logo
منافسة محتدمة بين إنتر الإيطالي وباريس سان جيرمان للظفر بـ"ذات الأذنين"

منافسة محتدمة بين إنتر الإيطالي وباريس سان جيرمان للظفر بـ"ذات الأذنين"

BBC عربيةمنذ 2 أيام

يُختتم الموسم الأوروبي الكروي المحتدم، السبت، بنهائي دوري أبطال أوروبا - أهم مباريات "القارة العجوز" سنوياً على صعيد الأندية، وسط تنافس محموم بين إنتر ميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي.
ولم يكن وصول الفريقين للمباراة الختامية متوقعاً على نطاق واسع، وستكون هذه أول مباراة في دوري أبطال أوروبا بين الناديين.
وهذا هو النهائي الثاني فقط بين فريقين من فرنسا وإيطاليا منذ نهائي موسم 1992/1993، عندما هزم مرسيليا ميلان الإيطالي في ميونيخ.
وسيتولى الروماني استفان كوفاكس (40 عاماً) مهمة تحكيم النهائي.
وأقصى إنتر فريق برشلونة، أقوى المرشحين للّقب بعد نِديّة ومتعة في مواجهتَي نصف النهائي، فيما تغلّب باريس في دور ثُمن النهائي على ليفربول الإنجليزي الذي تصدر ترتيب الدور الأول.
سعي باريسي للّقب الأول
وتُعد المباراة ذروة الموسم الأوروبي، ويسعى سان جيرمان المملوك لشركة قطر للاستثمارات الرياضية منذ 2011 الذي أنفق مئات الملايين من الدولارات خلال السنوات الماضية إلى التتويج بلقب مسابقة "ذات الأذنين الكبيرتين" للمرة الأولى في تاريخه.
وشهدت البطولة تألقاً لافتاً لمهاجم باريس عثمان ديمبيلي، وعاونه في المهام الهجومية الشابان ديزيريه دويه وبرادلي باركولا، بالإضافة إلى القادم شتاءً من نابولي الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا.
وفي باقي الخطوط، لمع نجم الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما الذي ظهر عملاقاً في الأدوار الإقصائية.
وأثبت المغربي أشرف حكيمي، لاعب إنتر السابق، أنه بين أفضل اللاعبين في مركز الظهير في العالم.
وأدخل المدرب الإسباني لويس إنريكي تغييرات جذرية على باريس سان جيرمان الفرنسي، والتي أسهمت في قيادته إلى عَتبة إحراز لقب تاريخي.
وراهن رئيس النادي ناصر الخليفي (القطري)، والمدير الرياضي البرتغالي، لويس كامبوس على إنريكي المتحدّر من خيخون الإسبانية، لقيادة مرحلة تخلى فيها الفريق عن نجوم العيار الثقيل.
وقال إنريكي الساعي لإحراز لقبه الثاني كمدرب في المسابقة، بعد عقد من قيادة برشلونة إلى الكأس عام 2015 في برلين: "من الصعب دوماً أن تبلغ نهائي دوري الأبطال. كل اللاعبين والمدربين يحلمون بخوضه. نريد أن نكون الأوائل في باريس، نحرز اللقب ونصنع التاريخ".
وباريس هو ثالث فريق فرنسي يصل إلى النهائي أكثر من مرة، بعد ريمس (1955/1956، 1958/1959) ومرسيليا (1990/1991، 1992/1993).
وفاز الفريق بتسع من آخر 11 مباراة خاضها في دوري أبطال أوروبا (خسر مباراتين)، وسجل الهدف الأول في سبع من آخر تسع مباريات خاضها في البطولة.
البحث عن لقب رابع
في المقابل، يبحث إنتر الذي خاض النهائي ستّ مرّات في تاريخ البطولة، عن لقبه الرابع، بعد تتويجين مع المدرب الأرجنتيني هيلينو هيريرا في 1964 و1965، ثم 2010 تحت إشراف المدرب المشاغب البرتغالي جوزيه مورينيو.
وكان مدربه الحالي الإيطالي سيموني إينزاغي مشرفاً على "النيراتزوري" قبل موسمين، عندما خسر بهدف وحيد أمام مانشستر سيتي الإنجليزي.
ويعتمد إنتر خطة 3-5-2 خلافاً لطريقة إنريكي 4-3-3، ويأمل في أن يكون مصيره مختلفاً عمّا واجهه في الدوري المحلي، بعد خسارة اللقب في الرمق الأخير لصالح نابولي.
وقال إينزاغي الذي يعوّل على الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز والهولندي دينزل دمفريس والإيطالي نيكولو باريلا والتركي هاكان تشالهانوغلو: "نعرف أن المهمة ستكون صعبة، نعرف أننا سنواجه فريقاً كبيراً مثل برشلونة وبايرن ميونيخ، لكنهم سيواجهون فريقاً يلعب من أجل نفس الهدف".
وحقق الفريق الإيطالي عشرة انتصارات في هذه النسخة، وهو أفضل سجل له في موسم واحد في مسابقات الاتحاد الأوروبي.
ولم يخسر "النيراتزوري" سوى مباراة واحدة من أصل 14 مباراة خاضها في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
كما لم يُهزم في آخر ثماني مباريات (6 انتصارات وتعادلين).
إنتر و"أفضلية الخبرة"
وقال الكاتب الرياضي، محمد حلمي راشد، لبي بي سي، إن المباراة ستكون بين أسلوبين مختلفين في اللعب؛ فإنتر يعتمد على التنظيم العالي واللعب على التحولات السريعة، مقابل باريس المعتمد على السيطرة على الكرة والخصم.
ويعطي راشد أفضلية بسيطة لإنتر، لتمتُّع لاعبي الفريق الإيطالي بخبرة أكبر في البطولة، ولأن الفريق لعب النهائي منذ عامين مما قد يعطيه أفضلية في كيفية التعامل مع المباراة الختامية.
ووفق تحليل راشد، فإن نجاح إنتر في التعامل بنجاح مع برشلونة وأسلوبه الهجومي يعطي مؤشراً على قدرته في التعامل مع باريس بشكل جيد.
ويرى أن الفريق الباريسي يتمتع بخط وسط مُميَّز، ولاعبين من ذوي القدرات الفردية عالية المستوى في خط الهجوم.
ميونيخ تنحاز عادةً لغير المتوَّجين
