logo
استثمارات صناعة النفط ستبلغ 18.2 تريليون دولار بحلول 2050أوبك تحذر من خطورة تداعيات فقر الطاقة وتضع الحلول

استثمارات صناعة النفط ستبلغ 18.2 تريليون دولار بحلول 2050أوبك تحذر من خطورة تداعيات فقر الطاقة وتضع الحلول

الرياض٢٢-٠٧-٢٠٢٥
تضع منظمة البلدان المصدرة للنفط، أوبك حلولا للتغلب على التحديات المأساوية المتمثلة في اعتماد ما يقرب من ربع سكان العالم، أي حوالي 2.1 مليار نسمة، على أنواع وقود ملوثة للطهي، إذ تُشكل أنواع وقود الطهي غير الفعالة مخاطر صحية جسيمة، تؤدي إلى الأمراض والوفيات. ويُسبب تلوث الهواء المنزلي حوالي 3.2 مليون حالة وفاة سنويًا.
وفي هذا الشأن قال الأمين العام لمنظمة أوبك: "هيثم الغيص إنها إحصائية مثيرة للقلق والصدمة، والحل للتغلب على هذا التحدي المأساوي واضح ويكمن في الارتقاء بمستوى استخدام أنواع وقود الطهي النظيف". أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات حول ماهية الوقود النظيف. وبالنسبة للطهي، يُعرّف الوقود النظيف بأنه أي وقود أو تقنية تحقق مستويات الجسيمات الدقيقة وأول أكسيد الكربون الموصى بها في إرشادات منظمة الصحة العالمية لجودة الهواء. ومن الأمثلة على ذلك الطاقة الشمسية، والغاز الحيوي، والغاز الطبيعي، وغاز البترول المسال.
وأكدت مجموعة من الجهات الفاعلة على أهمية غاز البترول المسال في تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والذي يهدف جزء منه إلى تحقيق الوصول الشامل إلى الطهي النظيف بحلول عام 2030. في الواقع، يُعتبر غاز البترول المسال الحل الرئيس لتحقيق هذا الهدف، وقد كان لزيادة الوصول إلى مواقد وأوعية غاز البترول المسال دورٌ حاسمٌ في التقدم المحرز حتى الآن.
وحول فوائد غاز البترول المسال، يصدر استخدامه المباشر نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، في المتوسط، مقارنةً بالاستخدام التقليدي للكتلة الحيوية. كما تتميز مواقد غاز البترول المسال بسهولة النقل وكفاءتها العالية في استخدام الطاقة.
يُنتج غاز البترول المسال من قِبل صناعة النفط والغاز، ويُسترد حوالي 60% من إجمالي كمية غاز البترول المسال المُنتجة عالميًا مباشرةً من حقول النفط والغاز. وخلال عملية تكرير النفط، تمر عملية إنتاج غاز البترول المسال بمراحل مختلفة، على سبيل المثال، أثناء التقطير الجوي، والإصلاح، والتكسير. وعلى المستوى العالمي، يُشكل ما يقرب من 40% من غاز البترول المسال ناتجًا ثانويًا من تكرير النفط.
وفي مساهماتها في خارطة طريق رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين لاستراتيجية الطهي النظيف لعام 2024، وكذلك في عمل رئاسة جنوب أفريقيا الحالية لمجموعة العشرين حول هذا الموضوع، سلّطت أوبك الضوء على الدور الذي يمكن أن يلعبه غاز البترول المسال في تحسين مستويات المعيشة والصحة وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتدعو المنظمة إلى سياسات وبرامج لتعزيز وتمويل وتنفيذ مشاريع تُوسّع نطاق استخدام غاز البترول المسال في جميع المناطق والدول. وقد لعبت الدول الأعضاء في أوبك دورًا هامًا في هذا المجال من خلال مبادرات مثل "برنامج استدامة النفط" و"خارطة طريق الطهي النظيف".
