
غزة تتضور جوعًا، بينما الأسواق الإسرائيلية تفيض بالمنتجات الغذائية العربية.. إلى أي أمة ننتمي؟!ظاهر صالح
للكاتب: ظاهر صالح
في ظل التدفق المستمر للأخبار المفجعة عن استهداف المدنيين في حرب غزة بأبشع الصور والمشاهد، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي في استغلال التجويع كأداة للضغط السياسي واستخدامه الممنهج لسلاح التجويع لإزهاق أرواح سكان القطاع، ومنع إدخال المساعدات الكافية، مما يزيد من الوفيات الناجمة عن الجوع في غزة، يتواصل الدعم الأمريكي والصمت الدولي والإنساني، والخِذلان العربي اللاأخلاقي المشين، والتواطؤ من خلال مسار التطبيع العربي المستمر مع الكيان الصهيوني. ويبدو أن الموت جوعًا في غزة لم يكن كافيًا لتحريك ضمائر بعض الحكومات العربية التي فضّلت التطبيع والصمت على اتخاذ مواقف تنقذ حياة الأبرياء، فما زالت بعض الدول العربية تعمل على تعزيز علاقاتها مع كيان الاحتلال، بينما تقوم دول أخرى بالتطبيع سرًا، في الوقت الذي يواجه فيه سكان غزة أبشع جرائم العصر وحرب الإبادة، وتشهد شوارعها جثث الأطفال، وأرحام النساء الخاوية، ومستشفياتها تفتقر إلى الأدوية والغذاء، تشهد الأسواق في 'إسرائيل' وفرة في المنتجات القادمة من بعض الدول العربية.
بيانات 'إسرائيلية' رسمية تكشف حجم صادرات الدول المطبِّعة
في ظلّ تشديد الاحتلال إجراءاته لتجويع غزة، كشف تحقيق لصحيفة 'عربي بوست' أن الدول العربية المطبعة صدّرت إلى 'إسرائيل' عشرات الأصناف من المنتجات الغذائية المتنوعة، بما في ذلك مئات الأطنان من الخضروات. يأتي هذا في الوقت الذي يضيّق فيه الاحتلال الخناق على إدخال كميات كافية من الغذاء إلى 2.1 مليون محاصر في غزة، الأمر الذي فاقم أزمة الجوع ونشر شبح المجاعة في القطاع. وكشف تقرير حديث صادر عن مكتب الإحصاء 'الإسرائيلي' عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين 'إسرائيل' وخمس دول عربية خلال النصف الأول من العام الجاري. ووفقًا للتقرير، بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين 'إسرائيل' والإمارات ومصر والأردن والبحرين والمغرب 367 مليون دولار في شهر يونيو/حزيران الماضي وحده.
وأظهرت بيانات 'إسرائيلية' رسمية حجم وكميات الصادرات الغذائية المتدفقة من الإمارات ومصر والأردن والمغرب والبحرين إلى كيان الاحتلال خلال شهر يونيو/حزيران 2025. وفي الشهر ذاته، بدأت ملامح المجاعة الحادة بالظهور بوضوح في قطاع غزة، حيث تسبب النقص الحاد في الغذاء واستمرار الاحتلال في منع إدخال المساعدات الكافية خلال يوليو/تموز 2025 في ازدياد أعداد الوفيات بين سكان غزة جراء الجوع. انتشرت صور ومقاطع فيديو من داخل القطاع تُظهر أطفالًا وكبارًا وقد نحلت أجسامهم وبرزت عظامهم من شدة الجوع، في حين يرفض الاحتلال الاستجابة لتحذيرات المنظمات والدول من تفاقم المجاعة. وحتى لحظة نشر هذه المادة، لم تصدر بعد بيانات التجارة الإسرائيلية مع الدول المطبعة لشهر يوليو/تموز 2025. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل عادةً ما تنشر إحصاءاتها التجارية بشكل شهري، مع فارق زمني يقارب الشهر؛ فعلى سبيل المثال، تُعلن أرقام شهر يناير/كانون الثاني في شهر فبراير/شباط.
