logo
عودة الرئيس الزُبيدي إلى عدن... بوابة الانفراج الاقتصادي وبشائر التعافي

عودة الرئيس الزُبيدي إلى عدن... بوابة الانفراج الاقتصادي وبشائر التعافي

اليمن الآنمنذ 2 أيام
في لحظة ينتظرها أبناء الجنوب بكل شغف، عاد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية، إلى العاصمة عدن، عودة حملت معها الأمل، واستحضرت الثقة، وأعادت نبض الروح في جسد الوطن الجنوبي، الذي أثقلته المعاناة وطحنته سنوات من الأزمات المفتعلة والعبث الاقتصادي.
ما إن وطئت قدما القائد الزُبيدي أرض عدن حتى بدأت ملامح التغيير تلوح في الأفق، ليس من خلال الخطابات أو الوعود، بل عبر خطوات عملية وقرارات جريئة، تُوّجت بسلسلة لقاءات مكثفة أجراها مع محافظ البنك المركزي وقيادات اقتصادية وإدارية رفيعة، كان محورها الأول والأخير: انتشال الجنوب من دوامة الانهيار وفتح نوافذ التعافي الحقيقي.
وفي مشهد يثلج صدور الجنوبيين ويبعث على التفاؤل، بدأت العملة المحلية تستعيد عافيتها أمام العملات الأجنبية بعد شهور من الانهيار غير المسبوق، في مؤشر واضح على فاعلية الخطوات التي اتخذتها القيادة السياسية بقيادة الرئيس الزُبيدي، وحرصه على تثبيت دعائم الاستقرار النقدي ومواجهة أدوات الحرب الاقتصادية التي تستهدف الجنوب وشعبه.
التحسن لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد أثره ليشمل انخفاضاً ملحوظاً في أسعار المواد الغذائية الأساسية، بعد أن كانت ترهق المواطن الجنوبي وتلتهم دخله اليومي، وهو ما خلق موجة من الارتياح الشعبي في الشارع، وأعاد جزءاً من التوازن إلى السوق.
ولعل أبرز بشائر هذه العودة القيادية تمثلت في التراجع الكبير لأسعار المشتقات النفطية، وهي الخطوة التي طالما انتظرها أبناء الجنوب، باعتبارها المحرك الحيوي لمختلف قطاعات الحياة، من النقل إلى الكهرباء وحتى سلاسل الإمداد الغذائي. وقد جاء هذا الانخفاض نتيجة المتابعة المستمرة والتنسيق المحكم الذي أجراه الرئيس الزُبيدي مع الجهات المعنية لضبط السوق ووقف العبث بالأسعار.
إن هذه المؤشرات الإيجابية ما كانت لتتحقق لولا حضور القائد ومباشرته شخصياً لمعركة البناء والإصلاح، في وقت يتربص فيه أعداء الجنوب بمقدرات شعبه، ويسعون لتأزيم الوضع بكل وسيلة. لكنهم، وكما خابوا في الميدان العسكري، يخيبون اليوم في الميدان الاقتصادي، بفضل القيادة الحكيمة والإرادة الجنوبية الصلبة.
عدن اليوم ليست كما كانت بالأمس، فمع عودة الرئيس الزُبيدي، عادت نبضات الحياة إلى العاصمة، وبدأت مرحلة جديدة عنوانها "التعافي بالقرار، والكرامة بالفعل، والبناء بالإرادة".
وفي هذا السياق،نرى في هذه العودة ليس مجرد حدث سياسي، بل نقطة تحول في مسار استعادة القرار الجنوبي، وترسيخ السيادة الاقتصادية، وبناء وطن ينعم فيه المواطن بالأمن، والاستقرار، والعيش الكريم..عادت القيادة.. فانخفضت الأسعار، وتعافت العملة، ونهض الأمل من تحت الركام..
فلتستبشر عاصمتنا الحبيبة عدن، ولينتصر الجنوب من جديد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة.. ومواجهة مشاريع التآمر الغربي (3-3)
غزة.. ومواجهة مشاريع التآمر الغربي (3-3)

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 10 دقائق

  • 26 سبتمبر نيت

غزة.. ومواجهة مشاريع التآمر الغربي (3-3)

