
مقتل خمسة فلسطينيين أثناء انتظار المساعدات، وترامب يحث الطرفين على إبرام صفقة
قتل أكثر من 10 أشخاص خلال ساعة واحدة في قصف إسرائيلي متواصل على مدينة غزة وبلدة جباليا شمالي القطاع وفي رفح من بينهم 5 فلسطينيين من منتظري المساعدات في منطقة تل السلطان غربي رفح جنوب قطاع غزة مما يرفع عدد قتلى اليوم منذ الفجر إلى أكثر من 20 شخصاً، وفقاً لجهاز الدفاع المدني .
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، نقلاً عن مصادر طبية، بمقتل خمسة فلسطينيين، بينهم سيدتان وطفل، وأصيب آخرون، في قصف طائرات إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في مواصي غرب خان يونس.
وأضافت المصادر ذاتها، أن طفلين قُتلا، وأصيب عدد آخر من الفلسطينيين، جراء قصف إسرائيل منزلاً لعائلة عزام محيط محطة دلول للبترول، في حي الزيتون بمدينة غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا سكان عدد من المناطق في شمال غزة إلى إخلاء مناطقهم "فوراً" والتوجه جنوباً إلى منطقة المواصي.
وحذر المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس صباح اليوم، المتواجدين في مناطق مدينة غزة وجباليا وأحياء الزيتون الشرقي، والبلدة القديمة، التركمان، جديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر، من اشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية في هذه المناطق.
وأوضح أدرعي أن الجيش الإسرائيلي "يعمل بقوة في هذه المناطق"، مشيراً إلى أن "الأعمال العسكرية سوف تتصاعد، وتشتد وتمتد غرباً إلى مركز المدينة".
فيما قال مسؤولون فلسطينيون وأمميون إنه لا يوجد مكان آمن في غزة.
تجدد الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي بدأ فيه الوسيطان العربيان، مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، جهوداً جديدة لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ 20 شهراً، وضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس.
وقد ازداد الاهتمام بحل الصراع في غزة في أعقاب القصف الأمريكي والإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية.
وفي منشور على منصة "تروث سوشيال" المملوكة له، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب صباح الأحد "أبرموا صفقة في غزة، واسترجعوا الرهائن".
وكان من المقرر أن يُجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات في وقت لاحق اليوم حول تقدم الهجوم الإسرائيلي. وصرح مسؤول أمني كبير بأن الجيش سيُبلغه بأن الحملة على وشك تحقيق أهدافها، وسيُحذر من أن توسيع نطاق القتال ليشمل مناطق جديدة في غزة قد يُعرّض الرهائن الإسرائيليين المتبقين للخطر.
من جهتها قالت حركة حماس لوكالة رويترز على لسان أحد مسؤوليها بأن الحركة أبلغت الوسطاء باستعدادها لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، لكنها جددت تأكيد مطالب الحركة القائمة بأن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويضمن انسحاباً إسرائيلياً من القطاع .
وأعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، والذين يُعتقد أن 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة، فقط في إطار اتفاق يُنهي الحرب. وتقول إسرائيل إنها لا تستطيع إنهاءها إلا بنزع سلاح حماس وتفكيكهاـ فيما ترفض حماس ذلك.
وفي سياق متصل، أفاد سكان محليون بأن نسف المباني السكنية مستمر في منطقتي جباليا البلد شمال قطاع غزة وفي خان يونس جنوبي القطاع، فيما يتواصل القصف المدفعي في كافة مناطق القطاع بما في ذلك مواصي مدينة رفح.
من جانبه قال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع، محمود بصل، إن معظم الإصابات الحرجة التي تصل إلى مستشفيات قطاع غزة تفارق الحياة، نظرا لقلة الإمكانيات الطبية بسبب استمرار "الحرب ومنع إدخال الإمدادات الطبية اللازمة".
