logo
ما هي مخاطر التلوث النووي الناتجة عن هجمات إسرائيل على إيران؟

ما هي مخاطر التلوث النووي الناتجة عن هجمات إسرائيل على إيران؟

مصرسمنذ يوم واحد

تقول إسرائيل إنها مصمّمة على تدمير القدرات النووية الإيرانية في هجماتها على إيران، وسط مخاوف إقليمية من التلوث النووي الذي قد ينتج عن ذلك.
في هذه الصورة المأخوذة من فيديو نُشر في 17 أبريل 2021 من قبل هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية (IRIB)، تظهر مجموعة من أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، الواقعة على بُعد نحو 200 ميل (322 كيلومترًا) جنوب العاصمة طهران، إيران. / APوقد سرت مخاوف من وقوع كارثة في الخليج يوم الخميس، عندما أعلنت القوات الإسرائيلية أنها ضربت موقعا في بوشهر على الساحل الخليجي – وهو موطن محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران – لكنها عادت لاحقا وقالت إن الإعلان كان عن طريق الخطأ.وفيما يلي تفاصيل حول الأضرار التي تسببت بها هجمات إسرائيل حتى الآن، وما يقوله الخبراء بشأن مخاطر التلوث والكوارث الأخرى، وفق ما أوردته وكالة "رويترز". ما الذي استهدفته إسرائيل حتى الآن؟أعلنت إسرائيل عن شنّ هجمات على مواقع نووية في نطنز وأصفهان وأراك وطهران نفسها. وتزعم إسرائيل أنها تهدف إلى منع إيران من بناء قنبلة نووية، فيما تنفي إيران سعيها إلى ذلك.وقد أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوقوع أضرار في منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، وفي المجمع النووي في أصفهان، بما في ذلك منشأة تحويل اليورانيوم، إضافة إلى منشآت إنتاج أجهزة الطرد المركزي في كرج وطهران.وقالت إسرائيل يوم الأربعاء إنها استهدفت أراك، المعروف أيضا باسم "خنداب"، وهو موقع مفاعل أبحاث بالماء الثقيل لا يزال قيد الإنشاء، نوع يمكنه بسهولة إنتاج البلوتونيوم، الذي يمكن استخدامه، شأنه شأن اليورانيوم المخصب، في صنع نواة قنبلة نووية.وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تملك معلومات تفيد بأن مفاعل خنداب للأبحاث بالماء الثقيل قد ضُرب، لكنها أشارت إلى أنه لم يكن في الخدمة، ولم تُسجّل أي آثار إشعاعية. ما هي مخاطر التسرب أو التلوث نتيجة هذه الضربات؟قال بيتر براينت، الأستاذ في جامعة ليفربول في إنجلترا والمتخصص في علوم الحماية من الإشعاع وسياسات الطاقة النووية، إنه لا يشعر بقلق كبير إزاء مخاطر التلوث الناتج عن الضربات حتى الآن.وأشار إلى أن موقع أراك لم يكن قيد التشغيل، بينما كانت منشأة نطنز تحت الأرض ولم يتم الإبلاغ عن أي تسرب إشعاعي. وأضاف: "القضية هي التحكم بما حدث داخل المنشأة، لكن المنشآت النووية مصممة لذلك".وتابع: "اليورانيوم لا يشكل خطرا إلا إذا تم استنشاقه أو ابتلاعه أو دخوله الجسم بمستويات تخصيب منخفضة".وأوضحت داريا دولزيكوفا، باحثة كبيرة في مركز الأبحاث البريطاني RUSI، أن الضربات على منشآت تقع في المراحل الأولى من دورة الوقود النووي – وهي المراحل التي يُحضَّر فيها اليورانيوم لاستخدامه في المفاعل – تشكل في الأساس مخاطر كيميائية وليس إشعاعية.