ضَيفت ميونيخ المدينة الألمانية النابضة بكرة القدم نهائي دوري الأبطال أربع مرّات، لكنها كانت تبتسم دوماً في النهائي لفريق لم يسبق له الفوز بالبطولة.
وقد يدعو ذلك الفريق الباريسي للتفاؤل نوعاً ما في ظل سعيه لإحراز باكورة ألقابه في البطولة القاريّة العريقة.
ضيّفت المدينة النهائي ثلاث مرات على ملعب "أولمبياشتاديون" القديم، وفي المرة الرابعة على ملعب أليانز أرينا الحالي.
في 1979، فاز فريق نوتنغهام فوريست الإنجليزي على حساب مالمو السويدي، وفي 1993، تمكن نادي مرسيليا الفرنسي من إحراز لقبه القاري الأول بفوزه على ميلان الإيطالي.
وفي 1997، ظفر بوروسيا دورتموند الألماني بلقبه الوحيد في البطولة على حساب يوفنتوس الإيطالي.
وفي 2012، خذلت الأرض أصحابها عندما أحرز تشيلسي الإنجليزي لقبه الأول على حساب بايرن ميونيخ صاحب ملعب أليانز أرينا.
واكتمل بناء ملعب أليانز أرينا الذي يتسع لأكثر من 75 ألف متفرج في 2005.
وللملعب جدار خارجي شفاف من ألواح من رقائق معدنية تُضاء من الداخل، ويمكن أن يتغير لونها اعتماداً على ألوان من يلعب.
ضيّف الملعب أربع مباريات في بطولة كأس أوروبا 2020 التي أقيمت في 12 بلداً.
ولأن ألمانيا ضيّفت كأس أوروبا 2024، أصبح أول ملعب في التاريخ يُضيّف مباريات في بطولتين أوروبيتين متتاليتين.
رافينيا
وعرفت هذه البطولة تألقاً لافتاً لبعض اللاعبين؛ فالبرازيلي رافينيا لاعب برشلونة الإسباني يتصدر قائمة الهدافين بالاشتراك مع الغيني سيرهو جيراسي لاعب بوروسيا دورتموند الألماني برصيد 13 هدفاً لكل منهما.
كما يتصدر رافينيا قائمة أصحاب التمريرات الحاسمة برصيد تِسع تمريرات.
وشهدت البطولة لمحات فنية ساحرة لفتى برشلونة الواعد لامين يامال (17 عاماً) صاحب ثماني مساهمات تهديفية (خمسة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة).
وتألّق يامال بشكل كبير أمام إنتر في مواجهتَي نصف النهائي.
وقد يمر طريق الفرنسي عثمان ديمبيلي للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم من بوابة المباراة النهائية بعدما تحوّل هذا الموسم إلى قائد لهجوم سان جيرمان.
وأعاد المدرب الإسباني لويس إنريكي تموضع ديمبيلي من الجناح الأيمن إلى مركز المهاجم الصريح، فلعب دوراً محورياً في هجوم نادي العاصمة الفرنسية.
اشتهر ديمبيلي بتسديداته الطائشة خارج الخشبات الثلاث وإهداره للفُرص السهلة، لكنه تحول لمهاجم حاسم هذا العام.
وأثنى راشد على أداء ديمبيلي، وقال إنه قدم أداء رائعاً.
ويميل راشد لأن يكون رافينيا هو أفضل لاعبي البطولة، وفق المستويات المقدمة قبل المباراة النهائية.
ويرى راشد أن رافينيا قدّم كل شيء خلال هذه النسخة فردياً وجماعياً، وأحدث الفارق، بعد مطالبات لفريق برشلونة بالتخلص منه نهاية الموسم الماضي.
"بكل تأكيد، رافينيا يجب أن يكون هو أفضل لاعب في البطولة، حتى لو لم يتواجد في النهائي"، يقول راشد لبي بي سي.
النسخة الأولى من النظام الجديد
هذه النسخة شهدت بدء تطبيق نظام جديد للبطولة ألغى تقسيم الفرق إلى ثماني مجموعات، ووضعهم في مجموعة واحدة يلعب فيها كل فريق ثماني مباريات فقط نصفها خارج أرضه.
ورفع النظام الجديد عدد الفرق المشاركة إلى 36 بدلاً من 32، يتأهل 16 منهم إلى الدور الثاني.
ويرى راشد أن تطبيق النظام الجديد كان ممتازاً، وأدى إلى زيادة العوائد المادية للأندية.
ورفع النظام الجديد من منسوب المتعة لدى المشاهدين في ظل زيادة عدد المباريات، وفق راشد.
ويعطي النظام الجديد الفرصة لكبرى الفرق بشكل أكبر للتأهل للدور الثاني في ظل نظام الملحق الذي استُحدث في البطولة كما حدث مع باريس سان جيرمان وريال مدريد هذا الموسم، بحسب راشد.
ولوحظ انخفاض الاهتمام في المنطقة العربية بالمباراة النهائية هذا العام مقارنة بمواسم سابقة.
ويتفق راشد مع ذلك ويعيد الأمر لغياب ريال مدريد وبرشلونة عن النهائي، وكذلك غياب أي فريق إنجليزي أيضاً.
"لو كان هناك طرف إنجليزي. الاهتمام سيكون مختلفاً ... والتغطية الإعلامية من الإنجليز عالية جداً"، وفق راشد الذي أشار أيضاً إلى انشغال وسائل الإعلام الإيطالية بتعاقدات الفريق الإيطالية مع مدربين جدد.
ويرى أن طرفَي النهائي غير متابَعين عربياً، مقارنة بنفس قدر متابعة فرق أخرى.
هيمنة إسبانية
ويتصدر ريال مدريد سِجِلّ الفائزين في البطولة برصيد 15 لقباً وبفارق كبير عن أقرب ملاحقيه ميلان الإيطالي صاحب الألقاب السبعة، ثم بايرن ميونيخ الألماني وليفربول الإنجليزي بستة ألقاب، ثم برشلونة الإسباني بخمس بطولات.
وأحرزت الأندية الإسبانية اللقب 20 مرة، ثم الإنجليزية 15 مرة، ثم الإيطالية 12 مرة، أما أندية فرنسا فلديها لقب وحيد فقط.
وبدأت البطولة لأول مرة في موسم 1955/1956 باسْم كأس الأندية الأوروبية البطلة، ثم أُعيد إطلاقها تحت اسم دوري أبطال أوروبا في موسم 1992/1993.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منافسة محتدمة بين إنتر الإيطالي وباريس سان جيرمان للظفر بـ"ذات الأذنين"
منافسة محتدمة بين إنتر الإيطالي وباريس سان جيرمان للظفر بـ"ذات الأذنين"