كل المشاريع التآمرية الغربية و الصهيونية تؤكد على استكمال منح فلسطين التاريخية للعدو الصهيوني, والسماح له بالتوسع من النيل إلى الفرات, أو على الأقل الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية على المنطقة العربية والدول الإسلامية, وإبقاء المنطقة بحالة من الوهن الشديد لصالح السيطرة والهيمنة الأمريكية- الصهيونية. علي الشراعي إن خطابات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أثناء حملته الانتخابية الثانية عام 2024م, وإشاراته المتكررة إلى إن خارطة إسرائيل تظهر أن مساحتها الجغرافية صغيرة مقارنة مع مساحة الدول المجاورة، وهذا تأكيد وإصرار واضح على تحقيق أمر اجتثاث سكان قطاع غزة, والسعي لتحقيق ما يسمى (إسرائيل الكبرى) وتفتيت الدول العربية والإسلامية إلى كنوتونات بحيث تتم السيطرة الصهيونية على منطقة الشرق الأوسط. مقترح باترسون لم تتوقف الخطط الرامية إلى اقتلاع كل ما هو فلسطيني وتبديله بكل ما هو صهيوني وإن كان دورها مستترا خلف الدور الأمريكي، بل مازال سريان مفعول اتفاقية مؤتمر "كامبل 1905- 1907م", وتطبيق مخرجاته سارية من قبل الدول الاستعمارية, ويبرز هذا بوضوح من التفافهم بعد 7أكتوبر 2023م, في اقل من اسبوع إلى جوار العدو الصهيوني ضد ما حدث في غزة انطلاقا من فكرة بقاء العدو الصهيوني قوي في المنطقة بحكم انه الحارس المتقدم والمدافع عن المصالح الغربية، فقد أكد الرئيس الأمريكي السابق "جو بايدن" ذلك بالقول: "لو لم تكن إسرائيل موجودة في الشرق الأوسط لعملنا على ايجادها"، في حين صرحت السفيرة الأمريكية في القاهرة "آن باترسون" خلال عام 2013م، ويعتبر تصريحها كمقترح لمشروع آخر من المشاريع التآمرية الغربية على المنطقة العربية بصفة عامة وعلى القضية الفلسطينية وتصفيتها بصفة خاصة- دون حتى إبداء اعتراض او احتجاج من الحكومة المصرية على تصريحها او حتى استدعاءها من قبل حكومة مصر كعرف دبلوماسي متعارف عليه في مثل هذه الحالات- حيث صرحت بالقول: "إن أرض إسرائيل من النيل إلى الفرات وهي أرض الميعاد التي سوف تلم اليهود من كل الشتات, وإن على العرب إن يقبلوا بذلك, وإن القرارات الدولية ستكون في هذا الاتجاه، وفي حال الرفض ستعلن الحرب ضدهم التي ستشارك فيها أمريكا إلى جانب إسرائيل وكل دول الناتو المحبة للسلام.. واعتبرت العرب والمسلمين أمة همجية وعنيفة معتادون على سرقة الغير فعبدالناصر بحسب ادعائها سرق قناة السويس من بريطانيا وفرنسا, مثله مثل الفراعنة الذين سرقوا أهرامات مصر من اليهود"، مثل هذا التصريح يكشف مضمون القناعة والثقافة والمبادئ الغربية حول قضية فلسطين ونظرة السياسيين المنطلقة من سيطرة الفكر الصهيوني عليهم. صفقة القرن هي استكمال للمشاريع التآمرية الغربية على الدول العربية والقضية الفلسطينية بصفة عامة وعلى غزة بصفة خاصة كونها الجزء الوحيد الذي لا يزال يقاوم بشراسة، فصفقة القرن مشروع اطلقه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب 2017- 2021م" في رئاسته الأولى الهدف منه التطبيع العربي مع العدو الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية، فبعد تولي الرئيس الأمريكي ترامب الذي اتخذ قرارات شديدة الخطورة في تأثيرها على مسار الصراع العربي- الصهيوني دون أن تجد موقفا عربيا مناسبا سواء على الصعيد العربي الجماعي أو القطري, أو حتى التفكير في الدعوة إلى قمة عربية طارئة، ومن بين هذه الخطوات الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان لصهيوني ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة منتصف مايو 2018م,- بحلول الذكرى الـ70 لقيام الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين- وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن, والتضييق على تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا), وتوقيع ترامب في 25 مارس 2019م, أمرا تنفيذيا ينص على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة للكيان الصهيوني على الجولان السوري المحتل. بيان مشترك في 19 مايو 2019م, صدر بيان مشترك من الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين عن نيتهما عقد ورشة عمل اقتصادية بعنوان (من السلام إلى الازدهار) تستضيفها مملكة البحرين بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية في المنامة يومي 25 و26يونيو 2019م، وعلى إثر ذلك البيان, أجرى روبرت ساتلوف مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى, مقابلة مع جاريد كوشنر حول عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي أعقاب المقابلة نشر ساتلوف مقالا مهما على موقع (أمريكان إنترست) حذر فيه من أن (خطة كوشنر