
بين القرم ودونباس.. قمة البيت الأبيض ترسم حدود التنازل والتحالف
ففي وقت لاحق اليوم، يستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض برفقة قادة أوروبيين بارزين، في اجتماع تقول وكالة "أسوشيتد برس" إن مستقبل أوكرانيا قد يتوقف عليه.
القادة الأوروبيون الذين استُبعدوا من قمة ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة الماضية، يسعون هذه المرة إلى ضمان أمن أوكرانيا والقارة الأوروبية من أي تصعيد محتمل.
وتأتي مشاركتهم الجماعية لتفادي تكرار ما حدث في اجتماع زيلينسكي السابق مع ترامب، في فبراير/شباط الماضي، حين انتقده ترامب لعدم إظهاره امتنانا كافيا للمساعدات العسكرية الأمريكية
اختبار للعلاقة
ويُنظر إلى لقاء اليوم، على أنه اختبار لعلاقة أمريكا بأقرب حلفائها، بعد أن قبِل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا زيادات ترامب في الرسوم الجمركية، جزئيا لأنهما أرادا دعمه في قضية أوكرانيا.
كما أن اجتماع اليوم يُعد مؤشرا على التقدم المُحرز، وكذلك على احتمالية حدوث ضائقة مالية نتيجة اجتماع ألاسكا، حيث يتوجه العديد من قادة أوروبا إلى واشنطن بهدف واضح هو حماية مصالح أوكرانيا، في استعراض نادر وواسع النطاق للقوة الدبلوماسية.
وعلى حسابه في موقع "إكس"، قال زيلينسكي "من المهم أن توافق أمريكا على العمل مع أوروبا لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، وبالتالي لأوروبا بأكملها".
الحاضرون إلى واشنطن
القادة الأوروبيون الذين سيرافقون زيلينسكي في زيارته إلى واشنطن، هم:
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
المستشار الألماني فريدريش ميرتس.
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
الأمين العام لحلف الناتو مارك روته.
القضايا المطروحة
وتتمحور النقاشات حول توفير ضمانات أمنية شبيهة بتلك التي يمنحها الناتو لأعضائه، في حال تعرضت أوكرانيا لهجوم جديد.
وبينما يرفض بوتين انضمام كييف رسميا للحلف، يشير فريق ترامب إلى أن موسكو قد تقبل بتعهد غربي بالدفاع عنها.
لكن تصريحات ترامب عشية الاجتماع أثارت الجدل مجددا، إذ ألقى بالمسؤولية على زيلينسكي لإنهاء الحرب عبر "تنازلات"، ملمحا إلى أن استعادة شبه جزيرة القرم لم تعد مطروحة، وأن انضمام أوكرانيا إلى الناتو أمر غير وارد.
بدا أن زيلينسكي ردّ بتدوينة له في وقت متأخر من يوم الأحد، قائلا: "جميعنا نتشاطر رغبة قوية في إنهاء هذه الحرب بسرعة وموثوقية". وتابع "يجب أن يكون السلام دائما"، ليس كما كان بعد استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم وجزء من دونباس في شرق أوكرانيا قبل ثماني سنوات، و"استخدمها بوتين ببساطة كنقطة انطلاق لهجوم جديد".
وصرح المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يقدمون لأوكرانيا التزاما شبيها بالتزام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالدفاع عن البلاد في حال تعرضها لهجوم، كضمانة أمنية محتملة.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لبرنامج "ميت ذا برس" على قناة إن بي سي: "كيف يُبنى هذا الالتزام، وما هو اسم هذا الالتزام، وما هي الضمانات فيه والقابلة للتنفيذ، هذا ما سنناقشه خلال الأيام القليلة المقبلة مع شركائنا القادمين من الخارج".
لكن روبيو أكد على أن مثل هذا الالتزام "سيكون خطوة كبيرة جدا" من جانب ترامب. ويتوقع أن تقضي الوفود "ست أو سبع ساعات في الحديث عن هذه الأمور، وربما أكثر، وأن تسعى للوصول إلى نتيجة ملموسة أكثر".
