logo
كاتبة وشاعرة فلسطينية غادرت غزة أخيرا: هذه قصتي

كاتبة وشاعرة فلسطينية غادرت غزة أخيرا: هذه قصتي

الجزيرة٢٣-٠٧-٢٠٢٥
قال موقع ميديا بارت إن الصحفية والشاعرة الفلسطينية نور العاصي أُجليت مؤخرا من غزة ، وقطعت وعدا بالانتقام، وهي تروي، في عمودها الجديد الذي كتبته في باريس، الألم الشديد الذي عانته لترك عائلتها ورحلتها إلى فرنسا.
وكتبت نور العاصي أن الأيام التي سبقت الإجلاء كانت هي أكثر ما رأته في حياتها دموية، حيث احترقت السماء، وتشققت الأرض، وتجاوز عدد القصف وأوامر الإجلاء والمجازر ما يمكن إحصاؤه.
أعلنت القنصلية الفرنسية أن وقت الذهاب قد حان، لا لأن الوضع آمن، بل لأن إسرائيل أعطت موافقتها أخيرا، حيث تم قبول نور العاصي لإكمال دراستها للعلوم السياسية في معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس.
طلبت القنصلية الفرنسية قبل أيام قليلة من المغادرة، أن يتجهز من لا يزالون يرغبون في الذهاب، و"لم يسمح لي حتى بأخذ دفتر الشعر الذي أهدتني إياه أختي"، ثم "غادرت غزة -كما تقول الكاتبة- لا أملك سوى ملابسي وبطاقة هويتي، والألم المبرح لعلمي أن أمي وأختي الصغيرة ستتركان في حرب مصممة لمحونا".
وتابعت "صعدنا إلى الحافلات كأشباح بعيون دامعة، فجلست عند النافذة، وأجبرت نفسي على النظر، لأشهد موت ما كان بيتي، وما كان رفح ، كل شيء اختفى. سويَ بالأرض. عظامٌ خرسانية. غسيل محترق. حتى الطيور طارت إلى الأسفل، كما لو كانت في حالة حداد".
الشاحنات العالقة هناك
وقالت الكاتبة إنها لا تجد كلماتٍ تصف مدى الدمار على الطريق المؤدي إلى معبر كرم أبو سالم ، بل إنها لم تصدق عينيها، وبدا الأمر وكأنه شيء من فيلمٍ عن نهاية العالم، مع أنه لم يكن كذلك.
وذكرت العاصي بأنهم مروا بشاحنات الإغاثة مصطفة مليئة بالطعام، ومتوقفة على بُعد أمتار قليلة من الجثث في غزة، ولكن لم يسمح لها بالدخول، وبداخلها يتعفن الخبز وأطفال غزة يغلون العشب للعشاء.
وتساءلت العاصي ماذا نسمي هذا إن لم يكن جريمة حرب ؟ وقالت "هذا ليس حصارا. هذا تجويع كسياسة خارجية، هذا قتل بيروقراطي موقع في واشنطن، ومطبق في تل أبيب، وشهدت عليه أوروبا.
وعند نقطة التفتيش كما تقول العاصي "فتشونا كما لو كنا نحمل قنابل، لا حزنا، وتحقق موظفو القنصلية من أسمائنا مرة أخرى، وكانوا في غاية اللطف والود، ثم قدموا لنا الطعام وأبلغونا أن فريقهم من السفارة الفرنسية سيكون في انتظارنا عند وصولنا إلى الأردن".
وتضيف "في الحافلة المتجهة إلى الأردن لم يتكلم أحد، ولم تكن هناك دموع ولا شهقات، بل صمت غامر يضغط على رئاتنا، وعبرنا الأراضي الفلسطينية المحتلة، لنقضي 4 ساعاتٍ في أرض لم أرها من قبل لأنني من غزة، وكان باقي فلسطين محظورا علينا".
هناك جبال وكروم عنب وتلال تكسوها أشجار الزيتون، هنالك البحر الميت، وأخيرا المنتجعات الساحلية، فنادق الخمس نجوم، والأوروبيون يتشمسون بملابس السباحة، في حين يدفن الأطفال على بعد 30 كيلومترا، وكأننا في مشهد مسرحي، حيث هناك إبادة جماعية في البحر الأبيض المتوسط، وكوكتيلات في البحر الميت.
لم أغادر غزة لأنساها
تقول العاصي "بعد ليلتين في فندق فخم، نقلنا إلى المطار بعد انتظار طويل وإجراءات تفتيش، وكانت تلك أول رحلة لي على متن طائرة، شعرت بغثيانٍ شديد وأنا أعجَب كيف أن قطعةً صغيرة من الأرض سمحت للعالم أجمع أن يستيقظ ويفهم كم كان خطأه".
وأضافت "هبطنا في مطار شارل ديغول، وخضعنا للتفتيش مرة أخرى ومنِحنا تأشيرة طالب، وها أنا ذي في باريس الآن، آمنة أنام في سرير مريح ودافئ، وفي كل ليلة، أحدق في السقف وأسأل نفسي، هل خنتهم؟ هل تخليت عن أمي وأختي وشعبي؟"
وتتابع بألم "يحرقني الشعور بالذنب -كما تقول العاصي- ولكنني أعرف أنني لم أغادر غزة لأنساها، بل غادرت لأنتقم لها باللغة وبالسياسة، وبذاكرة أشد ضراوة من الرصاص".
وختمت العاصي بقولها "غادرت لأتعلم لغة المحاكم التي لم تنقذنا، لأستخدم أدواتها الخاصة لحفر اسمنا في التاريخ مرة أخرى، وستسمعون عني، في سفاراتكم وغرف أخباركم وإستوديوهات تلفزيونكم. لن أكون قصة نجاحكم، بل سأكون مرآتكم. ولن يعجبكم ما ترون".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس: نتنياهو يعمل على إنهاء قضية الأسرى بقتلهم جوعا
حماس: نتنياهو يعمل على إنهاء قضية الأسرى بقتلهم جوعا

