logo

'صحافة في خدمة العنف'.. كيف عبَّدَ الإعلام الألماني الطريق لقتل الصحافيين الفلسطينيين ونشر مبررات نتنياهو كحقائق

الوطنمنذ يوم واحد
نشرت صحيفة 'الغارديان' مقالا للصحافي المقيم في برلين، والذي عمل محرراً بارزاً في القسم الثقافي لصحيفة 'برلينر تسايتونغ'، هانو هاونستين قال فيه إن الإعلام الألماني عبّدَ الطريق أمام قتل إسرائيل للصحافيين في غزة.
وتساءل في بداية مقالته: 'ما هو دور الصحافة عندما يُعامل الصحافيون الفلسطينيون كمجرمين، ويتركون ليموتوا؟
في ألمانيا، الدولة التي تفخر بتعلّم الدروس من تاريخها الإبادي، فإن بعضاً من أقوى المؤسسات الإعلامية لعب دوراً في تمكين ومساعدة إسرائيل على ارتكاباتها
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تحدثت مع الصحافي حسام شبات. وَصَفَ شبات العائلات وهي تحزم ما تبقى لها في شمال غزة، بينما بدأت إسرائيل تنفيذ 'خطة الجنرالات'. بعد ستة أشهر، قُتل شبات، وقتلته إسرائيل بعدما اتهمته بأنه عميل لحماس'.
وقال: 'لا تحاول إسرائيل إخفاء عمليات القتل هذه. بل غالباً ما تشوّه سمعة ضحاياها مسبقاً، وتصوّر الصحافيين على أنهم 'إرهابيون'، وهي اتهامات نادراً ما تثبت صحتها. وتخدم هذه الأوصاف هدفاً واضحاً: تجريد الصحافيين من صفتهم المدنية، وجعل قتلهم يبدو مقبولاً أخلاقياً. فالصحافيون ليسوا أهدافاً مشروعة وقتلهم جريمة حرب'.
وكانت آخر جولة صدمت العالم مقتل خمسة صحافيين عاملين في قناة 'الجزيرة' في خيمتهم الصحافية بمدينة غزة، وكان من بينهم أنس الشريف، الذي أصبح وجهه معروفاً لمن يتابع غزة عن كثب. وقد حذرت الأمم المتحدة ولجنة حماية الصحافيين أن حياته في خطر، وبعد أسابيع كان ميتاً.
وفي غضون ذلك، يتزايد الإجماع على أن غزة مسرحٌ لإبادة جماعية تُبث مباشرة، حية، وعلى الهواء.
ومع ذلك، ففي ألمانيا، الدولة التي تفخر بتعلّم الدروس من تاريخها الإبادي، فإن بعضاً من أقوى المؤسسات الإعلامية لعبت دوراً في تمكين ومساعدة إسرائيل على ارتكاب أفعالها، بل إن بعض الصحافيين الألمان برروا قتل زملائهم الفلسطينيين.
ولعل المثال الأوضح على ذلك هو دار نشر 'أكسل سبرينغر'، أكبر ناشر في أوروبا، ومالك صحيفة 'بيلد' كبرى الصحف الألمانية،
فبعد ساعات من إعلان مقتل الشريف، نشرت 'بيلد' صورته تحت هذا العنوان: 'إرهابي متنكر بزي صحافي قُتل في غزة' (وقد عُدّل العنوان لاحقاً إلى 'الصحافي المقتول ويُزعم أنه إرهابي').
وقبل حوالي أسبوع، نشرت 'بيلد' مقالاً آخر: 'هذا المصور من غزة يروّج لدعاية حماس'. وقد استهدف المقال المصور الفلسطيني أنس زايد فتيحة، متهماً إياه بتزييف صور فلسطينيين يتضورون جوعاً كجزء من حملة لـ 'حماس'، على الرغم من وجود أدلة على أن الأشخاص الذين ظهرت صورهم كانوا بالفعل يتضورون جوعاً، وينتظرون الطعام. في المقال، ظهر لقب فتيحة كصحافي بين علامتي اقتباس، ما يوحي بأنه ليس صحافياً حقيقياً، وأن صور المجاعة مفبركة ومبالغ فيها.
