logo
فن التفاوض مع الأطفال.. مهارات أساسية يحتاجها الآباء

فن التفاوض مع الأطفال.. مهارات أساسية يحتاجها الآباء

الجزيرة١٩-٠٦-٢٠٢٥
يرى بعض الآباء أن التفاوض مع الأطفال ليس خيارا مناسبا، خصوصا عندما يقابل الطفل بالرفض التوجيهات التقليدية مثل "افعل! لأنني قلت ذلك". غير أن الخبراء يؤكدون أن التفاوض يُعد مهارة حياتية ضرورية تساعد الطفل على تعلم الحوار واتخاذ القرارات، وينصحون بممارسة التفاوض ضمن ضوابط واضحة، مع الحفاظ على هيبة الوالدين ودورهم في توجيه السلوك وتحديد الحدود.
التفاوض مع الأطفال وأهميته
يعد النقاش للتوصل إلى اتفاقٍ ما يرضي الطرفين هو جوهر التفاوض. لكن التفاوض مع الأطفال أمر غاية الصعوبة، وقد يكون الأطفال أصعب المفاوضين الذين يحتاجون مهارات خاصة عند التفاوض.
يشرح تقرير على موقع "ماذرلي" مهارات التفاوض في التربية، موضحا أنها قدرة الوالدين على الحوار والتفاهم مع الأطفال للوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، بدلا من فرض الرأي أو التصادم. ويساعد التفاوض مع الطفل على إكسابه عددا من المهارات:
تعزيز العلاقات السليمة.
تعلم حل المشكلات.
خلق بيئة من التعاون والتعاطف في الأسر.
تعزيز الاحترام والثقة بالنفس.
الاستماع المتبادل وتقبل وجهات النظر المختلفة.
التفاهم وتعلم اتخاذ القرار المشترك.
التواصل بشأن رغباتهم واحتياجاتهم بطريقة معقولة.
كيفية التواصل والتوصل إلى حلول وسط واتخاذ القرارات المناسبة.
المرونة وتنفيذ رغبة الآباء.
كيف يمكن التفاوض؟
يحتاج الآباء إلى أساليب للتفاوض مع أبنائهم، وينصح موقع "رايزينغ تشيلدرين" بعدد من الخطوات تساعد في تفاوض ناجح مع الأطفال، منها:
استخدام نبرة صوت هادئة وواضحة لتجنب التوتر والنزاع.
الاستماع للطفل دون مقاطعة لفهم مشاعره واحتياجاته.
التعبير عن الرأي بوضوح وهدوء، والطلب من الطفل أن يشرح وجهة نظره.
طرح أسئلة مفتوحة لتشجيعه على التفكير والحوار.
أخذ استراحة إذا تصاعدت الأمور وإعادة المحاولة لاحقا بهدوء.
اقتراح حلول وبدائل مرنة، بدلا من الرفض القاطع.
إظهار الاستعداد للتنازلات المعقولة، وتشجيع الطفل على إيجاد حل مشترك.
توضيح الاتفاق النهائي، حتى يفهم الطفل ما تم التوصل إليه.
الاتفاق على العواقب مسبقا في حال خرق الاتفاق.
إنهاء المحادثة بإيجابية، حتى لو لم تكن المفاوضات مثالية.
الثناء على التزام الطفل بالاتفاق لتشجيع التكرار في المستقبل.
نصائح للتفاوض
من جهتها، ترى سونيا كانغ -الأستاذة المشاركة في قسم الإدارة في جامعة تورنتو مورنينغتون، والمعينة في قسم السلوك التنظيمي وإدارة الموارد البشرية في كلية روتمان للإدارة- أن بعض المناقشات الصعبة التي تجرى مع الأطفال قد تكون عاطفية ومتكررة وغير متوقعة، وقد تجعل الآباء يفقدون الأمل. وعلى موقع جامعة تورنتو، تطرح كانغ عددا من النصائح للآباء عند التفاوض مع الأطفال منها:
إعطاء الأولوية للعلاقة مع الطفل لتوفير الأمان والدعم العاطفي.
الحفاظ على علاقة قائمة على التعلق الآمن لبناء شخصية مستقرة وواثقة.
تحديد ما هو قابل للتفاوض وما ليس كذلك، والسماح بالمشاركة في اتخاذ بعض القرارات.
عدم الدخول في معارك غير ضرورية والتركيز على الهدف الأساسي، لا التفاصيل.
تقبُّل جميع مشاعر الطفل حتى مع عدم الاتفاق معها، وتوفير بيئة آمنة للتعبير.
مساعدة الطفل على التعرف على مشاعره والتعبير عنها بكلمات.
التفاعل مع مشاعره واحتياجاته العاطفية.
الحزم بشأن السلوك وتوجيه الطفل نحو التصرف الصحيح.
استخدام وصف دقيق للموقف بدلا من إصدار الأحكام.
تشجيع الطفل بالتذكير بأفعاله الإيجابية السابقة.
منح الطفل وقتا ومساحة للتصرف الصحيح والحازم عند الحاجة.
التفاوض ليس دائما الخيار الأمثل
رغم أهمية التفاوض بوصفه وسيلة تربوية، فإنه لا يُناسب جميع المواقف. تشير تيري كورتزبيرغ، أستاذة في كلية روتجرز للأعمال في نيوارك، إلى أن هناك حالات يكون فيها الامتناع عن التفاوض هو الخيار الأفضل، إما لأن الموقف لا يستحق الجهد، أو لأنه يتطلب قرارًا حاسمًا لا يحتمل النقاش. وتوضح أن بعض الآباء يعتقدون أن كل خلاف يستوجب حوارا، بينما تكمن الحكمة التربوية في اختيار الأسلوب المناسب في التوقيت المناسب.
إعلان
وفي حوار لها على موقع جامعة روتجرز، توضح كورتزبيرغ أن الحزم ضروري في بعض الحالات، مثل ما يتعلق بالأمان أو القيم الأساسية غير القابلة للتفاوض، وفي هذه المواقف قد يكون استخدام عبارات حاسمة مثل "افعل! لأنني قلت ذلك" مبررا. لكنها تحذر من الإفراط في استخدام هذه العبارات، لأنها مع الوقت تفقد تأثيرها، ويتعلم الأطفال تجاهلها وتجاهل من يكررها.
في المقابل، ترى كورتزبيرغ أن التفاوض قد يكون مفيدا في مواقف أخرى، لأنه يوضح للأطفال منطق القرارات ويشعرهم بأنهم جزء من عملية اتخاذها، مما يعزز التزامهم بالقواعد واحترامهم إياها. وتشدّد على أهمية السياق والتوقيت في تحديد متى يكون التفاوض مجديًا، ومتى يجب الابتعاد عنه. وتختم بالقول إن "الذكاء التربوي لا يعني التفاوض الدائم، بل معرفة متى نفتح الحوار ومتى يكون الحسم هو الحل الأنسب".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليوم العالمي للسكان.. بطالة الشباب تكشف عجز السياسات أمام الانفجار السكاني
اليوم العالمي للسكان.. بطالة الشباب تكشف عجز السياسات أمام الانفجار السكاني