الجزيرة

timeمنذ 11 دقائق

  • الجزيرة

حماس: نتنياهو يعمل على إنهاء قضية الأسرى بقتلهم جوعا

قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق، الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على إنهاء قضية الأسرى المحتجزين في قطاع غزة بقتلهم جوعا بعد أن عجز عن معرفة أماكنهم وقتلهم قصفا. وأعرب الرشق -في بيان على تليغرام- عن أسفه أن يصل الجوع إلى أسرى الاحتلال، لكنه حمل نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- وحكومته وحدهم المسؤولية الكاملة عن ذلك، فهم من شنوا حرب التجويع والتعطيش ضد الشعب الفلسطيني، فامتدت آثارها لتصيب أسراهم أيضا. وذكر الرشق أن المقاومين يعاملون أسراهم انطلاقا من تعاليم دينهم وقيم إنسانيتهم، فيطعمونهم مما يأكلون، ويسقونهم مما يشربون، كما هو حال كل أبناء الشعب الفلسطيني. وأضاف أن العالم شهد في عمليات التبادل السابقة، كيف خرج أسرى الاحتلال من قبضة المقاومة بكامل صحتهم الجسدية والنفسية، أما اليوم، فإنهم يعانون الجوع والهزال وفقدان الوزن، تماما كما يعانيه آسروهم، في مشهد واحد يجمعهم مع أهالي غزة المحاصرين. وقال الرشق إن صور الجوع في وجوه أطفال غزة وشيوخها ونسائها، قبل صورة الجندي أفيتار دافيد، هي الرد الدامغ على كل من ينكر وجود المجاعة في غزة. والأيام الماضية، نشرت المقاومة الفلسطينية، مقاطع فيديو للأسيرين الإسرائيليين أفيتار دافيد وروم بارسلافسكي، حيث ظهرا وهما يعانيان من فقدان شديد في الوزن نتيجة استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها تل أبيب في غزة. والأحد، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة الوفيات الناتجة عن سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 175 فلسطينيا، بينهم 93 طفلا، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وخلفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

