logo
إسرائيل تواصل مجازرها في غزة..أكثر من 100 شهيد الثلاثاء

إسرائيل تواصل مجازرها في غزة..أكثر من 100 شهيد الثلاثاء

المدنمنذ 7 ساعات

تواصل إسرائيل، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حربها الدموية على قطاع غزة، عبر مجازر متواصلة وعمليات تدمير ممنهج للمنازل والتجمعات السكنية، بالتزامن مع تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات، ما أدى إلى تفاقم المجاعة في القطاع المنكوب. وقد استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، فجر الأربعاء، في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة. وتواصل طائرات الاحتلال عمليات القصف على مدار الساعة خيام نازحين ومنازل في شتى أنحاء القطاع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى يومياً. كما يواصل جيش الاحتلال استهداف تجمعات منتظري المساعدات في وسط القطاع وجنوبه، مخلفاً العديد من الشهداء والجرحى.
وفيما تحدثت مصادر طبية في قطاع غزة عن سقوط أكثر من 100 شهيد يوم الثلاثاء بينهم 63 من طالبي المساعدات. وبذلك يرتفع إجمالي شهداء المساعدات، ممن وصلوا إلى المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات، إلى 397 شهيداً وأكثر من 3,031 إصابة. وفي اليوم الـ92 من استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة، واليوم الـ619 منذ اندلاع الحرب، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها نفذت كمينا محكما ضد قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزل في منطقة السطر الغربي شمال خانيونس، وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى.
من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط برتبة نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة التابعة للواء "غولاني"، إضافة إلى إصابة عدد من الجنود، في عملية تفجير واشتباك مسلح جنوب القطاع عصر الإثنين. وفي تصعيد جديد للمجازر ضد المدنيين، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة في خانيونس استهدفت عشرات المدنيين خلال انتظارهم لتلقي المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد 36 شخصا من المنتظرين، من أصل 51 شهيدًا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأكدت الوزارة أن قوات الاحتلال تواصل قصف مواقع توزيع المساعدات في مختلف أنحاء القطاع، بالتزامن مع منع دخول الغذاء والدواء، ما يؤدي إلى تفاقم المجاعة في أوساط مئات آلاف المدنيين. ووفق آخر تحديث رسمي، بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، نحو 55,432 شهيدا، إضافة إلى 128,923 مصابا، بينهم آلاف في حالات خطرة.
أما منذ خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس 2025، فسقط 5139 شهيدا و16882 مصابا. وفي ما يتعلق بضحايا المساعدات الإنسانية، ارتفع عدد الشهداء الذين قضوا أثناء انتظارهم لتلقي المساعدات أو بسبب استهدافهم في أماكن التوزيع إلى 338 شهيدا، إلى جانب 2831 مصابا. وتتزايد التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية شاملة، وسط استمرار الهجمات وغياب الضغط الدولي الفاعل لوقف الحرب وفتح الممرات الإنسانية.
في السياق نقل موقع واينت الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين في المنطقة، لم يسمّهم، قولهم إنّ هناك "تقدماً كبيراً" نحو إبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، والتوصّل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة وإنهاء حرب الإبادة. وقال أحدهم: "كلا الطرفين قدّما تنازلات، لكنهما يخشيان من تداعيات المواجهة مع إيران".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"حزب الله" ونظام إيران: ولدا معًا وينتهيان معًا؟
"حزب الله" ونظام إيران: ولدا معًا وينتهيان معًا؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

