logo
ترامب في أبوظبي: شراكة تصنع الغد

ترامب في أبوظبي: شراكة تصنع الغد

النهارمنذ 4 أيام

حين حلّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضيفاً على العاصمة الإماراتية أبوظبي الخميس، لم تكن الزيارة مجرد محطة بروتوكولية في جولة شرق أوسطية، بل لحظة مفصلية تكشف تحولات بارزة في شكل العلاقة بين الإمارات والولايات المتحدة، وفي طبيعة المنطقة ككل.
تستقبل دولة الإمارات ترامب وهي تعيش عصرها الذهبي، شريكاً ناضجاً يمتلك رؤية للمستقبل، ويتقاطع في مصالحه مع القوى الكبرى من موقع التفوق عنوان الانسجام والتكامل. ما يفسر اللقاءات التي سبقت الزيارة، بدءاً من الزيارة الأخيرة لسمو الشيخ طحنون بن زايد نائب حاكم أبوظبي ومستشار الأمن الوطني إلى واشنطن، والزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، ولقائه كلاً من ترامب ومنافسته كامالا هاريس، في ذروة السجالات الانتخابية الأميركية، وفي توقيت دقيق كانت فيه العواصم العالمية تترقب نتائج صناديق الاقتراع، اختارت أبوظبي حينها أن تسبق الجميع، مؤكدة أن علاقتها بواشنطن ليست رهينة الحزب الحاكم، بل هي علاقة مؤسسات وشراكات ممتدة تتجاوز السياسة اللحظية.
الإمارات ليست مجرد شريك تقليدي في الملفات الأمنية أو التجارية. إنها اليوم أحد أكبر المستثمرين في الاقتصاد الأميركي، وأسرع شركائه نمواً في مجالات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والبنية التحتية الرقمية. زيارة ترامب تتزامن مع إعلان التزامات استثمارية غير مسبوقة، تتجاوز 1.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل، في مؤشرات واضحة على أن أبوظبي تبني نفوذاً من نوع جديد، يرتكز على الاستثمار في المستقبل لا على استهلاك الماضي.
وفي سياق أوسع، تعكس زيارة ترامب المقبلة إلى أبوظبي ملامح مرحلة جديدة في العلاقات الإماراتية-الأميركية، تتركز حول التكنولوجيا المتقدمة، كمحاور رئيسية لشراكة الغد. فالمحادثات المرتقبة ستشمل شراكات بين مؤسسات إماراتية مثل MGX وG42 مع شركات أميركية عملاقة مثل Microsoft وNvidia وxAI، ما يكرّس أبوظبي مركزاً عالمياً لتقاطع التقنية والاقتصاد والسياسة.
واللافت في هذه الزيارة ليس ضخامة الصفقات فحسب، بل البُعد الاستراتيجي الذي تحمله. فالإمارات لا تبني فقط جسور استثمار، بل تصوغ نموذجاً جديداً في إدارة علاقاتها الدولية، قائماً على تنويع الشراكات من دون الانحياز الكامل لأي طرف في ظل تصاعد التنافس بين واشنطن وبكين. إنها مقاربة قائمة على القوة الذكية، والانفتاح على العالم، والاستثمار في التقدم، وتحييد التوترات، ما يجعلها لاعباً يصعب تجاوزه في معادلات المستقبل. فالإمارات ببساطة، لا تتعامل مع التكنولوجيا أداة اقتصادية فحسب، بل رافعة نفوذ سياسي وموقع جيوسياسي جديد في استعدادها لمراحل ما بعد النفط.
وفي ظل التحديات الدولية المعقدة، من أوكرانيا إلى غزة، ومن مضيق باب المندب إلى تايوان، تدرك واشنطن أن المقاربة الامارتية لا غنى عنها، ليس كشريك اقتصادي فحسب، بل كجسر سياسي قادر على التواصل مع أطراف الصراعات كافة بكل صدقية وموثوقية.
وصول ترامب الى أبوظبي يشكل لحظة فارقة، وسيكتشف عند وصوله أن ما تغير ليس موقع المنطقة في ميزان القوى فحسب، بل موقع الإمارات في هندسة الميزان الإقليمي والدولي. فالعاصمة التي كانت تُقرأ في السابق كطرف إقليمي باتت اليوم تُكتب كفاعل دولي. ومن هنا، فإن زيارة ترامب ليست حدثاً عابراً، بل صفحة جديدة تُكتب في كتاب المستقبل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العدو يعرقل مفاوضات قطر… على وقع تصعيد وتيرة الإبادة
العدو يعرقل مفاوضات قطر… على وقع تصعيد وتيرة الإبادة

