logo
مؤسسة المفقودين أمام الأمم المتحدة: معالجة الملف أمر أساسي لتحقيق المصالحة

مؤسسة المفقودين أمام الأمم المتحدة: معالجة الملف أمر أساسي لتحقيق المصالحة

الأنباءمنذ 13 ساعات

قدمت رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سورية، كارلا كينتانا، أول إحاطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ توليها مهامها، مطلع العام 2025، مؤكدة أن المؤسسة بدأت فعليا بناء هيكلها التنفيذي لمواجهة أحد أعقد الملفات في سورية.
وخلال الجلسة التي انعقدت في نيويورك، بحضور وفد سوري رسمي، قالت كينتانا إن إنشاء هذه المؤسسة قبل عامين جاء استجابة لمطالب عائلات المفقودين، ولاسيما النساء السوريات، بدعم من المجتمع المدني السوري وعدد من الدول بقيادة لوكسمبورغ، بهدف وضع العائلات لأول مرة «في صلب الحل»، حسب تعبيره.
وأكدت أن سورية تقف اليوم على «أفق جديد» بعد سنوات من الصراع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مشيرة إلى وجود فرص حقيقية للبحث عن المفقودين وكشف مصيرهم، رغم ضخامة التحديات التي ما تزال قائمة.
وقالت المسؤولة الأممية بحسب موقع «تلفزيون سوريا» إن ملف المفقودين في سورية «لا يقتصر أثره على عائلات الضحايا فحسب، بل يشكل قضية محورية تخص المجتمع السوري بأسره»، معتبرة أن معالجته «أمر أساسي لتحقيق المصالحة وبناء سلام مستدام في سورية».
وذكرت أن «دعم العائلات ومشاركتها في توضيح مصير المفقودين ومكان وجودهم أمر لا غنى عنه من أجل التعافي المجتمعي»، مشيرة إلى أن سوريا تقف حاليا أمام «أفق جديد»، رغم ضخامة التحديات المتبقية.
وشددت رئيسة المؤسسة على أن المعلومات «تبقى العنصر الحاسم في جهود البحث عن المفقودين»، مشيرة إلى أن «تدفق المعلومات وتوحيد قواعد البيانات يمثلان أحد أكبر التحديات التي تواجه الباحثين عن المفقودين في سوريا وحول العالم»، لافتة إلى تعاون المؤسسة مع منظمات وطنية ودولية لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود.
وأكدت أن البحث عن المفقودين «يجب أن يكون بقيادة سورية وبدعم دولي»، مشددة في الوقت ذاته على «البعد العالمي لهذا الملف الذي يتجاوز حدود سوريا ليشمل أشخاصا من جنسيات متعددة».
وفي حين اعتبرت كينتانا أن «سورية الجديدة بدأت تتشكل»، شددت على أهمية العمل الميداني المباشر مع السوريين أنفسهم، موضحة أنه «إذا نجحنا في هذه العملية، سنكون قادرين على إيصال الحقيقة للسوريين، وسنظهر للعالم أنه حتى في اللحظات الصعبة يمكننا تقديم إجابات ملموسة».