"حزب الله" ونظام إيران: ولدا معًا وينتهيان معًا؟

في أول شباط 1979 عندما ركب الإمام الخميني طائرة "إير فرانس" الفرنسية في باريس عائدًا إلى طهران، كان يرافقه عدد من اللبنانيين الشيعة الذين تبوأوا لاحقًا مواقع مهمة في لبنان أو في إيران. قبل أن تأكل الثورة الإسلامية أبناءها وتقوم بعملية تنقية ذاتية للقيادات والأهداف، كان "حزب الله" يولد في لبنان ليكون الذراع الأهم للثورة الإسلامية ولتصديرها، في وقت لم يكن للشيعة في العالم موقع قوة ودور خاص ومستقل إلا في لبنان. صعد دور "حزب الله" مع صعود المد الإسلامي الثوري الإيراني، وهو يتعرض اليوم لخطر الزوال إذا زال النظام. ولدا معًا وينتهيان معًا. لا حياة لـ "حزب الله" خارج حياة نظام ولاية الفقيه في إيران. ذلك الرحم يمدّ هذا المولود بكل عناصر القوة، وينقل إليه كل عناصر الضعف أيضًا. لا فاصل بين من وُلد من رحم تلك الثورة وبين الحكم الذي نشأ عن تلك الثورة. قبل أن تصل طلائع وحدات الحرس الثوري الإيراني إلى بعلبك في حزيران 1982 عن طريق سوريا لتؤسّس لولادة ما سيصير لاحقًا "حزب الله"، كان الحزب يولد في أدبيات الثورة الإسلامية ومشروع ولاية الفقيه الذي مثّله ونظّر وخطّط له الإمام آية الله الخميني. انطلق الحزب دينيًا وتنظيميًا قبل أن يتحوّل إلى قوّة عسكرية وأمنية تنفّذ ما يطلبه منها مركز الحكم والولاية، وقبل أن تصبح هذه القوة العسكرية هي التي تمثّل "الحزب" وتختصر دوره. بحيث ظهر بوضوح أن هذا الحزب جسم عسكري وأمني وصُنِع له رداء سياسي حتى يؤمّن له الحضور في البلد الذي نشأ فيه، لبنان. من الخميني إلى نصرالله كما مثّل الإمام الخميني نقطة القوة في انطلاقة مشروع ولاية الفقيه وتصدير الثورة الإسلامية، مثل السيد حسن نصرالله أمين عام "حزب الله" قوّة هذا المشروع خارج إيران جامعًا السلطات السياسية والأمنية والدينية والفقهية والعسكرية. وكما مثّل، الوليّ الفقيه، الإمام الخميني، رمزية الثورة وعنوان انتصارها وقوّة أهدافها، وجمع بين القيادتين السياسية والدينية، مثّل السيد حسن نصرالله هذا الدور أيضًا كممثِّل للوليّ الفقيه في لبنان وسائر أنحاء العالم، حيث يمكن أن يصل "الحزب" والتابعون له. هذا الانتشار الشيعي اللبناني على مستوى العالم أمّن لطهران قوة حضور، خصوصًا على المستوى الأمني، قبل أن تكون هناك قوة "حشد شعبي" في العراق، أو دور للحوثيين في اليمن، أو تبعية لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أو للنظام الذي مثّله آل الأسد في سوريا. قبل وصول الحرس الثوري إلى لبنان في مثل هذه الأيام من صيف 1982، بعد أيام على بدء الاجتياح الإسرائيلي، كان "حزب الله" ولد في لبنان من رحم "حزب الدعوة"، ومن مجموعات سمَّت نفسها "الخمينيون"، وشخصيات كانت في "حركة أمل" وانشقت عنها وسمّت نفسها "حركة أمل الإسلامية"، ومن بينها السيد حسن نصرالله، وكانت اعترضت طهران وقتها على مشاركة رئيس الحركة نبيه بري في هيئة الإنقاذ التي شكّلها رئيس الجمهورية الياس سركيس وضمّت إلى بري رئيس الحكومة شفيق الوزان ووليد جنبلاط وبشير الجميل ونصري المعلوف وفؤاد بطرس. كانت المشاركة في تلك الهيئة بمثابة الكفر الديني والسياسي. ولذلك بدأ مشروع "حزب الله" من داخل البيئة الشيعية لأنّه ينطلق اساسًا من قاعدة دينية لا يمكن لغير الشيعة الولوج إليها أو تخطّيها. جندي في جيش "ولاية الفقيه" هكذا صار "الحزب" أحد أبرز أدوات إيران الأمنية. وهكذا اتُّهم بأنّه نفّذ عملية تفجير السفارة الأميركية في عين المريسة في 18 نيسان 1983، قبل أن يتبنّى لاحقًا تفجير مقرَّي المارينز الأميركيين والمظليين الفرنسيين على طريق المطار في 23 تشرين الأول 1983، والسفارة الأميركية في عوكر في 20 أيلول 1984. وقبل أن يُتَّهم بتفجيرات في الأرجنتين وكينيا والسعودية وبعمليات خطف الأجانب والطائرات. المرة الأولى التي أعلن فيها "حزب الله" عن نفسه وعن رسالته وأهدافه، كانت في 16 شباط 1985، في "الرسالة المفتوحة إلى المستضعفين في لبنان والعالم". قال بوضوح: "إنّنا أبناء أمّة "حزب الله" نعتبر أنفسنا جزءاً من أمّة الإسلام في العالم... إنّنا أبناء هذه الأمّة التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسّست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم... نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة وعادلة تتمثّل بالولي الفقيه الجامع الشرائط، وتتجسّد حاضرًا بالإمام المسدِّد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني… نحن أمّة ترتبط مع المسلمين في كافة أنحاء العالم برباط عقائدي وسياسي متين هو الإسلام… ومن هنا فإنّ ما يُصيب المسلمين في أفغانستان أو العراق أو الفيليبين أو غيرها إنّما يصيب جسم أمتنا الإسلاميّة التي نحن جزء لا يتجزّأ منها، ونتحرّك لمواجهته انطلاقًا من واجب شرعي أساساً، وفي ضوء تصور سياسي عام تقرّره ولاية الفقيه القائد…". هالة خاصة ومرقد ورمز بعد ذلك وبعد وصوله إلى موقع الأمين العام لـ "الحزب" في شباط 1992، لم يتوانَ السيد حسن نصرالله عن تأكيد هذه الثوابت من خلال إعلانه تكرارًا أنّه جندي في جيش ولاية الفقيه، وأن "مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني، ونحن نؤمن بذلك، ونعتبر تنفيذ أوامر الولي الفقيه واجبًا إجباريًا". طوال 32 عاما وستة أشهر في هذا الموقع استطاع نصرالله أن يقفز من الموقع الحزبي والسياسي والأمني إلى احتلال موقع ديني فقهي متقدم في مسيرة اقتربت مقارنتها بمسيرة الإمام الخميني إلى حد اعتبارها، في الفقه الثوري الشيعي المتبنّي لنظرية ظهور الإمام المهدي، أنّها علامة من علامات الظهور، كما كان الإمام الخميني بهالته وقوة حضوره بداية تلك العلامات. حتى أن اغتيال السيد نصرالله في 27 أيلول 2024 اعتبره أتباعه أيضًا علامة من علامات الظهور هذه. ولذلك أُعطي تشييعه هذا البعد الشامل، ولذلك أُقيم له هذا المرقد الذي يحفظ مكانته الدينية والفقهية والعلمائية، في تقليد لم يحظَ به إلا عدد قليل من أئمة الشيعة في الماضي وفي الحاضر، كما حصل مع الخميني شخصياً، ثمّ مع قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، بعد اغتياله في 3 كانون الثاني 2020 في العراق. معركة إنهاء النظام وأذرعه كان على النظام الإسلامي الشيعي في إيران أن ينتظر مساعدة واشنطن لإنهاء حكم "حركة طالبان" في أفغانستان في تشرين الثاني 2001، ثم إسقاط حكم صدام حسين في العراق في نيسان 2003، لكي يوسّع دوره في المنطقة. وكان عليه أن ينتظر سيطرة الحوثيين على صنعاء في اليمن في ايلول 2014، حتى يؤسّس لأذرع جديدة غير الذراع الوحيد الذي كان يتَّكل عليه وهو ذراع "حزب الله". بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، بدأت حرب إسرائيل في القضاء على هذه الأذرع الإيرانية. بدأت بحركة "حماس" في قطاع غزة، وأكملت على "حزب الله" في لبنان، ثم على الحوثيين في اليمن، وحيّدت مع واشنطن الحشد الشعبي في العراق، وبدأت حرب إنهاء دور النظام الإسلامي في إيران. إذا كان "حزب الله" بدأ عملياً في لبنان مع الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، فإنّه مهدَّد بالزوال بعد اجتياح إسرائيل غزّة وجنوب لبنان وطهران بين 2023 و2025 في حروب متتالية ومتوالية. قام "حزب الله" مع قيام الثورة الإسلامية في طهران وأخذ دوره من نظام ولاية الفقيه. اليوم مع الانهيار الذي يواجهه هذا النظام في طهران يُطرح مصير "حزب الله" جدّيًا. هل ينتهي إذا انتهى ذاك النظام؟ أم يبقى مجرّد تنظيم متقاعد لنظام تحطّمت أحلامه وعاد إلى داخل إيران وتخلّى عن مشروح تصدير الثورة والتوسع، وعن البرنامج النووي، وعن الصواريخ البالستية البعيدة المدى؟ وعن الأذرع التي حاول من خلالها التمدد حتى حدود البحر المتوسط، بحيث لا يبقى منها إلا مجرد ذكريات مؤلمة في تاريخ شعوب المنطقة. نجم الهاشم -نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

