
من بولاق إلى أنقرة
هنا لا بد من التوقف، ليس أمام أن قيادات الحركة هاربة، وإنما أمام أنها هاربة فى «تركيا»، فرغم ذكر الاسم صراحةً فى بيان الوزارة، إلا أننا لم نطالع شيئًا صادرًا عن العاصمة أنقرة يبين ما تراه الحكومة التركية فى الموضوع.
إن مصر لا تستضيف عناصر تعمل ضد تركيا، ولا ضد أى دولة فى الإجمال، وإذا كان الأمر كذلك فالمتوقع ألا تستضيف حكومة الرئيس أردوغان مثل هذه العناصر على أرضها، وإذا استضافتها ففى إطار واضح هو عدم السماح لها بالعمل ضد القاهرة. لقد اكتوى الأتراك بأعمال العنف والإرهاب مرارًا، وعندما وضع حزب العمال الكردستانى سلاحه مؤخرًا، فإن كل تركى قد راح يتنفس الصعداء بعد أن ظلت عناصر الحزب تقاتل الدولة التركية عقودًا من الزمان.
وليس من المفهوم أن تسعى تركيا إلى أن يضع الحزب سلاحه على أرضها، ثم تستضيف على أرضها نفسها فى المقابل قيادات عنف وإرهاب هاربة، ولا تتوقف عند حد استضافتهم، وإنما تسمح لهم بضرب مصالح المصريين واستهداف أمن المحروسة.
هذا أمر غير مفهوم، وبالطبع غير مقبول، ولا نتصور حدوثه فى وقت تتحدث فيه تركيا عن علاقات قوية تربطها بنا. فالعلاقات القوية من هذا النوع ليست كلامًا يقال فى الإعلام، ولكنها ترجمة عملية تجرى على الأرض بحيث نرى أثرها أمامنا، وإلا فإننا نصبح أمام الكلام عن الشىء، ثم فعل عكسه فى أرض الواقع.
ولا بد أننا نذكر الفترة التى مرت بها علاقات البلدين بالكثير من التوترات، ولكن جاء وقت عادت فيه العلاقات إلى طبيعتها.. أو هكذا قيل وتابعنا على الجانب التركى.. والمؤكد أن مصر لم تسمح لنفسها طوال الفترة المتوترة بالعمل ضد تركيا، ولا باستضافة عناصر تعمل من فوق أرضها ضد الأتراك فتمارس ضدهم العنف والإرهاب.. لم يحدث.. وكان الأمل أن تقابل الحكومة التركية التزام الحكومة المصرية فى هذا الأمر بالتزام مماثل، ولكن تأتى عملية بولاق لتقول إن الالتزام هناك فى أنقرة ليس على ما يجب أن يكون عليه.
على تركيا أن تحسم أمرها فى قضية العنف والإرهاب، وعليها أن تحسم أمرها فى شأن القيادات الهاربة إلى أرضها، فليس من المقبول أن يستيقظ المصريون على حقيقة تقول إن خيطًا يمتد من بولاق إلى أنقرة.. فهذا مما لا يقبله المصريون ولا يتسامحون فيه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 11 دقائق
- هبة بريس
4 قتلى بعد تحدي مئات الجزائريين 'الراية الحمراء' (فيديو)
هبة بريس – متابعة في مشهد يعكس خطورة التحدي للطبيعة، تحدّى مئات المواطنين الجزائريين تحذيرات الحماية المدنية و'الراية الحمراء' المرفوعة على معظم شواطئ البلاد، والتي تنذر بحالة بحرية شديدة الاضطراب، ما أسفر عن وفاة 4 أشخاص، وإطلاق عشرات نداءات الاستغاثة لإنقاذ عالقين وسط الأمواج والصخور. وكشفت المديرية العامة للحماية المدنية، اليوم السبت، عن حصيلة ثقيلة لتدخلاتها خلال الـ24 ساعة الأخيرة، تضمنت 1178 تدخّلًا مرتبطًا بحوادث غرق، تم خلالها إنقاذ 874 شخصًا من موت محقق، بينما لم يُفلح الإنقاذ في أربع حالات تم فيها انتشال الجثث لاحقًا. ورغم التحذيرات المكثفة التي أطلقتها المصالح المختصة بشأن خطورة السباحة يومي الجمعة والسبت على طول السواحل الجزائرية، فقد تم تسجيل حالات غرق جديدة، استدعت استخدام مروحيات طوافة لإنقاذ مصطافين عالقين وسط الصخور بمياه البحر الهائج. وفي التفاصيل: بـ ولاية الطارف، تم انتشال جثة رجل يبلغ من العمر 50 عامًا من شاطئ 'مسيدة' ببلدية السوارخ. بـ ولاية عنابة، لقي رجل يبلغ من العمر 43 سنة مصرعه غرقًا بشاطئ 'جنان الباي' ببلدية سرايدي، وهو منحدر من ولاية أم البواقي. بـ ولاية سكيكدة، تواصلت عمليات البحث عن مفقودين بشواطئ 'سيران' و'وادي القصب'. في كل من وهران ومستغانم، تجري عمليات تمشيط للعثور على مفقودين آخرين. بينما نجحت مصالح الحماية بـ جيجل في إنقاذ غريقين بشاطئ 'أولاد بونار'. هذا وأطلقت مصالح الحماية المدنية حملات توعوية مكثفة على مستوى الشواطئ، داعية المواطنين إلى تجنّب السباحة في الظروف المناخية الخطيرة، والامتثال لإشارات الإنذار، حفاظًا على الأرواح.