للسلام ربما تكون كارثية على سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط, وأن حل الدولة الواحدة يعنى نهاية إسرائيل والطريق للصراع الأبدي). مؤتمر الصفقة عقدت ورشة المنامة أو مؤتمر البحرين الاقتصادي يومي 25 و26يونيو 2019م, والذي يمثل الخطوة الأولى مما يسمى (صفقة القرن) للتطبيع العربي مع العدو الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية, برعاية ودعوة من الإدارة الأمريكية عبر"جاريد كوشنر" صهر الرئيس ترامب ومستشاره، في ظل دعم لا محدود من قبل إدارة ترامب للعدو الصهيوني مما تسبب تضيق الخناق على الشعب الفلسطيني إما بإرغامه على مسار صفقة القرن أو الضغط عليه لقبول الرشوة الاقتصادية التي وصفتها إدارة ترامب وفي مقدمتها كوشنر بأنها (فرصة لا صفقة)، وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الخطة ستكون شاملة, وتتجاوز الأطر التي وضعتها الإدارات الأمريكية السابقة, وتتناول كل القضايا الكبرى, بما فيها القدس والحدود وقضية اللاجئين, وتكون مدعومة بأموال من السعودية ودول خليجية أخرى لصالح الفلسطينيين، في حين لم تتطرق الخطة إلى الجانب السياسي بشكل رسمي, إلا أن الحديث عن تحويل الضفة الغربية وغزة بشكل جذري, كشف عن البعد السياسي الذي سينص في أحد بنوده عن القبول بالقدس بشقيها الغربي والشرقي عاصمة موحدة للعدو الصهيوني, وتصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني, وهو ما كشف عنه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقوله: "ترامب يريد أن يشترينا ويحرمنا من دولتنا المستقلة"، (القضية الفلسطينية: قراءة في نماذج لمؤتمرات عربية ودولية, ماجدة إبراهيم عامر, مجلة قضايا ونظرات , مركز الحضارة للدراسات والبحوث, العدد الرابع عشر, يوليو 2019م). تصفية القضية قبيل انعقاد مؤتمر البحرين صرح كوشنر لوسائل إعلام أن المبادرة العربية والتي دشنها الملك السعودي عبدالله في عام 2002م، وتقوم على فكرة حل الدولتين, لم تعد أساسا للحل)،ورفضت الإدارة الأمريكية وقتها بعهد رئاسة ترامب الأولى مرارا وتكرارا حل الدولتين, فخطة السلام المزعومة أو صفقة القرن حملت عنوان (السلام.. من السلام إلى الازدهار: رؤيا جديدة للشعب الفلسطيني), يتضمن الشق الاقتصادي 40 صفحة, مكونة من ثلاثة فصول, وعدد الشق الاقتصادي المدشن في ورشة المنامة للعدد المكاسب الاقتصادية وحجم المنح والتمويلات ورؤوس الأموال التي ستنهال على الضفة الغربية وقطاع غزة وجوارهما في الأردن ولبنان ومصر, حيث وزعت الخطة "50مليار دولار" الموعود تجميعها، فصفقة القرن قد منحت الفلسطينيين في غزة وغيرها والدول المطبعة بصفة عامة وعودا هلامية بالرخاء الاقتصادي في حال القبول بالخطة, لكنها لم تقدم ضمانات بتنفيذ الوعود في حال القبول بها, عدا فرض عقوبات على الطرف الرافض لإتمام الخطة أو المعرقل في بعض بنودها خلال الأربع السنوات المحددة لتنفيذها، ما يعني الحصول على تنازلات أولا بما تضمنته صفقة القرن دون الحصول على ضمان تنفيذ لهذه الوعود،- وهذا ما يؤكد أن حركة المقاومة الإسلامية حماس كانت تدرك وتعرف الحقيقة بإنها مع نهاية عام 2023م, سوف تتعرض لعدوان صهيوني بمساندة امريكية وتواطؤ عربي لتنفيذ مشروع صفقة القرن فبادرت حماس كخطوة استباقية بمعركة طوفان الأقصى في 7أكتوبر 2023م, لإفشال مشروع صفقة القرن واحياء للقضية الفلسطينية التي كان التآمر على تصفيتها- فحقيقة مؤتمر المنامة هو مزاد علني لبيع القضية الفلسطينية ومقايضات على الأوطان والمقدسات بوعود بوظيفة ومسكن وتمكين، وفيما يبدو أن المقصود من خطة القرن أن ينسى الشعب الفلسطيني والعربي ككل حقيقة وجود الاحتلال والعدو الحقيقي الذى غرس في قلب الأمة وبمقدساتها لنجد من انظمة عربية وعلى رأسها السعودية والامارات والبحرين هي الممولة الأكبر لصفقة القرن وتصفيه القضية الفلسطينية برمتها. مقترحات الصفقة وضعت صفقة القرن خطوات ومقترحات لتنفيذها ولكون غزة هي خط الدفاع النهائي والأخير بمقاومتها للمشاريع التآمرية الغربية في المنطقة, لذا حاولت صفقة القرن منحها جزءا من الرخاء والازدهار بحسب زعمهم كما في الشق الاقتصادي للصفقة، وقد تمثلت خطوات الصفقة لنجاحها بالتالي: 1- العمل ضمن إطار قديم ومتجدد من أفكار ورؤى الاجتثاث والتهجير لكافة سكان قطاع غزة, فالكثافة السكانية في هذه المدينة تعد من أكثر مناطق العالم اكتظاظا, ما يمثل قلقا وهاجسا أمنيا للعدو الصهيوني الذي يسعي بكل الطرق لاجتثاث سكانها- وهذا ما نشهده اليوم من حرب إبادة جماعية لسكان غزة من قبل آلة الإرهاب والحرب والقتل لسكان غزة من قبل قوات العدو الصهيوني فمنذ عدوانهم على غزة بعد طوفان الأقصى في 7أكتوبر 2023م, وحتى اليوم 3أغسطس 2025م, بلغ عدد الشهداء54ألف فيما بلغ عدد الجرحى 123 ألف حتى إن رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق "اسحاق رابين 1992- 1995م" تمنى (إن يستيقظ يوما ويجد يوما ويجد غزة قد ابتلعها البحر), لكونها نقطة تحول دائم في الصراع الفلسطيني- الصهيوني, ونقطة مقاومة شرسة ضد الاحتلال. 