
الحرب الإسرائيلية الإيرانية... أي هامش للوساطة لإنهاء النزاع بين البلدين وهل سيكون للعرب دور فيها؟
مع دخول الحرب الإسرائيلية الإيرانية يومها الثاني بدون أي مؤشرات حتى الآن حول ما إن كان الطرفان على استعداد للتهدئة، تطرح أبرز الأسئلة في الأوساط الدولية حول إمكانية إجراء وساطة والضغط على الجانبين للجلوس إلى طاولة الحوار، خاصة منه الطرف الإيراني بحكم أن أصل النزاع هو برنامجه النووي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن الجمعة تنفيذ "ضربة افتتاحية ناجحة للغاية"، مؤكدا أن العملية العسكرية استهدفت "قلب" البرنامج النووي الإيراني، وستستمر "بقدر ما يلزم من أيام"، ليدشن حربا غير مسبوقة ضد عدوه الإيراني.
بدوره، أكد الجانب الأمريكي، الحليف الأكبر لإسرائيل، أن هذه الحرب جاءت على خلفية البرنامج النووي الإيراني. وقال الرئيس دونالد ترامب في منشور على منصته تروث سوشل إن ضربات إسرائيل جاءت بعد انقضاء مهلة 60 يوما أعطاها لإيران. وكان ترامب أكد في وقت سابق لشبكة فوكس نيوز أنه أُبلغ مسبقا بالضربات الإسرائيلية الواسعة النطاق على إيران، مكررا موقفه بأنه لا يمكن أن يُسمح لطهران بامتلاك قنبلة نووية.
وقال ترامب: "لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونحن نأمل في أن نعود إلى طاولة المفاوضات"، وذلك في إشارة إلى الجولة المقبلة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن، والتي كانت مقررة الأحد في مسقط. وانسحب ترامب في 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى من الاتفاق الدولي المبرم مع طهران حول برنامجها النووي.
إسرائيل "تأمل في رؤية تغيير النظام" في طهران
ويبدو أن واشنطن تحاول إجبار إيران على "إبرام اتفاق" وإلا ستواجه هجمات "أكثر عنفا"، وفق ما عبر عنه الرئيس الأمريكي الجمعة، فيما يفترض أن تتواصل المفاوضات حول برنامج إيران النووي في سلطة عمان الأحد، لكن طهران قالت إن مشاركتها في المحادثات "غير مؤكدة"، وفق ما أعلنه الإعلام الرسمي، "ولا معنى لها".
وأجرت الولايات المتحدة وإيران جولات لمحادثات عدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ولكن التفاؤل الذي ساد في البداية تبدد في الأيام الأخيرة. وحذر ترامب طهران قائلا: "على إيران إبرام اتفاق قبل ألا يبقى هناك شيء... افعلوا ذلك ببساطة، قبل أن يفوت الأوان"، مشيرا إلى أنه أعطى "إيران الفرصة تلو الأخرى لإبرام اتفاق".
وإن كان ترامب يبقي باب المفاوضات مفتوحا، يتحدث مراقبون عن غاية أكبر من الضربات الإسرائيلية بالنسبة لنتانياهو، بحكم حجم القوة العسكرية التي تستخدمها بلاده في هذا الحرب. وقال مايكل سينغ من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى والمسؤول الكبير السابق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش "يفترض المرء أن أحد الأسباب التي تدفع إسرائيل للقيام بذلك هو أنها تأمل في رؤية تغيير النظام".
وهو "مجرد وهم"، يقول أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية الأردني عصام ملكاوي، مفسرا أن نتانياهو يراهن في ذلك على الشعب الإيراني، الذي "لا يرى أن الهجوم الإسرائيلي إنقاذ له بل مغامرة إسرائيلية لبقاء نتانياهو في الحكم وأن آخر اهتماماته المواطنين الإيرانيين، وما فعله بغزة لن تغفره الشعوب العربية والإسلامية".