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

اليوم العالمي للسكان.. بطالة الشباب تكشف عجز السياسات أمام الانفجار السكاني

في 11 من يوليو/تموز من كل عام، تحتفل دول العالم باليوم العالمي للسكان، وهو مناسبة تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالتحديات والفرص التي يطرحها النمو السكاني المتسارع. ومنذ أن أقرته الأمم المتحدة عام 1989، أصبح هذا اليوم مناسبة سنوية لتذكير العالم بحجم المسؤولية المشتركة في إدارة قضايا السكان وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ارتفع عدد سكان العالم من 1.6 مليار نسمة في عام 1900 إلى أكثر من 8 مليارات نسمة اليوم. هذا النمو الهائل يُمارس ضغطا متزايدا على الموارد الطبيعية الحيوية كالغذاء والماء والطاقة، ويثير تساؤلات جوهرية بشأن قدرة الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية في مختلف الدول، خاصة النامية منها، على استيعاب هذه الزيادة. 1.8 مليار شاب في العالم يأتي شعار الأمم المتحدة لهذا العام ليحمل عنوانا محوريا: "تمكين الشباب من بناء الأسر التي يطمحون إليها في عالم عادل ومفعم بالأمل"، في إشارة إلى أهمية توفير الفرص والموارد التي تسمح لهم بتأسيس مستقبل قائم على الكرامة والاستقلال. ويبلغ عدد الشباب في العالم اليوم نحو 1.8 مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا، ما يجعلهم الجيل الأكبر في تاريخ البشرية. هذا الجيل يواجه تحديات مركبة تشمل انعدام الأمن الاقتصادي، والتفاوت بين الجنسين، وضعف أنظمة التعليم والصحة، بالإضافة إلى التأثيرات المتفاقمة لتغير المناخ والنزاعات المسلحة، بحسب تقارير الأمم المتحدة. ويُشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش ، على أهمية دور الشباب بقوله: "إنهم لا يشكلون مستقبلنا فحسب؛ بل يطالبون بمستقبل عادل وشامل ومستدام". ورغم هذه الأهمية، فإن أبرز الحقوق المهدورة للشباب في كثير من المجتمعات تتمثل في غياب فرص العمل اللائقة، وهو ما يحرمهم من الاستقلال الاقتصادي، ويعوق قدرتهم على تأسيس أسر، ويدفع أعدادًا متزايدة منهم نحو الفقر والتهميش. 65 مليون شاب عاطل عن العمل ووفقًا لبيانات منظمة العمل الدولية ، بلغ عدد الشباب العاطلين عن العمل في العالم عام 2024 نحو 65 مليون شاب وشابة، بينما وصلت نسبة غير المنخرطين في العمل أو التدريب إلى 20.4%. وقد بلغت البطالة ذروتها في عام 2020 خلال جائحة كورونا، حيث وصل عدد العاطلين إلى نحو 75 مليون شخص، بحسب منصة "ستاتيستا". وتُظهر الأرقام تفاوتا صارخا بين الدول ذات الدخول المختلفة؛ ففي الدول مرتفعة الدخل، يعمل 80% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عامًا، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 20% فقط في الدول منخفضة الدخل. الأخطر من ذلك أن ما يقرب من ثلثي الشباب العاملين في الدول الفقيرة يشغلون وظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم التعليمية، ما يشير إلى فجوة واضحة بين المهارات المكتسبة واحتياجات سوق العمل، كما جاء في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي. الدول ذات الأداء الأسوأ: وهي الدول التي تسجل أعلى نسب للشباب خارج دوائر التعليم والعمل والتدريب (نييت NEET). وتعود هذه المعدلات المرتفعة إلى ظروف متنوعة، من بينها النزاعات المسلحة كما في الصومال وأفغانستان، أو هجرة الكفاءات إلى الخارج كما هو الحال في دول جزر المحيط الهادي. السويد هولندا آيسلندا