وفي منشآت التخصيب، تكمن الخطورة في مادة UF6 أو سادس فلوريد اليورانيوم. حيث بينت دولزيكوفا: "عندما يتفاعل UF6 مع بخار الماء في الهواء، ينتج مواد كيميائية ضارة".ولفتت إلى أن مدى انتشار أي مادة يعتمد على عوامل منها الظروف الجوية، قائلة: "في ظل الرياح الخفيفة، يمكن توقّع أن تستقر أغلب المواد في محيط المنشأة؛ أما في حالة الرياح القوية، فستنتقل المواد لمسافات أبعد، لكنها أيضا ستتشتت بشكل أكبر".ويكون خطر الانتشار أقل بالنسبة للمنشآت الواقعة تحت الأرض. ماذا عن المفاعلات النووية؟يتمثل القلق الأكبر في توجيه ضربة إلى مفاعل إيران النووي في بوشهر. قال ريتشارد ويكفورد، وهو أستاذ فخري في علم الأوبئة بجامعة مانشستر، إن التلوث الناتج عن الهجمات على منشآت التخصيب سيكون "في الأساس مشكلة كيميائية" للمناطق المحيطة، لكن الأضرار الواسعة النطاق التي قد تلحق بمفاعلات الطاقة الكبيرة "هي مسألة مختلفة تماماً".وأضاف أن العناصر المشعة قد تُطلَق إما عبر سحابة من المواد المتطايرة أو في البحر.وأشار جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إلى أن الهجوم على بوشهر "قد يتسبب في كارثة إشعاعية كاملة"، لكنه بيّن أن الهجمات على منشآت التخصيب "من غير المرجّح أن تؤدي إلى عواقب كبيرة خارج الموقع".وأوضح أن اليورانيوم، قبل دخوله المفاعل النووي، لا يكون مشعا بدرجة كبيرة، مردفا: "الشكل الكيميائي UF6 سام... لكنه لا يميل إلى السفر لمسافات بعيدة، كما أنه يكاد لا يكون مشعا. حتى الآن، كانت العواقب الإشعاعية لهجمات إسرائيل شبه معدومة"، مضيفاً في الوقت ذاته أنه يعارض الحملة الإسرائيلية. لماذا تقلق دول الخليج بشكل خاص؟بالنسبة لدول الخليج، فإن أي ضربة على بوشهر قد تؤدي إلى تلوث محتمل لمياه الخليج، ما قد يهدد مصدرا حيوياً لمياه الشرب المحلاة.في الإمارات، تمثل المياه المحلاة أكثر من 80% من مياه الشرب، بينما أصبحت البحرين تعتمد بالكامل على المياه المحلاة منذ عام 2016، مع تخصيص 100% من المياه الجوفية لخطط الطوارئ، وفقا للسلطات.وتعتمد قطر بنسبة 100% على المياه المحلاة.أما في السعودية، وهي دولة أكبر بكثير وتملك احتياطيات أكبر من المياه الجوفية، فكانت حوالي 50% من إمدادات المياه تأتي من المياه المحلاة بحلول عام 2023، بحسب الهيئة العامة للإحصاء.ورغم أن بعض دول الخليج مثل السعودية وعُمان والإمارات لديها منفذ إلى أكثر من بحر واحد، فإن دولا مثل قطر والبحرين والكويت تقع على طول ساحل الخليج فقط ولا تملك أي سواحل أخرى.وأكد نضال هلال، أستاذ الهندسة ومدير مركز أبحاث المياه بجامعة نيويورك أبوظبي أنه "إذا أدت كارثة طبيعية أو تسرب نفطي أو حتى هجوم متعمد إلى تعطيل محطة تحلية، فإن مئات الآلاف قد يفقدون إمكانية الوصول إلى المياه العذبة فورا".واستطرد: "محطات التحلية الساحلية معرضة بشكل خاص للمخاطر الإقليمية مثل التسربات النفطية أو التلوث النووي المحتمل".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نافذة عراقجي: الهجمات تغتال الدبلوماسية وشكوكنا بأميركا تتزايد
نافذة عراقجي: الهجمات تغتال الدبلوماسية وشكوكنا بأميركا تتزايد

