logo
الحرب بين إسرائيل وإيران: خشية أميركية من "التورط"

الحرب بين إسرائيل وإيران: خشية أميركية من "التورط"

العربي الجديدمنذ يوم واحد

بدأت تتبلور خشية، ولو في صفوف القلة من محافظين وديمقراطيين أميركيين، من نجاح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو
الصورة
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023.
، الذي نجح في انتزاع ضوء "بين الأخضر والأصفر" (بتعبير خبير السياسة الخارجية الأميركية ريتشارد هاس) من الرئيس دونالد ترامب لضرب إيران، في توريط الأخير "في حرب أوسع".
وقد تؤدي مجريات الهجوم "النوعي" الواسع والمفتوح الذي شنته إسرائيل إلى جرّ إدارة ترامب إلى حيث لا ترغب كما سبق وقالت أكثر من مرة. وللمفارقة، فإن أول من لفت إلى هذا التخوّف كان رمزاً من جبهة "أميركا أولًا". واعتبر مذيع البودكاست تاكر كارلسون المقرب جداً من الرئيس ترامب أن الرئيس "متواطئ" مع نتنياهو، وأن أميركا "حاضرة في صلب هذه الحرب التي علمت بها مسبقاً وسلّحت وموّلت إسرائيل لخوضها "مسجلاً عليه هذا الموقف الخاطئ ومحذراً من عواقب الحرب".
مثل هذا التحذير، ردده بعض الديمقراطيين، منهم السناتور جاك ريد الذي وصف الضربة بـ"العمل الأرعن الذي ينطوي على خطر الحرب الأوسع"؛ وبالتالي على احتمالات التورط الأميركي فيها. وثمة من رأى أن المقدمات في هذا الخصوص قد بدأت اليوم في ما تردد عن "المساعدة" التي قامت بها القوات الأميركية في المنطقة "لاعتراض صاروخ إيراني "متجه نحو إسرائيل". وكان الرئيس قد أوضح ومن دون التباس أن إدارته تدعم إسرائيل، مع إعرابه صراحة أو ضمنا عن الاستعداد للدفاع عنها لو تسببت الصواريخ الإيرانية بأضرار كبيرة خاصة بين المدنيين الإسرائيليين.
ويعود رفض المتخوفين، وإن في جزء منه، إلى الاعتقاد أن نتنياهو أراد، من جملة ما سعى إليه، نسف المفاوضات النووية مع طهران وقطع الطريق على الجولة السادسة التي كان من المقرر أن تُعقد في عمان غدًا الأحد. وكانت المتحدثة في وزارة الخارجية الأميركية قد أكدت، الثلاثاء الماضي، أن الجولة آتية "قريباً"، قبل أن تمرر الإدارة خبر عقدها يوم الأحد وذلك على أساس "أن المفاوضات أحرزت تقدماً" تنبغي متابعته بهذا اللقاء.
تحليلات
التحديثات الحية
مخاوف يهودية أميركية إزاء استبعاد ترامب لإسرائيل في المنطقة
صدور ما يشبه تأكيد لعقد الجولة في موعدها، أخذ "شحنة" من الصدقية كونه جاء في أعقاب المكالمة بين الرئيس ترامب ونتنياهو يوم الاثنين، وبدا وكأن البيت الأبيض حسم الموضوع بعدم التجاوب مع رغبة رئيس الليكود (نتنياهو) في شن عملية عسكرية، لكن الصورة تغيرت يوم الخميس عندما قررت الإدارة سحب بعض الدبلوماسيين "غير الأساسيين" وعائلات عسكريين من المنطقة وما تبع ذلك من إشارات واضحة عن الرئيس ترامب، تبين معها أن الحسابات تغيّرت وأن العملية العسكرية باتت وشيكة لتتوافق مع نهاية فترة الشهرين التي كان الرئيس ترامب قد حددها مع بداية المفاوضات لإبرام اتفاقية نووية مع إيران.
