logo
المجاعة تنهش قطاع غزة والأمم المتحدة غائبة عن المشهد.. ما السبب؟

المجاعة تنهش قطاع غزة والأمم المتحدة غائبة عن المشهد.. ما السبب؟

الجزيرةمنذ 5 أيام
استفحلت أزمة التجويع هذه الأيام على نحو خطِر في قطاع غزة ، وتزايدت الوفيات بسبب سوء التغذية، وبات مئات الآلاف مهددين بالموت جوعا في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يمنع بشكل شبه كامل دخول المساعدات للمحاصرين.
ورغم التحذيرات المتواترة من تفشي المجاعة في غزة، وتزايد المؤشرات الواضحة على ذلك، فإن الأمم المتحدة لم تعلنها رسميا حتى الآن، مع الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل حظرت عمليا نشاط المنظمة الأممية والوكالات التابعة لها في القطاع.
وفي ما يلي 7 نقاط توضح لماذا تأخرت الأمم المتحدة في إعلان المجاعة في غزة:
1- ما الأوضاع الإنسانية الحالية في قطاع غزة، وما مدى تفاقم أزمة الجوع بين السكان؟
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) -اليوم الأحد- إن إسرائيل تتعمد تجويع المدنيين في غزة، بمن فيهم مليون طفل يعاني كثير منهم سوء التغذية ويواجهون خطر الموت.
ووفقا لمركز الإعلام الحكومي في القطاع، فإن 650 ألف طفل (من 2.4 مليون يعيشون في القطاع) يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية والتجويع، في حين تواجه نحو 60 ألف حامل خطرا حقيقيا بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية اللازمة.
كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن 112 طفلا في غزة يدخلون المستشفيات يوميا للعلاج من سوء التغذية والهزال الشديد، فضلا عن موت 620 شخصا بسبب التجويع، 70 منهم قضوا منذ يونيو/حزيران الماضي.
إضافة إلى ما سبق، أكدت السلطات في غزة أن الناس باتوا يصابون بالإغماء في الشوارع بسبب التجويع.
في الإطار، قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة -للجزيرة نت- إن غزة تعيش جوعا حقيقيا يضرب مئات الآلاف من الفلسطينيين في مختلف المناطق، وسط انهيار المنظومة الصحية وشح المياه الصالحة للشرب، وهو ما يزيد الأوضاع الإنسانية تعقيدا وخطورة.
2- ما الأسباب التي أدت إلى تفاقم أزمة الغذاء في غزة، وكيف أسهم العدوان والحصار الإسرائيلي المستمر في ذلك؟
فرضت إسرائيل حظرا على دخول المساعدات عقب انقلابها على اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي.
وفي مايو/أيار الماضي، بدأت ما تمسى " مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية مهمة التحكم في المساعدات، ومنذ ذلك الوقت تواترت عمليات إطلاق النار على المجوّعين عند مراكز المساعدات، مما أسفر عن استشهاد نحو ألف فلسطيني وإصابة آلاف آخرين.
3- ما دور المنظمات الدولية، ومن بينها الأمم المتحدة، في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ولماذا تأخر إعلان المنطقة منكوبة بالمجاعة؟
أواخر مايو/أيار الماضي، أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) أن كل سكان غزة على حافة المجاعة، وأن القطاع هو المنطقة الأكثر جوعا على وجه الأرض.
ورغم تحذيراتها العديدة من إمكانية حدوث مجاعة في غزة، فإن الأمم المتحدة وهيئاتها تتجنب حتى الآن إعلان الحالة، وقد يكون ذلك ناتجا عن إبعادها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، أو لأنها تعتبر أن الشروط لتحقق ذلك لم يتم استيفاؤها.
في السياق، انتقد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، صلاح عبد العاطي، تأخر الأمم المتحدة في إعلان قطاع غزة منطقة مجاعة.