هبة بريس
منذ 11 دقائق
- هبة بريس
فيديو يفضح الإهمال في كارثة فندق 'غراند كارتال' (فيديو)
هبة بريس – متابعة كشف مقطع فيديو جديد عُرض لأول مرة خلال الجلسة الأولى لمحاكمة المتهمين في حريق فندق 'غراند كارتال' السياحي بولاية بولو شمال غرب تركيا، أن الحريق الذي أسفر عن مقتل 78 شخصًا، معظمهم من الأطفال والعائلات، كان بالإمكان إخماده ببساطة لو تم استخدام مطفأة حريق يدوية كانت موجودة في مكان الحادث. الفيديو الذي التقطته كاميرات المراقبة داخل المطبخ يُظهر لحظة اندلاع الشرارة الأولى، حيث بدت علامات الهلع على عمال المطبخ الذين فرّوا مسرعين، دون حتى محاولة استخدام المطفأة الموضوعة أسفل المغسلة. هذا التصرف أثار موجة من الغضب والسخط في تركيا بعد نشر الفيديو عبر وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل. Kartalkaya'daki yangın faciasında yeni görüntüler ortaya çıktı — Veryansı (@veryansintvcom) July 26, 2025 وتزامن الحريق مع عطلة منتصف السنة الدراسية، ما تسبب في اكتظاظ الفندق بالنزلاء، فيما واجهت فرق الإطفاء صعوبات كبيرة في الوصول إلى المنتجع الجبلي المحاط بالثلوج. ورغم ذلك، استمر عمل فرق الإنقاذ نحو عشر ساعات حتى تمت السيطرة على الحريق بالكامل، لكن بعد أن أزهقت أرواح العشرات بينهم عائلات كاملة. وتشمل القضية 210 مشتكين و32 متهماً، من بينهم مالك الفندق، أعضاء مجلس الإدارة، مسؤولون في البلدية، وعمال بالفندق. وتطالب النيابة بسجن 13 من المتهمين 1998 عامًا لكل واحد منهم، بتهمة التسبب في وفاة الضحايا الـ78 وإصابة 133 آخرين، فيما يواجه 19 آخرون تهمًا بالإهمال المؤدي إلى الوفاة وعقوبات تصل إلى 22 سنة و6 أشهر. ووفق لائحة الاتهام المكوّنة من 98 صفحة، وُجّهت للمتهمين تهم تتعلق بغياب أنظمة الإنذار، وانعدام تجهيزات الطوارئ، وعدم الجاهزية للتعامل مع الحرائق. وتُعد هذه الفاجعة من أسوأ الكوارث السياحية التي عرفتها تركيا في السنوات الأخيرة، وأعلنت على إثرها الحداد الوطني وتم تنكيس الأعلام في كافة أنحاء البلاد.


كواليس اليوم
منذ 11 دقائق
- كواليس اليوم
إيران: حرب الأيام الـ12 كشفت ضعف النظام الخفي!
