logo
اشتعال حرب غزة مجدداً يبدو خطراً حقيقياً- الإيكونومست

اشتعال حرب غزة مجدداً يبدو خطراً حقيقياً- الإيكونومست

الوسط٠٤-٠٣-٢٠٢٥

EPA-EFE/REX/Shutterstock
من تظاهرة لأهالي الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وأنصار الأهالي في القدس - 2 مارس/آذار 2025
نتناول في عرض الصحف ليوم الثلاثاء الرابع من آذار/مارس 2025، مقالات حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واحتمالية عودة الحرب، في ظل عدم البدء بالمرحلة الثانية من الاتفاق، كما ورد في صحيفة الإيكونومست البريطانية. بينما تحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في مقالها عن سلبية قطع المساعدات عن غزة. وأخيراً في صحيفة القدس العربي تحدث المقال عن حصول فيلم "لا أرض أخرى" على الأوسكار.
نبدأ من صحيفة الإيكونومست التي عنونت مقالها بـ "الجيش الإسرائيلي يتبنى استراتيجية جديدة عالية المخاطر: المزيد من الأراضي"، إذ تقول الصحيفة إنه كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، وبموجبها يفترض أن تنهي إسرائيل وحماس الحرب هناك رسمياً، في الثاني من مارس/آذار. لكن إسرائيل رفضت بدء المحادثات التي التزمت بها في صفقة في يناير/كانون الثاني.
وتلفت الصحيفة إلى أن إسرائيل تطالب بتمديد المرحلة الأولى من الهدنة، وتريد خلالها من حركة حماس إطلاق سراح المزيد من الرهائن التسعة والخمسين المحتجزين في قطاع غزة. و"للضغط على حماس للموافقة على الاتفاق المعدل، قطعت إسرائيل إمدادات المساعدات إلى القطاع الذي مزقته الحرب"، تقول الصحيفة.
وترى الصحيفة أن "توقف وقف إطلاق النار يعد جزءاً من تحول استراتيجي أوسع نطاقاً، إذ يسعى الجيش الإسرائيلي إلى الحفاظ على وجود جغرافي أكبر، بما في ذلك في الأراضي غير الإسرائيلية. حيث بدأ في إنشاء ما ينوي أن يكون 'مناطق عازلة' غير محددة على أربع جبهات: في غزة، وعلى الحدود مع لبنان وسوريا، وفي الضفة الغربية".
EPA-EFE/REX/Shutterstock
الرئيس الأمريكي ترامب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في البيت الأبيض. - 4 فبراير/شباط 2025
تحلل الصحيفة أن خطوة التحول الاستراتيجي هذه، مدفوعة بـ "الفوضى في هذه الأماكن 'حيث توسعت إسرائيل'، والصدمة المستمرة لهجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وضغوط الأحزاب اليمينية في الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وتقول الإيكونومست في مقالها إن الخطوة مدعومة أيضاً "بثقة نتنياهو الواضحة في أنه يحظى بدعم إدارة ترامب، التي لم تظهر أي علامات على محاولة كبح جماح الجيش الإسرائيلي".
وتشير الصحيفة إلى أن الهدنة في غزة ليست الاتفاق الوحيد لوقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي ينهار. "فبموجب شروط الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة مع حزب الله... كان من المفترض أن تغادر قوات الجيش الإسرائيلي الأراضي اللبنانية بحلول أواخر يناير/ كانون الثاني. وطالبت إسرائيل بتمديد المهلة حتى يستكمل الجيش اللبناني سيطرته على المنطقة".
ولكن حتى بعد انقضاء الموعد النهائي في الثامن عشر من فبراير/شباط، "ظلت إسرائيل متمركزة في خمسة مواقع محصنة في جنوب لبنان. وتبرر إسرائيل هذا التأخير بزعم الحاجة إلى حماية المجتمعات الإسرائيلية القريبة من الحدود"، تضيف الصحيفة.
