
عشرات القتلى بينهم مدنيون وقادة كبار في الحرس الثوري وعلماء تصعيد غير مسبوق: هجوم إسرائيلي واسع على إيران… وطهران تتوعد برد حازم
لندن/ الناصرة «القدس العربي»: شهدت المنطقة منذ الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق مع إقدام إسرائيل على تنفيذ عدوان واسع النطاق استهدف العمق الإيراني في عملية هي الأضخم في منذ عقود على الأراضي الإيرانية، أسفر عنها عشرات القتلى من المدنيين، والقادة العسكريين والكبار، وعلماء. وبينما واصلت إسرائيل طيلة اليوم عملياتها، تتأهب إسرائيل للرد الإيراني الذي أكدت طهران على أنه سيكون حازماً، بينما حذر بعض القيادات العسكرية الإسرائيلية من أن الفترة المقبلة ستكون «عصيبة».
هذا الهجوم الذي أطلقت عليه إسرائيل اسم «الأسد الصاعد» جاء قبل أيام من جولة جديدة للمفاوضات النووية بين طهران وواشنطن كان من المزمع عقدها في مسقط، الأحد المقبل، وكان ينظر إليها على أنها قد تكون الفرصة الأخيرة من أجل التوصل إلى تفاهمات، إذ كانت قد وصلت المفاوضات في الأسابيع الأخيرة إلى لحظة مفصلية تبلورت فيها الخطوط الحمراء لكلا الطرفين، إذ شددت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفضها الحازم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم محلياً حتى في إطار برنامج نووي مدني، بينما تصر إيران على حقها في ذلك.
وفي حين أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أمس، قيام إسرائيل بتنفيذ الهجوم بشكل أحادي دون مشاركة أمريكية، بدا ترامب وكأنه يتبنى الهجوم بشكل كامل، مؤكداً معرفته المسبقة بالخطط الإسرائيلية، وواصفاً العدوان بـ»الممتاز».
العدوان الإسرائيلي الذي استمر طيلة يوم الجمعة واستهدف مواقع نووية أبرزها منشأة نطنز، إلى جانب أهداف عسكرية ومدنية، تسبب بمقتل وجرح العشرات من الإيرانيين، من ضمنهم مدنيون وحوالي 20 قيادياً عسكرياً وسياسياً، أبرزهم رئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، إضافة إلى ستة علماء نوويين بارزين. كما تم تداول أنباء عن مقتل مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون السياسية، علي شمخاني، إلا أنه لم يتأكد الخبر من قبل مصادر إيرانية رسمية.
كما تضاربت الأنباء حول مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إذ نسبت صحيفة نيويورك تايمز إلى مصادر عسكرية إيرانية قولها إنه كان من بين القتلى، فيما نقلت مصادر أخرى عن مصادر في جيش الاحتلال أن قاآني لم يكن من بين القتلى.
وبدأ العدوان الإسرائيلي بقصف مكثف نفذته أكثر من مئتي مقاتلة إسرائيلية، استهدفت خلالها منشآت نووية رئيسية ومصانع صواريخ ومقار عسكرية حساسة في طهران ومدناً أخرى. وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز تعرضت لأضرار جسيمة، مشيراً إلى أن العملية ما زالت مستمرة وقد تطول، وأن هناك أهدافاً إضافية قيد الاستهداف.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، على منصة إكس، أن مستويات الإشعاعات حول المنشأة «لم تتبدل»، مشيراً الى أن «مستوى التلوث الإشعاعي الراهن داخل المنشأة (…) يمكن احتواؤه من خلال إجراءات الحماية الملائمة».
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف الدفاعات الجوية الإيرانية ودمر عشرات أجهزة الرادار وقاذفات الصواريخ أرض-جو، كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني إسرائيلي قيام قوات كوماندوز تابعة للموساد بتنفيذ عمليات سرية في العمق الإيراني استهدفت ترسانة إيران الصاروخية، بالإضافة إلى إقامة قاعدة هجوم للطائرات المسيرة بالقرب من طهران، حيث استُخدمت تلك المسيرات في قصف مواقع الدفاع الجوي وتنفيذ الاغتيالات.
في طهران، أعلنت السلطات الإيرانية مقتل عدد كبير من القادة العسكريين، بينهم رئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، إضافة إلى ستة علماء نوويين بارزين. كما أفادت مصادر إيرانية رسمية بسقوط ما لا يقل عن ثمانية قتلى واثني عشر جريحاً في مدينة تبريز وحدها، فيما بلغ عدد الضحايا الإجمالي وفق وكالة نورنيوز الإيرانية 78 قتيلاً و329 مصاباً، بينهم نساء وأطفال ومدنيون. وأشار مسؤولون إيرانيون إلى أن العدوان استهدف مجمعات سكنية كان يتواجد فيها عدد من القادة العسكريين، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وبدا الهجوم وكأنه مستمر حتى مساء الجمعة، إذ ذكر شهود عيان في همدان أنهم سمعوا دوي انفجار قوي قرب قاعدة نوجه العسكرية، فيما أفادت وكالة «إرنا» عن «تقارير بشأن سماع انفجارات في غرب محافظة طهران»، في مدينتي شهريار وملارد ومحيط منطقة جيتغر في العاصمة. وأفادت وكالة مهر للأنباء عن وقوع انفجار في باكدشت في جنوب شرق طهران.
كما نقلت وكالة «نور نيوز»، مساء الجمعة، بأنه تم سماع دوي انفجارين قرب منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، المشيدة على عمق كبير تحت الأرض.
فيما أفادت وكالة الأنباء الرسمية إرنا بأنه «تم اعتراض مقذوفات للعدو من قبل دفاعات طهران الجوية»، بينما أشارت وكالة إيسنا إلى أن «أنظمة الدفاع الجوي في طهران أسقطت أهدافاً بنجاح».