وبما أن إنتاج غاز البترول المسال مُتكامل مع سلسلة إنتاج صناعة النفط والغاز، فإن تلبية الطلب المتزايد على غاز البترول المسال يتطلب استقرار سوق النفط. من المتوقع أن يزداد الطلب على غاز البترول المسال بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا بين عامي 2024 و2050، ليصل إلى أكثر من 11.7 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050.
يؤكد هذا السياق الأوسع للحاجة إلى مزيد من الاستثمار في صناعة النفط والغاز، نظرًا للدور المحوري الذي يلعبه النفط والمنتجات المشتقة منه، مثل غاز البترول المسال، في العديد من جوانب الحياة العصرية. وقد دعت أوبك باستمرار إلى استثمارات كافية وفي الوقت المناسب في صناعة النفط. وقدّر تقريرنا الصادر مؤخرًا بعنوان "توقعات النفط العالمية 2025" أن الاستثمارات التراكمية المطلوبة في صناعة النفط ستبلغ 18.2 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2050. وستكون هذه الاستثمارات حاسمة في ضمان أمن الطاقة والتخفيف من وطأة فقر الطاقة.
ويمكن لغاز البترول المسال، كمنتج، أن يكون حيويًا في ضمان رعاية الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع. ويمكن أن يكون منقذًا للحياة. ونأمل أن يحتفل العالم في عام 2030 بتحقيق الوصول الشامل إلى وقود وتقنيات الطهي النظيفة. سيكون لغاز البترول المسال، وقطاعا النفط والغاز، دورٌ أساسيٌّ في تحويل هذه الرؤية إلى واقع.
في هذا الصدد، ومن جانبها تحذر المملكة العربية السعودية دوماً من خطورة تداعيات فقر الطاقة على جميع الدول من خلال عدم الاستقرار الاقتصادي، أو تزايد ضغوط الهجرة، أو ارتفاع الأعباء الإنسانية. والتنبيه إلى خطورة تجاهل الاستثمار في مصادر الطاقة التقليدية وتبني سياسات غير واقعية لتقليل الانبعاثات.
وأشارت المملكة، في منتدى صندوق أوبك للتنمية الدولية المنعقد في فيينا، الشهر الماضي، إلى أن 1.2 مليار إنسان حول العالم يواجهون تحدي فقر الطاقة، ما يهدد بتعطل قطاعات أساسية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والإنتاجية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، وحتى استخراج المياه وتحقيق الأمن الغذائي.
وطالبت المملكة بنوك التنمية بالتحرك لتوفير التمويل اللازم للاستثمار في الطاقة، على أن ينبغي دعم جميع مصادر الطاقة بدون تحيز. وحذرت من الدفع لتبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات، من خلال إقصاء مصادر رئيسة للطاقة أو إهمال الاستثمار فيها، مما يؤدي إلى تحديات في أسواق الطاقة وأثر غير متكافئ على المجتمعات والدول النامية.
ووفق تقرير صادر عن "أوبك" مؤخراً "آفاق النفط حتى عام 2050"، فإن الاعتماد على النفط كمصدر للطاقة سيستمر خلال العقود المقبلة، رغم التحول المتسارع إلى الطاقة المتجددة، حيث سيبقى الطلب على النفط مستقراً، خاصة في القطاعات التي يصعب فيها التحول إلى الطاقة المتجددة مثل الطيران والشحن. كما توقع التقرير أن يشهد الغاز الطبيعي زيادةً في الطلب باعتباره وقوداً نظيفاً نسبياً مقارنة بالنفط والفحم.
وحثت المملكة بنوك التنمية متعددة الأطراف على توفير التمويل الميسر، بهدف تسريع تلبية احتياجات المناطق التي تعاني من النقص في الوصول إلى الطاقة، بالإضافة إلى خفض مخاطر الاستثمار في قطاع الطاقة، بهدف تحفيز مشاركة القطاع الخاص.
واقترحت المملكة لتحقيق ذلك مجموعة من الأدوات، من بينها الضمانات الجزئية للمخاطر، والتأمين ضد المخاطر السياسية، وهياكل التمويل المختلط، معتبرة أن هذه الأدوات ستسهم في تقليص المخاطر المتوقعة، وتعزيز قابلية تمويل مشروعات الطاقة، ولا سيما في الدول منخفضة الدخل وذات المخاطر المرتفعة.
