logo
الاتفاقات التجارية تدفع الأسهم الآسيوية لتسجيل أكبر مكاسب في شهر

الاتفاقات التجارية تدفع الأسهم الآسيوية لتسجيل أكبر مكاسب في شهر

الاقتصادية٢٣-٠٧-٢٠٢٥
واصلت الأسهم العالمية صعودها القياسي، مدفوعة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان، وهو ما خفف من حدة المخاوف بشأن التصعيد الجمركي قبل مهلة 1 أغسطس.
سجلت الأسهم الآسيوية أكبر مكاسبها في شهر، ما دفع مؤشر "إم إس سي آي" العالمي إلى توسيع مكاسبه السنوية إلى 11%. وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر "إس آند بي 500" في التداولات الآسيوية بنسبة 0.2% بعد أن أغلق على مستوى قياسي الثلاثاء.
كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية بنسبة 1%. وقفز مؤشر "نيكاي 225" الياباني بنسبة 3.2% بقيادة أسهم شركات السيارات، في مقدمتها "تويوتا" التي ارتفعت بأكثر من 10%.
أنباء عن عزم رئيس وزراء اليابان الاستقالة
تزامنت المكاسب في الأسهم اليابانية مع تراجع الين مقابل الدولار، بعد تقارير أفادت بأن رئيس الوزراء شينغرو إيشيبا سيعلن استقالته قبل نهاية أغسطس، وفقاً لما نشرته صحيفة "ماينيشي".
ارتفعت الأسهم منذ انخفاضها في أبريل، وسط توقعات بأن الدول ستبرم اتفاقيات مع الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي في الأول من أغسطس، مما يُجنّبها أضراراً جسيمة على أرباح الشركات والاقتصاد العالمي.
حتى الآن، لم تُظهر بيانات الاقتصاد الكلي أي مؤشرات تُذكر على أن الرسوم الجمركية تُشكّل حافزاً لدفع الاقتصاد الأميركي إلى الركود.
وقال فيليب وول، مدير المحافظ في "رايليانت جلوبال أدفايزرز": "هذا ما اعتدنا رؤيته من ترمب، ما يهم واشنطن حقاً الآن هو إبرام صفقات رئيسية تُمكّن كلا الجانبين من الادعاء بتحقيق فوز في محادثات التجارة، وتُجنّبنا في الوقت نفسه العواقب الاقتصادية الوخيمة المحتملة لحرب تجارية شاملة".
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنقطتي أساس لتصل إلى 4.36%. وارتفع النفط قليلاً.
الأسواق ترحب بالرسوم المخففة
قال ترمب إن الاتفاق مع اليابان ينص على فرض تعرفة جمركية بنسبة 15% على الواردات اليابانية، إلى جانب استثمارات يابانية بقيمة 550 مليار دولار داخل الولايات المتحدة.
لم تكن التفاصيل الإضافية بشأن الاتفاق الأولي مع اليابان متاحة بشكل فوري، بما في ذلك، ما إذا كانت السيارات وقطع الغيار اليابانية ستحصل على إعفاء من الرسوم المنفصلة البالغة 25%.
قالت هيئة الإذاعة اليابانية إن واشنطن ستخفض أيضاً النسبة على قطاع السيارات إلى 15%، نقلاً عن مسؤول حكومي لم يُذكر اسمه.
وقالت شارو تشانانا، كبيرة الاستراتيجيين في "ساكسو ماركتس": "يُشكل الاتفاق الأميركي الياباني سابقة تكتيكية لآسيا ككل، وخاصةً للاقتصادات التي لا تزال تُجري مفاوضات مع إدارة ترمب".
وأضافت: "بقبولها تعريفة جمركية مُخففة بنسبة 15% وتعهدها بتدفقات استثمارية رمزية، قدمت اليابان خطة عمل: التنازل بما يكفي لتهدئة التصعيد من دون إحداث إصلاحات هيكلية عميقة".
الأسواق تراقب الجولة المقبلة من مفاوضات الصين
توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع الفلبين يُحدد تعريفة جمركية بنسبة 19% على صادرات البلاد.
وكان ترمب قد فرض في البداية تعريفة بنسبة 17% على حليف الولايات المتحدة في أبريل، ثم تم علقها مؤقتاً لإتاحة الوقت للمفاوضات. ثم هدد في وقت سابق من هذا الشهر برفع الرسوم إلى 20%.
ارتفعت أسهم مانيلا بنسبة 0.2% مع بدء التداول يوم الأربعاء.
يركز المستثمرون أيضاً على الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة هذا الأسبوع. ستتجلى قوة شركات التكنولوجيا الكبرى بوضوح خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع بدء المجموعة في الكشف عن أرباحها الفصلية.
وقد توقف مؤشر ما يُسمى بـ"العظماء السبعة" (أبل، ألفابت، إنفيديا، أمازون، ميتا، مايكروسوفت، تسلا" عن ارتفاع استمر تسعة أيام يوم الثلاثاء، في وقت ستعلن شركتا "تسلا" و"ألفابت" عن نتائجهما المالية يوم الأربعاء.
ومن المتوقع أن تسجل الشركات السبع الكبرى زيادةً مجتمعةً بنسبة 14% في أرباح الربع الثاني، بينما من المتوقع أن تبقى أرباح بقية مؤشرات الأسهم الأميركية المرجعية مستقرة نسبياً، وفقاً لبيانات "بلومبرغ إنتليجنس".
ترقب لمزاد السندات الحكومية اليابانية
ستنصب الأنظار في اليابان أيضاً على مزاد السندات الحكومية لأجل 40 عاماً يوم الأربعاء. وسيكون ذلك أول اختبار للإقبال على الديون طويلة الأجل بعد الهزيمة الانتخابية التاريخية لإيشيبا عندما فشل ائتلافه الحاكم في الفوز بالأغلبية في مجلس الشيوخ في تصويت يوم الأحد.
لا يزال المستثمرون قلقين بشأن مستقبل السندات في واحدة من أكثر الدول المتقدمة مديونية، وسط توقعات بزيادة الإنفاق الحكومي، في ظل سعي إيشيبا لتهدئة الناخبين الساخطين.
وأفادت صحيفة "ماينيتشي"، من دون الإفصاح عن مصدرها، أن إيشيبا سيعلن استقالته بنهاية أغسطس. وذكرت صحيفة "سانكي" في وقت سابق أن رئيس الوزراء يعتزم اتخاذ قرار نهائي بشأن مستقبله الشهر المقبل.
محاولة أمريكية لتمديد الهدنة مع الصين
في غضون ذلك، صرّح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بأنه سيلتقي بنظرائه الصينيين في ستوكهولم الأسبوع المقبل لإجراء محادثات تجارية، وأنه "سيعمل على تمديد" الموعد النهائي الحالي للهدنة في 12 أغسطس.
وأضاف أن المفاوضات مع الصين يمكن أن تتناول الآن مجموعة أوسع من المواضيع، بما في ذلك استمرار بكين في شراء النفط "المُعاقب" من روسيا وإيران.
صرح بيسنت لقناة "فوكس بيزنس" بأنه لا يرى أي سبب يدعو رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للتنحي.
في غضون ذلك، أكد ترمب اعتقاده بأن سعر الفائدة القياسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يكون أقل بثلاث نقاط مئوية. وقال بيسنت، في نفس الحدث الذي أقيم بالمكتب البيضاوي، "بناءً على الطريقة التي خفضوا بها أسعار الفائدة في الخريف الماضي، يتعين عليهم خفض أسعار الفائدة الآن".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رسوم ترامب الجمركية الجديدة تدخل حيز التنفيذ وتشمل أكثر من 70 دولة
رسوم ترامب الجمركية الجديدة تدخل حيز التنفيذ وتشمل أكثر من 70 دولة