كما تلفت أيضاً إلى مرتفعات الجولان، حيث "ينهار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا. الذي تم التوصل إليه مع نظام حافظ الأسد في عام 1974. وعندما أطاحت قوات المعارضة السورية بابنه بشار في ديسمبر/كانون الأول، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود في الجولان واحتلت الأراضي السورية. وكان المبرر الأصلي لإسرائيل هو عدم وجود قوة معترف بها لحماية الحدود".
في النهاية تخلص الصحيفة إلى أن "الشاغل الأكثر إلحاحاً هو غزة. وقد لا يكون لدى حماس مصلحة كبيرة في استئناف الحرب بينما تستعيد السيطرة المدنية على الشريط الساحلي، وتعيد بناء قوتها القتالية المنهكة. ولكن إذا استمرت الحركة في رفض تغيير شروط الاتفاق، فإن إسرائيل تستعد لشن هجوم جديد ضخم في غزة. ويقول الضباط الإسرائيليون إن هذا قد يمهد الطريق للخطة، التي أعلن عنها دونالد ترامب لأول مرة، لتهجير سكان غزة وبناء 'ريفييرا' الشرق الأوسط".
"لا يتوقع صدور أي قرار حتى يعود مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة سعياً إلى التوصل إلى صفقة جديدة. ومع ذلك، فإن خطر اشتعال الحرب مجدداً يبدو حقيقياً"، بحسب ما يرى المقال.
Anadolu via Getty Images
يقضي الفلسطيني محمد ديب سالم، الذي فقد ساقه بعد هجوم إسرائيلي، وابنه وقتهما في ظل ظروف صعبة خلال شهر رمضان في مؤسسة لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، بعد تدمير منزلهم خلال هجوم إسرائيلي، في منطقة السودانية شمال قطاع غزة في 27 فبراير/شباط 2025. الابن الآخر لسالم محتجز في سجن إسرائيلي.
منع المساعدات "جريمة حرب"
تقول صحيفة هآرتس في مقال للكاتبة تانيا هاري، إنه على الرغم من الاتهامات الجماعية، فإن "المدنيين الفلسطينيين في غزة الذين يتلقون المساعدات الإنسانية لا يملكون أي نفوذ على حركة حماس. لكن منع هذه المساعدات يُعدّ جريمة حرب ويعكس، من نحن، كإسرائيليين".
وتلفت كاتبة المقال إلى قرار إسرائيل بوقف جميع المساعدات إلى غزة، بما في ذلك حظر دخول الغذاء والدواء والوقود والإمدادات الأساسية الأخرى، الذي "يهدف ظاهرياً للضغط على حماس للموافقة على نسخة جديدة من اتفاق وقف إطلاق النار. وفي إشارة إلى هذه الخطة على أنها إطار عمل المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، نشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تغريدة أكد فيها أن إسرائيل لن تسمح بإدخال أي بضائع أو مساعدات إلى القطاع في ظل رفض حماس للشروط الجديدة".
يقول المقال إن "البضائع إلى غزة كانت تصل عبر الطرق البرية من مصر والأردن، وإلى ميناء أسدود الإسرائيلي. إضافة لبعض البضائع من الضفة الغربية وإسرائيل من قبل العشرات من وكالات الأمم المتحدة والحكومات ومنظمات المجتمع المدني الدولية".
لكن مع ذلك لا تزال الإمدادات للقطاع الخاص في غزة محظورة رسمياً، في وقت كانت تحاول فيه المنظمات الدولية كبح جماح الجوع المتراكم على مدى خمسة عشر شهراً من القتال، تقول الصحيفة.
وتضيف أن "هناك آلاف الشاحنات المحملة بالبضائع التي تم شراؤها بأموال دافعي الضرائب في جميع أنحاء العالم عبر التبرعات، تنتظر في المستودعات لشحنها إلى غزة".
تشير هاري،المديرة التنفيذية للمركز القانوني لحرية الحركة "جيشا" وهي منظمة حقوق إنسان إسرائيلية، في مقالها إلى أنه "رداً على الانتقادات بشأن قرار وقف دخول المساعدات، قدرت إسرائيل أن هناك ما يكفي من الغذاء في غزة لمدة خمسة أو ستة أشهر".
لكن ترى الكاتبة أنه "رغم أنه قد يكون صحيحاً أن مخزونات الغذاء مرتفعة نسبياً في الوقت الحالي (في قطاع غزة)، فإن أنباء إغلاق المعبر أثرت على الفور على أسعار السوق على الأرض. ولا تزال المواد الحيوية التي تعتبرها إسرائيل مزدوجة الاستخدام، أو التي قد يتم استغلالها في العمل المسلح، بما في ذلك المعدات الطبية، والخيام المعززة، والمواد الكيميائية لتنقية المياه، في نقص حاد".
