
شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – القبعات الزرقاء في لبنان: مسيرة تضحية مستدامة
ليؤذن لنا أن نعارض كل عملٍ سلبي أو موقف مضادّ للقوة متعددة الجنسيات المتواجدة في الجنوب منذ 47 سنة، بموجب القرارين الدوليين 425 – 426 الصادرَين عن مجلس الأمن الدولي، عقب اجتياح العدو الإسرائيلي الجنوب. يومها كانت مهمة هذه القوات محدّدة بوضوح: التأكد من انسحاب قوات العدو ومساعدة الدولة اللبنانية على استعادة سلطتها على المنطقة.
المرحوم العميد ريمون إده أمضى عقوداً عدة يطالب بنشر القبعات الزرقاء في الجنوب بين لبنان وفلسطين المحتلة. يومها كان الرهاب الفكري المخادع يرفع العقيرة مندداً بهذه الدعوة حاملاً على إده موجهاً اليه، كالعادة، تهمة العمالة للصهيونية… ولا تبرح ذاكرتي تلك العبارةُ الشهيرة لذلك السياسي اللبناني الشهم النبيل الأصيل، وهي: سيأتي يوم، ليس ببعيد، ستقبّلون الأيادي (و…) مطالبين بالقبعات الزرقاء ولكن الوقت سيكون قد فات عندما تنتشر في الجنوب! ألا رحمك الله أيها العميد الصديق يا مَن تعلم الكثيرون مفاهيم الديموقراطية عليك. ولقد وصلنا الى كلامك وكأنك كنتَ، منذ ذلك الزمن تقرأ في كتابنا اليوم.
وبصراحة متناهية، ونحن نرفض أن يزايد علينا أحد أيّاً كان، لا نقبل ما تتعرض له دوريات قوات «اليونيفيل» تحت أي ذريعة. وباستغراب كبير نسأل: لماذا تتوافق هذه الحوادث مع المرحلة السنوية للتمديد للقوة الدولية؟ واستطراداً: نحن نعرف أن العدو الإسرائيلي يعمل جاهداً لإنهاء دور ومهمة «اليونفيل» في لبنان، فهل يمكن أن تتقاطع مصلحة حزب الله مع مصلحة عدوّه عند هذه النقطة؟
وفي المناسبة ثمة إشكالية في ما يحدث بين الأهالي والقوة الدولية: فهل هؤلاء الأهالي يتصرفون من تلقاء الذات أو بتوجيه حزبي؟ ولماذا لا يوقف الحزب الذين يقومون بتلك التصرفات البشعة عند حدودهم، بدلاً من بيانات التنديد؟
ولقد يكون ضرورياً التذكير بأن هؤلاء القادة والضباط والعناصر جاءونا من مختلف الأصقاع، وأنهم دفعوا من دمائهم الزكية كثيراً، إذ سقط لهم على أرضنا أكثر من 300 شهيد، بينهم على سبيل المثال لا الحصر 59 فرنسياً و48 إيرلندياً و21 نروجياً و16 إسبانياً و4 بريطانيين الخ…

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
وقفة لـ "حَراك المؤهّلين المتقاعدين" في محيط السرايا الحكوميّة للمطالبة بحقهم من المحروقات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب نفذ "حراك المؤهلين والمؤهلين الأول المتقاعدين"، وقفة أمام مسجد محمد الأمين، ثم انتقلوا سيرا إلى محيط السرايا الحكومية، مطالبين بحقهم من المحروقات. وبعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الجيش، ألقى مهيب مراد كلمة باسم المتقاعدين، أكد فيها أن "حقوقنا ثابتة في المرسوم ١٥٩٥/١٩٨٤ وبحكم صادر عن مجلس شورى الدولة يؤكد هذه الحقوق وبمذكرة صادرة عن رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع. وتوجه الى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون: "استقبلتم من أنكر وينكر علينا حقوقنا ويحرمنا اياها، وقد منحت من منعها عنا درعا واستقبلتم في الاليزيه من خالف قرارات مجلس شورى الدولة التي تستند في أصلها التشريعي إلى القانون الفرنسي، كما غالبية النصوص القانونية في لبنان، فهي فرنسية الأصل. واقع مرير نتمنى الإجابة عليه". كما توجه الى رئيس الحكومة نواف سلام: "اتينا لنقابلكم لإيصال صوتنا والمطالبة بحقوقنا، فسلام هو كنية عائلتكم، هذا السلام الذي نادى به رسل الله، ونحن نعول على ذلك، فإن اخذنا حقنا كما نصت عليه القوانين والأنظمة والقرارات القضائية كنتم على قدر هذا الاسم وحمله، وان لم يكن ذلك كان على الدنيا السلام. فنحن اصحاب حق بحمى القانون الذي يعلو الفخامة والدولة والسعادة والمعالي والذي تفتح له أبواب السماء وتهرب منه شياطين الباطل. ولاؤنا للمؤسسات العسكرية دفعنا ويدفعنا الى المطالبة بحقوقنا، لأننا تعلمنا انها مؤسسات قانون وهدفها الدفاع عن الحق".