وكشفت المسؤولة الأممية أن المؤسسة قامت خلال العام الماضي بعدة خطوات أساسية، شملت توظيف كوادر تقنية، ووضع منهجيات وخطط عمل، ورسم خريطة للجهات والأحداث والمواقع ذات الصلة، إضافة إلى تأسيس مركز بيانات آمن ومنصة تحليل شاملة، وإنشاء نظام تسجيل للمفقودين، إلى جانب تطوير التعاون مع السلطات المؤقتة داخل سوريا وتنفيذ عدة بعثات ميدانية.
وشددت على أن تدفق المعلومات يظل التحدي الأكبر في هذا الملف، مشيرة إلى تعاون المؤسسة مع منظمات مدنية سورية ودولية وجمعيات ضحايا لتبادل المعلومات وتوحيد قواعد البيانات، بما يعزز فرص العثور على المفقودين.
وأوضحت كينتانا أن المؤسسة فتحت بالفعل خطوط تحقيق تتعلق بالمفقودين الأطفال، والمختفين قسرا في عهد نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، والمفقودين خلال رحلة اللجوء، مع التزامها بالبحث عن جميع المفقودين من دون استثناء.
وأعلنت المسؤولة الأممية عن تطوير استراتيجية دعم شاملة تتضمن إنشاء نظام إحالة مخصص للاستجابة لاحتياجات أسر المفقودين داخل سورية وخارجها.
وأكدت رئيسة مؤسسة المفقودين على أهمية التعاون مع اللجنة الوطنية للمفقودين، التي أنشئت بمرسوم رئاسي في سوريا مؤخرا، موضحا أن المؤسسة تجري حوارا مباشرا مع رئيس اللجنة، الدكتور محمد رضا جلخي، وأن الجانبين اتفقا على العمل المشترك والتنسيق المستمر.
وذكرت كينتانا أن المؤسسة تقدمت بطلب رسمي لفتح مكتب لها في دمشق وتوظيف كوادر محلية، بهدف تعزيز حضورها الميداني وتسريع عمليات البحث، مشيرة إلى أن 30 وظيفة من أصل 45 وظيفة معتمدة تم شغلها حتى الآن.
وفيما يتعلق بالتمويل، أعلنت رئيسة مؤسسة المفقودين في سورية عن تأسيس صندوق دعم خاص بالمؤسسة، عبر مساهمات طوعية، مشيرة إلى أن ألمانيا كانت أول دولة تقدم مساهمتها فيه، وداعية بقية الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم في هذه المرحلة الحساسة.
وختمت رئيسة المؤسسة المستقلة للمفقودين في سورية بالإشارة إلى أن «البحث عن المفقودين في سورية مهمة إنسانية ذات بعد عالمي»، داعية إلى تعاون جميع الدول المعنية، ومشددة على أن الوقت جوهري لتحقيق تقدم ملموس يبعث الأمل في نفوس عائلات المفقودين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بغداد تطلب من طهران عدم استهداف المصالح الأميركية على أراضيها
بغداد تطلب من طهران عدم استهداف المصالح الأميركية على أراضيها