وحول رد إيراني أولي، نفت وكالة فارس الإيرانية الأنباء الإسرائيلية التي تحدثت عن إطلاق طهران طائرات مسيرة باتجاه إسرائيل رداً على الهجوم، في حين ادعت تل أبيب اعتراض معظم تلك الطائرات. إلا أنه أعلن الجيش الأردني، أمس، اعتراض عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة قال إنها دخلت مجاله الجوي دون أن يحدد مصدرها. وقال إن «عملية الاعتراض جاءت استجابة لتقديرات عسكرية بحتمية سقوطها داخل أراضي البلاد ومنها مناطق مأهولة بالسكان ما قد يتسبب بخسائر». كما أفادت وكالة «سانا» السورية بسقوط بقايا صاروخين إيرانيين في ريف محافظة درعا (جنوب) أثناء عبورهما الأجواء، دون حدوث أضرار بشرية أو مادية.
كما قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخاً أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل سقط داخل مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، مضيفاً أنه لم يتم استخدام أي وسائل لاعتراضه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ في نشر وتمركز قواته في «جميع ساحات القتال» في أنحاء البلاد، مع استمرار هجومه على إيران واستعداده لرد محتمل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه بصدد استدعاء جنود الاحتياط من وحدات عسكرية مختلفة، وذلك «في إطار الاستعدادات للدفاع والهجوم».
تماهي ترامب
الرئيس الأمريكي، الذي كانت تنتشر أنباء منذ أيام عن خلاف بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تحديداً حول إصرار الأخير على تنفيذ مثل هذا العدوان، بدا، أمس، وكأنه متبن الهجوم الإسرائيلي بشكل كامل، إذ قال في تصريحات لشبكة «إي بي سي نيوز» إنه كان قد منح الإيرانيين 60 يوماً للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، معتبراً أن طهران – برفضها إتمام الصفقة بشروط أمريكية-إسرائيلية- قد تسببت في الهجوم. ووصف ترامب العملية الإسرائيلية بأنها «ممتازة» وأكد أن إيران تلقت «ضربة قاسية جداً»، ملوحاً بأن هناك المزيد من الهجمات في المستقبل إذا لم تستجب طهران للمطالب الأمريكية.
وأشار في منشور على منصة «تروث سوشيال» إلى أن اليوم هو اليوم الحادي والستون بعد انتهاء المهلة، ملمحاً إلى إمكانية منح إيران «فرصة ثانية» قبل تصعيد الهجمات بشكل أكبر. ونقلت وكالة رويترز عنه أيضاً قوله إنه من غير الواضح ما إذا كانت إيران لا يزال لديها برنامج نووي بعد الهجمات. وقال: «كنا نعرف كل شيء، وحاولت جاهداً إنقاذ إيران من الإذلال والموت. حاولت جاهداً إنقاذهم لأنني كنت أود أن ننجح في التوصل إلى اتفاق. لا يزال بإمكانهم إبرام اتفاق، لم يفت الأوان بعد». ومضى قائلاً إنه ليس قلقاً من اندلاع حرب في المنطقة نتيجة للضربات الإسرائيلية.
وفي الوقت ذاته، نفى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مشاركة بلاده المباشرة في العدوان، مؤكداً أن إسرائيل تصرفت بمفردها «دفاعاً عن النفس».
موقف إيراني حازم
في المقابل، أبدت القيادة الإيرانية موقفاً حازماً وموحداً في مواجهة الهجوم. فقد وصف المرشد الأعلى علي خامنئي العدوان بأنه «جريمة كشفت عن الطبيعة الخبيثة للكيان الصهيوني»، وتوعد إسرائيل بعقاب صارم سيجعلها تندم على ما أقدمت عليه. وفي رسالة بثها التلفزيون الرسمي، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الشعب الإيراني إلى الوقوف صفاً واحداً خلف قيادته، مشدداً على أن الرد سيكون مشروعاً وقوياً وسيجعل إسرائيل تندم على عملها الأحمق. وأكد بزشكيان أن الجمهورية الإسلامية لن تصمت على هذه الجريمة، وأنها سترد بقوة وحكمة وصلابة، داعياً الشعب إلى التلاحم والثقة بالمسؤولين وتجنب الشائعات التي قد تنتشر في ظل حرب نفسية يشنها العدو. كما أبلغت إيران مجلس الأمن الدولي، الذي عقد اجتماعاً طارئاً بناء على طلب طهران، بأنها سترد بحزم وبشكل متناسب على أفعال إسرائيل «غير القانونية» و»الجبانة».
ووصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الهجوم، بأنه «إعلان حرب»، داعياً «مجلس الأمن إلى التحرك على الفور». وأكد عراقجي في اتصال مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني أنّ «رد إيران على عدوان النظام الإسرائيلي سيكون حازماً».
في سياق متصل، أرسل اللواء باكبور رسالة إلى المرشد الأعلى، معزياً في «استشهاد جمع من القادة المجاهدين البارزين في القوات المسلحة وعدد من العلماء النوويين والنساء والأطفال الأبرياء»، ومؤكداً أن «الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني من انتهاك للأمن القومي والسيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تمر دون رد». وأكد أن الحرس الثوري سيواصل الدفاع عن الثورة الإسلامية والشعب الإيراني، وسينتقم لدماء الشهداء، متوعداً بأن «أبواب جهنم ستفتح قريباً في وجه هذا الكيان القاتل للأطفال».
في إسرائيل
على الجانب الإسرائيلي، سعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تبرير العدوان من خلال استحضار أهوال المحرقة النازية، معتبراً أن الضربات تمثل «لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل» وتهدف إلى حماية وجودها من التهديد الإيراني بالإبادة. وأشار نتنياهو إلى جهود النظام الإيراني في إنتاج كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب إلى جانب قدرته في التخصيب بشكل منتشر ومبطن تحت الأرض تسمح للنظام تخصيب اليورانيوم بمستوى عسكري ليتمكن من امتلاك سلاح نووي على المدى الزمني الوشيك.
