
تقرير : الحوثيون دخلوا صنعاء بذريعة أزمة وقود.. ويبدو أنهم سيغادرونها للسبب ذاته
في مفارقة تاريخية لافتة، يبدو أن الأزمة التي استغلها الحوثيون لدخول العاصمة صنعاء قبل نحو عقد من الزمن، قد تتحول اليوم إلى الشرارة التي قد تنهي قبضتهم عليها. فبعد سنوات من السيطرة، يواجه الحوثيون أزمة وقود خانقة تهدد استقرار مناطق نفوذهم وتُنذر بموجة غضب شعبي متصاعدة.
ففي سبتمبر من العام 2014، اتخذت ميليشيا الحوثي من أزمة المشتقات النفطية ذريعة لتبرير تحركاتها العسكرية نحو صنعاء، مدعيةً أنها تسعى لإنهاء معاناة المواطنين وتوفير الوقود تحت شعار "الثورة الشعبية". غير أن الأيام أثبتت أن تلك الأزمة كانت مجرد غطاء لأجندة سياسية وعسكرية أوسع، انتهت بإسقاط مؤسسات الدولة والسيطرة على مقاليد الحكم بقوة السلاح.
واليوم، وبعد مرور أكثر من عشر سنوات، يعود شبح أزمة الوقود ليخيم على العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لكن هذه المرة ليس كذريعة للتحرك، بل كنتيجة مباشرة لفشل الجماعة في إدارة شؤون البلاد وتأمين احتياجات المواطنين الأساسية.
وكشفت مصادر موثوقة في شركة النفط اليمنية بصنعاء لـ"المشهد اليمني" عن قرب نفاد المخزون الاستراتيجي من المشتقات النفطية، وذلك عقب توقف موانئ الحديدة عن استقبال السفن المحملة بالوقود منذ أواخر شهر أبريل الماضي.
ويعود هذا التوقف إلى سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مؤخرًا منشآت حيوية في البحر الأحمر، وهو ما أدى إلى عرقلة حركة الملاحة وتوريد الوقود.
وفي ظل هذا الوضع الحرج، لم تقدم جماعة الحوثي أي حلول عملية أو خطط بديلة لمعالجة الأزمة المتفاقمة، واكتفت كعادتها بتحميل أطراف خارجية مسؤولية النقص الحاصل، متجاهلةً فشلها الذريع في تنويع مصادر التوريد وتأمين احتياجات السوق المحلية طوال السنوات الماضية.
ويرى الدكتور خالد العليمي، الباحث السياسي اليمني، أن "الحوثيين يعيشون اليوم حالة من التناقض الصارخ، فقد استخدموا أزمة الوقود كأداة للوصول إلى السلطة، وها هم اليوم يواجهون خطر فقدانها بسبب الأزمة ذاتها، ولكن هذه المرة من موقع الفشل والعجز لا من موقع المعارضة". وأضاف العليمي أن "هناك حالة من الاستياء الشعبي المتزايد في صنعاء، حيث لم تعد الشعارات الرنانة قادرة على امتصاص الغضب الشعبي، خاصة في ظل تفشي الفساد بشكل غير مسبوق وهيمنة قيادات حوثية على السوق السوداء للمشتقات النفطية".
بدوره، أكد مصدر في وزارة التجارة بصنعاء، فضل عدم الكشف عن هويته خوفًا من بطش الجماعة، أن السوق السوداء تشهد انتعاشًا غير مسبوق، حيث قفز سعر دبة البنزين سعة 20 لترًا إلى أكثر من 40 ألف ريال يمني، وهو سعر يفوق قدرة معظم المواطنين. وأشار المصدر إلى أن الجماعة تمارس ضغوطًا كبيرة على محطات الوقود الرسمية لتقييد عمليات البيع بكميات محدودة، بهدف تغذية السوق السوداء التي يديرها نافذون في الجماعة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار أزمة الوقود بهذه الحدة قد يعجل بتصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاعتماد على الطاقة لتشغيل المولدات والمياه.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن الحوثيين، الذين رفعوا في بداية تحركاتهم شعارات "محاربة الفساد"، باتوا اليوم في قلب منظومة فساد واسعة النطاق، تعتمد على الجباية والنهب واستغلال الأزمات لتحقيق مكاسب شخصية.
