
بروقين.. قرية فلسطينية تئن تحت حراب المستوطنين
بين فكي كماشة استيطانية، تتربع قرية بروقين على امتداد السفوح الغربية لمدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية، وتقتسم السهل والجبل مع نابلس، لتبدو كصدفة محار بين أشجار الزيتون وكروم العنب وبساتين الخضار، قبل أن تشوش اعتداءات المستوطنين حياتها اليومية، منذ أكثر من أسبوعين.
لم تقتصر حرب المستوطنين على القرية بمصادرة أراضيها لصالح مستوطنات «علي زهاف» و«بروخين» بل امتدت لتطال المنازل والمركبات والممتلكات، وتثير رعب الخطف والقتل بين المواطنين، تحت سمع وبصر الجيش الإسرائيلي الذي يضرب حصاراً مشدداً على القرية، ووسط دعوات قادة المستوطنين لتحويلها إلى حوارة ثانية و«يقصدون حرقها» أو غزة ثانية بتدميرها، وتسويتها بالأرض.
كل شيء في قرية بروقين، بات في متناول الأيدي الآثمة وغير الرحيمة، المستوطنون يعربدون ويحرقون ويقتلعون، والعائلات غدت مسجونة في منازلها، والشوارع تحولت إلى خنادق لإطلاق الرصاص والقنابل الغازية نحو البيوت، وكل شيء بات في متناول القبضة الحديدية المفعمة بالانتقام، والمنفلتة من كل الضوابط.
في بروقين، يطل الأطفال والأمهات، الذين يعيشون تحت وطأة حصار جائر، من وراء قضبان النوافذ، على شوارع قريتهم الخالية إلا من المستوطنين والجنود، فيما يجتهد الآباء لتحسين ظروف «اعتقالهم» داخل السجن الكبير، وغير الآمن!
المهمة ليست سهلة، وتحتاج إلى أعصاب باردة، فالمستوطنون لا يفارقون القرية، وقد انفلتوا من عقالهم، وهم يفرضون العقوبات الجماعية على أكثر من 4000 من الأهالي، عقوبات مفعمة برائحة الخراب والدمار، وتحويل كل ما تصل إليه أيديهم العابثة، إلى حطام ورماد.
ويبدو جدول العقوبات ضد أهالي بروقين، مفتوحاً إلى المدى الذي يحدده مزاج المستوطنين، إذ أخذوا يتفنّنون في قهر وتعذيب مواطنين عُزّل، تحولت بيوتهم إلى سجون غير آمنة، فهؤلاء لا يقتحمون القرية، إلا تحت وابل من الرصاص والقنابل الحارقة، ومن يصادفونه خارج منزله، يصوّبون عيونهم الحديدية نحوه، ويعتدون عليه بالضرب الوحشي.
«حولنا، وفوق المنازل، وعلى الأدراج المؤدية إلى السطوح، يتنقل جنود الجيش الإسرائيلي دون أن يحركوا ساكناً حيال اعتداءات المستوطنين، بل إنهم أعدموا الشاب نائل سمارة بدم بارد، بعد أن أعصبوا عينيه وكبلوا يديه، وأمروه بالعودة إلى منزله، بعد إخضاعه لتحقيق قاس» هكذا لخص جواد عوض الله من قرية بروقين، ما يجري في قريته، لافتاً إلى أن اقتحامات المستوطنين والجيش للقرية لا تتوقف.
ويضيف لـ«البيان»: «امتدت الجولة الأولى لـ10 أيام من الحصار والإغلاق وتفتيش المنازل وتدمير محتوياتها من قبل الجيش الإسرائيلي، ونعيش الآن فصول الجولة الثانية بهجوم المستوطنين وما يرافقه من حرق منازل وممتلكات وإطلاق الرصاص على المنازل»، منوهاً إلى تسجيل عدة إصابات في صفوف أهالي القرية.
ويلات الحصار
ويواصل: «تعاني قرية بروقين ويلات الحصار، فالمحال التجارية مقفلة، والناحية الصحية باتت معدومة، فلا مركبات إسعاف، ولا سيارات إطفاء، ومداخل القرية مغلقة، ومن يغامر بالخروج من بيته يقع في «غابة صيد» فيتم صلبه وإخضاعه لجولات من التحقيق، لا تنتهي إلا بالضرب الوحشي بالعصي وأعقاب البنادق».