قطر المرشح الأكبر للوساطة بين إسرائيل وإيران؟
ويوحي عصام ملكاوي عبر قراءته أنه ليس هناك مخرج آخر من هذه الحرب غير التفاوض. ولا توجد قائمة طويلة من الدول التي باستطاعتها القيام بهذا الدور. وكانت روسيا عبرت عن استعدادها لذلك على لسان الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أجرى الجمعة اتصالين هاتفيين منفصلين مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وأبلغ نتانياهو باستعداده "لأداء دور وساطة" مع إيران لتجنب تصعيد جديد للتوترات.
كذلك تحادث ترامب مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اللذين شددا على أهمية الحوار. وأفادت تقارير بأن سيد البيت الأبيض تحادث أيضا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد.
ويعتبر ملكاوي أن "قطر هي الدولة الوحيدة القادرة على لعب دور الوساطة"، والتي أعربت عن إدانتها الشديدة للضربات، مؤكدة أنها "تعرقل الجهود الرامية لخفض التصعيد" في المنطقة.
نديد عربي بالهجوم الإسرائيلي على إيران ودعم غربي لـ"حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها"
02:15
هل نضجت عوامل بناء وساطة؟
ويبقى سؤال مدى نضج عوامل بناء هذه الوساطة الآن مطروحا بشدة. بالنسبة للمحلل السياسي الأردني، "دوما في النزاعات هناك هامش الوساطة، ولكن لا يمكن أن تكون فاعلة إذا شعر طرف بأنه مغبون ولم يستطع أن يثأر لنفسه من الطرف المعتدي. لابد من أن تستمر الحرب لمدة وجيزة ليشعر كل طرف، ولو إعلاميا، بأنه هو المنتصر. لذلك نحن بانتظار الوصول إلى مساحة هامش المناورة. وقد يكون اتصال ترامب بأمير قطر هي الفرصة الأولى للاستعداد لهذه الوساطة".
والأسباب التي تجعل من قطر المرشح الأكبر في الوساطة لإيقاف الحرب بين إيران وإسرائيل، يربطها ملكاوي بكون الدوحة "لها علاقات قوية مع الطرفين، وتتوفر على تجربة ممتازة في عمليات التوسط في النزاعات. ودولة موثوق بها من أطراف دولية كثيرة"، مشيرا إلى "إيران تثق في قطر".
ويستدرك ملكاوي "لكن إيران لن توافق إلا بعد توجيه ضربة مؤلمة جدا لإسرائيل حتى تقول للعالم ولشعبها بأنها أخذت بثأرها من إسرائيل التي اعتدت عليها... وأعتقد أنها ستقوم بإعلان عن قدرات عسكرية جديده لديها واستخدامها لتوصل رسالة لواشنطن أن وهم تدمير برنامج إيران النووي بعيد المنال، وعلى واشنطن البحث مع قطر البدء في الوساطة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ يوم واحد
- فرانس 24
التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع في كندا
توافد قادة مجموعة السبع ، يتقدمهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، إلى جبال روكي الكندية يوم الأحد للمشاركة في قمة تحظى باهتمام استثنائي نتيجة التصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل، إذ ينتظر أن يبحث المشاركون ضرورة تبني موقف جماعي إزاء الأزمة. ووصل ترامب إلى كندا بعد انتقادات لاذعة وجهها لجارته الشمالية، مشيراً إلى أنها ستكون في وضع أفضل إذا أضحت الولاية الأمريكية الحادية والخمسين، في إشارة واضحة لرغبته في ضمها. وعقب تولي مارك كارني رئاسة الحكومة الكندية في آذار/مارس خلفا لجاستن ترودو، الذي لم يكن يحظى برضا ترامب، تراجعت حدة التوترات بين البلدين. وخصص كارني جدول أعمال القمة لمحاولة تقليص الخلافات بين الدول الصناعية الكبرى، بما فيها بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة. ورغم تلك الجهود، يلوح في الأفق احتمال بروز انقسامات بين القادة أثناء مناقشة التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، والذي بدأ بعد استهداف القوات الإسرائيلية مواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية يوم الجمعة. وفي سياق دبلوماسي، أكدت مصادر كندية أن أوتاوا تجري مشاورات مع الدول المشاركة بشأن إصدار دعوة مشتركة إلى "خفض التصعيد" بين الجانبين. وعلى بعد يومين من انطلاق القمة، شن بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل هجوما شديد اللهجة ضد إيران، بينما كانت واشنطن وطهران تخوضان محادثات بحثا