وفي ختام تحليله للوضع الراهن، يرى المحلل الاقتصادي أحمد عبدالكريم أن "الجماعة التي دخلت صنعاء مدفوعة بأزمة مفتعلة، قد تجد نفسها مضطرة لمغادرتها مدفوعة بأزمة واقعية وعجز حقيقي عن إدارة شؤون البلاد، بعد أن استنفدت كل أوراق التبرير وفقدت القدرة على تلبية أبسط احتياجات المواطنين".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


منذ 7 ساعات
سكان صنعاء يقبعون تحت طائلة الفقر وشعارات الحوثيين
في حين تغطي شعارات الحوثيين شوارع العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، يهيمن البؤس على السكان في المدينة، مع زيادة حدة الفقر، والنقص الشديد في حجم المساعدات الدولية التي تراجعت إلى أكثر من النصف للمرة الأولى منذ بداية الحرب التي أشعلها الحوثيون قبل عشرة أعوام. وفي حالة تستحضر نماذج من حكم الأنظمة العسكرية الأمنية التي كانت تطلق على نفسها «ثورية» في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، يلفت نظر الزائر للمدينة اللافتات الضخمة التي رُفعت في تقاطعات الشوارع والميادين العامة، التي تمجّد قادة الحوثيين والقيادات الإيرانية وأخرى من «حزب الله» اللبناني، الذين لقوا مصرعهم إما بضربات أميركية أو على يد الإسرائيليين. في المقابل، يتعامل الحوثيون بقسوة شديدة مع الموظفين المطالبين بصرف رواتبهم أو من ينتقد تفشي الفقر والجوع، ويتهم هؤلاء بأنهم «عملاء للأعداء». ووسط خطاب تعبوي يُلزم الموظفين والمجندين والسكان في أحياء صنعاء بحضور التظاهرة الأسبوعية التي يقيمها الحوثيون في ساحة العروض الرئيسة بالقرب من المجمع الرئاسي (ميدان السبعين). صور قاسم سليماني والمهندس تزاحم المتسولين في شوارع صنعاء (إعلام محلي) ويكون لزاماً على الحاضرين ترديد شعار الثورة الإيرانية والهتافات المنددة بأميركا، في حين يعتلي أحد قادة الجماعة المنصة للحديث بإسهاب عما يصفها بـ«البطولات الخارقة» وهزيمتهم للولايات المتحدة وإسرائيل. ويمتد هذا الخطاب إلى المساجد، حيث يُجزم الخطباء بأن الجيشين الأميركي والإسرائيلي يفرضان تعتيماً إعلامياً على هزيمتهما. تغطية على البؤس رصد نشطاء يمنيون تسجيلاً لأحد خطباء الحوثيين في مدينة إب وهو يُقسم بأن الجماعة، التي قطعت رواتب الموظفين منذ ثمانية أعوام، تمكنت من تدمير مقر جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، وأن حاملة الطائرات الأميركية أيزنهاور هربت من البحر الأحمر نتيجة ضرباتهم. وفي محاولة لتبرير قرار الحوثيين وتسويقه بمنع تصوير المواقع التي تستهدفها الضربات الإسرائيلية ومن قبلها الأميركية، وكذا منع الحديث عن عدد القتلى نتيجة تلك الضربات، يجزم الخطيب بأن الدولتين تمنعان أيضاً تصوير المواقع التي أُطلقت نحوها صواريخ ومسيَّرات الحوثيين؛ حتى لا يُفتضح أمرهما أمام العالم! مسن أنهكه البحث عما يُطعم به أسرته (إعلام محلي) وفي حين تروّج وسائل إعلام الحوثيين والمساجد عن نصر مزعوم على أميركا وإسرائيل، يسخر أحد سكان صنعاء واسمه الأول منصور من هذا الخطاب، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنها محاولة فاشلة من الحوثيين للتغطية على البؤس الذي يعيشه الناس والذي بات ظاهراً على الوجوه. ويشير منصور إلى أن الفقر اتسعت مساحته لتمتد إلى كل الأرصفة والتقاطعات وأبواب المساجد وبالقرب من المطاعم، حيث ينتشر الآلاف من الباحثين عن لقمة عيش في صورة لم تعرفها البلاد منذ الإطاحة بنظام الإمامة مطلع ستينات القرن الماضي. في حين يذهب ساكن آخر، وهو موظف حكومي ويدعى عبد