'الحزب' ونظام إيران: ولدا معًا وينتهيان معًا؟
'الحزب' ونظام إيران: ولدا معًا وينتهيان معًا؟

IM Lebanon

timeمنذ 6 ساعات

  • IM Lebanon

'الحزب' ونظام إيران: ولدا معًا وينتهيان معًا؟

كتب نجم الهاشم في 'نداء الوطن': في أول شباط 1979 عندما ركب الإمام الخميني طائرة 'إير فرانس' الفرنسية في باريس عائدًا إلى طهران، كان يرافقه عدد من اللبنانيين الشيعة الذين تبوأوا لاحقًا مواقع مهمة في لبنان أو في إيران. قبل أن تأكل الثورة الإسلامية أبناءها وتقوم بعملية تنقية ذاتية للقيادات والأهداف، كان 'حزب الله' يولد في لبنان ليكون الذراع الأهم للثورة الإسلامية ولتصديرها، في وقت لم يكن للشيعة في العالم موقع قوة ودور خاص ومستقل إلا في لبنان. صعد دور 'حزب الله' مع صعود المد الإسلامي الثوري الإيراني، وهو يتعرض اليوم لخطر الزوال إذا زال النظام. ولدا معًا وينتهيان معًا. لا حياة لـ 'حزب الله' خارج حياة نظام ولاية الفقيه في إيران. ذلك الرحم يمدّ هذا المولود بكل عناصر القوة، وينقل إليه كل عناصر الضعف أيضًا. لا فاصل بين من وُلد من رحم تلك الثورة وبين الحكم الذي نشأ عن تلك الثورة. قبل أن تصل طلائع وحدات الحرس الثوري الإيراني إلى بعلبك في حزيران 1982 عن طريق سوريا لتؤسّس لولادة ما سيصير لاحقًا 'حزب الله'، كان الحزب يولد في أدبيات الثورة الإسلامية ومشروع ولاية الفقيه الذي مثّله ونظّر وخطّط له الإمام آية الله الخميني. انطلق الحزب دينيًا وتنظيميًا قبل أن يتحوّل إلى قوّة عسكرية وأمنية تنفّذ ما يطلبه منها مركز الحكم والولاية، وقبل أن تصبح هذه القوة العسكرية هي التي تمثّل 'الحزب' وتختصر دوره. بحيث ظهر بوضوح أن هذا الحزب جسم عسكري وأمني وصُنِع له رداء سياسي حتى يؤمّن له الحضور في البلد الذي نشأ فيه، لبنان. من الخميني إلى نصرالله كما مثّل الإمام الخميني نقطة القوة في انطلاقة مشروع ولاية الفقيه وتصدير الثورة الإسلامية، مثل السيد حسن نصرالله أمين عام 'حزب الله' قوّة هذا المشروع خارج إيران جامعًا السلطات السياسية والأمنية والدينية والفقهية والعسكرية. وكما مثّل، الوليّ الفقيه، الإمام الخميني، رمزية الثورة وعنوان انتصارها وقوّة أهدافها، وجمع بين القيادتين السياسية والدينية، مثّل السيد حسن نصرالله هذا الدور أيضًا كممثِّل للوليّ الفقيه في لبنان وسائر أنحاء العالم، حيث يمكن أن يصل 'الحزب' والتابعون له. هذا الانتشار الشيعي اللبناني على مستوى العالم أمّن لطهران قوة حضور، خصوصًا على المستوى الأمني، قبل أن تكون هناك قوة 'حشد شعبي' في العراق، أو دور للحوثيين في اليمن، أو تبعية لحركتي 'حماس' و'الجهاد الإسلامي'، أو للنظام