مالطا حيث سجلت هذه الدول أدنى معدلات بطالة بين الشباب، بفضل أنظمة تعليمية متقدمة، وتدريب مهني فعّال، وسياسات تعليمية متصلة بسوق العمل. لكن حتى هذه الدول تواجه تحدياتها الخاصة، فاليابان على سبيل المثال، تشهد انكماشا سكانيا وشيخوخة متسارعة، مما يؤدي إلى انخفاض طبيعي في معدلات البطالة بين الشباب نتيجة تقلص حجم القوة العاملة، وهو ما يثير في المقابل قلقًا من نقص العمالة في المستقبل القريب. البطالة في العالم العربي.. أزمة متجذرة في المنطقة العربية، حيث يمثل الشباب غالبية السكان، تبرز أزمة البطالة كإحدى أكثر الأزمات إلحاحا وتعقيدا. ورغم تعافي بعض الاقتصادات العربية نسبيا من آثار الجائحة، فإن أسواق العمل لا تزال تعاني من ضعف هيكلي في خلق فرص العمل، وهو ما يعكس فجوة بين النمو الاقتصادي النظري والنمو الحقيقي في فرص التشغيل. وبحسب منظمة العمل الدولية، يُتوقع أن تبقى معدلات البطالة في المنطقة مرتفعة عند 9.8% خلال عام 2024، وهي نسبة أعلى من معدلات ما قبل الجائحة. وتُعزى هذه النسبة المرتفعة إلى عوامل مركبة تشمل عدم الاستقرار السياسي، والنزاعات المسلحة، والأزمات الاقتصادية، وضعف القطاع الخاص، والضغوط الديمغرافية المتصاعدة. وقدّرت المنظمة أن 17.5 مليون شخص في العالم العربي يبحثون عن عمل، مما رفع معدل فجوة الوظائف في عام 2023 إلى نحو 23.7%. تحديات هيكلية في أسواق العمل العربية ويشير تقرير "التشغيل والآفاق الاجتماعية في الدول العربية – اتجاهات 2024" إلى أن المشكلات لا تتعلق فقط بعدد الوظائف المتاحة، بل بجودتها أيضًا. فعدد كبير من الشباب يعمل في القطاع غير المنظم، دون حماية اجتماعية أو مزايا أساسية. وفي عام 2023، عانى نحو 7.1 ملايين عامل في المنطقة من فقر العمل، أي ما يعادل 12.6% من إجمالي القوى العاملة. وتُعزز هذه الأرقام المؤشرات على وجود خلل بنيوي في أنظمة التعليم وتنمية المهارات، حيث لا تزال المخرجات التعليمية غير متوافقة مع حاجات السوق. بل إن الشباب من خريجي الجامعات يواجهون معدلات بطالة مرتفعة نتيجة هذا التباين بين التأهيل والطلب. توصيات إستراتيجية لحل الأزمة وخلص التقرير إلى مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تحويل النمو السكاني إلى فرصة اقتصادية، وأبرزها: إعلان تبني سياسات اقتصادية وقطاعية شاملة تعزز فرص التشغيل، وتستجيب بمرونة لاحتياجات السوق المحلي. دعم الصناعات التحويلية، وتطوير الخدمات ذات القيمة المضافة لخلق فرص عمل مستدامة وعالية الإنتاجية. إصلاح منظومة التعليم وربطها بالتدريب المهني، مع تعزيز التعلم المستمر مدى الحياة. تسهيل الانتقال من الاقتصاد غير المنظم إلى الاقتصاد الرسمي، وتحقيق العدالة بين الجنسين في سوق العمل. تحسين أنظمة معلومات سوق العمل، لتوفير بيانات دقيقة تساعد صناع القرار على تصميم سياسات أكثر استجابة للواقع. قنبلة سكانية أم فرصة تنموية؟ إن التحديات التي تطرحها الزيادة السكانية، خصوصًا في فئة الشباب، ليست أرقامًا مجردة، بل انعكاسات حية لواقع اجتماعي واقتصادي يواجه خطر الانفجار إن لم تُعالَج أسبابه البنيوية بجدية واستباق. ولذلك، فإن الاستثمار في الشباب -عبر التعليم الجيد، وتطوير المهارات، وتوفير فرص العمل اللائق- لم يعد خيارا تنمويا فحسب، بل أصبح ضرورة إستراتيجية لضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. فمجتمعات لا توفر لأجيالها الشابة ما يكفل لها العيش بكرامة، لن تستطيع مواكبة التحولات العالمية، ولا بناء مستقبل مستدام.

