
أمريكا وإسرائيل… وجهان لعملة الدم!
تحاول أقنعة الزيف أن تخفي قبح الحقيقة، تعلن الحقيقة نفسها بكل قسوة لا ترحم: أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، عملة ملطخة بدماء الأبرياء، ومشبعة بعطر الظلم، ومزينة بأقنعة النفاق.
إنها حقيقة لا تقبل التأويل، ولا تساوم على المصير، تلقي بظلالها الثقيلة على كل ضمير حي. ترفع رايات أمريكا باسم الحرية والديمقراطية، وتعلن عن قيم إنسانية سامية، بينما تغض الطرف عن أبشع الجرائم، وتقدم الدعم اللامحدود لكيان بني على الغصب والاحتلال. هي الدرع الواقي الذي يحصن الجلاد، والسيف البتار الذي يشحذ لذبح الضحية.
بمليارات الدولارات، وحق الفيتو الذي يسكت صوت العدل في المحافل الدولية، تصبح أمريكا شريكًا أصيلًا في كل قطرة دم تسفك، وفي كل بيت يهدم، وفي كل روح توهب في فلسطين. أما إسرائيل، فهي الذراع التي تنفذ، والكيان الذي يمارس أبشع صور الاحتلال والعدوان بحصانة لا تضاهى.
تسفك الدماء بلا هوادة، تهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، تروع الأطفال، وتباد العائلات بدم بارد، كل ذلك بغطاء أمريكي لا يتزعزع. هي الأداة التي تحقق الأهداف الاستعمارية في المنطقة، والرأس الحربة لفرض الهيمنة، باسم الأمن المزعوم الذي يبنى على أنقاض حقوق الآخرين.
لا فرق بين من يخطط ويدعم ويحسن، وبين من ينفذ ويقتل ويدمر. كلاهما يشكلان قوة واحدة، تعمل بتنسيق تام، لتحقيق أهداف مشتركة: السيطرة على المنطقة، وكسر إرادة المقاومة، وتثبيت دعائم الظلم.
كم من دماء سفكت، وكم من أوطان دمرت، وكم من أحلام تحطمت، بفعل هذه العملة ذات الوجهين، التي تعلن عن نفاق عالمي فاضح. فليعلم العالم أجمع، بكل طبقاته، أن هذه الشراكة ليست مجرد تحالف سياسي، بل هي تجسيد لفلسفة الظلم، ورمز لانهيار القيم الإنسانية.
إن التاريخ لن يرحم هذا التواطؤ، ولن يغفر هذا الصمت. فدماء غزة ستطاردهم، وصرخات الأطفال ستقض مضاجعهم، حتى يشرق فجر العدل، وتحطم هذه العملة الملوثة بالدم، لتعلن أن الحق أقوى من كل قوة، وأن العدالة ستنتصر مهما طال ليل الظلم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ 3 ساعات
- الأسبوع
وما زال العار يلاحق أمريكا وأذنابها
طارق عبد الحميد طارق عبد الحميد للكاتبة الأمريكية الحائزة على جائزة نوبل للآداب 1938م "بيرل باك" عبارة عبقرية تقول فيها: "لو أردت فهم الحاضر، فادرس الماضي"، وهي المقولة التي نحتاج - نحن العرب- للتفكر فيها جديًا في خضم الأحداث الجسام التي تمر بها منطقتنا في السنوات الأخيرة، ولا سيما استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد أهلنا في غزة منذ ما بعد السابع من أكتوبر 2023م، وآخرها العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 من يونيو الجاري. وللتوضيح أكثر، علينا أن نفهم جيدًا أن الغرب (في مجمله) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لا يهمه في منطقة الشرق الأوسط برمتها إلا "إسرائيل الصهيونية" ومصلحتها وتحقيق أهدافها ولو على جثث شعوب المنطقة - عربًا وغير عرب - لأنها باختصار "ابنة الغرب المدللة" ودولتهم الوظيفية التي تحقق أهدافهم المعلنة في السيطرة على مقدراتنا ومنع لحمتنا ووحدتنا، والتاريخ خير شاهد. ولأن "الذكرى تنفع المؤمنين"، علينا أن نتذكر خلال شهر يونيو الجاري حدثين يثبتان حقيقة الدعم الغربي المطلق لربيبته (إسرائيل): أما الحدث الأول، فكان يوم 4 يونيو حين استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ورفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع. والمثير أن (14) دولة قد وافقت على صيغة القرار (10 دول غير دائمة العضوية بالمجلس، و4 دول كبرى دائمة العضوية تحمل حق الفيتو، من بينها فرنسا وبريطانيا)، بينما استمرت الولايات المتحدة في عارها التاريخي باستخدام الفيتو لصالح إسرائيل، علمًا بأنها قد استخدمت هذا الحق منذ نشأة الأمم المتحدة عام 1945م أكثر من 90 مرة، نحو نصفها تقريبًا لصالح إسرائيل. فيما وقع الحدث الثاني يوم 16 يونيو الجاري في كندا، حيث اجتماع قادة "دول مجموعة السبع" الاقتصادية ذات الصبغة الليبرالية (بقيادة الولايات المتحدة أيضًا)، والذي خرج ببيان مشترك يمثل عارًا جديدًا لهذه الدول ينص على "دعم الجاني وإدانة الضحية"، وذلك بدعم حق "إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، ووصف إيران بأنها "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة"، وكأن "مجموعة السبع" وزعيمتها الولايات المتحدة توجه لنا كعرب - وللعالم أجمع- رسالة واضحة تقول: "إسرائيل أولًا، وليذهب العالم إلى الجحيم"! وأخيرًا.. تحضرني مقولة عبقرية لـ "الأستاذ".. محمد حسنين هيكل.. تلخص هذا المشهد العبثي برمته يقول فيها: "الاهتمام بالسياسة فكرًا وعملًا، يقتضى قراءة التاريخ أولًا، لأن الذين لا يعلمون ما حدث قبل أن يولدوا، محكوم عليهم أن يظلوا أطفالًا طوال عمرهم".


