
سياسة اليد الممدودة.. هل تفلح في حل خلاف المغرب والجزائر؟
وأضاف: "إن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف".
وتابع: "كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي، واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة".
وأردف قائلا: "ومن جهة أخرى، فإننا نعتز بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي ، كحل وحيد للنزاع حول الصحراء المغربية".
وأكمل: "وبقدر اعتزازنا بهذه المواقف، التي تناصر الحق والشرعية، بقدر ما نؤكد حرصنا على إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف".
وليست هذه المرة الأولى التي يلتزم فيها العاهل المغربي بسياسة "اليد الممدودة"، ودعوة الجزائر إلى حوار صريح ومسؤول لطي صفحة الخلافات.
"حوار لا ينبني على غالب أو مغلوب"
في هذا السياق، قال محمد تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، إن "العاهل المغربي الملك محمد السادس أكد على فكرة اليد الممدودة للشعب الجزائري في خطاب العرش، وفي عدة خطابات سابقة، من أجل دفع الطرفين إلى التفكير في تأسيس لجنة، أو أي إطار للتفاوض لمناقشة كل النقاط الخلافية بين البلدين، في إطار حوار لا ينبني على غالب أو مغلوب، بل يرتكز على حسن النية واحترام المصالح العليا والحيوية لكلا الشعبين من أجل التوصل إلى حلول نهائية لهذه المشاكل".
وأضاف الحسيني، في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن خطاب العاهل المغربي، أوضح أن مقترح الحكم الذاتي، الذي قدمه المغرب سنة 2007، يحظى حاليا بدعم ثلاث دول دائمة في مجلس الأمن، ولها حق الفيتو (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا).
وأشار المحلل إلى أن "عشرات القنصليات للدول التي افتتحت في الأقاليم الجنوبية المغربية، إلى جانب استثمارات كبريات الشركات والدول في الصحراء المغربية، دليل على قوة موقف المغرب".
وفي السياق ذاته، ذكر الحسيني أن الخطاب الملكي جاء في سياق دور الولايات المتحدة في المنطقة لتسوية النزاعات.
وأشار إلى أن للولايات المتحدة ، ورئيسها دونالد ترامب ، موقفا واضحا من مغربية الصحراء. وأكد أنها "تدفع المغرب والجزائر للتوصل إلى حل نهائي لا غالب فيه ولا مغلوب".
هل تستجيب الجزائر لدعوة المغرب؟
عند سؤاله عن إمكانية استجابة الجزائر لدعوة العاهل المغربي، قال الحسيني: "أظن أنه إذا كانت لدى صناع القرار في الجزائر حدس واستشراف للمستقبل، سيكون عليهم في هذه اللحظة بالذات أن يستجيبوا لدعوة اليد الممدودة، والعودة إلى طريق التعقل والحكمة بدل الاستمرار في الإضرار بمصالح الشعبين".
وتوقع الحسيني أن تحذو العديد من الدول الأوروبية حذو فرنسا وبريطانيا، وتتخذ مواقف داعمة للمغرب في قضية الصحراء.
كما لفت إلى أن عددا من دول أميركا اللاتينية صارت في نفس التوجه واتخذت وأعلنت دعمها لخطة الحكم الذاتي.
وأبرز: "إن أكثر من 120 دولة اعتبرت أن مبادرة وخطة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب، الأساس الوحيد لتصفية وتسوية هذا النزاع".
انطلاقا من كل هذه المعطيات، رأى الحسيني أن "المغرب قادر في المستقبل على محو ملف الصحراء من اللجنة 24 الخاصة بتصفية الاستعمار".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 28 دقائق
- صحيفة الخليج
رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بنين ورئيسة الاتحاد السويسري بذكرى اليوم الوطني
بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، برقيتي تهنئة إلى باتريس تالون رئيس جمهورية بنين، وكارين كيلر سوتر رئيسة الاتحاد السويسري، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلديهما. كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، برقيات تهنئة مماثلة إلى الرئيس باتريس تالون، والرئيسة كارين كيلر سوتر.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
رواندا والكونغو تعقدان أول اجتماع للجنة الإشراف المشتركة
عقدت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية أول اجتماع للجنة إشراف مشتركة الخميس، في خطوة نحو تنفيذ اتفاق السلام الذي تم إبرامه بين الجانبين في واشنطن في يونيو/حزيران. وشارك الاتحاد الإفريقي وقطر والولايات المتحدة في اجتماع اللجنة بواشنطن. وجرى تشكيل اللجنة كمنتدى للتعامل مع تنفيذ اتفاق السلام وحل النزاعات المتعلقة به. وشكل الاتفاق بين رواندا والكونغو إنجازاً كبيراً بعد محادثات توسطت فيها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف إنهاء القتال الذي أودى بحياة الآلاف، إلى جانب اجتذاب مليارات الدولارات من الاستثمارات الغربية إلى المنطقة الغنية بالمعادن. وفي الاتفاق، تعهد البلدان الإفريقيان بتنفيذ اتفاق عام 2024، ينص على انسحاب القوات الرواندية من شرق الكونغو في غضون 90 يوماً. كما نصّ الاتفاق على أن الكونغو ورواندا ستشكلان آلية مشتركة للتنسيق الأمني في غضون 30 يوماً، وستنفذان خطة اتُّفق عليها العام الماضي لمراقبة انسحاب الجنود الروانديين والتحقق من الأمر في غضون ثلاثة أشهر.