وقد تضخمت قصة صحيفة 'بيلد'، إلى جانب مقال مماثل في صحيفة 'زود دويتشه تسايتونغ' الليبرالية، بسرعة على موقع 'إكس' التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، التي استشهدت بهما كدليل على أن 'حماس' تتلاعب بالرأي العام العالمي.
الغارديان: بعد ساعات من إعلان مقتل أنس الشريف، نشرت 'بيلد' صورته تحت عنوان 'إرهابي متنكر بزي صحافي قُتل في غزة'!
ووصف فتيحة بأنه 'كاره لإسرائيل واليهود' ويخدم 'حماس'. وسرعان ما انضمت إلى الحملة 'مؤسسة غزة الإنسانية'، وانضم إليها مؤثرون يمينيون.
هكذا أصبحت وسائل الإعلام الألمانية بمثابة قناة مباشرة لخطابات إسرائيل، التي أُعيد تدويرها بسرعة في الساحة الدولية، وأُعيد تقديمها كـ'أدلة'.
وعلق فتيحة على الاتهامات بالقول: 'أنا لا أخلق المعاناة، بل أوثقها'. ووصف الاتهام له بأن عمله 'دعاية حماس' بأنه 'جريمة بحق الصحافة نفسها'.
ويضيف الكاتب أن تقديم المبرر لقتل الصحافيين الفلسطينيين لا يقتصر على صحيفة 'بيلد' و'زود دويتشه تسايتونغ'، بل أيضاً على نقابة الصحافيين الألمان (دي جي في)، إحدى أكبر نقابات الصحافيين في ألمانيا، التي أصدرت بياناً حذرت فيه من 'التلاعب' في الصور الصحافية. وبشكل محدد شككت في صور تظهر أطفالاً هزالاً من غزة، زاعمة أن حالتهم 'لا تُعزى، على ما يبدو، إلى المجاعة في غزة'. ولم تقدم النقابة أي دليل على هذا الادعاء، ويعود ذلك أساساً إلى عدم وجود مثل هذه الأدلة على عدم وجود مجاعة.
ولخوفها من ردود فعل عنيفة على الإنترنت، استشهدت النقابة الصحافية بمقال نشر في تموز/يوليو في صحيفة 'فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ'، حيث تكهّن فيه كاتبه بما إذا كانت صور الأطفال الهزيلين ناجمة بالفعل عن الجوع، أو بالأحرى عن حالات مرضية سابقة، مثل التليف الكيسي. وأشار المقال إلى أن نشر الصور كان عن طريق الإهمال أو تم التلاعب بها دون تقديم مزيد من التفاصيل. وقد أُغفل كلام الكاتب حقيقة أنه لا يمكن الفصل بوضوح بين الجوع والحالات المرضية السابقة، وأنه لا يمكن لأي حالة مرضية سابقة وحدها أن تتسبب بهذا الهزال الشديد.
ويقول هاونستين إن التحيز ليس جديداً على المشهد الإعلامي الألماني. ففي شركة 'أكسل سبرينغر'، يأتي دعم وجود دولة إسرائيل في المرتبة الثانية على قائمة المبادئ التوجيهية للشركة، أو ما يسمى بأساسياتها.
وفي أيلول/سبتمبر من العام الماضي، ساعدت صحيفة 'بيلد' في إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار بنشرها تقريراً 'حصرياً'، قالت إنه يحتوي على مقتطفات من إستراتيجية 'حماس'، وسرَّبها مساعدو بنيامين نتنياهو إلى 'بيلد'.
في هذا التقرير، زعمت الصحيفة أن 'حماس' 'لا تسعى إلى إنهاء الحرب بسرعة'، ما برّأ نتنياهو تماماً من أي مسؤولية عن انهيار المحادثات آنذاك. (رداً على استفسارات حول هذا التقرير، قال متحدث باسم 'بيلد' لمجلة +972 إن الصحيفة لا تقدم تعليقات بشأن مصادرها).
وكما اتضح لاحقاً، فقد شوهت 'بيلد' وثيقة 'حماس' بشكل كبير. وكان توقيت نشرها في صالح نتنياهو، حيث نُشرت القصة في وقت ضغطت فيه الاحتجاجات الحاشدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي. وبعد نشر تقرير 'بيلد' بوقت قصير، استشهد نتنياهو به في اجتماع لمجلس الوزراء لتصوير المتظاهرين كبيادق في يد 'حماس'. ولا يزال مقال 'بيلد' منشوراً على الإنترنت دون تصحيح.