وتابع: «كما تم رصد خلال السنوات الأخيرة وخاصة منذ بداية الحرب تقدم ملحوظ في جهود النظام الإيراني لإنتاج نوع السلاح الملائم لحمل السلاح النووي»» وتابع: «يعمل النظام الإيراني لامتلاك سلاح نووي على مدار عقود حيث حاول العالم ثني النظام عن ذلك عبر جميع الطرق الدبلوماسية لكن النظام رفض التوقف». كما قال نتنياهو أيضاً إن الجيش يكشف لأول مرة قيام النظام الإيراني بالدفع بخطة سرية للتقدم التكنولوجي في جميع محاور إنتاج السلاح النووي. وأضاف دون تقديم أي دليل ملموس على مزاعمه «في إطار الخطة عمل علماء ذرة إيرانيون بشكل سري لتطوير كافة الأجزاء المطلوبة في بناء سلاح الجو. تشهد الأشهر الأخيرة تسريعاً في الخطة التي تقرب النظام الإيراني بشكل ملموس لامتلاك نظام إيراني».
وأكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن الجيش حقق إنجازاً كبيراً باستهداف قادة الحرس الثوري والجيش والاستخبارات وعلماء نوويين إيرانيين، وأن العمليات ستستمر لإجهاض البرنامج النووي الإيراني وإزالة التهديدات على إسرائيل.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أيال زمير: «نواصل (استخدام) كامل قوتنا من أجل تحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا». وأضاف زامير في بيان: «ستكون ثمة لحظات صعبة، علينا أن نكون مستعدين لعدد من السيناريوهات التي خططنا لها، الاستعداد العالي المستوى للغاية والانضباط مطلوبان في الجبهة الداخلية».
إلى ذلك، ادعى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، عدم وجود خطة لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أو كبار المسؤولين في النظام.
وقال وفق ما نقلته هيئة البث العبرية الرسمية، إن العملية العسكرية الحالية ضد إيران «لا تستهدف القيادة السياسية». وأضاف: «لا توجد خطة لاغتيال خامنئي، أو كبار المسؤولين في النظام الإيراني». كما ادعى هنغبي، أن الهدف من العملية ضد إيران هو «تقليص قدرة طهران على الإضرار بإسرائيل». واعتبر أنه لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل بحملة عسكرية، مضيفاً في تصريحات للقناة 13 الإسرائيلية أن الحملة العسكرية قد «تهيئ الظروف لاتفاق طويل الأمد، بقيادة الولايات المتحدة، من شأنه أن يلغي البرنامج النووي تماماً». واعتبر أن الأمريكيين «اقتنعوا بأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق مع طهران من دون توجيه ضربة عسكرية». ووصف الهجوم على إيران فجراً بـ»البداية»، متوقعاً «أياماً صعبة وسقوط إصابات في صفوف الإسرائيليين».
رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أشار إلى أن الهجوم على إيران تم تنفيذه بقوات من سلاح الجو وسلاح البحرية، لافتاً إلى أنه لم يقتصر عليهما، دون مزيد من التفاصيل. وظلت إسرائيل في حالة تأهب قصوى، حيث أغلقت سفاراتها حول العالم وحثت الإسرائيليين على توخي الحذر وتجنب إظهار الرموز اليهودية أو الإسرائيلية في الأماكن العامة. وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن أوامر استدعاء صدرت لعشرات الآلاف من الجنود، وهم في حالة تأهب على جميع الحدود تحسباً لأي تطورات محتملة.
وأعلن مكتب نتنياهو أنه من المتوقع أن يجري رئيس الوزراء محادثات مع ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأدان بوتين أثناء مكالمته مع نتنياهو الهجوم مؤكداً أنه يشكّل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وفقاً لما نقلته دائرة الصحافة في الكرملين.
وجاء في بيان الكرملين: «الجانب الروسي يدعم بالكامل الجهود الرامية إلى تسوية الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني سلميًا، وقد قدّم مبادرات محددة تهدف إلى إيجاد حلول مقبولة من جميع الأطراف. وستواصل روسيا الإسهام في خفض التصعيد بين إيران وإسرائيل»، واصفًا الوضع في الشرق الأوسط بأنه «تصعيد خطير».