أيام ثقيلة الوطأة تمر على أهالي بروقين، التي غدت وسط سباق محتدم لتشكل العنوان العريض لاعتداءات المستوطنين، وإلحاقها بقرى سنجل وترمسعيا والمغيّر وكفر الديك ودير دبوان، وقرى أخرى عديدة، يجري استنساخ تجاربها المريرة مع حالة من العداء التي يكنّها المستوطنون لزيتون ومنازل هذه القرى، بينما يحاول الجيش الإسرائيلي إرضاءهم، تارة من خلال رفع وتيرة قمعه للأهالي، وأخرى بإطلاق أيديهم للخراب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
مؤسسة إغاثة غزة: الإقبال على المساعدات دفعنا لاتخاذ إجراء لتجنب الإصابات
مؤسسة إغاثة غزة: الإقبال على المساعدات دفعنا لاتخاذ إجراء لتجنب الإصابات قالت مؤسسة إغاثة غزة المدعومة من الولايات المتحدة إن عدد طالبي المساعدات في موقع توزيعها كان في لحظة ما كبيرا جدا اليوم الثلاثاء مما اضطر فريقها إلى التراجع للسماح للناس "بالحصول على المساعدات بأمان وتوزيعها" وتجنب الإصابات. وذكرت المؤسسة أنها وزعت حتى الآن نحو 8000 صندوق غذائي، بإجمالي 462000 وجبة.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
الأمم المتحدة تنتقد مؤسسة «إغاثة غزة»: تشتيت للانتباه
جنيف-رويترز أكد متحدث باسم الأمم المتحدة ، الثلاثاء، أن عمل منظمة إنسانية خاصة مدعومة من الولايات المتحدة مكلفة بتوزيع المساعدات في غزة ، ما هو إلا تشتيت للانتباه عمّا هو مطلوب مثل فتح المعابر. وقالت مؤسسة «إغاثة غزة»: إنها بدأت توزيع الإمدادات في غزة الاثنين. وبدأ عمل المؤسسة بموجب خطة إسرائيلية، لكنها تواجه انتقادات من الأمم المتحدة وآخرين. وبدأ توزيع الإمدادات بعد حصار إسرائيلي استمر 11 أسبوعاً، والذي تم رفعه جزئياً فقط في الأيام الماضية، ما دفع مرصداً عالمياً لمراقبة الجوع إلى إصدار تحذير من حدوث مجاعة في قطاع غزة وأثار انتقادات دولية. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه في إفادة صحفية في جنيف: «لا نشارك في هذا النهج للأسباب التي ذكرناها. إنه تشتيت للانتباه عما هو مطلوب بالفعل»، داعياً إلى إعادة فتح جميع المعابر إلى غزة والمزيد من الموافقات الإسرائيلية على إدخال إمدادات طارئة. ودعا أيضاً إلى إنهاء القيود الإسرائيلية على أنواع المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع، مشيراً إلى أن ما يتم السماح بدخوله لا يلبي دائماً الاحتياجات. وتتولى إسرائيل مسؤولية فحص جميع المساعدات التي تدخل غزة، وترفض على الدوام مجموعة واسعة من المواد التي ترى أن من الممكن أن تستخدمها حركة حماس لأغراض عسكرية. وتقول إسرائيل إن هذا النظام الجديد يهدف إلى إبعاد المساعدات عن حماس. وتتهم إسرائيل حماس بسرقة الغذاء واستخدامه لفرض سيطرتها على السكان، وهو اتهام تنفيه الحركة التي تؤكد أنها تحمي قوافل المساعدات من مجموعات نهب مسلحة. وقالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»: إن لدى الوكالة شحنات طبية كبيرة لكنها مُنعت من دخول غزة. وأضافت: «لدينا أكثر من 3000 شاحنة، ليست محملة بالأغذية فحسب، بل أيضاً بالأدوية، تنتظر الضوء الأخضر للدخول. (الشاحنات) تحمل أدوية تنتهي صلاحيتها قريباً».


سكاي نيوز عربية
منذ 3 ساعات
- سكاي نيوز عربية
محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل.. ومصادر تكشف التفاصيل
ونقلت "رويترز" عن خمسة مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، قولها إن إسرائيل وسوريا على اتصال مباشر، وأجرتا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات وجها لوجه بهدف احتواء التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية. وأضافت المصادر أن "اللقاءات المباشرة بين مسؤولين من الطرفين السوري والإسرائيلي قد تفضي لتفاهمات أوسع". وأوضحت المصادر أن "اللقاءات المباشرة بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين هدفها منع حدوث أي تصعيد واحتواء التوترات الأمنية". وحسبما ذكرت المصادر فإن "الطرفان السوري والإسرائيلي عقدا 3 جولات محادثات مباشرة على الأقل بما فيها واحدة في المنطقة الحدودية". وأشارت المصادر إلى أن "أحمد الدالاتي قائد الأمن بمحافظة السويداء ترأس الطرف السوري الذي عقد لقاءات مع الإسرائيليين". ولم يتسن لرويترز معرفة أي من المشاركين من الجانب الإسرائيلي، غير أن اثنين من المصادر قالا إنهم مسؤولون أمنيون. وكانت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية قد نقلت منتصف هذا الشهر عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل والنظام السوري الجديد أجريا مؤخرا محادثات مباشرة، في تطور نادر يشير إلى تحولات في العلاقات بين البلدين اللذين كانا في حالة عداء طويل. وبحسب المصدر، جرت المحادثات في أذربيجان، وشارك فيها رئيس هيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي عوديد بسيوق، والتقى ممثلين عن الحكومة السورية بحضور مسؤولين أتراك. وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد صرّح في وقت سابق من الشهر الجاري بأن حكومته تجري محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لوقف هجماتها على الأراضي السورية، حتى "لا تصل الأمور إلى مرحلة يفقد فيها الطرفان السيطرة".