logo
سائق شاحنة متهور بلا مكابح

سائق شاحنة متهور بلا مكابح

الوطن٠٩-٠٢-٢٠٢٥

يبدو أن العالم اليوم يواجه معطيات سياسية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، أو على الأقل في المساحة الزمنية التي جاءت بعد الحرب العالمية الثانية، وما تلاها من وضع القوانين الدولية التي تحمي الحقوق والحريات وتراقب العدالة، حيث كان العالم أجمع يضع معايير للإنسانية والقيم والعدالة يحاول أو "يدعي في بعض الأحيان" أنه يطبقها.
لكن اليوم المشهد "الترامبي" يوحي بأن هناك شاحنة مسرعة على طريق مزدحم يقودها سائق متهور بدون مكابح، ويتعمد هذا السائق الاصطدام في كل لحظة بسيارات تسير في نفس الطريق معه، دون احترام لقواعد المرور أو لنتائج هذه القيادة المتهورة، سواء على شركاء الطريق أو على من معه في تلك الشاحنة.
بل ذكرتني أحلامه تلك بتهجير أهل فلسطين العربية من أرضهم وتحويلها إلى منتجعات سياحية، بما تحدثت عنه في مقالات سابقة عن سيطرة بعض الأشخاص على مصائر سكان الكمبوندات، والتهديدات غير المنطقية لهم بدفع رسوم الخدمات المبالغ فيها أو الطرد من ممتلكاتهم ومن ثم الاستيلاء عليها.
ورغم وجود اختلافات بين شخصية سائق الشاحنة "المتهور" وشخصية صاحب السلطة في المجتمعات العقارية "المتسلط"، إلا أن السيد ترامب يجمع الاثنين في خلطة عجيبة لم يسبقه إليها أحد من قبل، سوى في أيام الحروب التي تقضي على الأخضر واليابس وتبيد شعوباً، إلا أنه يقترب أكثر من شخصية "المطور العقاري" عندما يتحدث عن غزة.
حتى أن نتنياهو - المطلوب للعدالة الجنائية الدولية - لم يكن مقتنعاً خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالسيد ترامب، بما يقوله ويفعله معه، وبدا وكأنه يتساءل.. هل هذا الشخص عاقل فعلاً؟.. فلقد تحدى السيد ترامب القانون الدولي بدعوته لي، وذهب إلى أبعد من ذلك لإرضائي، فهل هذه أحلام أم حقيقة؟
ولم يقتصر الأمر على نتنياهو، ولكن المحللين والمراقبين في إسرائيل أيضاً بدؤوا في البحث عن تفسيرات "منطقية" لما يفعله السيد ترامب، حيث نشر الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال مقالاً بموقع "واللاه" العبري، أكد فيه أن السيد ترامب يفتعل قرارات غريبة بهدف تحويل الأنظار عن ما يحدث في واشنطن، التي يتم فيها الآن تفكيك منهجي وسريع للحكومة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية، وفرض سيطرة إيلون ماسك على كل مفاصل مركز اتخاذ القرارات.
ولقد بدأت دول كثيرة في التحرك ضد هذه القرارات الترامبية الفوضوية بالتعبير عن الرفض تارة، أو باتخاذ إجراءات مضادة تارة أخرى، مثلما حدث في تهديداته بفرض رسوم جمركية على الدول التي تخالفه الرأي أو ترفض أفكاره، مثل كندا والمكسيك والصين وحتى أوروبا الحليف الأول والأكبر للولايات المتحدة.
لا يمكن وصف ما يفعله السيد ترامب اليوم سوى بكلمة واحدة فقط، وهي "الفوضى" التي سيكون لها تأثير سلبي على كل دول العالم، بما فيها أمريكا نفسها، ولا أعتقد أن الوضع السياسي في الدولة العظمى سيستمر على هذا المنوال لفترة طويلة، فلنجلس ونرى.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة "ديلي تربيون" الإنجليزية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

د. احمد بن سالم باتميرا مكاسب زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة الجمعة 23 مايو 2025
د. احمد بن سالم باتميرا مكاسب زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة الجمعة 23 مايو 2025

البلاد البحرينية

timeمنذ 16 ساعات

  • البلاد البحرينية

د. احمد بن سالم باتميرا مكاسب زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة الجمعة 23 مايو 2025