وتجد أيضاً أنه رغم "ارتكاب حماس لجرائم مروعة"، بحسب قولها، فإنه لا بد من الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين دون شروط. "لكن على مدى الأشهر الستة عشر الماضية، اتخذت إسرائيل وما زالت تتخذ قرارات تشهد على هويتنا الحقيقية كإسرائيليين"، كما ورد في مقال هاري.
تختم الكاتبة مقالها بالقول إن "حجب المساعدات الإنسانية يعد جريمة حرب، إذ أن المبدأ الرئيسي للقانون الدولي هو الامتناع عن التسبب في ضرر متعمد وغير متناسب للمدنيين. وإنّ تآكل القانون الدولي، الذي هو في نهاية المطاف البوصلة الأخلاقية الإنسانية، يعكس هويتنا".
"يجب على إسرائيل أن تتحمل المسؤولية عن خياراتها وعن نوع البشر الذين نريد أن نكون"، تقول الكاتبة.
فوز "لا أرض أخرى": صحوة وصفعة
وفي إطار الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تحدثت صحيفة القدس العربي عن فوز الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى"، بجائزة الأوسكارعن أفضل فيلم وثائقي طويل.
تقول الصحيفة إنه إذا كان نجاح الفيلم يعد "بمثابة صحوة ضمير في ظلمات المناخات المكارثية المناصرة لدولة الاحتلال، أو المتواطئة علانية وضمناً مع حرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ قطاع غزة، التي هيمنت على أمريكا ومعظم أوروبا، فإنه أيضاً لا يقل عن صفعة جديدة بليغة للسياسات الاستيطانية والعنصرية الإسرائيلية. ولا عجب أن يعلن ساسة الاحتلال أن فوزه بالأوسكار (لحظة حزينة لعالم السينما)".
تجد الصحيفة أن فوز فيلم "لا أرض أخرى"، سجل نقلة نوعية في تقاليد المهرجان، فالفيلم "من جانب أول يتصل مباشرة بالسياسة في واحدة من أعقد ملفاتها الراهنة، أي الصراع العربي ــ الإسرائيلي عموماً، والحقوق الوطنية والإنسانية والتاريخية للشعب الفلسطيني خصوصاً، ثم بصفة أكثر تخصيصاً طرائق دولة الاحتلال في توسيع الاستيطان عن طريق اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وطردهم منها، وتهديم البيوت، وردم الآبار بالأسمنت، وتجريف الأراضي، في القرية الفلسطينية مسافر يطا جنوب الضفة الغربية المحتلة
".
ويقول المقال إن الجانب الثاني "الذي يُكسب الفيلم أهمية نوعية خاصة يتمثل في أنّ مخرجي الفيلم هم الفلسطينيان باسل عدرا وحمدان بلال، والإسرائيليان يوفال إبراهام وراشيل سزور، وبالتالي فإن رسالة الشريط تصدر عن ائتلاف مشترك يناهض سياسات الاستيطان... كما يدين قوانين التمييز العنصرية عموماً وممارسات حكومة بنيامين نتنياهو الأكثر يمينية وفاشية".
أما الجانب الثالث فتقول الصحيفة إن الجانب الثالث الذي أسهم في تكريم "لا أرض أخرى"، هو "الخصائص الفنية العالية" لفيلم يخرج عن "كثير من تقاليد صناعة السينما التسجيلية"، ذلك لأن مشاهد الفيلم ترصد "سلسلة الفظائع التي اقترنت بتدمير القرية وطرد سكانها، ليس عبر التوثيق غير المباشر أو اقتباس شهادات لاحقة أو توظيف موادّ مرئية أو محكية ذات صلة، بل اعتماداً على حضور الكاميرا الحيّ واللصيق والمتابع والمراقب. ولعلّ هذا الجانب تحديداً كان بصمة المصداقية الكبرى للفيلم...".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يصعّد المواجهة التجارية.. رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي
ترامب يصعّد المواجهة التجارية.. رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي

أخبار ليبيا

timeمنذ 14 ساعات

  • أخبار ليبيا

ترامب يصعّد المواجهة التجارية.. رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من يونيو 2025، متهماً الكتلة الأوروبية بـ'استغلال' الولايات المتحدة تجارياً. وفي منشور على منصة 'تروث سوشيال'، قال ترامب: 'الاتحاد الأوروبي، الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة في الشؤون التجارية، كان من الصعب جداً التعامل معه… مفاوضاتنا لا تسفر عن أي نتيجة'. وأضاف: 'لذا أقترح فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، ولن تُفرض رسوم إذا صُنع المنتج داخل الولايات المتحدة'. وأشار ترامب إلى أن العجز التجاري السنوي مع الاتحاد الأوروبي يتجاوز 250 مليار دولار، عازياً ذلك إلى ما وصفه بالحواجز التجارية غير العادلة، وضرائب القيمة المضافة، والغرامات والدعاوى ضد الشركات الأمريكية. وكان ترامب قد وقع في الثاني من أبريل الماضي أمراً تنفيذياً بفرض رسوم جمركية 'متبادلة' على الواردات من دول أخرى، بنسبة أساسية بلغت 10%، كما بدأ تطبيق معدلات أعلى في التاسع من أبريل على 57 دولة، بناءً على حجم العجز التجاري الأمريكي معها. وفي وقت لاحق، أعلن أن أكثر من 75 دولة لم ترد بإجراءات مضادة وطلبت التفاوض، ما دفع بالإدارة الأمريكية إلى تمديد الرسوم الأساسية لمدة 90 يوماً، مع استثناء الصين من هذا التخفيف المؤقت. The post ترامب يصعّد المواجهة التجارية.. رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا

ترامب يصعّد المواجهة التجارية.. رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي
ترامب يصعّد المواجهة التجارية.. رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي

عين ليبيا

timeمنذ 15 ساعات

  • عين ليبيا

ترامب يصعّد المواجهة التجارية.. رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من يونيو 2025، متهماً الكتلة الأوروبية بـ'استغلال' الولايات المتحدة تجارياً. وفي منشور على منصة 'تروث سوشيال'، قال ترامب: 'الاتحاد الأوروبي، الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة في الشؤون التجارية، كان من الصعب جداً التعامل معه… مفاوضاتنا لا تسفر عن أي نتيجة'. وأضاف: 'لذا أقترح فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، ولن تُفرض رسوم إذا صُنع المنتج داخل الولايات المتحدة'. وأشار ترامب إلى أن العجز التجاري السنوي مع الاتحاد الأوروبي يتجاوز 250 مليار دولار، عازياً ذلك إلى ما وصفه بالحواجز التجارية غير العادلة، وضرائب القيمة المضافة، والغرامات والدعاوى ضد الشركات الأمريكية. وكان ترامب قد وقع في الثاني من أبريل الماضي أمراً تنفيذياً بفرض رسوم جمركية 'متبادلة' على الواردات من دول أخرى، بنسبة أساسية بلغت 10%، كما بدأ تطبيق معدلات أعلى في التاسع من أبريل على 57 دولة، بناءً على حجم العجز التجاري الأمريكي معها. وفي وقت لاحق، أعلن أن أكثر من 75 دولة لم ترد بإجراءات مضادة وطلبت التفاوض، ما دفع بالإدارة الأمريكية إلى تمديد الرسوم الأساسية لمدة 90 يوماً، مع استثناء الصين من هذا التخفيف المؤقت.