وفي الوقت نفسه، شددت المملكة على أهمية زيادة الاستثمار في تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وتطوير استخدامات المواد الهيدروكربونية الأكثر استدامة، بما يساهم في معالجة الانبعاثات الكربونية وضمان أمن الطاقة أثناء التحول نحو الحياد الصفري. وحددت المملكة العربية السعودية هدفاً طموحاً يتمثل في توليد 50% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الصفري للانبعاثات بحلول عام 2060، وذلك ضمن إطار نموذج الاقتصاد الدائري للكربون.
ولطالما أرًقت قضايا فقر الطاقة، المملكة وعجز وصول وقود الطهي النظيف وحرمان بلايين من سكان العالم من سبل الحياة الكريمة وعدم وصول الكهرباء وزيوت الطبخ النقي، إذ نبهت المملكة إلى أن مسائل أمن الطاقة واستقرار أسواقها اخذت منحى مختلف في التعامل مع ازمة الطاقة وذلك بادراك أن أمن الطاقة يعدّ من الممكِّنات الرئيسة للنشاط الاقتصادي، وعنصراً ضرورياً لإتاحة سبل الحصول على الطاقة، وكركيزة أساسية لاستقرار الأسواق.
وتشدد المملكة بأن أمن الطاقة يتطلب أن يواصل العالم متابعة جميع خيارات الطاقة بما في ذلك الموارد الهيدروكربونية التي غذت الاقتصاد العالمي والاقتصادات النامية لعدة قرون. ولكن هناك تحدٍ في قلب هذه الاستراتيجية يتمثل في كيفية زيادة إمدادات الوقود الهيدروكربوني مع السعي في الوقت نفسه إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتؤكد المملكة بأن التكنولوجيا هي مفتاح حل هذا التحدي وان الاستدامة هي نتيجة طبيعية لإطار اقتصاد الكربون الدائري الذي تدافع عنه المملكة وسوف تستمر في السعي وراءه وستأخذ زمام المبادرة وستعرض للعالم أنه يمكنها القيام بذلك ويمكن لبقية العالم اتباعه.
في وقت تركز المملكة على ان التكنولوجيا تعد في صميم الابتكار الحاسم في المستقبل مثل اقتصاد الهيدروجين، واستدامة الهيدروكربونات والبتروكيماويات وأنظمة الطاقة الذكية. وستكون تكنولوجيا الابتكار أمرًا حيويًا لأن المملكة تطلق المبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى توليد نصف احتياجاتها من الطاقة المحلية من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 والطموحات للوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2060، وإذا ساعدت التكنولوجيا يمكن حتى تحقيق ذلك الرقم قبل ذلك التاريخ.
وتؤكد المملكة تطبيق نظم تقنيات مبتكرة في تقنية استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه وستضطلع بدور رئيسي في الجهود العالمية الرامية إلى تقليل الانبعاثات، مع ضمان استمرار تقدم العالم وازدهاره. وتعتمد تقنيات استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه على استخلاص ثاني أكسيد الكربون من المصدر أو من الهواء مباشرة، ثم يتم نقل تلك الانبعاثات وتخزينها في باطن الأرض، أو تحويلها إلى منتجات مفيدة.
وتؤكد المملكة ما تقوله فعلاً في تحولها الضخم للطاقة النظيفة وهي تستشهد بإنشاء مدينة نيوم المواكبة للثورة التكنولوجية الإلكترونية النظيفة التي تقوم على الطاقة الهيدروجينية وقوداً لوسائل النقل معززة بذلك جهود العالم لحماية المناخ وطبقة الغلاف الجوي لكوكب الأرض من خلال استخدامها للطاقة النظيفة بكافة أشكالها الصديقة للبيئة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معادلةتحديات أغسطس
معادلةتحديات أغسطس