الذي مثّله آل الأسد في سوريا. قبل وصول الحرس الثوري إلى لبنان في مثل هذه الأيام من صيف 1982، بعد أيام على بدء الاجتياح الإسرائيلي، كان 'حزب الله' ولد في لبنان من رحم 'حزب الدعوة'، ومن مجموعات سمَّت نفسها 'الخمينيون'، وشخصيات كانت في 'حركة أمل' وانشقت عنها وسمّت نفسها 'حركة أمل الإسلامية'، ومن بينها السيد حسن نصرالله، وكانت اعترضت طهران وقتها على مشاركة رئيس الحركة نبيه بري في هيئة الإنقاذ التي شكّلها رئيس الجمهورية الياس سركيس وضمّت إلى بري رئيس الحكومة شفيق الوزان ووليد جنبلاط وبشير الجميل ونصري المعلوف وفؤاد بطرس. كانت المشاركة في تلك الهيئة بمثابة الكفر الديني والسياسي. ولذلك بدأ مشروع 'حزب الله' من داخل البيئة الشيعية لأنّه ينطلق اساسًا من قاعدة دينية لا يمكن لغير الشيعة الولوج إليها أو تخطّيها. جندي في جيش 'ولاية الفقيه' هكذا صار 'الحزب' أحد أبرز أدوات إيران الأمنية. وهكذا اتُّهم بأنّه نفّذ عملية تفجير السفارة الأميركية في عين المريسة في 18 نيسان 1983، قبل أن يتبنّى لاحقًا تفجير مقرَّي المارينز الأميركيين والمظليين الفرنسيين على طريق المطار في 23 تشرين الأول 1983، والسفارة الأميركية في عوكر في 20 أيلول 1984. وقبل أن يُتَّهم بتفجيرات في الأرجنتين وكينيا والسعودية وبعمليات خطف الأجانب والطائرات. المرة الأولى التي أعلن فيها 'حزب الله' عن نفسه وعن رسالته وأهدافه، كانت في 16 شباط 1985، في 'الرسالة المفتوحة إلى المستضعفين في لبنان والعالم'. قال بوضوح: 'إنّنا أبناء أمّة 'حزب الله' نعتبر أنفسنا جزءاً من أمّة الإسلام في العالم… إنّنا أبناء هذه الأمّة التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسّست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم… نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة وعادلة تتمثّل بالولي الفقيه الجامع الشرائط، وتتجسّد حاضرًا بالإمام المسدِّد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني… نحن أمّة ترتبط مع المسلمين في كافة أنحاء العالم برباط عقائدي وسياسي متين هو الإسلام… ومن هنا فإنّ ما يُصيب المسلمين في أفغانستان أو العراق أو الفيليبين أو غيرها إنّما يصيب جسم أمتنا الإسلاميّة التي نحن جزء لا يتجزّأ منها، ونتحرّك لمواجهته انطلاقًا من واجب شرعي أساساً، وفي ضوء تصور سياسي عام تقرّره ولاية الفقيه القائد…'. هالة خاصة ومرقد ورمز بعد ذلك وبعد وصوله إلى موقع الأمين العام لـ 'الحزب' في شباط 1992، لم يتوانَ السيد حسن نصرالله عن تأكيد هذه الثوابت من خلال إعلانه تكرارًا أنّه جندي في جيش ولاية الفقيه، وأن 'مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني، ونحن نؤمن بذلك، ونعتبر تنفيذ أوامر الولي الفقيه واجبًا إجباريًا'. طوال 32 عاما وستة أشهر في هذا الموقع استطاع نصرالله أن يقفز من الموقع الحزبي والسياسي والأمني إلى احتلال موقع ديني فقهي متقدم في مسيرة اقتربت مقارنتها بمسيرة الإمام الخميني إلى حد اعتبارها، في الفقه الثوري الشيعي المتبنّي لنظرية ظهور الإمام المهدي، أنّها علامة من علامات الظهور، كما كان الإمام الخميني بهالته وقوة حضوره بداية تلك العلامات. حتى أن اغتيال السيد نصرالله في 27 أيلول 2024 اعتبره أتباعه أيضًا علامة من علامات الظهور هذه. ولذلك أُعطي تشييعه هذا البعد الشامل، ولذلك أُقيم له هذا المرقد الذي يحفظ مكانته الدينية والفقهية والعلمائية، في تقليد لم يحظَ به إلا عدد قليل من أئمة الشيعة في الماضي وفي الحاضر، كما حصل مع الخميني شخصياً، ثمّ مع قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، بعد اغتياله في 3 كانون الثاني 2020 في العراق. معركة إنهاء النظام وأذرعه كان على النظام الإسلامي الشيعي في إيران أن ينتظر مساعدة واشنطن لإنهاء حكم 'حركة طالبان' في أفغانستان في تشرين الثاني 2001، ثم إسقاط حكم صدام حسين في العراق في نيسان 2003، لكي يوسّع دوره في المنطقة. وكان عليه أن ينتظر سيطرة الحوثيين على صنعاء في اليمن في ايلول 2014، حتى يؤسّس لأذرع جديدة غير الذراع الوحيد الذي كان يتَّكل عليه وهو ذراع 'حزب الله'. بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، بدأت حرب إسرائيل في القضاء على هذه الأذرع الإيرانية. بدأت بحركة 'حماس' في قطاع غزة، وأكملت على 'حزب الله' في لبنان، ثم على الحوثيين في اليمن، وحيّدت مع واشنطن الحشد الشعبي في العراق، وبدأت حرب إنهاء دور النظام الإسلامي في إيران. إذا كان 'حزب الله' بدأ عملياً في لبنان مع الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، فإنّه مهدَّد بالزوال بعد اجتياح إسرائيل غزّة وجنوب لبنان وطهران بين 2023 و2025 في حروب متتالية ومتوالية. قام 'حزب الله' مع قيام الثورة الإسلامية في طهران وأخذ دوره من نظام ولاية الفقيه. اليوم مع الانهيار الذي يواجهه هذا النظام في طهران يُطرح مصير 'حزب الله' جدّيًا. هل ينتهي إذا انتهى ذاك النظام؟ أم يبقى مجرّد تنظيم متقاعد لنظام تحطّمت أحلامه وعاد إلى داخل إيران وتخلّى عن مشروح تصدير الثورة والتوسع، وعن البرنامج النووي، وعن الصواريخ البالستية البعيدة المدى؟ وعن الأذرع التي حاول من خلالها التمدد حتى حدود البحر المتوسط، بحيث لا يبقى منها إلا مجرد ذكريات مؤلمة في تاريخ شعوب المنطقة.