هل يصل برج ترامب حقاً إلى دمشق؟
هل يصل برج ترامب حقاً إلى دمشق؟

الوسط

timeمنذ 16 ساعات

  • الوسط

هل يصل برج ترامب حقاً إلى دمشق؟

Getty Images غروب الشمس خلف فندق ترامب إنترناشونال لاس فيغاس قبل اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، في وقت سابق من مايو/أيار الجاري، أفادت مصادر مطلعة لوكالة رويترز بأنّ مشروع بناء "برج ترامب" في دمشق، يندرج ضمن خطة استراتيجية يتبنّاها الشرع لتأمين هذا اللقاء خلال جولة ترامب في الشرق الأوسط. وتتضمن الخطة أيضاً تهدئة التوتر مع إسرائيل، ومنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى موارد النفط والغاز السوري. وقد شارك الناشط الأمريكي المؤيّد لترامب، جوناثان باس، في ترتيب اللقاء التاريخي بين الرئيسين، بعد أن التقى بالشرع في دمشق بتاريخ 30 أبريل/نيسان الماضي، في اجتماعٍ دام أربع ساعاتٍ. وقال باس لرويترز: "الشرع يريد صفقة لمستقبل بلاده"، مشيراً إلى أنّ هذه الصفقة قد تتضمّن استغلال موارد الطاقة، والتعاون في مواجهة إيران، وتحسين العلاقات مع إسرائيل. وأضاف: "أخبرني الشرع بأنّه يريد بناء برج ترامب في دمشق، ويريد السلام مع جيرانه. ما قاله لي جيد للمنطقة ولإسرائيل". وأشار باس إلى أنّ الشرع تحدّث أيضاً عن رابطٍ شخصيٍّ يراه بينه وبين ترامب، إذ سبق لكليهما أن نجا من محاولة اغتيال. Getty Images خلال اللقاء الذي جمع محمد بن سلمان بترامب والشرع في الرياض كلفة تصل إلى 200 مليون دولار بارتفاع يبلغ 45 طابقاً، وتكلفة محتملة تصل إلى 200 مليون دولار، وكلمة "ترامب" محفورةٌ بالذهب على قمّته، تبدو فكرة برج ترامب في العاصمة السورية دمشق كمشروع صُمّم خصيصاً لجذب انتباه رئيس الولايات المتحدة، بحسب ما أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية. وقال وليد محمد الزعبي، رئيس مجموعة "تايغر" الإماراتية التي تُقدَّر قيمتها بنحو 5 مليارات دولار، وتشرف على تطوير المشروع: "هذا المشروع هو رسالتنا. فهذا البلد الذي عانى وأنهك شعبه لسنواتٍ عديدة، وخصوصاً خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة من الحرب، يستحق أن يتّخذ خطوةً نحو السلام". وقدّم اقتراح بناء البرج في سياق مسعى الحكومة السورية الجديدة إلى كسب ودّ الإدارة الأمريكية، من خلال رفع العقوبات وتطبيع العلاقات مع واشنطن، وتزامن ذلك مع عرض يمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى النفط السوري وفرصاً استثمارية، إلى جانب تقديم ضماناتٍ لأمن إسرائيل. وكانت سوريا خاضعة لعقوبات أمريكية منذ عام 1979، والتي تفاقمت بعد حملة القمع الدموية التي شنّها الرئيس السوري السابق بشار الأسد ضد المتظاهرين السلميين عام 2011. ورغم سقوط الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أبقت الولايات المتحدة على العقوبات، خشي من الحكومة الجديدة التي يقودها إسلاميون. وفي الأسبوع الماضي، أعلن ترامب رفع جميع العقوبات الأمريكية عن سوريا، بعد لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع، واصفاً إيّاه بـ"الرجل الجذّاب والقوي". والآن، مع رفع العقوبات وتوطيد العلاقات مع واشنطن، قد ينتقل برج ترامب من مجرد تصميمٍ معماريٍّ إلى واقعٍ ملموس. ومن المقرّر أن يتوجّه وليد الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلبٍ رسميٍّ للحصول على تراخيص بناء البرج الشاهق. وقال الزعبي: "ندرس عدّة مواقع، ونقترح بناء 45 طابقاً، قابلة للزيادة أو النقصان حسب الخطة"، مضيفاً أنّ تكلفة بناء البرج التجاري ستتراوح بين 100 و200 مليون دولار. وبعد حصوله على رخصة البناء، سيحتاج الزعبي إلى التواصل مع علامة ترامب التجارية للحصول على حقوق الامتياز. ولا تتضمّن الصور التي حصلت عليها صحيفة "الغارديان" لنموذج المبنى شعار ترامب، إذ لا يزال الحصول على ترخيص الامتياز جارياً. وقد قُدّر أنّ عملية البناء ستستغرق