تصدير منتجات غذائية عربية إلى الكيان المحتل
كشفت بيانات نشرها 'المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء' وحلّلها موقع 'عربي بوست'، عن تفاصيل حول أصناف المنتجات التي استوردتها 'إسرائيل' من الدول العربية المطبّعة وصدرتها إليها، خلال شهر يونيو/ حزيران 2025. ووفقًا للبيانات، بلغت قيمة الصادرات العربية إلى 'إسرائيل' من المنتجات (محلية المنشأ) 116.4 مليون دولار في شهر يونيو/ حزيران 2025 وحده. وتنوعت الصادرات العربية إلى 'إسرائيل' خلال يونيو/ حزيران 2025 لتشمل منتجات غذائية وغير غذائية، مثل الملابس والآلات والأجهزة والمعدات الطبية، بالإضافة إلى منتجات الحديد والصلب والأثاث والمفروشات وغيرها، وبلغ عدد أصناف المنتجات الغذائية العربية التي وصلت إلى 'إسرائيل'، بالتزامن مع تقييد إدخال المساعدات إلى غزة، 76 صنفاً تندرج تحت 18 منتجاً غذائياً رئيسياً، من بينها: خضروات، وفواكه، وحبوب، ومنتجات من الحبوب، وسكريات، ومشروبات، وأسماك، والقهوة والشاي والتوابل.
وتتضمن البيانات 'الإسرائيلية' أكواداً تعريفية للسلع وفق 'النظام المنسّق' (HS Code) العالمي، المعتمد من قبل منظمة الجمارك العالمية وسلطات الجمارك في البلدان، مما أتاح تحديد أنواع المنتجات المتبادلة بين الدول العربية المطبعة وإسرائيل من خلال البحث عنها في قاعدة بيانات سلطات الجمارك 'الإسرائيلية'. يُقصد بأصناف المنتجات، في سياق تصنيف الجمارك العالمية، المجموعة الفرعية من المنتجات التي تندرج تحت منتج رئيسي. فعلى سبيل المثال، يندرج تحت المنتج الرئيسي 'الخضروات' أصناف فرعية مثل الفاصولياء والبامية وغيرها. ووفقًا للبيانات الرسمية 'الإسرائيلية'، بلغت قيمة صادرات أصناف المنتجات الغذائية من الدول العربية المطبعة إلى 'إسرائيل' خلال شهر يونيو/حزيران 2025 نحو 8.16 مليون دولار.
تصدرت مصر القائمة بصادرات غذائية إلى 'إسرائيل' بقيمة 3.8 مليون دولار، وتشمل الأصناف الغذائية التي صدرتها مصر لإسرائيل 10 منتجات رئيسية، من بينها: منتجات الحبوب أو الدقيق، ومنتجات القهوة والشاي والتوابل، والخضروات، والسكريات، ومنتجات الفواكه والمكسرات. وقد تصدرت منتجات الخضار والفواكه والأثمار القشرية قائمة الأصناف الغذائية التي صدرتها مصر لإسرائيل، حيث بلغت قيمتها الإجمالية 2.6 مليون دولار. ثانيًا، حل المغرب بصادرات غذائية إلى 'إسرائيل' بلغت حوالي 2.5 مليون دولار في يونيو/ حزيران 2025، وشملت ستة منتجات رئيسية، من بينها الخضروات والسكريات ومنتجات الحبوب. تصدرت منتجات السكريات والحلويات السكرية قائمة الصادرات المغربية بقيمة 1.7 مليون دولار. ثالثًا، جاءت الإمارات العربية المتحدة بصادرات متنوعة بلغت 1.04 مليون دولار في يونيو/ حزيران 2025، تضمنت الأسماك ومنتجات الخضروات والفواكه والسكريات والحيوانات الحية. وأخيرًا، الأردن في المرتبة الرابعة بصادرات غذائية بلغت 672 ألف دولار، ثم البحرين بمبلغ 47 ألف دولار.