صحيفة سبق

timeمنذ 5 دقائق

  • صحيفة سبق

رسوم ترامب الجمركية الجديدة تدخل حيز التنفيذ وتشمل أكثر من 70 دولة

دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيز التنفيذ اليوم الخميس، لتشمل أكثر من 70 دولة، في خطوة وصفها البيت الأبيض بأنها بداية لمرحلة جديدة من التوازن الاقتصادي، رغم تحذيرات واسعة من تداعياتها السلبية. وتنص الإجراءات الجديدة على فرض رسوم بنسبة 10٪ أو أكثر على منتجات من أكثر من 60 دولة، في حين تشمل رسوم بنسبة 15٪ الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، وترتفع إلى 20٪ على تايوان وفيتنام وبنجلاديش، وفقًا لما نقلته "سكاي نيوز عربية" عن مصادر رسمية أميركية. الرئيس ترامب عبّر عن تفاؤله بالتأثيرات، قائلاً: "سنحقق نموًا غير مسبوق"، رغم أنه لم يحدد رقماً دقيقًا للإيرادات. ويأمل البيت الأبيض أن تؤدي الرسوم إلى تحفيز الاستثمار وخلق فرص عمل، لكن مؤشرات اقتصادية حديثة أظهرت تباطؤًا في التوظيف وتراجعًا في الإنتاجية وارتفاعًا في الضغوط التضخمية منذ بدء تطبيق الرسوم الأولى في أبريل الماضي. ووفقًا لمذكرة تحليلية لشركة "دايناميك إيكونوميك استراتيجي"، فإن ارتفاع الرسوم قلّل من الأجور الحقيقية للعمال، وأدى إلى انخفاض في الإنفاق على البناء بنسبة 2.9٪ العام الماضي. الاتحاد الأوروبي وافق على الرسوم البالغة 15٪ مع تعهد بالاستثمار في السوق الأميركية، فيما لا تزال الصين والمكسيك تخضعان لجداول تفاوض مختلفة، وسط تهديدات ترامب بفرض مزيد من الرسوم على الدول التي تتعامل مع روسيا.

الصين تنزع فتيل قنبلة ديونها الموقوتة .. و"العد التنازلي" لانفجارها في أمريكا يتسارع
الصين تنزع فتيل قنبلة ديونها الموقوتة .. و"العد التنازلي" لانفجارها في أمريكا يتسارع

الاقتصادية

timeمنذ 5 دقائق

  • الاقتصادية

الصين تنزع فتيل قنبلة ديونها الموقوتة .. و"العد التنازلي" لانفجارها في أمريكا يتسارع