BBC عربية

timeمنذ 2 أيام

  • BBC عربية

منافسة محتدمة بين إنتر الإيطالي وباريس سان جيرمان للظفر بـ"ذات الأذنين"

يُختتم الموسم الأوروبي الكروي المحتدم، السبت، بنهائي دوري أبطال أوروبا - أهم مباريات "القارة العجوز" سنوياً على صعيد الأندية، وسط تنافس محموم بين إنتر ميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي. ولم يكن وصول الفريقين للمباراة الختامية متوقعاً على نطاق واسع، وستكون هذه أول مباراة في دوري أبطال أوروبا بين الناديين. وهذا هو النهائي الثاني فقط بين فريقين من فرنسا وإيطاليا منذ نهائي موسم 1992/1993، عندما هزم مرسيليا ميلان الإيطالي في ميونيخ. وسيتولى الروماني استفان كوفاكس (40 عاماً) مهمة تحكيم النهائي. وأقصى إنتر فريق برشلونة، أقوى المرشحين للّقب بعد نِديّة ومتعة في مواجهتَي نصف النهائي، فيما تغلّب باريس في دور ثُمن النهائي على ليفربول الإنجليزي الذي تصدر ترتيب الدور الأول. سعي باريسي للّقب الأول وتُعد المباراة ذروة الموسم الأوروبي، ويسعى سان جيرمان المملوك لشركة قطر للاستثمارات الرياضية منذ 2011 الذي أنفق مئات الملايين من الدولارات خلال السنوات الماضية إلى التتويج بلقب مسابقة "ذات الأذنين الكبيرتين" للمرة الأولى في تاريخه. وشهدت البطولة تألقاً لافتاً لمهاجم باريس عثمان ديمبيلي، وعاونه في المهام الهجومية الشابان ديزيريه دويه وبرادلي باركولا، بالإضافة إلى القادم شتاءً من نابولي الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا. وفي باقي الخطوط، لمع نجم الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما الذي ظهر عملاقاً في الأدوار الإقصائية. وأثبت المغربي أشرف حكيمي، لاعب إنتر السابق، أنه بين أفضل اللاعبين في مركز الظهير في العالم. وأدخل المدرب الإسباني لويس إنريكي تغييرات جذرية على باريس سان جيرمان الفرنسي، والتي أسهمت في قيادته إلى عَتبة إحراز لقب تاريخي. وراهن رئيس النادي ناصر الخليفي (القطري)، والمدير الرياضي البرتغالي، لويس كامبوس على إنريكي المتحدّر من خيخون الإسبانية، لقيادة مرحلة تخلى فيها الفريق عن نجوم العيار الثقيل. وقال إنريكي الساعي لإحراز لقبه الثاني كمدرب في المسابقة، بعد عقد من قيادة برشلونة إلى الكأس عام 2015 في برلين: "من الصعب دوماً أن تبلغ نهائي دوري الأبطال. كل اللاعبين والمدربين يحلمون بخوضه. نريد أن نكون الأوائل في باريس، نحرز اللقب ونصنع التاريخ". وباريس هو ثالث فريق فرنسي يصل إلى النهائي أكثر من مرة، بعد ريمس (1955/1956، 1958/1959) ومرسيليا (1990/1991، 1992/1993). وفاز الفريق بتسع من آخر 11 مباراة خاضها في دوري أبطال أوروبا (خسر مباراتين)، وسجل الهدف الأول في سبع من آخر تسع مباريات خاضها في البطولة. البحث عن لقب رابع في المقابل، يبحث إنتر الذي خاض النهائي ستّ مرّات في تاريخ البطولة، عن لقبه الرابع، بعد تتويجين مع المدرب الأرجنتيني هيلينو هيريرا في 1964 و1965، ثم 2010 تحت إشراف المدرب المشاغب البرتغالي جوزيه مورينيو. وكان مدربه الحالي الإيطالي سيموني إينزاغي مشرفاً على "النيراتزوري" قبل موسمين، عندما خسر بهدف وحيد أمام مانشستر سيتي الإنجليزي. ويعتمد إنتر خطة 3-5-2 خلافاً لطريقة إنريكي 4-3-3، ويأمل في أن يكون مصيره مختلفاً عمّا واجهه في الدوري المحلي، بعد خسارة اللقب في الرمق الأخير لصالح نابولي. وقال إينزاغي الذي يعوّل على الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز والهولندي دينزل دمفريس والإيطالي نيكولو باريلا والتركي هاكان تشالهانوغلو: "نعرف أن المهمة ستكون صعبة، نعرف أننا سنواجه فريقاً كبيراً مثل برشلونة وبايرن ميونيخ، لكنهم سيواجهون فريقاً يلعب من أجل نفس الهدف". وحقق الفريق الإيطالي عشرة انتصارات في هذه النسخة، وهو أفضل سجل له في موسم واحد في مسابقات الاتحاد الأوروبي. ولم يخسر "النيراتزوري" سوى مباراة واحدة من أصل 14 مباراة خاضها في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. كما لم يُهزم في آخر ثماني مباريات (6 انتصارات وتعادلين). إنتر و"أفضلية الخبرة" وقال الكاتب الرياضي، محمد حلمي راشد، لبي بي سي، إن المباراة ستكون بين أسلوبين مختلفين في اللعب؛ فإنتر يعتمد على التنظيم العالي واللعب على التحولات السريعة، مقابل باريس المعتمد على السيطرة على الكرة والخصم. ويعطي راشد أفضلية بسيطة لإنتر، لتمتُّع لاعبي الفريق الإيطالي بخبرة أكبر في البطولة، ولأن الفريق لعب النهائي منذ عامين مما قد يعطيه أفضلية في كيفية التعامل مع المباراة الختامية. ووفق تحليل راشد، فإن نجاح إنتر في التعامل بنجاح مع برشلونة وأسلوبه الهجومي يعطي مؤشراً على قدرته في التعامل مع باريس بشكل جيد. ويرى أن الفريق الباريسي يتمتع بخط وسط مُميَّز، ولاعبين من ذوي القدرات الفردية عالية المستوى في خط الهجوم. ميونيخ تنحاز عادةً لغير المتوَّجين ضَيفت ميونيخ المدينة الألمانية النابضة بكرة القدم نهائي دوري الأبطال أربع مرّات، لكنها كانت تبتسم دوماً في النهائي لفريق لم يسبق له الفوز بالبطولة. وقد يدعو ذلك الفريق الباريسي للتفاؤل نوعاً ما في ظل سعيه لإحراز باكورة ألقابه في البطولة القاريّة العريقة. ضيّفت المدينة النهائي ثلاث مرات على ملعب "أولمبياشتاديون" القديم، وفي المرة الرابعة على ملعب أليانز أرينا الحالي. في 1979، فاز فريق نوتنغهام فوريست الإنجليزي على حساب مالمو السويدي، وفي 1993، تمكن نادي مرسيليا الفرنسي من إحراز لقبه القاري الأول بفوزه على ميلان الإيطالي. وفي 1997، ظفر بوروسيا دورتموند الألماني بلقبه الوحيد في البطولة على حساب يوفنتوس الإيطالي. وفي 2012، خذلت الأرض أصحابها عندما أحرز تشيلسي الإنجليزي لقبه الأول على حساب بايرن ميونيخ صاحب ملعب أليانز أرينا. واكتمل بناء ملعب أليانز أرينا الذي يتسع لأكثر من 75 ألف متفرج في 2005. وللملعب جدار خارجي شفاف من ألواح من رقائق معدنية تُضاء من الداخل، ويمكن أن يتغير لونها اعتماداً على ألوان من يلعب. ضيّف الملعب أربع مباريات في بطولة كأس أوروبا 2020 التي أقيمت في 12 بلداً. ولأن ألمانيا ضيّفت كأس أوروبا 2024، أصبح أول ملعب في التاريخ يُضيّف مباريات في بطولتين أوروبيتين متتاليتين. رافينيا وعرفت هذه البطولة تألقاً لافتاً لبعض اللاعبين؛ فالبرازيلي رافينيا لاعب برشلونة الإسباني يتصدر قائمة الهدافين بالاشتراك مع الغيني سيرهو جيراسي لاعب بوروسيا دورتموند الألماني برصيد 13 هدفاً لكل منهما. كما يتصدر رافينيا قائمة أصحاب التمريرات الحاسمة برصيد تِسع تمريرات. وشهدت البطولة لمحات فنية ساحرة لفتى برشلونة الواعد لامين يامال (17 عاماً) صاحب ثماني مساهمات تهديفية (خمسة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة). وتألّق يامال بشكل كبير أمام إنتر في مواجهتَي نصف النهائي. وقد يمر طريق الفرنسي عثمان ديمبيلي للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم من بوابة المباراة النهائية بعدما تحوّل هذا الموسم إلى قائد لهجوم سان جيرمان. وأعاد المدرب الإسباني لويس إنريكي تموضع ديمبيلي من الجناح الأيمن إلى مركز المهاجم الصريح، فلعب دوراً محورياً في هجوم نادي العاصمة الفرنسية. اشتهر ديمبيلي بتسديداته الطائشة خارج الخشبات الثلاث وإهداره للفُرص السهلة، لكنه تحول لمهاجم حاسم هذا العام. وأثنى راشد على أداء ديمبيلي، وقال إنه قدم أداء رائعاً. ويميل راشد لأن يكون رافينيا هو أفضل لاعبي البطولة، وفق المستويات المقدمة قبل المباراة النهائية. ويرى راشد أن رافينيا قدّم كل شيء خلال هذه النسخة فردياً وجماعياً، وأحدث الفارق، بعد مطالبات لفريق برشلونة بالتخلص منه نهاية الموسم الماضي. "بكل تأكيد، رافينيا يجب أن يكون هو أفضل لاعب في البطولة، حتى لو لم يتواجد في النهائي"، يقول راشد لبي بي سي. النسخة الأولى من النظام الجديد هذه النسخة شهدت بدء تطبيق نظام جديد للبطولة ألغى تقسيم الفرق إلى ثماني مجموعات، ووضعهم في مجموعة واحدة يلعب فيها كل فريق ثماني مباريات فقط نصفها خارج أرضه. ورفع النظام الجديد عدد الفرق المشاركة إلى 36 بدلاً من 32، يتأهل 16 منهم إلى الدور الثاني. ويرى راشد أن تطبيق النظام الجديد كان ممتازاً، وأدى إلى زيادة العوائد المادية للأندية. ورفع النظام الجديد من منسوب المتعة لدى المشاهدين في ظل زيادة عدد المباريات، وفق راشد. ويعطي النظام الجديد الفرصة لكبرى الفرق بشكل أكبر للتأهل للدور الثاني في ظل نظام الملحق الذي استُحدث في البطولة كما حدث مع باريس سان جيرمان وريال مدريد هذا الموسم، بحسب راشد. ولوحظ انخفاض الاهتمام في المنطقة العربية بالمباراة النهائية هذا العام مقارنة بمواسم سابقة. ويتفق راشد مع ذلك ويعيد الأمر لغياب ريال مدريد وبرشلونة عن النهائي، وكذلك غياب أي فريق إنجليزي أيضاً. "لو كان هناك طرف إنجليزي. الاهتمام سيكون مختلفاً ... والتغطية الإعلامية من الإنجليز عالية جداً"، وفق راشد الذي أشار أيضاً إلى انشغال وسائل الإعلام الإيطالية بتعاقدات الفريق الإيطالية مع مدربين جدد. ويرى أن طرفَي النهائي غير متابَعين عربياً، مقارنة بنفس قدر متابعة فرق أخرى. هيمنة إسبانية ويتصدر ريال مدريد سِجِلّ الفائزين في البطولة برصيد 15 لقباً وبفارق كبير عن أقرب ملاحقيه ميلان الإيطالي صاحب الألقاب السبعة، ثم بايرن ميونيخ الألماني وليفربول الإنجليزي بستة ألقاب، ثم برشلونة الإسباني بخمس بطولات. وأحرزت الأندية الإسبانية اللقب 20 مرة، ثم الإنجليزية 15 مرة، ثم الإيطالية 12 مرة، أما أندية فرنسا فلديها لقب وحيد فقط. وبدأت البطولة لأول مرة في موسم 1955/1956 باسْم كأس الأندية الأوروبية البطلة، ثم أُعيد إطلاقها تحت اسم دوري أبطال أوروبا في موسم 1992/1993.