الرياض

timeمنذ 9 ساعات

  • الرياض

معادلةتحديات أغسطس

بين طياته حرارة الصيف، يحمل أغسطس معه رزمًا من التحديات الصحية العالمية التي تستدعي الالتفات العميق، وتُلقي بظلالها على حياة الملايين، إنه شهر تتضافر فيه جهود التوعية والتحذير، من أمراض مناعية غامضة إلى قوة اللقاحات المنقذة للحياة، وصولًا إلى الأهمية القصوى للرضاعة الطبيعية. تحديات أغسطس ليست مجرد أرقام، بل هي دعوة للعمل. يبدأ الشهر بتحذير أممي يذكرنا بـالصدفية، هذا المرض المناعي الذي لا سبب واضحاً له، ويهدد 125 مليون شخص حول العالم. تتزامن هذه التحديات مع الاحتفال بالشهر الوطني للمناعة، وهو تناقض يدفعنا للتساؤل عن مدى فهمنا لجهازنا المناعي وكيفية حمايته، ففي كل عام، يُصاب مليار شخص بالإنفلونزا الموسمية، لكن بارقة الأمل تكمن في اللقاحات التي تنقذ ما يقرب من 2-3 ملايين روح سنويًا، وتوفر حماية ضد أكثر من 25 نوعًا من العدوى، هذا الرقم وحده يجسد قوة العلم في التصدي للأوبئة، ويؤكد أن الوقاية هي الاستثمار الأمثل. لكن الجوهرة الحقيقية في تحديات أغسطس تتجلى في الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية. إنه ليس مجرد مناسبة، بل هو استثمار حقيقي في صحة الأجيال ومستقبلها. تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الرضاعة الطبيعية تحمي 820,000 طفل دون الخامسة من الوفاة سنويًا، وتقلل بشكل كبير من خطر إصابة الأمهات بسرطاني الثدي والمبيض، إنها ليست مجرد غذاء، بل هي "هرمون السعادة" للمرأة، تعزز رشاقة الأم وجهاز المناعة الهش للطفل في أشهره الأولى، بل وتعمل كوسيلة طبيعية لمنع الحمل بتحفيز إفراز هرمون البرولاكتين. الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا أقل عرضة لأمراض شائعة كالإسهال والالتهاب الرئوي. ومع هذه الفوائد الجمة، يأتي تحذير حاد من اقتحام شركات الحليب الصناعي للمستشفيات، ما يهدد بتأثير سلبي على هذه الممارسة الحيوية. إن هذه التحديات المتجددة، من الأمراض المناعية إلى مواسم الأوبئة والتحولات في أنماط الحياة الصحية، تلقي بتبعات ثقيلة على وزارات الصحة في العالم أجمع. فهي تتطلب منها استثمارات ضخمة في البنية التحتية، البحث والتطوير، وتوفير الكوادر البشرية المتخصصة. لكن الجهود الحكومية وحدها لا تكفي؛ هنا تبرز الأهمية القصوى للوعي الاجتماعي والمعرفي والتثقيفي للمجتمع بمكوناته البشرية كافة. فالاستجابة الفعالة لهذه التحديات تبدأ من الفرد، بمعرفته الصحية السليمة، وتبنيه للممارسات الوقائية، ودعمه للمبادرات الصحية. هذا الوعي الجمعي يشكل الدرع الحصين الذي يحمي الأفراد، ويخفف العبء عن الأنظمة الصحية، ويمهد الطريق نحو مستقبل أكثر صحة للجميع. وسيأتي شهر سبتمبر بتحدٍ آخر يتمثل في سرطان الدم وتداعياته العالمية، والتحديات التي توجه دول العالم لكبح جماحه والسيطرة عليه، بوعي ووقاية وعلم وأبحاث، وتجارب معملية، وتأهيل أطباء وكوادر صحية قادرة على المواجهة النموذجية لأخطر أمراض العصر، التي تصيب كل فئات المجتمع دون استثناء. فمازلنا -مع حرارة الطقس الحارقة- نستعد لمواجهة أمراض متوطنة، وأخرى ربما تُكتشف حديثاً، وبارقة آمال في أدوية وعلاجات ولقاحات تسعد البشرية.