عن مخرج دبلوماسي لأزمة البرنامج النووي الإيراني. من جانبها، ردت إيران بإطلاق صواريخ ومسيرات على إسرائيل وسط تبادل التهديدات بالتصعيد بين المسؤولين من كلا الطرفين. وأعلن الجانبان وقوع قتلى من المدنيين جراء الضربات المتبادلة، الأمر الذي قد يفاقم الخلافات المنتظرة بين قادة مجموعة السبع بشأن كيفية التعامل مع الأزمة. وأعرب ترامب عن تأييده للضربات الإسرائيلية، داعيا في الوقت نفسه الطرفين إلى "إبرام تسوية". وأوضح مسؤول كندي أن كارني يخطط للقاء ترامب الإثنين، في حين التقى رئيس الوزراء الكندي نظيره البريطاني كير ستارمر في أوتاوا عشية القمة. وحافظت الدول الأوروبية على موقف حذر تجاه التوترات، حيث دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضبط النفس، مع حثه طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، متهماً إيران بتكثيف التصعيد النووي. وشدد ماكرون خلال زيارته لغرينلاند على أن فرنسا لم تشارك في أي "عملية دفاع" عن إسرائيل ضد الرد الإيراني، موضحا أن ذلك لم يطلب منها أصلا. وعلى الجانب الآخر، أدانت اليابان، التي تحتفظ بعلاقات ودية مع إيران، الضربات الإسرائيلية ووصفتها بأنها "غير مقبولة ومؤسفة للغاية"، مخالفة بذلك موقف الدول الغربية. ويحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة، التي ستُعقد في بلدة كاناناسكيس الجبلية، لمناقشة الحرب الروسية على بلاده، على أمل لقاء ترامب. وعُرف عن الرئيس الأمريكي تعهده بإحلال السلام في أوكرانيا منذ وصوله للبيت الأبيض، كما سعى لتوطيد العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن هذا التقارب سرعان ما تبدد بعد رفض بوتين الاستجابة لدعوات الهدنة الأمريكية. وأفادت مصادر بأن ترامب أجرى اتصالا هاتفيا مع بوتين يوم السبت ناقشا فيه النزاع الإيراني الإسرائيلي والحرب في أوكرانيا، وأبدى ترامب "انفتاحه" على أن يتوسط بوتين بين إيران وإسرائيل. غير أن الرئيس الفرنسي اعتبر أن بوتين غير مؤهل للعب أي دور وساطة في هذا الملف "تحت أي ظرف". ولا يرجح أن تُدرج القمة أياً من الأزمتين الإيرانية أو الأوكرانية ضمن البيان الختامي، إذ يسعى كارني حاليا للإعلان عن بيانات تخص قضايا أقل جدلا مثل تعزيز سلاسل التوريد. يشار إلى أن آخر زيارة لترامب إلى كندا لحضور قمة السبع عام 2018 شهدت مغادرته المبكرة بعد توجيه انتقادات لرئيس الوزراء السابق ترودو وانسحاب واشنطن من البيان الختامي. ورغم إظهار قادة المجموعة رغبتهم في التقارب مع ترامب، ظهرت خلافات واضحة بين الجانبين حول عدد من الملفات. وأثار ماكرون، خلال زيارته إلى غرينلاند، الجدل بتنديده بتهديدات ترامب بشأن ضم الإقليم الدنماركي، قائلاً "هذا ليس ما يقوم به الحلفاء". أما ترامب فقد توجه إلى قمة السبع عقب مشاركته في عرض عسكري استثنائي بواشنطن بالتزامن مع عيد ميلاده، في أجواء شابتها احتجاجات على سياساته. العلاقات التجارية محور جدل جديد زشهد اليوم السابق للقمة اتصالا هاتفيا بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين وترامب، حيث أكدت ضرورة تكثيف الضغط على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا. وأعربت فون دير لايين عن تطلعها لإحراز تقدم في المحادثات التجارية، بالتزامن مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة على جميع الدول، سواء أكانت صديقة أم خصماً، ابتداءً من التاسع من يوليو/تموز. وتوقع جوش ليبسكي، مدير الاقتصاد الدولي بمؤسسة أتلانتك كاونسل، أن يتحلى حلفاء واشنطن بالحذر عند مناقشة قضايا الرسوم، مشيراً إلى أن التجارب السابقة أثبتت "خطورة ممارسة الضغط الجماعي على الرئيس الأمريكي". وأضاف ليبسكي: "إذا اتحدوا ضده (ترامب)، قد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية". ويشارك في القمة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في الوقت الذي تسعى فيه كندا لتخفيف التوتر مع الهند عقب اتهامات أوتاوا لحكومة مودي بالتخطيط لاغتيال ناشط سيخي على الأراضي الكندية، وهو ما دفع البلدين لاتخاذ إجراءات دبلوماسية متبادلة.