كما عبّر الرئيس الروسي في اتصال مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، عن تعازيه لقيادة وشعب إيران، ودعا إلى «العودة إلى مسار التفاوض وحل جميع القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية فقط». وأكد أيضًا استعداد بلاده لتقديم خدمات الوساطة في حال تصاعد التوتر بشكل أكبر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
خريطة الهجوم الإسرائيلي على إيران: قائمة الاغتيالات وأبرز المواقع المستهدفة
في هجمات توصف بأنها الأكبر منذ الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجمات واسعة على مناطق متعددة داخل إيران فجر يوم أمس الجمعة، استهدفت مجموعة من الأهداف العسكرية والمدنية والنووية، وهي ما زالت مستمرة بوتيرة مختلفة. وتركّزت كثافة الهجمات الإسرائيلية في ساعاتها الأولى واستمرت بوتيرة أقل قبل أن تعاود التصاعد مع بداية الرد الإيراني ليل الجمعة-السبت، الذي شهد ما لا يقل عن خمس موجات صاروخية حتى اليوم، فضلاً عن هجمات بالمسيرات. أخبار التحديثات الحية إيران: هجماتنا على إسرائيل ستتوسع وستطاول القواعد الأميركية وأظهرت الدفاعات الجوية الإيرانية، مساء الجمعة، نشاطاً واسعاً، ولا سيما في العاصمة طهران، ما أثار تساؤلات حول عدم قيامها بنشاط مماثل مع بدء الهجمات الإسرائيلية فجر الجمعة. وفي هذا السياق، عدّد الخبير العسكري الإيراني مرتضى الموسوي في حديث لـ"العربي الجديد" عدة أسباب منها "اختراق وقرصنة إلكترونية" في بادئ الأمر، مشيراً إلى أن "الخلل الرئيسي تمثل في مشاكل تكتيكية، وأسهم عدم انسجام تسلسل القيادة بتفاقم الوضع". وأضاف "مع مرور الوقت، أدى تنظيم القيادة إلى إدخال تكتيكات وأسلحة جديدة إلى الميدان، فقد شهدنا استهداف مقاتلتين صهيونيتين وأكثر من 280 طائرة مسيّرة صغيرة"، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن "منظومات الدفاع الجوي في غرب البلاد، خاصة في شمال الغرب، تعرّضت لأضرار شديدة نتيجة هجمات الخلايا الأرضية العميلة للموساد والغارات الجوية القادمة من أجواء العراق ومحافظة كردستان العراق". وأكد الموسوي أن "العدو يواصل استخدام الأجسام المسيّرة الصغيرة بشكل واسع بقصد إرباك الدفاعات وفتح الطريق أمام الصواريخ"، مضيفاً بأن هذه الأجسام هي طائرات كوادكوبتر صغيرة الحجم كانت لها استخدامات مدنية، غير أنها منذ اندلاع الحرب الأوكرانية تحولت إلى سلاح بتوجيه أميركي وغربي، ويتم تفخيخها وتركيب متفجرات عليها لاستخدامها في عمليات انتحارية أو إرباك أنظمة الدفاع الجوي. وأشار، في حديثه مع "العربي الجديد"، إلى أن "العدو يطلق هذه الأجسام الصغيرة عبر عملاء من داخل إيران باستخدام سيارات هايلكس وبيكاب وشاحنات وشاحنات صغيرة، على غرار ما يجري في العمليات العسكرية بأوكرانيا، ما يصعّب عملية التصدي، ويبرز أهمية البلاغات والمعلومات التي يقدّمها المواطنون". أهداف متنوعة شملت الهجمات الإسرائيلية حتى الآن أهدافاً متعددة في 13 محافظة إيرانية، لكنها تركزت منذ بدئها على منطقتين جغرافيتين، الأولى المحافظات الغربية على الحدود مع العراق أو بالقرب منها خاصة محافظات أذربيجان الشرقية، وهمدان وكرمانشاه وأذربيجان الشرقية، والثانية المحافظات الوسطى مثل طهران، وأصفهان، وقم، وكرج. وتنوعت الأهداف طاولتها الهجمات الإسرائيلية، بين عسكرية ونووية ومدنية، حسب المنطقة الجغرافية التي تحتضنها، فالأهداف في أصفهان كانت نووية وعسكرية إذ تضم المحافظة أهم المنشآت النووية الإيرانية فضلاً عن القواعد الجوية والدفاعات الجوية ومواقع صناعات دفاعية. كما أن الأهداف في محافظة قم كانت أيضاً عسكرية ونووية وتضم ثاني أهم موقع لتخصيب اليورانيوم وهو موقع فوردو. أما الأهداف التي استهدفتها إسرائيل في طهران فتراوحت بين المدني والعسكري، فالمدينة مرتبطة بأحياء ومبانٍ سكنية يقطنها قيادات عسكرية ونووية، إضافة إلى مواقع عسكرية كموقع بارجين العسكري شرقي طهران وحظيرة مقاتلات بمطار مهرآباد غربي طهران ومقرات عسكرية مثل مقر قيادة الحرس الثوري ومقر الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية. تقارير دولية التحديثات الحية العدوان الإسرائيلي على إيران: الضحايا والخسائر والمواقع المستهدفة وتنوعت الأهداف المستهدفة في المحافظات الغربية الإيرانية بين قواعد أنظمة الرادار والدفاعات الجوية ومواقع إطلاق صواريخ باليستية خاصة في أذربيجان الشرقية وكرمانشاه، فضلًا عن قاعدة نوجه الجوية الثالثة للجيش الإيراني في همدان. ويعود التركيز على استهداف المحافظات الغربية إلى سببين: الأول أن منطقة غرب إيران تشكّل بوابة لاختراق المجال الجوي الإيراني لتنفيذ هجمات في عمق البلاد، إذ تمثل هذه المنطقة الأقصر مسافة من إسرائيل وهي ملاصقة للعراق، والثاني سهولة استخدام المقاتلات الإسرائيلية أجواء العراق الخاضعة للسيطرة الأميركية. اغتيال قادة عسكريين 1. اللواء محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة 2. اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري 3. اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي 4. العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري 5. اللواء غلام رضا محرابي، مسؤول