إسرائيل تواصل مجازرها في غزة..أكثر من 100 شهيد الثلاثاء
إسرائيل تواصل مجازرها في غزة..أكثر من 100 شهيد الثلاثاء

المدن

timeمنذ 7 ساعات

  • المدن

إسرائيل تواصل مجازرها في غزة..أكثر من 100 شهيد الثلاثاء

تواصل إسرائيل، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حربها الدموية على قطاع غزة، عبر مجازر متواصلة وعمليات تدمير ممنهج للمنازل والتجمعات السكنية، بالتزامن مع تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات، ما أدى إلى تفاقم المجاعة في القطاع المنكوب. وقد استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، فجر الأربعاء، في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة. وتواصل طائرات الاحتلال عمليات القصف على مدار الساعة خيام نازحين ومنازل في شتى أنحاء القطاع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى يومياً. كما يواصل جيش الاحتلال استهداف تجمعات منتظري المساعدات في وسط القطاع وجنوبه، مخلفاً العديد من الشهداء والجرحى. وفيما تحدثت مصادر طبية في قطاع غزة عن سقوط أكثر من 100 شهيد يوم الثلاثاء بينهم 63 من طالبي المساعدات. وبذلك يرتفع إجمالي شهداء المساعدات، ممن وصلوا إلى المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات، إلى 397 شهيداً وأكثر من 3,031 إصابة. وفي اليوم الـ92 من استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة، واليوم الـ619 منذ اندلاع الحرب، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها نفذت كمينا محكما ضد قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزل في منطقة السطر الغربي شمال خانيونس، وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى. من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط برتبة نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة التابعة للواء "غولاني"، إضافة إلى إصابة عدد من الجنود، في عملية تفجير واشتباك مسلح جنوب القطاع عصر الإثنين. وفي تصعيد جديد للمجازر ضد المدنيين، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة في خانيونس استهدفت عشرات المدنيين خلال انتظارهم لتلقي المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد 36 شخصا من المنتظرين، من أصل 51 شهيدًا خلال الـ24 ساعة الماضية. وأكدت الوزارة أن قوات الاحتلال تواصل قصف مواقع توزيع المساعدات في مختلف أنحاء القطاع، بالتزامن مع منع دخول الغذاء والدواء، ما يؤدي إلى تفاقم المجاعة في أوساط مئات آلاف المدنيين. ووفق آخر تحديث رسمي، بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، نحو 55,432 شهيدا، إضافة إلى 128,923 مصابا، بينهم آلاف في حالات خطرة. أما منذ خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس 2025، فسقط 5139 شهيدا و16882 مصابا. وفي ما يتعلق بضحايا المساعدات الإنسانية، ارتفع عدد الشهداء الذين قضوا أثناء انتظارهم لتلقي المساعدات أو بسبب استهدافهم في أماكن التوزيع إلى 338 شهيدا، إلى جانب 2831 مصابا. وتتزايد التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية شاملة، وسط استمرار الهجمات وغياب الضغط الدولي الفاعل لوقف الحرب وفتح الممرات الإنسانية. في السياق نقل موقع واينت الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين في المنطقة، لم يسمّهم، قولهم إنّ هناك "تقدماً كبيراً" نحو إبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، والتوصّل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة وإنهاء حرب الإبادة. وقال أحدهم: "كلا الطرفين قدّما تنازلات، لكنهما يخشيان من تداعيات المواجهة مع إيران".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store