وأضاف في تصريح بأنه خلال الـ24 ساعة الماضية كثفت القوات الإسرائيلية عمليات القصف بقطاع غزة ، مشيراً إلى أن عدد من قتلوا السبت بلغ 63 شخصاً منهم 19 طفلاً و7 سيدات من منتظري المساعدات ووقعت مئات الإصابات بين الناس.
وأكد محمود بصل قيام قوات الجيش الاسرائيلي بتدمير نحو 23 بناية سكنية في مناطق متفرقة من القطاع تركزت بجباليا والتفاح والشاطئ بمدينة غزة، وبان مناطق جباليا البلد وخان يونس تتعرض لعملية تدمير واسعة ومسح لمربعات سكنية كبيرة.
وبيّن أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في التعامل مع كافة الاستهدافات والمناشدات التي تصل من المواطنين بسبب عدم القدرة على الوصول للمناطق وعدم توفر المعدات والوقود.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت، أنه قتل "أحد مؤسسي حركة حماس في غزة، حكم العيسى، القيادي البارز في الجناح العسكري للحركة، في مدينة غزة". فيما لم يصدر تعليق من الحركة على الخبر.
"سياسة تجويع ممنهجة"
أعلنت حركة حماس أن أكثر من 66 طفلاً في غزة لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، منتقدةً "سياسة التجويع الممنهجة" التي فرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منذ مارس/ آذار الماضي. الأمر الذي رفضته إسرائيل مراراً، قائلة إن حماس تستولي على المساعدات.
وقالت حماس في بيان نُشر على تليجرام في 28 يونيو/حزيران "هذه الجرائم الوحشية واستهداف الأطفال الأبرياء والمواطنين العزل بالتجويع والقصف والمجازر تُمثل انتهاكاً مروعاً للقانون الدولي وجميع القيم والأعراف الإنسانية".
وحثّت الحركة المجتمع الدولي على التحرك الفوري لوقف ما وصفته بـ"جريمة التجويع الإسرائيلية المستمرة".
كما اتهمت حماس الولايات المتحدة بـ"التواطؤ في هذه الجرائم" وحماية إسرائيل من المساءلة.
ودعت المجتمع الدولي، وكذلك الدول العربية والإسلامية، إلى "بذل كل الجهود لوقف هذه الكارثة الإنسانية المتصاعدة في غزة"، وإنهاء الحرب، وضمان دخول المساعدات إلى القطاع.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الآن عن مقتل 56,412 فلسطينياً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 133,054 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ونزوح ما يقرب من 2.3 مليون نسمة، وإغراق القطاع في أزمة إنسانية، وترك معظمه في حالة دمار، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 8 ساعات
- BBC عربية
مقتل خمسة فلسطينيين أثناء انتظار المساعدات، وترامب يحث الطرفين على إبرام صفقة
قتل أكثر من 10 أشخاص خلال ساعة واحدة في قصف إسرائيلي متواصل على مدينة غزة وبلدة جباليا شمالي القطاع وفي رفح من بينهم 5 فلسطينيين من منتظري المساعدات في منطقة تل السلطان غربي رفح جنوب قطاع غزة مما يرفع عدد قتلى اليوم منذ الفجر إلى أكثر من 20 شخصاً، وفقاً لجهاز الدفاع المدني . وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، نقلاً عن مصادر طبية، بمقتل خمسة فلسطينيين، بينهم سيدتان وطفل، وأصيب آخرون، في قصف طائرات إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في مواصي غرب خان يونس. وأضافت المصادر ذاتها، أن طفلين قُتلا، وأصيب عدد آخر من الفلسطينيين، جراء قصف إسرائيل منزلاً لعائلة عزام محيط محطة دلول للبترول، في حي الزيتون بمدينة غزة. وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا سكان عدد من المناطق في شمال غزة إلى إخلاء مناطقهم "فوراً" والتوجه جنوباً إلى منطقة المواصي. وحذر المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس صباح اليوم، المتواجدين في مناطق مدينة غزة وجباليا وأحياء الزيتون الشرقي، والبلدة القديمة، التركمان، جديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر، من اشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية في هذه المناطق. وأوضح أدرعي أن الجيش الإسرائيلي "يعمل بقوة في هذه المناطق"، مشيراً إلى أن "الأعمال العسكرية سوف تتصاعد، وتشتد وتمتد غرباً إلى مركز المدينة". فيما قال مسؤولون فلسطينيون وأمميون إنه لا يوجد مكان آمن في غزة. تجدد الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي بدأ فيه الوسيطان العربيان، مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، جهوداً جديدة لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ 20 