وتشير إحدى القراءات حول موافقة ترامب على قيام إسرائيل بشن عملية "وحدها" إلى أنه بذلك يحتفظ بالخط المفتوح مع طهران، وأن الضربة ستكون محدودة نسبياً ما دامت إسرائيل لا تملك قنبلة اختراق الأعماق ولا القاذفة التي تحملها لتدمير موقعي تخصيب اليورانيوم الأساسيين في فوردو ونطنز، وبهذا، فإن العملية قد تحفز إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات. وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، كرر ترامب دعوته إلى مثل هذه العودة.
ورغم ما سبق، يتحدث مراقبون عن وصول الأمور إلى مكان آخر، إذ إن المواجهة في معظم التقديرات تقول إنها "فيلم طويل" هذه المرة، وهي بالتأكيد أبعد من تراشق، وليس من المتوقع أن تكون لها نهاية قبل "عدة أيام"، كما يقول الجنرال المتقاعد جوزف فوتيل الذي تولّى قيادة قوات المنطقة الوسطى التي تشمل المنطقة. في حين تشير قراءة أخرى إلى أنّ مدة المواجهة أطول وأن مداها مرهون بـ"الغرض" المراد تحقيقه منها. ويقول وزير الدفاع السابق ليون بانيتا إن تدمير المنشآت النووية الإيرانية "صعب" في غياب القدرات العسكرية المطلوبة مثل القنبلة الخارقة.
في تعريف العسكريين والمؤرخين، هي "حرب وقائية" وليست "استباقية" كما صنفها نتنياهو. والوقائية تنطوي عموماً على مخاطر تعميق وإطالة النزاع، كما يشهد التاريخ (مثل ضربة بيرل هاربر اليابانية ضد الأسطول الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية). ومن الاحتمالات وفق هذه القاعدة، أن يتمدد الصراع إلى "حرب إقليمية" أو "فوضى أمنية إقليمية". وللحيلولة دون هذا التمدد، يدعو فريق من المحافظين الذين رحبوا بالضربة و"شكروا" نتنياهو (مثل السفير والمسؤول السابق جون بولتون) إلى ضرورة العمل على "إسقاط النظام" لضمان الخلاص من النووي، وإذا كان تحقيق هذا الهدف "بعيد المنال" في الحدود المرئية، فلا يرى البرغماتيون (مثل بانيتا) سوى العودة إلى التفاوض مخرجاً من هذه المواجهة المفتوحة على الأدهى، ومثل هذا الخيار مرهون إلى حدّ بعيد بقرار يتخذه الرئيس ترامب الذي تشكل هذه الحرب "اختباراً" له، باعتباره معنياً بها مباشرة ولو أن إدارته أعلنت على لسان الوزير ماركو روبيو أنها "ليست مشاركة" في العملية العسكرية. فإما أن يفرض الحل الدبلوماسي وإما أن ينجرّ إلى التورط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تظاهرات في أنحاء الولايات المتحدة تزامناً مع العرض العسكري وميلاد ترامب
تظاهرات في أنحاء الولايات المتحدة تزامناً مع العرض العسكري وميلاد ترامب