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
كيف يقرأ حزب الله وجود القوات الدولية في الجنوب؟
منذ صدور القرار 1701 عام 2006، وانتشار قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" في جنوب لبنان بصيغتها الجديدة، حافظ حزب الله على موقف مزدوج: قبول مبدئي بالوجود الدولي في إطار "ضوابط السيادة"، وتحفّظ عميق على أي محاولة لتوسيع الصلاحيات أو تعديل قواعد الاشتباك. هذه المعادلة التي استمرت لسنوات، دخلت اليوم مرحلة دقيقة، في ظل ضغوط دولية، أميركية خصوصاً، لإعادة النظر في تفويض اليونيفيل وصلاحياتها، مما يضع الحزب أمام سيناريوهات حساسة قد تعيد خلط الأوراق جنوباً. حزب الله واليونيفيل .. قبول مشروط "منذ انتهاء حرب تموز 2006، وافق حزب الله، بضغط التوازنات الداخلية والإقليمية، على وجود اليونيفيل في الجنوب، لكنه وضع مجموعة من الضوابط غير المكتوبة لهذا الوجود. الضابط الأبرز يتمثل بعدم المسّ بـ"المعادلة الميدانية"، أي البنية الردعية غير المعلنة للمقاومة في القرى والمحيط، والتي يرى فيها الحزب حقاً مشروعاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وخروقاته اليومية"، تقول مصادر مطلعة على موقف الحزب من قوات اليونيفيل. وترى المصادر عبر "المدن" أن الحزب كان دائماً يُشدّد على أن أي تحرّك للقوات الدولية يجب أن يتم عبر الجيش، لا بشكل مستقل. وقد اعتبر هذا التنسيق بمثابة ضمانة، سواء لحماية القرى من الاستفزاز، أو لتفادي المواجهات مع الأهالي، الذين غالباً ما يلعبون دور "الخط الدفاعي الأول" في وجه الدوريات غير المنسقة. مصدر القلق.. تشدد المصادر على أن "التحول الخطير الذي يرصده حزب الله اليوم، يتمثل في محاولات متكررة، بقيادة أميركية – إسرائيلية، لفرض تعديل على تفويض اليونيفيل، والسماح لها بالتحرك دون تنسيق مع الجيش اللبناني، أو حتى تنفيذ مداهمات مباشرة لمواقع معينة، علماً أن الحزب يعتبر أن التحرك من دون الجيش يختلف تماماً عن التحرك من دون تنسيق مع الجيش، فالتنسيق أمر مفروض بموجب القرار والصلاحيات المعطاة للقوة الدولية، وما يجري اليوم بحسب معلومات "الحزب" هو أن بعض القوات الدولية تتحرك بلا التنسيق المسبق مع الجيش، كما أنها تدخل إلى عقارات وأملاكاً خاصة، وهو ما لا يندرج ضمن صلاحياتها أيضاً. هذه المحاولات غالباً ما تتم تحت عنوان "فرض احترام القرار 1701"، أو "منع انتشار سلاح غير شرعي"، وهي عناوين يعلم الحزب أن ترجمتها العملية قد تعني استهداف وجوده بشكل مباشر. السيناريو الأسوأ بالنسبة