ويقول هاونستين إن المشكلة تتجاوز 'بيلد' والشركة الناشرة 'أكسل سبرينغر'، بل تنسحب على وسائل الإعلام الألمانية العريقة، حيث كان الفشل في تقديم تغطية متوازنة وقائمة على الحقائق لإسرائيل وفلسطين واضحاً جداً، وأصبح جلياً بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولا تزال المزاعم الملفقة، مثل أن 'حماس' قطعت رؤوس 40 رضيعاً، إلى جانب العديد من المعلومات المضللة المتعمدة الأخرى، في مواقع الصحف، دون تصحيح.
وقد دأبت وسائل الإعلام من مختلف الأطياف السياسية في ألمانيا على حذف السياق التاريخي وتأطير وفيات الفلسطينيين بعبارات سلبية وغير مسيّسة، وإظهار ثقة شبه عمياء في 'التثبت' العسكري الإسرائيلي، متجاهلة سجلاً موثقاً من المعلومات المضللة الصادرة عن مصادر حكومية إسرائيلية.
ساعدت صحيفة 'بيلد' في إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار بنشرها تقريراً قالت إنه يحتوي على مقتطفات من إستراتيجية 'حماس'، وسرَّبها مساعدو نتنياهو
ففي كانون الثاني/يناير، نشرت صحيفة 'دي تاغس تسايتونغ' اليسارية مقالاً بعنوان: 'هل يمكن للصحافيين أن يكونوا إرهابيين؟'، حيث استشهد المقال بالجيش الإسرائيلي أربع مرات، ولم يقتبس كلاماً من أي صحافي في غزة.
وفي المشهد الإعلامي الألماني، تسهم هذه الروايات في تجريد الصحافيين الفلسطينيين من مصداقيتهم، وفي أسوأ الأحوال، تقدم لإسرائيل مبررات جاهزة لاستهدافهم.
ويعلق الكاتب بأن تعهد ألمانيا 'لن يحدث أبداً' يجب أن يحمل وزناً كبيراً، نظراً لتاريخها الحافل بالإبادة الجماعية. ومع ذلك، يبدو هذا التعهد أجوفاً عندما تقوم المنافذ الإعلامية المهيمنة في البلاد بتبييض، أو توفير الدعاية، لإضفاء الشرعية على القتل الجماعي في غزة.
هذه ليست صحافة في خدمة الحقيقة، بل هي صحافة في خدمة العنف. ويتطلب كسر هذه الدائرة محاسبة جادة للثقافات التحريرية والولاءات السياسية التي مكنت الصحافة الألمانية من أن تصبح مسلحة بهذه الطريقة.
وقال إن مقتل الصحافيين في غزة يكشف عن أمر واحد جلي: إسرائيل لا تريد ترك أي أثر، وعندما يُكتب تاريخ هذه الإبادة الجماعية، ستكون هناك فصول عن دور الإعلام، وسيكون قسم ألمانيا كبيراً بشكل غير مريح. ولا ينبغي لأحد أن يدعي أنه لم يرَ ذلك يحدث.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تنديد فلسطيني باقتحام بن غفير زنزانة مروان البرغوثي
تنديد فلسطيني باقتحام بن غفير زنزانة مروان البرغوثي

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

تنديد فلسطيني باقتحام بن غفير زنزانة مروان البرغوثي

نددت وزارة الخارجية الفلسطينية "بأشد العبارات" بالزيارة التي قام بها إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي إلى اليمين المتطرف إلى القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي في السجن. وقالت الوزارة اليوم الجمعة في بيان "تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات اقتحام الوزير المتطرف بن غفير لأقسام العزل في سجن ريمون وتهديده المباشر للأخ القائد مروان البرغوثي، وتعتبره استفزازاً غير مسبوق وإرهاب دولة منظماً، يندرج في إطار ما يتعرض له الأسرى وأبناء شعبنا من جرائم إبادة وتهجير وضم". يواجه الأسير القائد مروان البرغوثي ظروفًا إنسانية بالغة القسوة في زنزانته الانفرادية، حيث فقد أكثر من نصف وزنه نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وسوء المعاملة. وفي الوقت نفسه، يواصل وزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير تهديده بشكل مباشر، في محاولة لكسر إرادته وصموده. في الفيديو بن… — المركز الفلسطيني للدفاع عن الاسرى (@PalPrisonersA) August 14, 2025 وأضافت وزارة الخارجية الفلسطينية أنها "تحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الأسير مروان البرغوثي والأسرى كافة، وستتابع هذا التهديد بكل جدية مع الصليب الأحمر