العربي الجديد

timeمنذ 18 دقائق

  • العربي الجديد

تظاهرات في أنحاء الولايات المتحدة تزامناً مع العرض العسكري وميلاد ترامب

شهدت مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، السبت، تظاهرات تزامناً مع عرض عسكري بمناسبة مرور 250 عاماً على إنشاء ا لجيش الأميركي تصادف مع عيد ميلاد الرئيس دونالد ترامب الـ79. وخرج مئات الآلاف في تظاهرات "يوم التحدي الوطني ضد الملوك" إلى الشوارع في نيويورك ولوس أنجليس وشيكاغو وفيلادلفيا وهيوستن وأتلانتا ومئات المدن الأميركية الأخرى. وشهدت التظاهرات في العاصمة مناوشات كلامية بين المتظاهرين وأنصار ترامب، من دون أي عنف يذكر في ظل وجود أمني مكثف. وفيما شارك عشرات الآلاف في العاصمة واشنطن في الاحتفال، تظاهر المئات في محيطه رافعين لافتات ضد ترامب وضد الفاشية، وأخرى ضد إجراءات ترامب ضد المهاجرين والجامعات والطلاب، كما كان لغزّة حضور في هذه التظاهرات، إذ طالب متظاهرون بوقف دعم وتسليح إسرائيل. وكان العرض العسكري الذي استضافته العاصمة واشنطن شهد مشاركة نحو 6 آلاف جندي، ارتدوا أزياء وتشكيلات جميع المعارك التي خاضتها الولايات المتحدة منذ 1775، إضافة إلى دبابات شاركت في حرب الكويت، و26 دبابة من طراز أبرامز M1A1، و27 مركبة قتالية من طراز برادلي، ودبابتين من طراز شيرمان من الحرب العالمية الثانية، ودبابة رينو من حقبة الحرب العالمية الأولى، وثماني طائرات هليكوبتر من طراز CH-47، و16 طائرة بلاك هوك من طراز UH-60، وأربع طائرات من طراز P-51 من حقبة الحرب العالمية الثانية. واستعرض الجيش خلال الاحتفال تقنياته الجديدة، من بينها الكلاب الآلية العسكرية وغيرها. وأهدى الجيش الأميركي ترامب العلم الأميركي الذي رُفع فوق العاصمة واشنطن خلال احتفال بالذكرى الـ250 لتأسيسه. وأدى الرئيس الأميركي اليمين الدستورية لعدد من جنود الجيش الجدد، ثم قال في خطابه إن "أعداء أميركا يعلمون أنه إذا جرى تهديد الشعب الأميركي، فإن جنودنا قادمون، وهزيمتهم حتمية لأن جنودنا لا يستلمون أبداً ولا يتراجعون. إنهم يقاتلون وينتصرون"، بينما قال نائب الرئيس جي دي فانس في كلمته للجنود: "إلى جنودنا: لن نطلب منكم الذهاب إلى الحرب أبداً إلا إذا كان هذا ضرورياً للغاية"، وأضاف: "14 يونيو (حزيران) عيد تأسيس الجيش الأميركي، وعيد ميلاد الرئيس.. عيد ميلاد سعيد سيادة الرئيس"، وأشار إلى أنه أيضاً "ذكرى عيد زواجه". تقارير دولية التحديثات الحية س/ج | تفاصيل العرض العسكري الأضخم للجيش الأميركي في يوم ميلاد ترامب وطغت على كل هذه التطورات عملية الاغتيال التي تعرضت لها المشرّعة ميليسا هورتمان وزوجها، وحادثة إطلاق النار على عضو آخر في مجلس الشيوخ بولاية مينيسوتا، حيث ألغيت بعض الفعاليات للتظاهر ضد ترامب بعدما عثرت سلطات إنفاذ القانون على لافتات "لا للملوك" في داخل سيارة من أطلق النار، ما دفع حاكم الولاية تيو والز لمطالبة المتظاهرين بإلغاء بعض الفعاليات، خاصة أن مطلق النار لا يزال طليقاً حتى هذه اللحظة رغم تحديد اسمه وأوصافه. كما شهدت ولاية تكساس تهديدات تلقاها مشرعون خططوا لحضور تظاهرات ضد ترامب. وفي العاصمة، عبّر مواطن أميركي يدعى زاك، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، عن انزعاجه من تنظيم الاحتفال الذي يتزامن مع عيد ميلاد ترامب قائلًا "ترامب وإدارته لا يفعلان شيئاً من أجل الأميركيين، ومعظم الأميركيين لا يريدون إرسال أسلحة إلى إسرائيل وقتل الفلسطينيين"، فيما أشار ناشط آخر يدعى دكوتا لـ"العربي الجديد" إلى أنه حضر خصيصاً من نيويورك للاحتجاج على إقامة عرض عسكري للرئيس ترامب، وأضاف: "هتلر لم يفعل، وهذا يمثل الديكتاتورية. الرئيس أيضاً يدمر مؤسسات البلاد". وعبر أليكس لـ"العربي الجديد" عن غضبه من سياسات الرئيس ترامب قائلًا "ما يحدث حالياً بوضوح خطأ، وهناك الكثير للتظاهر ضده في ظل هذه الفوضى"، مشيراً إلى أن إجراءات الرئيس ترامب التي يتخذها، مثل إرسال الحرس الوطني إلى الولايات وتجاهل أوامر القضاء وغيرهما، هي ضد الديمقراطية وتمثل الديكتاتورية. من جانبها، قالت مريم، أميركية من أصول مصرية، وهي ترتدى الكوفية الفلسطينية، إن استهداف المقيمين بسبب آرائهم "خاطئ".