مخاوف
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في وكالة "أسوشيتد برس" فإن المحادثات المرتقبة لن تكون سهلة، إذ يخشى الجانب الأوكراني من أن يؤدي رفض مطالب بوتين المتعلقة بدونباس إلى تحميل كييف مسؤولية تعطيل المفاوضات.
ومع ذلك، يتمسك زيلينسكي بموقفه الرافض لتنازلات تمس سيادة بلاده، معولا على مهارته الدبلوماسية لتجاوز الضغوط.
في المقابل، تركز باريس ولندن وبرلين على ضرورة تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية وإظهار الحزم أمام روسيا، تحسبا لأي محاولات توسع قد تمس دولا أخرى في المستقبل.
وكما عبّر الرئيس ماكرون: "إذا أظهرنا ضعفا أمام روسيا اليوم، فإننا نمهد لصراعات الغد".
سيناريوهات محتملة
من المرجح أن يكون اجتماع يوم الاثنين صعبا للغاية على زيلينسكي، وفقا لمسؤول مطلع على المحادثات الجارية، تحدث لوكالة أسوشيتد برس.
وقال المسؤول إن زيلينسكي بحاجة إلى منع سيناريو يُلام فيه على عرقلة محادثات السلام برفضه مطلب بوتين بشأن دونباس. وهو مطلب سبق أن صرح زيلينسكي مرارا بأنه لن يقبله أبدا لأنه غير دستوري وقد يشكل نقطة انطلاق لهجمات روسية مستقبلية.
و"في حال وُجهت إليه ضغوط لقبول مطالب بوتين، "فمن المرجح أن يلجأ زيلينسكي إلى مهارة أثبتها مرارا وتكرارا وهي اللباقة الدبلوماسية".
وتسعى القيادة الأوكرانية إلى عقد اجتماع ثلاثي يضم زيلينسكي وترامب وبوتين لمناقشة مسائل حساسة، بما في ذلك القضايا الإقليمية.
كما أن زيلينسكي يسعى هو الآخر إلى تجنب أزمة جديدة في المكتب البيضاوي.
فبعد تحمله هجوما علنيا من ترامب ونائبه جيه دي فانس في فبراير/شباط الماضي، عمل زيلينسكي على إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة.
وساهم التواصل الدبلوماسي المستمر والاجتماع الذي استمر 15 دقيقة في الفاتيكان في أبريل/نيسان الماضي، على هامش جنازة البابا فرانسيس في تغيير مسار الأمور. وبدا ترامب آنذاك متأثرا بشروط زيلينسكي للسلام.
لكن ترامب يقول إنه يهتم بالدرجة الأولى بإنهاء الحرب، وهو طموح دفعه بعد اجتماعه مع بوتين إلى التخلي عن ضرورة وقف إطلاق النار.
كما تعاون الحلفاء الأوروبيون مع ترامب، وتوصلوا في يوليو/تموز الماضي، إلى اتفاق يقضي بشراء حلفاء الناتو أسلحة من الولايات المتحدة لأوكرانيا.