واعتبر عبد العاطي -في تصريحات للجزيرة نت- أن هذا تأخر غير مبرر، وشدد على أن المعايير التي تعتمدها المنظمة الدولية تحققت في غزة، حيث يعيش السكان المرحلة الأخيرة من المجاعة المعروفة بـ"الجوع الكارثي"، وهي المرحلة الخامسة حسب التصنيف الأممي، وتسبقها المرحلة الرابعة "الجوع الحاد".
4- ما المعايير التي تعتمدها الأمم المتحدة لإعلان منطقة ما منكوبة بالمجاعة، وهل تنطبق هذه المعايير على قطاع غزة؟
وفقا لتقرير معلوماتي أعدّته نسيبة موسى لقناة الجزيرة، فإن المعايير المحددة لإعلان المجاعة رسميا في أي منطقة بالعالم تتوفر في غزة منذ مدة.
ومن بين هذه المعايير مواجهة 20% من السكان مستويات جوع شديدة، وتوثيق معاناة 30% من الأطفال من الهزال والنحافة الشديدة.
من جهتها، ذكرت وكالة أسوشيتد برس في تقرير نشرته مؤخرا أن ما يعرف بـ"التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" -وهي آلية رئيسية تستخدمها المجموعة الدولية لتحليل البيانات المتعلقة بالأزمات الغذائية وتقرير ما إذا كانت هناك مجاعة حدثت بالفعل أو يمكن أن تحدث- يضع 3 محددات لإعلان المجاعة، تشمل بالإضافة للعنصرين السابقين، وفاة شخصين بالغين أو 4 أطفال يوميا من كل 10 آلاف شخص بسبب التجويع.
وقالت الوكالة إنه لا توجد قاعدة تحدد الجهة التي يمكنها إعلان المجاعة في منطقة ما، لكنها أوضحت أنه في الغالب يقوم بذلك مسؤولون أمميون أو حكومات.
وفي هذا الصدد، أوضح المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا عدنان أبو حسنة أن إعلان المجاعة يتطلب 3 شروط في منطقة جغرافية محددة: أن يكون 20% على الأقل من السكان يواجهون مستويات شديدة من الجوع، وأن يعاني 30% من الأطفال من الهزال أو النحافة الشديدة، وتضاعف معدل الوفيات مقارنة بالمتوسط، بما يشمل وفاة واحدة يوميا لكل 10 آلاف بالغ، وحالتي وفاة لكل 10 آلاف طفل يوميا.
وفي السياق نفسه، أوضح الأكاديمي والناشط الإنساني عثمان الصمادي أن المعايير التي تحكم وضع المجاعة وسوء درجتها لا تعتمد فقط على عدم توافر الغذاء، بل أيضا على معايير أخرى مهمة، منها وجود رقعة زراعية وإمكانية الوصول إليها، والنظام الصحي وتوفر الأدوية والمستهلكات الطبية والأجهزة الطبية والبنية التحتية بشكل عام، وتوافر المياه الصالحة للشرب، ومعدل البطالة ودخل الفرد، وأسعار المواد الأساسية الغذائية ومواد النظافة العامة، والطقس ودرجة الحرارة، وتوافر السكن والمواصلات والقدرة على التنقل للوصول للغذاء أو الدواء أو الماء.
من جانبه، قال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، صلاح عبد العاطي، إن أكثر من نصف مليون فلسطيني معرضون الآن لخطر الوفاة، معظمهم من الأطفال، داعيا الأمم المتحدة إلى الإسراع بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة، واتخاذ تدابير تضمن إدخال المساعدات الغذائية بشكل عاجل لمنع سقوط آلاف الضحايا.
أما المحامي والخبير الدولي أنيس فوزي قاسم، فقال إن هذه المعايير تعتمد على حجم المجاعة ودرجتها وقسوتها، وتقييم الحاجات المطلوبة، وهذا يشمل الأمن الغذائي والوصول إلى مياه شرب نظيفة، والخدمات الصحية وأماكن الإيواء.
5- كيف يؤثر تأخر إعلان غزة منطقة منكوبة بالمجاعة على وصول المساعدات الدولية والإغاثة العاجلة للسكان؟
تأخر المنظمات الدولية في إعلان المجاعة في غزة من شأنه أن يشجع الاحتلال على الاستمرار في إنكار وجود أزمة إنسانية، ومن ثم تعرضه لضغط أقل، وهو ما ينجم عنه تأخر إضافي في إدخال المساعدات الإغاثية المستعجلة.
