logo
زيارة ترسيخ الفشل والخيبات والانبطاح العربي

زيارة ترسيخ الفشل والخيبات والانبطاح العربي

اليمن الآنمنذ 5 أيام

قبل أن يحلق ترامب جوا باتجاه الخليج، ألقى المزيد من الإهانات للأنظمة الخليجية، ضمن ما قاله من عبارات في خطابه، حيث كرر ما قاله في ولايته السابقة عن الرياض، لكنه هذه المرة عممه على كل دول الخليج، ممتنا عليها بأنها ليست موجودة لولا الحماية الأمريكية، وبهذا وضع ترامب عنوان زيارته، التي حاول البعض تصويرها بالتاريخية وعلق عليها الآمال الطويلة العريضة، لا سيما بخصوص وقف الإبادة الجارية في غزة على يد عصابات اليهود الصهاينة بدعم أمريكي ترامبي.
زيارة الصفقات الأمريكية!
إن كان هناك من نجاح في الزيارة فهو حصرا في جيب ترامب، الذي حقق المليارات، سواء بصفقات السلاح والطيران أو صفقات الاستثمار، والأرقام فلكية فعلا، وتسيل لعاب التاجر الماكر، وترضي غروره وطمعه، وأيضا تساعد خطط ترامب في تقليص ديون الخزانة الأمريكية المثقلة بديون تجاوزت 36 ترليون دولار. وليس بالأمر الهين أن تضخ الرياض استثمارات ب600 مليار في الاقتصاد الأمريكي، وصفقات تسليح هي الأكبر في التاريخ تتجاوز 140 مليار دولار، والأمر مشابه بالنسبة لقطر التي عقدت صفقة ب200 مليار دولار لشراء 160 طائرة بوينغ، ولن يكون الأمر مختلفا بالنسبة للإمارات المتحدة. والتي أعلنت سابقا عن استثمارات تستعد لضخها في الاقتصاد الأمريكي تزيد عن الترليون دولار، خلال عشر سنوات، وعقدت صفقة سلاح ب1.4 مليار دولار يوم الإثنين قبل زيارة ترامب.
خيبة سعودية:
بالنسبة للسعودية لم يتعدَّ الأمر أكثر من حملة استعراضية عن ما يسميه الإعلام السعودي 'مكانة المملكة العالمية، وقدرة أميرها الصاعد على صياغة التحالفات وصناعة المستقبل'، ولا ندري حقيقة اي تحالف صنع، وهو مجرد تابع للولايات المتحدة، واي مستقبل أنشأ، وكل خطط 2030 لا تزال متعثرة، وحتى اقتصاد المملكة مثقل الآن بالديون رغم الإيرادات النفطية وغير النفطية التي تدخل إلى الخزينة العامة، التي انهت العام 2024 بعجز بلغ 115 مليار ريال، وهو عجز متواصل للربع التاسع على التوالي منذ العام 2022، ليرتفع معه الدين العام للمملكة إلى 1.22 ترليون ريال، أي ما يزيد عن 320 مليار دولار.
هذا من الناحية المالية، أما من الناحية السياسية والأمنية، فقد كانت الرياض تعول على توقيع اتفاقات نووية، واتفاقات حماية أمنية، إلا أن الأولى لم تذكر حتى مجرد الذكر، في حين لم تتعدَّ الثانية بعض العبارات الشفهية التي أطلقها ترامب على سبيل المجاملة لا أكثر ولا أقل.
ربما يسجل لمحمد بن سلمان، إصدار قرار رفع العقوبات عن سوريا، وعقد لقاء جمع بين الجولاني وترامب، لجهة ان الأخير حجز مقعدَ للرياض في سوريا على حساب النفوذ التركي، والذي قد يشهد تزاحما أكثر في الفترة المقبلة.
ماذا عن قطر؟
طيلة الأيام التي سبقت التحضير لزيارة ترامب كان الإعلام القطري -وعلى رأسه الجزيرة- يسوِّق لحلحلة في غزة، وقامت قطر خلال هذه الفترة بالضغط على المقاومة من أجل إطلاق سراح الأسير الصهيوني أمريكي الجنسية عيدان الكسندر، تحت عنوان، تقديم هدية لترامب، لكي يقدم هدية لغزة مقابلها.
ترامب بدوره خلال تلك الفترة ألقى بالعديد من التصريحات التي فُهم من خلالها أنه يختلف مع النتن حول غزة، لا سيما فيما يخص المساعدات الإنسانية، ووصف الحرب بأنها وحشية، ووضع جانبا كل تصريحاته حول التهجير والحسم الإسرائيلي، وحتى عن دعم الكيان في هذه الحرب، واكتفى بالكلام دون أن يتحرك نحو الأفعال، وفُهم الأمر على أنه يريد أن يكون ذلك نتيجة لزياته المرتقبة.