2- التواصل مع الضفة الغربية عبر نفق أو جسر ضمن حدود ما يسمى إسرائيل 3- التأكيد على أن الانتقاص من مساحة القدس والضفة الغربية لصالح (إسرائيل) سيعوض بمساحة تضم إلى غزة تمون مشاريع زراعية وصناعية بهدف تطويرها اقتصاديا، لكن صفقة القرن تشترط لتحقيق ذلك على غزة أن تقوم أولا بتنفيذ: أ‌- وقف إطلاق النار الشامل والدائم. ب‌-نزع السلاح في كامل القطاع- وهذا ما يردده اليوم من قبل الغرب والعدو الصهيوني نزع سلاح المقاومة وأيضا عدد من الدول العربية-. ج- ضمانات بعدم وقوع حرب مستقبلية. د- تصميم هيكل إداري يسمح للمجتمع الدولي بتوظيف أموال في الاستثمارات بأمان. ه- إنشاء ميناء في غزة شريطة إنهاء أي جماعات معارضتها لإسرائيل. ز‌-على جميع المنظمات إذا رغبت المشاركة في العمل الإداري والسياسي في غزة الاعتراف بـ(إسرائيل) وعليها الالتزام بمسارات السلام مع (إسرائيل) والقبول بالاتفاقيات السابقة والامتناع عن العنف، (غزة في مشاريع التآمر, الدكتور عبدالله مُعمر). مشروع القناة من أهم الدوافع الصهيونية- الغربية للحرب على غزة مشروع شق قناة بن غوريون فقد ظلت حلما يراود الصهيونية منذ تأميم مصر لقناة السويس عقب العدوان الثلاثي في عام 1956م وزادت أهمية الحاجة لشقها عقب إغلاق قناة السويس على أثر خرب تموز 1967م, غير أن الضرورة الصهيونية لها أصبحت أكثر إلحاحا في وقتنا الراهن من ذي قبل, لارتباط ذلك بالصراع الاقتصادي الدولي حاليا بين كل من روسيا والصين وتكتلهما الاقتصادي المعروف "بمجموعة البريكس" ضد الولايات المتحدة الأمريكية والدول الدائرة في فلكها الدول الصناعية الكبرى، فمع سعي الصين إلى إحياء طريق الحرير وفائدته الاقتصادية المستقبلية سعت أمريكا إلى إيجاد البديل الاقتصادي المنافس تمثل في طريق الهند الاقتصادي ففي مؤتمر دول العشرين المنعقد في نيودلهي الهند بشهر سبتمبر 2023م, عرض مشروع الطريق الاقتصادي الممتد من بومباي بالهند إلى دبي بالإمارات بحرا ثم عبر الشحن البرى حتى مدينة نيوم في السعودية, ثم بحرا من مدينة نيوم إلى حيفا, عبر (قناة بن غوريون) التي يحاول العدو إقامتها عبر خليج العقبة لتصل إلى البحر الأبيض المتوسط مرورا بشمال غزة لتكون منافسة لقناة السويس, ثم بحرا من يافا إلى اليونان ومن ثم برا من اليونان إلى عموم أوروبا، وبالتالي محطما لطريق الحرير الصيني, وضد التحالف الروسي الصيني "مجموعة البريكس الاقتصادية", ورصد لها الكونجرس الأمريكي في شهر فبراير 2024م, مبلغ 17 مليار دولار تحت مسمى مساعدات للعدو الصهيوني، غير أن العقبة الوحيدة أمام تحقيق هذا المشروع تظل غزة بازدحامها السكاني وكثافتها, سيما وأن القناة البحرية المزمع شقها "قناة بن غوريون" ستمر في الثلث الشمالي لقطاع غزة- وهذا ما يدرك من خلال التدمير الشامل لشمال القطاع- ما سيجعل الخط الملاحي غير أمن في ظل رغبة أمريكا والعدو الصهيوني التنصل عن إمكانية جل الدولتين ومنح الفلسطينيين حقوقهم والاستمرار في مصادرة ما بقى من وجود فلسطيني, وتأمين أمن العدو الصهيوني، فمرور قناة بن غوريون شمال غزة أمام كتلة بشرية هائلة مسلوبة الحقوق يمثل عائقا حذرا من توقعات المستقبل الأمني للعدو الصهيوني، لذا يتطلب الأمر إبعادهم عن ممر ما يسمى" قناة بن غوريون" لمسافات كبيرة عن طريق الاجتثاث العنيف والترحيل القسري, أو من خلال الإعداد لهجوم واسع النطاق وعنيف يقتلع كل شيء في غزة كحرب إبادة وتدمير كامل، وأمام هذا المخطط كان لزاما على المقاومة في غزة المبادرة في هجوم 7 أكتوبر 2023م, قبل مبادرة العدو الصهيوني في الاجتثاث وإفشاله أو على الأقل إرباكا للعدو, ما جعل العالم الغربي وداعمي اتفاقية "هنري كامبل بانرمان" القذرة أن يلتف داعما للعدو الصهيوني بغض النظر عن الحق والحقوق والواجب والإنسانية، ومع التقاء هذه المصالح الاستعمارية الحديثة والمعاصرة مع المصالح الدينية المسيحية واليهودية المعاصرة والمعادية للإسلام كلها نضجت لتغيير خارطة الشرق الأوسط وتفتيت المنطقة إلى دويلات متناحرة. البوابة الأخيرة إن غزة هي البوابة الأهم لمشروع "برنارد لويس 1982م", وهي الأهم لمقاومة كل مشاريع ومخططات الدول الغربية على المنطقة العربية ودولها بدأ بتصفية القضية الفلسطينية, فالمقاومة في غزة هي الخط الأخير للحفاظ على مصر الموحدة والتي بدونها سينهار كل أمل في مقاومة المشروع الصهيوني والذي يهدف