يورو نيوز
منذ يوم واحد
- يورو نيوز
هل أوقف ترامب خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي؟
كشف مسؤولان أمريكيان عن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام الماضية خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وقال أحد المصدرين وهو مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية لـ"رويترز": "هل قتل الإيرانيون أمريكيًا حتى الآن؟ لا. ولذلك لن نتحدث حتى عن استهداف القيادة السياسية". وجاء الرفض بعد أيام من تنفيذ إسرائيل ضربات جوية على مواقع عسكرية ونووية إيرانية، في تصعيد غير مسبوق بين العدوّين التاريخييْن. وأشار المسؤولان إلى أن الاتصالات بين كبار المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الإسرائيليين كانت مستمرة منذ بدء العملية. وأبلغ الجانب الإسرائيلي واشنطن بأنه كان لديه فرصة محتملة لاستهداف خامنئي، لكن البيت الأبيض رفض الفكرة. ولم يُوضح ما إذا كان ترامب قد وجّه الرسالة شخصيًا، لكن مصادر أكدت استمرار تواصله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الفترة الماضية. نتنياهو من جانبه تجنب التعليق بشكل مباشر على التقرير، عندما سُئل عنه خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" يوم الأحد، وقال إن "هناك الكثير من التقارير الزائفة عن محادثات لم تجرِ إطلاقًا"، مضيفًا: "لكن يمكنني أن أقول لكم إننا نفعل ما يجب علينا فعله، وسنقوم بما يجب علينا فعله. وأعتقد أن الولايات المتحدة تعرف ما هو الأفضل لها". ويأتي هذا التطور في ظل تمسك ترامب باستئناف المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، والتي كانت مقررة يوم الأحد في سلطنة عُمان قبل أن تُلغى بسبب الضربات الإسرائيلية. وقال ترامب لـ"رويترز" يوم الجمعة إنه "كان على علم بكل شيء" بشأن الضربات الإسرائيلية. ويستمر التصعيد بين إسرائيل وإيران منذ فجر الجمعة حيث شنت إسرائيل هجمات مفاجئة على إيران قتلت فيها كبار هيئة الأركان الإيرانية وعلماء نوويين، فيما ردت إيران باستهدافات صاروخية وصفت بالأكبر حجماً وكثافة على إسرائيل ووصلت إلى عمق تل أبيب وضواحيها.