كيف يساعد الغرب روسيا في تمويل حربها على أوكرانيا؟
كيف يساعد الغرب روسيا في تمويل حربها على أوكرانيا؟

BBC عربية

timeمنذ 3 أيام

  • BBC عربية

كيف يساعد الغرب روسيا في تمويل حربها على أوكرانيا؟

تُظهر البيانات أن روسيا واصلت جني مليارات الدولارات من صادرات الوقود الأحفوري إلى الغرب، ما ساعد في تمويل غزوها الشامل لأوكرانيا، الذي دخل عامه الرابع. منذ بدء ذلك الغزو في فبراير/ شباط عام 2022، حققت روسيا أرباحاً من تصدير الوقود الهيدروكربوني، تفوق ثلاثة أضعاف المساعدات التي تلقتها أوكرانيا من حلفائها. تُظهر البيانات، التي حللتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن حلفاء أوكرانيا الغربيين دفعوا لروسيا مقابل الهيدروكربونات أكثر مما قدموه إلى كييف من مساعدات. يقول ناشطون إن على الحكومات في أوروبا وأمريكا الشمالية بذل المزيد من الجهود، لمنع النفط والغاز الروسيين من تأجيج الحرب على أوكرانيا. كم تبلغ عائدات روسيا؟ تُعدّ عائدات بيع النفط والغاز أساسية لاستمرار عمل آلة الحرب الروسية. يُمثل النفط والغاز ما يقرب من ثلث إيرادات الدولة الروسية، وأكثر من 60 في المئة من صادراتها. في أعقاب غزو فبراير/ شباط 2022، فرض حلفاء أوكرانيا عقوبات على منتجات الهيدروكربونات الروسية. حظرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة النفط والغاز الروسيين، بينما حظر الاتحاد الأوروبي واردات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً، لكنه لم يحظر الغاز. ورغم ذلك، حققت روسيا بحلول 29 مايو/ أيار الجاري أكثر من 883 مليار يورو (973 مليار دولار أمريكي)، من عائدات صادرات الوقود الأحفوري منذ بدء الغزو الشامل، بما في ذلك 228 مليار يورو من الدول التي فرضت العقوبات، وفقًا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA). وكان النصيب الأكبر من هذا المبلغ، 209 مليارات يورو، من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وواصلت دول الاتحاد الأوروبي استيراد الغاز عبر خطوط الأنابيب مباشرةً من روسيا، حتى أوقفت أوكرانيا عمليات النقل في يناير/ كانون الثاني 2025، ولا يزال النفط الخام الروسي يُضخ عبر الأنابيب إلى المجر وسلوفاكيا. ولا يزال الغاز الروسي أيضا يُضخ إلى أوروبا بكميات متزايدة عبر تركيا: تُظهر بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA) أن حجمه ارتفع بنسبة 26.77 في المئة، في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2025 مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024. كما لا تزال المجر وسلوفاكيا تستقبلان الغاز الروسي، من خطوط الأنابيب عبر تركيا. ورغم جهود الغرب، فقد انخفضت عائدات روسيا من الوقود الأحفوري في عام 2024 بنسبة 5 في المئة فقط، مقارنةً بعام 2023، إلى جانب انخفاض مماثل بنسبة 6 في المئة في حجم الصادرات، وفقًا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف. وشهد العام الماضي أيضاً زيادة بنسبة 6 في المئة في عائدات روسيا من صادرات النفط الخام، وزيادة بنسبة 9 في المئة على أساس سنوي في عائدات غاز خطوط الأنابيب. وتشير التقديرات الروسية إلى أن صادرات الغاز إلى أوروبا ارتفعت بنسبة تصل إلى 20 في المئة في عام 2024، مع وصول صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات قياسية. ويُشير تقرير مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف إلى أن نصف صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال حالياً تذهب إلى الاتحاد الأوروبي. تقول كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن التكتل لم يفرض "أشد العقوبات" على النفط والغاز الروسيين، لأن بعض الدول الأعضاء تخشى تصعيد الصراع، ولأن شرائهما "أرخص على المدى القصير". لم تُدرج واردات الغاز الطبيعي المسال ضمن الحزمة السابعة عشرة الأخيرة من العقوبات، التي أقرها الاتحاد الأوروبي على روسيا، لكنه اعتمد خارطة طريق باتجاه إنهاء جميع واردات الغاز الروسي بحلول نهاية عام 2027. تُظهر البيانات أن عائدات روسيا من بيع الوقود الأحفوري تجاوزت باستمرار حجم المساعدات، التي تتلقاها أوكرانيا من حلفائها. قد يُعيق التعطش للوقود جهود الغرب للحد من قدرة روسيا على تمويل حربها. تقول ماي روزنر، الناشطة البارزة في منظمة "غلوبال ويتنس"، إن العديد من صانعي السياسات الغربيين يخشون أن يؤدي خفض واردات الوقود الروسي إلى ارتفاع أسعار الطاقة. "لا توجد رغبة حقيقية لدى العديد من الحكومات في الحد من قدرة روسيا على إنتاج