إلى تحقيق إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، فاستهداف مصر من خلال ضرب قناة السويس, والنيل وإثيوبيا, والصراع في السودان, واستهداف أمن البحر الأحمر, وفي نهاية المطاف العمل على التدمير الكامل لمصر وبه ستكون نهاية العالم العربي، ففي خطاب "بن غوريون" أول رئيس وزراء للعدو الصهيوني مع قيام كيانهم عام 1948م, أشار إلى إن: "إعلان دولتهم إسرائيل ليس المهم وإنما المحافظة على استمرار وجود إسرائيل هم المهم)، فالأدبيات الاستراتيجية الصهيونية تحث على وجوب التوسع في احتلال أراضي الغير والتوسع الاستيطاني هدف بعيد المدى للصهيونية في فلسطين وغيرها. هدف وغاية واحدة إن الإعداد المسبق للعمليات العسكرية الصهيونية الحالية في غزة والهادفة إلى اجتثاث غزة بالكامل بكل ما عليها من انتماء إلى فلسطين التاريخية هو أمر مخطط له منذ تأسيس هذا الكيان اللقيط في فلسطين في مايو 1948م, بتواطؤ ومساعدة غربية بدءا ببريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة، ثم كان للمشاريع التآمرية دورا في رسم السياسة الصهيونية والغربية لتحقيق ذلك والتي انصدمت بغزة ومقاومتها، فالمشاريع المقترحة وما عرف بالشرق الأوسط الكبير, والشرق الأوسط الجديد, وصفقة القرن, نجدها مشاريع تهدف إلى التوصل في النهاية لنفس النتيجة في اجتثاث غزة والضفة الغربية من سكانها وما بها من دلائل تشير إلى فلسطين التاريخية تمهيدا ليهودية الدولة. فمشروع "غيورا ايلاند 2004م" والذي قدمه مستشار الأمن الصهيوني وحمل اسمه و تقدم به للحكومة الصهيونية باسم شركته الخاصة للأبحاث والاستشارات المتضمن: "أن مساحة إسرائيل الحالية بما فيها الضفة الغربية لم تعد كافية للشعب الإسرائيلي الذي تجاوز سكانها 5 مليون نسمة, وبالتالي من الأفضل للجميع نقل سكان غزة إلى سيناء مقابل تعويض مصر ثمن المساحة المقتطعة من سيناء, ومد حدود الأردن جنوبا داخل المملكة السعودية لنقل الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن, للوصول إلى يهودية الدولة على كل فلسطين التاريخية"، وعند مناقشة هذا المشروع "غيورا ايلاند" مع الاستخبارات الأمريكية عام 2006م, كان تعليقهم: "انتظر حتى يأتي الرئيس القادم لمصر لمناقشته مع مصر"، إن مشاريع إعادة تفتيت الوطن العربي والدول الإسلامية ابتداء من سايكس- بيكو عام 1916م، و"بارنرد لويس" عام 1982م, الموافق عليه من قبل الكونجرس الأمريكي عام 1983م, مع توصية للإدارات الأمريكية المتعاقبة بالعمل على تنفيذ مشروع بارنرد- التفتيت -باعتبارها خطة استراتيجية مستقبلية واجبة التنفيذ، وفي عام 2005م, ظهرت إشارة واضحة في تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس" حيث قالت إن: "الشرق الأوسط الجديد سيتشكل عبر الفوضى الخلاقة"، هذا التصريح لم يكن عشوائيا، بل كان يعكس استراتيجية قائمة على استخدام الاضطرابات لإحداث تغييرات جذرية في البنية السياسية لدول المنطقة، "الفوضى الخلاقة الاستراتيجية الكبرى وصراعات الشرق الأوسط , الدكتور فارس البياتي". الحقيقة والخذلان آزرت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الكبرى السياسة العدوانية الصهيونية في حروب 1948، 1956م, 1967, 1973, 1982م, 2006م, 2008م, 2009م, 2012م, 2014, 2018, 2020م, 2021م. وإلى العدوان الراهن منذ 7 أكتوبر 20023م, وواجهت هذه السياسة العرب جملة واحدة, لاسيما من تصدوا للصهيونية وتحدوا مشروعها التوسعي الذي استولى على أراض من مصر والأردن ولبنان وسوريا في عدوان يونيو 1967م, واليوم تشتبك هذه القوى وتشترك في العدوان ومد العدو الصهيوني بأبشع الأسلحة والذخائر, وبتأطير عدوانه الأبشع, بكل صلف وإصرار على الهدم والعدوان، وقد كان مما جر قوى الغرب هذه على هذا الموقف أن تحولت قوى العرب الفاعلة من التحدي والتصدي إلى مسالمة الصهيونية, فتطبيع العلاقات معها فالتحالف, ومن ثم التخلي التدريجي عن فلسطين وقضيتها وشعبها ومقاومتها, فتداخلت مع قوى الهدم والعدوان بالخذلان، (مجلة قضايا ونظرات, العدد32, يناير 2024م). وعلى الرغم من أن الجميع من حكام العرب وشعوبها والقادة العسكريين والنخب السياسية والباحثين والمؤرخين وحتى علماء الدين يدركون إن مشاريع التآمر الغربي حقيقة لا لبس فيها, وإن كافة المشاريع الحالية ما هي إلا جزء من السياق العام الذي تسعي إليه الصهيونية العالمية لتحقيق أطماعها, وإن غزة ومقاومتها هي البوابة الأخيرة إذا سقطت- لا قدر الله- سيتحقق مشروع إسرائيل الكبرى, وهو ما يتطابق مع ما أشار إليه الكاتب الصهيوني "آفي ليبكين" حيث قال: "اعتقد إن حدودنا ستمتد نهاية المطاف من لبنان إلى السعودية ثم من البحر الأبيض المتوسط إلى الفرات, وسنأخذ جبل سيناء".