نافذة على العالم

timeمنذ 25 دقائق

  • نافذة على العالم

نافذة عراقجي: الهجمات تغتال الدبلوماسية وشكوكنا بأميركا تتزايد

السبت 21 يونيو 2025 08:00 صباحاً نافذة على العالم - أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن عدم يقين بلاده من إمكانية الوثوق بالولايات المتحدة في المحادثات الدبلوماسية، وذلك في أعقاب الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران قبل أيام قليلة من المفاوضات المقررة مع المسؤولين الأميركيين. وقال عراقجي في مقابلة مع شبكة "NBC News" الأميركية، إن الأمر متروك لإدارة الرئيس دونالد ترامب "لإظهار عزمها للسعي نحو حل تفاوضي"، عندما سُئل عما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة خلال الإطار الزمني الذي حدده ترامب مؤخراً والبالغ أسبوعين. وأشار الوزير الإيراني إلى أن واشنطن ربما لم تكن مهتمة بصدق بالدبلوماسية، واستخدمت المحادثات فقط كـ"غطاء" للهجوم الجوي الإسرائيلي، مضيفاً: "ربما كان لديهم هذه الخطة في أذهانهم، واحتاجوا فقط للمفاوضات لتغطيتها. لا نعرف كيف يمكننا أن نثق بهم بعد الآن. ما فعلوه كان في الواقع خيانة للدبلوماسية". وأوضح عراقجي، خلال المقابلة التي أجريت في جنيف بعد محادثاته مع كبار الدبلوماسيين الأوروبيين، أن بلاده مستعدة للتفاوض ولكن بشرط أن توقف إسرائيل أولاً هجماتها الجوية على إيران، قائلاً: "لسنا مستعدين للتفاوض معهم بعد الآن، طالما استمر العدوان". رفض التخلي عن تخصيب اليورانيوم وأكد الوزير الإيراني أن إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم كما طالب ترامب، مشيرا إلى أنه أوضح ذلك لمبعوث الولايات المتحدة ستيف ويتكوف، وقال: "قلت له عدة مرات إن التخصيب الصفري مستحيل". وأضاف: "كل دولة لها الحق في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وهذا إنجاز علمائنا. إنها مسألة فخر وكرامة وطنية". انتقادات للمبعوث الأميركي انتقد عراقجي المبعوث الأميركي ويتكوف، قائلاً إنه يبدو غير قادر على الوفاء بما تم مناقشته في الاجتماعات السابقة: "أعتقد أنه رجل نبيل، شخص يمكن العمل معه، لكن للأسف، غيّر كلامه في كل مرة التقينا فيها. ربما كان ذلك لأنه لا يستطيع تحقيق ما وعدنا به". وأضاف: "هناك نقص في الثقة الآن بيننا لأنه لم يفِ بوعوده، وما قاله لنا إنه يمكننا فعله لم يتحقق"، مشيراً إلى أن التواصل مع ويتكوف لا يزال مستمراً من خلال "رسائل مباشرة وغير مباشرة نتبادلها". التهديد بالرد على أي هجوم أميركي وحذّر عراقجي من أنه إذا قررت الولايات المتحدة مهاجمة إيران، فإن حكومته تحتفظ بحق الرد، كما فعلت ضد إسرائيل، قائلاً: "عندما تكون هناك حرب، يهاجم الجانبان بعضهما البعض. هذا أمر مفهوم. والدفاع عن النفس حق مشروع لكل دولة". وأضاف: "إذا انضمت الولايات المتحدة لإسرائيل في هذه الهجمات، فسنفعل الشيء نفسه". الدفاع عن المرشد وردّاً على التهديدات الإسرائيلية باستهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، قال عراقجي إن مثل هذا العمل "سيكون أكبر جريمة يمكن أن يرتكبوها"، لكنه أكد: "لن يتمكنوا من فعل ذلك". ووصف تصريحات ترامب حول معرفة أميركا بمكان خامنئي بأنها "إهانة" أكثر من كونها تهديداً، قائلاً: "أنا مندهش من كيف يمكن لرئيس ما يسمى بالقوة العظمى أن يتحدث هكذا. لقد تحدثنا دائماً عن الرئيس ترامب باحترام". شروط العودة للدبلوماسية وأشار عراقجي إلى أن إحياء المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة يتطلب فقط أن تطلب واشنطن من إسرائيل وقف غاراتها الجوية على إيران، قائلاً: "أعتقد أنه إذا كان الأميركيون جادين في العودة إلى الدبلوماسية، فكل ما يحتاجونه هو مكالمة هاتفية من واشنطن إلى تل أبيب لوقف كل شيء".

