logo
لماذا يرفضون الإجازة القسرية

لماذا يرفضون الإجازة القسرية

قاسيون٠٩-٠٣-٢٠٢٥

اختلفت القرارات الصادرة وتم تصنيفها من قبل العمال بعد صدورها، منها ما سمّي بكفّ اليد وهناك الفصل وعدم تجديد العقود، والإجازات القسرية المأجورة، وهناك أيضاً قرارات تجديد العقود لمدة شهر أو شهرين أو ثلاثة وفق الحاجة على حد قولهم، ولدينا أيضاً التقاعد المبكر لمن أتم 25 سنة. وأغلب هذه القرارات خرجت بشكلها الأول شفهياً عبر التبليغ المباشر أو عبر «الواتساب» وتم تدارك ذلك بالأشهر والأسابيع اللاحقة وخرجت القوائم المُروَّسة بأسباب القرار والجهة المصدرة للقرار ومبرراته، التي ارتكزت بغالبيتها على مواد انتقائية من قانون العاملين، أو وفق مقتضيات الحاجة وقرارات حكومة تصريف الأعمال التي شرّعتها لنفسها. لا يمكن إنكار أنّ بعض القرارات القليلة وخاصة بكفّ اليد والفصل قد أصابت بعض الموظفين الفاسدين والوهميّين، أو كما تم تسمّيتهم بالأشباح، لكن ذلك لا ينفي بل يؤكّد الخسائر الجانبية الكبرى المتمثلة بذهاب الصالح بجريرة الطالح بل إنّ هناك قرارات أطاحت بالصالح وأكرمت الطالح وثبتت أركان وظيفته وفساده المعروف من قبل زملاءه، وهذا لم يكن ليحدث لو ارتكزت تلك القرارات على معايير وآليات قانونية ومهنية مدروسة وعلمية، وإنْ قيل بأنّ هذه القرارات كانت نتيجة تقييم، فلا يخفى على أحد بأنّ ما سمّي بالتقييم الذي أجري شكليّاً ببعض الأماكن لا يشبهه بشيء سوى بالمسمى، فلا لجان مؤهلة للتقييم ولا معايير عامة واضحة ومعظم من كان قائماً على التقييم يحتاج بحدّ ذاته لتقييم ومراجعة، لذلك وجب على الحكومة الحالية أو القادمة تجميد جميع قرارات الفصل وعدم تجديد العقود، وتشكيل لجان مختصّة تضم التنظيم النقابي وخبراء حقوقيين وإداريين ومهنيّين يضعون بنوداً علمية لتقيم الأداء خلال العمل، وهو شرط أساسي له لا أنْ يجري وهم في منازلهم ينتظرون نتائج أقل ما يقال عنها بأنها فوضوية ومزاجية وغير علمية.
خشية العمال نابعة من وعيهم
من أكثر القرارات صدوراً كان قرار الإجازة المأجور لمدة ثلاثة أشهر على الراتب الحالي والتي طالت عشرات الآلاف من العمال في القطاع الإنتاجي ومثلها في القطاعات الخدمية وآخرها القطاع الصحي تحت بند غير فعال والذي أصبح حديث الشارع بالأسبوع الأخير نظراً لخروج الاحتجاجات في أكثر من محافظة ومدينة سورية ولعدة أيام متتالية وصرح بعض المسؤولين وهم يعبّرون عن استغرابهم من هذه الاعتراضات فهي على حد قولهم «إنما هي إجازات مأجورة توفر عليكم الوقت وأجار المواصلات، شو بدكم أحسن من هيك؟ ونحن خلال هذه الأشهر سنقيم واقع المنشآت والمديريات ومن نحتاجه سنعيده لعمله ومن لا نحتاجه سنعيد توظفيه في أماكن شاغرة حتى لو كانت خارج ملاكه لأننا نريد أن يكون فعالاً»، وطبعاً لم يكن لهذا التصريحات وقعٌ إيجابي عن العاملين في معظم القطاعات ممّا أثار استغراب المسؤولين وحتى بعض النقابات دون أن يعلموا حقيقة الموقف العمالي بهذا الخصوص.
