بأنه "تمّ تقديم النصّ" الذي يدين إيران على خلفية "عدم احترامها" التزاماتها بشأن برنامجها النووي. ويتوقع أن يتم التصويت عليه خلال جلسة للمجلس في مقر الوكالة التابعة للأمم المتحدة في فيينا، مساء غد.
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت قناة "الجزيرة"، أن مسودة مشروع قرار تدفع بها قوى غربية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تؤكد ضرورة التعاون الكامل والفوري لإيران مع الوكالة، وتعرب عن قلق بالغ من اكتشاف جزيئات يورانيوم في مواقع غير معلنة، ومن تراكم سريع لمواد مخصبة بدرجات تقترب من المستوى المستخدم في صناعة الأسلحة النووية.
وتشير الوثيقة إلى دعم مسار دبلوماسي للحل، إلا أن مؤشرات الميدان السياسي والأمني تشير إلى تصعيد محتمل في حال فشل الجولة المقبلة من المحادثات.
موعد متضارب ومضمون متوتر
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية، قد أعلنت عن أن الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، ستُعقد الأحد المقبل في سلطنة عمان، نافية تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي تحدث فيها عن انعقادها الخميس.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن وزير الخارجية عباس عراقجي، سيتوجه إلى النرويج الأربعاء والخميس، مشيراً إلى أن إيران ستقدم مقترحاً بديلاً عن الطرح الأميركي عبر الوساطة العمانية.
واعتبر بقائي أن العرض الأميركي "لا يُعبر عن التفاهمات التي جرى التوصل إليها سابقاً"، لافتاً إلى أن الخطة الإيرانية الجديدة "معقولة ومتوازنة" وتشترط تحقيق منافع اقتصادية حقيقية ورفعاً دائماً للعقوبات، وقال: "لن نقبل باتفاق لا يضمن ذلك".
وقال نائب وزير الخارجية الإيرانية مجيد تخت روانجي إن إيران ستقدم "إطاراً مبدئياً" للاتفاق، وإذا تمت الموافقة عليه، فستبدأ مفاوضات تفصيلية، مضيفاً أن "الكرة الآن في ملعب واشنطن".
ترامب "يحذّر" نتنياهو
من جانبه، جدد ترامب رفضه لأي اتفاق يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، وقال للصحافيين في البيت الأبيض: "إنهم يسعون إلى التخصيب، ونحن لا يمكننا السماح بذلك"، وأضاف "نريد اتفاقاً قوياً يسمح بالتفتيش والتدمير إذا لزم الأمر، دون إزهاق أرواح".
وكشف البيت الأبيض أن ترامب تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الاثنين، حيث أبلغه بأن الولايات المتحدة قدمت عرضاً معقولاً لطهران، وأنها "تنتظر رداً خلال الأيام المقبلة".
وأعقبت المكالمة دعوة عاجلة من نتنياهو لاجتماع أمني مغلق ضم رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس الموساد ديفيد برنياع، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، وذلك لمناقشة سيناريوهات ما بعد الرد الإيراني.
وذكرت القناة (13) الإسرائيلية، أن الاتصال الهاتفي الذي استمر 40 دقيقة ركز بالكامل على الملف النووي الإيراني.
لن نسمح بسلاح نووي إيراني
وقال وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي إيلي كوهين، إن إسرائيل "أثبتت بالفعل قدرتها على الدفاع عن نفسها، والهجوم عند الحاجة"، مضيفاً أن "إسرائيل لن تسمح لإيران مطلقاً بامتلاك سلاح نووي، حتى لو فشلت المحادثات".
وشدد كوهين في مقابلة مع القناة (14) الإسرائيلية، على أن "إسرائيل دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها الأمنية باستقلال تام، ولكننا حالياً ننسق رؤيتنا مع الولايات المتحدة".
ورأى أن "لترامب فضل مزدوج: من جهة، موقف حازم تجاه إيران، ومن جهة أخرى، تهديد عسكري صريح يجعل التفاوض أكثر جدية".
رهانات معقدة واحتمالات مفتوحة
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد جدد الأسبوع الماضي، رفضه للمقترح الأميركي، وأكد أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض. وتقوم طهران حالياً بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، في حين ترى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هذه النسبة قابلة للرفع إلى 90%، وهي العتبة المستخدمة لصناعة الأسلحة النووية.
ووفق تقارير الوكالة، فإن كمية المواد عالية التخصيب التي تمتلكها إيران حالياً قد تكفي لصناعة نحو عشر قنابل نووية إذا تم تخصيبها بالكامل.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه إيران ضغوطاً داخلية متزايدة بسبب تدهور اقتصادي ونقص في الطاقة والمياه، إلى جانب خسائر لقوات حليفة لها في صراعات إقليمية مع إسرائيل، في ظل مخاوف متصاعدة من عمل عسكري إسرائيلي محتمل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران.. أطياف أزمة وظلال حل
إيران.. أطياف أزمة وظلال حل