تصدير الخضروات من الأردن إلى الكيان المحتل
في بيانات رسمية 'إسرائيلية' نشرتها وزارة الزراعة 'الإسرائيلية'، تتضح كميات ومصادر الخضروات التي وردت إلى 'إسرائيل' منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى يوليو/ تموز 2025. تشير البيانات إلى وصول 791 طنًا من الطماطم والفلفل من الأردن خلال الفترة من 3 يونيو/ حزيران 2025 إلى 21 يوليو/ تموز 2025، موزعة كالتالي: 695 طنًا من الطماطم و96.5 طنًا من الفلفل. وبلغت كمية الخضروات القادمة من الأردن إلى 'إسرائيل' 609 أطنان في شهر يونيو/ حزيران وحده، بينما وصلت الكمية إلى 182 طنًا خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من يوليو/ تموز 2025. وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت في أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول 2024 وقف تصدير الخضروات والفواكه إلى 'إسرائيل' عقب مزاعم 'إسرائيلية' بوجود كوليرا في مياه نهر اليرموك المستخدمة للري، وهو ما نفته عمّان. وفي الوقت نفسه، أكدت الحكومة مرارًا أنه على الرغم من وقف الجهات الحكومية الرسمية لتصدير الخضروات والفواكه إلى الاحتلال، لا توجد آلية ملزمة لمنع تجار القطاع الخاص من الاستمرار في التصدير إلى 'إسرائيل'. وفي يناير/ كانون الثاني 2024، صرح وزير الزراعة الأردني خالد حنيفات لقناة المملكة بأنه لا توجد آلية قانونية تمنع التجار من تصدير الخضار إلى 'إسرائيل'، مضيفًا: 'لكن نقول لهم: حاولوا أن تتحلوا بقليل من الأخلاق'.
تجدر الإشارة إلى أن البيانات التي نشرتها وزارة الزراعة الإسرائيلية بشأن كميات الخضار والفواكه، تضمنت اسمي دولتين عربيتين هما المغرب والأردن. وفيما يخص المغرب، تشير البيانات إلى وصول 76 طنًا من فاكهة السترون مصدرها المغرب إلى إسرائيل خلال الفترة الممتدة بين 9 سبتمبر/أيلول و28 أكتوبر/تشرين الأول 2024. ولم تسجل البيانات الإسرائيلية أي صادرات أخرى من المغرب للفواكه بعد هذه الفترة.
التجويع في غزة
خلال شهر يونيو/ حزيران 2025، وفي الوقت الذي كانت الصادرات العربية من المنتجات الغذائية تصل إلى 'إسرائيل'، صدرت تحذيرات عديدة من مسؤولين في الأمم المتحدة تنذر باقتراب المجاعة في غزة، وذلك بسبب القيود الخانقة التي يفرضها الاحتلال على إدخال المواد الغذائية إلى القطاع. ففي 11 يونيو/ حزيران 2025، حذر نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، من أن سكان غزة يواجهون خطر المجاعة. وتبعه في 12 يونيو/ حزيران 2025 وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، توم فليتشر، محذرًا من أن غزة على وشك الانزلاق إلى المجاعة. واستمرت التحذيرات الأممية بشأن تفاقم المجاعة في غزة خلال شهر يوليو/ تموز 2025. وفي تقرير نشره برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يوم 29 يوليو/ تموز 2025، ذكر أن معدل سوء التغذية الحاد في غزة قد ارتفع بشكل غير مسبوق، وأشار إلى أن معدل سوء التغذية بين الأطفال في مدينة غزة قد تضاعف أربع مرات في غضون شهرين فقط. تُظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من ثلث سكان قطاع غزة يعانون من انقطاع الطعام لعدة أيام متتالية، وأن ما لا يقل عن 500 ألف شخص يواجهون ظروفًا شبيهة بالمجاعة. وتوضح بيانات صادرة عن 'التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي'، وهي منظمة تراقب الجوع، أن جميع مناطق قطاع غزة تعاني من انعدام حاد في الأمن الغذائي. ووفقًا لخريطة الوضع الحالي لانعدام الأمن الغذائي التي نشرتها المنظمة لقطاع غزة، والتي تغطي الفترة بين عامي 2023 و2025، فإن القطاع بأكمله يمر بمرحلة حرجة من أزمة الغذاء.