الأنباء

timeمنذ 5 ساعات

  • الأنباء

بغداد تطلب من طهران عدم استهداف المصالح الأميركية على أراضيها

أفاد مسؤول عراقي أمني رفيع المستوى وكالة فرانس برس أمس بأن بغداد طلبت من طهران عدم استهداف المصالح الأميركية في العراق، في ظل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل. وتحاول حكومة بغداد، الحفاظ على علاقات جيدة مع جارتها الإيرانية من جهة، ومع حليفتها الاستراتيجية الولايات المتحدة من جهة أخرى. وقال مسؤول عراقي أمني كبير لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته، إن «العراق طلب رسميا من إيران عدم استهداف المصالح الأميركية في أراضيه، ووعدنا الإيرانيون خيرا». وأضاف أن «إيران متفهمة للطلب العراقي». كانت إيران هددت، قبل بدء التصعيد الجاري مع إسرائيل، باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع يكون سببه فشل المباحثات النووية مع واشنطن. وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سورية المجاورة، في إطار تحالف دولي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش. غير أن المسؤول الأمني أشار في تصريحه لفرانس برس إلى أن «الجميع» بما في ذلك الفصائل العراقية المسلحة «متعاون مع الحكومة لإبعاد العراق عن الصراع».

الكويت والولايات المتحدة بحثتا التعاون في مجال حقوق الإنسان
الكويت والولايات المتحدة بحثتا التعاون في مجال حقوق الإنسان

الأنباء

timeمنذ 7 ساعات

  • الأنباء

الكويت والولايات المتحدة بحثتا التعاون في مجال حقوق الإنسان

التقت مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان السفيرة الشيخة جواهر الدعيج نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي بمكتب الديموقراطية وحقوق الإنسان والعمل جيكوب ماكغي. وجرى اللقاء خلال أعمال الدورة الـ18 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبحضور مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي في مقر البعثة الدائمة لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك. وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي بين دولة الكويت والولايات المتحدة الأميركية في مجال حقوق الإنسان، إضافة إلى استعراض آخر التطورات في هذا الشأن. واستعرضت الشيخة جواهر الصباح جهود دولة الكويت في مكافحة الاتجار بالبشر، مؤكدة التزام الكويت الراسخ بحماية وتعزيز حقوق الإنسان وبمواجهة هذه الجريمة العابرة للحدود. من جانبه، أثنى ماكغي على جهود دولة الكويت التي قامت بها في مجال تمكين المرأة لاسيما خطوة دخول المرأة إلى السلك العسكري، واصفا إياها بأنها إنجاز مهم يعكس التزام الكويت بتعزيز حقوق المرأة. كما التقت مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث. وجرى اللقاء تعزيز سبل التعاون المشترك بين دولة الكويت وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مجال حقوق الإنسان. وأكد الطرفان خلال اللقاء أهمية تمكين المرأة ومشاركتها الفاعلة في المجالات كافة بما في ذلك حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى أن يكون للمرأة دور في طاولة المفاوضات وفي توزيع المساعدات إدراكا لدورها في بناء السلام والاستقرار. كما أكدت الشيخة جواهر الصباح أثناء اللقاء حرص دولة الكويت على دعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز حقوق المرأة. من جانبها، أشادت بحوث بآخر التطورات التي قامت بها دولة الكويت في مجال تمكين المرأة، وخصت بالذكر الجهود التشريعية المتقدمة في هذا الصدد، مؤكدة أن البلاد تعد رائدة في المنطقة في هذا المجال.

مؤسسة المفقودين أمام الأمم المتحدة: معالجة الملف أمر أساسي لتحقيق المصالحة
مؤسسة المفقودين أمام الأمم المتحدة: معالجة الملف أمر أساسي لتحقيق المصالحة