وبيع النفط. هناك خوف مبالغ فيه مما قد يعنيه ذلك لأسواق الطاقة العالمية. هناك خط فاصل قد تصبح فيه أسواق الطاقة معرضة للخطر أو معرضة للانحراف بشكل كبير". "ثغرة التكرير" بالإضافة إلى المبيعات المباشرة، ينتهي المطاف ببعض النفط الذي تُصدّره روسيا في الغرب - بعد معالجته وتحويله إلى منتجات وقود في دول ثالثة، عبر ما يُعرف بـ"ثغرة التكرير". وفي بعض الأحيان، يُخفّف من تركيزه باستخدام خام من دول أخرى أيضاً. يقول مركز أبحاث الطاقة إنه حدد ثلاث "مصافي تكرير لغسيل النفط الروسي" (على غرار غسيل الأموال) في تركيا، وثلاثا في الهند ومن ثم بيعه للدول التي تفرض عقوبات. ويُشير إلى أنها استخدمت ما قيمته 6.1 مليار يورو من الخام الروسي، لتصنيع منتجات للدول التي تفرض عقوبات. انتقدت وزارة البترول الهندية تقرير مركز أبحاث الطاقة، ووصفته بأنه "محاولة مُضلِّلة لتشويه صورة الهند". يقول فايبهاف راغوناندان، المحلل في مركز أبحاث الطاقة: "(هذه الدول) تعلم أن الدول التي تفرض عقوبات مستعدة لقبول هذا. هذه ثغرة قانونية تماماً. الجميع يدركها، لكن لا أحد يبذل جهداً يُذكر لمعالجتها على نحو فعال". يرى نشطاء وخبراء أن الحكومات الغربية تمتلك الأدوات والوسائل المتاحة، لوقف تدفق عائدات النفط والغاز إلى خزائن الكرملين. وفقًا لنائب وزير الطاقة الروسي السابق، فلاديمير ميلوف، وهو الآن من أشد معارضي الرئيس فلاديمير بوتين، ينبغي تطبيق العقوبات المفروضة على تجارة الهيدروكربونات الروسية بشكل أفضل - وخاصةً الحد الأقصى لسعر النفط الذي اعتمدته مجموعة الدول السبع الكبرى، والذي يقول ميلوف إنه "غير فعال". ومع ذلك، يخشى ميلوف من أن تُعيق التغييرات التي أجراها الرئيس، دونالد ترامب، في الحكومة الأمريكية عمل وكالات مثل وزارة الخزانة الأمريكية أو مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، وهما سلطتان أساسيتان في تطبيق العقوبات. وهناك سبيل آخر يتمثل في استمرار الضغط على "أسطول الظل" الروسي من ناقلات النفط، المتورطة في التهرب من العقوبات. ويقول ميلوف: "إنها عملية جراحية معقدة. يجب إصدار دفعات جديدة من العقوبات بشكل دوري، تستهدف مجموعات السفن (المتورطة)، والشركات الوهمية، والتجار، وشركات التأمين، وما إلى ذلك، كل بضعة أسابيع". ووفقا له، فقد كانت الحكومات الغربية أكثر فعالية في هذا المجال، لا سيما مع فرض إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عقوبات جديدة، في يناير/ كانون الثاني 2025. وتقول ماي روزنر: إن حظر صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى أوروبا، وسد ثغرة التكرير في نطاق ولاية سلطات القضاء الغربية، سيكونان "خطوات مهمة في استكمال فك ارتباط الغرب بالهيدروكربونات الروسية". ووفقًا لراغوناندان من مركز أبحاث الطاقة، سيكون من السهل نسبياً على الاتحاد الأوروبي التخلي عن واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي. وقال لبي بي سي: "خمسون بالمائة من صادراتهم (الروس) من الغاز الطبيعي المسال موجهة إلى الاتحاد الأوروبي، و5 في المئة فقط من إجمالي استهلاك الاتحاد الأوروبي من الغاز (الطبيعي المسال) في عام 2024 كان من روسيا. لذا، إذا قرر الاتحاد الأوروبي وقف استيراد الغاز الروسي تماماً، فسيضر ذلك روسيا أكثر بكثير مما سيضر المستهلكين في الاتحاد الأوروبي". خطة ترامب لإنهاء الحرب عبر خفض أسعار النفط رفض خبراء، أجرت بي بي سي مقابلات معهم، فكرة دونالد ترامب بأن الحرب الروسية مع أوكرانيا ستنتهي، إذا خفضت منظمة أوبك أسعار النفط. وقال ميلوف لبي بي سي: "يسخر الناس في موسكو من هذه الفكرة، لأن الطرف الذي سيعاني أكثر... هو صناعة النفط الصخري الأمريكية، وهي الأقل تنافسية من حيث التكلفة في العالم". ويقول راغوناندان إن تكلفة إنتاج النفط الخام في روسيا أقل أيضاً من تكلفة إنتاج دول أوبك، مثل المملكة العربية السعودية، لذا سيتضررون من انخفاض أسعار النفط قبل روسيا. ويضيف: "من المستحيل أن توافق السعودية على ذلك. لقد جُرِّب هذا من قبل. وقد أدى ذلك إلى صراع بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة". وتقول روزنر إن هناك إشكاليات أخلاقية وعملية في شراء الغرب للهيدروكربونات الروسية، في الوقت الذي يدعم فيه أوكرانيا. وتضيف: "نحن الآن في وضع نموِّل فيه المعتدي في حرب ندينها، ونموّل أيضاً المقاومة ضدها". "إن هذا الاعتماد على الوقود الأحفوري يعني أننا في واقع الأمر نخضع لأهواء أسواق الطاقة، ومنتجي الطاقة العالميين، والديكتاتوريين الأعداء".