يمني برس
منذ 4 ساعات
- يمني برس
أمريكا وإسرائيل… وجهان لعملة الدم!
تحاول أقنعة الزيف أن تخفي قبح الحقيقة، تعلن الحقيقة نفسها بكل قسوة لا ترحم: أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، عملة ملطخة بدماء الأبرياء، ومشبعة بعطر الظلم، ومزينة بأقنعة النفاق. إنها حقيقة لا تقبل التأويل، ولا تساوم على المصير، تلقي بظلالها الثقيلة على كل ضمير حي. ترفع رايات أمريكا باسم الحرية والديمقراطية، وتعلن عن قيم إنسانية سامية، بينما تغض الطرف عن أبشع الجرائم، وتقدم الدعم اللامحدود لكيان بني على الغصب والاحتلال. هي الدرع الواقي الذي يحصن الجلاد، والسيف البتار الذي يشحذ لذبح الضحية. بمليارات الدولارات، وحق الفيتو الذي يسكت صوت العدل في المحافل الدولية، تصبح أمريكا شريكًا أصيلًا في كل قطرة دم تسفك، وفي كل بيت يهدم، وفي كل روح توهب في فلسطين. أما إسرائيل، فهي الذراع التي تنفذ، والكيان الذي يمارس أبشع صور الاحتلال والعدوان بحصانة لا تضاهى. تسفك الدماء بلا هوادة، تهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، تروع الأطفال، وتباد العائلات بدم بارد، كل ذلك بغطاء أمريكي لا يتزعزع. هي الأداة التي تحقق الأهداف الاستعمارية في المنطقة، والرأس الحربة لفرض الهيمنة، باسم الأمن المزعوم الذي يبنى على أنقاض حقوق الآخرين. لا فرق بين من يخطط ويدعم ويحسن، وبين من ينفذ ويقتل ويدمر. كلاهما يشكلان قوة واحدة، تعمل بتنسيق تام، لتحقيق أهداف مشتركة: السيطرة على المنطقة، وكسر إرادة المقاومة، وتثبيت دعائم الظلم. كم من دماء سفكت، وكم من أوطان دمرت، وكم من أحلام تحطمت، بفعل هذه العملة ذات الوجهين، التي تعلن عن نفاق عالمي فاضح. فليعلم العالم أجمع، بكل طبقاته، أن هذه الشراكة ليست مجرد تحالف سياسي، بل هي تجسيد لفلسفة الظلم، ورمز لانهيار القيم الإنسانية. إن التاريخ لن يرحم هذا التواطؤ، ولن يغفر هذا الصمت. فدماء غزة ستطاردهم، وصرخات الأطفال ستقض مضاجعهم، حتى يشرق فجر العدل، وتحطم هذه العملة الملوثة بالدم، لتعلن أن الحق أقوى من كل قوة، وأن العدالة ستنتصر مهما طال ليل الظلم.


أهل مصر
منذ 5 ساعات
- أهل مصر
هل تهاجم إيران قواعد أمريكا بالخليج؟.. مفاجآت جديدة
قال الباحث في الشأن الإسرائيلي والدولي، محمد وازن، إن دعوة إيران لمجلس الأمن لإدانة الضربات الأمريكية على منشآتها النووية يُعد تحركًا رمزيًا أكثر منه فعليًا، في ظل وجود الفيتو الأمريكي المحتمل، مما يُضعف أي تأثير مباشر على الأرض. وأوضح خلال مداخلة مع رشا مجدي ببرنامج «صباح البلد»؛ المذاع على قناة صدى البلد، أن الضربات على منشآت فوردو وأصفهان ونطنز تمثل تصعيدًا كبيرًا في المنطقة، مؤكدًا أن طهران قد تلجأ إلى الرد عبر حلفائها الإقليميين مثل حزب الله والحوثيين، وليس فقط من خلال ضربات مباشرة. وأشار إلى أن الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي والإعلام العبري يعكس حالة من القلق والتخبط بعد الضربات، خاصة مع ورود تقارير عن وقوع عشرات الإصابات وانهيارات في تل أبيب نتيجة القصف الإيراني. وأكد أن إيران نشرت خريطة تُظهر مواقع القواعد الأمريكية في الخليج، معتبرة أنها أصبحت في مرمى النيران، ما يشير إلى احتمال تصاعد الاستهداف في المرحلة المقبلة. ورغم ذلك، نوّه إلى وجود إشارات مهادنة نسبية من طهران بعد الإعلان عن نقل مواد نووية من المنشآت المستهدفة، في خطوة قد تكون لتفادي الانزلاق إلى حرب شاملة