
«فورت نوكس» رقمي
تمثّل هذه الخطوة، وفق تقرير نشرته «فوربس»، تحوّلاً جذرياً في نهج وموقف الحكومة تجاه العملات والأصول الرقمية، خاصة أنه لطالما كان للحكومة موقف متحفّظ تجاه العملات الرقمية في الماضي بسبب مخاوف تتعلق بالتقلّبات الحادة، والمخاطر الأمنية، وعدم اليقين التنظيمي، لكن هذا القرار يشير إلى إعادة تقييم كبرى لهذه الأصول.
من الجدير ذكره، أن عملة بتكوين كانت قد سجّلت مستوى قياسياً بلغ نحو 109241 دولاراً أميركياً في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بدعم من التفاؤل إزاء توجّهات الرئيس ترمب المؤيّدة لقطاع العملات الرقمية. فبعد أن أبدى تشكّكاً سابقاً في هذه الصناعة، غيّر ترمب موقفه بشكل واضح خلال حملته الانتخابية، حيث أصبح من أبرز الداعمين للتشريعات التي تعزّز من استخدام العملات المشفّرة، مما أسهم في دفع السوق إلى تحقيق مكاسب قياسية في وقت سابق من العام.
في هذا السياق، أعلنت الشركة الأم المتداولة في البورصة لمنصّة الرئيس ترمب للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» عن أنَّها وافقت على بيع نحو مليار ونصف المليار دولار من الأسهم، ومليار دولار من السندات القابلة للتحويل من خلال طرح خاص، لشراء البتكوين واحتفاظها به باعتبار أنه جزء خاص من أصولها. كذلك وفي خطوة لافتة أعلنت شركة «ترمب ميديا» عن عزمها شراء البتكوين واحتفاظها به باعتبار أنه جزء من أصولها. ولكن ماذا يعني شراء «ترمب ميديا» للبتكوين؟
هذا الشراء يشكّل نقطة تحوّل في مسار سوق العملات المشفّرة. وتأتي هذه الخطوة المفاجئة في ظلّ تصاعد التوجّهات المؤسسية نحو الاستثمار في العملات الرقمية، مما يعيد إشعال النقاش حول مستقبل البتكوين باعتبار أنه أصل استثماري استراتيجي؛ وفيما يرى البعض أنّ هذا القرار قد يمنح السوق دفعة جديدة من الزخم، يحذّر البعض الآخر من المخاطر الكامنة وراء تقلبات العملات المشفّرة، وتأثيرها على استثمار الشركات.
في كلمة مسجّلة خلال قمّة الأصول الرقمية في نيويورك، قال ترمب إنّ إدارته تعمل على إنهاء الحرب التنظيمية التي شنّها الرئيس السابق جو بايدن على العملات الرقمية والبتكوين، مشيراً إلى أنه دعا الكونغرس لتحرير تشريعات تاريخية لوضع قواعد واضحة ومستقرة لسوق العملات الرقمية المستقرة، والبنية السوقية للعملات المشفّرة. كما تعهّد بأن يجعل الولايات المتحدة «القوة العظمى بلا منازع في البتكوين، وعاصمة العملات الرقمية في العالم».
إلا أن السياسة الحمائية التي تبنّاها ترمب من خلال فرض رسوم جمركية واسعة النطاق أدّت إلى تقلّبات في الأسواق المالية، ما تسبّب في تراجع أسعار العملات المشفّرة في الأشهر الماضية.
لكن ما لبثت أن ارتفعت قيمة البتكوين بالتزامن مع ارتفاع الأسهم الآسيوية وارتفاع الدولار بعد أنباء عن عزم الولايات المتحدة والصين إجراء محادثات تجارية. فنشطت العملات المشفّرة، وشهدت الأسواق المالية العالمية موجة من التفاؤل باستئناف المحادثات التجارية بين أميركا والصين، حيث تجاوزت قيمة أكبر الأصول الرقمية 97500 دولار أميركي بزيادة 3.3 في المائة خلال 24 ساعة، بينما ارتفعت قيمة الإيثريوم (ثاني أكبر عملة رقمية) بنحو 4.2 في المائة قبل أن تتقلص المكاسب إلى 2.61 في المائة. وجاء هذا الارتفاع عقب أنباء عن اجتماع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير مع الحكومة الصينية في سويسرا، مما عزّزّ الآمال في توصل أكبر اقتصادين في العالم إلى توافق تجاري، وهو ما قد يخفّف التوترات التجارية، رغم الضربات العسكرية المحدودة الأطراف التي شنّتها الهند ضد باكستان التي قالت بدورها إنها أسقطت خمس طائرات هندية. في هذه الأثناء، ارتفعت الأسهم العالمية فارتفعت معها شهية المخاطرة عالمياً، وتراجع الذهب، وارتفع الدولار الأميركي بشكل طفيف.