الخوف من الخصخصة
تعددت أسباب رفض هذه القرارات والمبررات والتصريحات عن العاملين التي طالتهم هذه القرارات ولكنها تطابقت ببعض الجوانب؛ أولها الخشية من تجاوزات قانونية كونهم يرون عدم قانونية الإجازات لعدم ورودها بقانون العاملين الأساسي وبأنه في حال تغيبهم عن عملهم لمدة تتجاوز 15 يوماً يجعلهم بحكم المستقيلين وبالتالي يعتبرون أن هذا فخ قانوني لا يريدون الوقوع فيه ورغم أن بعض القانونيين أقروا بأنها ما دامت إجازة مأجورة وصادرة بقرار فهذا ينطبق عليه قانونياً وجودهم على رأس عملهم ولا يعتبرون غائبين، لم يسبب لهم القناعة والارتياح الكافي، وأما ثانياً عدم الثقة بالوعود التي ضمنت عدم فصلهم كونهم لمسوا التخبط والفوضى بإصدار القوائم ثم تعديلها أو تغييرها للفصل ببعض المؤسسات، وكان هناك دواعٍ جوهرية لعدم القبول بقرار الإجازة المأجورة؛ أهمها نهج الخصخصة الذي يستمر تداوله والتصريح به، بل انتقلَ للتطبيق ببعض القطاعات بعد قرار الحكومة الأخير بوضع عشرات المعامل على قائمة الاستثمار وهذا ما جعل العاملين بها يخشون ذلك ويرون بأنّ قرار إرسالهم للمنزل ليس إلّا للتخلّي عن هذه المنشآت وبالتالي التخلي عنهم لاحقاً وبأيسر الطرق.
إقصاء العمّال أسوأ الأفعال
من الجوانب التي ظهرت بطروحات العمال الرافضة للإجازة المأجورة هي الجوانب المعنوية؛ فارتباطهم بوظائفهم وأماكن عملهم وترابطهم الاجتماعي ضمنها له قيمة معنوية كبرى، وأبلغ مثال لذلك عشرات التعليقات التي خرجت على وسائل التواصل الاجتماعي، المعبرة عن عدم قبولهم لأخذ رواتبهم دون عمل وبأن كرامتهم لا تسمح بذلك، بل هم راغبون بالعمل والبناء والاستمرار والقيام بواجبهم الوطني والمهني، وبأن قدرتهم على النهوض بواقع عملهم رغبة طال انتظارها وهم طامعون باستثمار هذه الفرصة لتغيير واقع منشآتهم ومعيشتهم أيضاً، خاصة مع الآمال بانفراجات تدريجية بالواقع الاقتصادي مما سينعكس على قيمة أجورهم وبالتالي وضعهم المعيشي اللاحق.
إن أي إقصاء لرأي العاملين بالقطاع العام، وعدم مشاركتهم بصناعة القرار، كما حدث وما زال يحدث، هو عين الخطأ، وسيولّد نتائج وتداعيات كارثية على القطاع العام وعامليه معاً، وعلى السلطة أيضاً، وهذا ما يجب على النقابات التنبّه له والإسراع بالانخراط بالقرار، وحماية القطاع العام وعمّاله وموظفيه. ورغم كل ما يعانيه القطاع العام من تدهور تهالك ما زال به الخير المتمثّل بعمالٍ لا مثيل لهم بالعزيمة والخبرة والروح الوطنية العميقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ناشطة حقوقية: في وطني الدكتور الأكاديمي يبيع سمبوسة والمشرف الحوثي يحاضر بالجامعة
ناشطة حقوقية: في وطني الدكتور الأكاديمي يبيع سمبوسة والمشرف الحوثي يحاضر بالجامعة