يورو نيوز
منذ 2 أيام
- يورو نيوز
عقود "سبيس إكس" على المحك: هل يدفع ماسك ثمن خلافه مع ترامب؟
أفادت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن البيت الأبيض أصدر، مطلع الشهر الجاري، تعليمات لوزارة الدفاع ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بجمع تفاصيل دقيقة حول عقود بمليارات الدولارات مُبرمة مع شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك، وذلك في أعقاب تصاعد الخلاف العلني بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورجل الأعمال المثير للجدل. وبحسب أربعة مصادر مطلعة، فإن الإدارة الأميركية طلبت من الهيئتين مراجعة العقود الممنوحة لماسك وشركاته، بهدف تهيئة الأرضية لاتخاذ إجراءات انتقامية محتملة، وسط توترات متصاعدة بين الجانبين. وفي الوقت ذاته، كشفت "رويترز" أن البنتاغون يدرس تقليص دور "سبيس إكس" في مشروع نظام دفاع صاروخي جديد يُعد من أكثر الخطط العسكرية طموحًا خلال عهد ترامب. ورغم أن الوكالة لم تتمكن من التأكد مما إذا كانت الإدارة الأميركية تنوي إلغاء أي من العقود الفدرالية التي تبلغ قيمتها نحو 22 مليار دولار والموقعة مع "سبيس إكس"، إلا أن هذه المراجعة تُظهر أن تهديدات ترامب بوقف التعامل مع شركات ماسك – التي أطلقها الأسبوع الماضي خلال جولة على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"– لم تكن مجرد تصريحات إعلامية. إذ قال الرئيس حينها: "سندرس كل شيء". وفي رد مكتوب على استفسارات "رويترز"، امتنع متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق المباشر على أنشطة ماسك التجارية، مكتفيًا بالقول إن "إدارة ترامب ملتزمة بعملية مراجعة صارمة لجميع العطاءات والعقود". أما وكالة "ناسا" فأوضحت، في بيان منفصل، أنها "تواصل العمل مع شركائها في القطاع الخاص بما يحقق أهداف الرئيس في مجال الفضاء". ورغم عدم صدور أي تعليق من "سبيس إكس" أو وزارة الدفاع، فإن المصادر تشير إلى أن هذه المراجعة تهدف إلى تجهيز "ذخيرة سياسية" تتيح للإدارة التحرك بسرعة إذا قرر ترامب معاقبة ماسك، الذي كان يشغل سابقًا منصب مستشار رفيع للرئيس ورئيس إدارة كفاءة الحكومة، المعروفة اختصارًا باسم DOGE. لكن التساؤلات تبقى قائمة حول مدى قانونية أو جدوى إلغاء العقود القائمة، في وقت حذّر فيه خبراء من أن هذا النزاع الشخصي قد يجرّ السياسة إلى التأثير على الأمن القومي والمصلحة العامة. وقال سكوت آمي، خبير العقود في "مشروع الرقابة الحكومية" بواشنطن، إن "مفارقة كبيرة أن عقود ماسك أصبحت عُرضة لنفس التدقيق السياسي الذاتي الذي كان يفرضه هو وفريقه على آلاف العقود الأخرى"، مشددًا على أن "القرارات يجب أن تُتخذ انطلاقًا من مصلحة الأمن القومي، لا من نزاع بين رجلين نافذين". وتعد "سبيس إكس" في السنوات الأخيرة شريكًا حيويًا للحكومة الأميركية في قطاعات الفضاء والدفاع، حيث تتولى إطلاق الأقمار الاصطناعية والشحنات الفضائية، إضافة إلى دور محتمل في تشغيل مكوّن رئيسي من "القبة الذهبية" –نظام الدفاع الصاروخي الطموح الذي يقوده ترامب. وكان ماسك قد صعّد هجومه مؤخرًا، مطالبًا بعزل الرئيس وواصفًا إياه بـ"الخطر على الديمقراطية"، كما لمّح إلى روابط مفترضة بين ترامب وأحد المحكومين في قضايا استغلال جنسي. ومع أن رجل الأعمال الملياردير تراجع لاحقًا عن بعض تصريحاته، إلا أن الأزمة كشفت هشاشة العلاقة بين الحكومة وسبيس إكس، التي تُعد المزود الوحيد حاليًا لمركبة "دراجون" القادرة على نقل رواد فضاء أميركيين إلى محطة الفضاء الدولية، بموجب عقد بقيمة 5 مليارات دولار. كما تعمل "سبيس إكس" على بناء شبكة من مئات الأقمار الصناعية التجسسية، بموجب عقد سري مع مكتب الاستطلاع الوطني، إحدى الوكالات الاستخباراتية التابعة للحكومة الأميركية، وهو عقد عزز ارتباط ماسك بالمؤسسات الأمنية والعسكرية الأميركية على نحو غير مسبوق. في ظل هذا الصدام المفتوح بين رأس الدولة وأحد أبرز رجال الأعمال في أميركا، تترقّب الأوساط السياسية والاقتصادية ما إذا كانت الحسابات الشخصية ستتغلب على المصلحة القومية، في ملف تتداخل فيه تكنولوجيا الفضاء مع الأمن القومي والاقتصاد والمنافسة الدولية.