aXA6IDEwNC4yMzguNS45NyA=
جزيرة ام اند امز
PL

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 19 دقائق
- البيان
«الضمانات» هاجس أوكرانيا.. وواشنطن تلقيها على الأوروبيين
وأضاف زيلينسكي في تصريحات صحافية: «نريد التوصل إلى تفاهم بشأن هيكلية الضمانات الأمنية خلال 7 إلى 10 أيام. وبناء على هذا التفاهم، نهدف إلى عقد اجتماع ثلاثي مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب». مشيراً إلى أن سويسرا والنمسا وتركيا قد تكون أحد المواقع لإقامة المحادثات، مستبعداً المجر. وأبان زيلينسكي أنه يتطلع إلى رد فعل قوي من واشنطن إذا لم يكن بوتين على استعداد لعقد اجتماع ثنائي. مشيراً إلى دعم بكين لموسكو. إلى ذلك، أعلن زيلينسكي أن بلاده اختبرت صاروخ كروز بعيد المدى يعرف باسم فلامنغو يمكنه ضرب أهداف على مسافة 3 آلاف كيلومتر. مشيراً إلى أن إنتاجه بكميات ضخمة قد يبدأ في فبراير المقبل. كما أوضح زيلينسكي أن القوات الروسية تعزز وجودها على طول خط الجبهة الجنوبي في منطقة زاباروجيا. وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي، إن النظام الأوكراني وممثليه يعلقون على الوضع الحالي بشكل محدد جداً، ما يظهر بشكل مباشر أنهم غير مهتمين بتسوية مستدامة وعادلة وطويلة الأمد. ولفت لافروف إلى أن بوتين أكد مراراً استعداده للقاء زيلينسكي، لكن هناك بعض القضايا التي يتعين حلها قبل عقد مثل هذا الاجتماع. واتهم لافروف قادة أوروبا بمحاولة تقويض التقدم الذي قال إنه جرى إحرازه خلال القمة الأمريكية الروسية في ألاسكا، وتحويل التركيز بعيداً عن حل ما تسميه روسيا الأسباب الجذرية للحرب. وشدد لافروف على أن أي وجود للقوات الأوروبية في أوكرانيا سيكون أمراً غير مقبول على الإطلاق. «أعتقد أننا يجب ألا نتحمل العبء هنا.. أعتقد أننا يجب أن نساعد إذا كان ذلك ضرورياً لوقف الحرب وإراقة الدماء، لكنني أعتقد أننا يتعين أن نتوقع، والرئيس بالتأكيد يتوقع، أن تضطلع أوروبا بالدور القيادي، بغض النظر عن الشكل الذي سيتخذه هذا الأمر، سيتعين على الأوروبيين تحمل الجزء الأكبر من العبء». وأضاف المصدر التركي، الذي طلب عدم كشف هويته: «من الضروري أولاً التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، ثم وضع إطار عمل للبعثة بتفويض واضح مع تحديد مدى مساهمة كل دولة فيها»، مشيراً إلى أن تركيا تبذل جهوداً للمساهمة في جميع المبادرات الداعمة للسلام والأمن بالمنطقة. وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 574 طائرة مسيرة تم إطلاقها من مناطق كورسك، وبريانسك، وميلروفو، وأوريل، وشاتالوفو، وبريمورسكو-أختارسك الروسية. إضافة إلى هفارديسكي بشبه جزيرة القرم. وأضاف أن الهجوم في معظمه استهدف المناطق الغربية من البلاد، وأسفر عن سقوط قتيل و15 جريحاً. ووفقاً لوكالة أنباء «آر بي سي يوكرين» سمعت انفجارات في كييف وفي مدينة لفيف غربي أوكرانيا. ونقلت الوكالة عن الحاكم العسكري للمنطقة، ماكسيم كوزيتسكي، قوله إن أنظمة الدفاع الجوي تم تفعيلها في الإقليم. كما قال مصدران في قطاع الغاز إن روسيا هاجمت محطة لضغط الغاز شرقي أوكرانيا. وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية لاحقاً أن إحدى منشآت البنية التحتية للغاز في البلاد تعرضت لهجوم روسي خلال الليل. «تعرضت أوكرانيا لهجوم مركب واسع النطاق بمسيرات وصواريخ كروز وصواريخ بالستية، وحتى أسلحة فرط صوتية». كما اعتبرت فرنسا أن الضربات تظهر بوضوح عدم وجود إرادة لدى روسيا للانخراط بجدية في محادثات سلام، إذ قال ناطق باسم وزارة الخارجية: «في حين تقول روسيا إنها مستعدة للتفاوض، تواصل في الوقت نفسه هجماتها القاتلة على أوكرانيا. هذه الضربات تظهر مجدداً ضرورة وضع حد لعمليات القتل، وبالتالي ضرورة مواصلة الضغط على روسيا».