الدولي والدول والمجتمع الدولي ومنظماته ومجالسه المتخصصة، وتطالب بتدخل دولي عاجل وحقيقي لحمايتهم من بطش الاحتلال ولتأمين الإفراج الفوري عنهم كافة". ووصف نائب الرئيس الفلسطيني حسن الشيخ تهديد بن غفير للبرغوثي في سجنه، بأنه "قمة الإرهاب النفسي والمعنوي والجسدي". وأضاف الشيخ أن "تهديد بن غفير للبرغوثي في زنزانته، يتطلب التدخل الفوري للمنظمات والمؤسسات الدولية لحمايته". "لن تنتصروا" اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير زنزانة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي في العزل الانفرادي، مهدداً إياه بصورة مباشرة. وأظهر مقطع فيديو الزيارة التي قام بها بن غفير للبرغوثي، حيث قال له "لن تنتصروا"، بعد يوم من توعد وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش "بدفن" فكرة الدولة الفلسطينية. ونشر بن غفير مقطع الفيديو على حسابه على منصة "إكس"، ويظهر فيه وهو يقول للبرغوثي إن أي شخص يهدد إسرائيل سيقضي عليه، ويعتبر البرغوثي، المسجون منذ أكثر من عقدين، من الشخصيات المحتملة لتوحيد الفلسطينيين. وقام بن غفير بالزيارة إلى السجن قبل أيام لكنها أعلنت بعدما قال سموتريتش أمس الخميس إن العمل سيبدأ في مشروع استيطاني من شأنه عزل القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية، وقال مكتب سموتريتش إن هذه الخطوة "ستدفن" فكرة إقامة دولة فلسطينية. وقال بن غفير في مقطع الفيديو على "إكس" الذي أظهر البرغوثي نحيفاً وهزيلاً "لن تنتصروا، أي شخص يعبث مع شعب إسرائيل، أي شخص يقتل أطفالنا، أي شخص يقتل نساءنا، سنبيده"، وأضاف "عليكم أن تعرفوا هذا، على مر التاريخ". ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو متحدث باسم بن غفير بعد على طلب للحصول على تعليق. عائلته: مصدومون من تغير ملامح وجهه بدورها، قالت عائلة الأسير مروان البرغوثي في بيان مقتضب "نخشى من إعدام مروان داخل الزنزانة بقرار من بن غفيربعد تهديده في سجنه"، وفق ما نقلته وكالة "وفا" للأنباء الفلسطينية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت عائلة الأسير "مصدومون من تغير ملامح وجه مروان، ومن الإنهاك والجوع اللذين يعيشهما". وخاطبته زوجته في منشور على "فيسبوك"، قائلة عن الزيارة التي ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنها تمت هذا الأسبوع "ما زالوا يا مروان بطاردوا فيك وبلاحقوك حتى في زنزانة انفرادية بتعيش فيها من سنتين". الأوفر حظاً لخلافة عباس يقول مؤيدو البرغوثي إنه المرشح الأوفر حظاً لخلافة محمود عباس (89 سنة) في رئاسة السلطة الفلسطينية في يوم من الأيام، ويصورونه على أنه شخصية شبيهة بنيلسون مانديلا الذي يمكنه تحفيز المشهد السياسي المنقسم وتوحيده. وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ونشر في السادس من مايو (أيار) الماضي أن البرغوثي سيحصل على 50 في المئة من الأصوات بنسبة مشاركة محتملة تبلغ 64 في المئة في سباق رئاسي ثلاثي ضد عباس وخالد مشعل المسؤول الكبير في حركة "حماس". ولم تجر انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية منذ 2005. وتؤيد معظم القوى العالمية فكرة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، مع قيام دولة فلسطينية مستقلة تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية إلى جانب إسرائيل. لكن هذا الاحتمال يتضاءل في وجود الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وكذلك تحت قيادة السلطة الفلسطينية التي فقدت صدقيتها بين الفلسطينيين لعدم وقفها انتشار المستوطنات اليهودية التي تعتبرها الأمم المتحدة غير قانونية. حكم على البرغوثي في 2004 بخمسة أحكام بالسجن المؤبد والسجن 40 عاماً بعدما أدانته المحكمة بتدبير كمائن وهجمات انتحارية على الإسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ولطالما نفى البرغوثي التهم الموجهة إليه.