وحدة 'شالداغ' الخطة البديلة لإسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية
وحدة 'شالداغ' الخطة البديلة لإسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية

خبر صح

timeمنذ 40 دقائق

  • خبر صح

وحدة 'شالداغ' الخطة البديلة لإسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية

تسعى تل أبيب بجدية لاستكشاف خيارات متعددة لاستهداف المنشأة الإيرانية المحصنة، التي تقع على عمق كبير تحت الأرض بالقرب من طهران، وتعتبر من أبرز مراكز تخصيب اليورانيوم في إيران. وحدة 'شالداغ' الخطة البديلة لإسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية اقرأ كمان: نتنياهو يؤكد استهداف كبار المسؤولين في البرنامج النووي الإيراني وعدم التراجع عن ذلك وفقًا لتقرير نشرته شبكة 'فوكس نيوز' الأمريكية، تضع إسرائيل سيناريوهات تعتمد على قوات النخبة من سلاح الجو الإسرائيلي، تحديدًا الوحدة 5101 المعروفة باسم 'شالداغ'، والتي تعني بالعبرية 'طائر الرفراف'، وهو طائر يتميز بالغوص تحت الماء للبحث عن فريسته، وقد نفذت هذه الوحدة عمليات معقدة داخل الأراضي السورية. شالداغ تدمر منشأة صواريخ إيرانية تحت الأرض في سوريا في حادثة حدثت في سبتمبر الماضي، تمكن عناصر 'شالداغ' من التسلل إلى منشأة صواريخ إيرانية تحت الأرض في سوريا، كانت محصنة على عمق 90 مترًا، وزرعوا متفجرات تم تفجيرها عن بعد، بعد تنفيذ عمليات قصف تمويهي لتأمين تغطية جوية. من جانبه، صرح الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لشبكة 'فوكس نيوز' أن المنشأة السورية كانت مشابهة لمنشأة فوردو من حيث العمق والتحصين، لكن العملية أثبتت قدرة القوات الخاصة الإسرائيلية على تجاوز العقبات الميدانية الصعبة. وأضاف: 'كل من يسعى لإنهاء الحرب بسرعة، عليه التعامل مع فوردو، وفي رأيي، فإن ضرب هذه المنشأة سيغير قواعد اللعبة' شك ترامب في القدرة على تدمير فوردو رغم القدرات الخاصة لإسرائيل، أبدى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شكوكه في قدرة إسرائيل على تدمير منشأة فوردو بمفردها، مؤكدًا أن 'إسرائيل تمتلك قدرة محدودة للغاية على اختراق التحصينات العميقة، ولا تملك الوسائل اللازمة للتوغل الكافي'. اقرأ كمان: انطلاقة جديدة لكامل إدريس بعد أدائه اليمين الدستوري رئيساً للوزراء في السودان يُعتقد أن المنشأة الإيرانية المحصنة لا يمكن تدميرها إلا باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، وهي ذخائر تمتلكها الولايات المتحدة فقط، ويمكن إطلاقها عبر قاذفات الشبح 'بي-2'. وفي تعليق له على هذا الملف، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكشف عن القدرات الفعلية لبلاده، مكتفيًا بالقول: 'لدينا عدد لا بأس به من الشركات الناشئة، والكثير من الخطط السرية، ولا أرى ضرورة للحديث علنًا عن هذه الأمور' منشأة فوردو النووية تشكل منشأة فوردو النووية، الواقعة جنوبي العاصمة الإيرانية طهران، واحدة من أكثر المواقع الإيرانية تحصينًا، وهي مجهزة لتخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة، وتعتبر هذه المنشأة، وفقًا للخبراء، تحديًا عسكريًا كبيرًا لأي طرف يسعى لاستهداف البنية التحتية النووية الإيرانية دون تصعيد شامل.