يعيش قطاع غزة مرحلة حرجة من أزمة الغذاء، وفقًا لبيانات المنظمة العالمية (التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي). وتشير أحدث الأرقام الرسمية الفلسطينية، الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بتاريخ 30 يوليو/تموز 2025، إلى ارتفاع حصيلة الوفيات الناتجة عن سياسة التجويع الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتصل إلى 154 فلسطينيًا، بينهم 89 طفلاً. ولا يقتصر الأمر على الجوع والقصف في حصد أرواح الغزيين، بل يلقى آخرون حتفهم أثناء سعيهم للحصول على المساعدات من نقاط التوزيع، وذلك وفق آلية مدعومة من أمريكا وموافقة إسرائيل، تسمح بتوزيع المساعدات في القطاع من قبل 'مؤسسة غزة الإنسانية' في مواقع محددة يشرف عليها عسكريون أمريكيون سابقون. وفي إحصائية أخيرة نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية بتاريخ 31 يوليو/تموز 2025، أفادت بأن 1330 فلسطينيًا في غزة لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.
دول عربية تتعرض لانتقادات
تتعرض دول عربية لانتقادات شعبية بسبب استمرارها في التصدير إلى إسرائيل، حيث تطالب هذه الانتقادات الحكومات بوقف التعاملات التجارية معها ردًا على حربها المستمرة على غزة، وقد واجهت مصر مرارًا انتقادات واتهامات بإغلاق معبر رفح، وإبطاء إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر، بينما ردت القاهرة مؤكدة أن 'إسرائيل' هي المسؤولة عن عرقلة دخول المساعدات، وأنها تعمل على إدخال أكبر قدر ممكن منها. وفي سياق متصل، نفذت مصر والأردن والإمارات في 30 يوليو/ تموز 2025 عمليات إنزال جوي لمساعدات إنسانية على غزة، إلا أن وكالة الأونروا الأممية ترى أن هذه العمليات لن تنهي المجاعة المتفاقمة.
يذكر أن 'إسرائيل' تشن منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربًا على غزة تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها، وقد أسفرت هذه الحرب عن سقوط ما لا يقل عن 206 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، غالبية الضحايا من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.
2025-08-07

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحركات الإسلامية
منذ 6 ساعات
- الحركات الإسلامية
12 مليار ريال مزورة.. اقتصاد موازٍ حوثي يضرب الثقة بالعملة الوطنية
في تصريح خطير يعكس حجم التهديد الذي تواجهه المنظومة الاقتصادية اليمنية، وصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني ما تقوم به مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران من طباعة وصك عملات ورقية ومعدنية دون غطاء نقدي أو قانوني، بأنه "جريمة اقتصادية مكتملة الأركان"، تستهدف تقويض الاقتصاد الوطني، وتمويل الأنشطة الإرهابية، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، وأوضح الإرياني أن هذه الممارسات تمثل إحدى أخطر أدوات "الاقتصاد الموازي" الذي أنشأته المليشيا منذ انقلابها على الدولة في 2014، وأن العوائد التي جنتها الجماعة من هذه العمليات تقدر بنحو 12 مليار ريال يمني، تم استخدامها بالكامل في تمويل المجهود الحربي، وتعزيز شبكات التهريب وغسل الأموال، ودعم أنشطة الحرس الثوري الإيراني. وأشار الوزير إلى أن هذه العملات التي أُدخلت إلى السوق بطريقة غير شرعية، طُبعت وصُكت بعيدًا عن المؤسسات الرسمية، وجرى تمويلها من مصادر مشبوهة داخلية وخارجية، وعلى الأرجح بمساهمة مباشرة من إيران عبر شبكة تهريب متقدمة، وأوضح أن الجماعة الحوثية لم تلتزم بالقوانين المحلية أو المعايير النقدية الدولية، بل تجاوزت قرار مجلس إدارة البنك المركزي اليمني رقم (7) لعام 2017، والذي نص صراحة على وقف إصدار عملة جديدة حفاظًا على استقرار سعر الريال، وبينما التزمت الحكومة الشرعية بذلك القرار، أقدمت المليشيا على طباعة أوراق نقدية من فئة 200 ريال، وصك عملات معدنية من فئتي 50 و100 ريال، دون أدنى تنسيق مع البنك المركزي المعترف به دوليًا في عدن. وحذر الإرياني من أن عمليات الطباعة لم تمر عبر مؤسسات مالية معتمدة أو نظام رقابي، بل جرت في مطابع خاصة وورش سرية، حيث