الله، إلى التأكيد بأن الفقر والجهل والمرض تجثم حرفياً على المدينة، وأصبح يُشاهد في كل شارع وبيت، باستثناء قلة من الميسورين أو المستفيدين من الحرب، ويقول إنه يستحيل على شخص يعيش خارج المدينة منذ 10 سنوات أن يتصور الحال والمأساة التي يعيشها السكان وكل مناطق سيطرة الجماعة الحوثية. منع الحوالات بالدولار بحسب ما أفاد به عاملون في قطاع الصرافة، فإن الحوثيين منعوا تسليم الحوالات الواردة إلى مناطق سيطرتهم بالدولار، وأنهم يقومون بجمع هذه التحويلات التي تُقدّر بنحو 3 مليارات دولار سنوياً لدى وكلاء شركات الصرافة في الخارج ثم يقومون باستخدامها في فتح اعتمادات لاستيراد الوقود عبر الشركات التي أسسها قادة الحوثيين؛ لأنهم لا يمتلكون السيولة اللازمة لفتح مثل تلك الاعتمادات. وطبقاً لهذه المصادر، فإن الحوثيين يصرّون على فرض سعر مُلزم للدولار الواحد بـ535 ريالاً يمنياً بينما سعره في مناطق سيطرة الحكومة تجاوز الـ2500 ريال وهو السعر الحقيقي بحسب تأكيدات تجار ومصادر في الغرفة التجارية تحدثت إليها «الشرق الأوسط». حوثويون خلال حشد في صنعاء يرفعون صور زعيمهم وصورتَي قاسم سليماني وحسن نصر الله (إ.ب.أ) وهذا الأمر يجعلهم - وفق المصادر - يستفيدون من هذا الفارق لأنهم لو أرادوا فتح اعتمادات مستندية سيكونون مُجبرين على شراء الدولار من مناطق سيطرة الحكومة بالسعر المختلف. وذكر سكان في مناطق سيطرة الحوثيين أن فرع البنك المركزي في صنعاء كان ألزم شركات الصرافة بتسليم الحوالات المالية بالريال السعودي، لكنه عاد مؤخراً عن هذا القرار، وألزم الشركات العاملة في مجال الصرافة والبنوك بتسليم الحوالات بالريال اليمني فقط. وأكد السكان أنه وفي حال أصر الشخص على استلام حوالاته بالريال السعودي، فإنه يُلزم بدفع فارق يصل إلى 2500 ريال يمني عن كل 100 ريال سعودي يتسلمها. وطبقاً لتأكيدات مصادر حكومية وأخرى عاملة في المجال الإنساني، فإن تحويلات المغتربين اليمنيين حالت دون تفشي المجاعة في البلاد، حيث يتولى المغتربون مسؤولية قطاع عريض من السكان كما تُشكّل تحويلاتهم أهم مصدر للعملة الصعبة تتجاوز عائدات تصدير النفط خلال السنوات الأخيرة. أنشطة منقذة يأتي الواقع المأساوي في مناطق سيطرة الحوثيين في وقت أكّد فيه صندوق اليمن الإنساني أنه على الرغم من الانخفاض الحاد في تمويل الجهات المانحة، فقد ظلت هناك آلية تمويل مرنة وموثوقة لدعم الأنشطة الحيوية المنقذة. وعلى مدار العام الماضي قال الصندوق الأممي إنه خصص 36.9 مليون دولار للوصول إلى أكثر من مليون شخص في تسع من المحافظات. عنصران حوثيان خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة (إ.ب.أ) وأوضح الصندوق في تقرير حديث أنه اتبع نهجاً تصاعدياً قائماً على أساس المناطق لتحديد الأولويات، مُمكّناً الجهات الفاعلة الأقرب إلى الأشخاص المتضررين من توجيه عملية تحديد الأولويات بفاعلية؛ وهو ما ساعد على ضمان مواءمة المخصصات بشكل مباشر مع الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، استناداً إلى معلومات كاملة من المجتمعات المحلية نفسها. كما حقق الصندوق الإنساني تقدماً ملحوظاً في تعزيز دعمه للجهات الفاعلة المحلية، حيث خُصص 70 في المائة من التمويل للمنظمات الإنسانية الوطنية، مقابل 44 في المائة في عام 2023. وإلى جانب جهود التدريب وبناء القدرات الكبيرة، مكّنت هذه المخصصات الشركاء اليمنيين؛ ما ضمن أن تكون التدخلات أكثر ملاءمة للسياق وأكثر استجابة لاحتياجات السكان المتضررين. وفق ما جاء في التقرير.