غزة على شفا مجاعة والهلال الأحمر يعلن مقتل أحد موظفيه بقصف إسرائيلي
غزة على شفا مجاعة والهلال الأحمر يعلن مقتل أحد موظفيه بقصف إسرائيلي

اليمن الآن

timeمنذ 10 دقائق

  • اليمن الآن

غزة على شفا مجاعة والهلال الأحمر يعلن مقتل أحد موظفيه بقصف إسرائيلي

تواجه غزة خطر مجاعة وشيكة، على الرغم من دخول نحو 23 ألف طن من المساعدات عبر 1200 شاحنة خلال الأسبوع الماضي، حسبما أكدت منظمات إنسانية. وأشارت المنظمات إلى أن المعدل اليومي لدخول الشاحنات، والذي يبلغ 200 شاحنة، لا يزال أقل بكثير من الحاجة الفعلية المقدرة بـ 500 إلى 600 شاحنة يوميًا. وفي سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن مقتل أحد موظفيه وإصابة ثلاثة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف مقر الجمعية في خان يونس. وأوضح الهلال الأحمر في بيان نشره على منصة 'إكس' أن القصف تسبب في اشتعال النيران في الطابق الأول من المبنى. وقد تداول نشطاء مقطع فيديو يظهر اللحظات الأولى للهجوم واشتعال النيران في المبنى وتناثر الركام حوله . وتأتي هذه التطورات بعد يومين من زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لمركز توزيع مساعدات في غزة مدعوم من الولايات المتحدة، وذلك لتفقد الجهود المبذولة لإدخال المواد الغذائية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر. ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قُتل 8 مسعفين من الهلال الأحمر و6 من الدفاع المدني في غزة، بالإضافة إلى موظف واحد من وكالة الأونروا، في هجوم شنته القوات الإسرائيلية في جنوب غزة خلال شهر مارس الماضي. وتواصل عدة دول تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات، حيث أُسقط 136 طردًا من الغذاء والدواء، مع توقع تنفيذ إسقاطات إضافية قريبًا. اخبار متعلقة

لماذا يتظاهر الغرب الآن بأنه عاد إلى صوابه ويدين المجاعة؟
لماذا يتظاهر الغرب الآن بأنه عاد إلى صوابه ويدين المجاعة؟