اليوم الأربعاء عقد أمير قطر جلسة مغلقة مع ترامب، وصلت إلى ساعتين، لكن بعد انتهائها لم يعلن ترامب إلا عن مبحاثات تخص أوكرانيا وروسيا وبحث الملف الإيراني، ولم يجر على لسانه أي ذكر لغزة.
وبالتأكيد أن غزة كانت حاضرة في تلك الجلسة، بشكل أو بآخر، إلا أنه من الواضح أن فكرة لم تتبلور حتى بوقفٍ ولو مؤقت لإطلاق النار، ولا حتى بإدخال ولو جزء بسيط من المساعدات التي بدأت تتعفن على المعابر نتيجة منع كيان العدو إدخالها، وبدعم من واشنطن.
هذا الأمر مثّل فشلا ذريعا للدعاية القطرية التي كانت تريد على الأقل تسليفها إنجازاً بمستوى رفع العقوبات عن سوريا الذي منحه ترامب للرياض.
ترامب والسلام:
طفحت كلمات الترحيب بترامب في الاستقبال، سواء في الرياض او الدوحة، بعبارات المديح والثناء، والمرتكز على مفهوم السلام، والإقرار للمجرم ترامب بأنه محب للسلام، ويسعى للسلام. ويشكرون 'جهوده المبذولة من أجل السلام'، في حين أنه ، وبالتحديد عندما يتعلق الأمر بمنطقتنا، بأمتنا العربية والإسلامية، التي يفترض أن زعماء الدول التي تستضيفه يمثلونها، فهو رجل الحرب والقتل، وما يجري في غزة بدعمه المباشر والغير مباشر خير مثال.
نعم قد يقال إن كل تلك العبارات جاءت على سبيل الحث والتشجيع لهذا المجرم لينعطف نحو السلام، والتأثير عليه في سبيل ذلك، لكن هاهو يكاد يكمل زيارته دون أن يذكر شيئا ولو تلميحا عن اختيار مثل هذا الطريق، لا سيما في غزة.
من يحتاج الآخر.. ترامب ام الخليجيون؟
قالت صحيفة الغارديان أمس بالتزامن مع وصول ترامب إلى المنطقة: ان الزعماء الخليجيون قادرون على تغيير سياسية ترامب وتوجيهها، مؤكدة أن ترامب يحتاجهم أكثر من حاجتهم إليه، لكن يبدو أن هذه الحقيقة ليست موجودة في رؤوس هؤلاء، بقدر وجود الأفكار التي يؤكدها ترامب 'الحاجة للحماية'، والتي لا أحد يعرف ممن يحميهم، لماذا يشعرون بعدم الاستقرار، والخوف والقلق؟! ألا يدرك هؤلاء أن تصالحهم مع شعوبهم هو أفضل طريقة للأمن، والتصالح مع المنطقة والجوار هو السبيل الأقصر والأفضل لتحقيق الأمن والاستقرار!
وإذا تعاملنا مع واقع الدفع الذي تميزت به هذا الأنظمة للبيت الأبيض، فلماذا لا تستثمر هذه الأموال الطائلة في التأثير على القرار الأمريكي؟! لماذا ليس لديهم فن استثمار الأرقام الهائلة وتسييلها كي يصبحوا شركاء في صناعة القرار الأمريكي؟! نقولها بمرارة: للأسف لا يزالون بعيدين جدا عن هذ التفكير.
هل فعلا أمريكا قادرة على توفير الحماية المطلوبة؟
ربما قبل بضع سنوات لم يكن هناك إجابة أخرى لهذا السؤال، لكن اليوم بعد الفشل الخطير الذي منيت به الترسانة العسكرية الأمريكية، سواء في حماية الكيان الإسرائيلي، أو حتى حماية حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر، والتي تعرضت للهجمات اليمنية، وأجبرت خمسا منها على تبادل الانتشار لمواجهة القوات المسلحة اليمنية، حتى انعطفت آخرها ترومان 'انعطافة حادة'، على فرض صحة الرواية الأمريكية، أدت إلى سقوط طائرات الإف 18 سوبر هورنيت، مضافا إلى ذلك فشل 'ثاد' و'باتريوت'، وفشل حملة عسكرية واسعة للعدون على اليمن طوال أكثر من شهر، في تحقيق أي أهداف، وصولا إلى اقتراب الإف 35 من الإسقاط بالدفاعات الجوية اليمنية، وإجبار طياريها على التهرب من الصواريخ اليمنية.
فأي حماية لا تزال هذه الدول تنتظرها من ترامب والبنتاغون العاجز عن حماية نفسه، أو حماية أهم كيان يلتزم بحمايته في العالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المساحة الجيولوجية تناقش تعزيز التعاون والتنسيق مع البنك الدولي
المساحة الجيولوجية تناقش تعزيز التعاون والتنسيق مع البنك الدولي