منذ 4 أيام
قناة عبرية تكشف عن خطة إسرائيلية لزيادة هجماتها في اليمن
كشفت قناة عبرية عن توجه إسرائيلي نحو تكثيف الهجمات الجوية التي تستهدف البنية التحتية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين في اليمن، مما يثير مخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة. وأكدت القناة "12" العبرية أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قراراً بتصعيد عملياتها الجوية ضد الأهداف التي تستخدمها الجماعة في تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وشن هجمات على إسرائيل. وأشارت القناة إلى أن التأخر في الرد العسكري الإسرائيلي على الهجمات الأخيرة للحوثيين كان مرتبطاً بانتهاء جولة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الخليجية. وتوقعت القناة أن تشهد الأيام المقبلة زيادة ملحوظة في وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف المرافق والمنشآت الحيوية في مناطق سيطرة الحوثيين. ويأتي هذا الكشف بعد أن استهدفت طائرات إسرائيلية، للمرة الثانية، بعدة غارات جوية موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى النفطي، مما يؤكد وجود تصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية في اليمن ويزيد من حدة التوتر الإقليمي. الكلمات المفتاحية: إسرائيل - الحوثيون - اليمن - هجمات جوية - تصعيد عسكري - قناة عبرية - البحر الأحمر - مضيق باب المندب - البنية التحتية - دونالد ترامب - الحديدة - الصليف - رأس عيسى.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 4 أيام
- وكالة الأنباء اليمنية
خروج حاشد في العاصمة والمحافظات ثباتا على الموقف الإيماني المستمر في الانتصار لغزة
صنعاء - سبأ: بحشود جماهيرية مليونية واصل الشعب اليمني خروجه الحاشد والمشرف في مسيرات الصمود والإباء والشموخ والنصرة في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات، التزاما بالعهد ووفاء بالوعد، وثباتا على الموقف الإيماني الذي يسطره شعب الإيمان والحكمة بالقول والعمل انتصارا لغزة المكلومة. وتحت شعار "مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع" شهدت العاصمة صنعاء مسيرة جماهيرية كبرى تأكيدا على مواصلة النفير والتعبئة والتحشيد لإسناد غزة في مواجهة العدو الصهيوني. وجددت الحشود التفويض للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مؤكدة جاهزيتها العالية لتنفيذ كل ما يتخذه من قرارات في إطار "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس". وهتفت الجماهير بشعارات النصر والجهاد والاستنفار، والنصرة لغزة والشعب الفلسطيني، والمعبرة عن الاستمرار في الخروج المليوني جهاداً في سبيل الله وابتغاء لمرضاته، بلا كلل، ولا ملل. إلى ذلك شهدت محافظة صعدة 36 مسيرة جماهيرية بمركز ومديريات المحافظة، تأكيدًا على الاستمرار في إسناد غزة وكل فلسطين والانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني مهما كانت النتائج، ومهما بلغ ارتهان الأنظمة العربية للعدو الإسرائيلي الأمريكي. واستنكر أبناء صعدة بشدة الحفاوة التي استقبلت بها أنظمة خليجية المجرم ترامب وما قدمته من دعم مالي غير مسبوق للعدو الأمريكي بتريليونات الدولارات ليستمر في تمويل جرائم الإبادة في غزة. وخرج أبناء القطاع الغربي بمحافظة صنعاء في أكثر من 30 ساحة تنديدا بجريمة الإبادة والتجويع في غزة ونصرةً وإسنادًا للشعب الفلسطيني الشقيق. وأكدوا الاستمرار في التعبئة والتحشيد والخروج في المسيرات المناصرة للشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. في السياق خرجت بمحافظة