تصعيد إسرائيلي في غزة واعتقالات في الضفة
تصعيد إسرائيلي في غزة واعتقالات في الضفة

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

تصعيد إسرائيلي في غزة واعتقالات في الضفة

يتواصل التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة مع اعتقالات في الضفة الغربية، بينما كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن أن اللقاء الذي جمع قيادة حركة «حماس»، مع أمناء عامين وقادة فصائل، بالعاصمة المصرية، القاهرة، كان «مشدوداً» بعض الشيء لجهة أن بعض القيادات حثت قيادة الحركة، التي تقود المفاوضات، على العمل بشكل أكبر للتوصل إلى اتفاق ينقذ مدينة غزة من مخطط إسرائيلي كبير يهدف لتدمير ما تبقى منها، رغم فهمهم أن المشكلة بشكل أساسي لدى حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب، كما قالت. وحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، وهي من بعض الفصائل المشاركة باللقاء، فإن قادة بارزين، منهم زياد النخالة، الأمين العام لـ«الجهاد الإسلامي»، أكدوا على ضرورة التوجه نحو صفقة شاملة، تضمن من جانب حقوق الفلسطينيين وتلبية مطالبهم، ومنها انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتبادل الأسرى، ومن جانب آخر تحقق وقف مخططات إسرائيل الرامية إلى تدمير ما تبقى من القطاع. فلسطينيون يعاينون الدمار الذي أحدثته غارة إسرائيلية على ضاحية الزيتون بمدينة غزة 8 أغسطس 2025 (د.ب.أ) ووفقاً للمصادر، فإن القاعدة الجماهيرية والقيادة الموجودة بغزة لبعض الفصائل، رفعت تقارير تشير إلى خطورة الأوضاع في القطاع وتحديداً مدينة غزة، التي في حال أُخليت قد لا يسمح لأي فلسطيني بالعودة إليها؛ ما يعني السماح لإسرائيل بتنفيذ مخطط كبير قد يشمل إقامة مستوطنات ومواقع عسكرية داخل المدينة وشمال القطاع بعد أن يتم إخلاؤها بالكامل. وقال مصدر مسؤول من أحد الفصائل: «لقد رفع بعض القيادات الكرت الأحمر في الجلسة المغلقة التي عقدت في القاهرة»، مشيراً إلى أن هناك حالة إجماع باتت تتكون بضرورة التوصل إلى صفقة واضحة، لكن ليس على حساب الثوابت المتعلقة بالمقاومة وبالثمن الذي تريده إسرائيل. ووفقاً لمصدر آخر، فإن هناك من قيادات الفصائل خلال الاجتماع مَن رأى بأنه تم تفويت فرص سابقة للتوصل إلى اتفاقيات، وكان يمكن أن تؤدي إلى اتفاق أكثر أهمية لصالح الفلسطينيين بسبب التمسك ببعض المطالب التي كان يمكن أن يُقبل بتنفيذها على مراحل. وقال مصدر ثالث شارك في اجتماع الخميس: «قلنا لقيادة (حماس) إن عناصرنا بدأوا يفكرون كيف فقط يؤمّنون الطعام لأسرهم، والوضع وصل إلى حد لا يمكن السكوت عنه». فلسطيني يحمل جثمان طفل قُتل جراء غارة إسرائيلية على مدينة غزة الجمعة (رويترز) وفعلياً، بدأت ترتفع أصوات داخل قيادات للفصائل بغزة وحتى من القاعدة الشعبية والتابعين لها، تطالب بضرورة حفظ ما تبقى من القطاع، وخاصةً مدينة غزة، حتى ولو كان على حساب صفقة أسرى أقل أهمية من أن تكون كبيرة، أو على حساب حكم «حماس» للقطاع، وحتى الانسحاب التدريجي من القطاع وليس الفوري. وعدّ أحد قادة الفصائل الفلسطينية من داخل قطاع غزة، أن هناك انقساماً حاداً بدأ يظهر على المستوى الرسمي الداخلي للفصائل بشأن نتائج ما يجري، وأهمية التقدم نحو اتفاق حقيقي ينهي هذه المعاناة ويمنع سيطرة إسرائيل على مدينة غزة والتي سيكون لها آثار كبيرة على مجمل القضية الفلسطينية. ويوجد منذ أيام قيادات من الفصائل الفلسطينية في القاهرة، قبيل وصول وفد «حماس» بدعوة من المخابرات المصرية، والذي التقى كبار المسؤولين المصريين لبحث محاولات إحياء المفاوضات بما يضمن وقف خطة إسرائيل باحتلال مدينة غزة. فلسطينيون يهرعون للحصول على رزم مساعدات تحملها مظلات في النصيرات بوسط قطاع غزة الخميس (د.