وبالتوازي مع صعود بتكوين، سجلت عملة إيثريوم وثاني أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية ارتفاعاً بنسبة 4.2 في المائة، حيث وصلت قيمتها إلى 1829 دولاراً تقريباً. ويعكس هذا الارتفاع حالة التفاؤل العامة التي تسود الأسواق العالمية، مدفوعة بالأنباء الإيجابية حول انفتاح تجاري محتمل بين أكبر اقتصادين في العالم: الأميركي والصيني.
تشير مجريات الأسواق الرقمية إلى أن العوامل الجيوسياسية، رغم حساسيتها، قد لا تكون الوحيدة المؤثرة في سلوك المتداولين الذين يبدون تركيزاً متزايداً على المؤشرات الاقتصادية الكبرى والتحوّلات السياسية ذات الطابع العالمي، قبل عودة الحوار بين واشنطن وبكين. وفي ظلّ ترقّب قرار الاحتياطي الفيدرالي، تبقى الأسواق في حالة ترقّب، مع استمرار الزّخم الإيجابي للعملات المشفّرة الكبرى مثل بتكوين والإيثريوم وغيرهما، ويبقى السؤال: هل سيصبح البتكوين ملاذاً آمناً في المستقبل القريب؟!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق للأعمال
منذ 24 دقائق
- الشرق للأعمال
"ستراتيجي" تنفذ ثالث أكبر صفقة لشراء "بتكوين" في تاريخها
يواصل مايكل سايلور تعزيز حيازة شركته من عملة "بتكوين"، من خلال تنفيذ صفقات شراء قرب أعلى مستويات الأسعار، مدعوماً بقوة تمويلية في أسواق المال تعجز أي شركة عملات مشفرة أخرى على مجاراتها. كشفت شركة "ستراتيجي" (Strategy)، المعروفة سابقاً باسم "مايكروستراتيجي" (.MicroStrategy Inc)، يوم الإثنين، أنها اشترت عملات "بتكوين" بقيمة 2.46 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي، في ثالث أكبر عملية شراء لها من حيث القيمة الدولارية منذ أن بدأت في جمع العملة المشفرة قبل خمسة أعوام. اشترت الشركة 21021 عملة بين 28 يوليو و3 أغسطس، لترتفع حيازتها الإجمالية إلى 628791 عملة "بتكوين"، وفقاً لإفصاح مقدم إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية. وبالأسعار الحالية، تتجاوز قيمة هذه الحيازات 71 مليار دولار. أكبر مشترٍ للعملة المشفرة بفضل تدفق منتظم للسيولة جرّاء طرح أسهم في الشركة للبيع والاستدانة، نجح سايلور في تحويل شركته من شركة برمجيات للمؤسسات إلى أكبر مشترٍ مؤسسي لعملة "بتكوين". وتمّت عملية الشراء الأخيرة بسعر متوسط يبلغ 117526 دولار للعملة الواحدة، وهو ثاني أعلى سعر تدفعه "ستراتيجي" على الإطلاق، بعد السعر القياسي البالغ 118940 دولاراً الذي دفعته في الشهر الماضي، بحسب بيانات الشركة. تعكس هذه الخطوة كيف حوّل سايلور أدوات التمويل الخاصة بالشركات المدرجة إلى وسيلة متخصصة لتكديس "بتكوين"، فيما تواصل "ستراتيجي" عمليات الشراء رغم تداول الأسعار قرب مستوياتها القياسية. وتُعد الشركة إلى حد بعيد أكبر مؤسسة مالكة لعملة "بتكوين"، وفقاً لإحصاءات موقع " وقد أسهمت في ظهور قطاع جديد من الشركات المدرجة التي تتبنى ما يُعرف بـ"استراتيجية الخزينة"، أي شراء العملات المشفرة والاحتفاظ بها. لتمويل هذه المشتريات، اعتمد سايلور على مزيج من مبيعات الأسهم العادية والممتازة، بالإضافة إلى الاقتراض. وتقدّم الشركة حالياً للمستثمرين أربعة أنواع مختلفة من