تفتقر العملات الجديدة لأبسط عناصر الأمان، وأكد أن تقارير ميدانية وشهادات مواطنين أثبتت رداءة تلك العملات، التي يمكن إزالة ما يسمى بـ"شريط الأمان" منها بمجرد المسح باليد، مما يجعلها أقرب إلى أدوات تزوير مكشوفة منها إلى نقد قانوني، وأوضح أن هذه الخطوة لم تكن لتلبية احتياجات السوق من السيولة، كما تزعم المليشيا، بل جاءت في إطار خطة ممنهجة لإنشاء اقتصاد موازٍ خارج إطار الدولة، يمكن الجماعة من التحكم بالكتلة النقدية في مناطق سيطرتها، وتمويل عملياتها الحربية، ونهب أموال المواطنين ومدخراتهم، واستبدالها بعملة لا قيمة لها. وبحسب تقديرات اقتصادية استعرضها الوزير الإرياني، فإن المليشيا طبعت ما يقارب 12 مليار ريال يمني من العملة المزورة، منها أكثر من 10 مليارات ريال ورقي من فئة 200 ريال، أي ما يعادل 18 مليون دولار، بالإضافة إلى مليار ريال معدني من فئة 100 ريال، ومليار ريال معدني من فئة 50 ريال، ما يعادل نحو 4 ملايين دولار، ووفقًا للمعلومات المتوفرة، تخطط الجماعة لطرح كميات إضافية من فئة 200 ريال كل ثلاثة أشهر، بإجمالي سنوي يصل إلى 40 مليار ريال، أي ما يعادل قرابة 80 مليون دولار، إلى جانب فئات أخرى سيتم طرحها مستقبلًا، وأكد الوزير أن هذه الممارسات أدت إلى آثار كارثية على الاقتصاد اليمني، أبرزها فقدان الثقة بالعملة الوطنية، وتفضيل المواطنين التعامل بالعملات الأجنبية، وارتفاع معدلات التضخم، وركود الأسواق، وشلل القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثي، وتعطيل عمليات التبادل التجاري، ومحاولة تقويض دور البنك المركزي في عدن، وخلق نظام نقدي موازٍ لا يخضع لأي سياسات مالية أو رقابية. وأضاف أن هذه الجريمة نُفذت بإشراف مباشر من قيادات حوثية رفيعة، أبرزهم مهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، الذي لعب دورًا أساسيًا في تمويل عمليات الطباعة وإصدار العملة، والجرموزي منتحل صفة وزير المالية، الذي أشرف على توجيه التعليمات بتداول العملة المزورة، وهاشم إسماعيل منتحل صفة محافظ البنك المركزي بصنعاء، الذي يتحمل المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة التي تهدد الاستقرار النقدي، وشدد الإرياني في ختام تصريحه على أن طباعة العملات المزورة دون غطاء نقدي تمثل جريمة اقتصادية كبرى لا تقل خطورة عن جرائم الحرب، لأنها تستهدف الأمن المالي والاقتصادي للمواطن اليمني، وتزيد من معاناته، وتنهب مقدراته، وتسحق ما تبقى من الثقة بالدولة ومؤسساتها، مؤكدًا أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ موقف حاسم إزاء هذه الممارسات التي تُعد تجاوزًا خطيرًا للقانون الدولي، وتهديدًا للاستقرار الإقليمي، وأداة لتمويل الإرهاب وتوسيع رقعة الفوضى في اليمن والمنطقة. ويرى مراقبون اقتصاديون أن ما أقدمت عليه مليشيا الحوثي من طباعة عملات مزورة بعيدًا عن النظام المالي الرسمي لا يشكل فقط انتهاكًا للنظام المصرفي، بل يمثل ضربة قاتلة لما تبقى من ثقة في العملة الوطنية، ويكرس حالة الانقسام النقدي والمالي بين مناطق الحكومة الشرعية والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ويؤكد خبراء اقتصاديون أن هذه الإجراءات تُعد نموذجًا كلاسيكيًا لاقتصاد حرب مغلق، يتغذى على الفوضى ويتعمد إضعاف المؤسسات الرسمية لصالح سلطة أمر واقع تفرض سياساتها بقوة السلاح، كما أن استمرار ضخ كميات مزورة من العملة إلى السوق في مناطق سيطرة الحوثيين سيزيد من معدلات التضخم والركود، ويخلق حالة من الهروب الجماعي من التعامل بالريال اليمني لصالح العملات الأجنبية، ما يعمق من الأزمة الاقتصادية، ويفتح الباب واسعًا أمام فقدان السيطرة على السياسة النقدية في البلاد. ويحذر المراقبون من أن غياب رد فعل دولي حاسم إزاء هذا النوع من الجرائم الاقتصادية سيشجع المليشيا على الاستمرار في العبث بالنظام المالي، بل وقد يدفعها إلى استخدام العملات المزورة ضمن أنشطة غير مشروعة خارج الحدود، بما في ذلك غسل الأموال، وشراء الأسلحة، ودعم الجماعات الإرهابية في الإقليم، مما يجعل هذه الجريمة ليست شأنًا داخليًا يمنيًا فحسب، بل تهديدًا إقليميًا يجب التصدي له.