شهراً، وضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس. وقد ازداد الاهتمام بحل الصراع في غزة في أعقاب القصف الأمريكي والإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية. وفي منشور على منصة "تروث سوشيال" المملوكة له، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب صباح الأحد "أبرموا صفقة في غزة، واسترجعوا الرهائن". وكان من المقرر أن يُجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات في وقت لاحق اليوم حول تقدم الهجوم الإسرائيلي. وصرح مسؤول أمني كبير بأن الجيش سيُبلغه بأن الحملة على وشك تحقيق أهدافها، وسيُحذر من أن توسيع نطاق القتال ليشمل مناطق جديدة في غزة قد يُعرّض الرهائن الإسرائيليين المتبقين للخطر. من جهتها قالت حركة حماس لوكالة رويترز على لسان أحد مسؤوليها بأن الحركة أبلغت الوسطاء باستعدادها لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، لكنها جددت تأكيد مطالب الحركة القائمة بأن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويضمن انسحاباً إسرائيلياً من القطاع . وأعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، والذين يُعتقد أن 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة، فقط في إطار اتفاق يُنهي الحرب. وتقول إسرائيل إنها لا تستطيع إنهاءها إلا بنزع سلاح حماس وتفكيكهاـ فيما ترفض حماس ذلك. وفي سياق متصل، أفاد سكان محليون بأن نسف المباني السكنية مستمر في منطقتي جباليا البلد شمال قطاع غزة وفي خان يونس جنوبي القطاع، فيما يتواصل القصف المدفعي في كافة مناطق القطاع بما في ذلك مواصي مدينة رفح. من جانبه قال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع، محمود بصل، إن معظم الإصابات الحرجة التي تصل إلى مستشفيات قطاع غزة تفارق الحياة، نظرا لقلة الإمكانيات الطبية بسبب استمرار "الحرب ومنع إدخال الإمدادات الطبية اللازمة". وأضاف في تصريح بأنه خلال الـ24 ساعة الماضية كثفت القوات الإسرائيلية عمليات القصف بقطاع غزة ، مشيراً إلى أن عدد من قتلوا السبت بلغ 63 شخصاً منهم 19 طفلاً و7 سيدات من منتظري المساعدات ووقعت مئات الإصابات بين الناس. وأكد محمود بصل قيام قوات الجيش الاسرائيلي بتدمير نحو 23 بناية سكنية في مناطق متفرقة من القطاع تركزت بجباليا والتفاح والشاطئ بمدينة غزة، وبان مناطق جباليا البلد وخان يونس تتعرض لعملية تدمير واسعة ومسح لمربعات سكنية كبيرة. وبيّن أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في التعامل مع كافة الاستهدافات والمناشدات التي تصل من المواطنين بسبب عدم القدرة على الوصول للمناطق وعدم توفر المعدات والوقود. ويأتي ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت، أنه قتل "أحد مؤسسي حركة حماس في غزة، حكم العيسى، القيادي البارز في الجناح العسكري للحركة، في مدينة غزة". فيما لم يصدر تعليق من الحركة على الخبر. "سياسة تجويع ممنهجة" أعلنت حركة حماس أن أكثر من 66 طفلاً في غزة لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، منتقدةً "سياسة التجويع الممنهجة" التي فرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منذ مارس/ آذار الماضي. الأمر الذي رفضته إسرائيل مراراً، قائلة إن حماس تستولي على المساعدات. وقالت حماس في بيان نُشر على تليجرام في 28 يونيو/حزيران "هذه الجرائم الوحشية واستهداف الأطفال الأبرياء والمواطنين العزل بالتجويع والقصف والمجازر تُمثل انتهاكاً مروعاً للقانون الدولي وجميع القيم والأعراف الإنسانية". وحثّت الحركة المجتمع الدولي على التحرك الفوري لوقف ما وصفته بـ"جريمة التجويع الإسرائيلية المستمرة". كما اتهمت حماس الولايات المتحدة بـ"التواطؤ في هذه الجرائم" وحماية إسرائيل من المساءلة. ودعت المجتمع الدولي، وكذلك الدول العربية والإسلامية، إلى "بذل كل الجهود لوقف هذه الكارثة الإنسانية المتصاعدة في غزة"، وإنهاء الحرب، وضمان دخول المساعدات إلى القطاع. وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الآن عن مقتل 56,412 فلسطينياً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 133,054 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ونزوح ما يقرب من 2.3 مليون نسمة، وإغراق القطاع في أزمة إنسانية، وترك معظمه في حالة دمار، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.