اليمن الآن

timeمنذ 31 دقائق

  • اليمن الآن

المساحة الجيولوجية تناقش تعزيز التعاون والتنسيق مع البنك الدولي

[20/05/2025 11:11] عدن - سبأنت ناقش رئيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، المهندس أحمد التميمي, في العاصمة المؤقتة عدن, مع فريق فني من البنك الدولي, تعزيز التنسيق والتكامل بين الجانبين لتحقيق التكامل بين الجهات المعنية بإدارة موارد المياه (NWRMIS)، وكيفية الإستفادة من الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه هيئة المساحة الجيولوجية في تفعيل هذا النظام والمساهمة في ربطه ببقية الجهات ذات العلاقة. كما ناقش الاجتماع, سلسلة المشاريع ضمن المرحلة الأولى (SOP1) التي تشمل مشروعات في وادي حجر بمحافظة حضرموت ووادي تبن بمحافظة لحج، بتمويل قدره 4.79 مليون دولار، والتي من المقرر بدء تنفيذها في يونيو 2025. كما تم استعراض الترتيبات الجارية للتحضير للمرحلة الثانية (SOP2)، والتي ستغطي كافة الأحواض المائية في اليمن، ومن المتوقع الحصول على الموافقة الرسمية لها من مجلس إدارة البنك الدولي بحلول ديسمبر 2025. وفي اللقاء، أشار التميمي، إلى أن الهيئة ستعمل في إطار المتغيرات الحديثة ووفقًا لما تتطلبه خطط التنمية واحتياجات البلاد، خاصة في ظل التحديات البيئية والمناخية الراهنة..مؤكدًا استعداد الهيئة الكامل لتقديم الدعم الفني والمعلوماتي للمشاريع المرتقبة بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة. بدوره لفت أخصائي أول في إدارة موارد المياه بالبنك الدولي، الدكتور نايف أبو لحوم، الى أهمية التعاون الوثيق مع هيئة المساحة الجيولوجية لما تمتلكه من قاعدة بيانات غنية ومهمة، تُمكِّن من الانطلاق في تنفيذ المشاريع المستقبلية من نقاط متقدمة، دون الحاجة للبدء من الصفر، بل من خلال تحديث وتطوير البيانات الموجودة بما يتناسب مع التغيرات والاحتياجات الحالية.

الاتحاد الأوروبي يستضيف اجتماعاً دولياً لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في اليمن
الاتحاد الأوروبي يستضيف اجتماعاً دولياً لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في اليمن

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

الاتحاد الأوروبي يستضيف اجتماعاً دولياً لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في اليمن