نظام مير محمدي كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني في أعقاب حرب الأيام الـ12 في المنطقة، يواجه النظام الإيراني تحديات غير مسبوقة دفعته إلى عتبة الانهيار. هذا النظام، الذي اعتمد لعقود على تصدير الأزمات والقمع الداخلي لصرف الرأي العام عن إخفاقاته الداخلية، يجد نفسه الآن في مواجهة أزمة وجودية، دفعت به إلى حافة الهاوية، حيث تحاصره الضغوط الداخلية والخارجية من كل جانب. ونظراً لهذا الوضع الذي لا يمكن إنكاره، فإن العديد من الخبراء والمسؤولين السابقين في النظام قد بدأوا أيضاً بالتعبير عن اعتراضهم، ويسعون، بأسلوبهم الخاص، لإنقاذ النظام من هذا المأزق والأزمات المتتالية. على سبيل المثال، يرى حميد رضا آصفي، أحد الدبلوماسيين السابقين في النظام، في مقال نشره على 'تلغرام' بتاريخ 14 يوليو، أن الحكام، بعجزهم عن اتخاذ القرار، يصوتون عملياً لسقوطهم. هو يصف الوضع في بلاد تعيش شعوبها في 'صمت ثقيل' يتدفق 'من قصور اللاقرار إلى أزقة اللاأمل'، حيث لم يعد الناس يطلبون إذناً حتى للتعبير عن غضبهم. حرب الأيام الـ12: كشف الطبيعة الحقيقية للعدو الداخلي لقد أظهرت ظروف الحرب بوضوح تام عجز وعدم كفاءة السلطة في إدارة عواقب سياساتها الداعية للحرب. ففي السنوات الـ36 التي قضاها خامنئي والحرس الثوري في بناء أنفاق محصنة ومضادة للقنابل لـ'مدن الصواريخ' و'شلالات الطرد المركزي' في أعماق الأرض، لم يفكروا ولو للحظة واحدة في تخصيص الوقت والمال لبناء الملاجئ، وتوفير أنظمة الإنذار، وإمكانيات العلاج والإيواء في حالات الطوارئ، وبرامج التخزين لتأمين الاحتياجات الأساسية والوقود والطاقة. لقد اعتبروا في الحرب التي كانوا يعدون لها، شعب هذه الأرض جزءاً من 'الخسائر التي لا مفر منها'، وكأن الأمة مجرد وقود لألسنة نيرانهم الحربية. إن اللامبالاة المطلقة بوضع المجتمع في ظروف الحرب، كانت سياسة معروفة ومستمرة لنظام ولاية الفقيه طوال فترة حكمه. كما كان الحال في حرب السنوات الثماني بين إيران والعراق، تحت شعار 'الدفاع المقدس' و'طريق القدس عبر كربلاء'، حيث فُرض الوضع ذاته على الشعب الإيراني. في هذه الفترة الطويلة والشاقة، جُرّ المجتمع الإيراني إلى أقصى درجات البؤس، لأن ثرواته وموارده إما تُنفق على فساد الجهاز الحاكم، أو تُلقى في أتون التكاليف النووية والصاروخية، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، ورسم خطوط في سواحل البحر الأبيض المتوسط، ودفع مبالغ طائلة للمرتزقة بالوكالة. وكما يشير آصفي، فإن إيران اليوم لم تعد تعاني مجرد أزمة اقتصادية أو سياسية بسيطة؛ بل هي على شفا 'انهيار نهائي' يشمل الثقة والأمل والبلاد ذاتها. ويضيف أن الحكومات لا تسقط لكثرة أعدائها، بل لأنها لا تتخذ أي قرار حاسم. في ظل آلاف الأزمات التي تعصف بالجمهورية الإسلامية، يرى الدبلوماسي السابق أن النظام بحاجة ماسة إلى 'شجاعة اتخاذ القرار'، ليس بشن هجوم عسكري أو المقامرة النووية، بل بقبول 'واقع إرهاق الشعب ويأسه، وانعدام الثقة المطلق، واستياء صامت صوته أعلى من الصراخ.' وبدلاً من حماية المواطنين من الهجمات الجوية الإسرائيلية، استخدم النظام الحاكم كل طاقاته وأجهزته الأمنية والعسكرية لخنق أصوات الاحتجاجات، ومنع