الاستخبارات في الأركان العامة للقوات المسلحة 6. اللواء مهدي رباني، مسؤول العمليات في الأركان العامة للقوات المسلحة اغتيال 9 علماء نوويين 1. رئيس كلية الهندسة النووية في جامعة بهشتي، الدكتور عبد الحميد مينوجهر 2. عضو الهيئة العلمية في الكلية، الدكتور أحمد رضا ذوالفقاري 3. نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ورئيس معهد العلوم النووية، أمير حسين فقيهي 4. رئيس جامعة آزاد الإسلامية والعالم النووي، محمد مهدي طهرانجي 5. الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية والبرلماني، فريدون عباسي 6. العالم النووي، نادر مطلبي زادة 7. العالم النووي، علي بكائي كريمي 8. العالم النووي، منصور عسغري 9. العالم النووي، سعيد برجي التوزيع الجغرافي للأهداف وتتوزع الأهداف الإيرانية العسكرية والنووية والمدنية المستهدفة في ما لا يقل عن 14 محافظة إيرانية. لم تُعلن السلطات الإيرانية عن طبيعة الأهداف العسكرية التي تعرضت للهجمات، وذكرت وسائل إعلام أسماء بعض هذه الأهداف، ولا توجد معلومات دقيقة عن مواقع عسكرية غير معروفة مستهدفة. 1. محافظة طهران في مدينة طهران، حسب ما رصد "العربي الجديد"، تعرض نحو ثلاثين هدفاً لهجمات إسرائيلية. وتتوزع هذه الأهداف في أنحاء طهران شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً، لكن الهجمات عادة ما تتركز على غرب طهران وشرقها حيث توجد مواقع عسكرية. وتعرضت في طهران مبانٍ سكنية في نحو عشرة أحياء، مثل "شهرك محلاتي" و"شهرك الشهيد جمران" و"كامرانية" و"نياوران" و"قيطرية" و"مرزداران" و"سعادات أباد" و"ميدان كتاب" (المجمع السكني للأكاديميين) و"شهر آرا" و"شهرك الشهيد دقيقي" و"فرحزادي". ومن الأهداف العسكرية المعروفة التي تعرضت للهجوم في طهران، مقر الأركان العامة للقوات المسلحة في منطقة أزغل شمالي طهران، ومقر القيادة العامة للحرس الثوري في منطقة بيروزي شرقي طهران، ومنطقة بارجين العسكرية شرقي العاصمة، وقواعد عسكرية في جيتغر وغرمدرة. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت منظومات الرادار ودفاعات جوية في مختلف المناطق لهجمات. 2. محافظة أصفهان وسط إيران تعرضت عدة مواقع نووية في أصفهان بالإضافة إلى قواعد ومواقع عسكرية لم يُعلن عن طبيعتها. وتضم المحافظة أيضاً مراكز للصناعات الدفاعية تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية. 3. المحافظة المركزية وسط إيران في هذه المحافظة، تعرض مفاعل خنداب النووي لهجمات أمس الجمعة. 4. محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي البلاد محافظة أذربيجان، ومركزها تبريز بخاصة، من المناطق الإيرانية الأكثر تعرضاً للهجمات الإسرائيلية منذ أمس الخميس. وقال مدير جهاز الأزمات في محافظة أذربيجان الشرقية، مجيد فرشي، أمس الجمعة، إن إسرائيل استهدفت 11 نقطة عسكرية 15 مرة، مشيراً إلى أن الدفاع الجوي الإيراني شمال غربي البلاد تعرض لأربع هجمات ومحيط مطار تبريز لهجومين. كما أعلنت السلطات المحلية في المحافظة اليوم عن استهداف أربع نقاط عسكرية في محيط مدينة تبريز. وأعلنت هذه السلطات أمس استشهاد ما لا يقل عن ثمانية أشخاص في هذه الهجمات، بالإضافة إلى 35 جريحاً. 5. محافظة لرستان غرب البلاد في هذه المحافظة، تعرض موقع الإمام علي الصاروخي في مدينة خرم آباد ومخفر "24 بعثت" في بروجرد لهجمات، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين. كما أعلنت وسائل إعلام إيرانية قصف مصنع للسيارات في مدينة بروجرد. 6. محافظة همدان غربي إيران تعرضت في هذه المحافظة قاعدة "سوباشي" الرادارية الجوية، وقاعدة "نوجه" الجوية التي تعتبر ثالث قاعدة جوية للجيش، فضلاً عن موقع عسكري آخر في مدينة أسد آباد لم يُعلن عنه. وأعلنت إدارة محافظة همدان صباح اليوم استشهاد خمسة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بالهجمات على الموقع في أسد آباد. 7. محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران تعرضت ثلاث قواعد لهجمات: - مخفر حرس الحدود في مدينة سردشت، ما أدى إلى استشهاد جندي يدعى محمد أحمدي. - قاعدة الرادار للحرس الثوري في مدينة بيرانشهر. - قاعدة المهدي للحرس في مدينة أرومية. 8. محافظة كرمانشاه غربي إيران محافظة كرمانشاه أيضاً كانت من المحافظات الأكثر تعرضاً للهجمات الإسرائيلية. وتعرض مخفر الإمام الحسن العسكري وقاعدة صاروخية ومواقع أخرى في قضاء كرمانشاه وقصر شيرين وكنغاور لهجمات. وتضم المحافظة عدداً من المواقع الصاروخية والرادارية وهي من أقرب المناطق الإيرانية إلى العراق والاحتلال الإسرائيلي. وتعد منطقة تنك كنشت في محافظة كرمانشاه ذات أهمية استراتيجية عالية بالنسبة للقوات العسكرية الإيرانية، نظراً لموقعها الجغرافي وقربها من الحدود الغربية للبلاد. وتستضيف هذه المنطقة، بحسب تقارير إعلامية، قواعد صاروخية مهمة تابعة للحرس الثوري الإيراني، إذ تُخزَّن فيها صواريخ باليستية، من بينها صواريخ "قيام 1". وتبرز أهمية هذه القواعد في تعزيز قدرة إيران على إطلاق الصواريخ نحو أهداف بعيدة في المنطقة. 9. محافظة إيلام غربي البلاد أعلنت السلطات المحلية في المحافظة استهداف أربعة مواقع عسكرية ومدنية فيها، منها موقعان في إيلام والآخران في مدينتي مهران ودهلران الحدوديتين. 