الحديدة، 211 مسيرة حاشدة بمختلف مديريات المحافظة استمرارا في التضامن والمساندة للشعب الفلسطيني، وتنديدا بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها. وأكد أبناء الحديدة أن دماء الأطفال والنساء التي تسفك يومياً بأيدي الصهاينة المجرمين تمثل وصمة عار على جبين الإنسانية.. مباركين العمليات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة في عمق الكيان الصهيوني، والتي أربكت حساباته الأمنية والعسكرية. وندد المشاركون باستمرار التواطؤ المكشوف لبعض الأنظمة العربية التي باتت تشكل غطاء لجرائم الاحتلال الصهيوني.. مؤكدين أن الشعب اليمني يعتز بموقفه الحر والشجاع، ويقدم نموذجاً صادقاً لدعم ونصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين. وفي البيضاء خرجت مسيرات جماهيرية حاشدة في مركز ومديريات المحافظة إسنادا لغزة وتنديدا بجريمة الإبادة والتجويع التي يتعرض لها أبناء غزة. وأكد المشاركون في المسيرات الاستمرار في الموقف الثابت والمبدئي في مساندة الأشقاء في غزة ومواصلة التحشيد والتعبئة وتعزيز الجاهزية للتصدي للعدو الصهيوني، والاستعداد لتنفيذ خيارات وقرارات القيادة الثورية لنصرة الشعب الفلسطيني. على الصعيد ذاته شهدت محافظة حجة 220 مسيرة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، واستنكارا لهرولة الأنظمة العربية نحو الخنوع والخضوع للعدو الأمريكي الصهيوني. وأكد أبناء حجة الثبات على الموقف الإيماني والأخلاقي المساند لغزة ومقارعة الطغاة والمستكبرين والوقوف خلف القيادة الثورية الحكيمة في التصدي لقوى الطاغوت وجلاوزة العصر. وفي محافظة الضالع شهدت مديريات دمت والحشاء وقعطبة وجبن مسيرات حاشدة رفع المشاركون فيها العلمين اليمني والفلسطيني، ورددوا الهتافات المستنكرة لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة. وجددوا التأكيد على استمرار التعبئة والتحشيد والخروج في المسيرات المناصرة للشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. بدورهم احتشد أبناء محافظة ريمة في 64 ساحة حاشدة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وتعبيرا عن الجهوزية الكاملة لخوض المعركة المباشرة مع العدو الصهيوني.. مجددين تفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة لإسناد المقاومة الباسلة في غزة. وباركوا عمليات القوات المسلحة ضد العدو الإسرائيلي، والتي من أبرزها الضربات المسددة في مطار اللد وما تحققه من نجاحات كبيرة. فيما شهدت محافظة المحويت 74 مسيرة جماهيرية أكدت المضي في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني، منددة بالجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني وما يفرضه من حصار على الأشقاء في غزة. وأشارت إلى أن أبناء اليمن لن يتخلوا عن غزة ولن يكون الفلسطينيون وحدهم في مواجهة الكيان الصهيوني.. مؤكدة جاهزية أبناء المحافظة واستعدادهم الكامل لتنفيذ كل الخيارات التي تتخذها القيادة الثورية لدعم القضية الفلسطينية. في حين احتشد أبناء محافظة تعز في 40 مسيرة جماهيرية بمركز ومديريات المحافظة، تأكيدا على الثبات في نصرة الشعب الفلسطيني. وعبر أبناء المحافظة عن الفخر بمواقف الشعب اليمني المشرفة المساندة للشعب الفلسطيني المظلوم، وتسلحه بالإيمان والتوكل على الله في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار، محققا بذلك الانتصارات العظيمة. وأشاروا إلى أن اليمن قيادة وشعبا وجيشا وقف في مواجهة مباشرة مع أمريكا والكيان الصهيوني وفرض معادلة جديدة في المنطقة.. لافتين إلى أن خروجهم الأسبوعي يأتي انطلاقا من المسؤولية الدينية