سكاي نيوز عربية
منذ 3 ساعات
- سكاي نيوز عربية
إيران تلوح بشروطها: لا عودة للمفاوضات قبل دفع الثمن الأميركي
في هذا السياق، تبرز تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كمؤشر على تحول جذري في قواعد الاشتباك الدبلوماسي بعد الحرب، بينما تأتي العقوبات الأميركية الأخيرة لتزيد من تصلب الموقف الإيراني وتغلق الباب أمام أية مرونة تفاوضية فورية. في حديثه إلى صحيفة فايننشال تايمز، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تبادل للرسائل مع المبعوث الأميركي ويتكوف، لكنه أكد أن أي حوار مقبل لا يمكن أن يبدأ دون "إجراءات لبناء الثقة"، تتصدرها تعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت بإيران نتيجة الهجمات الأميركية، وضمانات أمنية بعدم تكرار أي هجوم مستقبلي. بحسب عراقجي، فإن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتوقع استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها الجولات السابقة، بل يجب فتح صفحة جديدة كلياً، بما يعكس الواقع الاستراتيجي الجديد في أعقاب الحرب. طهران تتحدى العقوبات وتستعرض أوراق القوة تزامناً مع هذه المواقف، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شبكة الشحن النفطي الإيرانية المرتبطة بمحمد حسين شمخاني، نجل المستشار الأمني المقرب من خامنئي. وتشمل العقوبات عشرات الكيانات التي تنقل النفط من إيران وروسيا، وتحقق عوائد ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات. رغم ذلك، تصر طهران على أن برنامجها النووي لم يُدمَّر كما كانت تأمل واشنطن وتل أبيب، وهو ما أكده عماد أبشناس، رئيس تحرير صحيفة "إيران ديبلوماتيك"، في مداخلة مع برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية، حين قال: "لو كانت المنشآت قد دُمّرت، لما تحدث الأميركيون عن استئناف مفاوضات". موقف داخلي رافض للتفاوض من دون كلفة ويكشف أبشناس أن عراقجي يواجه رفضًا داخليًا واسعًا لأي تفاوض مع واشنطن، في ظل شعور إيراني بالمهانة جراء الهجوم العسكري الأميركي. وشدد على أن إيران لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما لم تحصل على ضمانات دولية صارمة بعدم تكرار أي اعتداء مستقبلي، في ظل تقصير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والتي وصفها بأنها فقدت نزاهتها. وأضاف عماد أبشناس "الوكالة لم تقم بوظائفها الأساسية، وسُرِّبت معلومات حساسة عن المنشآت الإيرانية.. لا يمكن التعاون مع مدير وكالة يُتَّهم بالعمالة لأميركا". لم تقتصر الانتقادات الإيرانية على واشنطن، بل امتدت إلى الدور الأوروبي، إذ هاجم إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مواقف أوروبا، واصفًا إياها بـ"التابعة" للولايات المتحدة وإسرائيل. وطالب عزيزي الأوروبيين بتحديد موقف مستقل قبل أي محاولة للمساهمة في التفاوض. في ظل هذه الظروف، يبرز تساؤل استراتيجي خطير: هل تتحول إيران إلى كوريا شمالية جديدة؟ يقول أبشناس إن المفاوضات المقبلة يجب ألا تدور حول مستويات التخصيب فقط، بل حول الأسلحة النووية المحتملة لدى إيران. ويشير إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجات عالية غير معلوم بدقة، وهو ما يُبقي الغموض الاستراتيجي سيد الموقف. وقال "إيران تملك أكثر من 460 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وأكثر من 9500 كغم بنسبة 20% أو أقل.. ولا أحد يعرف أين كل هذا الآن". فشل العملية العسكرية الأميركية ـ الإسرائيلية.. نقطة التحول؟ وصف أبشناس الهجوم الأميركي ـ الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية بأنه كان "أكبر خطأ استراتيجي ارتكبه ترامب ونتنياهو"، مؤكدًا أن العملية فشلت فشلًا ذريعًا، لأن القدرات الإيرانية لا تزال قائمة. وأضاف "إيران تفاجأت، نعم. لكنها لم تُهزَم.. التفاوض الآن يجب أن يكون على قاعدة رابح – رابح، وليس شروط الطرف الأميركي فقط". مستقبل المفاوضات: صيف دبلوماسي أم شتاء نووي؟ السؤال الذي يطرحه مراقبون الآن هو: هل نحن أمام صيف تفاوضي ساخن أم مجرد حرب أعصاب وشراء للوقت؟ الواضح أن إيران تريد إملاء شروطها في أي عملية تفاوضية مقبلة، وأن واشنطن، رغم الضغوط والعقوبات، ستجد نفسها في نهاية المطاف مجبرة على الدخول في حوار جديد، مختلف كليًا عن سابقاته. لكن المفارقة أن الكرة ليست فقط في ملعب واشنطن، بل أيضًا في ملعب الرأي العام الإيراني الغاضب، الذي يرى في المفاوضات تنازلًا عن دماء وتضحيات. المشهد الحالي لا يُبشر بمفاوضات وشيكة، فإيران تعيش لحظة "ما بعد الحرب" بتحدٍّ سياسي محسوب، فيما تحاول واشنطن تطويع خصمها عبر العقوبات دون إغفال الحاجة إلى مسار تفاوضي. ومع اشتداد نيران المواجهة الدبلوماسية، تتبدى ملامح مرحلة جديدة: لا حوار بلا ثمن، ولا تفاوض بلا ضمانات، ومعادلة 'رابح – رابح' التي تتحدث عنها طهران قد تصبح الخيار الوحيد لتفادي كارثة نووية على الطاولة.