لطالما خيمت المخاوف بشأن ديون الصين المحلية على الخطاب الدولي، حيث يعتبر جبل الديون المخفية "قنبلة موقوتة" قد تؤدي إلى سلسلة من حالات التعثر المالي وتهدد الاستقرار المالي بشكل عام . لكن، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، يرى بعض الخبراء الآن أن حملة إعادة هيكلة الديون الواسعة في الصين بدأت تغير المشهد، مشيرين إلى أن التحديات المتعلقة بالديون التي تواجه الولايات المتحدة أصبحت ثير قلقا متزايدا مقارنة بتلك التي تواجهها الصين . قال شي جون تشاو، أستاذ المالية في جامعة رينمين في بكين "إن مخاطر ديون الحكومات المحلية في الصين تم احتواؤها بعد أعوام من الجهود، وهي في طريقها إلى التراجع تدريجيا" . وأوضح أن معظم ديون الصين تقع على عاتق الحكومات المحلية، ما يمنح الحكومة المركزية مساحة للتدخل والمساعدة في السداد، أما في الولايات المتحدة، فعبء الديون يقع على المستوى الفيدرالي، وهو وضع وصفه بأنه "أكثر إثارة للقلق". تمديد آجال سداد ديون الحكومات المحلية في الصين في أواخر العام الماضي، أطلقت الصين خطة مبادلة ديون بقيمة 12 تريليون يوان (1.67 تريليون دولار أمريكي)، بهدف تخفيف ضغط السداد على السلطات المحلية، ووفقا لوزارة المالية بلغ حجم ديون الحكومات المحلية المخفية 14.3 تريليون يوان بحلول نهاية 2023، معظمها تراكم من خلال أدوات تمويل الحكومات المحلية. أدى برنامج مبادلة الديون إلى تمديد آجال سداد ديون الحكومات المحلية، إذ ارتفع متوسط مدة استحقاق السندات إلى 15.88 سنة في النصف الأول من 2025، وفقا لمجموعة التصنيف الائتماني CCXI . وتعود أصول المشكلة إلى توسع أدوات تمويل الحكومات المحلية منذ أزمة 2008، حيث مولت مشاريع بنية تحتية ضخمة دون عوائد تُذكر، مع أن ديونها لا تُسجل رسميا لكنها مدعومة ضمنيا من الدولة . بدأت بكين جهودها للحد من هذه الالتزامات غير المدرجة في الميزانية قبل التحرك الأوسع العام الماضي. في 2018، طلبت وزارة المالية من الحكومات المحلية تسوية هذه الديون المخفية في غضون 5 إلى 10 أعوام. وفي نهاية 2022، كشف وزير المالية السابق ليو كون أن هذه الديون المخفية قد تقلصت أكثر من الثلث في غضون 5 أعوام. بدأت هذه الجهود تؤتي ثمارها، إذ أصبحت منطقة منغوليا الداخلية هذا الأسبوع أول منطقة تُزال من قائمة "عالية المخاطر" التي وضعتها الحكومة المركزية في 2023. ووفقا لتشاو من جامعة رينمين، أسهمت عمليات إعادة الهيكلة في خفض معدلات الفائدة على الديون الجديدة مقارنة بالالتزامات القديمة . وقال "إن هذه الخطوة، إلى جانب انخفاض أسعار الفائدة في السوق حاليا، ساعدت فعليا على خفض تكاليف التمويل على الحكومات المحلية وتخفيف عبء مدفوعات الفوائد" . وفقا لمجموعة CCXI ، وبفضل بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، اتجهت أسعار إصدار السندات للحكومات المحلية نحو الانخفاض هذا العام، حيث بلغ المتوسط المرجح نحو 1.92% - أي أقل نحو نصف نقطة مئوية عن العام السابق - وانخفض سعر الفائدة في يونيو إلى 1.8% فقط، وهو أدنى مستوى له هذا العام. أمريكا تعتمد على المستثمرين الأجانب في الولايات المتحدة، على سبيل المقارنة، راوح العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 أعوام بين 4 و4.5% لمعظم 2025، في حين إن الصراع بين الرئيس دونالد ترمب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أبقى توقعات خفض أسعار الفائدة غير مؤكدة. قالت أليسيا جارسيا هيريرو، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك الاستثمار الفرنسي ناتيكسيس، "إن الوضع في الولايات المتحدة أسهل من جهة، لأن الدولار هو عملة احتياطية عالمية، لكنه أصعب من جهة أخرى لأن الحكومة الأمريكية تعتمد على المستثمرين الأجانب لتمويل عجزها، بينما ديون الصين مملوكة في الغالب محليا وهذه ميزة كبيرة للصين". وأضافت أن "نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للصين لا يزال يفوق نمو الولايات المتحدة، ما يجعل ديونها أكثر استدامة"، لكنها حذرت من أنه إذا شجع هذا الأمر على الاقتراض غير المحدود، فقد يصبح مشكلة. ووفقا لأحدث قاعدة بيانات لتوقعات الاقتصاد العالمي الصادرة عن صندوق النقد الدولي في أبريل، من المتوقع أن تصل نسبة الدين الحكومي العام إلى الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة إلى 122.46% هذا العام، مقارنة بـ96.31% للصين. على واشنطن إيجاد مصادر دخل خارجية تزايدت المخاوف بشأن استدامة ديون الحكومة الأمريكية عقب إقرار مشروع القانون الذي اقترحه ترمب، الذي رفع سقف الدين بمقدار 5 تريليونات دولار أمريكي، ما أثار تحذيرات من "قنبلة ديون" وشيكة من شخصيات مثل إيلون ماسك ومدير صندوق التحوط راي داليو. وأشار تشاو إلى أنه نظرا لتركز الدين الأمريكي على المستوى الفيدرالي، لا يمكن للحكومة تمديد التزاماتها إلا بإصدار ديون جديدة أو زيادة الإيرادات. وحذر قائلا: "إن تباطؤ نموها الاقتصادي يُصعب زيادة الإيرادات، لذا تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على تمديد الديون للوفاء بالتزاماتها، ما يفاقم العبء ويزيد من مخاطر التخلف عن السداد". وأضاف: "لهذا السبب تسعى الولايات المتحدة الآن إلى إيجاد مصادر دخل خارجية، مثل فرض رسوم جمركية إضافية أو تحصيل "رسوم حماية"، في إشارة إلى اقتراح ستيفن ميران، كبير المستشارين الاقتصاديين لترمب، بأن تُساعد دول أخرى في تحمل دور الولايات المتحدة في توفير "السلع العامة العالمية"، بما في ذلك عن طريق تحويل الأموال مباشرة إلى وزارة الخزانة الأمريكية.