في مناصرة أبناء الشعب الفلسطيني، وبراءة من أعداء الله وعملائهم. وفي محافظة إب خرجت 177 مسيرة جماهيرية، تأكيدًا على الصمود والثبات في مساندة الشعب الفلسطيني، والاستمرار في خوض معركة العزة والكرامة ضد الكيان الصهيوني حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة. وأكد أبناء المحافظة أن الشعب اليمني لا يمكن أن يتفرج على العدو الإسرائيلي، وهو يُمارس جرائم الإبادة الجماعية والحصار والتجويع بحق الأشقاء في غزة.. داعين شعوب الأمة إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك الجاد للتصدي للغطرسة الصهيونية، الأمريكية والعمل على وقف جريمة الإبادة والتجويع بحق أبناء الشعب الفلسطيني. واعتبروا الجهاد والمقاومة، الخيار الصحيح والأنسب في مواجهة الأعداء ودفع شرهم ومؤامراتهم التي تستهدف الأمة ومقدساتها ومقدراتها. أما محافظة ذمار فشهدت 45 مسيرة جماهيرية حاشدة عمت كافة مديريات المحافظة، جددت التأكيد على ثبات موقف اليمن في مساندة الشعب الفلسطيني، ونصرة غزة بكل الوسائل الممكنة. ودعا المشاركون في مسيرات ذمار كل الشعوب الإسلامية والحرة إلى الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الأشقاء في غزة من جريمة إبادة وحصار وتجويع، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية للأعداء. وبارك أبناء ذمار عمليات القوات المسلحة المستمرة ضد كيان العدو الصهيوني، وآخرها استهداف مطار اللد، واستمرار فرض الحظر على الملاحة البحرية للعدو. وفي محافظة لحج شهدت مديرية القبيطة مسيرتين حاشدتين، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديدا بجريمة الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أبناء غزة. وردد المحتشدون في المسيرتين هتافات الحرية والبراءة من أعداء الله والخونة والعملاء.. مؤكدين مواصلة التعبئة والتحشيد وتعزيز الجاهزية والاستعداد لمواجهة مخططات ومؤامرات الأعداء ضد الشعب اليمني والأمة الإسلامية. وإلى محافظة عمران التي شهدت مسيرات جماهيرية حاشدة بساحة الشهيد الصماد بمدينة عمران و76 ساحة بمختلف المديريات، تنديدا بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأكدت الحشود أن دماء الأطفال والنساء التي يسفكها العدو الصهيوني يوميا في غزة تمثل وصمة عار في جبين الدول والأنظمة الخانعة والمجتمع الدولي بأكمله.. لافتين إلى أن بعض الأنظمة العربية وبدلا من الوقوف في مساندة أبناء الشعب الفلسطيني تقوم بضخ مليارات الدولارات للشيطان الأكبر أمريكا ورئيسها المعتوه ترمب لتمويل آلة القتل الصهيونية. وجدد أبناء عمران التفويض المطلق لقائد الثورة لاتخاذ الخيارات المناسبة لردع العدو الصهيوني.. مؤكدين جهوزيتهم واستعدادهم الكامل لبذل الغالي والنفيس في سبيل نصرة غزة وفلسطين. بدورهم خرج أبناء محافظة الجوف في مسيرات حاشدة تعبيرا عن الثبات في نصرة الشعب الفلسطيني، والجهوزية الكاملة لمواجهة العدو الصهيوني، وأي تصعيد يقوم به العدو ضد اليمن. وجدد أبناء الجوف التفويض للقيادة الثورية للمضي في معركة إسناد غزة والرد على جرائم العدو الصهيوني بحق الأطفال والنساء في غزة.. مباركين عمليات اليمن المستمرة ضد كيان العدو وما تلحقه به من خسائر وهلع لملايين الصهاينة الغاصبين. وصدر عن المسيرات المليونية في العاصمة صنعاء والمحافظات البيان التالي: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ صدق الله العظيم وبعد.. جهاداً في سبيل الله وابتغاء لمرضاته، واستمرارا في موقفنا المحق والمشرف، نستمر في خروجنا الأسبوعي في مسيرات مليونية بلا كلل، ولا ملل، نصرة ومساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم... مؤكدين على الآتي: أولاً: نقول للشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة خاصة في ذكرى النكبة الكبرى: إنكم بجهادكم في سبيل الله، وصبركم، وثباتكم الذي لا مثيل له، واستمراركم في ذلك، فإنكم بكل ذلك تمنعون تكرار النكبة، وأنتم بهذه المواقف الخالدة تقفون حجر عثرة أمام العدو الصهيوني، وتحمون الأمة العربية والإسلامية من تكرار النكبات بحق بلدان أخرى، ونحن معكم وإلى جانبكم، وبتوكلنا على الله، وجهادنا في سبيله، لن تتكرر النكبة بإذن الله؛ بل سيتحقق وعد الله المحتوم بزوال الكيان الظالم، وظهور دين الله على الدين كله ولو كره الكافرون، ونتشرف برد التحية والسلام وعهود الوفاء للإخوة في سرايا القدس ولكل المجاهدين الأعزاء الذين أهدوا لنا ولقائدنا التحية في عمليتهم الصاروخية الأخيرة ضد الكيان، وخصوا الحشود المليونية في ميدان السبعين وبقية الساحات، ونقول لكم: إن رسالتكم هذه أغلى ما يصلنا في هذه المعركة المقدسة، ولكم منا العهد والوعد بأننا سنبقى إلى جانبكم أوفياء لخط الجهاد والاستجابة لله، مهما كانت التحديات، متوكلين على الله ومعتمدين عليه وواثقين بنصره، والعاقبة للمتقين. ثانياً : في الوقت الذي كان العدو الصهيوني يصعد من جرائمه في غزة قتلاً وحصاراً وتجويعاً، كان الكافر المجرم -ترمب - (الشريك الأول للصهيوني في الجريمة) يتجول بكل عنجهية، وغطرسة، وكبر، وخيلاء، في بعض العواصم الخليجية، ويجمع الكميات الهائلة جدا وغير المسبوقة في تاريخ البشرية، من أموال الشعوب العربية والمسلمة ليقدم منها الدعم المهول لمجرمي الحرب في كيان العدو ليبيدوا الشعب الفلسطيني ويقتلوا العرب والمسلمين؛ بل وقُدم له في بعض العواصم الفتيات العربيات المسلمات للرقص بين يديه والتمايل بشكل مذل برؤوسهن المكشوفة أمام أجنبي كافر مجرم في مشهد يعبر عن الانسلاخ الرهيب عن الاسلام، وتعاليم القرآن الكريم، ويدمي القلوب الحية، ويستثير النخوة العربية، ولكن ما يعطي الأمل ويبعث على الاعتزاز هي تلك الصواريخ التي ذهبت أثناء خطاب الكافر المجرم ترمب، ومرت من فوق راسه إلى عمق كيان العدو لتقدم شاهداً بأن الإسلام عزيز بعزة الله، وبأن ما يحدث لا يمثل الاسلام، ولا يقبله أهل الإيمان والحكمة، وأن العزة ثابتة لله ولرسوله وللمؤمنين. ثالثاً وأخيراً : نُذكر شعوب أمتنا العربية والإسلامية بالمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية والأخوية التي لا يمكن أن تسقط بمرور الزمن، بل تكبر وتتعاظم تجاه المآسي والفظائع التي تحدث في غزة، وندعوكم إلى التحرك الحقيقي وتفعيل كل الطاقات للدفاع عن إخوانكم، وعن مقدساتكم في فلسطين، ومن أقل المسؤوليات جهداً، وأكثرها تأثيراً، المقاطعة الاقتصادية للأعداء، والتي لا يعفى منها أي مسلم، وكذا تنظيم المظاهرات والاحتجاجات، وندعو العلماء وقادة الفكر والرأي والنخب العلمية والفكرية والسياسية للعمل على رفع حالة الوعي داخل الأمة بضرورة العودة العملية الصادقة إلى القرآن الكريم، والاهتداء والالتزام به، وبأهمية النهوض بالمسؤولية، والجهاد في سبيل الله، ضد أعداء الله وأعداء الإنسانية، وعدم موالاتهم، باعتبار ذلك هو الطريق الصحيح والوحيد لحماية الأمة، وعزتها، وكرامتها، وصون دينها، وكرامة أبنائها، وبلادها، وأن ما دونه هو الهوان والخذلان، والله يأمر به، الواقع يشهد له. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بالنصر والفرج للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، ومجاهديه الأعزاء، وأن ينصرنا بنصره، وأن يرحم الشهداء، ويشفي الجرحى، ويفرج عن الأسرى، إنه سميع مجيب.