10. محافظة زنجان غربي إيران أعلنت السلطات المحلية في المحافظة عن محاولات مسيّرات إسرائيلية استهداف أهداف غربي المحافظة، دون الكشف عن طبيعتها، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية تصدت للهجمات وأصابت المسيّرات. 11. محافظة ألبرز غربي طهران تعرضت عدة نقاط في المحافظة في منطقة ملارد وغرمدره لهجمات إسرائيلية. وتضم هذه المنطقة دفاعات جوية ومواقع صاروخية. 12. محافظة كردستان غربي إيران ذكرت وسائل إعلام إيرانية أمس الجمعة أن هجمات وقعت في المحافظة، لكن لم يُعلن عن طبيعتها وهوية المواقع المستهدفة سواء كانت دفاعاً جوياً أو مواقع عسكرية. 13. محافظة قم بالوسط تعرضت منشأة فردو النووية في المحافظة أمس الجمعة لهجوم وفق إعلام المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي. وأعلنت السلطات الأمنية المحلية تمكن الدفاعات الجوية من إسقاط أجسام طائرة معادية في أجواء المحافظة. 14ـ محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد تعرضت ثلاث نقاط في هذه المحافظة التي تضم أهم المنشآت النفطية الإيرانية إلى هجمات، آخرها كان استهداف قاعدة تندغويان في مدينة أبادان. وقبلها، تعرض موقع في الأهواز وآخر حدودي في منطقة جذابة. أخبار التحديثات الحية الحرب بين إسرائيل وإيران | اتصالات دولية لاحتواء التصعيد في المنطقة أبرز المواقع النووية المستهدفة تعرضت أربعة مواقع نووية إيرانية لهجمات إسرائيلية، وهي: 1. منشأة نطنز: وهي المنشأة الأهم في إيران لتخصيب اليورانيوم، تقع في محافظة أصفهان على بعد 250 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران. أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، في حديث مع التلفزيون الإيراني، أن "خسائر موقع نطنز سطحية واقتصرت على المنشآت فوق الأرض وليس تحتها"، مشيراً إلى أن "نطنز" تعرضت لهجمات صاروخية متعددة بهدف اختراقها والوصول إلى المنشآت فيها، قائلاً: "لقد تم نقل جزء مهم من المعدات والمواد إلى خارج المنشأة مسبقاً، وبالتالي لم تقع أضرار واسعة، ولا يوجد أي قلق بشأن حدوث تلوث". 2. منشأة فوردو: تعتبر منشأة فوردو المنشأة النووية الثانية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي موقع نووي يُعدّ الأكثر تحصيناً بين المنشآت النووية الإيرانية، يقع على بعد 140 كيلومتراً من طهران. ومساء أمس، صرّح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، بأن "خسائر محدودة لحقت ببعض النواحي بموقع تخصيب اليورانيوم في فوردو". 3. موقع UCF يُسمى موقع أصفهان النووي أو مركز معالجة اليورانيوم (UCF)، ومن أهم الأنشطة النووية في مركز معالجة اليورانيوم انتقال الكعكة الصفراء إليه لمعالجتها وإعدادها في عملية التخصيب لإنتاج الوقود النووي، لكن المركز لا يقوم بتخصيب اليورانيوم. 4. مفاعل خنداب (أراك) وكان المفاعل ضمن أهداف هجمات الاحتلال فجر الجمعة، ولم تُعلن السلطات الإيرانية بعد حجم الخسائر والأضرار في هذا الموقع نتيجة الهجوم. ويُعتبر هذا المفاعل أحد أكبر المنشآت النووية الإيرانية. يقع على بعد خمسة كيلومترات من مدينة خنداب وسط إيران، وبدأت عملية بنائه عام 1998 لإنتاج الماء الثقيل المستخدم في الصناعات النووية، ثم افتتح عام 2006.


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
وزير دفاع إسرائيل يهدد بـ'إحراق' طهران
طهران: حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، السبت، من أن 'طهران ستحترق'، فيما استهدفت الدولة العبرية منظومات دفاع جوي وقاذفات صواريخ إيرانية، في تصعيد للعمليات يهدف إلى تفكيك القدرات العسكرية لعدوها اللدود، بعد سلسلة من عمليات القصف المتبادل، ليلًا. وأطلقت إسرائيل، فجر الجمعة هجومًا واسع النطاق على إيران استهدف أكثر من مئتي موقع عسكري ونووي، وأسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف 'نقطة اللاعودة'. نتنياهو: قضينا على كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين البارزين وأهم منشآت النظام لتخصيب اليورانيوم، وقسم كبير من ترسانة صواريخه الباليستية ردًا على ذلك، أطلقت إيران، التي تنفي تطوير أسلحة نووية، عشرات الصواريخ على إسرائيل، قائلة إنها استهدفت منشآت عسكرية. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض معظمها، لكن تم تسجيل أضرار كبيرة في منطقة تل أبيب. ويقول خبراء إن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، اللتين تفصل بينهما أكثر من 1500 كيلومتر، يثير مخاوف من نزاع طويل الأمد في المنطقة. وحض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، إيران على 'إبرام اتفاق' حول ملفها النووي، محذّرًا بأن الضربات التالية ستكون 'أكثر عنفًا'، ووصف الضربات الأولى بأنها 'ممتازة'. وأطلقت إيران، السبت، دفعة صواريخ جديدة على إسرائيل، وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات. كما استهدفت ضربات إسرائيلية جديدة أنظمة دفاع جوي في منطقة طهران و'عشرات' منصات إطلاق صواريخ أرض- أرض في إيران، بحسب الدولة العبرية. وأوردت وكالتا 'فارس' و'مهر' الإيرانيتان أن ضربات إسرائيلية جديدة استهدفت، السبت، مدينة