هل تتخلى الهند والصين عن نفط روسيا الرخيص أمام حملة ترمب على المشترين؟
هل تتخلى الهند والصين عن نفط روسيا الرخيص أمام حملة ترمب على المشترين؟

الاقتصادية

timeمنذ 5 دقائق

  • الاقتصادية

هل تتخلى الهند والصين عن نفط روسيا الرخيص أمام حملة ترمب على المشترين؟

بينما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسوما جمركية إضافية نسبتها 25% على واردات بلاده من الهند، متعللا بأن الإجراء يشكل عقابا لنيودلهي على شرائها النفط الروسي، تشير تقارير إلى أن الصين قد تلحق بالقائمة وتلقى هي الأخرى عقوبات أمريكية للأسباب ذاتها. يمثل البلدان الآسيويان أكبر مشتريين للنفط الروسي، حيث يصل حجم مشتريات الصين إلى 2.4 مليون برميل يوميا وتبلغ واردات الهند اليومية 1.9 مليون برميل، وفقا لتقرير نشرته "دويتشه فيله". حجم مشتريات الهند من النفط الروسي كان قد زاد بنحو 19 ضعفا خلال الفترة من عام 2021 إلى 2024، بينما ارتفعت مشتريات الصين بنسبة 50% لتصل إلى مستواها الحالي. في ضوء هذا المشهد، تحذر تقارير اقتصادية ومحللون دوليون من تداعيات الحملة الأمريكية ضد تجارة النفط الروسية على الأسواق العالمية، خاصة على الاقتصادين الآسيويين الكبيرين، اللذين تعهدا بحماية أمنهما في مجال الطاقة وسيادتهما الاقتصادية ضد ما وصفته بكين بـ"الإكراه والضغط" من الولايات المتحدة. الهند تتهم الغرب بـ "النفاق" ولا أفق لتبدل موقفها وفرت الهند ما يصل إلى 33 مليار دولار من تكاليف الطاقة بين عامي 2022-2024، حيث عرضت موسكو تخفيضات كبيرة في الأسعار، عندما قلصت الولايات المتحدة وأوروبا اعتمادهما على النفط والغاز الروسيين، بحسب تقرير لـ "تشينا بوست". بحسب التقرير، أشارت نيودلهي إلى أن واشنطن دعمت بنشاط مشترياتها من النفط الروسي، التي زادت بعد فترة وجيزة من الحرب في أوكرانيا، للمساعدة على استقرار أسعار النفط العالمية. سياسة الهند طويلة الأمد، المتمثلة في موازنة العلاقات مع الولايات المتحدة وروسيا والصين دون إعطاء الأولوية لأي طرف، دعمت قرار شراء النفط الخام الروسي المخفض، مع "إعطاء نيودلهي الأولوية لأمن الطاقة والقدرة على تحمّل التكاليف". وبينما انتقدت الهند صراحة القرار الأمريكي، فقد اتهمت الغرب بالنفاق، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل استيراد الطاقة الروسية على الرغم من تقليل اعتماده عليها بشكل كبير منذ بدء الحرب. يضع القرار الأمريكي دبلوماسية نيودلهي النفطية أمام أكبر اختبار لها منذ سنوات، بحسب تقرير لوكالة "بلاتس" الدولية لمعلومات الطاقة، إذ من المؤكد أن من شأنه خفض توقعات النمو الاقتصادي في الهند. وقد يظهر التأثير في نمو الطلب. لكن من غير المرجح أن تتراجع نيودلهي عن موقفها بشأن مشترياتها من أكبر مورد خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" حتى الآن، حيث قالت الوكالة "إنها ما زالت تعتقد أن النفط الروسي سيستمر في التدفق إلى الهند، على الرغم من أن زيادة تدفقات النفط الخام من الشرق الأوسط لا يمكن تجاوزها". قرار ترمب سيدفع في المقابل صناع السياسات في الهند إلى تقييم التداعيات الاقتصادية والموازنة بين دفع رسوم جمركية إضافية على سلع أخرى متنوعة، مع الاستمرار في شراء النفط الروسي، بحسب التقرير. قالت وزارة الخارجية الهندية: "لقد أوضحنا بالفعل موقفنا بشأن هذه القضايا، بما في ذلك حقيقة أن وارداتنا تستند إلى عوامل السوق، ويتم تنفيذها بهدف عام يتمثل في ضمان أمن الطاقة لـ 1.4 مليار نسمة في الهند. لذلك، من المؤسف للغاية أن تختار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية إضافية على الهند بسبب إجراءات يتخذها أيضا عديد من الدول الأخرى بما يخدم مصالحها الوطنية". الصين "لن تتوقف" عن شراء النفط الروسي الرخيص لم يحاول ترمب حتى أن ينفي احتمال فرض رسوم إضافية مماثلة على الصين كالتي فرضها على الهند، وللسبب ذاته، حيث قال للصحفيين إن هذا "قد يحدث". كما كان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قد حذّر الصين الأسبوع الماضي من أنها قد تواجه أيضا رسوما جمركية جديدة إذا استمرت في شراء النفط الروسي. ألكسندر شورين، مدير شركة "روسكا " الأمريكية لحلول الطاقة، قال لـ"الاقتصادية" إنها بينما يضغط ترمب لوقف شراء النفط الروسي "يبدو أن التجارة النفطية بين الدول الثلاث (الصين والهند وروسيا) مزدهرة عبر ما يسمى بأسطول الظلّ أو الصفقات البعيدة عن أعين الجهات الدولية المعنية بتتبع السفن". روس كيندي، العضو المنتدب لشركة "كيو إتش ايه" لخدمات الطاقة، أوضح بدروه لـ "الاقتصادية" أن النفط الروسي الرخيص "يفيد بالتأكيد مصافي التكرير في تلك الدول، عبر تلبية احتياجاتها من الطاقة. ولا يبدو أن هناك أي استعداد لوقف هذه الممارسة". ويؤكد آرفي ناهار، مدير شركة "ناهار" لاقتصادات الطاقة، أن تدفق النفط بين الصين وروسيا ضروري لكلا البلدين، متوقعا ألا تتوقف الصين عن الشراء، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية". تقرير وكالة "بلاتس" ذكر كذلك أنه حتى في مواجهة تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية يتوقع المحللون أن الصين لن تتوقف عن شراء النفط من جارتها الشمالية بالنظر إلى علاقة التعاون في مجال الطاقة ذات المنفعة المتبادلة بينهما. سيستمر إذن تدفق النفط من روسيا جنوبا على المدى الطويل، لأن "الأهداف الإستراتيجية للصين تتطلب إمدادا مستقرا وآمنا من الموارد الحيوية مثل النفط". وسيستمر النفط المستفيد الأكبر، حيث انتعشت أسعاره بعد تصعيد ترمب ضد الهند.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store