أيمن عودة.. نصرة غزة انطلاقا من حيفا
أيمن عودة.. نصرة غزة انطلاقا من حيفا

الجزيرة

timeمنذ 41 دقائق

  • الجزيرة

أيمن عودة.. نصرة غزة انطلاقا من حيفا

"إنه الجبهة الثامنة لدولة إسرائيل. بينما يقاتل الجنود على 7 جبهات، يجب تطهير الجبهة الثامنة. لم يفعل أيمن عودة شيئا لعرب إسرائيل، إنه فقط يدعم أعداءنا (…)"، بهذا الإيجاز افتتح أوفير كاتس عضو الكنيست عن حزب الليكود في 24 يونيو/ حزيران 2025 مداولات لجنة مهمتها إقصاء رئيس تحالف"الجبهة- العربية للتغيير" أيمن عودة على خلفية تغريدة له في يناير/ كانون الثاني الماضي ضد الاحتلال، وخطاب بحيفا متعاطف مع معاناة غزة، واستنادا لقانون يتيح عزل عضو الكنيست على أساسين: "التحريض على العنصرية، ودعم المعارضة المسلحة ضد دولة إسرائيل". وبعد أن سجل معدو قانون العزل نجاحهم الأول بإقراره مسودته في 30 يونيو/حزيران الماضي، بأغلبية 14 صوتا مقابل صوتين عربيين معارضين، عاد ليخفق في 14 يوليو/ تموز الماضي بعد تعذر حصوله على الأصوات الـ90 المطلوبة (من أصل 120) في جلسة الكنيست العامة، ليتكرس بعدها المحامي المولود في حيفا، واحدا من رموز فلسطينيي الـ48 في كفاحهم لدعم غزة بأدوات العمل البرلماني. في سياق محاولة نواب اليمين الإسرائيلي إقصاء عودة من المشهد السياسي، سجلت مواقف لافتة لدعمه أو معاداته، في الخارج وفي الداخل الإسرائيلي على حد سواء. أبرز هذه المواقف أتى من الولايات المتحدة الأميركية بلسان عضو الكونغرس الديمقراطي (اليهودي) المعروف بيرني ساندرز. ففي 13 يونيو/ حزيران الماضي أعاد عودة نشر تغريدة لساندرز على حسابه على منصة "إكس" قال فيها الأخير: "أنا وزملائي ندين بشدة الجهود الرامية إلى طرد النائب أيمن عودة من الكنيست الإسرائيلي، وهو رد مباشر على دعوات عودة الشجاعة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة". ورد عودة على ساندرز في اليوم التالي قائلا "شكرا لك، صديقي العزيز بيرني، على قيمنا المشتركة". على النقيض من موقف ساندرز، فقد شهد التصويت الأول في اللجنة الخاصة المكلفة بإعداد قانون عزل عودة مواقف غير متوقعة من الأحزاب المعارضة لليمين الصهيوني الحاكم، فقد أيد نواب "يوجد مستقبل-لبيد" و"معسكر الدولة-غانتس" و"إسرائيل بيتنا-ليبرمان" قانون العزل. وفي حديثه للصحفيين بعد تصويت اللجنة، قال ليبرمان، النائب وزعيم "إسرائيل بيتنا"، الذي كان قد صرح قبل نحو 10 سنوات بأنه "لا يوجد أبرياء" في قطاع غزة، إنه يأمل في أن يصوت 90 نائبا لصالح عزل أيمن عودة، وقال: "يمكنه (عودة) أن يجلس في برلمان حماس في غزة أو مع الحوثيين، لكن لا مكان له في الكنيست الإسرائيلي". ابن حيفا مقابل موقف أبرز أحزاب المعارضة الحكومية، وقف البروفيسور دافيد هارئيل، رئيس الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم، والمناهض لحكومة الاحتلال مدافعا عن عودة. فقال في مظاهرة احتجاجية في حيفا من أجل وقف الحرب في 30 يونيو/ حزيران الماضي "يجب أن نقول أولا إن أيمن عودة أحد أروع الأبناء الذين أنجبتهم مدينة حيفا الرائعة، عضو كنيست نموذجي". وأضاف البروفيسور هارئيل، الحائز على جائزة إسرائيل للعلوم، وهو محاضر لعلم الحاسوب في معهد وايزمان أن "إخراج أيمن عودة خارج إطار القانون الآن، سيقود في النهاية إلى وضع جميع معارضي الحكومة في هذا الحال". كما وقع 150 محاضرا جامعيا من كليتي الحقوق والعلوم السياسية في مختلف الجامعات والكليات عريضة موجهة لرؤساء المعارضة ضد إقصاء النائب عودة. ويفيد مراسل الجزيرة نت بأن الإجراء البرلماني لإقصاء النائب عودة تزامن مع سلسلة قرارات وإجراءات أخرى استهدفت القيادات السياسية لفلسطينيي 48. فقد أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكما بإدانة الشيخ كمال الخطيب بتهمة "التحريض على العنف والإرهاب"، كما ثبتت السلطات الاعتقال الإداري بحق رجا إغبارية، القيادي في حركة أبناء البلد، وكذلك محاولات سابقة لإقصاء النائب عن الحزب الشيوعي عوفر كسيف. تحريض وتحطيم أما الساعون لإقصاء عودة فقد تحدث وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو نيابة عنهم بتغريدة على "إكس" قال فيها: "حتى لو لم ننجح اليوم في إزاحة الإرهابي الذي يرتدي بدلة، فإننا ما زلنا نتقدم نحو النصر"، وفق تعبيره. وما لبثت أصداء هذا الموقف أن ظهرت على الأرض بصورة ممارسات عنصرية طالت عودة ذاته. ففي 19 يوليو/ تموز الماضي دعي عودة لإلقاء كلمة في تجمع مناهض للحرب في بلدة نس تسيونا. لكن سيارته تعرضت للهجوم وهو بداخلها من قبل مجموعة من المستوطنين بعد إلقاء كلمته. وقال في تغريدة بعد الهجوم: "الشرطة تواطأت كليا مع الفاشيين الذين لاحقوه بالعصي والحجارة"، مضيفا أن إن ما حدث اليوم، إضافة الى قضية الإقصاء سوف توسع الشراكة العريضة ضد الفاشية. والنصر لأصحاب الحق". أيمن عادل عودة، من مواليد الأول من يناير/كانون الثاني 1975 في حيفا، هو محام وسياسي فلسطيني، ونائب في الكنيست عن تحالف "الجبهة-العربية للتغيير". نشأ في حي الكبابير بحيفا، في أسرة مسلمة ودرس في مدرسة مسيحية، ويؤكد دائما تجاوزه الانقسامات الدينية والعرقية. تأثر منذ صغره بحرب لبنان والانتفاضة الأولى، وبثقافة صحيفة "الاتحاد" وتربية وطنية من والديه. برز نشاطه منذ المدرسة الثانوية، وانتُخب رئيسا لمجلس الطلاب، وتعرض مبكرا لملاحقات أمنية. شغل عضوية بلدية حيفا (1998-2003) حيث دافع عن حقوق العرب والطبقات الفقيرة، واعتُقل عدة مرات خلال نشاطه الميداني. تولى أمانة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (اليسارية) (2006-2015)، ثم ترأس القائمة المشتركة (2015-2022)، وهو نائب في الكنيست منذ 2015. بركة وطه لم يغب الدعم الحقوقي والسياسي لعودة من طرف فلسطينيي 48. وأكد المدير العام لمركز "عدالة" حسن جبارين، الذي يمثل عودة، للجزيرة نت أن تصريحاته لا تشكل مخالفة قانونية ولا أساسا جنائيا، مشددا على أن ما جرى يعكس حملة عنصرية تهدف إلى نزع الشرعية عن التمثيل السياسي للفلسطينيين في إسرائيل. إعلان وقبل تصويت الكنيست النهائي على مشروع قانون إقصاء عودة بيوم واحد نظم ناشطون عرب ويهود تظاهرة قبالة الكنيست تحدث فيها محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، قائلا "إن هذه الملاحقة السياسية، وفصل نائب من الكنيست بسبب التعبير عن مواقفه السياسية ضد الاحتلال والحرب، ومن أجل السلام، هو لائحة اتهام ضد هذه الحكومة ومن يدعمها". وقال أيضا" إننا هنا نطلق صرختنا ضد معاناة الشعب الفلسطيني والقتل والتجويع المبرمج، فدولة حكومتها ترتكب هذه الجرائم، وائتلاف يعطي شرعية علنية لهذه الجرائم، هي حكومة خارج كل القيم الإنسانية". ووجه الكاتب المعروف محمد علي طه رسالة لعودة عبر وسائل التواصل قال فيها "أعذرني يا أبا الطيب لأنني لا أقول لهؤلاء النواب المحترمين إنهم أغبياء وفاشيون لأنني يجب أن أكون حذرا. وأعذرني أيضا لأنني لا أقول لهؤلاء المحترمين إن عواءهم لا يخيفنا والعواء كما تعلم هو صوت الذئب". أما عودة نفسه فقال في يوم إخفاق التصويت على عزله "بفخر كبير، يمكنني أن أقول: الفاشيون فشلوا. لقد فشلوا لسبب واحد: أنتم، الشعب. حاولوا إسكاتنا، لكن أصواتنا كانت أعلى". وأضاف في بيان لوسائل الإعلام تلقت الجزيرة نت نسخة منه: "لا خيار أمامنا سوى الثبات على مواقفنا. هكذا فقط نحمي حقا انتزعه شعبنا بنضال طويل: توسيع مساحة حرية التعبير. مواقفنا وطنية وإنسانية، أما مواقفهم فعنصرية وفاشية".