وزير الصحة: اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية مليونية يُجسّد تكامل الجهود الوطنية
وزير الصحة: اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية مليونية يُجسّد تكامل الجهود الوطنية

عكاظ

timeمنذ 17 ساعات

  • عكاظ

وزير الصحة: اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية مليونية يُجسّد تكامل الجهود الوطنية

أكد وزير الصحة فهد الجلاجل أن اعتماد المدينة المنورة مدينةً صحية مليونية يُجسّد تكامل الجهود الوطنية لتعزيز جودة الحياة وتحقيق بيئات صحية مستدامة، ويُعد تأكيدًا على الالتزام برؤية السعودية 2030 نحو مجتمع حيوي ووطن مزدهر، لتكون المدينة المنورة ثاني أكبر مدينة مليونية صحية في الشرق الأوسط بعد مدينة جدة. وأعرب الجلاجل عن شكره وتقديره لأمير منطقة المدينة المنورة على دعمه المتواصل وجهوده في تعزيز الجوانب الصحية، مشيدًا بتعاون مختلف الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية التي أسهمت في تحقيق هذا المنجز الوطني، الذي يضع صحة الإنسان في مقدمة الأولويات. وجاء اعتماد المدينة المنورة مدينةً صحية من قِبل منظمة الصحة العالمية للمرة الثانية، كثاني أكبر مدينة مليونية صحية في الشرق الأوسط، بعد استيفائها 80 معيارًا من معايير المنظمة. وتشمل الضوابط والمعايير لكي تحصل على هذا الاعتماد العالمي من منظمة الصحة العالمية التي حدّدت 80 معيارًا دوليًا موزعة على 9 محاور رئيسية لاعتماد المدن الصحية: المشاركة المجتمعية، والتنمية المحلية، والشراكة بين القطاعات، وتوفّر المعلومات المجتمعية، وجودة المياه والصرف الصحي، وسلامة الغذاء، وتعزيز الرعاية الصحية، والوقاية والاستعداد والاستجابة للطوارئ، والتعليم، ومحو الأمية وتنمية المهارات، إلى جانب القروض الصغيرة والتنمية الاقتصادية. ولا تفصل منظمة الصحة العالمية جميع المعايير الـ80 علنًا بشكل فردي، إذ تركز على مجموعة شاملة من المجالات لتقييم المدن الصحية. وتتضمن هذه الجوانب: القيادة والحوكمة الصحية التي تتطلب وجود هياكل إدارية وسياسات واضحة لدعم الصحة في جميع القطاعات ومشاركة المجتمع والقطاعات المختلفة في التخطيط والتنفيذ للبرامج الصحية والبيئة الحضرية والصحة التي تتطلب جودة الهواء والماء وإدارة النفايات والصرف الصحي وتوفر المساحات الخضراء والمناطق الترفيهية والسلامة المرورية والبنية التحتية الصديقة للمشاة والدراجات ومكافحة ناقلات الأمراض. وكذلك تطور الخدمات الصحية والاجتماعية بحيث تكون هناك سهولة للوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية، وتوفر خدمات الطوارئ وبرامج تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض ودعم الفئات الضعيفة وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والصحة النفسية والدعم الاجتماعي والاقتصاد والتنمية المستدامة وتأثير التنمية الاقتصادية على صحة السكان، وتوفير فرص العمل اللائق والأمن الغذائي والمائي والاستعداد للطوارئ الصحية في وجود خطط للاستجابة للأوبئة والكوارث الطبيعية والقدرة على التعامل مع الأزمات الصحية والتعليم والتوعية الصحية من خلال نشر الوعي الصحي بين السكان ودعم المدارس الصديقة للصحة. أخبار ذات صلة