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

إيران.. أطياف أزمة وظلال حل

ينتقل المشهد في أزمة الملف النووي الإيراني، من طور عضّ الأصابع، الى طور قضم الأصابع، فيما يواصل الايرانيون صباحاتهم المعتادة، مستقبلين عوامل التوتر بهدوء كاذب، أو مكذوب. ينتظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب رداً من إيران على خطته بشأن برنامج إيران النووي، بحلول الأحد المقبل، يتمنى أن يكون شافياً وقاطعاً، لكنه لن يجد ما يريد بانتظاره، فإيران تملك رصيداً هائلاً من خبرات البازار في المساومات والمفاوضات، كذلك فإن لديها في التقية الشيعية مخزون تستدعي منه ما يعينها على نوائب الدهر كلما إدلهمت الحوادث. ترامب لا يقف عند منعطفات الانتظار يقضم أظافره، وإنما يستدعي مشاهد التحفز الأميركي، ببعض غموض يطمع أن يغلف به نوايا الفعل، فيعلن الاستنفار في مقار بعثاته الدبلوماسية في المنطقة، ويخفض أعداد بعضها، وينصح أسراً أميركية بمغادرة المنطقة إلى ملاذات آمنة، أو العودة إلى الولايات المتحدة. المهم لدى ترامب الآن، هو تصدير مشهد التحفز الكامل، والاستنفار التام لضربة كبرى وشيكة ضد منشآت إيران النووية، فكلما بدا مشهد الاستنفار الأميركي حقيقياً وجاداً ووشيكاً، كلما أصبح ترامب على وشك قطف ثمار نصر بلا حرب، أو انتصار بتكلفة أقل بكثير، وهذا أكثر ما يعني ترامب، وأكثر ما يخيفه من قرار الحرب ضد ايران، في إقليم يفور بكل عوامل التفجير الذاتي. الذين يراهنون على إمكانية تبريد الأزمة، وتفكيك عوامل التفجير، يعولون على حصافة ملالي إيران مراراً في التهرب من استحقاقات كانت تبدو ملحة وحازمة، أو على مخاوف لدى الولايات المتحدة والغرب من مشهد حرب يستدعي خبرات صمود إيراني أسطوري امتد لثماني سنوات، عندما ظنّ صدام حسين أن الظرف مواتٍ لشن حرب خاطفة ضد طهران، لكنها دامت ثماني سنوات، رغم أنف الجميع، ولم تتوقف تداعياتها حتى لحظة كتابة هذه السطور. غير أن المسرح الإقليمي قد تغير كثيراً، والعلاقة بين ملالي ايران وبين حلمهم النووي المخبوء في ثنايا عماماتهم، قد أصبحت أكثر عمقاً. تقنياً، يعني تخلي إيران عن احتفاظها بما تعتبره (الحق في تخصيب اليورانيوم) هزيمة كاملة بنظر شعبها، يفقد بعدها النظام كله مبررات استمراره، وتتحرك بعدها، على الفور، عوامل تفكيك إيران ذاتها، بالجغرافيا، وبالسكان، وبالقدرات، وبالولاءات، والثقافات. وبسبب هذا التلازم النظري الكامن لدى الوعي الشعبي الإيراني العام، بين الاحتفاظ بالقدرة على امتلاك خيار نووي، وبين استمرار النظام، الذي تبنى رؤية مفادها، أن إيران بدون قدرات نووية (معرفية وتقنية) أمة مرشحة للضياع، تبدو فرصة إيران بعيدة في التراجع بكلفة أقل. الدراما المتصاعدة التي احترفها ترامب، وهيمنت على أسلوبه في ادارة أكثر الملفات سخونة، ربما لا ترشّح الوضع في ملف إيران النووي لانفجار وشيك، لكن ذلك سوف يعتمد إلى حد بعيد على