ما تداعيات الهجوم الأمريكي المحتمل على منشأة فوردو الإيرانية؟
ما تداعيات الهجوم الأمريكي المحتمل على منشأة فوردو الإيرانية؟

مصراوي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصراوي

ما تداعيات الهجوم الأمريكي المحتمل على منشأة فوردو الإيرانية؟

مع تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، كشفت تقارير إعلامية غربية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس توجيه ضربة عسكرية لمنشأة "فوردو" النووية الإيرانية، باستخدام قنبلة خارقة للتحصينات، هي الأكبر في الترسانة التقليدية الأمريكية. وفقا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، فإن القنبلة التي من المحتمل استخدامها لقصف المنشأة النووية الإيرانية هي "جي بي يو 57" التي يبلغ وزنها 13.5 طنا، المصممة لاختراق المنشآت شديدة التحصين تحت الأرض مثل "فوردو"، فما هي النتائج التي ستترتب على استخدام هذه القنبلة؟ يرى خبراء متخصصون في مجال الدفاع والطاقة النووية، أن استخدام القنبلة "جي بي يو 57" قد يتسبب في سقوط ضحايا من العاملين داخل المنشأة النووية الإيرانية، غير أنه لن يؤدي إلى انفجار نووي أو حدوث تسرب إشعاعي واسع النطاق. في إطار ذلك، يشير القائد السابق في وحدة الدفاع الكيميائي والنووي بالجيش البريطاني هاميش دي بريتون جوردون، إلى أن منشأة "فوردو" الإيرانية لا تضم مفاعلات أو رؤوس نووية، بل أجهزة طرد مركزي تُستخدم لتخصيب اليورانيوم، وبالتالي فإن التفجير الناتج عن الهجوم الأمريكي المحتمل لن يطلق طاقة نووية، وفق تصريحات لشبكة "إن بي سي نيوز". وتُعد منشأة "فوردو" الواقعة جنوب العاصمة الإيرانية طهران، من بين أكثر المواقع تحصينا في البلاد، إذ تم تشييدها أسفل جبل ضخم. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن مستويات التخصيب في المنشأة الإيرانية بلغت نحو 60%، وهي نسبة تفوق الحد المسموح به للاستخدامات المدنية ويتراوح بين 3.5 إلى 5%، فيما يبلغ الحد المطلوب لتصنيع سلاح نووي نسبة 90%. وعلى الرغم من عدم تمكن المراقبين الدوليين من العثور على دليل يؤكد نية طهران لتصنيع سلاح نووي، تصر حكومة الاحتلال الإسرائيلي على مزاعمها بأن إيران باتت قريبة من ذلك. وهو الأمر الذي اتخذته حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ذريعة لشن هجوم "الأسد الصاعد" يوم الجمعة 13 يونيو الجاري، ضد مواقع إيرانية بما في ذلك منشآت نووية. لكن وبرغم الهجمات الإسرائيلية المستمرة، يبقى هدف تدمير حصن "فوردو" صعبا على إسرائيل دون دعم أمريكي، إذ لا يمتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي قذائف مثل "جي بي يو 57" أو المنصات الجوية اللازمة لحملها مثل القاذفات الشبحية الامريكية "بي 2 