9 قواعد ذكية للحفاظ على برودة المطبخ أثناء الصيف
9 قواعد ذكية للحفاظ على برودة المطبخ أثناء الصيف

الجزيرة

timeمنذ 5 أيام

  • الجزيرة

9 قواعد ذكية للحفاظ على برودة المطبخ أثناء الصيف

في أشهر الصيف الحارة، يصبح المطبخ أحد أبرز مصادر تراكم الحرارة داخل المنزل، خاصة عند تشغيل الأفران والمواقد. هذا الإرهاق الحراري لا يقتصر تأثيره على من يكون في المطبخ فقط، بل يمتد تأثيره ليشمل ارتفاع درجة حرارة المنزل بأكمله، مما يدفع إلى زيادة الاعتماد على أجهزة التكييف وبالتالي ارتفاع فاتورة الكهرباء، ويؤثر سلبا على راحة جميع أفراد الأسرة. لذلك، نقدم مجموعة من القواعد الذكية والنصائح العملية التي تساعد على الحفاظ على برودة المطبخ وتقليل العبء الحراري خلال الأيام الصيفية. تعد ساعات الظهيرة ذروة ارتفاع درجات الحرارة، لذا يفضل جدولة الطهي في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، حين يكون الجو أكثر اعتدالا. هذا التوقيت يحد من تراكم الحرارة داخل المطبخ، ويقلل الضغط على أجهزة التكييف، مما يساهم في الحفاظ على برودة المنزل وخفض استهلاك الطاقة. ويمكنك استغلال فترات الصباح لطهي الأطباق الأساسية مثل المعكرونة أو البروتينات، أو حتى خبز المخبوزات، لتكون الوجبات جاهزة لاحقا دون الحاجة لتسخين المطبخ مجددا. الاعتماد على الأجهزة الصغيرة مثل الميكروويف، المقلاة الهوائية، أو أواني الضغط الكهربائي يعتبر بديلا ممتازا للأفران التقليدية التي تطلق حرارة عالية. فهذه الأجهزة لا تسخن الغرفة مثل الأفران، كما أنها تطبخ الطعام أسرع وتستهلك طاقة أقل، مما يجعلها خيارا ذكيا وفعالا في الأوقات الحارة. اطبخ في الهواء الطلق عندما يكون ذلك ممكنا إذا كان لديك فناء خلفي أو شرفة أو سطح منزل، ففكر في إعداد الطعام بالخارج باستخدام شواية الفحم أو الغاز أو حتى موقد محمول. هذا يمنع تراكم الحرارة داخل المنزل ويوفر بيئة ممتعة للطهي، خصوصا أثناء الاجتماعات العائلية أو المناسبات الصيفية. حيث إن الطهي في الهواء الطلق هو أحد أفضل الطرق لتقليل الحرارة الداخلية، ولكن احرص على اختيار أماكن ظليلة ومواعيد مناسبة أثناء إعداد الطعام في الخارج؛ لتفادي ضربات الشمس. تعد مراوح الشفط من الأدوات الأساسية التي لا غنى عنها في المطبخ، حيث تعمل على سحب البخار والهواء الساخن الناتج عن الطهي إلى الخارج، فإن أنظمة التهوية المناسبة تسهم بشكل كبير في تقليل درجات الحرارة وتحسين جودة الهواء داخل المطبخ، خصوصا إذا كانت متصلة بمخرج هواء خارجي مباشر، مع التأكد من وجود مصدر هواء نقي داخل المطبخ لتعويض الهواء المسحوب وعمل تيار هواء لخلق بيئة مريحة جيدة التهوية. تشغيل مروحة طاولة صغيرة أو مروحة سقف مضبوطة على الدوران العكسي (عكس عقارب الساعة) يساهم في تحسين تدفق الهواء داخل المطبخ ودفع الهواء الساخن بعيدا عن منطقة الطهي، مما يمنح إحساسا واضحا بالبرودة حتى دون استخدام المكيف. ووفقا لوزارة الطاقة الأميركية، يمكن أن تجعل المراوح الغرفة تبدو أكثر برودة بمقدار 4 إلى 6 درجات فهرنهايت، مما يقلل الحاجة