ب.أ) وعقدت تلك الفصائل اجتماعاً فيما بينها، بحضور قيادة «حماس»، وبحثت قضايا تتعلق بالهدنة في قطاع غزة. وقال بيان مشترك لهم، إن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية فوراً بشكلٍ آمن ومن دون عوائق، مشددةً على تجاوبها الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل بما يحقق المتطلبات الوطنية، بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار. مثمنةً جهود مصر في دعم القضية الفلسطينية وإنهاء معاناة الغزيين ومساعيها في تحقيق الوحدة الوطنية والانخراط بالتنسيق والشراكة مع قطر في المفاوضات غير المباشرة. وبحثت الفصائل مخططات إسرائيل بشأن إعادة احتلال قطاع غزة، مؤكدةً ضرورة التصدي للمخططات الإسرائيلية، وكذلك التصدي للمخططات التهويدية بالضفة؛ الأمر الذي يتطلب تكاتفاً فلسطينياً، داعيةً مصر إلى احتضان اجتماع وطني طارئ لكل الفصائل للاتفاق على استراتيجية وطنية وبرنامج عملي لمواجهات المخططات الإسرائيلية. عربات عسكرية إسرائيلية خلال غارة على مخيم للاجئين شرق نابلس بالضفة الغربية الجمعة (أ.ف.ب) ويتزامن ذلك مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، والضفة الغربية، حيث قتل منذ فجر الجمعة وحتى ساعات الظهيرة نحو 20 فلسطينياً، بينهم 8 من منتظري المساعدات، في حين قتل الآخرون نتيجة سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي خاصةً في مدينتي غزة وخان يونس. وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان مربعات سكنية جديدة في حيي الصبرة والزيتون إخلاءها، محذّراً السكان من البقاء فيها، واصفاً إياها بأنها مناطق قتال خطيرة، حيث صعَّد من هجماته وقصفه الجوي وعمليات النسف في الحيين، في خطوات عملية تشير إلى بدء عملية السيطرة على مدينة غزة بشكل غير معلن. وشهدت مناطق وسط وشمال وجنوب خان يونس خلال ساعات الليل وصباح الجمعة، عمليات نسف عنيفة وغارات جوية. عربة تضررت خلال أعمال عنف قام بها مستوطنون قرب رام الله بالضفة الغربية الجمعة (أ.ب) وفي الضفة الغربية، اعتقلت القوات الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين في نابلس وقلقيلية وجنين، ومن بين من اعتقلوا 3 سيدات هن أمهات لفلسطينيين قتلوا سابقاً من نشطاء «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، في قلقيلية. في حين تصاعدات اعتداءات المستوطنين؛ ما أدى إلى إصابة مسن وزوجته في مسافر يطا بالخليل، بينما أصيب 3 مواطنين في إطلاق نار من المستوطنين في بلدة المزرعة الشرقية شرق رام الله. وتعرضت ممتلكات فلسطينيين في رام الله والخليل لأضرار نتيجة هجمات المستوطنين التي طالت منازل ومركبات وغيرها. وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، ما وصفته بـ«إرهاب المستعمرين» في الضفة الغربية، محملةً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عنها. منتقدةً ردود الفعل الدولية والتي رأتها لم ترتق لمستوى ما يتعرض له الفلسطينيين.