حضرموت نت

time١٥-٠٣-٢٠٢٥

  • حضرموت نت

ناشطة حقوقية: في وطني الدكتور الأكاديمي يبيع سمبوسة والمشرف الحوثي يحاضر بالجامعة

أعربت الناشطة الحقوقية سونيا الصالح عن استنكارها الشديد للواقع الذي تعيشه بلادنا، حيث نشرت تصريحات مثيرة على حسابه بمنصة 'إكس'، أبدت خلالها استغرابها مما وصلت إليه الأوضاع في وطنها. وقالت الصالح: 'في وطني، الدكتور الأكاديمي، الحاصل على شهادة في القانون الدولي، يضطر لبيع 'السمبوسة' في الشوارع لتأمين لقمة العيش، بينما نجد المشرف الحوثي، الذي لم يتخرج إلا من أكاديمية المليشيا، يحاضر في الجامعات، بما في ذلك قسم الطب البشري، ويُعلم الطالبات'. وأضافت الصالح أن هذا التناقض الصارخ يعكس حالة الانهيار التي تشهدها المؤسسات التعليمية والاقتصادية في البلاد، حيث أصبح الأكاديميون والخبراء في العديد من المجالات مضطرين للبحث عن سبل بديلة للعيش، بينما تسيطر عناصر غير مؤهلة على قطاعات حيوية مثل التعليم الجامعي، وهو ما يهدد جودة التعليم ومستقبل الأجيال القادمة. وأكدت الصالح أن الوضع في البلاد أصبح غير قابل للتحمل، مع تزايد الفوضى وغياب الاستقرار، مشيرة إلى أن هذا التدهور له تأثيرات كبيرة على التعليم العالي والاقتصاد الوطني. ودعت إلى ضرورة إعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس صحيحة تضمن حقوق المواطنين وتوفر فرصًا عادلة للجميع.

اسمعوا كلام الأمهات!
اسمعوا كلام الأمهات!

صحيفة مكة

time١٠-٠٣-٢٠٢٥

  • صحيفة مكة

اسمعوا كلام الأمهات!

في الأيام القليلة الماضية ظهر تقرير على قناة الإخبارية يتناول ظاهرة غياب الطلاب والطالبات عن الحضور للدوام المدرسي خلال شهر رمضان المبارك، ويسلط هذا التقرير الضوء على الدور الخفي الذي تلعبه الأمهات وبطريقة غير رسمية ومن خلال مجموعات "الواتس اب" في تنظيم عملية الحضور والغياب خلال أيام الشهر الفضيل! والحقيقة أن أكثر ما شدني في هذا التقرير هو تسليط الضوء على الدور الهام والمحوري للأمهات اللاتي وإن لم يكن من ضمن أركان التعليم التقليدية إلا أنهن وبلا شك عنصر مهم ومؤثر في العملية التعليمية. وهذا التقرير تحديدا وإن تحدث عن دورهن في ظاهرة تؤثر سلبا على سير العملية التعليمية، إلا أنه أظهر وبطريقة غير مباشرة الأهمية الضمنية والدور الهام الذي تقدمه الأمهات لدعم العملية التعليمية. لا يمكننا الحديث عن التعليم بمعزل عن الأمهات، فهن المحرك الخفي الذي يؤثر بشكل كبير على سير العملية التعليمية، سواء بشكل مباشر من خلال متابعة الأبناء والتواصل مع المدارس ومتابعة العملية التعليمية في المنزل، أو بشكل غير مباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومجموعات الأمهات في وسائل التواصل المختلفة! وبدلا من الاكتفاء بتوجيه اللوم في التقارير الإخبارية وتعبير المختصين التربويين عن امتعاضهم من هذا الدور السلبي والتوصية بفرض العقوبات واتخاذ القرارات الصارمة، من المهم أن نستمع إليهن، نفهم احتياجاتهن، وندرس الأسباب التي تدفعهن لمثل هذه التصرفات. فعملية التعليم بالأساس هي عملية تكاملية تتفاعل فيها البيئة الأسرية مع المدرسة لتسهم في تكوين المعرفة والقيم والمهارات اللازمة للنمو الشخصي والاجتماعي وزيادة الحصيلة المعرفية والعلمية لدى الطالب، وعليه فإن هذه العلاقة التكاملية بين البيئة الأسرية والجهات التعليمية يحسُن لها أن تكون علاقة ممتدة لتشمل الأخذ بمرئيات الأسر عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعليم، وأنا هنا أقترح على وزارة التعليم أن تتبنى منهجا تفاعليا عن طريق استطلاعات الرأي والاستبيانات لفهم احتياجات الأسر واتخاذ قرارات تتماشى مع البيئة الاجتماعية. ختاما، إن التعامل مع المشكلات التعليمية يجب ألا يقتصر على الحلول الإدارية فقط، بل يجب أن يشمل فهم العوامل الاجتماعية المؤثرة ومعالجتها بطرق مبتكرة، فإشراك الأسر - وخاصة الأمهات - والأخذ بمرئياتهم حول العملية التعليمية يمكن أن يكون خطوة فعالة نحو حلول أكثر واقعية وقابلية للتنفيذ، واستغلالا إيجابيا للتأثير القوي للأمهات يؤدي إلى تحقيق التوازن بين متطلبات العملية التعليمية والواقع الاجتماعي للأسر.