سبيريت" التي يتمركز عدد منها في قاعدة "دييجو جارسيا" في المحيط الهندي. ويركّز جيش الاحتلال الإسرائيلي على "فوردو" بشكل خاص، إذ يُعدها مراقبون رمزا لقدرة إيران النووية المتقدمة، الأمر الذي يجعلها هدفا رئيسيا لأي هجوم عسكري إسرائيلي أمريكي محتمل. فوردو.. مخاطر التلوث الإشعاعي! في ظل تصاعد التهديدات الأمريكية بقصف منشأة "فوردو" الإيرانية، تتزايد المخاوف الدولية من أن يؤدي أي هجوم محتمل يستهدفها إلى حدوث تلوث أو تسرب إشعاعي نووي، لكن مدير مؤسسة "راديانت إنرجي (الطاقة المشعة)" مارك نيلسون، يؤكد أن المواد النووية داخل المنشأة تعتبر منخفضة الإشعاع نسبيا، ما يجعل احتمالات حدوث كارثة بيئية أمرًا ضعيفًا. لكن نيلسون، يحذّر في الوقت نفسه من أن تحلل غاز اليورانيوم عند تفجيره وتحوّله إلى حمض "الهيدروفلوريك"، وهو مادة سامة قد تسبب حروقا شديدة أو أزمة تنفسية وقلبية مميتة إذا تم استنشاقها أو لُمست دون وقاية. إلى جانب ذلك، يشير نيلسون إلى أن احتمال تسرب إشعاع نووي للمياه الجوفية في الموقع يظل ضعيفا، بيد أنه مستوى الإشعاع في هذه إحالة سيكون قابلا للرصد وليس التسبب في أضرار مباشرة. "تابوت خرساني" ينوّه القائد السابق في وحدة الدفاع الكيميائي والنووي بالجيش البريطاني، إلى أن قصف "فوردو" بقنبلة "جي بي يو 57" الأمريكية قد يؤدي إلى دفنها بالكامل أسفل أنقاض الجبل، مشبّها تأثير ذلك بـ"التابوت الخرساني" الذي شُيّد فوق مفاعل تشيرنوبيل عقب كارثة عام 1986، لكن بسمك أكبر قد يصل إلى 60 مترا. في الوقت نفسه، يرى المتخصصون وفق "إن بي سي"، أن التهديد الأكبر في سيناريو قصف المنشأة النووية الإيرانية، يكمن في القنبلة الأمريكية نفسها إذ إنها من ستسبب قوة تدميرية هائلة قد تؤدي إلى مقتل مئات الأشخاص ما لم تُستخدم بدقة مطلقة. يقول مدير مؤسسة "راديانت إنرجي" "الاقتراب من موقع (فوردو) بعد التفجير المحتمل دون ارتداء معدات واقية سيكون مميتا.. لكن على الرغم من ذلك يبقى الخطر محليا وليس إقليميا". وبينما لا يزال من غير الواضح، ما إذا كانت الإدارة الأمريكية اتخذت قرارا نهائيا بشأن تنفيذ الهجوم على منشأة "فوردو" النووية الإيرانية من عدمه، يبقى السؤال حول ما إذا كان استهدافها بوابة لصراع أوسع في منطقة الشرق الأوسط. لكن، المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه" ليون بانيتا، أكد أن الولايات المتحدة بلا شك ستتورط في حرب إقليمية في حال هاجمت إيران. بانيتا الذي شغل سابقا منصب وزير الدفاع في الولايات المتحدة، حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن إيران سترد بكل تأكيد على أي هجوم يستهدفها، ما يعني انخراط أمريكا في حرب مباشرة معها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store