تبريز ومناطق في محافظات لورستان، وهمدان، وكرمانشاه، في غرب وشمال غرب إيران. وأسفرت الهجمات الإسرائيلية، التي استهدفت أيضًا مباني سكنية، عن سقوط 78 قتيلًا وأكثر من 320 جريحًا، بينهم 'غالبية كبرى من المدنيين'، بحسب سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، أمير إيرفاني. محادثات غير مؤكدة في طهران، تجمع حشدٌ، مساء الجمعة، دعمًا للحكومة، وهتفوا 'الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا'. وقالت المتظاهرة خاطرة أبو الفضلي: 'سنواصل الرد الساحق' على إسرائيل. وفي منطقة تل أبيب، أظهرت مشاهد النيران والدخان يتصاعدان من مبنى خلال الليل ومنازل مدمرة. وروى شين غابيزون (29 عامًا) أنه هرع إلى الملجأ تحت الأرض في المبنى المستهدف، بعدما سمع صفارات الإنذار، موضحًا: 'بعد بضع دقائق، سمعنا انفجارًا قويًّا جدًّا، وكان كل شيء يهتز. دخان، غبار، كان كل شيء مبعثرًا'. واستبعد السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، في تصريح لشبكة 'سي إن إن'، أن يتوقف إطلاق الصواريخ الإيرانية، مشيرًا إلى أن إيران تمتلك ترسانة تضم نحو 2000 صاروخ. وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في إسقاط الصواريخ الإيرانية. وكان من المقرر أن تُعقد جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، الأحد، في سلطنة عمان، بين طهران وواشنطن لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن تقييد البرنامج النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران. لكن مشاركة طهران 'غير مؤكدة'، بحسب وسائل إعلام رسمية. 'طهران ستحترق' رغم الدعوات الدولية لوقف الهجمات، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن مقاتلاته ستستأنف ضرب أهداف في طهران. وأكد رئيس هيئة الأركان وقائد سلاح الجو، في بيان، أن 'الطريق إلى إيران أصبح معبّدًا'، بعدما أفاد الجيش عن ضرب الدفاعات الجوية في منطقة العاصمة طهران، خلال الليل. وأضافا أن القوات 'تتحرك طبقًا لخطط عملياتها، والمقاتلات ستستأنف ضرب أهداف في طهران'. وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من أن 'طهران ستحترق' إن واصلت إيران إطلاق الصواريخ. وكان نتنياهو قد توعّد، الجمعة، بأن 'المزيد آت'، فيما دان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ما وصفه بـ'إعلان الحرب'. ودعا نتنياهو الإيرانيين، في رسالة مصوّرة، إلى التمرد على 'النظام القمعي والشرير'، مؤكدًا أن بلاده تشنّ 'إحدى أكبر العمليات العسكرية في التاريخ'. وقال: 'قضينا على كبار القادة العسكريين، العلماء النوويين البارزين، أهم منشآت النظام لتخصيب اليورانيوم، وقسم كبير من ترسانة صواريخه الباليستية'. وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن الأضرار في أصفهان وموقع فوردو جنوب طهران كانت محدودة. وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن مركز تخصيب اليورانيوم في نطنز، في وسط البلاد، تعرض للاستهداف. غوتيريش: كفى تصعيدًا، حان الوقت لكي يتوقف ذلك. يجب أن يسود السلام والدبلوماسية وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نقلًا عن معلومات إيرانية، أن القسم فوق الأرض من المنشأة 'دُمّر'، غير أنه لم يُسجَّل أي ارتفاع في مستوى الإشعاع فيها. وقالت إسرائيل، مساء الجمعة، إنها قامت بـ'تدمير' قاعدة تبريز العسكرية. مقتل قادة عسكريين أسفرت الضربات الإسرائيلية الأولى، فجر الجمعة، عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين كبار، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة، محمد باقري، وقائد 'الحرس الثوري' الإسلامي، حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية للحرس، أمير علي حاجي زاده، وستة من علماء البرنامج النووي الإيراني. كما أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي، السبت، مقتل ضابطين كبيرين في الجيش، هما اللواء غلام رضا محرابي، واللواء مهدي رباني. وكان آخر هجوم أعلنته إسرائيل على إيران في تشرين الأول/أكتوبر 2024، عندما نفذت ضربات على أهداف عسكرية، ردًّا على إطلاق نحو 200 صاروخ إيراني باتجاه أراضيها. وجاءت الضربات الإيرانية ردًّا على هجوم اتُّهمت إسرائيل بتنفيذه واستهدف القنصلية الإيرانية في دمشق. وفي ظل التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، ألغت العديد من شركات الطيران، أو حوّلت، عشرات الرحلات الجوية، وارتفعت أسعار النفط. وفي إطار الدعوات لخفض التصعيد، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، عبر منصة 'إكس': 'قصف إسرائيلي لمواقع نووية إيرانية. ضربات صاروخية إيرانية على تل أبيب. كفى تصعيدًا، حان الوقت لكي يتوقف ذلك. يجب أن يسود السلام والدبلوماسية'. بدوره، دعا البابا ليو الرابع عشر، السبت، إسرائيل وإيران إلى التحلي بـ'المسؤولية والعقلانية'، على وقع 'التدهور الخطير للوضع' بين البلدين. وقال البابا خلال جلسة عامة في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان: 'لا يجب أن يهدد أيٌّ من الطرفين أبدًا وجودَ الآخر، ومن واجب جميع الدول دعم قضية السلام من خلال سلوك دروب المصالحة، وتشجيع الحلول التي تضمن الأمن والكرامة للجميع'. (ا ف ب)