قدرة أطراف الازمة المباشرين (إسرائيل والولايات المتحدة وإيران) على إدارة الوقت أو حتى على شرائه إن لزم الأمر. يعرف الإيرانيون أن تقديم أول تنازل كبير في الملف النووي، سوف يفتح الباب على مصراعيه لتنازلات لاحقة لن تتوقف قبل سقوط النظام وتفكيك بنيته. التنازل الكبير بنظر طهران هو ذلك الذي ينطوي على تفكيك أجهزة الطرد المركزي الذي استغرق بناؤها عمر النظام كله على مدى أكثر من نصف قرن. تسعى إيران إلى فك الارتباط بين تخصيب اليورانيوم، وبين تفكيك أزمة الملف النووي، ويعتمد الأمر بحسب رؤيتها على مقولة أن إيران باتت تملك المعرفة النووية الكاملة، وأن تفكيك البنية النووية القائمة أو حتى تفجيرها بالقوة، لن يمنع إيران من إعادة بنائها في أي وقت، وأن أي تسوية للأزمة ينبغي أن تقوم على حسابات إقليمية ودولية معقدة ينبغي أن يعترف أطرافها بإيران في نهاية المطاف، باعتبارها قوة إقليمية قائدة ضمن نظام إقليمي متعدد الرؤوس. لا أحد في الإقليم مستعد للقبول بإيران كقوة إقليمية قائدة ضمن نظام شرق أوسطي جديد، ما لم تخضع إيران ذاتها لمعادلات قوة جديدة تقرّ فيها بأحقية أطراف إقليمية أخرى في قيادة النظام الجديد الذي يعتمد مبدأ توازن مصالح عبر توازن للقوى لا يسمح لأي من الأطراف الإقليميين باحتكار امتلاك رادع نووي، سيكون حاكماً في المستقبل لكل قضايا الإقليم. مثل كل الأزمات الكبرى، يسعى أطرافها إلى تأهيل وسطاء محتملين، يمكنهم التدخل للجم الانفلات كلما قاربت الأزمة نقطة الانفجار. أكثر الأطراف الإقليميين جاهزية للتدخل في هذه الأزمة هي تركيا والسعودية. الأولى حافظت على خيط رفيع للتواصل مع إسرائيل، رغم مناطق تنافس داخل سوريا ومناطق صدام حول غزة، والثانية سعت لتطوير روابط وتعميق صلات مع طهران مؤخراً، تتيح لها إمكانية التدخل لنزع فتيل أزمة أو الحيلولة دون انفجار كبير. لكن أكثر الأطراف جاهزية للوساطة في الأزمة، وقدرة على التأثير فيها إن أوشكت على الانفجار، هي روسيا التي تقدر على الوساطة، وترغب فيها، وتسعى اليها، فالرئيس الأميركي الذي يريد نصراً بلا حرب، قد استدعى وساطة بوتين الذي رأى في الاستدعاء فرصة، تحصل بموجبها روسيا على نقاط لصالحها في ملف الحرب الأوكرانية، وعكست تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف بشأن طلب الوساطة الأميركي تهافتاً روسياً واضحاً، حين تساءل ميدفيديف عن المقابل الذي ستقدمه واشنطن لموسكو ثمناً للوساطة مع ايران، وأغلب الظن أن ميدفيديف كان يمنّي النفس برفع بعض العقوبات المفروضة على روسيا منذ اندلاع حربها في أوكرانيا. هذا الربط بين الوساطة الروسية في الأزمة وبين الثمن الذي تريده موسكو لتلك الوساطة، ربما جعل الإيرانيين أقل حماسة للترحيب بوساطة روسيا، لكن شُحّ الأنصار على المسرح الدولي لا يدع أمام إيران خياراً آخر بديل لروسيا، ولهذا تخشى أيران في الأزمة من ظل بوتين لكنها لا تستغني أبداً عن طيف روسيا.