إل باييس: صناديق الموت من السماء مساعدات لغزة تجمّل الجريمة
إل باييس: صناديق الموت من السماء مساعدات لغزة تجمّل الجريمة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

إل باييس: صناديق الموت من السماء مساعدات لغزة تجمّل الجريمة

قال الكاتب أندريس أورتيز إن إستراتيجية الإسقاط الجوي للمساعدات في ‌ قطاع غزة تواجه انتقادات حادة، وتُعد هشة وعديمة الجدوى من منظور إنساني، فضلا عن أنها تجمّل وجه الفظاعات التي تجري في القطاع المحاصر. وبيّن أورتيز، في مقال نشرته صحيفة إل باييس الإسبانية، كيف تحولت هذه العمليات إلى وسيلة لامتصاص الضغط الدولي عن ‌الاحتلال، بينما يدفع المدنيون حياتهم ثمنا لمساعدات لا تسد جوعا ولا تحفظ كرامة. ونقل الكاتب عن المواطنة الغزاوية رنين الزريعي (24 عاما)، المقيمة في دير البلح وسط قطاع ‌غزة، قولها إنها كلما رأت صناديق المساعدات السوداء تهبط بالمظلات تفكر في الطيارين قائلة: "هم يعودون بسلام إلى بلدانهم، بينما نموت نحن كل يوم". ستار دخاني خطر واستغرب أورتيز انخراط إسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا في هذه الخطة، رغم الانتقادات الحادة التي وُجهت إليها من قِبل الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية، حيث وصفتها وكالة الأونروا بأنها "ستار دخاني غير فعال"، فيما رأت منظمة أطباء بلا حدود أنها "تعرّض السكان للخطر". وأضاف أن جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الأونروا، تؤكد أن الحل الوحيد يكمن في إدخال ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة يوميا محملة بالغذاء والاحتياجات الأساسية. وتشير إلى أن الإسقاط الجوي "عديم الجدوى تماما"، لأن كميته ضئيلة وتكلفته باهظة، إذ تنقل الطائرة نحو 10 أطنان بتكلفة تتراوح بين 200 ألف و420 ألف دولار، مقابل 25 طنا تنقلها شاحنة واحدة بتكلفة لا تتجاوز 2500 دولار. وتابع أورتيز أن البدائل الفعالة تتطلب إرادة سياسية حقيقية وضغطا دوليا على الاحتلال، مبرزا أن المنظمات الإنسانية تخشى أن تكون وهمًا "بأنها حل، لكنها ليست كذلك"، بحسب جولييت توما، مما يقلل من الضغط الفعلي. إسقاط المساعدات تُشتت التركيز عن القضية الأساسية، وهي فتح المعابر والسماح بدخول الشاحنات، وهي عملية رمزية وتجميلية بلا جدوى حقيقية. بواسطة خوسيه ماس من منظمة أطباء بلا حدود فيما يقول خوسيه ماس من منظمة أطباء بلا حدود إن هذه العمليات "تُشتت التركيز عن القضية الأساسية، وهي فتح المعابر والسماح بدخول الشاحنات"، مضيفا أن إسقاط المساعدات عملية "رمزية وتجميلية بلا جدوى حقيقية". إعلان وأوضح الكاتب أن الحكومات الأوروبية المشاركة أكدت أن هدفها "تخفيف المجاعة التي تسبب بها الاحتلال"، ونقل عن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريز، قوله إن بلاده أرسلت 12 طنا من الغذاء، معترفا بأنها "مجرد قطرة في محيط"، وشدد على ضرورة إدخال المساعدات بانتظام وبشكل كاف وآمن. كما وصفها المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأنها "مساهمة متواضعة تحمل رسالة أننا موجودون". غير أن هذه الرسائل لا تطعم الجائعين، فريم محمود، البالغة من العمر 34 عاما، تؤكد من داخل غزة للكاتب أن "قصة الإسقاطات الجوية هذه هي أكبر كذبة في العالم"، فضلا عن أنه لا يمكن تحديد موقع إسقاطها بدقة. فمع تصنيف الاحتلال 88% من مساحة غزة كمناطق قتال أو مفرغة -يتابع أورتيز- فإن احتمال سقوطها في الـ12% المتبقية -وهي نحو 45 كيلومترا مربعا يسكنها أكثر من مليوني شخص- يظل ضئيلا جدا، ما يدفع السكان للمخاطرة ودخول مناطق محظورة. وبحسب الكاتب، فإن أكثر من 1300 شخص قضوا منذ 27 مايو/أيار أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، أي منذ بدء عمل مؤسسة غزة الإنسانية ، المدعومة من الولايات المتحدة والاحتلال، والتي تتولى حاليا الجزء الأكبر من توزيع المساعدات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store