اليمن الآن

timeمنذ 10 دقائق

  • اليمن الآن

لماذا يتظاهر الغرب الآن بأنه عاد إلى صوابه ويدين المجاعة؟

روبين أندرسون كاتبة أميركية، وأستاذة بجامعة فوردهام يبدو أن وسائل الإعلام السائدة بدأت تستيقظ من سبات مؤيد لإسرائيل دام 21 شهرا، ويمكن رؤية أمثلة كثيرة على ذلك في الصحافة الغربية، بما فيها �سي إن إن� و�إم إس إن بي سي�. ففي الولايات المتحدة، تزداد الانتقادات الموجهة لإسرائيل بين المشرّعين والمعلّقين السياسيين على حد سواء. وحتى صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية اليمينية نشرت عنوانا يقول: "من أجل الرحمة، أوقفوا هذا الآن"، بجانب صورة لطفل فلسطيني يتضوّر جوعا على حافة الموت. وأضافت الصحيفة أن من "يتشبثون بالحياة في جحيم غزة يجللوننا جميعا بالعار". وكتب الصحفي مات كينارد على منصة إكس: "نظام المحرقة الصهيوني خسر دعم ديلي إكسبريس". لطالما ظهرت تصدّعات في الأطر الإعلامية الجامدة التي برّرت إبادة إسرائيل للفلسطينيين خلال هذه الأشهر، وذلك كلّما صعّدت من عمليات القتل والتطهير العرقي. لكنّ العالم اليوم يرى، ولأسابيع متتالية، صورا لأطفال عبارة عن هياكل عظمية يتضوّرون جوعا دون بارقة أمل. كما قالت الصحفية الفلسطينية الشابة (24 عاما) هبة المقادمة، والتي لا تزال تعيش في مدينة غزة: "في غزة، أصبح الجوع أقسى أسلحة إسرائيل، متجاوزا حتى القنابل". لم تعد هناك طفولة في غزة. ما سرّ هذا الألم الذي يسبّبه الجوع؟ يقول توتشي إنّه تعلّم في وقت مبكر أنّ "الجمهور يحب أن يشاهد الناس وهم يأكلون أو يشربون" على الشاشة، مضيفا: "هناك شيء شديد الجاذبية في مشاهدتنا للناس وهم يقومون بهذه الأفعال الأساسية". ويعزو ذلك إلى أنّ هذه الأفعال "تجعلهم أكثر إنسانية، وتسمح لنا بالتواصل معهم". الناس يحبون مشاهدة الأفلام التي تتمحور حول الطعام، ويحبون برامج الطبخ، لأنّها تجعلنا جميعا نشعر أننا جزء من عائلة بشرية واحدة. ولهذا السبب بالتحديد يكون وقع الجوع على النفس قاسيا جدا، حين نرى بشرا مثلنا محرومين من هذا الفعل البسيط. رؤية شخص آخر يتضوّر جوعا أمر لا يُحتمل، خصوصا إذا كان طفلا. بالنسبة لمعظمنا، هي لكمة تهوي إلى أعماق القلب، وتضرب أقصى ما فينا من إنسانية. على خلاف ضربة جوية أو عملية اغتيال لا نراها إلا بعد أن تقع، وقد قُضي أمرها، فالجوع، حين نراه، ما زال قائما، وصاحبه لم يمت بعد. وكما قالت وكالة الأونروا: "الناس في غزة جثث تمشي". أحد الأطباء من غزة نشر صورة لطفل هزيل لا يكاد يملك جلدا يغطي عظامه، وكتب ببساطة: "نحن نتضور جوعا". وهم لا يزالون يتألمون. هذه الصور تُجبرنا على أن نلهث بحثا عن حل. تدفعنا لأن نطالب بأن يصلهم الطعام فورا. لأنها الطريقة الوحيدة لنتخلّص من ألم مشاهدتنا لتدمير البشرية، وتدميرنا نحن معها، بشكل بطيء ومقصود. لكن هذه الاستجابة العامة تختلف كلّيا عن ردود الفعل التي تبدر عن الجناة الذين يتعمّدون التجويع، وعن الحكومات والأشخاص الذين يساعدونهم في ذلك. ليس من باب الخطابة، ولا الهجوم الشخصي، ولا القسوة، ولا حتى من باب معاداة السامية، أن نقول إنّ قادة إسرائيل الذين ينفّذون جريمة التجويع القسري، فقدوا إنسانيتهم. هؤلاء هم الذين أخبرونا منذ البداية، بحماس، عمّا سيفعلونه، وهم يفعلونه بلا انقطاع منذ ذلك الحين. ومؤخرا، ضاعفوا من تصريحاتهم التي تكشف عن اضطراب نفسي عميق تغذّيه سنوات من الكراهية، والتي اشتدّت بفضل تشجيع قادة العالم الذين منحوا إسرائيل الحصانة. انظر مثلا إلى أحدث خطاب كراهية صدر عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، والذي قال فيه: "لن نسمح بدخول غرام واحد من المساعدات إلى غزة حتى يركع شعبها ويتوسّل. يجب تسوية غزة بالأرض. لا وجود لما يسمى أشخاصا أبرياء". مشاهدة أمثال بن غفير وغيره وهم ينطقون بهذه الكراهية الفاحشة، ويرتكبون الجرائم غير القابلة للتخيل، هو اعتداء آخر على مشاعرنا، وعلى إنسانيتنا. وكذلك هو حال الأفعال المشينة التي يقوم بها إسرائيليون هرعوا إلى الحدود للمساعدة في منع دخول المساعدات إلى غزة. وفي المقابل، ينهض الضمير