
ملحق الدفاع البريطاني لـ «الجريدة.»: شراكتنا مع الكويت نموذج بنّاء لتعزيز أمن المنطقة
• في الثامن من مايو، حلّت الذكرى الـ 80 ليوم النصر في أوروبا، ما أهمية هذا اليوم بالنسبة للمملكة المتحدة والعالم؟
- يوم النصر في أوروبا يمثل نهاية الحرب العالمية الثانية في القارة الأوروبية. إنه لحظة للتأمل واستذكار شجاعة وتضحيات الملايين من الرجال والنساء الذين فقدوا حياتهم دفاعاً عن الحريات التي ننعم بها اليوم.
كما أنه فرصة للتفكير في أهمية التكاتف وقدرتنا على العمل المشترك لحماية هذه الحريات مستقبلاً، وهو أيضا تذكير لنا بألا نأخذ السلام والحرية كأمر مسلم به، خصوصا في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا ودخولها عامها الرابع، إلى جانب النزاع المستمر في غزة، لذا يجب أن نظل متّحدين كحلفاء للدفاع عن السلام والحرية حول العالم.
الشراكة مع الكويت
• ما الدور الذي أدتته العلاقات الدفاعية والأمنية في تشكيل شراكة المملكة المتحدة مع الكويت؟ وما آفاق تطويرها مستقبلاً؟
- العلاقات الدفاعية والأمنية كانت ولا تزال في صميم العلاقة بين المملكة المتحدة والكويت لأكثر من قرن، لاسيما خلال حرب تحرير الكويت عام 1991 وما تلاها من دعم بريطاني لتطوير القوات المسلحة الكويتية.
واليوم، نواصل هذا الدعم من خلال تعزيز التعليم العسكري وتأهيل الضباط، إلى جانب تحديث قواتنا المسلحة عبر شراكات استراتيجية ومبادرات لبناء القدرات، وتمثل شراكتنا مع الكويت نموذجا بنّاء لتعزيز أمن المنطقة.
تعاون دفاعي قيد التنفيذ بعد أن تحدد الكويت «القدرات» التي ترغب في الحصول عليها من لندن
• ما الجديد في مسار التعاون الدفاعي بين البلدين؟
- في أغسطس الماضي، تم الاتفاق على آلية للتعاون في مجال التجهيز العسكري بين الحكومتين، تتيح للكويت التعاقد مباشرة مع الصناعات الدفاعية البريطانية للحصول على القدرات التي ترغب فيها، وقد أصبح هذا الإطار جاهزاً للتنفيذ فور تحديد الجانب الكويتي لمتطلباته.
مناورات بحرية
• ما أهداف الزيارات المتكررة لسفن البحرية الملكية البريطانية إلى المياه الكويتية؟ وكيف تُسهم في تعزيز التعاون البحري؟
- بصفتي ضابطا بحريا، يُسعدني دائما أن أرى سفن البحرية الملكية ترسو في الكويت. الزيارة الأخيرة الأسبوع الماضي كانت الثالثة التي أنظمها منذ تولي مهامي كملحق للدفاع.
وهذه الزيارات مهمة لتعزيز علاقاتنا العسكرية وتحقيق الجاهزية المشتركة في مواجهة التهديدات البحرية، كما أنها تعكس التزام المملكة المتحدة بأمن المنطقة وشراكتها مع الكويت.
خلال هذه الزيارات، نُجري تدريبات بحرية مشتركة تشمل مناورات تكتيكية وتدريبات «سلامة الأرواح في البحر» (SOLAS). وقد عبّر قائد السفينة الأخيرة عن إعجابه الشديد بالاحترافية العالية التي أظهرها البحّارة الكويتيون، مشيراً إلى سهولة العمل معهم.
وعند الرسو، نفتح أبواب السفن للبحّارة الكويتيين لزيارتها، في حين ينزل البحّارة البريطانيون إلى الشاطئ للمشاركة في أنشطة رياضية والتعرّف على ثقافة الكويت.