دراسة جديدة: هل يؤثر موسم الولادة على خطر الإصابة بالاكتئاب؟
دراسة جديدة: هل يؤثر موسم الولادة على خطر الإصابة بالاكتئاب؟

الرجل

timeمنذ 19 ساعات

  • الرجل

دراسة جديدة: هل يؤثر موسم الولادة على خطر الإصابة بالاكتئاب؟

كشفت دراسة حديثة من جامعة كوانتلين بوليتكنيك في كندا عن وجود ارتباط ملحوظ بين موسم الولادة وخطر الإصابة بالاكتئاب، خاصة لدى الرجال. واستند الباحثون إلى عيّنة شملت 303 مشاركين من خلفيات عرقية متعددة في مدينة فانكوفر الكندية، وكان متوسط أعمارهم 26 عامًا، وجرى تصنيفهم حسب موسم الولادة: الربيع، الصيف، الخريف، والشتاء. وأظهرت نتائج اختبارات PHQ-9 وGAD-7 أن 84% من المشاركين ظهرت لديهم مؤشرات على الاكتئاب بدرجات متفاوتة، فيما أظهر 66% أعراض القلق. غير أن المثير للقلق كان أن نسبة كبيرة من الذكور الذين وُلدوا في فصل الصيف أظهروا ميلاً واضحًا للإصابة بالاكتئاب أكثر من غيرهم، إذ تم تصنيف 78 منهم في درجات تتراوح بين الاكتئاب الخفيف والشديد، مقارنة بـ67 في الشتاء، و58 في الربيع، و68 في الخريف. ما تفسير العلاقة بين الولادة والاكتئاب؟ رغم أن الدراسة لم تجد علاقة قوية بين موسم الولادة والقلق، إلا أن الاكتئاب بدا أكثر تأثرًا بالعوامل الموسمية. ويشير الباحثون إلى أن الظروف البيئية المحيطة بفترة الحمل والولادة، مثل التعرض للضوء، ودرجة الحرارة، وصحة الأم، قد تكون عوامل بيولوجية مؤثرة في التكوين النفسي طويل المدى للفرد. وتعليقًا على النتائج، قالت الباحثة أرشدب كور إن هناك حاجة ماسة لفهم الآليات البيولوجية المرتبطة بالجنس والتي قد تفسر هذه العلاقة. وأضافت أن بعض الأفراد لم يُكملوا الاستبيانات بالكامل، مما جعل التحليل النهائي يشمل 271 شخصًا فقط، وهو ما يمثل إحدى نقاط الضعف في الدراسة، إلى جانب محدودية حجم العينة واعتمادها على طلاب جامعيين شباب. هل يؤثر شهر الميلاد على الصحة النفسية؟ تأتي أهمية هذه النتائج في سياق عالمي مقلق؛ فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُسجَّل ما بين 700 و800 ألف حالة انتحار سنويًا، معظمها مرتبط بأعراض اكتئاب غير معالَجة. ويؤثر الاكتئاب أيضًا في نمط حياة الأفراد، بدءًا من الإفراط في تناول الطعام غير الصحي، وصولًا إلى تعاطي المخدرات ومشكلات في القلب والسكري. ويشير الباحثون إلى أن التصنيفات الحديثة للاكتئاب والقلق تُظهر أن هناك ستة أنواع فرعية مختلفة لهذه الحالات النفسية، وكل نوع منها يتطلب مقاربة علاجية مختلفة. ويأمل فريق الدراسة أن تفتح هذه النتائج الباب أمام أبحاث أوسع تشمل فئات عمرية وعرقية متعددة، وتستخدم أدوات تحليل متقدمة، مثل تصوير الدماغ وتتبع أنماط السلوك الرقمي، لفهم العلاقة الدقيقة بين الموسم الذي يولد فيه الإنسان وصحته النفسية لاحقًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store