المنار

timeمنذ 33 دقائق

  • المنار

العدو يعرقل مفاوضات قطر… على وقع تصعيد وتيرة الإبادة

في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية واسعة تستهدف جنوب وشمال القطاع، ما يطرح تساؤلات حول نوايا الاحتلال في المرحلة المقبلة، بينما تتسرب معلومات من مصادر 'إسرائيلية' عن إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة تهدف إلى القضاء على حركة حماس، فإن هذا التصعيد يُفهم من قبل العديد من المراقبين كتمهيد لاحتلال دائم قد يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان. وفي الوقت الذي تواصل فيه المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية، لا يبدو أن هناك أي اختراق جدي في مسارها، حيث تصر 'حماس' على الحصول على ضمانات واضحة لإنهاء العدوان بشكل دائم، وهو ما ترفضه 'إسرائيل'. ورغم الضغوط العلنية التي يكررها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العدو لإنهاء القتال، فإن هذه التصريحات لم تُترجم إلى خطوات ملموسة أو التزامات حقيقية. ما زالت إسرائيل تواصل هجماتها بدعم غير مشروط من واشنطن، بينما تتعثر المفاوضات في الدوحة، مما يضع تساؤلات حول جدية الضغوط الأميركية في تغيير المعادلة العسكرية والسياسية في المنطقة. تتواصل الضغوط الأميركية على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة، حيث جددت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مطالبها بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. في المقابل، تستمر المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، دون أي تقدم ملموس في التوصل إلى اتفاق نهائي. ‎تفاصيل المفاوضات ‎وفقًا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست، قال المبعوث الأميركي للرهائن، آدم بولر، إن 'التوصل إلى اتفاق في غزة بات أقرب من أي وقت مضى'. في المقابل، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصر على ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى. ‎ وفي ظل هذه التحركات، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرر إبقاء وفد بلاده المفاوض في قطر لمواصلة المحادثات بشأن صفقة تبادل أسرى مع حماس. ‎ورغم الضغوط الأميركية التي تتصاعد، أشار مسؤولون في الإدارة الأميركية إلى أن ترامب وجه تحذيرًا مباشرًا إلى نتنياهو، مفاده أنه إذا لم تُنهِ إسرائيل الحرب في غزة، قد يتوقف الدعم الأميركي لتل أبيب. لكن بحسب واشنطن بوست، لا تزال إسرائيل ترفض الالتزام بإنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المفاوضات. ‎شروط حماس ‎وفقًا لما ذكره 'موقع واللا' الإسرائيلي، عادت المفاوضات بين حماس و'إسرائيل' إلى نقطة الصفر، دون أن تحقق أي تقدم ملموس. حماس لا تزال تطالب بضمانات أميركية 'جدية' لإنهاء العدوان بشكل دائم، بينما ترفض إسرائيل تقديم أي التزامات في هذا الصدد. وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي للمنطقة، في تصريح نقلته جيروزاليم بوست، إن الإدارة الأميركية تواصل دعم إسرائيل لضمان عودة جميع الرهائن إلى عائلاتهم، لكنه شدد على أن هذه الحرب 'حرب غير أخلاقية' بالنظر إلى أساليبها ضد المدنيين في غزة. ‎الوضع الميداني في غزة ‎في الأثناء، استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، حيث استشهد أكثر من 50 فلسطينيًا، بينهم العديد من الأطفال والنساء، في قصف عنيف استهدف عدة مناطق في القطاع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. كما أعلن جيش العدو الإسرائيلي، وفقًا لتقرير واللا، عن إحباط عملية تهريب أسلحة عبر طائرة مسيرة على الحدود المصرية-الإسرائيلية. ‎في ظل هذه الأوضاع، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكدة أن 'اليأس بلغ ذروته' جراء الحصار المستمر وأعمال القصف المكثف. ‎المستقبل غير الواضح للمفاوضات ‎رغم المحادثات الجارية، لا تبدو الأجواء المحيطة بها مهيأة لتحقيق اختراق حقيقي. وبحسب واللا الإسرائيلي، فإن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى قد عادت إلى النقطة التي كانت عليها في البداية، حيث لا تزال المواقف المتباينة بين إسرائيل وحماس تقف حاجزًا أمام