لماذا يرفضون الإجازة القسرية
لماذا يرفضون الإجازة القسرية

قاسيون

time٠٩-٠٣-٢٠٢٥

  • قاسيون

لماذا يرفضون الإجازة القسرية

اختلفت القرارات الصادرة وتم تصنيفها من قبل العمال بعد صدورها، منها ما سمّي بكفّ اليد وهناك الفصل وعدم تجديد العقود، والإجازات القسرية المأجورة، وهناك أيضاً قرارات تجديد العقود لمدة شهر أو شهرين أو ثلاثة وفق الحاجة على حد قولهم، ولدينا أيضاً التقاعد المبكر لمن أتم 25 سنة. وأغلب هذه القرارات خرجت بشكلها الأول شفهياً عبر التبليغ المباشر أو عبر «الواتساب» وتم تدارك ذلك بالأشهر والأسابيع اللاحقة وخرجت القوائم المُروَّسة بأسباب القرار والجهة المصدرة للقرار ومبرراته، التي ارتكزت بغالبيتها على مواد انتقائية من قانون العاملين، أو وفق مقتضيات الحاجة وقرارات حكومة تصريف الأعمال التي شرّعتها لنفسها. لا يمكن إنكار أنّ بعض القرارات القليلة وخاصة بكفّ اليد والفصل قد أصابت بعض الموظفين الفاسدين والوهميّين، أو كما تم تسمّيتهم بالأشباح، لكن ذلك لا ينفي بل يؤكّد الخسائر الجانبية الكبرى المتمثلة بذهاب الصالح بجريرة الطالح بل إنّ هناك قرارات أطاحت بالصالح وأكرمت الطالح وثبتت أركان وظيفته وفساده المعروف من قبل زملاءه، وهذا لم يكن ليحدث لو ارتكزت تلك القرارات على معايير وآليات قانونية ومهنية مدروسة وعلمية، وإنْ قيل بأنّ هذه القرارات كانت نتيجة تقييم، فلا يخفى على أحد بأنّ ما سمّي بالتقييم الذي أجري شكليّاً ببعض الأماكن لا يشبهه بشيء سوى بالمسمى، فلا لجان مؤهلة للتقييم ولا معايير عامة واضحة ومعظم من كان قائماً على التقييم يحتاج بحدّ ذاته لتقييم ومراجعة، لذلك وجب على الحكومة الحالية أو القادمة تجميد جميع قرارات الفصل وعدم تجديد العقود، وتشكيل لجان مختصّة تضم التنظيم النقابي وخبراء حقوقيين وإداريين ومهنيّين يضعون بنوداً علمية لتقيم الأداء خلال العمل، وهو شرط أساسي له لا أنْ يجري وهم في منازلهم ينتظرون نتائج أقل ما يقال عنها بأنها فوضوية ومزاجية وغير علمية. خشية العمال نابعة من وعيهم من أكثر القرارات صدوراً كان قرار الإجازة المأجور لمدة ثلاثة أشهر على الراتب الحالي والتي طالت عشرات الآلاف من العمال في القطاع الإنتاجي ومثلها في القطاعات الخدمية وآخرها القطاع الصحي تحت بند غير فعال والذي أصبح حديث الشارع بالأسبوع الأخير نظراً لخروج الاحتجاجات في أكثر من محافظة ومدينة سورية ولعدة أيام متتالية وصرح بعض المسؤولين وهم يعبّرون عن استغرابهم من هذه الاعتراضات فهي على حد قولهم «إنما هي إجازات مأجورة توفر عليكم الوقت وأجار المواصلات، شو بدكم أحسن من هيك؟ ونحن خلال هذه الأشهر سنقيم واقع المنشآت والمديريات ومن نحتاجه سنعيده لعمله ومن لا نحتاجه سنعيد توظفيه في أماكن شاغرة حتى لو كانت خارج ملاكه لأننا نريد أن يكون فعالاً»، وطبعاً لم يكن لهذا التصريحات وقعٌ إيجابي عن العاملين في معظم القطاعات ممّا أثار استغراب المسؤولين وحتى بعض النقابات دون أن يعلموا حقيقة الموقف العمالي بهذا الخصوص. الخوف من الخصخصة تعددت أسباب رفض هذه القرارات والمبررات والتصريحات عن العاملين التي طالتهم هذه القرارات ولكنها تطابقت ببعض الجوانب؛ أولها الخشية من تجاوزات قانونية كونهم يرون عدم قانونية الإجازات لعدم ورودها بقانون العاملين الأساسي وبأنه في حال تغيبهم عن عملهم لمدة تتجاوز 15 يوماً يجعلهم بحكم المستقيلين وبالتالي يعتبرون أن هذا فخ قانوني لا يريدون الوقوع فيه ورغم أن بعض القانونيين أقروا بأنها ما دامت إجازة مأجورة وصادرة بقرار فهذا ينطبق عليه قانونياً وجودهم على رأس عملهم ولا يعتبرون غائبين، لم يسبب لهم القناعة والارتياح الكافي، وأما ثانياً عدم الثقة بالوعود التي ضمنت عدم فصلهم كونهم لمسوا التخبط والفوضى بإصدار القوائم ثم تعديلها أو تغييرها للفصل ببعض المؤسسات، وكان هناك دواعٍ جوهرية لعدم القبول بقرار الإجازة المأجورة؛ أهمها نهج الخصخصة الذي يستمر تداوله والتصريح به، بل انتقلَ للتطبيق ببعض القطاعات بعد قرار الحكومة الأخير بوضع عشرات المعامل على قائمة الاستثمار وهذا ما جعل العاملين بها يخشون ذلك ويرون بأنّ قرار إرسالهم للمنزل ليس إلّا للتخلّي عن هذه المنشآت وبالتالي التخلي عنهم لاحقاً وبأيسر الطرق. إقصاء العمّال أسوأ الأفعال من الجوانب التي ظهرت بطروحات العمال الرافضة للإجازة المأجورة هي الجوانب المعنوية؛ فارتباطهم بوظائفهم وأماكن عملهم وترابطهم الاجتماعي ضمنها له قيمة معنوية كبرى، وأبلغ مثال لذلك عشرات التعليقات التي خرجت على وسائل التواصل الاجتماعي، المعبرة عن عدم قبولهم لأخذ رواتبهم دون عمل وبأن كرامتهم لا تسمح بذلك، بل هم راغبون بالعمل والبناء والاستمرار والقيام بواجبهم الوطني والمهني، وبأن قدرتهم على النهوض بواقع عملهم رغبة طال انتظارها وهم طامعون باستثمار هذه الفرصة لتغيير واقع منشآتهم ومعيشتهم أيضاً، خاصة مع الآمال بانفراجات تدريجية بالواقع الاقتصادي مما سينعكس على قيمة أجورهم وبالتالي وضعهم المعيشي اللاحق. إن أي إقصاء لرأي العاملين بالقطاع العام، وعدم مشاركتهم بصناعة القرار، كما حدث وما زال يحدث، هو عين الخطأ، وسيولّد نتائج وتداعيات كارثية على القطاع العام وعامليه معاً، وعلى السلطة أيضاً، وهذا ما يجب على النقابات التنبّه له والإسراع بالانخراط بالقرار، وحماية القطاع العام وعمّاله وموظفيه. ورغم كل ما يعانيه القطاع العام من تدهور تهالك ما زال به الخير المتمثّل بعمالٍ لا مثيل لهم بالعزيمة والخبرة والروح الوطنية العميقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store