للحزب، أن يتم دفع مجلس الأمن الدولي إلى اعتماد قرار يُدخل مهمة اليونيفيل تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يمنحها صلاحيات التدخل القسري بالقوة المسلحة، وهو ما سيعتبره الحزب خرقاً مباشراً لقواعد الاشتباك، واستدراجاً لمواجهة، قد تبدأ مع القوات الدولية، لكنها لن تنتهي عند هذا الحد، والأقل سوءاً بالنسبة إليه هو تثبيت مبدأ تحرك اليونيفيل بلا تنسيق وحضور الجيش اللبناني، وهو ما يعني وضع الأهالي بمواجهة اليونيفيل، مع ما يستتبع ذلك من أحداث قد تنعكس سلباً على الأهالي. ما الذي يريده الحزب من اليونيفيل؟ "يريد حزب الله من قوات اليونيفيل أن تبقى في الجنوب"، تقول المصادر، لكن ضمن إطار وظيفي لا يتجاوز "المراقبة والتوثيق"، وليس "الاستهداف والتنفيذ". بعبارة أوضح: الحزب لا يمانع وجودها كمُراقب يحدّ من التوتر، ويوثّق الخروقات الإسرائيلية، لكنه يرفض أن تتحول إلى ذراع تنفيذية لمطالب إسرائيل وأميركا على الأرض، فهو يقبل بدور الجيش اللبناني لكنه لا يتحمل دوراً أجنبياً كهذا. وتضيف المصادر: "المعادلة التي يتمسك بها الحزب هي استمرار اليونيفيل في أداء دور "الحاجز الوقائي" بين لبنان وإسرائيل، لا "الوسيط العدائي" الذي ينفذ أجندات خارجية"، وبحسب مقربين من قيادة الحزب، فإن أي محاولة لتوسيع الصلاحيات ستُعتبر بمثابة عدوان ناعم، لا يقل خطورة عن خرق جوي أو غارة. تحرك الأهالي عفويّ؟ ترى المصادر أن اليونيفيل، كما يراها حزب الله، ليست المشكلة بحدّ ذاتها، بل الأداة التي قد تتحوّل إلى مشكلة قريبًا، إن غيّر أحد وظيفتها أو دفع بها نحو قلب المواجهة. لذلك، فإن الصراع اليوم ليس فقط على الأرض، بل على طبيعة التفويض. وعن تحرّكات الأهالي، تؤكّد المصادر أنها كانت، في جزء منها -وهذا أمر سابق للحرب الأخيرة وما يجري من تطوّرات اليوم- تحصل بدفع غير مباشر من الحزب، الذي يؤكّد، من خلال تحرّكات أبناء القرى، عدم رضاه عن تغيير دور اليونيفيل، ويسعى إلى وضع حدود لتحرّكاتها. لكنّ هذه التحرّكات (حسب المصادر) "بدأت اليوم تحصل بشكل عفوي، بسبب الحالة النفسية الصعبة التي يمرّ بها أبناء الجنوب بعد الحرب الأخيرة وشكل الحرب الجديدة القائمة حاليًا، وهي في غالبيتها المطلقة تحصل بقرارات محلية وغضبٍ محلّي". في حال تحقّق سيناريو تعديل مهام اليونيفيل، فإن حزب الله، بحسب المصادر، لن يتردّد في محاولة قلب الطاولة. وهنا، لن يكون الردّ مباشرًا ضدّ القوات الدولية، بل سيكون من خلال قواعد اشتباك جديدة، عنوانها تعطيل فعالية اليونيفيل ميدانيًا.