الأوراق المالية، كان أحدثها إصدار أسهم ممتازة تحت اسم "سترتش" (Stretch) أطلقته في أواخر يوليو. وسجلت "ستراتيجي" مكاسب دفترية بقيمة 14 مليار دولار في الربع الثاني، مدفوعة بانتعاش سعر "بتكوين"، وتغيير حديث في المعايير المحاسبية أجبر الشركة على إعادة تقييم حيازاتها من العملة المشفرة. انتقادات من مستثمرين مؤخراً، تعهد سايلور بعدم إصدار أسهم عادية جديدة بأقل من 2.5 ضعف صافي قيمة أصول الشركة، إلا لتغطية فوائد الديون أو توزيعات الأسهم الممتازة. ويأتي هذا التعهد بعد انتقادات من مستثمرين مثل جيم تشانوس الذين أثاروا تساؤلات حول الفارق الكبير بين سعر سهم "ستراتيجي" وقيمة حيازاتها من "بتكوين"، إلى جانب عدد الإصدارات المالية التي تقدمها الشركة. ومنذ أول عملية شراء للعملات المشفرة، ارتفع سهم "ستراتيجي" بأكثر من 3000%، متجاوزاً بذلك أداء عملة "بتكوين" نفسها ومؤشرات أسواق الأسهم الكبرى مثل "إس آند بي 500" و"ناسداك 100". وكانت أكبر عمليتي شراء للشركة قد تمتا في نوفمبر من العام الماضي، وبلغتا 5.4 مليار دولار و4.6 مليار دولار على التوالي، وفقاً لبيانات الشركة.


الشرق الأوسط
منذ 36 دقائق
- الشرق الأوسط
تقرير: 73 % من ثروة ترمب من العملات الرقمية المشفرة
سلطت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى اسكوتلندا الضوء على ولعه بأجواء الثراء التقليدي وخلطه بين أعماله الشخصية والرسمية. لكن وفقاً لتحليل جديد من مجموعة المراقبة «أكونتابل دوت يو إس» ( فإن المشاريع التجارية التقليدية مثل ملاعب الغولف تشكل الآن أقل من نصف ثروة ترمب مقارنة بالعملات الرقمية. تقول المجموعة في تحليل، نشر الخميس، إن ما يقرب من 73 في المائة من ثروة ترمب، أي نحو 11.6 مليار دولار من إجمالي 15.9 مليار دولار، تأتي من حيازته للعملات الرقمية التي بنى ثروته فيها بسرعة قياسية فيما وصفه التقرير بـ«إساءة استخدام منصبه»، وفقا لموقع «ذا إنترسيبت». وقالت كارولين سيكوني، رئيسة «أكونتابل دوت يو إس»: «بعد وقت قصير من توقيعه لقانون (بيغ أغللي) الذي يسلب الرعاية الصحية والأمن الغذائي من ملايين العاملين الأميركيين وكبار السن، دفع الرئيس ترمب بمشاريع قوانين لتسهيل زيادة صافي ثروته بمليارات من خلال مخططات عملات رقمية مشبوهة». وأضافت: «كلما زاد اعتماد ثروة الرئيس على مستثمرين مجهولين حول العالم بأجندات خفية، زاد الخطر على مصالح الأميركيين العاديين وأمننا القومي». يذكر أن كارولين سبق وهاجمت ترمب في بيان مكتوب. يُمثل تحليل «أكونتابل دوت يو إس» أحدث محاولة لكشف النقاب عن الشبكة المعقدة لشركات عائلة ترمب. وقبل فترة طويلة من تحول العملات الرقمية إلى مصدر للربح، اشتهرت صعوبة تحديد قيمة ثروة ترمب بدقة، وقد جعل تغير أسعار العملات المشفرة والمضاربة بها هذه المهمة أكثر صعوبة. الشهر الماضي، قدرت «بلومبرغ» أن حوالي 620 مليون دولار من إجمالي صافي ثروته المقدر بـ 6.4 مليار دولار يمكن أن تنسب للعملات الرقمية. لكن «أكونتابل» رأت، في أحدث تحليل لها، أن «بلومبرغ» قللت من قيمة ثروة ترمب في العملات الرقمية وكذلك إجمالي ثروته، وفسرت ذلك بسبب المضاربة حول