إضراب عمالي عام في إسرائيل الأحد ضد مقامرة نتنياهو باحتلال غزة
إضراب عمالي عام في إسرائيل الأحد ضد مقامرة نتنياهو باحتلال غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

إضراب عمالي عام في إسرائيل الأحد ضد مقامرة نتنياهو باحتلال غزة

في ظل استطلاعات الرأي، التي تشير بوضوح إلى أن غالبية المواطنين يعارضون التصعيد الحربي باحتلال مدينة غزة، ويقفون مع الجيش الذي يعارضها، ومع إصرار الحكومة على فرض هذا الاحتلال، يستعدّ أكثر من مليون إسرائيلي للإضراب عن العمل، الأحد المقبل، ليوم واحد، مطالبين بإلغاء قرار الحرب، والتركيز على المفاوضات لإنهائها باتفاق مع «حماس» على تبادل الأسرى. وقالت قيادة الإضراب، المؤلَّفة من عائلات المحتجَزين الإسرائيليين لدى «حماس» وعدد كبير من المحتجَزين الذين تحرروا من الأَسْر في صفقات سابقة، وعدة حركات احتجاج ونقابات مهنية مختلفة، إن أكثر من مليون عامل وموظف سيشاركون في هذا الإضراب، على الرغم من أن اتحاد النقابات «الهستدروت» رفض أن يكون شريكاً في تنظيمه، ومنحت النقابات المهنية حرية الاختيار بالمشاركة فيه. فقد تعهَّد، حتى الآن، عشرات البلديات؛ بينها بلدية تل أبيب ويافا، ومئات الآلاف من المصالح التجارية، بإغلاق أبوابها، يوم الأحد، في إطار الإضراب الذي سيشمل مختلف أنحاء إسرائيل، مع الوعد بجعله عطلة اختيارية مدفوعة الأجر. ووفق بيانٍ لمنتدى عائلات المحتجَزين، من المتوقع أن يشارك مئات الآلاف من المواطنين في المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية، التي ستنطلق في شوارع المدن الرئيسية، بما في ذلك تل أبيب، للمطالبة بإعادة الأسرى. متظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإنهاء حرب غزة وإطلاق المحتجَزين لدى «حماس» 12 أغسطس 2025 (أ.ب) ودعت جميع أحزاب المعارضة إلى المشاركة في الإضراب. ونُشرت في تل أبيب نتائج استطلاعيْن للرأي، الجمعة، يؤكدان أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون وقف الحرب ويتخوفون من تبِعاتها. فقد جاء باستطلاعٍ أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي JPPI أن أغلبية 54 في المائة من الجمهور تريد صفقة، حتى لو بقيت «حماس» في الحكم بغزة. بينما قال 37 في المائة إنه يجب مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف المقرّرة (لا حكم لـ«حماس» وإعادة كل المخطوفين). وفي استطلاع صحيفة «معاريف»، جاء أن أغلبية المواطنين في إسرائيل تتخوف من أضرار اجتماعية واقتصادية شخصية وأمنية بسبب استمرار الحرب على غزة، إذ قال 69 في المائة إنهم يتخوفون من المسّ بالتماسك الاجتماعي، بينما قال 26 في المائة إنهم لا يتخوفون. وجاء في المرتبة الثانية التخوف من ضرر اقتصادي شخصي، وعبّر عن ذلك 66 في المائة، مقابل 30 في المائة لا يتخوفون من هذه الإمكانية. وقال 63 في المائة إنهم يتخوفون من استهداف أمني في البلاد أو خارجها، بينما قال 31 في المائة إنهم لا يتخوفون من ذلك. وقال 59 في المائة إنهم غير راضين عن أداء رئيس الحكومة نتنياهو، في حين قال 36 في المائة إنهم راضون. كذلك قال 57 في المائة إنهم غير راضين عن أداء وزير الدفاع يسرائيل كاتس، مقابل 32 في المائة قالوا إنهم راضون عن أدائه. وقال 50 في المائة إنهم راضون عن أداء رئيس أركان الجيش إيال زامير، مقابل 34 في المائة غير راضين عن أدائه. والدة أحد المحتجَزين لدى «حماس» تجلس قرب مجسّم لتابوت خلال احتجاج بتل أبيب للمطالبة بإنهاء حرب غزة وإطلاق الرهائن في 12 أغسطس 2025 (أ.