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
إيران في ساعتها الحاسمة.. وأميركا تطالب لبنان بجواب نهائي
على حبل مشدود يتحرك إيقاع منطقة الشرق الأوسط. إما الحرب أو التنازل الكبير الذي يفترض أن تقدمه إيران. بلغ التصعيد مداه وذروته، وهو حتماً يتصل بالجولة التفاوضية الإيرانية- الأميركية يوم الأحد المقبل، على وقع محاولات إسرائيلية مستمرة للإطاحة بها لصالح العمل العسكري. كل الإشارات الأميركية تتجه نحو التصعيد. وقد يكون ذلك أحد أساليب التفاوض لوضع إيران أمام أمر لا مفر منه، وهو تقديم التنازلات لتجنّب الحرب. أما ما دون ذلك، فإن الخيار العسكري يصبح خياراً وحيداً. وسواء نجحت المفاوضات أم فشلت، فإن انعكاساتها ستكون كبيرة على أوضاع المنطقة وتوازناتها. تنازلات هائلة إذا تقدم خيار الضربة العسكرية، فإن المنطقة كلها يفترض أن تشتعل، خصوصاً أن حلفاء إيران لن يقفوا مكتوفي الأيدي، أو أن إسرائيل ستوجه المزيد من الضربات لهم. أما في حال نجحت المفاوضات، فعلى الرغم من تأكيدات إيران بأنها لا تشمل الاتفاق على وضع المنطقة ولا الصواريخ البالستية، إلا أن كل الجو الدولي يؤكد عكس ذلك، ولا سيما التأكيد بأن إيران ستكون مجبرة على دفع حلفائها إلى تقديم تنازلات هائلة والتخلي عن العمل العسكري وعن النفوذ الإقليمي. وفي هذا السياق، تقول مصادر ديبلوماسية إن التصعيد هدفه واضح ولا أحد يريد إراحة الإيرانيين، ولذلك تتصاعد كل التهديدات بإمكانية حصول حرب من أجل إجبار إيران على تقديم تنازلات كبيرة وجوهرية. أما في حال لم تؤد هذه الضغوط إلى نتائج، فإن الضربة العسكرية ستكون أكثر حتمية. كل المنطقة تنتظر تطورات الوضع الأميركي الإيراني وما سيقرره الإسرائيليون مع الأميركيين. لكن لبنان أكثر من ينتظر فحزب الله يعتبر أن أي اتفاق إيراني أميركي، وتطور العلاقات بين البلدين سينعكس إيجاباً لصالحه ما يعني سيتم غض النظر عن سلاحه. هذا الأمر لا يبدو أنه وارد دولياً وإقليمياً وسط رسائل كثيرة تصل إلى لبنان بأنه يجب تفكيك كل بنية حزب الله العسكرية، وهذا ما سيتبلغه لبنان بوضوح من قبل المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك. عرض باراك زيارة باراك إلى بيروت ستطرح بشكل أساسي مسألة مزارع شبعا، على قاعدة أطلقها هوكشتاين سابقاً في شهر آب، قبل الحرب التي شنها الإسرائيليون في أيلول على لبنان. في حينها، توجه المبعوث الأميركي إلى المسؤولين اللبنانيين بأن يقبلوا بما هو معروض عليهم وإلا سيخسرون كل شيء. الآن يعود باراك باللهجة نفسها، والتي يريد عليها أجوبة واضحة وحاسمة، حول خروج لبنان من معادلة الصراع مع إسرائيل، وسحب كل "الذرائع" من حزب الله حول تحرير الأرض، وتفكيك كل البنى العسكرية التابعة له، وسلوك الطريق نفسها التي سلكتها سوريا بقيادة أحمد الشرع. ما دون ذلك، فإن اللهجة الأميركية ستكون أكثر صرامة وتشدداً تجاه لبنان، على قاعدة أن الولايات المتحدة الأميركية ستسحب يدها من الملف ولن تعود مهتمة. ما يعني ترك لبنان في مواجهة حرب اسرائيلية جديدة. بين سوريا وإسرائيل خطورة كل هذه التطورات، لا يمكن أن تنفصل عن التسريبات التي تحدثت عن زيارة المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك إلى تل أبيب، ومطالبته من قبل نتنياهو بفتح مسار تفاوضي إسرائيلي- سوري، بغية إنجاز ترتيبات عسكرية أو أمنية مشتركة. فذلك يمثل تحولاً جيوستراتيجياً على مستوى المنطقة. وهو ما سيكون له تداعيات على الكثير من الدول المحيطة بما فيها لبنان، لا سيما في ظل تقدّم سوريا في سلّم الأولويات بالنسبة إلى الدول العربية والغرب، وسط رفع عنوان واضح أمام لبنان، بأنه سيبقى متعثراً ومعطلاً بانتظار إيجاد حل لمسألة سلاح حزب الله. وذلك سيكون له صلة مباشرة بأي تطورات سورية إسرائيلية، قد تجعله ملحقاً بسورياً أو هامشياً.