BBC عربية
منذ 15 ساعات
- BBC عربية
نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ماذا تشير استطلاعات الرأي؟
في مارس/آذار الماضي، وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يدير ظهره لعملية وقف إطلاق النار في غزة التي حققت بالفعل نتائج ملموسة، اتخذ قراراً وصفه بعض المعلقين بأنه أشبه بـ"انتحار سياسي". فقد أدى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة - الذي توسط فيه مبعوث دونالد ترامب ستيف ويتكوف، حتى قبل تنصيب الرئيس الأمريكي لولايته الثانية - إلى إطلاق سراح عشرات الرهائن لدى حماس، مقابل مئات السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية من الاتفاق عودة المزيد من الرهائن إلى ديارهم، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من غزة، قبل الوصول إلى نهاية للحرب. وبعد أن سئم الإسرائيليون والفلسطينيون من الصراع، بدأوا يفكرون في نهاية الحرب الأكثر تدميراً في تاريخهم المشترك، الذي كثيراً ما يتخلله القتال. ومع ذلك، فإن بنيامين نتنياهو لم يرغب في انتهاء الحرب. وعندما أصدر أوامره باستئناف العمليات العسكرية في جميع أنحاء غزة، أعلن حينها أن القتال سيستمر حتى "القضاء التام" على حماس. بدا حينها أن العودة الآمنة للرهائن المتبقين في غزة أصبحت أمراً ثانوياً، (ولم تتم أخذ العواقب على المدنيين في غزة بعين الاعتبار). أثار ذلك غضب العديد من الإسرائيليين، لاسيما عائلات الرهائن، واتهموا نتنياهو بتقديم بقائه السياسي على سلامة أقاربهم ومصلحة شعبه. وانخفضت شعبية نتنياهو في استطلاعات الرأي بشكل حاد، وواجه صعوبة في الحفاظ على حكومة غير متآلفة، يدعمها وزراء متشددون من اليمين المتطرف والأحزاب الدينية الأرثوذكسية. وبعد ثلاثة أشهر، بات نتنياهو ينعم بنصر عسكري مذهل على عدوه اللدود، إيران. ويُقال إنه يفكر الآن في إجراء انتخابات مبكرة والفوز بولاية أخرى كرئيس للوزراء. "نصران" في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بين إيران وإسرائيل؟ في مؤتمر صحفي عُقد في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال نتنياهو البالغ من العمر 75 عاماً، الذي يُعد الزعيم الأطول حكماً في إسرائيل، إنه لا يزال هناك "العديد من المهام" لإكمالها، وسيسعى إلى القيام بذلك ما دام "شعب" إسرائيل يريد ذلك. وفي وقت لاحق من الأسبوع، قدّم نتنياهو النجاح المفترض في تدمير البرنامج النووي الإيراني على أنه "فرصة سانحة لا ينبغي تفويتها"، وألمح إلى أنه وحده القادر على تأمين "تحرير الرهائن وهزيمة حماس"، وبعد ذلك سيُبرم اتفاقيات إقليمية أوسع. ومع ذلك، فإن الدعوة إلى انتخابات مبكرة ستكون مخاطرة كبيرة، ووفقاً لآخر استطلاعات الرأي، لم تنعم شعبية نتنياهو بـ"انتعاش" كبير بعد التصعيد الذي استمر 12 يوماً مع إيران كما كان يأمل. "الثقة" في نظام سياسي ممزق، حيث يُعدّ بناء الائتلافات أمراً أساسياً في الكنيست المكون من 120 مقعداً، سيعجز حزب الليكود بزعامة نتنياهو عن تحقيق الأغلبية بمفرده، وقد يواجه صعوبة في حشد الدعم من الأحزاب الأصغر في اليمين، بحسب آخر استطلاعات الرأي التي نشرتها صحيفة معاريف. وأشار الاستطلاع نفسه إلى أن أغلبية كبيرة تُقدر بـ 59 في المئة من الإسرائيليين، يريدون وقف القتال في غزة الآن، مقابل الإفراج عن الرهائن. كما رأى ما يقرب من نصف المشاركين - حوالي 49 في المئة - أن السبب الوحيد لاستمرار نتنياهو