ماريوت: آلية للتعاون في مجال التجهيز العسكري بين حكومتي البلدين
التمارين المشتركة
• ما أهمية التدريبات والتمارين المشتركة مثل «تمرين الدرع الحديدي 2» و»تمرين محارب الصحراء 8»؟
- التدريبات المشتركة ضرورية لتحقيق القدرة التشغيلية المتبادلة. إذا استدعت الحاجة أن يعمل الجيشان معاً، فيجب أن يكونا قادرين على تنفيذ المهام بسرعة وكفاءة.
تمرين «الدرع الحديدي» العام الماضي و«محارب الصحراء» هذا العام يتيحان لوحدات من الجيش البريطاني التدرب في الكويت جنباً إلى جنب مع القوات الكويتية. معظم الجنود البريطانيين المشاركين يأتون من إدنبرة، وهم من الشباب والسيدات الذين لم يغادروا المملكة المتحدة من قبل، ولم يسبق لهم التدريب في بيئة صحراوية، ما يُشكل تحديًا لهم.
الهدف هو فهم آليات عمل الجيش الكويتي وتعزيز التعاون، حيث شملت هذه التمارين استخدام الطائرات المسيّرة في المناطق المبنية التكتيكية، ما يُعزز قدرة الجانبين على تنفيذ المهام المشتركة عند الحاجة، ومثل هذه التمارين تُقوي الشراكة وتُعزز أمن واستقرار المنطقة.
• تزايد عدد الضباط الكويتيين الذين يتلقون تعليمهم العسكري في المملكة المتحدة... ما أهمية هذا التعاون لكم؟ وكيف يسهم في تطوير الكوادر الكويتية؟
-بعد مرور عامي الأول كملحق الدفاع في الكويت، أدركت أن التعليم العسكري يُعد أحد أعمدة العلاقة الثنائية القوية بين البلدين، والمملكة المتحدة ملتزمة بدعم تدريب القوات المسلحة الكويتية وقياداتها المستقبلية.
حاليًا، يشارك أكثر من 100 ضابط كويتي سنويا في دورات عسكرية مهنية في المملكة المتحدة، ومن المتوقع أن تزور نحو 30 بعثة تدريبية بريطانية الكويت هذا العام لتقديم الدعم في مجالات مثل العقيدة العسكرية، والعمليات في المناطق المبنية وإدارة الأزمات.
كما يدرّس عدد كبير من الضباط البريطانيين في دورة القيادة والأركان بكلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة، ويسهم اعتماد العقيدة البريطانية في هذه الدورات في تسهيل التعاون المستقبلي.
100 ضابط كويتي يشاركون في دورات عسكرية بالمملكة سنوياً
• كيف تقيّم أداء القوات البحرية الكويتية؟
- قائد السفينة البريطانية التي أبحرت مؤخراً مع القوات البحرية الكويتية أشاد كثيراً بمستوى الاحترافية التي تتمتع بها القوة البحرية الكويتية، وهذه ليست المرة الأولى التي نسمع فيها إشادة مماثلة خلال الأنشطة المشتركة في البحر.
يُعرف الملحق العسكري والدفاعي البريطاني بنفسه قائلا: «اسمي نيل ماريوت، وأشغل حاليا رتبة كابتن في البحرية الملكية».
وأضاف: «التحقت بالبحرية عام 1991 بهدف أن أصبح غواصا متخصصا في إزالة الألغام، وحققت هذا الهدف في 1995»، مستطرداً: «واصلت خدمتي لاكتساب المزيد من الخبرة في السفن والمهمات حول العالم. قضيت نحو 20 عاما في مهام عملياتية، ثم انتقلت للعمل في مجال التعاون الدفاعي خلال الـ13 أو 14 سنة الماضية».
وأشار إلى أن أول مهمة له في هذا المجال كانت في باريس، حيث التحق بدورة قيادة وأركان في «كلية الحرب»، ثم عمل مستشاراً للسياسات والاستراتيجيات لرئيس البحرية الفرنسية لمدة عامين، مردفا: بعد ذلك، شغل منصب الملحق البحري والجوي في كندا مدة أربع سنوات، ثم انتقل إلى لندن، ومن هناك جاء إلى الكويت كملحق دفاعي.
ماريوت: من المتوقع أن تزور نحو 30 بعثة تدريبية بريطانية الكويت هذا العام
وتابع: «كنت سعيدا جدا بالقدوم إلى الكويت، التي قد تكون آخر محطة في مسيرتي بالبحرية الملكية».
