
خبراء: انتصار كارني يعكس تحوّلاً في المزاج الكندي تجاه أمريكا
اعتبر خبراء سياسيون أن فوز الحزب الليبرالي بقيادة مارك كارني، في الانتخابات التشريعية الكندية، يعكس تحوّلًا في مزاج الناخب الكندي، الذي اختار الاستقرار والسيادة في مواجهة ما وصفوه بـ'تهديد مباشر' من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتمكن كارني، الاقتصادي البارز والحاكم السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا، من قيادة الحزب الليبرالي الكندي إلى فوز انتخابي جديد، ليضمن له ولاية رابعة على رأس الحكومة منذ عام 2015.
وبحسب التقديرات الأولية، حصد الحزب الليبرالي 168 مقعدًا من أصل 343 في مجلس العموم، مقابل أكثر من 140 مقعدًا لحزب المحافظين.
ورغم أن هذه النتيجة لا تمنحه الأغلبية المطلقة، فإنها تمثل انتصارًا سياسيًا لافتًا بعد أشهر من التراجع في استطلاعات الرأي، وقبل كل شيء، بعد انسحاب رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو من الحياة السياسية في مارس/آذار الماضي.
وجود طاغٍ
ولعب الحضور الطاغي للرئيس ترامب في الإعلام والسياسة دورًا محوريًا في التأثير على المزاج الكندي.
واستخدم كارني ذلك في حملته الانتخابية، محذرًا من أن ترامب 'يريد أن يمتلك كندا'، وأن 'علاقتنا القديمة مع الولايات المتحدة قد انتهت'، داعيًا إلى التكاتف الوطني لمواجهة 'أشهر صعبة قادمة تتطلب تضحيات'، على حد تعبيره في خطاب الفوز الذي ألقاه في أوتاوا.
قلب المعادلة
وقالت الباحثة في معهد مونك للشؤون العالمية بجامعة تورنتو، الدكتورة ناتالي ديشامب، إن 'فوز كارني لا يعود فقط إلى شخصيته أو خلفيته الاقتصادية، بل إلى نجاحه في تحويل الحملة الانتخابية إلى استفتاء شعبي حول السيادة الوطنية'.
وأضافت ديشامب أن 'الكنديين اختاروا التماسك في وجه رياح ترامب، خصوصًا بعد تصريحاته العدائية حول التجارة والمياه والموارد الطبيعية، ولعبت المخاوف من عودة الرئيس الأمريكي دورًا مركزيًا في تعبئة الناخبين'.
كما رأت ديشامب، أن كارني نجح في رهانه بعد حملة قصيرة استغرقت 36 يومًا، موضحة أنه، بينما كانت استطلاعات الرأي قبل أشهر تشير إلى هزيمة ساحقة أمام المحافظين، ساهمت استقالة رئيس الوزراء السابق ترودو، إضافة إلى دور ترامب في تأجيج النقاش العام، في قلب المعادلة لصالح الليبراليين.
الحصانة الاقتصادية
ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماكغيل في مونتريال، دانيال بيلاند إن كارني نجح في طمأنة الطبقة الوسطى القلقة من الركود الاقتصادي، مضيفًا: 'في ظل أزمة تضخم عالمية وتوترات تجارية، أظهر كارني قدرة نادرة على الجمع بين الخطاب السيادي والبراغماتية الاقتصادية'.
واعتبر بيلاند أن خططه بشأن الإبقاء على الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية وتعزيز التجارة الداخلية، منحت الناخبين شعورًا بالحصانة الاقتصادية.
تأثير ترامب
ورأى بيلاند أن زعيم المحافظين لم ينجح في إقناع الناخبين، رغم وعوده بخفض الضرائب وتقليص الإنفاق العام، إذ إن أسلوبه المشابه لترامب وبعض أفكاره أفقداه ثقة شريحة من الناخبين، خصوصًا من الفئات الوسطى.