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
الحرب بين إسرائيل وإيران: خشية أميركية من "التورط"
بدأت تتبلور خشية، ولو في صفوف القلة من محافظين وديمقراطيين أميركيين، من نجاح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. ، الذي نجح في انتزاع ضوء "بين الأخضر والأصفر" (بتعبير خبير السياسة الخارجية الأميركية ريتشارد هاس) من الرئيس دونالد ترامب لضرب إيران، في توريط الأخير "في حرب أوسع". وقد تؤدي مجريات الهجوم "النوعي" الواسع والمفتوح الذي شنته إسرائيل إلى جرّ إدارة ترامب إلى حيث لا ترغب كما سبق وقالت أكثر من مرة. وللمفارقة، فإن أول من لفت إلى هذا التخوّف كان رمزاً من جبهة "أميركا أولًا". واعتبر مذيع البودكاست تاكر كارلسون المقرب جداً من الرئيس ترامب أن الرئيس "متواطئ" مع نتنياهو، وأن أميركا "حاضرة في صلب هذه الحرب التي علمت بها مسبقاً وسلّحت وموّلت إسرائيل لخوضها "مسجلاً عليه هذا الموقف الخاطئ ومحذراً من عواقب الحرب". مثل هذا التحذير، ردده بعض الديمقراطيين، منهم السناتور جاك ريد الذي وصف الضربة بـ"العمل الأرعن الذي ينطوي على خطر الحرب الأوسع"؛ وبالتالي على احتمالات التورط الأميركي فيها. وثمة من رأى أن المقدمات في هذا الخصوص قد بدأت اليوم في ما تردد عن "المساعدة" التي قامت بها القوات الأميركية في المنطقة "لاعتراض صاروخ إيراني "متجه نحو إسرائيل". وكان الرئيس قد أوضح ومن دون التباس أن إدارته تدعم إسرائيل، مع إعرابه صراحة أو ضمنا عن الاستعداد للدفاع عنها لو تسببت الصواريخ الإيرانية بأضرار كبيرة خاصة بين المدنيين الإسرائيليين. ويعود رفض المتخوفين، وإن في جزء منه، إلى الاعتقاد أن نتنياهو أراد، من جملة ما سعى إليه، نسف المفاوضات النووية مع طهران وقطع الطريق على الجولة السادسة التي كان من المقرر أن تُعقد في عمان غدًا الأحد. وكانت المتحدثة في وزارة الخارجية الأميركية قد أكدت، الثلاثاء الماضي، أن الجولة آتية "قريباً"، قبل أن تمرر الإدارة خبر عقدها يوم الأحد وذلك على أساس "أن المفاوضات أحرزت تقدماً" تنبغي متابعته بهذا اللقاء. تحليلات التحديثات الحية مخاوف يهودية أميركية إزاء استبعاد ترامب لإسرائيل في المنطقة صدور ما يشبه تأكيد لعقد الجولة في موعدها، أخذ "شحنة" من الصدقية كونه جاء في أعقاب المكالمة بين الرئيس ترامب ونتنياهو يوم الاثنين، وبدا وكأن البيت الأبيض حسم الموضوع بعدم التجاوب مع رغبة رئيس الليكود (نتنياهو) في شن عملية عسكرية، لكن الصورة تغيرت يوم الخميس عندما قررت الإدارة سحب بعض الدبلوماسيين "غير الأساسيين" وعائلات عسكريين من المنطقة وما تبع ذلك من إشارات واضحة عن الرئيس ترامب، تبين معها أن الحسابات تغيّرت وأن العملية العسكرية باتت وشيكة لتتوافق مع نهاية فترة الشهرين التي كان الرئيس ترامب قد حددها مع بداية المفاوضات لإبرام اتفاقية نووية مع إيران. وتشير إحدى القراءات حول موافقة ترامب على قيام إسرائيل بشن عملية "وحدها" إلى أنه بذلك يحتفظ بالخط المفتوح مع طهران، وأن الضربة ستكون محدودة نسبياً ما دامت إسرائيل لا تملك قنبلة اختراق الأعماق ولا القاذفة التي تحملها لتدمير موقعي تخصيب اليورانيوم الأساسيين في فوردو ونطنز، وبهذا، فإن العملية قد تحفز إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات. وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، كرر ترامب دعوته إلى مثل هذه العودة. ورغم ما سبق، يتحدث مراقبون عن وصول الأمور إلى مكان آخر، إذ إن المواجهة في معظم التقديرات تقول إنها "فيلم طويل" هذه المرة، وهي بالتأكيد أبعد من تراشق، وليس من المتوقع أن تكون لها نهاية قبل "عدة أيام"، كما يقول الجنرال المتقاعد جوزف فوتيل الذي تولّى قيادة قوات المنطقة الوسطى التي تشمل المنطقة. في حين تشير قراءة أخرى إلى أنّ مدة المواجهة أطول وأن مداها مرهون بـ"الغرض" المراد تحقيقه منها. ويقول وزير الدفاع السابق ليون بانيتا إن تدمير المنشآت النووية الإيرانية "صعب" في غياب القدرات العسكرية المطلوبة مثل القنبلة الخارقة. في تعريف العسكريين والمؤرخين، هي "حرب وقائية" وليست "استباقية" كما صنفها نتنياهو. والوقائية تنطوي عموماً على مخاطر تعميق وإطالة النزاع، كما يشهد التاريخ (مثل ضربة بيرل هاربر اليابانية ضد الأسطول الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية). ومن الاحتمالات وفق هذه القاعدة، أن يتمدد الصراع إلى "حرب إقليمية" أو "فوضى أمنية إقليمية". وللحيلولة دون هذا التمدد، يدعو فريق من المحافظين الذين رحبوا بالضربة و"شكروا" نتنياهو (مثل السفير والمسؤول السابق جون بولتون) إلى ضرورة العمل على "إسقاط النظام" لضمان الخلاص من النووي، وإذا كان تحقيق هذا الهدف "بعيد المنال" في الحدود المرئية، فلا يرى البرغماتيون (مثل بانيتا) سوى العودة إلى التفاوض مخرجاً من هذه المواجهة المفتوحة على الأدهى، ومثل هذا الخيار مرهون إلى حدّ بعيد بقرار يتخذه الرئيس ترامب الذي تشكل هذه الحرب "اختباراً" له، باعتباره معنياً بها مباشرة ولو أن إدارته أعلنت على لسان الوزير ماركو روبيو أنها "ليست مشاركة" في العملية العسكرية. فإما أن يفرض الحل الدبلوماسي وإما أن ينجرّ إلى التورط.