ولفت إلى أنه «في عام 2008، كنت رئيس أركان وحدة مكافحة الألغام، حيث عملنا على إزالة الألغام من المياه الإقليمية الكويتية، والتي كانت لاتزال موجودة منذ الصراعات مع العراق».
وأردف: «لقد كانت مسيرتي المهنية غنية ومتنوعة، فقد قدتُ قيادة سفينتين، كما ترأست سرباً لمكافحة الألغام في البحرين عام 2013، ومع أن النهاية باتت قريبة، فإنني سعيد بأنها ستكون هنا في الكويت، هذا البلد الجميل».
قال ماريوت: «أول وظيفة لوالدي في الخارج كانت هنا في الكويت عام 1976». وتابع: «لم يكن والدي عسكرياً، بل كان مهندساً ساهم في بناء الموانئ والطرق في الكويت خلال السبعينيات».
وعن إمكانية أن نرى ابنه يسير على خطاه ويعمل في الكويت، قال: «سيكون ذلك أمرا رائعا، فهو يحب زيارة الكويت ويستمتع بطقسها، وآمل أن يكون مستقبله هنا».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ 3 أيام
- المدى
ألمانيا: مفاوضات وقف النار بأوكرانيا قد تستغرق شهوراً
قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، اليوم، إن جهود التوصل إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا لا تزال في مراحلها الأولى، وقد تستغرق شهوراً، على الرغم من الزخم الدبلوماسي المتزايد في الأسابيع الأخيرة، فيما تعهّد بالدفاع عن منطقة البلطيق 'ضد أي تهديد'. وأضاف ميرتس في مؤتمر صحافي عُقد في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، حيث حضر حفل تأسيس أول وحدة عسكرية ألمانية دائمة في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية: 'لسنا ساذجين. لا يوجد حل سريع'، في إشارة إلى احتمال تعثر محادثات السلام في أوكرانيا. وتابع: 'هذه العملية بدأت للتو، وقد تستغرق أسابيع عديدة، وربما أشهراً'، وفق ما نقلت ' بوليتيكو'. وفي معرض تأكيده على استمرار الدعم العسكري الألماني لأوكرانيا، قال ميرتس إن حكومته تسعى جاهدةً للتوصل إلى حل دبلوماسي. وأضاف: 'نحن لا نضيع أي فرصة سانحة للتوصل إلى حل دبلوماسي هنا. لكننا نعلم أننا لا نستطيع تحقيقه في وقت قصير'.وأشار المستشار الألماني إلى أهمية الوحدة الغربية، قائلاً إن التنسيق مع شركاء الاتحاد الأوروبي والتواصل مع المشرعين الأميركيين سيظل محورياً في الاستراتيجية الألمانية. واعتبر أنه 'من مصلحة أميركا أيضاً أن نواصل المضي قدماً معاً'، مضيفاً أن محادثاته مع أعضاء الكونغرس الأميركي أظهرت دعماً واسعاً لاستمرار التوافق عبر الأطلسي.