إيران تقول إنها أسقطت 3 طائرات "إف-35" إسرائيلية..وأسرت طياراً؟
إيران تقول إنها أسقطت 3 طائرات "إف-35" إسرائيلية..وأسرت طياراً؟

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

إيران تقول إنها أسقطت 3 طائرات "إف-35" إسرائيلية..وأسرت طياراً؟

قالت وسائل إعلام إيرانية إن قوات خاصة في الجيش الإيراني ألقت القبض على طيار إسرائيلي بعد إسقاط طائرته الحربية. فيما نفت إسرائيل أن تكون إيران قد أسقطت أي من طائراتها. إسقاط 3 طائرات؟ وكان الجيش الإيراني قد أعلن في وقت سابق اليوم السبت، أنه استهدف مقاتلة "إف-35" إسرائيلية غربي البلاد، وأن الطيار قفز بمظلته، بينما تستمر الهجمات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في إيران. وقالت شعبة العلاقات العامة للجيش الإيراني، في بيان، إن "قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني قامت باستهداف وتدمير طائرة حربية أخرى من طراز (إف-35) تابعة للكيان الصهيوني بنجاح في أجواء غرب البلاد". وأضاف البيان أن "الطيار قام باستخدام نظام القذف (الإيجيكت)، ومصيره لا يزال مجهولاً ويجري حالياً التحقيق في الأمر". لكن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، رد قائلاً إن "مزاعم" إيران بإسقاط طائرات حربية إسرائيلية، مجرد "أكاذيب يروجها النظام الإيراني وأذرعه الإعلامية". كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن الجيش الإسرائيلي، قوله: "أقمنا منطقة نحظى بها بحرية المناورة في الأجواء من غرب إيران إلى طهران". أمس الجمعة، أعلن الجيش الإيراني أن "قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش، أصابت ودمرت بنجاح طائرتين مقاتلتين إسرائيليتين من طراز (إف-35) وعدداً كبيراً من الطائرات المسيّرة". وحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، فإن مصير الطيارين الإسرائيليين غير معروف ويجري التحقيق فيه. في المقابل، نفى مسؤول إسرائيلي أن تكون إيران أسقطت طائرتين حربيتين إسرائيليتين، واصفا الأمر بأنه "خبر كاذب". وقال المسؤول لوكالة "فرانس برس"، إن "التقارير السارية عن إسقاط طائرتين حربيتين إسرائيليتين أخبار كاذبة". إسقاط مسيرات من جهة ثانية، أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم، بأن الجيش "تمكن من إسقاط مسيرات إسرائيلية انتهكت المجال الجوي للبلاد في منطقة سلماس الحدودية". وأضاف أن "المسيرات دخلت المجال الجوي الإيراني في مهام تجسس واستطلاع". كما نقلت وكالة تسنيم عن نائب محافظ لرستان، قوله إن القوات الإيرانية أسقطت 4 مسيرات إسرائيلية وطائرات صغيرة في أجواء منطقة خرّم آباد.