كيف فاز تشيلسي بدوري المؤتمر الأوروبي؟
كيف فاز تشيلسي بدوري المؤتمر الأوروبي؟

BBC عربية

timeمنذ 4 أيام

  • BBC عربية

كيف فاز تشيلسي بدوري المؤتمر الأوروبي؟

تساءل كثيرون عن مدى أهمية الفوز ببطولة دوري المؤتمر الأوروبي بالنسبة لنادي تشيلسي الإنجليزي، لكن الشكوك تبددت مع صفارة النهاية. وتغلب فريق "البلوز" على كل منافسيه تقريباً، في المسابقة الثالثة من بطولات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الخاصة بالأندية، خلال مسيرة الفريق إلى النهائي، لكنهم تعرضوا لاختبار حقيقي أمام ريال بيتيس في مدينة فروتسواف ببولندا، خصوصاً في الشوط الأول. وفي الشوط الثاني، احتفل اللاعبون بشدة خلال تسجيلهم أربعة أهداف مقابل هدف واحد، ثم احتفلوا مجدداً بعد الفوز كما لو أنهم لم يتوجوا بأي بطولة كبرى أخرى. وصنع كول بالمر، رجل المباراة، هدفين لكل من إنزو فرنانديز ونيكولاس جاكسون، فيما سجل جيدون سانشو ومويسيس كايسيدو الهدفين الآخرين. وقال حارس تشيلسي السابق، مارك شوارزر، لإذاعة بي بي سي 5، "الفوز بهذه الكأس إنجاز كبير"، وأضاف "يمكنك أن ترى ما يعنيه ذلك بالنسبة لهم ومدى أهمية الفوز به". وتابع "هذا هو جوهر الأمر. يتعلق الأمر ببناء تلك الرابطة، وتجربة الفوز بكأس". وهذه أول بطولة يحققها تشيلسي منذ كأس العالم للأندية في فبراير/شباط 2022، وأول لقب في مسابقة تعتبر كبرى منذ فوزه بدوري أبطال أوروبا عام 2021. وقال لاعب وسط تشيلسي السابق، جو كول، خلال تحليله للمباراة عبر قناة تي إن تي سبورت، "البعض يستخف بهذه البطولة، لكن انظر إلى وجوه اللاعبين، والجهاز الفني، والجماهير وهي تبتسم. هذا هو جوهر الأمر". وقالت المحللة، لوسي وورد: "يسخر الناس من هذه البطولة، لكنها تعني الكثير لهؤلاء اللاعبين في تشيلسي، لأنها تشكل منصة للانطلاق نحو دوري أبطال أوروبا هذا الموسم." تسلط بي بي سي الضوء على رحلة تشيلسي في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي. التحقيق مع نادي تشيلسي الإنجليزي في انتهاكات مالية محتملة كاد أن يُقصى مبكراً في الحقيقة، كان مشوار تشيلسي الأوروبي على وشك الانتهاء في أغسطس/آب الماضي. ودوري المؤتمر الأوروبي هو المسابقة الأوروبية الوحيدة التي يتعين على الأندية الإنجليزية خوض جولة تصفيات فيها. في تلك الجولة، كان "البلوز" متقدماً على فريق سيرفيت السويسري 3-0 في مجموع المباراتين بعد مرور 14 دقيقة من مباراة الإياب، بعد فوزه 2-0 في ستامفورد بريدج وتقدمه المبكر في جنيف. لكن سيرفيت نجح في تقليص الفارق بهدفين، وبعد توقف المباراة بسبب إطلاق الألعاب النارية، كاد أصحاب الأرض أن يسجلوا هدفاً في الدقيقة 94 ليفرضوا وقتاً إضافياً. وقال المدير الفني لتشيلسي، إنزو ماريسكا، والتي كانت رابع مباراة له فقط في المنصب، "في نهاية هذا النوع من المباريات، لديك الكثير لتخسره وليس الكثير لتفوز به". تغييرات بالجملة لكل مباراة ظاهرة تدوير اللاعبين وإراحتهم في البطولات الثانوية ليست جديدة، لكن تشيلسي أخذها إلى مستوى آخر في دوري المؤتمر هذا الموسم. فبلغ متوسط التغييرات في تشيلسي 8.5 في كل مباراة أوروبية، استناداً إلى التشكيلة السابقة التي لعب بها في الدوري الإنجليزي الممتاز. ووصل الأمر لوجود فريق يخوض مباريات الدوري الإنجليزي وآخر خاص بدوري المؤتمر الأوروبي، مع تداخل ضئيل بين التشكيلتين. كما شهدت تشكيلة الفريق تغييرات كبيرة في مسابقتي الكأسين المحليتين، رغم خروج النادي منهما من الدور الثاني. ولم يكن المهاجم الإنجليزي بالمر، نجم الفريق، مسجلاً في قائمة الفريق الأوروبية إلا مع بداية المباريات الإقصائية. ومع بداية مباريات الأدوار الإقصائية، بدأ تشيلسي في إشراك المزيد من لاعبي الفريق الأول، مثل بالمر، وكايسيدو، ومارك كوكوريلا. ورغم ذلك، لم يقل عدد التغييرات التي أجرت على التشكيلة عن 5 تغييرات، مقارنة بمباراتهم الأخيرة في الدوري، بما في ذلك المباراة النهائية. وشارك 18 لاعباً من تشيلسي في مباريات دوري المؤتمر أكثر من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. ومن بين هؤلاء خمسة لاعبين غادروا النادي في يناير/كانون الثاني. لاعب خط الوسط، كيرنان ديوسبري هال، الذي شارك في جميع المباريات الأوروبية الـ15، لعب 13 مباراة بالدوري. أما مارك غويو، الذي سجل ستة أهداف في دوري المؤتمر وبفارق هدفين فقط عن هداف المسابقة، لم يبدأ أي مباراة في الدوري. ومع ذلك، شهدت المباراة النهائية تشكيلة أقوى، إذ أُجري أربعة تغييرات فقط مقارنةً بالفريق الذي فاز على نوتنغهام فورست في الدوري، الأحد الماضي، ليضمن النادي مقعداً في دوري أبطال أوروبا. وقال جناح تشيلسي السابق، بات نيفين، لإذاعة بي بي سي 5، "تشيلسي يملك أموالاً أكثر بكثير من أي نادٍ آخر يشارك في هذه البطولة". وأضاف "لكنهم أظهروا احتراماً للبطولة بقولهم: 'لن نُشرك أضعف تشكيلة ممكنة، بل سنُشرك ما يكفي لضمان التأهل'.". وتابع: "لا بد لي من القول، بالنظر إلى كل ما حدث، إن إنزو ماريسكا قام بعمل رائع." أصغر لاعب منح تشيلسي الكثير من لاعبيه الشباب فرصة المشاركة في دوري المؤتمر الأوروبي هذا الموسم. شارك ستة لاعبين، لم يسبق لهم الظهور في الدوري الإنجليزي