عندما حطّت 'إير فورس وان' في السعودية وعلى متنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كانت تحمل معه نخبة من أقطاب الاقتصاد الأميركي والعالم بقيمة سوقية تتجاوز 7.38 تريليونات دولار في مجالات التكنولوجيا والمال (إنفيديا، وأمازون، وتيسلا، وأوبن أي أي، وأي بي إم، وبلاك ستون وغيرها)، لذا ليس مستغربًا أن تكون الصفقات التي وقعت خلال زيارته السعودية وقطر والإمارات تتجاوز أربعة تريليونات دولار، وهي منافع ومصالح مشتركة، والكل خرج منها بفوائد ستعود بالنفع على اقتصادياتهم خلال السنوات العشر القادمة، ويمكن بعد أربع سنوات أن تتوقف أو تستمر كما حدث في فترة رئاسة ترامب الأولى. لذا، فإن الزيارة التاريخية لدونالد ترامب إلى الرياض وحضور القمة الأميركية الخليجية يمثلان لحظة مهمة في إعادة صياغة التوازنات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط، وتأكيدا للعلاقة القوية التي تجمع الجانبين وتراعي مصالح مختلف الأطراف. ومن هنا، على الرغم من انخراط الولايات المتحدة في مفاوضات غير مباشرة مع طهران بالتنسيق مع سلطنة عمان في ذلك، ووصول المفاوضات لطريق الوفاق والاتفاق بخصوص السلاح النووي، فإن ملف حرب غزة لم يكن ضمن الأولويات القصوى لزيارة ترامب ما عدا إشارته ورغبته في إدارة القطاع وتحويله إلى منطقة اقتصادية حرة تشبه 'ريفييرا الشرق الأوسط'، وفق تعبيره. ومن هنا لم تكن زيارة ترامب إلى الرياض كأول محطة خارجية له في ولايته الثانية مجرد زيارة عابرة، بل كانت رسالة واضحة لمكانة المملكة أولًا ودول الخليج ثانيًا، وأن الزيارة ليست أيضًا 'بيع وشراء'، كما يصورها البعض، بل سياسية واقتصادية من خلال الاستثمار الجديد في شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي وهو الاستثمار والسلاح الجديد، لأن الحروب القادمة لن تبدأ بالدبابات، بل بالخوارزميات. ومن هنا رأينا السعودية والإمارات أصبحتا شركاء في صناعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطويرها، وأطلقت السعودية وقطر والإمارات مشاريع عملاقة في كل المجالات، خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، حيث صنف مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي لعام 2024 السعودية في المرتبة الأولى عالميًّا. فالحزمة الواسعة من الاستثمارات والاتفاقيات الاقتصادية التي تشمل قطاعات متنوعة وطويلة الأمد ستحقق مصالح متبادلة ومستدامة لكل الأطراف، لأنها ليست مجرّد اتفاقيات أُبرمت، بل ستكون انعكاسات إيجابية وتغييرات جذرية قادمة في المنطقة، وهذا ما أعلنه الرئيس دونالد ترامب 'مستقبل الشرق الأوسط يبدأ من هنا'، وهذا يضع المنطقة والشرق الأوسط على عتبة جديدة من الأمن والازدهار. فاليوم وقعت الرياض وواشنطن على وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين والتي تشمل 145 اتفاقية بقيمة إجمالية بلغت 300 مليار دولار، وشراكة بقيمة 600 مليار دولار، الهدف منها توطين الصناعات في السعودية وأهمها القطاع الدفاعي الذي حظي بنصيب الأسد، خصوصًا أن الاستثمارات السعودية مبنية على قرارات استراتيجية واضحة المعالم. ترامب يتطلع للنفط والغاز، والخليج يحتاج للسلاح والصناعات الحديثة والتكنولوجيا والصحة، لذا الجميع متساوون بالأفكار والمصالح، وأوراقنا الخليجية قوية ويمكننا استخدامها لحل القضية الفلسطينية. السعودية لم تعد مجرد مصدر للاستثمارات، بل أصبحت شريكًا قويًّا في إحلال السلام وصناعة التكنولوجيا وتطويرها. وعلينا توظيف المكانة المتنامية للدبلوماسية الخليجية في حل أزمة الشرق الأوسط ووقف الحرب على غزة وتقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف وإحلال السلام في مناطق متعددة من العالم، كما تعمل حاليا سلطنة عمان في الملف الإيراني الأميركي وغيرها من الملفات بكل هدوء، وإذا كانت الزيارة قد حققت بعض المكاسب الاقتصادية للاقتصاد الأميركي، فإن آثارها السياسية والاستراتيجية قد تكون أعمق وأطول مدى في المرحلة القادمة.. والله من وراء القصد.