ثلاث سنوات، تبدأ فور حصوله على الموافقات القانونية من الحكومة السورية، إلى جانب الحصول على الحقوق من منظمة ترامب التجارية. لكنّ العقبات لا تزال قائمة، إذ إنّ عملية رفع العقوبات لم تتّضح بعد، كما أنّ الاقتصاد السوري المنهك والبيئة السياسية الهشّة قد يُعقّدان تنفيذ المشروع. ويوظّف رجل الأعمال السوري-الإماراتي أحد مديري مشاريع برج ترامب في إسطنبول، وقد أنجز الزعبي نحو 270 مشروعاً في أنحاء الشرق الأوسط، ويعمل حالياً على بناء برج "تايغر سكاي" في دبي، وهو مشروعٌ تبلغ قيمته مليار دولار، ويُقال إنّه سيضم "أعلى مسبح في العالم". وكان الزعبي قد التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في يناير/كانون الثاني، قبيل تولّيه الرئاسة. استمالة ترامب ولدت فكرة إنشاء برج ترامب في دمشق في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أن طرح عضو الكونغرس الأمريكي الجمهوري جو ويلسون الفكرة في خطاب أمام الكونغرس. وقال رضوان زيادة، الكاتب السوري المقرب من الشرع: "كانت الفكرة الرئيسية هي جذب انتباه الرئيس ترامب"، وطرح على الزعبي فكرة بناء برج ترامب، وبدأ الاثنان العمل على المشروع. وكان هذا النهج جزءًا من حملةٍ ترويجيةٍ متعددة الجوانب تهدف إلى وضع سوريا على أجندة ترامب الذي لم يُدل بتصريحاتٍ تُذكر بشأن سوريا عند توليه منصبه، حيث بدا الطريق إلى رفع العقوبات طويلًا. واستضاف الرئيس السوري رجال أعمال أمريكيين وأعضاءً في الكونغرس في دمشق، حيث قاموا بجولة في سجون الأسد وقرى مسيحية حول العاصمة السورية. Getty Images عضو الكونغرس الأمريكي الجمهوري جو ويلسون وفي غضون ذلك، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بزعماءٍ روحيين مقرّبين من إدارة ترامب، خلال زيارته إلى الأمم المتحدة في نيويورك. ومع استمرار التحركات الدبلوماسية، بدا "برج ترامب" وسيلةً لاستمالة الرئيس الأمريكي، في ظلّ طريقته غير التقليدية التي تطمس الحدود بين مصالح عائلته التجارية ومنصبه السياسي، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث سبق أن منحته قطر طائرةً فاخرةً. وفي مطلع أبريل/نيسان الماضي، قدّم رضوان زيادة نموذجاً أولياً للبرج إلى الشيباني، الذي أبدى "حماساً شديداً"، بحسب وصفه. كما سلّم النموذج إلى السفير السعودي في دمشق، على أمل أن يصل إلى فريق ترامب عبر الرياض. وقال زيادة: "هكذا تكسب عقله وقلبه". وازدادت ثقة زيادة باستراتيجيته بعد أن نشر ترامب مقطع فيديو في فبراير/شباط الماضي يظهر برج ترامب في غزة كجزء من اقتراحه المثير للجدل لتهجير الفلسطينيين من القطاع وبناء ريفييرا فاخرة في الأراضي الفلسطينية. ويأمل السوريون أن يؤدي مشروع عقاري كبير مثل برج ترامب إلى جذب المزيد من الاستثمارات الدولية إلى سوريا. وهناك حاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية والخدمات الأساسية، تتجاوز المشاريع الاستثمارية البراقة، وتُقدّر الأمم المتحدة أن 90 في المئة من الشعب السوري يعيشون في فقر، ويقضون معظم يومهم دون كهرباء أو رعاية طبية مناسبة. وقال الزعبي: "يتعلق المشروع بكيفية انتقال هذا البلد الذي مزقته الحرب إلى مكان مليء بالنور والجمال، إنه مشروع رمزي يساهم في الأمن والسلام". يذكر أن هناك العديد من المباني المعروفة باسم "أبراج ترامب" حول العالم. وبينما يرتبط اسم "برج ترامب" بشكل رئيسي بناطحة السحاب المكونة من 58 طابقاً في مدينة نيويورك، هناك العديد من المباني الأخرى التي تحمل الاسم نفسه في مواقع مختلفة، بما في ذلك في لاس فيغاس وشيكاغو، وحتى في خارج الولايات المتحدة في أماكن مثل إسطنبول في تركيا، ومومباي في الهند. وقد يكون تحديد العدد الدقيق أمراً صعباً بعض الشيء، لأن بعض المباني مرخصة باستخدام الاسم، بينما تمتلك مؤسسة ترامب بعضها الآخر وتديره مباشرةً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store