الممتاز، في مباريات الفريق الأوروبية هذا الموسم. ومن بين هؤلاء، ريغي والش (16 عاماً)، الذي بات أصغر لاعب في تشيلسي منذ عام 1967، عندما لعب مباراتي نصف النهائي ضد فريق يورغوردينس. شارك ثمانية لاعبين من الأكاديمية في أول مباراة لهم في البطولة، حيث ظهر المهاجم تيريك جورج البالغ 19 عاماً، 13 مرة في دوري المؤتمر مقارنة بـ 11 مشاركة في المسابقات المحلية. وبدأ المدافع جوش أتشيمبونج، البالغ 19 عاماً، سبع مباريات من أصل تسع مباريات مع تشيلسي كانت في دوري المؤتمر. كما شارك صموئيل راك ساكيي، 20 عاماً، أربع مرات في الدوري، لكن مشاركته المحلية الأكبر كانت في كأس الرابطة الإنجليزية مع فريق تشيلسي تحت 23 عاماً. لكن لم يشارك أي منهم في المباراة النهائية أمام بيتيس. كأس العالم للأندية: تشيلسي الإنجليزي يحصد لقب البطولة بعد الفوز على بالميراس البرازيلي أطول رحلة خاض تشيلسي هذا الموسم مواجهة أمام عدد من أسماء فرق غير مألوفة في البطولة الثالثة الأوروبية. وقبل مواجهة ريال بيتيس، كان هايدنهايم الفريق الوحيد من بين فرق الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا الذي التقى به تشيلسي، وهو الفريق الذي أنهى الموسم بالمشاركة في مباريات الملحق للبقاء أو الصعود في الدوري الألماني. قال مدرب هايدنهايم، فرانك شميت، الذي يشرف على الفريق منذ أن كان في الدرجة الخامسة عام 2007، "من الصعب تصديق أن فريقاً مثل تشيلسي بات يلاحقنا الآن، خاصة بعد فوزنا في أول ثلاث مباريات". لكنه قال "الحقيقة هي أنهم ليسوا هنا لمباراة ودية، ولسنا مضطرين لدفع أي أموال لهم. إنها مباراة تنافسية. هايدنهايم والمنطقة بأكملها متحمسة للغاية". واستضاف تشيلسي، الفريق الأرميني إف سي نوح، في ملعب ستامفورد بريدج. وقال روي موتا مدرب نادي نوح: "التواجد في دوري المؤتمر بمثابة نقطة جذب للنادي، لإظهار أنفسنا لكرة القدم الأوروبية، لأن الجميع الآن يعرفون من هو إف سي نوح". ثم جاءت أطول رحلة أوروبية على الإطلاق، لقطع مسافة 7000 ميل إلى كازاخستان لمواجهة أستانا. واستغرقت الرحلة ثماني ساعات، إذ اضطرت لتجنب مسار طيران مباشر فوق روسيا وأوكرانيا والشرق الأوسط، وسط صراعات متعددة مستمرة. وبقي العديد من لاعبي الفريق الأول في لندن. ولعبت المباراة في درجة حرارة بلغت -11 مئوية. 45 هدفاً بينهم 8 في مباراة واحدة كانت اللحظات المرعبة أمام فريق سيرفيت في أغسطس/آب، أقرب نقطة كان يمكن أن يودع فيها تشيلسي البطولة طوال الموسم. لكن الفريق عبر بسهولة بقية المواجهات، إذ فاز في كل مباراة من دور المجموعات بفارق هدفين أو أكثر. كما فاز في جميع مواجهات الأدوار الإقصائية، وبينها النهائي، بفارق هدفين أو أكثر. وكان أكبر انتصار هو الفوز الساحق 8-0 على نادي إف سي نوح الأرمني في نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو ثاني أكبر فوز في تاريخ تشيلسي، والأكبر في دوري المؤتمر حتى الآن. ورفع ذلك، رصيد الفريق إلى 16 هدفاً في أول ثلاث مباريات في البطولة، وأنهوا دور المجموعات مع 26 هدفاً في ست مباريات، وسجل الفريق 45 هدفاً في 15 مباراة. ودفع نجاح فريق نوح، لاعب خط وسط تشيلسي والمنتخب الإنجليزي السابق كول، إلى القول لشبكة تي إن تي سبورت، "لا ينبغي أن يكون تشيلسي في هذه المسابقة، ولكن هذا هو المكان الذي هو فيه". وأضاف "لن تبدأ هذه البطولة بالنسبة لتشيلسي إلا في ربع النهائي أو نصف النهائي. إنهم المرشحون الأوفر حظًا للفوز بها، وهذا ما ينبغي أن يكونوا عليه". ولم يتأخر الفريق في أي جولة من مراحل الأدوار الإقصائية، إذ تغلبوا على كوبنهاغن بمجموع 3-1، وليغيا وارسو 4-2، ويورغوردينس 5-1. إذن ... ما مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لتشيلسي؟ كان الاحتفال بالفوز البطولات السابقة في مسابقة دوري المؤتمر ضخماً. أنهى فريق روما، بقيادة جوزيه مورينيو، صيامه عن الألقاب لمدة 14 عاماً عندما تغلب على فينورد في عام 2022. ومنح هدف، جارود بوين، في اللحظة الأخيرة لفريق وست هام يونايتد، بقيادة ديفيد مويس، ضد فيورنتينا في عام 2023، اللندنيين أول كأس لهم منذ 43 عاماً. وبتغلبه على فيورنتينا العام الماضي، أصبح أوليمبياكوس أول فريق يوناني يفوز بكأس أوروبية للأندية. لكن بالنسبة لتشيلسي، الفريق الذي اعتاد على حصد الألقاب الأوروبية السابقة، لم يكن الشعور نفسه في التحضيرات، وحتى أنهم لم يبيع الفريق كامل تذاكرهم المخصصة للنهائي، والبالغة 12500 تذكرة. لكن لم تكن هناك احتفالات خافتة في النهاية، حيث بدا أن لاعبي تشيلسي، والجهاز الفني، والمشجعين داخل الملعب استمتعوا باللقب بقدر ما استمتعوا بأي بطولة أخرى فازوا بها. وقال المدافع ليفي كولويل (22 عاماً): "يمكنك أن ترى الطريقة التي يحتفل بها المشجعون الآن، وهذا يظهر مدى أهمية الأمر بالنسبة لهم". وأوضح كول الذي فاز بثلاثة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز مع البلوز، "جماهير تشيلسي متطلبة للغاية لأنها اعتادت على الفوز". وأضاف "الآن بعد أن شاهدوا هذا الفريق يفوز، أصبح لديهم المزيد من الثقة، وكذلك اللاعبين. أشعر أن هناك حقبة جيدة حقاً قادمة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store