6- ما التداعيات الاجتماعية والصحية لأزمة الجوع في غزة، خاصة على الأطفال والنساء وكبار السن؟
في الأيام القليلة الماضية، تزايدت حالات الوفاة بين الأطفال جراء سوء التغذية، وبات أكثر من 650 ألف طفل يواجهون خطر الموت، وفق السلطات في قطاع غزة.
كذلك انعكست أزمة التجويع على كبار السن، والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، والمحتاجين لعلاج طبي مستمر مثل غسيل الكلى.
وحول التداعيات الاجتماعية والصحية لأزمة التجويع، قال الأكاديمي والناشط الإنساني عثمان الصمادي إن الأطفال هم الفئة الأكثر حساسية وتأثرا بسوء التغذية ونقص العلاج والمطاعيم، لذلك فإن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للموت نتيجة المجاعة.
وأشار إلى وفاة أكثر من 70 طفلا -معظمهم دون سن الخامسة- ولفت إلى أن كبار السن يعانون معاناة خطرة نتيجة أمراضهم المزمنة ومناعتهم الضعيفة وعدم قدرتهم على الوصول إلى الأدوية، في حين تحتاج النساء، خاصة الحوامل، إلى غذاء مناسب لهن وللأجنة، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الإجهاض والولادات المبكرة والتشوهات الخلقية.
وأوضح الصمادي أن النزوح المتكرر وتدمير أكثر من 75% من المنازل و90% من الطرقات أدى إلى تشتت العوائل والعيش في بيئة غير مناسبة تفتقر إلى الحد الأدنى من الكرامة، مضيفا أن ضعف الترابط الاجتماعي، والحالة النفسية الصعبة، وانتشار حالات القلق والاكتئاب، كلها تزيد من عزلة المجتمع، محذرا من أن نقص الغذاء الشديد قد يدفع الناس إلى التعارك والتدافع للحصول على القليل المتوفر، مما يعمق الفجوة العاطفية والاجتماعية بينهم.
7- ما الخطوات التي يمكن اتخاذها دوليا وإقليميا للضغط على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتقديم استجابة عاجلة لأزمة التجويع في غزة؟
قال المحامي والخبير الدولي أنيس فوزي قاسم إن الأمم المتحدة "لا تملك أدوات وأجهزة لحمل إسرائيل على الاستجابة لأزمة الجوع، فهي لا تملك أدوات تنفيذية. حتى لو فرضنا أنها تملك، فإن إسرائيل تمنع وصول أي معونات ولا تلتزم بقرارات دولية".
من جهته، اعتبر الصمادي أن المجتمع الدولي -خاصة الدول العربية والإسلامية- أسهم في تفاقم الأزمة بقبوله إدراج المساعدات الإنسانية في المفاوضات الجارية مع الاحتلال، مما يخالف القانون الإنساني الدولي ويعد جريمة إنسانية.
كما أشار إلى عجز الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي عن ممارسة ضغط كافٍ يجبر الاحتلال على فتح المعابر، خاصة معبر رفح الذي أغلق ودمر من الجانب الفلسطيني في مايو/أيار 2024.
بدوره، قال أبو حسنة إن إدخال المساعدات مرتبط فقط بقرار إسرائيلي، وأضاف إن إسرائيل هي التي تملك القرار الآن وتتصرف كقوة باطشة لا تكترث لقرارات الأمم المتحدة أو النداءات الدولية.
وأوضح أن الأونروا ستواصل الضغوط السياسية والإعلامية والاتصالات، وعبّر عن أمله في استجابة عملية على الأرض، مشيرا إلى وجود تحرك أوروبي وصفه بالمهم، لكنه شدد على الحاجة لترجمة هذه التحركات إلى أفعال.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البرش: 122 حالة وفاة بسوء التغذية في غزة و11.5% من الأطفال يعانون المجاعة الحادة
البرش: 122 حالة وفاة بسوء التغذية في غزة و11.5% من الأطفال يعانون المجاعة الحادة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