العالمي، بأفعال كبيرة وصغيرة، ليجذب انتباه العالم ويطالب بوقف هذه الكارثة. ينزل الناس إلى الشوارع؛ في لندن، يرفعون علم فلسطين في دار الأوبرا الملكية، ويُعلّق علم فلسطين على تمثال المسيح في ريو دي جانيرو، وعلى شاحنات سائقي النقل في شيكاغو. ويواصل آخرون التظاهر في شوارع نيويورك، أمام مقر الأمم المتحدة. ويمنع متظاهرون مناهضون للإبادة سفنا سياحية تقلّ سائحين إسرائيليين من الرسو في الجزر اليونانية. وفي بلجيكا، تم اعتقال جنديين من جيش الاحتلال بتهمة ارتكاب جرائم حرب. نشطاء على متن سفينة "أسطول الحرية- حنظلة" التي كانت تحمل إمدادات إلى غزة، اعتقلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، واعتدى على المنظم العمالي الأميركي والمدافع عن حقوق الإنسان كريس سمولز. ناشطو حركة "كود بينك" يقفون في تضامن ثابت مع زملائهم من العاملين في المجال الإنساني، وفرانشيسكا ألبانيزي تواصل قول الحقيقة. وتطالب عضوة الكونغرس الأميركي رشيدة طليب بفرض حظر كامل على الأسلحة المرسلة إلى إسرائيل، وتطالب بالإفراج عن الدكتور أبو صفية. وحتى منظمات حقوق الإنسان التي امتنعت حتى الآن عن إصدار حكم بشأن الإبادة الجماعية، بدأت تستيقظ وتستعيد إنسانيتها. فقد أصدرت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان تقريرا وفيديو بعنوان: "إبادتنا تحدث الآن". وفي إعلان طال انتظاره، أعلنت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل" لأول مرة، أن ما يجري في غزة هو إبادة جماعية، لتنضم بذلك إلى قائمة طويلة من المنظمات مثل "العفو الدولية" و"أطباء ضد الإبادة". وهناك من تتبّعوا التدهور الفاضح في تغطية الإعلام السائد للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل. فردًّا على عنوان ظهر في شبكة "سي إن إن": "الفلسطينيون يتضوّرون جوعا أو يُقتلون على يد جنود إسرائيليين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، بشكل شبه يومي، كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟" ردّ عليه قارئ بغضب: "أنت وزملاؤك الذين غطّيتم على الإبادة الجماعية أنتم من أوصلونا إلى هنا". لماذا تحوّلت تغطية "بي بي سي" فجأة إلى عناوين مثل: "أكثر من 100 وكالة إغاثة تقول إن المجاعة الجماعية تنتشر في غزة"؟ لأن الجميع بات يعلم، كما يقول الصحفي أوين جونز، "أن الكارثة الكاملة التي تلتهم غزة لن يمكن إخفاؤها". جونز غاضب، ولا يكلّ من الإدانة: "إلى الرجال المذنبين في الإعلام: كان لديكم متسعٌ من التحذيرات طوال 21 شهرا! أنتم من فعل هذا! كل ما يحدث الآن يقع على عاتقكم". أما التصريحات التي بدأ بعض القادة الغربيين يُطلقونها منتقدين إسرائيل، فهي محلّ شكّ مشروع. لماذا انتظروا حتى الدقيقة الأخيرة؟ أمثال كير ستارمر، كانوا يعرفون منذ البداية ما كانت تفعله إسرائيل، بل إنّ المملكة المتحدة قدّمت لها المساعدة. فلماذا يتحدثون الآن؟ رغم أنّ التعبير عن الاشمئزاز مهم، فإنّ دوافعهم على الأرجح ليست استجابة إنسانية حقيقية ولا غضبا أخلاقيا، بل هي حسابات أنانية، ولا تؤدي إلى أي خطوات فاعلة لوقف إسرائيل. كما قال ماكس بلومنثال عن قلق هؤلاء القادة الديمقراطيين الأميركيين المتأخرين، من أمثال أوباما وكلينتون: "إنّه غسل سمعة بعد سنوات من الصمت". هذه التصريحات التي تبدو كأنها معارضة، ليست إلا محاولات لتجنّب تهمة التواطؤ في إبادة جماعية. وكما عنون عمر العقاد كتابه: "في يوم من الأيام، سيقول الجميع إنهم كانوا ضدّ هذا من البداية". لكن حتى وهم يحاولون الإفلات من التهم، فهم لا يزالون مسؤولين. وفيما يعبرون عن "قلقهم الصادق"، كما قالت هبة المقادمة: "نحن لا نحتاج إلى الشفقة. نحتاج إلى الضغط على من يمنعون الطعام، على من يملكون القدرة على إيقاف هذه المجاعة، لكنهم يختارون ألا يفعلوا". إنّ هذه الإبادة الجماعية بالتجويع، ليست فقط اعتداء لا يُطاق على الفلسطينيين، بل اعتداء علينا جميعا، على إنسانيتنا ذاتها. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري للعين الثالثة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store