هدفها الواضح تعطيل برنامج طهران النووي... هجمات إسرائيل على إيران تطمح أيضاً إلى تغيير النظام
هدفها الواضح تعطيل برنامج طهران النووي... هجمات إسرائيل على إيران تطمح أيضاً إلى تغيير النظام

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

هدفها الواضح تعطيل برنامج طهران النووي... هجمات إسرائيل على إيران تطمح أيضاً إلى تغيير النظام

للهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران هدف واضح وهو تعطيل برنامج طهران النووي بقدر هائل وإطالة الوقت الذي تحتاجه لصنع سلاح ذري. لكن حجم الضربات واختيار إسرائيل لأهدافها وكلمات ساستها أنفسهم تشير إلى هدف آخر أطول أمدا وهو إسقاط النظام نفسه. وقال خبراء إن الضربات التي وقعت في وقت مبكر من يوم أمس الجمعة لم تستهدف المنشآت النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ فحسب، بل قصدت أيضا شخصيات مهمة في سلسلة القيادة العسكرية في البلاد وعلماءها النوويين، وهي ضربات يبدو أنها تهدف إلى إضعاف الثقة في إيران سواء في الداخل أو بين حلفائها في المنطقة - وهي عوامل يمكن أن تزعزع استقرار القيادة الإيرانية. وقال مايكل سينغ من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى والمسؤول الكبير السابق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش: "يفترض المرء أن أحد الأسباب التي تدفع إسرائيل للقيام بذلك هو أنها تأمل في رؤية تغيير النظام". وتابع قائلا: "إنها ترغب في أن ترى الشعب الإيراني ينتفض"، مضيفا أن العدد المحدود للقتلى من المدنيين في الجولة الأولى من الضربات يشير أيضا إلى هدف أكبر. وفي كلمة مصورة بعد فترة وجيزة من بدء المقاتلات الإسرائيلية في قصف المنشآت النووية وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حديثه إلى الشعب الإيراني مباشرة. وقال نتنياهو: "النظام الإسلامي، الذي يقمعكم منذ ما يقرب من 50 عاما، يهدد بتدمير بلدنا، دولة إسرائيل". وأضاف أن هدف إسرائيل هو إزالة التهديد الناجم عن الأنشطة النووية والصواريخ الباليستية، لكنه تابع قائلا: "نحقق هدفنا وفي الوقت نفسه نمهد الطريق لكم أيضا من أجل تحقيق حريتكم". وقال نتنياهو: "النظام لا يعرف ما الذي أصابه، أو ما الذي سيصيبه. لم يكن يوما أضعف من الآن. هذه فرصتكم للوقوف وإسماع أصواتكم". لكن رغم الضرر الذي ألحقه الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق، فإن العداء لإسرائيل على مر العقود - ليس فقط لدى حكام إيران بل أيضا لدى أبناء شعبها وأغلبهم من الشيعة - يثير تساؤلات حول إمكانية استنفار ما يكفي من الدعم الشعبي للإطاحة بقيادة دينية راسخة في طهران مدعومة بقوات أمن تدين لها بالولاء. وأشار سينغ إلى أنه لا أحد يعرف ما هي الظروف المطلوبة لتوحيد صفوف المعارضة في إيران. وهجوم أمس الجمعة هو المرحلة الأولى مما وصفتها إسرائيل بعملية طويلة الأمد. ويتوقع خبراء أن تستمر إسرائيل في استهداف البنية التحتية النووية الإيرانية الرئيسية لتأخير مسيرة طهران نحو صنع قنبلة نووية، حتى لو لم يكن لدى إسرائيل بمفردها القدرة على القضاء على البرنامج النووي الإيراني. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط. وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى أن طهران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. واغتالت الضربات الإسرائيلية الأولى شخصيات كبيرة في المؤسستين العسكرية والعلمية، ودمرت جزءا كبيرا من نظام الدفاع الجوي الإيراني وأصابت محطة لتخصيب اليورانيوم فوق الأرض في موقع نووي. وقالت السفارة الإسرائيلية في واشنطن لرويترز: "بصفتنا دولة ديموقراطية، تؤمن دولة إسرائيل بأن الأمر متروك لشعب أي بلد لتشكيل سياسته الوطنية واختيار حكومته... مستقبل إيران لا يمكن أن يحدده إلا الشعب الإيراني". ودعا نتنياهو إلى تغيير الحكومة الإيرانية مثلما فعل في أيلول/سبتمبر الماضي. وسمحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضربات الإسرائيلية وساعدت حليفتها المقربة على صد وابل الصواريخ الذي أطلقته إيران ردا على الهجوم، لكنها لم تعط أي مؤشر على أنها تسعى إلى تغيير النظام في طهران. ولم يرد البيت الأبيض ولا بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك بعد على طلبات للتعليق على هذه المسألة. إنهاء البرنامج النووي بعيد المنال حاليا لا يزال أمام إسرائيل الكثير لتفعله إذا أرادت تفكيك المنشآت النووية الإيرانية، ودوما ما يقول محللون عسكريون إنه ربما من المستحيل تعطيل المواقع المحصنة جيدا والمنتشرة في أنحاء إيران بصورة تامة. وتحذر الحكومة الإسرائيلية من أن البرنامج النووي الإيراني لا يمكن تدميره كليا بحملة عسكرية. وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي لـ"القناة 13" الإسرائيلية: "لا يمكن تدمير برنامج نووي بالوسائل العسكرية". وأضاف أنه برغم ذلك، يمكن للحملة العسكرية أن تهيئ الظروف للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة من شأنه أن يحبط البرنامج النووي. ولا يزال المحللون متشككين في أن إسرائيل ستمتلك الذخائر اللازمة للقضاء على المشروع النووي الإيراني بمفردها. وقالت سيما شاين، كبيرة المحللين السابقة في جهاز المخابرات (الموساد) والباحثة الآن في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، للصحفيين أمس الجمعة: "ربما لا تستطيع إسرائيل القضاء على المشروع النووي بالكامل بمفردها دون مشاركة الولايات المتحدة". وبينما تصب عرقلة برنامج طهران النووي في مصلحة إسرائيل، إلا أن الأمل في تقويض النظام يمكن أن يفسر سبب ملاحقة إسرائيل للعديد من كبار الشخصيات العسكرية الإيرانية، الأمر الذي ربما يوقع المؤسسة الأمنية الإيرانية في حالة من الارتباك والفوضى. وقالت شاين: "كان هؤلاء الأشخاص في غاية الأهمية، ولديهم معرفة كبيرة، وخبرة طويلة في وظائفهم، وكانوا عنصرا مهما جدا في استقرار النظام، وتحديدا استقراره الأمني". وأضافت: "في عالم مثالي، ستفضل إسرائيل أن ترى تغييرا في النظام، لا شك في ذلك". لكن جوناثان بانيكوف، نائب مسؤول المخابرات الوطنية الأميركية السابق لشؤون الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في مركز الأبحاث "أتلانتيك كاونسل"، قال إن مثل هذا التغيير ربما ينطوي على مخاطر. وإذا نجحت إسرائيل في إزاحة القيادة الإيرانية، فليس هناك ما يضمن أن القيادة الجديدة التي ستخلفها لن تكون أكثر تشددا في السعي إلى الصراع مع إسرائيل. وقال بانيكوف: "لسنوات، يصر كثيرون في إسرائيل على أن تغيير النظام في إيران سيفضي إلى يوم جديد وأفضل، وأنه لا يوجد ما هو أسوأ من النظام الديني الحالي... لكن التاريخ يقول لنا إن الأمر يمكن أن يكون أسوأ دائما".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store