البرش: 122 حالة وفاة بسوء التغذية في غزة و11.5% من الأطفال يعانون المجاعة الحادة

أكد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ، الدكتور منير البرش، أن العالم لا يستطيع إدخال علبة حليب واحدة لإنقاذ الأطفال الفلسطينيين الذين يتحولون إلى هياكل عظمية أمام أعين الأطباء العاجزين عن تقديم المساعدة. وكشفت الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية عن تسجيل 122 حالة وفاة بسبب سوء التغذية والمجاعة، من بينهم 83 طفلا، في حين شهدت الساعات الـ24 الماضية تسجيل 9 وفيات إضافية من ضمنها طفلان. وتشير هذه الأرقام إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، حيث وصلت نسبة سوء التغذية الحاد بين الأطفال إلى 11.5% مقارنة بنصف بالمئة فقط في بداية الشهر الماضي. وتواجه النساء الحوامل والمرضعات في غزة أوضاعا مأساوية، إذ تعاني 100 ألف امرأة من المجاعة وسوء التغذية وفقا للإحصائيات التي جمعتها وزارة الصحة بالتعاون مع المؤسسات الدولية. وانعكست هذه الظروف القاسية -وفقا للبرش- على معدلات الولادة والحمل، إذ سجلت الوزارة خلال الأشهر الستة الماضية 1556 حالة ولادة مبكرة، بالإضافة إلى حوالي 3 آلاف حالة إجهاض ووفاة داخل الرحم. كما تمتد آثار المجاعة لتشمل الأطفال دون سن الخامسة بشكل خاص، إذ سُجل حوالي 260 ألف حالة سوء تغذية في هذه الفئة العمرية. ويتجسد هذا الواقع المؤلم في حالات فردية مثل الطفلة جودي البالغة من العمر 6 أشهر والتي يبلغ وزنها كيلوغرامين فقط بدلا من الوزن الطبيعي البالغ 6 كيلوغرامات، والطفلة عاشور التي لم تكمل شهرها الخامس وتحولت إلى هيكل عظمي. وفي ظل هذه الأوضاع المتردية، يواجه العاملون في القطاع الصحي تحديات شخصية ومهنية هائلة، إذ يضطر الأطباء والكوادر الطبية -بحسب البرش- للعمل دون تناول الطعام لساعات طويلة، وعندما يحصلون على الطعام يرسلونه إلى أسرهم التي تعاني من نقص الغذاء. وتثير معايير الأمم المتحدة لإعلان حالة المجاعة جدلا واسعا، إذ تشترط المنظمة الدولية تحقق شروط محددة منها وصول معدل الوفيات إلى اثنين لكل 10 آلاف شخص يوميا، أي وفاة 480 طفلا فلسطينيا يوميا لإعلان المجاعة رسميا. كما تشترط وصول نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى 30%، بالإضافة إلى تشكيل لجان تقييم والوصول لقرارات معقدة. ويخشى المسؤولون الصحيون من تزايد أعداد الوفيات خلال الأيام والساعات المقبلة، خاصة بين الأطفال وكبار السن، نظرا لاستمرار تدهور الأوضاع الغذائية وشمول المجاعة لجميع فئات المجتمع دون استثناء. وفي وقت سابق أعلن مصدر في مستشفى الشفاء بمدينة غزة وفاة طفلة من الجوع وسوء التغذية، وسبق ذلك إعلان المستشفى وفاة فلسطينيين اثنين، أحدهما يعاني من مرض السكري. وبدورها، قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إن إسرائيل تواصل استخدام التجويع أسلوب حرب وأداة لارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. وأضافت أمنستي -في بيان- أن معاناة المجوعين في غزة تتفاقم بفعل نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي المستخدم سلاح حرب مدمرا، مشيرة إلى أن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين، وأنه يجب وقف الإبادة الجماعية في القطاع الفلسطيني الآن. وقالت أيضا، إن على إسرائيل رفع القيود عن دخول المساعدات فورا، والسماح للأمم المتحدة بتوزيعها، كما أن عليها السماح للفلسطينيين في غزة بالحصول عليها من دون قيود وبشكل آمن.