في الحرب هو اعتباراته السياسية الخاصة. ويقول البروفيسور تامار هيرمان، الباحث البارز في معهد الديمقراطية الإسرائيلي إن نتنياهو "لاعب سياسي ماهر للغاية. لا يوجد سياسي أكثر مهارة منه في إسرائيل"، ومع ذلك، يرى أن "الثقة" تُمثل مشكلة كبيرة لنتنياهو، إذ أنه ببساطة، لم يعد غالبية الإسرائيليين يُصدّقون زعيماً سياسياً غيّرَ مواقفه مراراً وتكراراً للتشبث بكرسي السلطة. وبحسب استطلاع رأي جديد، سيصدره قريباً معهد الديمقراطية الإسرائيلي التابع للبروفيسور هيرمان، فإن "نسبة لا تتجاوز 50 في المئة من الإسرائيليين، مازالوا يثقون بنتنياهو ثقة كاملة أو حتى جزئية". ويقول البروفيسور هيرمان إن قرار الدعوة إلى انتخابات مبكرة "يُشكل في بعض النواحي خطراً أكبر [على نتنياهو] من مهاجمة إيران، لأنك في الشرق الأوسط لا تعرف أين ستكون بعد ستة أشهر". ويرجع ذلك إلى أنه وعلى الرغم من أن مجازفته العسكرية في إيران تبدو ناجحة، إلا أن هناك مشكلة كبيرة تُهدد بنيامين نتنياهو. ففي الواقع، يُمكن القول إن حزمة صغيرة من المشكلات تُهدد بتعطيل آمال رئيس الوزراء في ولاية أخرى لرئاسة الحكومة. اتهامات بالفساد في الأسبوع المقبل، من المقرر أن يحاكم نتنياهو في قضية جنائية رفيعة المستوى يواجه فيها اتهامات بالفساد السياسي، من بينها الرشوة والاحتيال. وكانت المحكمة العليا قد رفضت نهاية الأسبوع الماضي، محاولات رئيس الوزراء مجدداً لتأجيل جلسات المحكمة، معللاً ذلك بجدول أعماله المزدحم وحالة الطوارئ الخاصة بسبب حرب إيران. وقد حاول نتنياهو وأنصاره مراراً وتكراراً تصوير القضية القانونية المرفوعة ضده على أنها جزء من "حملة اضطهاد ذات دوافع سياسية"؛ لكنْ في مجتمع يزداد استقطاباً، يُصرّ خصومه على ضرورة محاكمته. ولقد بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكأنه علم متأخراً بالمشكلات القانونية التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، حين قال إن نتنياهو "بطل عظيم" و"محارب"، ويجب "إلغاء محاكمته فوراً" أو، على أقل تقدير، منحه عفواً. ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام؟ وهذا هو الرئيس الأمريكي ذاته الذي انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً قبل أيام فقط بألفاظ نابية، عندما كان اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران مهدداً بالانهيار قبل أن يدخل لاحقاً حيّز التنفيذ. وقد وصف الكثيرون في إسرائيل التدخّل الأخير لترامب بأنه غير حكيم وغير مُجدٍ. وقال زعيم المعارضة يائير لابيد إنه لا ينبغي لترامب "التدخل في العملية القانونية لدولة مستقلة". وعلق البروفيسور هيرمان بأنّ موقف ترامب المتناقض ظاهرياً تجاه إسرائيل ومحاولته التدخل في قضية نتنياهو القانونية أشبه بـ"معاملتنا كجمهوريات الموز". وجمهورية الموز مصطلحٌ مُهينٌ يُطلق على دولةٍ غير مستقرة سياسياً، يعتمد اقتصادها اعتماداً كبيراً على تصدير سلعة واحدة كالموز. ويعود أصل هذا المصطلح إلى تطوير الشركات الأمريكية لمزارع الموز واستغلالها للأراضي والعمال في أمريكا الوسطى والجنوبية في أواخر القرن التاسع عشر، بحسب موسوعة بريتانيكا البريطانية. وعلى الصعيد الدولي، يتهم العديد من الإسرائيليين نتنياهو بالإضرار بمكانة إسرائيل الدولية وآفاقها الاقتصادية من خلال إطالة أمد الحرب في غزة دون داعٍ، على الرغم من أنّ العديد من الجنرالات السابقين أكدوا أنّ الجيش الإسرائيلي