البوابة
منذ 38 دقائق
- البوابة
ترامب: سأحدد فرص السلام في أوكرانيا خلال أسبوعين
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يتوقع أن تتضح ملامح فرص إحلال السلام في أوكرانيا خلال الأسبوعين المقبلين، في إطار مساعيه لجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي على طاولة حوار مباشر. وأوضح ترامب، في مقابلة مع قناة نيوزماكس، أنه يترقب معرفة نتائج الجهود الجارية قريبًا، قائلًا: "أودّ أن أقول إننا سنعرف خلال الأسبوعين المقبلين النتيجة. وبعد ذلك قد نحتاج إلى اتباع مسار مختلف"، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن يتطلب وضوحًا في مواقف الأطراف. وكان ترامب قد اجتمع الجمعة مع بوتين في قاعدة عسكرية بألاسكا، ثم استقبل زيلينسكي وعددًا من القادة الأوروبيين الاثنين في البيت الأبيض، مؤكدًا رغبته في عقد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني، يعقبه قمة ثلاثية تضم الأطراف كافة. لكن الرئيس الأوكراني أبدى تحفظاته، معتبرًا أن "الإشارات الروسية الحالية غير ملائمة"، متهمًا موسكو بمحاولة التهرب من عقد الاجتماع. في المقابل، أبدى بوتين موافقته المبدئية على لقاء زيلينسكي، من دون تحديد موعد أو مكان. وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد عسكري خطير، إذ أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا شنّت، ليل الأربعاء-الخميس، أكبر هجوم جوي منذ منتصف يوليو، مستخدمة 574 طائرة مسيّرة و40 صاروخًا، ما يعكس تعقيدات المشهد الميداني الذي يهدد فرص أي تسوية سياسية في المدى القريب.


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
برفقة الشرطة والحرس الوطني.. ترامب يقوم بـ«دوريات» في شوارع واشنطن
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيقوم بدوريات في شوارع واشنطن برفقة قوات الشرطة والحرس الوطني التي نشرها في وقت سابق. وأمر ترامب بنشر مئات من عناصر الحرس الوطني في واشنطن الأسبوع الماضي، في إطار ما وصفه بحملة على الجريمة في المدينة التي يدير الديمقراطيون شؤونها، وذلك رغم أنّ الإحصاءات تظهر انخفاض جرائم العنف. وقال ترامب لقناة "نيوزماكس" اليمينية: "سأخرج الليلة، أعتقد مع الشرطة والجيش بالطبع.. سنقوم بعملنا". ويأتي تصريح ترامب غداة استقبال نائبه جاي دي فانس باستهجان وبهتافات "الحرية لدي سي" ، في إشارة إلى مقاطعة كولومبيا الفدرالية التي تضم واشنطن، وذلك خلال لقائه القوات المنتشرة في المدينة. وحشد الحرس الوطني في العاصمة واشنطن 800 عنصر لهذه المهمة، بينما ترسل الولايات الجمهورية أوهايو ولويزيانا وميسيسيبي وكارولاينا الجنوبية وتينيسي ووست فرجينيا ما مجموعه حوالى 1200 جندي إضافي. وتواجه العاصمة الأمريكية اتهامات من جانب الساسة الجمهوريين بأنها تعاني تفشي الجريمة والتشرّد وسوء الإدارة المالية. غير أنّ بيانات شرطة واشنطن أظهرت انخفاضا كبيرا في الجرائم العنيفة بين العامين 2023 و2024. وبالإضافة إلى إرسال القوات إلى الشوارع، سعى ترامب إلى السيطرة الكاملة على إدارة شرطة واشنطن المحلية، محاولا في مرحلة ما تهميش قيادتها. ويأتي نشر هذه القوات في واشنطن بعدما أرسل ترامب، الحرس الوطني ومشاة البحرية لإنهاء اضطرابات في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، كانت قد اندلعت على خلفية مداهمات على صلة بإنفاذ قوانين الهجرة. aXA6IDE1NC45LjIwLjE3OCA= جزيرة ام اند امز GB