نيويورك تايمز: هذه صرخة تدعو العالم للالتفات للمجاعة في غزة
نيويورك تايمز: هذه صرخة تدعو العالم للالتفات للمجاعة في غزة

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

نيويورك تايمز: هذه صرخة تدعو العالم للالتفات للمجاعة في غزة

أطلق مسؤول طبي في قطاع غزة صرخة عبر صحيفة نيويورك تايمز، يناشد فيها العالم أن يلتفت إلى المجاعة التي يعاني منها أهل قطاع غزة في ظل الحصار والقصف الإسرائيلي، ودعا المجتمع الدولي لفتح باب المساعدات وحماية المدنيين، والمطالبة بإنهاء هذا الدمار. وفي مقال بالصحيفة الأميركية، قال محمد منصور، وهو مدير أول للتغذية في لجنة الإنقاذ الدولية، وهي إحدى المنظمات القليلة التي لا تزال تقدم المساعدات في غزة، إن ما يقرب من نصف مليون شخص من سكان غزة يكابدون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي ، في إحدى أسوأ أزمات الجوع في العالم اليوم. وأضاف منصور أن هؤلاء السكان باتوا على حافة المجاعة وأن نحو 100 ألف طفل وامرأة يعانون سوء التغذية الحاد والشديد، وهو التشخيص الأقسى في درجات انعدام الأمن الغذائي. ولاحظ منصور أنه منذ أن فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا على المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة في مارس/آذار، تفشى الجوع بشكل كبير، خاصة بين الرضع والأطفال الصغار، وأفاد بأن الوضع يزداد سوءا. وأضاف أن البنية التحتية الإنسانية بغزة محاصرة بالكامل وأن نظام توزيع الغذاء الذي أنشأته إسرائيل لا يعمل في ظل تصاعد الأعمال العدائية ، ومقتل المئات من الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات، وإغلاق المعابر، وتأخير التصاريح، والنقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية والمياه والغذاء. وتحدث منصور عن حال الأمهات اللواتي يصلن إلى العيادات التي يعملن فيها وهن منهكات، غالبا بعد ساعات من المشي وهنّ يحملن أطفالهن الذين يعانون من سوء التغذية، ويسألن: "هل سينجو طفلي؟" أو "هل لديكم حليب أو طعام؟". اعترف منصور بأنه ليس بالإمكان دائما الإجابة عن تلك الأسئلة، وقال إن عديدا من أطفال غزة يعانون جوعا شديدا ربما لا يشفون من آثاره أبدا، وإن إمدادات المنظمة التي يعمل فيها شحيحة للغاية. سوء تغذية حاد وقال منصور إنه متأثر للغاية بحالة طفل يبلغ من العمر عامين حاول مساعدته هذا الشهر، إذ كان يعاني سوء تغذية حادا، وتدهورت حالته بسرعة، وتوفي لأن الفريق الطبي لا يملك شيئا لإنقاذه. ويروي منصور أن الأطفال ليسوا وحدهم من يتضورون جوعا في القطاع، إذ إن عددا من الآباء أبلغوه أنهم يقضون عدة أيام من دون طعام كاف، وأحيانا يصرفون النظر عن بعض الوجبات ليتمكن أطفالهم من تناول الطعام، حتى لو كانت بعض قطع من الخبز، إن وجدوه. وعلق منصور، وهو من سكان القطاع، على ذلك الموقف قائلا: "إنهم ليسوا مجرد أرقام بالنسبة لي. هؤلاء أناس أراهم كل يوم، أناس أعيش معهم. يقولون لي: لقد فقدنا كل شيء، لكن لا يمكننا أن نفقد أطفالنا". وعن معاناة عائلته، قال منصور إن منزلهم تعرض للتدمير في غارة جوية، وإنهم قضوا شهورا في خيام وملاجئ مؤقتة، معرضين للبرد والحر، مع قلة المياه النظيفة والكهرباء، وإن الأسواق باتت شبه خالية، وأضاف "في كثير من الأيام، نأكل مرة واحدة. وفي بعض الأيام، لا نأكل على الإطلاق". أمل عزيز ووصف منصور ظروف عمله، قائلا إنه يعمل في معظم الأيام في ملجأ مكتظ في دير البلح (وسط غزة)، ويبذل قصارى جهده لمساعدة الناس على البقاء على قيد الحياة، وذلك بالتنسيق مع باقي فرق المنظمة في جميع أنحاء غزة رغم نقص الموارد وانقطاع الكهرباء. ولم يرَ منصور والدته منذ شهور، فهي تسكن في الجنوب، أقرب إلى رفح ، وتحتاج إلى رعاية، وقال إنه يشعر بقلق دائم عليها، لكن لا يستطيع زيارتها، لأن الطرق غير آمنة، والحركة مقيدة. وعن زملائه في العمل، قال إن كل واحد منهم يمر بصدمة شخصية، هناك من فقد منزله، وهناك من فقد أفرادا من عائلته، لكن الجميع مصرون على الاستمرار في أداء رسالتهم بشجاعة. وأعرب منصور عن أمله في أن يرى جميع أطفال غزة يعيشون في مكان يشعرون فيه بالأمان والرعاية، وينامون دون خوف وبطونهم ممتلئة ليس بالفتات، بل بطعام حقيقي ومغذٍّ.