قد حقّق أقصى ما يُمكن تحقيقه عسكرياً في غزة. ولا ينبغي أن ننسى أيضاً أن المحكمة الجنائية الدولية لا تزال لديها مذكرات توقيف صادرة ضد رئيس الوزراء، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" في غزة، حيث قُتل أكثر من 56 ألف شخص منذ بداية الحرب الإسرائيلية في القطاع. وترفض الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب نتنياهو وغالانت، هذه الاتهامات بشدة. في نهاية المطاف، يقول معظم المعلقين إنه من الصعب تصور الدعوة إلى انتخابات جديدة في إسرائيل في ظل استمرار الحرب في غزة واستمرار احتجاز الرهائن الإسرائيليين. ومع ذلك، فإن العديد من منتقدي نتنياهو ومعارضيه يئسوا على مر السنين، وتعلموا بالتأكيد ألا يتساءلوا أبداً عن الخطوة التالية التي قد يتخذها.


BBC عربية
منذ يوم واحد
- BBC عربية
الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 24 ساعة في غارات إسرائيلية على القطاع
أمر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء الفوري لعدد من أحياء وسط قطاع غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية في المنطقة. في حين استقبلت مستشفيات القطاع 81 قتيلاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ودعا أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، سكان عدد من الأحياء في منطقة بلديات النصيرات وسط قطاع غزة إلى الإخلاء الفوري، موضحاً أن الدعوة تشمل أحياء يُعتقد أنها تستخدم لإطلاق قذائف صاروخية. وأضاف أن الجيش "يعمل بقوة شديدة لتقويض قدرات الفصائل المسلحة"، داعياً السكان إلى التوجه جنوباً نحو منطقة المواصي. وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، أن مستشفيات القطاع استقبلت 81 قتيلاً و422 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، نتيجة الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق متفرقة من القطاع. وأشارت الوزارة إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى عدد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات، بسبب الوضع الميداني وتعذر الحركة في بعض المناطق المتضررة. جدل حول دور مؤسسة غزة الإنسانية في توزيع المساعدات دافع رئيس مؤسسة غزة الإنسانية، عن عمل المؤسسة بعد حوادث قتل وإصابة متكررة طالت فلسطينيين يسعون للحصول على مساعدات. وفي حديثه لبرنامج "نيوز آور" على قناة بي بي سي، لم ينفِ جوني مور وقوع وفيات قرب مواقع الإغاثة، لكنه قال "يتم نسب جميع تلك الضحايا إلى قربهم من المؤسسة وتنسب أيضاً إلى الجيش الإسرائيلي. وهذا غير صحيح". واتهم مور الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بنشر معلومات لم تتمكن من التحقق منها. وأضاف: "يجب أن يفهم الناس أن قتل الأشخاص الذين يقصدون مواقع المؤسسة هو تضليل إعلامي، وليس لدينا أي دليل على حدوث ذلك بالقرب من مواقعنا". وعندما سُئل مور عمّا إذا كان الطعام يصل بالفعل إلى مستحقيه، أقرّ بأن العملية "غير كافية"، لكنه قال إن 50 مليون وجبة أكثر مما كان متاحاً قبل شهر. وقد أدانت وكالات الأمم المتحدة نظام المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية، ووصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة بأنه "غير آمن بطبيعته". وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "إن أي عملية تُوجّه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي عملية غير آمنة بطبيعتها. يجب ألا يكون البحث عن الطعام حكماً بالإعدام". بالمقابل، قال مور إنه قبل استلام المؤسسة عملية توزيع المساعدات، كانت غالبية الشاحنات التابعة للأمم المتحدة تُختطف تحت تهديد السلاح. الأمر الذي تنفيه الأمم المتحدة، وتقول إنه لا يوجد دليل على حدوث اختطاف واسع النطاق لشاحنات المساعدات التابعة لها. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 500 فلسطيني قُتلوا وجُرح 4000 آخرين وهم في طريقهم للحصول على المساعدات منذ أن تولّت المؤسسة توزيع المساعدات. ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم الجمعة خبراً، قال فيه جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي، لم تُسمّهم، إنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على مدنيين عُزّل بالقرب من مواقع توزيع المساعدات، لإبعادهم أو تفريقهم. وبناء عليه، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بياناً مشتركاً، قالا فيه إن "إسرائيل ترفض قطعاً الافتراءات التي نُشرت في الصحيفة. هذه أكاذيب خبيثة تهدف إلى تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي، الذي يعد أكثر الجيوش أخلاقية في العالم". وأكدا أن "جنود الجيش الإسرائيلي يتلقون أوامر واضحة بتجنب إيذاء الأبرياء والعمل وفقاً لذلك". وأضافا في بيانهما: "يعمل الجيش الإسرائيلي في ظروف صعبة ضد عدو إرهابي ينطلق من بين المدنيين ويختبئ خلفهم، مستخدماً إياهم دروعاً بشرية، ويلجأ إلى الأكاذيب لضرب شرعية دولة إسرائيل". "مرحلة الكارثة" قال المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس، إن عدد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 66 طفلاً، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والضغط لفتح المعابر. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن نحو 112 طفلاً يُنقلون يومياً إلى المستشفيات في قطاع غزة لتلقي العلاج من سوء التغذية، محذرة من أن الوضع الإنساني تجاوز "مرحلة الكارثة". وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة، إن 17 مستشفى فقط تعمل جزئياً من أصل 36، مشيراً إلى غياب الخدمات الصحية بالكامل في شمال القطاع ومدينة رفح، وأن 500 شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من نقاط توزيع مساعدات لا تشملها الأمم المتحدة. بدورها، قالت وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة إن الاستجابة الصحية تواجه تحديات كبيرة، بما فيها الأضرار التي لحقت بالمرافق الطبية، والقيود المفروضة على إدخال الإمدادات الحيوية. وفي تطور ميداني، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها فجّرت عبوة ناسفة بآلية إسرائيلية متوغلة شمال مدينة خان يونس. وفيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المبعوث الأمريكي دانيال ويتكوف سيزور القاهرة قريباً وسط مؤشرات إيجابية عن إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار. وألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة "خلال الأسبوع المقبل". وارتفع إجمالي عدد القتلى في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 56,412، فيما بلغ عدد المصابين 133,054 شخصاً، بحسب إحصائية الوزارة. وأوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا منذ بدء التصعيد الأخير في 18 مارس/ آذار 2025 بلغت 6,089 قتيلاً و21,013 إصابة.