سيريا ستار تايمز
منذ 6 ساعات
- سيريا ستار تايمز
مطار ومترو وأبراج ومولات.. توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية بقيمة 14 مليار دولار
شهد قصر الشعب في العاصمة دمشق، اليوم الأربعاء، توقيع 8 مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الدول، بقيمة إجمالية بلغت 14 مليار دولار أميركي، تضمنت مشاريع واسعة في مجالات النقل والبنية التحتية والسكن والخدمات. وحضر مراسم التوقيع الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك. وقال رئيس هيئة الاستثمار السورية، طلال الهلالي، إن الاتفاقيات الموقعة تتضمن 12 مشروعاً استراتيجياً ستنتشر في عشر محافظات سورية، موضحاً أنها تهدف إلى إحداث "نقلة نوعية في البنية التحتية والحياة الاقتصادية في البلاد". وأضاف في كلمته خلال مراسم التوقيع: "اجتماعنا اليوم ليس مجرد مناسبة رسمية، بل هو إعلان واضح وصريح أن سوريا منفتحة للاستثمار، عازمة على بناء مستقبل مزدهر، ومستعدة للعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا الموثوقين لكتابة فصل جديد من النهوض والبناء". أبرز المشاريع الاستثمارية الموقعة كشف الهلالي أن أبرز المشاريع التي تم توقيعها اليوم تشمل: تطوير مطار دمشق الدولي باستثمار قدره 4 مليارات دولار. تنفيذ مشروع مترو دمشق باستثمار 2 مليار دولار. أبراج دمشق باستثمار 2 مليار دولار. أبراج البرامكة باستثمار 500 مليون دولار. مول البرامكة باستثمار 60 مليون دولار. مشروع حيوي للبنية التحتية والتنقل الحضري. دعوة للتعاون على أسس الشفافية وشدّد الهلالي على أن هذه المشاريع "ليست مجرد استثمارات عقارية أو بنى تحتية، بل هي محركات لتوليد فرص العمل، وجسور ثقة بين سوريا والمستثمرين العالميين". وأكد الهلالي على التوجه نحو شراكة دولية بناءة، قائلاً:"اليوم نفتح الباب نحو مستقبل من التعاون، يقوم على أسس من القانون والشفافية، ويستند إلى إرادة السوريين وعزيمتهم التي لا تكسر".