وصول الأخبار والمعلومات الحيوية، وزيادة القمع والإعدامات. منذ اليوم الأول لبدء الاشتباك العسكري مع إسرائيل في 13 يونيو، زاد الجهاز الحاكم ضغوطه القمعية تدريجياً. تم تقييد الوصول إلى الإنترنت؛ وانتشرت قوات مكافحة الشغب في شوارع طهران والعديد من المدن؛ وبدأت الأجهزة العسكرية-الأمنية والقضائية في تهديد المواطنين. بعد ذلك، شرعت السلطة في ملاحقة واعتقال منتقدي الحرب ومعارضيها على مستوى البلاد، وهو ما لا يزال مستمراً. في العديد من مدن البلاد أُنشئت نقاط تفتيش، وبذريعة 'التجسس' تم اعتقال الآلاف، وأُعدم عدد منهم. كل هذه التدابير تشير إلى قلق متزايد لدى النظام الحاكم من الانتفاضة الشعبية وسحقها. للوصول إلى هذه الحقيقة، لا تحتاج مراكز الفكر التابعة للنظام والحرس الثوري إلى الكثير من البحث؛ فمجرد نظرة على حجم الاحتجاجات الشارعية للعمال، والمتقاعدين، والممرضين، وسائقي الشاحنات، والمعلمين، والمهن والحرف الأخرى، تضع الإمكانات الاجتماعية للانتفاضة أمام أعينهم. على سبيل المثال؛ بعد أيام قليلة فقط من إعلان وقف إطلاق النار في الحرب الخارجية، ولكن استمراراً لحرب النظام ضد الشعب، قُتل شابان في مدينة همدان تحت وابل أسلحة عناصر القمع. سرعان ما تحولت مراسم دفنهما إلى مسيرة احتجاجية ضد النظام. وقد رفع أهالي همدان شعار 'عدونا هنا، يكذبون ويقولون أمريكا'، مما رفع مستوى الوعي الموجود في المجتمع، حول طبيعة وتوجهات سياسات نظام خامنئي الأمني المتطرف، درجة نوعية. هذا الشعار الاحتجاجي هو إعلان شائع ومنتشر في معظم الحركات الاحتجاجية السياسية، والنقابية، والمدنية في جميع أنحاء إيران، بحيث يشكل سداً منيعاً أمام خداع النظام، والفقر والبؤس الاجتماعي، وعدم كفاءة وفساد قادة الحكم الذين يحاولون تقديم 'العدو' كبلد أو بلدان أخرى. الكلمة الأخيرة المجتمع الواعي يعرف عدوه، ويحمّل التكاليف التي دفعها ولا يزال يدفعها على حساب الاستبداد الديني. في هذا السياق، فإن الوضع الراهن وتطوره لا يصب في مصلحة خامنئي وحرسه. لقد ضعفوا تحت ضربات حرب الأيام الـ12؛ وقد تم إقصاء رأس الجهاز العسكري-الأمني؛ والسلطة لا تملك بوضوح القدرة على مواجهة 'العدو الخارجي' ولا هي قادرة على تعويض الخسائر البشرية والتنظيمية والمادية التي تكبدتها. النظام، وعلى وجه الخصوص شخص خامنئي، في حالة ذهول وارتباك تحت ضغط تسارع الأحداث والضربات التي تلقاها، ولم يعد قادراً على الحفاظ على حدوده السياسية وعرض قوته الزائفة كما في السابق. آصفي يؤكد أن إيران 'تحولت إلى جسد بلا حراك، لكنه لا يزال دافئاً'، وأن الشعب 'لم يمت، لكنه لم يعد يركض، بل ينتظر فرصة لكسر هذا الطريق المسدود والمأزق.' في دعوته للنظام، يؤكد الدبلوماسي السابق على ضرورة 'الشجاعة في الاعتراف بالخطأ'، وإيقاف التخصيب لأن أولوية الشعب هي الحياة والخبز، واستئناف المفاوضات لأن إيران أهم من العناد السياسي، والإفراج عن المنتقدين والسجناء السياسيين، وإلا فـ'عليهم بالرحيل'. كل العلامات تشير إلى أن يوم محاسبة الشعب للحكام الغاصبين يقترب أكثر فأكثر، وأن الأعداء الحقيقيين للنظام الظالم والقمعي وناهب الثروات الوطنية، أي جميع شرائح الشعب الإيراني، يستعدون للمعركة النهائية.