ترامب: لا علاقة لنا بالهجوم الإسرائيلي على إيران ويحذرها من رد عسكري شديد
ترامب: لا علاقة لنا بالهجوم الإسرائيلي على إيران ويحذرها من رد عسكري شديد

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

ترامب: لا علاقة لنا بالهجوم الإسرائيلي على إيران ويحذرها من رد عسكري شديد

واشنطن: حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد، إيران من أنها ستواجه 'كامل قوة' الجيش الأمريكي إذا هاجمت الولايات المتحدة، مؤكدا أن واشنطن 'لا علاقة لها' بالضربات الإسرائيلية على طهران. شنت إسرائيل ضربات جديدة استهدفت البرنامج النووي الإيراني الأحد، وردّت إيران بهجمات صاروخية أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل في إسرائيل، في اليوم الثالث من التصعيد العسكري غير المسبوق بين البلدين. وكتب ترامب على منصته 'تروث سوشال' الأحد: 'إذا تعرضنا لهجوم من إيران بأي شكل من الأشكال، فإن كامل قوة وقدرة القوات المسلحة الأميركية ستنزل عليكم بمستويات لم تُشهد من قبل'. من جهة أخرى، أكد ترامب 'يمكننا بسهولة إبرام اتفاق بين إيران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدامي'. واستهدفت إسرائيل منذ الجمعة مئات المواقع العسكرية والنووية الإيرانية وقتلت عددا من القادة العسكريين إضافة إلى علماء نوويين. وردّت إيران بإطلاق دفعات من الصواريخ البالستية على الدولة العبرية. وحض الرئيس الأمريكي طهران الجمعة على التوصل إلى اتفاق، وإلّا ستواجه هجمات 'أكثر عنفا' من إسرائيل. وأجرت الولايات المتحدة وإيران جولات محادثات عدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ولكن التفاؤل الذي ساد في البداية تبدّد في الأيام الأخيرة. (أ ف ب)

ترامب في مأزق... حرب إيران تهدّد أجندة "أميركا أولاً"
ترامب في مأزق... حرب إيران تهدّد أجندة "أميركا أولاً"

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب في مأزق... حرب إيران تهدّد أجندة "أميركا أولاً"