ب) وقال رئيس حزب الديمقراطيين اليساري، يائير جولان، إن الحكومة تتجاهل رأي الأكثرية وتفرض الحرب، بشكل ديكتاتوري، لذلك فإن الإضراب، وشلّ الاقتصاد، وملء المتظاهرين الشوارع، هي ما سيُنقذ إسرائيل من المقامرة التي يُقْدم عليها نتنياهو في قراره احتلال غزة رغم معارضة الجيش وبقية الأجهزة الأمنية. وأكد جولان، في صحيفة «هآرتس»، الجمعة، أنه «يجب تحطيم القواعد التي قام بإملائها نتنياهو، وقيادة نضال جماهيري يُجبره على إدراك أن الحكم لا يمكن أن يكون إلا بموافقة الشعب. يجب علينا فعل ذلك لأن البديل هو الهزيمة والانهيار وتدمير الوطن». وأضاف: «خلال سنوات حكمه لم يتردد نتنياهو في أن يكذب على الجمهور، هو يكذب كما يتنفس، لكن الكذبة الكبرى والأكثر خطورة هي الكذبة المتعلقة بالحرب في غزة، كذبة تبرير (الحرب الخالدة) أو (حتى النصر المطلق). بسبب هذه الكذبة نحن ندفع الثمن الأعلى؛ وهو حياة المخطوفين والجنود والناس في إسرائيل وفي غزة. فوفق كل المعايير العسكرية، جرت هزيمة (حماس) في 2024؛ فكتائبها وألويتها في القطاع جرى تدميرها، وقدرتها على ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية جرى تحييدها، وحتى قبل نهاية السنة الماضية لم يبق في القطاع جيش منظم يمكنه تهديد دولة إسرائيل. ومع ذلك فالحرب مستمرة. ليس لاعتبارات أمنية، بل لاعتبارات سياسية. ومصلحة إسرائيل الأمنية هي إنهاء الحرب وتدمير سلطة (حماس)، لكن نتنياهو يختار سياسة (حماس هي ذخر). هو مرة أخرى اختار خطوات تُعرّض أمن إسرائيل للخطر من أجل مصالحه الشخصية، الحرب اللانهائية هي الصمغ الوحيد الذي يُبقي حكومته التي تستند إلى عناصر مسيحانية متطرفة». متظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإنهاء حرب غزة وإطلاق المحتجَزين لدى «حماس» 12 أغسطس 2025 (أ.ب) وكتب ناحوم بارنياع، في مقال افتتاحي بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «رئيس أركان الجيش، إيال زامير، هو، اليوم، كرة على طاولة القمار لنتنياهو. إنه مُلزَم بطاعة القيادة السياسية. على الرغم من ذلك فإن لرؤساء الأركان السبل للتصدي بقرار من المستوى السياسي لا يرتاحون له. بيدهم أن يقرروا الطريقة، الزمن، الأدوات. لقد ذكر رئيس الأركان علناً شرطاً واحداً هو أنه لن يأمر بعملية عسكرية تُعرِّض حياة المخطوفين للخطر. هذا يُلزم الجيش الإسرائيلي أن يدخل غزة على أطراف الأصابع. يوجد مخطوفون أحياء في غزة الموسّعة؛ يوجد مخطوفون أيضاً في مخيمات الوسط وفي دير البلح. المخطوفون قابلون للنقل. الجيش الإسرائيلي مبني لأن يتصدى لسقوط المقاتلين، لكنه سيجد صعوبة في أن يتصدى لموت مخطوف آخر بنار قواتنا». لذلك يشكك بعض الخبراء في الانحدار لوضعٍ تنفذ فيه خطط الحرب الجديدة التي يُعِدها الجيش، ويقدّرون أن يتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترمب ويوقفها، لكن هذا لا يمنع الجيش من مواصلة الإعداد للاحتلال. وقد بدأ يُعِد نموذجاً لهذا الاحتلال في العمليات التي يُقْدم عليها لاحتلال حي الزيتون، منذ عدة أيام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store