موقع كتابات
منذ 6 ساعات
- موقع كتابات
خطة احتلال غزة .. ستكلف الكيان 49 مليار دولار سنويًا وعجز الميزانية 7% وتمتد لنصف عام
وكالات- كتابات: ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية؛ أنّ رئيس الحكومة؛ 'بنيامين نتانياهو'، يسعى لاحتلال 'قطاع غزة'، في خطوة قد تكلّف 'إسرائيل' ما بين: (120 و180) مليار شيكل سنويًا؛ (بين 32 مليار دولار و49 مليار دولار)، وسط تحذيرات من 'وزارة المالية' من عجز قد يصل إلى: (7%) هذا العام واحتمال خفض إضافي للتصنيف الائتماني. ووفق المراسل والمعلّق الاقتصادي؛ 'غاد ليؤور'، فإنّ تمويل هذا القرار سيتطلّب تقليصات: 'دراماتيكية' في ميزانيات التعليم، والصحة، والرفاه الاجتماعي، وفرض ضرائب جديدة، مع استمرار ارتفاع العجز. وإضافة إلى ذلك؛ أضاف أنّه من المحتمل أن تبدأ السنة المقبلة من دون ميزانية مصادق عليها، والعمل وفق ميزانية استمرارية، وهي ميزانية تُلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد. مصادر في 'وزارة المالية' قدّرت تكلفة تجنيّد ربع مليون جندي احتياط واستخدام الذخيرة بنحو: (350) مليون شيكل يوميًا، أي: (10-11) مليار شيكل شهريًا، و(30-50) مليار شيكل حتى نهاية 2025، إضافة إلى: (10-15) مليار شيكل شهريًا؛ لـ'إدارة القطاع'، في حال السيّطرة عليه، فضلًا عن مليارات الشواكل لإنشاء مدن لجوء و'تمويل مساعدات إنسانية' لسكان 'غزة'، بما في ذلك الغذاء والماء والأدوية والكهرباء. ويتوقّع خبراء في 'وزارة المالية' وبنك 'إسرائيل' أن يصل العجز هذا العام إلى نحو: (7%) على الأقل، إضافة إلى احتمال مزيد من خفض التصنيف الائتماني لـ'إسرائيل' من قبل وكالات التصنيف الكبرى في العالم. الجمهور الإسرائيلي، بحسّب الصحيفة، عليه أن يستعدّ لإجراءات تقشفيّة وفرض ضرائب جديدة، وتمديد تجميد خفض الدرجات الضريبية، وتقليصات قاسية في ميزانيات التعليم والصحة والرفاه والبُنية التحتية. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أن خطة الجيش الإسرائيلي للسيّطرة على مدينة 'غزة' قد تمتدّ إلى نصف عام على الأقل، وذلك وفق جدول زمني يبدأ خلال أسبوعين بإخلاء تدريجي لسكان المدينة نحو مناطق إنسانية في جنوب القطاع. وبحسّب تقرير بثته قناة (كان 11)؛ فإن: 'المرحلة الأولى من العملية تشمل نقل أكثر من: (800) ألف فلسطيني من مدينة غزة إلى منطقة المواصي، وهو ما يُتوقع أن يستّغرق ما لا يقل عن: (45 يومًا)'. ومن المَّقرر أن يتم خلال شهر من الآن استدعاء قوات احتياط من الفرقة (146)، إضافة إلى نشر الفرقة (98) في 'قطاع غزة'. وبهذا؛ يرتفع عدد الفرق العسكرية التي ستُشارك في العملية إلى ست فرق: (الفرقة 162، الفرقة 36، الفرقة 98، فرقة غزة، الفرقة 99، الفرقة 146). وفقًا للتقرير، فإن: 'الجيش الإسرائيلي يعتزم فرض طوق عسكري على مدينة غزة في 25 تشرين أول/أكتوبر، بالتزامن مع تقدم كبير في عملية الإخلاء السكاني، تمهيدًا لبدء التحرك البري داخل المدينة'. وتعتقد مصادر أمنية إسرائيلية أن العملية قد تستمر لنحو ستة أشهر على الأقل، ما لم يحدث تطور جوهري في ملف المفاوضات أو تبادل الأسرى. وأبدت قيادات بارزة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحفظات جدية على قرار الحكومة الإسرائيلية بالسيّطرة على 'غزة'. وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، السبت، أنه خلال نقاش امتد لأكثر من (10) ساعات، عبّر رؤساء الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس الأركان ورئيس (الموساد)، والقائم بأعمال رئيس (الشاباك)، إضافة إلى رئيس مجلس الأمن القومي عن تحفظات بدرجات متفاوتة تجاه قرار 'نتانياهو' بالمُضّي في العملية العسكرية الكبيرة بالقطاع. ووفق مصادر مطلعة، فإن: 'المعنييّن لم يُعارضوا العمل العسكري من حيث المبدأ، لكنهم اعتبروا أن هناك خيارات أكثر ملاءمة، محذرين من أن احتلال غزة سيعرّض حياة الجنود والرهائن في قبضة (حماس) لخطر شديد'.