logo
الزلازل في تونس: بين المخاطر الطبيعية واستراتيجيات المواجهة

الزلازل في تونس: بين المخاطر الطبيعية واستراتيجيات المواجهة

Babnet٢٠-٠٢-٢٠٢٥
استضاف حاتم بن عمارة وخليفة بن سالم في فقرة الدنيا وما فيها على إذاعة الجوهرة، الدكتور نجيب بحروني، المختص في علوم الزلازل بالديوان الوطني للمناجم، للحديث عن الظاهرة الزلزالية في تونس وتفسير أسبابها ومدى إمكانية التنبؤ بها.
أوضح الدكتور بحروني أن الزلزال هو تحرّك فجئي لكتلة كبيرة من القشرة الأرضية قرب الصدوع الجيولوجية. وتتكوّن الأرض من ثلاث طبقات رئيسية: القشرة الأرضية، الستار، والنواة، التي تتميز بدرجة حرارة مرتفعة جدًا، مما يؤدي إلى تدفق المواد المنصهرة عبر الصدوع. هذه العملية تساهم في تشكيل الزلازل والبراكين، خاصة عند حدود الصفائح التكتونية.
لماذا تحدث الزلازل في تونس؟
أشار الخبير إلى أن تونس تقع بالقرب من الحد الفاصل بين الصفيحة التكتونية الإفريقية والصفيحة الأوروبية، مما يجعلها عرضة لنشاط زلزالي متكرر، وإن كان بدرجات متفاوتة. وأكد أن الزلازل المسجلة في تونس خلال العقود الأخيرة كانت ذات شدة ضعيفة إلى متوسطة، ولم تتجاوز في معظمها خمس درجات على سلم ريختر. إلا أن انتشار الصدوع الجيولوجية في مختلف المناطق التونسية، وخاصة في قفصة، سيدي بوزيد، المنستير، وغار الدماء، يجعل بعض الجهات أكثر عرضة لهذا النشاط مقارنة بغيرها.
التنبؤ بالزلازل: تحدٍّ علمي قائم
على الرغم من إمكانية تحديد المناطق الأكثر عرضة للزلازل، أكد الدكتور بحروني أنه لا يمكن التنبؤ بوقت حدوثها بدقة، خلافًا للبراكين التي يمكن مراقبتها استنادًا إلى مؤشرات جيولوجية واضحة. وأوضح أن الزلازل تحدث نتيجة تراكم الطاقة في الصخور ثم انبعاثها فجأة، وهو ما يجعل التنبؤ بها أمرًا معقدًا.
مخاوف من تسونامي والتغيرات المناخية
حول المخاوف من حدوث موجات تسونامي، أكد الدكتور بحروني أن آخر تسونامي مسجّل في السواحل التونسية يعود إلى سنة 365 ميلادية، إثر زلزال قوي ضرب اليونان، مشيرًا إلى أن تونس ليست ضمن المناطق الأكثر عرضة لهذا النوع من الكوارث. أما فيما يخص ارتفاع مستوى البحر، فقد أرجع ذلك إلى التغيرات المناخية، حيث يذوب الجليد في القطبين، مما يؤدي إلى تمدد المياه وزيادة منسوب البحر، وهو ما يؤثر على المناطق الساحلية.
استراتيجيات المواجهة والوقاية
رغم أن النشاط الزلزالي في تونس يصنّف ضعيفًا إلى متوسط، إلا أن الدولة تتعامل مع الموضوع بجدية. وأوضح الدكتور بحروني أن وزارة التجهيز تعتمد معايير بناء مقاومة للزلازل في المشاريع الكبرى، مثل المستشفيات، السدود، والجسور. كما أن الدراسات الجيولوجية تساهم في تحديد المناطق الأكثر عرضة للهزات، بهدف تعزيز الجاهزية وتقليل المخاطر.
في الختام، أكد الدكتور بحروني أهمية استمرار البحث العلمي والدراسات الجيولوجية لفهم طبيعة الزلازل في تونس والتقليل من تأثيراتها، مشيدًا بجهود الديوان الوطني للمناجم في هذا المجال.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبير مصري يردّ على مخاوف من إمكانية حدوث موجات تسونامي في البحر المتوسط
خبير مصري يردّ على مخاوف من إمكانية حدوث موجات تسونامي في البحر المتوسط