الأنباء

timeمنذ 13 ساعات

  • الأنباء

مؤسسة المفقودين أمام الأمم المتحدة: معالجة الملف أمر أساسي لتحقيق المصالحة

قدمت رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سورية، كارلا كينتانا، أول إحاطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ توليها مهامها، مطلع العام 2025، مؤكدة أن المؤسسة بدأت فعليا بناء هيكلها التنفيذي لمواجهة أحد أعقد الملفات في سورية. وخلال الجلسة التي انعقدت في نيويورك، بحضور وفد سوري رسمي، قالت كينتانا إن إنشاء هذه المؤسسة قبل عامين جاء استجابة لمطالب عائلات المفقودين، ولاسيما النساء السوريات، بدعم من المجتمع المدني السوري وعدد من الدول بقيادة لوكسمبورغ، بهدف وضع العائلات لأول مرة «في صلب الحل»، حسب تعبيره. وأكدت أن سورية تقف اليوم على «أفق جديد» بعد سنوات من الصراع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مشيرة إلى وجود فرص حقيقية للبحث عن المفقودين وكشف مصيرهم، رغم ضخامة التحديات التي ما تزال قائمة. وقالت المسؤولة الأممية بحسب موقع «تلفزيون سوريا» إن ملف المفقودين في سورية «لا يقتصر أثره على عائلات الضحايا فحسب، بل يشكل قضية محورية تخص المجتمع السوري بأسره»، معتبرة أن معالجته «أمر أساسي لتحقيق المصالحة وبناء سلام مستدام في سورية». وذكرت أن «دعم العائلات ومشاركتها في توضيح مصير المفقودين ومكان وجودهم أمر لا غنى عنه من أجل التعافي المجتمعي»، مشيرة إلى أن سوريا تقف حاليا أمام «أفق جديد»، رغم ضخامة التحديات المتبقية. وشددت رئيسة المؤسسة على أن المعلومات «تبقى العنصر الحاسم في جهود البحث عن المفقودين»، مشيرة إلى أن «تدفق المعلومات وتوحيد قواعد البيانات يمثلان أحد أكبر التحديات التي تواجه الباحثين عن المفقودين في سوريا وحول العالم»، لافتة إلى تعاون المؤسسة مع منظمات وطنية ودولية لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود. وأكدت أن البحث عن المفقودين «يجب أن يكون بقيادة سورية وبدعم دولي»، مشددة في الوقت ذاته على «البعد العالمي لهذا الملف الذي يتجاوز حدود سوريا ليشمل أشخاصا من جنسيات متعددة». وفي حين اعتبرت كينتانا أن «سورية الجديدة بدأت تتشكل»، شددت على أهمية العمل الميداني المباشر مع السوريين أنفسهم، موضحة أنه «إذا نجحنا في هذه العملية، سنكون قادرين على إيصال الحقيقة للسوريين، وسنظهر للعالم أنه حتى في اللحظات الصعبة يمكننا تقديم إجابات ملموسة». وكشفت المسؤولة الأممية أن المؤسسة قامت خلال العام الماضي بعدة خطوات أساسية، شملت توظيف كوادر تقنية، ووضع منهجيات وخطط عمل، ورسم خريطة للجهات والأحداث والمواقع ذات الصلة، إضافة إلى تأسيس مركز بيانات آمن ومنصة تحليل شاملة، وإنشاء نظام تسجيل للمفقودين، إلى جانب تطوير التعاون مع السلطات المؤقتة داخل سوريا وتنفيذ عدة بعثات ميدانية. وشددت على أن تدفق المعلومات يظل التحدي الأكبر في هذا الملف، مشيرة إلى تعاون المؤسسة مع منظمات مدنية سورية ودولية وجمعيات ضحايا لتبادل المعلومات وتوحيد قواعد البيانات، بما يعزز فرص العثور على المفقودين. وأوضحت كينتانا أن المؤسسة فتحت بالفعل خطوط تحقيق تتعلق بالمفقودين الأطفال، والمختفين قسرا في عهد نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، والمفقودين خلال رحلة اللجوء، مع التزامها بالبحث عن جميع المفقودين من دون استثناء. وأعلنت المسؤولة الأممية عن تطوير استراتيجية دعم شاملة تتضمن إنشاء نظام إحالة مخصص للاستجابة لاحتياجات أسر المفقودين داخل سورية وخارجها. وأكدت رئيسة مؤسسة المفقودين على أهمية التعاون مع اللجنة الوطنية للمفقودين، التي أنشئت بمرسوم رئاسي في سوريا مؤخرا، موضحا أن المؤسسة تجري حوارا مباشرا مع رئيس اللجنة، الدكتور محمد رضا جلخي، وأن الجانبين اتفقا على العمل المشترك والتنسيق المستمر. وذكرت كينتانا أن المؤسسة تقدمت بطلب رسمي لفتح مكتب لها في دمشق وتوظيف كوادر محلية، بهدف تعزيز حضورها الميداني وتسريع عمليات البحث، مشيرة إلى أن 30 وظيفة من أصل 45 وظيفة معتمدة تم شغلها حتى الآن. وفيما يتعلق بالتمويل، أعلنت رئيسة مؤسسة المفقودين في سورية عن تأسيس صندوق دعم خاص بالمؤسسة، عبر مساهمات طوعية، مشيرة إلى أن ألمانيا كانت أول دولة تقدم مساهمتها فيه، وداعية بقية الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم في هذه المرحلة الحساسة. وختمت رئيسة المؤسسة المستقلة للمفقودين في سورية بالإشارة إلى أن «البحث عن المفقودين في سورية مهمة إنسانية ذات بعد عالمي»، داعية إلى تعاون جميع الدول المعنية، ومشددة على أن الوقت جوهري لتحقيق تقدم ملموس يبعث الأمل في نفوس عائلات المفقودين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store