رويترز: الكمين الثاني لترامب في البيت الأبيض قد يجعل الزعماء يعيدون التفكير قبل القدوم
رويترز: الكمين الثاني لترامب في البيت الأبيض قد يجعل الزعماء يعيدون التفكير قبل القدوم

الوطن

timeمنذ 19 ساعات

  • الوطن

رويترز: الكمين الثاني لترامب في البيت الأبيض قد يجعل الزعماء يعيدون التفكير قبل القدوم

لقاء غير تقليدي في المكتب البيضاوي في مشهد غير مسبوق، خفّض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأضواء داخل المكتب البيضاوي خلال لقائه مع نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، وواجهه أمام الكاميرات باتهامات كاذبة تتعلق بـ"إبادة جماعية للبيض" في جنوب أفريقيا. عرض فيديو مثير للجدل أمام الضيف ترامب، المعروف بتكتيكاته الإعلامية الحادة، عرض على رامافوزا مقاطع فيديو ومقالات مطبوعة تزعم وقوع عمليات قتل جماعي واستيلاء على أراضي المزارعين البيض، رغم عدم وجود أدلة موثقة على هذه الادعاءات.رامافوزا، الذي بدا مستعداً للرد، تعامل مع الموقف بهدوء واتزان، محاولاً نفي الاتهامات دون تحدٍ مباشر للرئيس الأمريكي. ردود فعل غاضبة وانتقادات داخلية باتريك غاسبار، السفير الأمريكي السابق في جنوب أفريقيا، وصف اللقاء بأنه "مشهد مخجل" واتهم ترامب باستخدام خطاب عنيف يستند إلى "فيديو مزيف". وأضاف: "التعامل وفق شروط ترامب لا يؤدي إلى نتائج جيدة أبداً".المتحدث باسم رامافوزا قال إن الرئيس الجنوب أفريقي كان يتعرض للاستفزاز، لكنه لم يقع في الفخ. تداعيات محتملة على العلاقات الدولية البيت الأبيض لم يعلّق على ما إذا كان اللقاء معدًّا سلفًا بهذه الطريقة، لكن محللين حذروا من أن مثل هذه اللقاءات قد تدفع زعماء الدول الأخرى للتردد في قبول دعوات ترامب خوفًا من الإحراج العلني، ما قد يعقّد العلاقات الأمريكية مع دول صديقة تُغريها الصين بعلاقات أوثق. خلفيات سياسية ورسائل داخلية لقاء رامافوزا لم يكن الأول، فقد سبق أن اشتبك ترامب علنًا مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، في اجتماع تحوّل إلى صراخ بين الطرفين.العديد من المراقبين يرون أن ترامب يستخدم هذه اللقاءات لتوجيه رسائل إلى قاعدته السياسية، وخاصة التيارات اليمينية المتطرفة، حيث يردد مزاعم قديمة عن "إبادة جماعية للبيض" في جنوب أفريقيا. التحركات التصعيدية ضد جنوب أفريقيا منذ عودته إلى البيت الأبيض، ألغى ترامب مساعدات لجنوب أفريقيا، وطرد سفيرها من واشنطن، وفتح أبواب اللجوء أمام بعض الأفريكانيين البيض، في حين أغلقها أمام لاجئين من دول أخرى، مما أثار جدلاً داخليًا وخارجيًا واسعًا. قانون إصلاح الأراضي المثير للجدل جنوب أفريقيا أقرت قانونًا جديدًا يسمح بمصادرة الأراضي غير المستخدمة دون تعويض إذا كانت المصلحة العامة تقتضي ذلك. لكن لم تنفذ أي مصادرة فعلية بعد، وكل قرار يمكن الطعن فيه قضائيًا. مخاوف من تكرار "مشهد زيلينسكي" اللقاء الأخير أعاد للأذهان المشادة العنيفة بين ترامب والرئيس الأوكراني، والتي خلّفت توتراً داخل حلف الناتو. ويرى محللون أن "مشهد رامافوزا" قد تكون له انعكاسات سياسية واسعة، خاصة وأن جنوب أفريقيا تُعد حليفًا استراتيجيًا في قارة تتنافس عليها واشنطن وبكين.

مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون ضخم لتمديد خفض الضرائب وخفض الإنفاق الاجتماعي
مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون ضخم لتمديد خفض الضرائب وخفض الإنفاق الاجتماعي

البلاد البحرينية

timeمنذ يوم واحد

  • البلاد البحرينية

مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون ضخم لتمديد خفض الضرائب وخفض الإنفاق الاجتماعي

وافق مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون اليوم الخميس على مشروع قانون ضخم للسياسة الداخلية بعد مناقشات ماراثونية، في خطوة رئيسية لتمديد خفض الضرائب الذي بدأه الرئيس ترامب في ولايته الأولى. ويشمل القانون المسمى "الكبير والجميل" من قبل ترامب، تمديد التخفيضات الضريبية مع تقليص الإنفاق على برامج حكومية رئيسية مثل التأمين الصحي "ميديك إيد" والمساعدات الغذائية. وسينتقل المشروع الآن إلى مجلس الشيوخ حيث من المتوقع إجراء تعديلات كبيرة عليه. جاء التصويت بعد جلسة تصويت ليلية شهدت جدلاً حاداً بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تأثير القانون على العجز الفيدرالي والخدمات الاجتماعية، في وقت تواصل الإدارة الأمريكية سعيها لتنفيذ أجندتها الاقتصادية قبل الانتخابات المقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store