التوصل إلى اتفاق. وتستمر الاحتلال في رفض الالتزام بإنهاء الحرب، في وقت تصر حماس على ضمانات أميركية لإتمام اتفاق يشمل وقف العدوان بشكل دائم. الانقسام السياسي يتفاقم داخل كيان الاحتلال مع توسيع العدوان … وانتقادات لنتنياهو والجيش عاد الانقسام السياسي داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى الواجهة مجددًا، مع توسيع العدوان على قطاع غزة، في وقت يتصاعد فيه التوتر الداخلي بشأن أهداف الحرب واستراتيجيات إدارتها. فمع إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن إطلاق مرحلة جديدة من العدوان تحت مسمّى 'عربات جدعون'، تعالت الأصوات المعارضة داخل الكيان، مشككة بشرعية العمليات العسكرية ومنددة بسلوك الجيش في الميدان. ومن بين أبرز المنتقدين، الجنرال السابق ورئيس حزب 'الديمقراطيين' المعارض يائير غولان، الذي وجّه اتهامات مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن 'قتل الأطفال بات هواية' لدى القوات العسكرية، في سياق تشكيكه بشرعية الأوامر السياسية الموجهة للجيش. وقال غولان في تصريحات لافتة: 'الحكومة العاقلة لا تخوض حربًا ضد مدنيين، ولا تقتل رُضّعًا كهواية، ولا تضع أهدافًا تقوم على طرد السكان. إسرائيل في طريقها لتصبح منبوذة بين الأمم، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة'. تصريحات غولان أثارت ردود فعل غاضبة من نتنياهو وعدد من وزرائه، الذين اعتبروا أنها تحريض مباشر ضد الجيش الإسرائيلي، الذي 'يقاتل من أجل بقاء دولة إسرائيل'، وفق تعبيرهم. وفيما واصل نتنياهو الترويج لعمليته التوسعية في غزة، حذّر عدد من المعارضين من عواقب هذه الحرب، مشككين في إمكانية تحقيق أهدافها، ومبدين تخوفهم من انزلاق 'إسرائيل' إلى مستنقع غزة، في ظل غياب خطة واضحة لليوم التالي للحرب. وفي هذا الإطار، قال رامي إيغرَا، المسؤول السابق عن ملف المفاوضات بشأن الأسرى الإسرائيليين: 'هذه حرب كارثية يدفع نحوها اليمين الإسرائيلي، ومن الواضح أنها ستكون طويلة ومكلفة دمويًا. قد ننجح في احتلال غزة، لكننا لن نتمكن من تدمير حركة حماس، لأنها ببساطة لن تسقط بالقوة'. بدوره، أشار إيتان بن دافيد، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى إخفاقات الجيش رغم ضخامة الجهود العسكرية، قائلًا: 'بعد عام وثمانية أشهر من الحرب، استخدم الجيش الإسرائيلي كل قدراته في المعركة، ولم ينجح إلا في استعادة عدد قليل من المختطفين. نتنياهو يدفع باتجاه احتلال كامل لقطاع غزة، لكن السؤال الحقيقي: كم من الوقت سيتمكن الجيش من البقاء هناك؟'. وإلى جانب الانقسام السياسي، ظهرت مؤشرات إضافية على وجود خلافات داخلية، من خلال تسريبات حول تحفظات القيادة العسكرية الجديدة في كيان الاحتلال على خطة نتنياهو المتعلقة بقطاع غزة، رغم إقدامه على تغيير غالبية القيادات العسكرية والأمنية في محاولة لتوحيد القرار داخل المؤسسة الإسرائيلية. وفي ضوء هذا المشهد، يبدو أن الحرب على غزة لم تترك تداعيات كارثية في الميدان فحسب، بل عمّقت أيضًا الشرخ السياسي والعسكري داخل كيان الاحتلال، في وقت تتزايد فيه التساؤلات عن المدى الزمني والإنساني والسياسي الذي يمكن أن تبلغه هذه الحرب المستمرة.

لتنفيذ عدة مشاريع.. شراكات بـ14 مليار دولار بين الإمارات والمغرب
لتنفيذ عدة مشاريع.. شراكات بـ14 مليار دولار بين الإمارات والمغرب

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

لتنفيذ عدة مشاريع.. شراكات بـ14 مليار دولار بين الإمارات والمغرب

أعلن ائتلاف مغربي - إماراتي عن توقيع اتفاقيات استثمار مع الحكومة المغربية تقارب قيمتها 14 مليار دولار لتنفيذ عدة مشاريع، تشمل خصوصا البنى التحتية لإنتاج ونقل الكهرباء من مصادر متجددة وتحلية مياه البحر. وقال كل من صندوق محمد السادس للاستثمار وفرع شركة طاقة الإماراتية في المغرب وشركة ناريفا، عن تشكيل ائتلاف "لتطوير بنى تحتية جديدة لنقل المياه والكهرباء"، و"إنشاء قدرات جديدة لتحلية مياه البحر وإنتاج الكهرباء من مصادر متجددة". ووقع الائتلاف 3 اتفاقيات بهذا الخصوص مع الحكومة المغربية والمكتب الوطني للماء والكهرباء. (سكاي نيوز)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store