المدى
منذ 3 أيام
- المدى
لقاء أمني دولي في موسكو حول الحفاظ على الحقيقة التاريخية
يبحث اللقاء الأمني الدولي الـ13 المزمع في موسكو بين الـ27 والـ29 من ايار الجاري سبل الحفاظ على الحقيقة التاريخية، ومنع إحياء النازية في أوروبا'، كما أعلنت وكالة 'نوفوستي'. وصرح ألكسندر فينيديكتوف، نائب أمين مجلس الأمن الروسي، بأن المنتدى سيناقش هذا الموضوع خلال جلساته، والتي ستُعقد في الفترة من 27 إلى 29 ايار الجاري بالمركز الوطني 'روسيا' تحت رئاسة سيرغي شويغو، أمين مجلس الأمن الروسي. وأشار إلى أن انعقاد المنتدى 'يتزامن مع الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى هذا العام، مما سيجعل قضية الحفاظ على الحقائق التاريخية محورا رئيسيا للنقاش. كما سيتم تنظيم معارض متخصصة لتسليط الضوء على هذه المناسبة'. وأضاف أن النصر العظيم في الحرب العالمية الثانية غيّر خريطة العالم بشكل جذري، وأسس معايير جديدة للقانون الدولي، كما وجه ضربة قوية للاستعمار الغربي. وأوضح أن الدول الاستعمارية، التي أنهكتها الحرب، لم تعد قادرة على السيطرة على الشعوب المستعمرة في آسيا وأميركا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط، حيث نالت عشرات الدول استقلالها بفضل دعم الاتحاد السوفيتي، الذي قدم المساعدة رغم التحديات الكبيرة التي واجهها خلال الحرب. وتابع قائلاً: 'اليوم، عندما تحاول أقلية عالمية، تطلق على نفسها اسم 'مجموعة السبع' أو 'المليار الذهبي'، جرّ العالم مرة أخرى نحو القومية والتعصب والحروب، تصبح ذكرى النصر سلاحا ودرعا لروسيا ودول الجنوب العالمي والشرق. فالمشككون الذين يدنسون النصب التذكارية، والكاذبون الذين يساوون بين الشيوعية والنازية، والمحرضون الذين يزرعون الفتنة بين الدول والشعوب، جميعهم يتحدون ليس فقط التاريخ، بل أيضا المستقبل.' واختتم فينيديكتوف تصريحه بالتأكيد على ضرورة التصدي الجماعي لمحاولات الغرب إعادة كتابة التاريخ وتشويه الحقائق، مشددا على أهمية منع إحياء النازية في أوروبا، التي يبدو أنها نسيت من حررها من براثنها والثمن الباهظ الذي دُفع من أجل ذلك'.


الجريدة
منذ 6 أيام
- الجريدة
لحل الصراع الروسي الأوكراني.. مكالمة هاتفية بين ترامب وبوتين
تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين بشأن السلام في أوكرانيا بعد أن قالت واشنطن إن الطريق مسدود أمام إنهاء أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وإن الولايات المتحدة قد تنسحب. وأرسل بوتين آلاف القوات إلى أوكرانيا في فبراير شباط 2022 لتندلع أخطر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. ودعا ترامب مرارا إلى إنهاء «حمام الدم» في أوكرانيا، الذي تصوره إدارته على أنه حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا. وتحت ضغط من ترامب، التقى ممثلون من البلدين المتحاربين في إسطنبول يوم الجمعة للمرة الأولى منذ مارس آذار 2022، بعد أن اقترح بوتين إجراء محادثات مباشرة فيما طالب الأوروبيون وأوكرانيا بوقف فوري لإطلاق النار. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن المكالمة تجري الآن. وقبل الاتصال الهاتفي بوقت قصير، قال جيه.دي فانس نائب الرئيس الأميركي لصحفيين إن واشنطن تدرك أن الطريق نحو إنهاء الحرب صار مسدودا، وإذا لم تكن موسكو مستعدة للمشاركة، فإن الولايات المتحدة ستضطر في النهاية إلى القول إنها ليست حربها. بانسداد أفق المحادثات بشأن إنهاء الحرب وإن واشنطن ستضطر في النهاية إلى الانسحاب من تلك المساعي إذا لم تكن موسكو مستعدة للمشاركة فيها. وأضاف في أثناء استعداده لمغادرة إيطاليا «ندرك أن هناك بعض الجمود وأعتقد أن الرئيس سيقول للرئيس بوتين: 'انظر، هل أنت جاد؟ هل أنت صادق في هذا؟» وتابع «أعتقد بصراحة أن الرئيس بوتين لا يعرف تماما كيف ينهي تلك الحرب»، مضيفا أنه تحدث للتو مع ترامب. وقال إن الأمر «يتطلب جهودا من الجانبين. أعلم أن الرئيس مستعد للقيام بذلك، لكن إذا لم تكن روسيا مستعدة لفعل هذا، فسنقول في نهاية المطاف إن هذه ليست حربنا». وقال «سنحاول إنهاءها لكن إذا لم نتمكن من إنهائها، فسنقول في النهاية: 'أتعلمون؟ كان الأمر يستحق المحاولة لكننا لن نبذل جهدا بعد الآن'».