إلى خفض منظم الحرارة. كما أن مراوح الطاولة تعد خيارا منخفض التكلفة وفعالا عند استخدامها بشكل ذكي وإستراتيجي. تمنح النوافذ المكشوفة إضاءة طبيعية رائعة ولكنها للأسف تسمح بدخول كمية كبيرة من حرارة الشمس إلى المطبخ، مما يرفع من درجة حرارته بشكل كبير خاصة في ساعات الذروة. ولهذا ينصح بإغلاق الستائر أو استخدام ستائر معتمة أو عازلة للحرارة خلال فترة الظهيرة. إن كنت من محبي الاضاءة الطبيعية يمكنك تركيب أفلام عاكسة أو واقية من الحرارة على الزجاج لتقليل الإشعاع الشمسي. غير طريقة إعدادك للوجبات لتفادي توليد حرارة زائدة في المطبخ خلال الصيف، يفضل الابتعاد عن إعداد وجبات ساخنة معقدة يوميا، والاعتماد بدلا من ذلك على أطباق خفيفة لا تحتاج للطهي، مثل السلطات والسندويشات واللفائف والأطباق الباردة. كما يمكن تحضير وجبات متعددة في يوم واحد واستخدام الميكروويف أو المقلاة الهوائية لإعادة تسخينها سريعًا، مما يقلل من وقت الطهي والحرارة الناتجة. وإذا كان لا بد من استخدام الفرن أو الموقد، فاستغل الأمر بإعداد كميات كبيرة للاستفادة من بقايا الطعام لاحقا دون الحاجة لإعادة تشغيل أدوات الطهي مجددا. لتحسين كفاءة مطبخك وجعله أكثر برودة خلال فصل الصيف، يُفضل إعادة ترتيب الأجهزة الكهربائية قدر الإمكان. ضع الثلاجات والمجمدات في أماكن بعيدة عن أشعة الشمس المباشرة ومصادر الحرارة، واحرص على ترك مسافة بينها وبين الجدار الخلفي للسماح بتبديد الحرارة بكفاءة أعلى. أما الأجهزة التي تولد حرارة، مثل الفرن والمقلاة الهوائية، فمن الأفضل وضعها بالقرب من النوافذ أو الجدران الخارجية لتسريع تهوية الحرارة المتصاعدة. ولا تنسَ أن الأجهزة الصغيرة كالغلاية والمحمصة وآلة صنع القهوة تُسهم أيضًا في رفع حرارة المطبخ، لذا يُستحسن فصلها عن الكهرباء عند عدم استخدامها — فهذه الخطوة البسيطة تحدث فرقًا ملموسًا على المدى الطويل. تنظيف وصيانة فتحات التهوية والمكيفات إعلان تراكم الغبار والدهون في فلاتر المطبخ والمراوح يقلل من كفاءتها في طرد الحرارة. لذلك، يوصى بتنظيف هذه الفتحات بانتظام، بالإضافة إلى التحقق من أداء أجهزة التبريد وصيانتها لضمان أقصى كفاءة. الصيانة الدورية لأنظمة التهوية والمكيفات تحسن التبريد وتقلل استهلاك الكهرباء. للحفاظ على برودة المطبخ وكفاءته، ينصح بالاستثمار في أجهزة موفرة للطاقة، حيث تصدر حرارة أقل وتستهلك طاقة أقل. كما يفضل استخدام إضاءة ليد بدلا من المصابيح التقليدية التي تولد حرارة زائدة، إذ يوفر الليد إضاءة فعالة دون رفع حرارة الغرفة. ويمكن تعزيز الأجواء المنعشة بإضافة نباتات داخلية، إذ تساعد بعض الأنواع مثل السانسافيرا والسرخس على تبريد الهواء وامتصاص الرطوبة، ما يجعل المطبخ أكثر راحة وانتعاشا في الأيام الحارة. الطهي في الصيف لا ينبغي أن يكون مصدرا للانزعاج أو التوتر. من خلال اتباع هذه القواعد الذكية، يمكنك تقليل الحرارة في مطبخك ومنزلك. يكمن السر في استخدام الأجهزة المناسبة، وتغيير بعض العادات اليومية، والاعتماد على التهوية الذكية لتحقيق بيئة طهي مريحة وآمنة.