فقد فشل زعيم المحافظين، بيير بويليفر، الذي تعهّد بخفض الضرائب وتقليص النفقات، في إقناع الناخبين، حيث رأى كثيرون أنه يتقاطع في الأسلوب والمضمون مع الرئيس الأمريكي، ما كلّفه دعم شريحة مهمة من الوسط السياسي الكندي.
ورغم إقراره بالهزيمة، أعلن بويليفر استعداده 'للعمل مع الحكومة من أجل الدفاع عن كندا في وجه البيت الأبيض'، على حد تعبيره.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
تصعيد خطير.. منع جامعة "هارفارد" من قبول طلبة دوليين
أخطرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جامعة هارفارد العريقة بقرارها الجديد بمنعها من قبول الطلبة الدوليين في كلياتها، في خطوة تمثل "تصعيدا كبيرا" في إطار الضغط على الجامعة من أجل التناغم مع أجندة ترامب. إدارة ترامب والجامعة تبادلتا الاتهامات خلال الأيام الأخيرة بشأن قانونية "طلب سجلات" من وزارة الأمن الداخلي. وزيرة الأمن الداخلي كرسيتي نويم، بعثت رسالة للجامعة جاء فيها "أكتب إليكم لأخطركم بأنه ابتداء من الآن سيتم، إلغاء اعتماد برنامج الطلاب وتبادل الزوار في جامعة هارفارد". وكانت وزارة التعليم الأميركية أبلغت جامعة هارفارد في وقت سابق، أنها ستجمد مليارات الدولارات من المنح البحثية وغيرها، كما تقوم إدارة ترامب باستخدام نفوذ التمويل الاتحادي لإجبار شركات محاماة وجامعات وغيرها على إجراء تغييرات شاملة في السياسات. الجامعة، التي تدعم حرية التعبير، عبّر طلابها من خلال احتجاجات سلمية، عن رفضهم لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وصعدت إدارة ترامب إجراءاتها ضد جامعة هارفارد في الأسابيع القليلة الماضية، إذ بدأت مراجعة رسمية لتمويل اتحادي يبلغ نحو 9 مليارات دولار للجامعة، وطالبتها بحظر ممارسات التنوع والمساواة والشمول، واتخاذ إجراءات صارمة ضد بعض الجماعات الداعمة للفلسطينيين. ورفضت جامعة هارفارد الشهر الماضي، العديد من مطالب ترامب، ووصفتها بأنها هجوم على حرية التعبير والحرية الأكاديمية، كما رفعت دعوى قضائية على إدارة ترامب بعد أن علقت الإدارة نحو 2.3 مليار دولار من التمويل الاتحادي للمؤسسة التعليمية، في حين تعهدت الجامعة أيضا بمواجهة التمييز في الحرم الجامعي. المصدر: الجزيرة


عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
بياع الخواتم
مساء الاثنين الماضي، موعد نشرات الأخبار الرئيسة في كل مكان، ذَهلَ المذيعات وهنَّ يقدمنَ للمشاهدين، الذين سوف يذهلون بدورهم، نبأ غير متوقع: الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعلن أن التفاوض حول نهاية الحرب الروسية–الأوكرانية، سوف يبدأ فوراً. شيء شبيه بإعلان الاتفاق على التفاوض حول هدنة الحرب العالمية. قطار ترمب السريع يتوقف فجأة عند أخطر نزاع عسكري يمزق أوروبا منذ ثلاث سنوات. ومهندس (قائد) القطار هو الرجل الذي كان يقول قبل أشهر وسط العجب، والتعجب، إنه عندما ينصرف إلى المسألة، فسوف يحلها في 24 ساعة. الحقيقة أن الرجل قدم نفسه لنا بوصفه صانع عجائب، وليس بوصفه صانع سلام. إنه شخص متخيَّل مثل «بياع الخواتم» في المسرحية الرحبانية. وسوف ترون. ولكن هل الوقت وقت عجائب، والكرة من تحت هذا العالم لا تعرف في أي اتجاه تدور؟ لا يوجد شيء بعيد، أو مستبعد عند «الرئيس الطائر». وعندما تهبط الطائرة الرئاسية، وتطفئ محركاتها، لكي تكون على استعداد للإقلاع الفوري في الرحلة التالية، بعد الإعلان عن نبأ التفاوض بين موسكو وكييف بساعة، كان البيت الأبيض يبلغ رؤساء أوروبا بالأمر. سوف يكون هذا شيئاً تاريخياً مثل تلك المؤتمرات التي أعطت أسماءها سلام العالم. وعلى الذين شككوا في جديّة الرجل أن يسارعوا إلى الاعتذار بطريقة ما. لا يكف عن العمل، ولا يكف عن التحدث، ولا يكف عن السفر، ولا يكف عن الوعد بحل القضية التالية... هذا لا يعني أن كل شيء قد انتهى، لكن بالتأكيد، كل شيء قد بدأ. والمسائل ليست بهذه السهولة الرومانسية، لكن الحلول خلال 24 ساعة أصبحت على الطاولة. القول إن حل النزاع الأوكراني-الروسي ممكن خلال 24 ساعة يعارض كل منطق. ولذلك، سوف يصر عليه. الشرق الاوسط


رؤيا
منذ 2 ساعات
- رؤيا
رسالة "الحرية لفلسطين" تشعل الجدل.. تحقيقات حول بيان منسوب لمنفذ عملية واشنطن
نيويورك بوست: رودريغيز نشر بيانًا مناهضًا للاحتلال الإسرائيلي على الإنترنت قبل يوم واحد من العملية تواصل الشرطة الأمريكية، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، التحقيق في رسالة نُشرت على الإنترنت ويُعتقد أنها منسوبة لإلياس رودريغيز، المشتبه به في حادث إطلاق النار قرب المتحف اليهودي في واشنطن، والذي أسفر عن مقتل شخصين. وبحسب ما نقلته صحيفة نيويورك بوست عن مصادر مطلعة، فإن رودريغيز (31 عامًا) نشر بيانًا مناهضًا للاحتلال الإسرائيلي على الإنترنت، قبل يوم واحد من تنفيذه العملية، في ما وصفه بأنه "عمل احتجاجي سياسي" ردًا على الحرب في غزة. اقرأ أيضاً: البيت الأبيض: ترمب مستاء من إطلاق النار على "إسرائيليين" في واشنطن وسنحاسب الجناة وكشفت التقارير أن رودريغيز هتف "الحرية لفلسطين" قبل لحظات من اعترافه بإطلاق النار، الأمر الذي دفع السلطات الأمنية إلى تركيز تحقيقاتها على بيان من 900 كلمة يحمل اسمه، بدأ بالانتشار عقب اعتقاله مباشرة. وتضمنت الرسالة، المؤرخة في 20 أيار، عبارات تعكس توجهًا أيديولوجيًا واضحًا، من بينها: "العمل المسلح ليس بالضرورة عملاً عسكريًا... بل استعراضًا سياسيًا"، وأضاف: "أولئك الذين يقفون ضد الإبادة الجماعية قد تخلوا عن إنسانيتهم". وتابع النص: "الإنسانية لا تعفي أحدًا من المحاسبة... كان ذلك الفعل ليُعتبر مبررًا أخلاقيًا لو تم قبل 11 عامًا خلال عملية الجرف الصامد، حين أصبحت على وعي حاد بسلوكنا الوحشي في فلسطين". وفي ختام الرسالة، أعرب كاتبها عن حبه لعائلته، مختتمًا بعبارة: "الحرية لفلسطين". السلطات الأمنية في واشنطن أكدت أن البيان قيد التدقيق والتحليل، حيث صرّح نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن "المحققين يفحصون كتابات يُزعم أن المشتبه به كتبها"، مضيفًا: "نأمل أن نتلقى تحديثات بشأن صحتها قريبًا جدًا". الهجوم أثار حالة من القلق داخل الأوساط السياسية والأمنية في العاصمة الأمريكية، خاصة مع تزايد المخاوف من تصاعد الحوادث ذات الطابع السياسي المرتبط في الشرق الأوسط.