في خطوة جديدة تهدف إلى احتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، يستعد الاتحاد الأوروبي لاستضافة اجتماع دولي رفيع المستوى، الأربعاء المقبل، يجمع كبار المسؤولين الأمميين وممثلي المنظمات الإنسانية والدول المانحة، لمناقشة تحديات الاستجابة الإنسانية وآليات تعزيز الدعم في ظل تراجع التمويل الدولي. وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا)، عبر منصة 'إكس'، أن الاجتماع السابع من نوعه سيُعقد في 21 مايو الجاري في مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة واسعة من الجهات الفاعلة في المجالين الإنساني والتنموي. وأكدت ماريا روزاريا برونو، القائمة بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، أن اللقاء المرتقب يأتي في وقت حرج، وسط تصاعد الاحتياجات الإنسانية وتقلص الموارد، مشددة على ضرورة 'تسريع وتيرة الدعم الدولي لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة التي يعيشها الملايين في البلاد'. من جهته، أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، غابرييل مونويرا فينيالس، أنه سيشارك في رئاسة الاجتماع، موضحًا أن هذه المناسبة ستشكل فرصة لإعادة التأكيد على الالتزام الأوروبي تجاه اليمن، والعمل على تعبئة الشركاء الدوليين لدعم الجهود الإنسانية والتنموية، مع المطالبة بتهيئة بيئة عمل آمنة وفعالة للعاملين في هذه المجالات. ويأتي هذا الاجتماع بعد انعقاد النسخة السادسة منه في 7 مايو 2024، والتي أسفرت عن تعهدات تجاوزت 734 مليون يورو، بينها 120 مليون يورو قدمتها المفوضية الأوروبية، في إطار خطة الاستجابة الإنسانية لليمن. ورغم هذه الجهود، لا تزال الفجوة التمويلية واسعة؛ إذ لم يحصل نداء الأمم المتحدة للعام 2025 سوى على 9% من إجمالي التمويل المطلوب البالغ 2.48 مليار دولار، أي ما يعادل 222.4 مليون دولار فقط، مما اضطر وكالات الإغاثة إلى تقليص برامجها الأساسية بشكل كبير، في ظل ما وصفه مراقبون بأنه 'أدنى مستوى تمويلي تشهده الأزمة اليمنية منذ أكثر من عشر سنوات'.

انخفاض الطلب على الدولار في مزاد مركزي عدن والتلاعب بسعره بمحلات الصرافة
انخفاض الطلب على الدولار في مزاد مركزي عدن والتلاعب بسعره بمحلات الصرافة

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

انخفاض الطلب على الدولار في مزاد مركزي عدن والتلاعب بسعره بمحلات الصرافة

انخفاض الطلب على الدولار في مزاد مركزي عدن والتلاعب بسعره بمحلات الصرافة في الوقت الذي تشهد فيه العملة الوطنية تراجعًا حادًا مقابل العملات الأجنبية، أعلن البنك المركزي بالعاصمة عدن عن تأجيل المزاد الـ 14 لبيع العملة الصعبة للبنوك التجارية بسبب تدني الطلب على المزاد . وأعلن البنك في بيان عن تأجيل مزاد بيع عملة أجنبية رقم 14-2025 "حتى موعد آخر سيتم الإعلان عنه". البنك المركزي برر في إعلانه التأجيل بسبب "تدني نسبة الطلبات المقدمة، وبناءً على طلب البنوك المشاركة". وأعتبر مختصون بالشأن الاقتصادي إعلان البنك تأجيل المزاد الى وقت غير معلوم دليل إضافي على غياب الطلب الحقيقي للعملة الصعبة بالمناطق المحررة. وبحسب إعلان البنك عن المزاد الأخير يوم الثلاثاء الماضي لبيع 30 مليون دولار ، بلغت حجم العطاءات المقدمة من البنوك المشاركة في المزاد بلغت 6 ملايين و664 ألف دولار فقط، بنسبة تغطية 22%. وجاء الطلب المتدني على مزاد البنك لبيع الدولار رغم اعتماد البنك لأقل سعر مُقدم في المزاد 2518 ريالاً للدولار فقط ، وهو أقل من سعر الصرف بالمناطق المحررة مساء يوم المزاد والذي وصل الى 2560 ريالاً. مصادر اقتصادية اعتبرت تدني الطلب على الدولار يعتبر مؤشرًا على تعافي العملة الوطنية إلا أن ذلك لم يحدث متسائلين كيف يرتفع سعر الدولار في السوق المحلية وينخفض الطلب عليه بمزادات البنك المركزي، مما يؤكد ان مركزي عدن يلعب دور في المضاربة بالعملة وترك الصرافة تتحكم وتتلاعب بسعر العملات من دولار وريال سعودي .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store