لم ينجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع أفضل تقدير ممكن لنيّات البيت الأبيض ، في منع إسرائيل من شنّ عدوان على إيران، وصفته بأنه إجراء لحماية وجودها، بعدما واظبت على مرّ أشهر، بإلحاح، على تحذيره من القدرات النووية الإيرانية، ومن أن طهران تقترب من امتلاك السلاح النووي، لكنّ ما يرشح منذ فجر أول من أمس الجمعة، مع بدء حرب إيران وموجات الهجمات الإسرائيلية الجوية، يشي بأن الهدف الإسرائيلي، أبعد من "ضربة وقائية" أو "استباقية" لإضعاف البرنامج النووي الإيراني، كما أعلنت تل أبيب، بل تشمل لائحة الأهداف، ضرب البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني، وهو مطلب تتوافق حوله مع إسرائيل، قوى عدة، ومنها غربية، لم تكن راضية عن الاتفاق النووي الموقع بين مجموعة الدول الكبرى وإيران في عام 2015. وحتى وفق تقديرات أميركية، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يرغب في إسقاط النظام الإيراني. وعلى الرغم من الترحيب الأميركي على المستوى السياسي، لدى أكثرية جمهورية وديمقراطية، بالضربات الإسرائيلية، إلّا أنه بعد يوم كامل من حرب إيران التي بدأت فجر أول من أمس الجمعة، بدت الحسابات تأخذ بعداً أكثر جديّة، يتخطى نشوة توجيه صفعة قوية أميركية بأيادٍ إسرائيلية، لإيران؛ إذ تعدّ الحرب الجارية، أول تحدٍّ حقيقي يواجه ترامب، الذي تسلم ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي بعدما انتخبه الأميركيون أولاً على أنه من الممكن أن يكون "صانع سلام". ولكن بينما يسود اعتقاد بأن جولة التصعيد هذه غير المسبوقة، وهي أول مواجهة بهذا الحجم بين إيران وإسرائيل، قد تصبح مفتوحة، وتنزلق إلى حرب أوسع في المنطقة، يخشى مراقبون من أن يكون "الشرطي الأميركي" غير قادرٍ على وقفها هذه المرة. ولهذا السبب؛ ارتفعت سريعاً في واشنطن المخاوف، ومنها الجمهورية، من أن يكون هدف نتنياهو قد تحقّق، وهو جرّ الولايات المتحدة إلى مستقنع حرب جديدة، ما وراء البحار. حرب إيران... ضوء أخضر رغم التهديدات ونقل مسؤول إيراني مطلع، أمس السبت، لوكالة فارس الإيرانية للأنباء، عن قادة عسكريين كبار، أن حرب إيران "التي بدأت مع بدء اعتداءات الكيان الصهيوني ستتسع خلال الأيام المقبلة، لتشمل جميع المناطق الواقعة تحت احتلاله، إضافة إلى القواعد الأميركية في المنطقة، وستكون قوى العدوان هدفاً لردّ إيران الحاسم والشامل". وأضاف المصدر أن القادة العسكريين أكدوا أن "هذه المواجهة لن تقتصر على الإجراءات المحدودة التي شهدتها الليلة الماضية (ليل الجمعة ـ السبت، في إشارة إلى الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت الأراضي المحتلة، وخصوصاً منطقة تل أبيب الكبرى)، بل ستتواصل الضربات الإيرانية، التي ستكون شديدة الإيلام وتجعل المعتدين يندمون على أفعالهم". وأشار المسؤول إلى أن "التجارب تظهر أن الكيان الصهيوني لطالما أشعل الحروب بجرائمه، إلّا أن المؤشرات تدل على أن الجمهورية الإسلامية تعتزم هذه المرة أن تدفع هذا الكيان الإجرامي وداعميه نحو مصير مظلم"، وأكد القادة العسكريون الإيرانيون، وفق المصدر، أن على إسرائيل والولايات المتحدة أن "تستعدّا خلال الساعات المقبلة لمواجهة عواقب أعمالهما الوحشية الهمجية". يصوّر ترامب العدوان بأنه مهمة مقدسة لإنقاذ البشرية وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، قد حذّر يوم الأربعاء الماضي، قبل الهجوم الإسرائيلي، من أنه إذا فشلت المفاوضات النووية واندلع صراع مع الولايات المتحدة، فإن إيران ستضرب القواعد الأميركية في المنطقة، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي أن "بعض المسؤولين على الجانب الآخر يهدّدون بعمل عسكري إذا لم تؤتِ المفاوضات ثمارها"، وقال: "إذا فرض علينا الصراع، فجميع القواعد الأميركية في نطاقنا وسنستهدفها بقوة في الدول المضيفة". وكان ترامب قد استخدم خلال المفاوضات النووية التي بدأها فريقه مع إيران في 12 إبريل/نيسان الماضي، وأجريت منها إلى الآن خمس جولات، لغة التهديد باستخدام القوة إذا لم يتوصّل الطرفان إلى اتفاق تضغط واشنطن لتوقيعه