من شدة الجوع.. محمد أكل الرمل بدل الخبز في غزة
من شدة الجوع.. محمد أكل الرمل بدل الخبز في غزة

الجزيرة

timeمنذ 6 أيام

  • الجزيرة

من شدة الجوع.. محمد أكل الرمل بدل الخبز في غزة

في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة ، جلس الطفل محمد منذر الدربي عاجزا عن كبح جوعه، فمدّ يده إلى الأرض وأكل الرمل، ولم تكن نوبة غضب ولا لحظة عبث، بل فعلا نابعا من جوع حقيقي، بعدما فشل مرارا في الحصول على المساعدات. وخرج محمد، ابن الـ13 عاما، كغيره من الأطفال بعد أن سمع أنباء عن وجود مساعدات قُرب البحر. وكان أحدهم يركض في الشارع ويهتف بأن شاحنة إغاثة وصلت، جهّز الطفل نفسه وركض، متأملا أن يعود بشيء، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى الشاحنة إلا بعد أن فرغت من حمولتها. وتكرر المشهد أكثر من 12 مرة، وفي كل مرة يركض محمد، ينتظر ويحاول، ثم يعود خالي الوفاض. وفي إحدى المرات انهار تماما، ولم يكن في البيت طحين ولا أي نوع من الطعام، فاضطر إلى أكل الرمل. يقول الطفل إن الحياة قبل الحرب كانت مختلفة، وكل شيء متوفر من الطعام والشراب، أما بعد الحرب، فلا طحين، لا ماء، ولا حتى ما يسد به الجوع. محمد، الذي كان يمتنع دائما عن طلب المساعدة من أحد بسبب اعتزازه بنفسه، اضطر بعد الحرب إلى العمل عند ابن عمه ليتمكن من شراء الطعام لأخته الصغيرة، ويختم حديثه "كنا نعيش بكرامة وأصبحنا نطلب لنعيش". ووسط هذا الواقع، لا يجد محمد سوى سؤال واحد يردده باستمرار: "وين العالم عنّا؟ نحنا جوعانين".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store