جوهرة FM

timeمنذ 2 أيام

  • جوهرة FM

خبير مصري يردّ على مخاوف من إمكانية حدوث موجات تسونامي في البحر المتوسط

كشف رئيس مركز الحد من المخاطر البحرية في مصر، عمرو حمودة، حقيقة ما تردد على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر من مخاوف حول احتمالية حدوث موجات تسونامي في البحر المتوسط. وطمأن رئيس مركز الحد من المخاطر البحرية المواطنين المصريين بشأن الشائعات المتداولة، مؤكدا أن الوضع آمن تماما ولا توجد أي مؤشرات علمية تدعو للقلق، نافيا بصورة قاطعة صحة تلك الشائعات التي انتشرت مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أمر لم يسجل وأوضح الخبير المصري أن التسونامي لا يحدث إلا نتيجة أحداث جيولوجية ضخمة، مثل زلزال قوي بقوة تزيد عن 7 درجات على مقياس ريختر، أو ثوران بركاني عنيف تحت سطح البحر، أو انهيار كتل أرضية ضخمة، أو سقوط نيزك. وأكد أن البحر المتوسط لم يشهد أيا من هذه الظواهر مؤخرا، مشيرا إلى أن أقرب زلزال كبير يمكن أن يتسبب في تسونامي يتطلب حدوثه في قاع البحر، وهو أمر "لم يسجل"، موضحا أن التسونامي عبارة عن موجات بحرية مدمرة تتحرك بسرعة هائلة، لكن حدوثها يتطلب ظروفا جيولوجية استثنائية، مثل تحريك عمود مائي بعمق 2 إلى 3 كيلومترات، وهذا غير وارد في الوضع الحالي للبحر المتوسط. وأضاف رئيس مركز الحد من المخاطر البحرية أن المركز يراقب باستمرار حركة الأمواج والنشاط الزلزالي عبر شبكة محطات متقدمة، مؤكدا أن تلك المحطات يمكنها التمييز بين التغيرات الطبيعية الموسمية، خاصة في الصيف، وبين أي مخاطر حقيقية. مخاوف وردا على مخاوف المواطنين من ارتفاع الأمواج في الإسكندرية وبعض المناطق الساحلية، قال "حمودة" إنما يحدث هو ظواهر طبيعية موسمية، ولا علاقة لها بالتسونامي، وأن المركز يعمل يعمل على مدار الساعة لرصد أي تغيرات غير عادية، مؤكدا أن الوضع تحت السيطرة. وأثارت الشائعات حول احتمالية وقوع تسونامي حالة من القلق بين سكان المدن الساحلية، خاصة في الإسكندرية، حيث تداول البعض منشورات تحذر من موجات مدمرة، وعلق الدكتور "حمودة" على ذلك أن "الأنظمة الرصدية أثبتت كفاءتها في التعامل مع مثل هذه التحديات، ونحن على استعداد للإنذار المبكر إذا دعت الحاجة" وأشار إلى أن مصر تمتلك بنية تحتية متقدمة للرصد الزلزالي والبحري، وتعمل بالتعاون مع شركاء دوليين لتعزيز قدراتها في مواجهة الكوارث الطبيعية، مؤكدا أن آخر تسونامي كبير في البحر المتوسط يعود إلى قرون مضت، ولا توجد أي دلائل تشير إلى احتمال تكراره في الوقت الحالي. RT

المعهد الوطني للرصد الجوي يدعو الى اعتماد المعطيات الرسمية الصادرة عنه وعدم الانسياق وراء الاشاعات حول حالة الطقس
المعهد الوطني للرصد الجوي يدعو الى اعتماد المعطيات الرسمية الصادرة عنه وعدم الانسياق وراء الاشاعات حول حالة الطقس

Babnet

time٠٧-٠٧-٢٠٢٥

  • Babnet

المعهد الوطني للرصد الجوي يدعو الى اعتماد المعطيات الرسمية الصادرة عنه وعدم الانسياق وراء الاشاعات حول حالة الطقس

دعا المعهد الوطني للرصد الجوي، الى الاعتماد على المعطيات الجوية والجيوفزيائية الصادرة رسميا عنه و التثبت من صحة المعلومات المتداولة من جهات اخرى وتجنب الانسياق وراء الاشاعات التي تثير الهلع بين المواطنين. واكد المعهد، في بلاغ نشره الاثنين، انه يتابع ما يتم تداوله عبر "بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي و بعض وسائل الاعلام ، من معلومات مغلوطة تتعلق بارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق او بعواصف بحرية او زلازل قد تؤدي الى حدوث تسونامي"

، رئيس مصلحة البحث والتطوير في الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي، أن
، رئيس مصلحة البحث والتطوير في الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي، أن

تونسكوب

time٠٥-٠٧-٢٠٢٥

  • تونسكوب

، رئيس مصلحة البحث والتطوير في الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي، أن

هذه قوّة الزلزال الذي قد يُهدد تونس بتسونامي... والمعهد يراقب منذ 2016 أكد حسان الحامدي النشاطات البركانية المسجّلة في البحر الأبيض المتوسط لا تُشكّل أي تهديد مباشر على الشواطئ التونسية. وفي تصريح أدلى به لإذاعة موزاييك اليوم السبت 5 جويلية 2025، نفى حسان الحامدي ، رئيس مصلحة البحث والتطوير في الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي، صحة ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن خطر تسونامي وشيك يُهدد السواحل التونسية. وفي تصريح لموزاييك، أوضح الحامدي أن إمكانية حدوث زلزال يتبعه تسونامي يصل إلى السواحل التونسية تبقى ضعيفة جدًا ، ولا تكون ممكنة إلا إذا تجاوزت قوة الزلزال 7 درجات على سلم ريشتر. وأشار في هذا السياق إلى أن المعهد يشارك منذ سنة 2016 في مشروع دولي لنمذجة سيناريوهات تسونامي في البحر الأبيض المتوسط ، بمشاركة عدة دول، ويعمل باستمرار على رصد المخاطر الزلزالية. كما شدد الحامدي على أن المعهد الوطني للرصد الجوي يمتلك شبكة متطورة لمراقبة الزلازل ، قادرة على رصد النشاطات الزلزالية سواء داخل التراب التونسي أو في محيط البحر الأبيض المتوسط، وحتى على مستوى عالمي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store