بشروطها، وأولها منع طهران من تخصيب اليورانيوم، وهو ما ترى فيه القيادة الإيرانية محاولة إخضاع، وحرمان البلاد من قدراتها، فضلاً عن اعتبار المرشد علي خامنئي أن القدرات النووية لإيران مكتسب وطني يجب الحفاظ عليه. كما أكد مسؤول إيراني رفيع لشبكة سي أن أن الأميركية، أول من أمس الجمعة، بعد يوم طويل أول من العدوان الإسرائيلي، أن إيران التي استهدفت الأراضي المحتلة بهجمات صاروخية رداً على الضربات الإسرائيلية، ستكثّف هجماتها على إسرائيل، وستستهدف كذلك القواعد في المنطقة لأي دولة تحاول حماية دولة الاحتلال. تقارير دولية التحديثات الحية برنامج إيران النووي بصلب الهجمات.. الاغتيالات وأهم المنشآت المستهدفة وبينما كانت إيران تتحضر للرد على نقاط اقتراح أميركي عرضه فريق ترامب للوصول إلى صفقة، بمقترح مضاد، مع تحديد موعد لجولة سادسة من التفاوض اليوم الأحد في مسقط، جاء العدوان الإسرائيلي، والمباغت، لينسف أي محاولة لبناء الثقة الإيرانية تجاه واشنطن، خصوصاً أن ترامب، الذي كان روّج الإعلام الأميركي طوال الفترة الماضية، أنه كان يضغط على نتنياهو لمنعه من ضرب إيران وإفشال المفاوضات، لم يخفِ دعمه للضربات الإسرائيلية التي اعتبرها "ممتازة"، بل هدّد إيران وقيادتها بلغة اتّسمت بالشماتة والتشفي، بأنها إذا لم تقبل بالعرض الأميركي فإن "شيئاً لن يتبقى منها"، متوعداً بأن حرب إيران ستكون أكثر عنفاً. وفي ميزان القوة، ورغم عدم التكافؤ العسكري والتكنولوجي والاستخباري الواسع بين الطرفَين، فإن طهران لطالما لوّحت بأوراق لديها، ومنها إغلاق مضيق هرمز، وضرب القواعد الأميركية في المنطقة، إذ إنّ واشنطن في هذا التصعيد عالي المخاطر في المنطقة، تحاول أن تنأى بنفسها عن العدوان، رغم أن حرب إيران تجري بسلاح ودعم استخباري وتقني أميركي، وحظي من دون شكّ بضوء أخضر من ترامب، وأكد الرئيس الأميركي أن الجيش الأميركي "لا يشارك بأي شكل" في الحرب، وحذّر وزير خارجيته ماركو روبيو إيران، من مغبة استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، أو الجنود الأميركيين. رغم ذلك، فإن الكثير من المراقبين يرون أن ترامب جعل نفسه اليوم، في مواجهة متغير كبير في أجندته للسياسة الخارجية التي وعد بها، وعنوانها "أميركا أولاً"، وتقوم على الانكفاء، فبين أن "تُمنح" إسرائيل "ما لم يمنحها إياه أي رئيس آخر"، كما ردّد أول من أمس، وأن تكون رئيساً أميركياً "صانع سلام"، فجوة هائلة تحول دون إمكانية صناعة سياسة خارجية "منكفئة"، خصوصاً مع القيادة الحالية في تل أبيب التواقة لفرض هيمنة إسرائيلية على المنطقة من بوابة تفوقها العسكري، وما ترى فيه انتصاراً لها في معركتها مع خصومها بالمنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتريد إسرائيل "رأس" إيران، بعدما صحّحت وفق قراءات، تراجعاً للهيبة الأميركية، كان سببه الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، والتحدي الروسي في أوكرانيا، والصيني في المحيطَين الهادئ والهندي. ويتعامل ترامب مع حرب إيران كأنها فُرضت على إسرائيل التي تقوم بمهمة "إنقاذ البشرية" من خطر امتلاك إيران القنبلة النووية، فالمهمة كما يصوّرها "مقدسة"، لكن يقابلها في واشنطن، تصاعد المخاوف من خطوة "متهورة"، وليست "نزهة"، إذ ترتسم سيناريوهات عدّة للمشهد المقبل، منها أن تطول حرب إيران وتتحول إلى إقليمي أوسع، ومنها جرّ الجيش الأميركي إلى أرض المعركة. ونقلت صحيفة واشنطن بوست، أمس، عن مسؤولين إسرائيليين، أن ترامب لم يكن حريصاً على تنفيذ إسرائيل ضربة على إيران، ولم يوافق على المساعدة، ما يتوافق مع تقييمات إعلامية أخرى، بأنه منح نتنياهو ضوءاً بين الأخضر والأحمر، وقالت مصادر الصحيفة، إن نتنياهو أبلغ ترامب الاثنين الماضي أن إسرائيل وصلت إلى نقطة "حاسمة"، لكن ترامب "كان لا يزال متشكّكاً"، ونقلت الصحيفة أيضاً، عن عضو بالكنيست، أن إسرائيل تأمل بأن تتفق الولايات المتحدة معها بأن التخلص من برنامج إيران النووي يكون بإسقاط النظام الإيراني. ويتطابق ذلك، مع تحذيرات في واشنطن لترامب، من أن نتنياهو قد نجح في نسف المفاوضات، وإغراق أقدام الولايات المتحدة في حرب مع إيران. وتتصاعد هذه الأصوات من حزب ترامب الجمهوري. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، أول من أمس، فإن الجمهوريين منقسمون بشأن إيران، متسائلة عن الجانب الذي سيميل إليه الرئيس، وكتبت الصحيفة أنّ ترامب يواجه انقسامات داخل حزبه، حول ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة أن تنخرط في الصراع؛ فمن جانب، وفق الصحيفة، هناك "المنعزلون الذين يخشون من أن تنجرّ البلاد إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، ومن جانب آخر هناك الصقور المتشدّدون حيال إيران وداعمو إسرائيل الذين كانوا يدعون منذ سنوات لمثل هذه الحرب". وبحسب "نيويورك تايمز"، فإنّ ترامب "يبدو عالقاً بين الطرفَين، ويتحرك يمنة ويسرى، محاولاً إبعاد الولايات المتحدة عن الهجوم مع الاحتفال بنجاح الهجمات وتحذير إيران من الآتي"، وبحسب الناشط اليميني تشارلي كيرك، فإن هذا "سيحدث شرخاً داخل حركة ماغا (حركة ترامب، لنجعل أميركا عظيمة مجدداً). صقور واشنطن وداعمو إسرائيل دعوا منذ سنوات لهذه الحرب ورأى الباحث الكبير في "مجلس العلاقات الخارجية" البحثي، إليوت أبرامز، أن ترامب "بدّل موقفه حيال ما إذا كان على إسرائيل ضرب إيران"، معرباً عن اعتقاده بأن نتنياهو "قام برهان محسوب، فإن ترامب سيوافق على فكرة الضربة"، وأضاف: "لقد راهنوا (الإسرائيليون) على الرئيس". وبحسب السيناتور ليندسي غراهام، وهو من المتحمّسين للحرب، فإن "عدد الجمهوريين الذين لا يرون أن إيران نووية تشكل خطراً على إسرائيل، صغير جداً، ومعظم الجمهوريين يدعمون ضرب القدرات النووية الإيرانية". لكن مجلة فورين بوليسي، رأت في تحليلَين لها أمس، أنّ العدوان الإسرائيلي يتخطى هدف ضرب القدرات النووية الإيرانية، وبحسب ستيفن كوك، فإنّ إسرائيل تريد "أن توجه ضربة قاضية مميتة ونهائية لما يسمى محور المقاومة بعد أكثر من عام ونصف العام من الحرب"، واعتبر جيفري لويس، في تقرير آخر، أن الحرب "ليست حول منشأة نووية أو مفاعل نووي، إنها حول تغيير النظام (في إيران)"، ولذلك يرى المعارضون من قاعدة ترامب، أن الهجوم وموافقة ترامب عليه يتعارضان مع أجندته "أميركا أولاً"، وبحسب الناشط اليميني كيرك كما نقلت عنه "نيويورك تايمز"، فإنّ "رسائل البريد التي تصله وتعارض الضربة الإسرائيلية، هي بنسبة 99 مقابل رسالة واحدة موافقة". وفي مدونته الصوتية "غرفة الحرب"، رأى ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، الجمعة، أن "آخر الكلام هو أنه لا يمكن أن نُجرّ بطريقة لا مفرّ منها إلى حرب على الأرض الأرواسية في الشرق الأوسط أو في شرق أوروبا (في إشارة أيضاً للحرب الروسية الأوكرانية)". بعد يومين على العدوان، كثيرون في واشنطن باتوا يعتقدون أن الأمور صارت في مكان آخر، يدور حديث المراقبين حول احتمالاته وآفاقه، فالمواجهة في معظم التقديرات "فيلم طويل" هذه المرة، وليس من المتوقع نهاية لها قبل "أيام عدّة" بحسب الجنرال الأميركي المتقاعد جوزف فوتيل، وربما أطول ومرهون مداها "بالغرض المراد تحقيقه منها". وبحسب ليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي الأسبق، فإن تدمير المنشآت النووية الايرانية "صعب" في غياب القدرات العسكرية المطلوبة مثل القنبلة الخارقة، وفي تعريف العسكريين والمؤرخين، هي "حرب وقائية" وتنطوي عموماً على مخاطر تعميق وإطالة النزاع، ومن الاحتمالات أن يتمدّد الصراع إلى "حرب إقليمية أو فوضى أمنية إقليمية". وللحيلولة دون ذلك، يدعو فريق من المحافظين الذين رحّبوا بالضربة و"شكروا" نتنياهو إلى ضرورة العمل على إسقاط النظام الإيراني، وإذا كان هذا الهدف "بعيد المنال"، لا يرى البراغماتيون (مثل بانيتا) سوى العودة إلى التفاوض مخرجاً من هذه المواجهة المفتوحة، ومثل هذا الخيار مرهون إلى حدّ بعيد بقرار ترامب الذي تشكّل هذه الحرب "اختباراً" له، إذ تلعب الإدارة على خيط رفيع بين التسوية والحرب الواسعة. تقارير دولية التحديثات الحية خريطة الهجوم الإسرائيلي على إيران: الاغتيالات والمواقع المستهدفة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store