41 شهيدا بغزة منذ فجر اليوم وارتفاع حصيلة ضحايا المساعدات
41 شهيدا بغزة منذ فجر اليوم وارتفاع حصيلة ضحايا المساعدات

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

41 شهيدا بغزة منذ فجر اليوم وارتفاع حصيلة ضحايا المساعدات

استُشهد 41 فلسطينيا بينهم 10 من منتظري المساعدات وأصيب عشرات آخرون، منذ فجر اليوم الخميس، جراء هجمات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة بغزة إن 89 شهيدا و453 مصابا وصلوا إلى المستشفيات خلال 24 ساعة جراء الإبادة الإسرائيلية. وأفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ باستشهاد 4 أشخاص وإصابة عدد كبير من الأشخاص في غارة إسرائيلية على حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. واستُشهد 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف سيارة بحي التفاح شرقي مدينة غزة، فيما استشهد فلسطينيان في قصف استهدف تجمعا للمواطنين. كما استشهد 4 فلسطينيين، بينهم سيدة، في قصف مروحي على خيمة نازحين بمدينة غزة. واستشهد 3 فلسطينيين، بقصف مدفعي استهدف أبراج القسطل شرقي دير البلح، واستشهدت فلسطينية أخرى في قصف جوي استهدف شقة بمخيم البريج. كما استشهد 3 فلسطينيين إثر قصف لشقة في برج الصالحي بمخيم النصيرات، فيما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف منزل بمخيم البريج. ضحايا المساعدات واستُشهد 9 فلسطينيين، بينهم سيدة، وأصيب عشرات آخرون، بقصف مدفعي استهدف مدنيين أثناء انتظارهم للمساعدات قرب موقع زيكيم شمال غربي القطاع. وجنوبي القطاع، استشهدت فلسطينية برصاص الاحتلال أثناء ذهابها لتسلم مساعدات من منطقة مركز الشاكوش غربي مدينة رفح. كما استشهد فلسطينيان بقصف استهدف خيمة غرب خان يونس. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الخميس، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إلى 59 ألفا و587 شهيدا، و143 ألفا و498 مصابا جراء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأشارت إلى ارتفاع حصيلة ضحايا منتظري المساعدات منذ 27 مايو/أيار الماضي إلى 1083 شهيدا، و7 آلاف و275 إصابة بعد استشهاد 23 فلسطينيا خلال 24 ساعة. إعلان وبوتيرة يومية، يطلق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفين قرب مراكز التوزيع للحصول على المساعدات، ما تركهم بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store