العملات المشفرة. فالعملات التذكارية، مثل العملة التي أصدرها ترمب ($TRUMP)، والأصول الرقمية الأخرى التي تبدو أكثر استقراراً مثل الرموز المربوطة بمشروع «وورلد ليبرتي فاينانشال» التشفيري لعائلة ترمب، يمكن أن تتقلب قيمتها الاسمية بشكل كبير من يوم لآخر. تضمن تحليل «أكونتابل» القيمة الإجمالية البالغة 7 مليارات دولار لعملة $TRUMP التذكارية التي لا يمكن تحويلها إلى نقود سائلة بعد، بالإضافة إلى الارتفاع الأخير في قيمة رموز حوكمة «وورلد ليبرتي فاينانشال» إلى ملياري دولار، وذلك بفضل قرار يجعلها قابلة للتداول في الأشهر المقبلة. وحرص التحليل على الإشارة إلى أن هذه الأرقام تمثل القيمة القصوى لحصص ترمب في العملات الرقمية، نظرا لأن هياكل شركات العملات الرقمية المعنية تجعل من الصعب تحديد الكمية التي يمتلكها شخصيا. بغض النظر عن الرقم الحقيقي، يرى نقاد مثل السناتور إليزابيث وارين، ديمقراطية من ماساتشوستس، أن دعم ترمب لصناعة العملات الرقمية ينطوي على فساد عميق لأنه يستفيد منه شخصيا. اتخذ ترمب خطوات لتقليل اللوائح التنظيمية للعملات الرقمية في هيئات مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات، وإقرار تشريعات مثل قانون «العملات المستقرة» الذي وقعه مؤخرا. كما استضاف مؤخرا حفل استقبال لحاملي عملته التذكارية ضم العديد من المستثمرين الأجانب. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: «إن محاولات وسائل الإعلام المستمرة لاختلاق تضارب في المصالح هي تصرفات غير مسؤولة وتعزز عدم ثقة الجمهور فيما يقرأون. لم يشارك الرئيس ولا عائلته أبدا، ولن يشاركوا أبدا، في أي تضارب في المصالح. من خلال الإجراءات التنفيذية، ودعم تشريعات مثل قانون (جينيوس)، وسياسات أخرى تقوم على المنطق السليم، تقوم الإدارة بتحقيق وعد الرئيس بجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات الرقمية في العالم من خلال دفع عجلة الابتكار وخلق فرص اقتصادية لجميع الأميركيين».


الاقتصادية
منذ 36 دقائق
- الاقتصادية
جيل ألفا يحقق قوة شرائية تفوق 100 مليار دولار سنويا .. قرب الناتج المحلي لبلغاريا
يُعتبر أفراد جيل ألفا أصغر من أن يذهبوا بأنفسهم إلى متجر أو يصدروا بطاقة ائتمانية بأسمائهم، لكن هذا لم يمنعهم من إنفاق ما يقارب الناتج المحلي الإجمالي لبلغاريا. بحسب تقرير جديد صادر عن شركة العلاقات العامة DKC، تجاوزت القوة الشرائية لأصغر جيل (ولد بين 2010 وحتى الآن) 100 مليار دولار سنويا، كما يسهم هذا الجيل في زيادة الإنفاق عبر تأثيره الكبير في قرارات الشراء داخل الأسر. الاستطلاع الذي شمل نحو ألف من أولياء أمور الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 8 و14 عاما في الولايات المتحدة، وجد أن 42% من إنفاق الأسر تأثر بآراء جيل ألفا، وترتفع النسبة إلى 49% في الأسر التي يزيد دخلها السنوي على 100 ألف دولار، فيما تشمل هذه التأثيرات قرارات متنوعة مثل اختيار وجبات الطعام، وشراء الملابس، وتحديد وجهات السفر. قال ماثيو تراوب، رئيس شركة DKC، لمجلة فورتشن: "ينفق هذا الجيل أموالا أكثر مما نتوقع. تأثيرهم الاقتصادي هائل". ويتوقع أن يصبح جيل ألفا الأكبر حجما في التاريخ، حيث سيصل عدد أفراده إلى ملياري شخص في المستقبل، كما يحدث الجيل تأثيرا اقتصاديا مبكرا ليس فقط بسبب حجمه الكبير، بل لأنه جيل متمرس على التكنولوجيا، ما يتيح له فرص واسعة في التجارة الإلكترونية السلسة. وأفادت شركة الاستشارات البحثية "ماكريندل"، التي أسسها الباحث الاجتماعي مارك ماكريندل الذي صاغ مصطلح "جيل ألفا"، بأن القوة الشرائية لهذا الجيل ستبلغ 5.46 تريليون دولار بحلول 2029. ويعد جيل ألفا إذن جيل ريادة أعمال، ويحصل على الأموال مثل المراهقين من كل جيل، كالأعمال المنزلية وجز العشب مقابل مبلغ من والديهم. وفي حين أن 83% من الآباء الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يعطون أطفالهم مصروفا، فإن 91% من هذا الجيل يعملون أو يكسبون المال بشكل مستقل، بما في ذلك 40% يتقاضون أجرا مقابل القيام بـ"أعمال جانبية" خارج المنزل. وأرباحهم ليست زهيدة، إذ يبلغ متوسط إنفاق هذا الجيل من رواد الأعمال الناشئين 67 دولارا أسبوعيا، بإجمالي 3484 دولارا سنويا. ويقول تراوب إن ما يميز هذا الجيل عن غيره هو "روح المبادرة" التي حفزتها سهولة الوصول إلى التكنولوجيا. وهذا ليس مستغربا، فقد أدى صعود نجوم تيك توك ويوتيوب إلى أن يرى جيل ألفا صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي كنماذج مهنية ملهمة، حيث يعتمد أكثر من 60% من أفراد الجيل عليهم للحصول على أفكار تحفيزية، ويكسب أكثر من ربعهم المال من نشاطاتهم على هذه المنصات، وفقا لتقرير فيزا الصادر في نوفمبر 2023. أوضح تراوب أن الأدوات الرقمية تقدم فرصة لريادة الأعمال تختلف عن كشك عصير الليمون التقليدي، حيث تُمكن الوصول الفوري إلى جمهور أوسع بكثير. أين ينفق جيل ألفا أمواله؟ لا تُعد المنصات الرقمية مجرد وسيلة لكسب المال لأطفال اليوم؛ بل هي وسيلة رئيسية لإنفاقه، إذ يقضي جيل ألفا في المتوسط أكثر من ساعتين أسبوعيا في التسوق عبر الإنترنت، بحسب تقرير صادر عن شركة استشارات إدارة المحتوى WebPurify في 2024، حيث تحولت المواقع التي يزورونها إلى ما يشبه مراكز تسوق إلكترونية افتراضية. ووفقا لشركة DKC، تعتبر روبلوكس ونايكي من أكثر العلامات التجارية التي يذكرها جيل ألفا عند التحدث إلى آبائهم، كما دخلت أمازون وشي إن وتيمو وتيك توك قائمة أفضل 10 علامات مفضلة لديهم. بعيدا عن عمالقة التجارة الإلكترونية، تسعى هذه العلامات التجارية بقوة لكسب أموال جيل ألفا، أو على الأقل الحصول على بطاقات ائتمان آبائهم. أعلنت روبلوكس، التي تضم أكثر من 25 مليون مستخدم نشط يوميا، في مايو عن إمكانية شراء منتجات حقيقية داخل تجاربها الافتراضية. ومنذ 2021، تعاونت نايكي مع روبلوكس في تجربة "نايكلاند"، التي تتيح للمستخدمين ليس فقط لعب كرة المناورة الافتراضية، بل شراء أحذية رقمية لأفتاراتهم أيضا. قال أليكس بوبكن، نائب رئيس قسم الثقة والسلامة في WebPurify، في حديثه مع مجلة فورتشن إن منصات الألعاب التي كانت تقليديا مخصصة للأطفال أصبحت الآن تشكل فرصة مربحة للتجارة الإلكترونية، مشيرا إلى أن الأطفال يتعرضون لمثل هذا المحتوى بشكل متزايد ومتكرر.