
مع إقتراب عيد الفطر : لماذا أبدع المصريون ..ثقافة البهجة ؟!رفعت سيد احمد
د.رفعت سيد احمد
في أجواء شهر الصيام ونهاياته السعيدة ومع قدوم عيد (الفطر المبارك ) يعن للمتأمل في حل العباد أن يسأل رغم كل الاوجاع : لماذا أسس المصريون وأبدعوا وعبر تاريخهم الطويل وثقافتهم الاسلامية المعتدلة ؛ثقافة البهجة ؟ لماذا يتميز المصريون تاريخيا بالفهم العميق للاسلام العظيم وبأنه دين سعادة وليس (دين غلظة وعنف ) كما أسس وأشاع الدواعش والاخوان وتنظيماتهم المعاصرة ؟….الاجابة القصيرة الواضحة هي …أن الاسلام نفسه وعبادات ومعاملات هو دين فرح وجمال وسعادة لذلك تجد المسلمون الحق – ومنهم المصريون – يمارسون الاسلام الصحيح ويؤسسون لمفهموم (البهجة ) دون تزيد أو إنحرافأ وغلو وثمة تاريخ طويل من هذا المعني تري كيف تبدت هذة (الثقافة ) عبر التاريخ والقرآن ؟
أولا: في تاريخ البهجة : في تاريخنا العربي والمصري المعاصر يحدثنا العديد من علماءنا الثقاة عن( ثقافة البهجة ) ومنهم المقريزي العظيم صاحب( الخطط وكتاب اتعاظ الحلفا بأخبار الخلفا،) وكذلك جلال الدين السيوطي وأسامة بن المنقذ والحافظ البغدادي وابن تغريبردي، فقد نقل هؤلاء المؤرخون أحداث عصور (البهجة ) في حياة المصريين ومنها (العصر الفاطمي ) بأمانة وحيدة، ولعل الشروط التي وفرتها البيئة المصرية مختلفة بلاد وحضارات عربية وغربية أخري وكذلك السياق السياسي،لمصر إبان الحقب التاريخية المختلفة ولعل ثقافة (المواكب ) و(الولائم )وإختراع المناسبات وأنواع الاطعمة ..وغيرها جعل من حب المصريين للسعادة والبهجة ثقافة لاتنتهي بنهايات كل فترة حكمت مصر وشعبها العظيم .
وهاانت ذا اليوم-2025- تري أهل الخير يوقفونك في الطريق إذا رفع المؤذن آذان مغرب رمضان، ليهبوك الطعام والماء والحلوى سواء كنت فقيراً أو غنياً، ومازالت الولائم في الأعياد والموالد وموائد الرحمن وبنوك الطعام تمثل عرفاً اجتماعياً راسخاً في قاهرة المعز، والبهجة ليست في الطعام والاحتفال فقط، بل كانت بهجة البناء والعمران شاهدة على التفاعل الإيجابي بين المصريين والوافدين من حكام ودول علي تنوعها !، وهو الأمر الذي كان أكثر ملاءمة مع الطبيعة المصرية السوية، فالمصري يحتفل بالدين ويضيف من طقوسه وعاداته ما يجعل الدين بأوامره ونواهيه شيئاً محبباً ومفرحاً، ويحتفل بالعلم والبناء لأنه ابن حضارة المعرفة والهندسة والكيمياء، يلعب العلم دوراً في رفاهية الأحياء وخلود الموتى، ثم تأتي الثقافة الشعبية لتنسج من رحيق الخبرة والحكمة أنشودة الحياة وطرائق التعايش مع الواقع، فتصب عليه القليل من العسل إذا كان مراً…وتلك هي عظمة المصريين تاريخيا وسرهم !*
وهاانت ذا اليوم-2025- تري أهل الخير يوقفونك في الطريق إذا رفع المؤذن آذان مغرب رمضان، ليهبوك الطعام والماء والحلوى سواء كنت فقيراً أو غنياً، ومازالت الولائم في الأعياد والموالد وموائد الرحمن وبنوك الطعام تمثل عرفاً اجتماعياً راسخاً في قاهرة المعز، والبهجة ليست في الطعام والاحتفال فقط، بل كانت بهجة البناء والعمران شاهدة على التفاعل الإيجابي بين المصريين والوافدين من حكام ودول علي تنوعها !، وهو الأمر الذي كان أكثر ملاءمة مع الطبيعة المصرية السوية، فالمصري يحتفل بالدين ويضيف من طقوسه وعاداته ما يجعل الدين بأوامره ونواهيه شيئاً محبباً ومفرحاً، ويحتفل بالعلم والبناء لأنه ابن حضارة المعرفة والهندسة والكيمياء، يلعب العلم دوراً في رفاهية الأحياء وخلود الموتى، ثم تأتي الثقافة الشعبية لتنسج من رحيق الخبرة والحكمة أنشودة الحياة وطرائق التعايش مع الواقع، فتصب عليه القليل من العسل إذا كان مراً…وتلك هي عظمة المصريين تاريخيا وسرهم !* ثانيا : ثقافة البهجة في الاسلام العظيم :اكان القرآن الكريم وسيظل كتاب الله لرحمة عباده وإسعادهم وليس كتاب شقاق وفرقة وحزن، ومن ثم إرهاب، لماذا؟ لأنه كلام الله سبحانه وتعالى وهو جوهر الدعوة المُحمّدية التي لم تُرسَل إلى البشر إلا لإسعادهم وإخراجهم من حياة الهمّ والغمّ إلى حياة الخير والتفاؤل والجمال، هكذا فهم الرسول (صلّى الله عليه وسلّم ) وصحابته الكِرام الرسالة فحملوها وأبلغوها للعالمين إن الإسلام دين يحب الجمال ويدعو إليه في كل شيء. والنبيّ (ص) يقول: 'إن الله تعالى جميل يحب الجمال'. والقرآن الكريم في العديد من آياته يلفت الأنظار إلى ما في الكون من تناسُق وإبداع وإتقان، وما يتضمّنه ذلك من جمال وبهجة وسرور للناظرين. والإنسان مطبوع على حب الجمال ، سواء كان هذا الجمال في الشيء أو في الأشخاص.
وإذا كان الله يحب الجمال كما جاء في الحديث المُشار إليه، فإن الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم ، من شأنه أيضاً أن يحب الجمال ، مع الفارِق الكبير الذي يتمثّل في أن الله هو خالق الجمال ، وخالق حب الجمال في الإنسان.ويعرف الجمال بأنه صفة تلحظ في الأشياء وتبعث في النفس سروراً ورضا. أو كما يقول إبن سينا: 'جمال كل شيء وبهاؤه هو أن يكون على ما يجب له'، أو كما ينبغي أن يكون. وهذا يعني التناسُق التام والنظام الكامل، وقد اكتمل ذلك في خلق الكون كله الذي خلقه الله فقدره تقديراً وأبدع صنعه ، وأحسن كل شيء خلقه : ' ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور'، ويلفت القرآن نظرنا إلى هذا التناسُق في خلق السماء بقوله: ' أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيّناها وما لها من فروج '، وجعل لنا الحدائق بهجة لأنظارنا وسروراً لأنفسنا: 'وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة '.وتتكرّر في القرآن الكريم أوصاف الجمال في خلق السماء وتزيينها لتكون بهجة للناظرين، وذلك مثل قوله تعالى : ' ولقد زيّنا السماء الدنيا بمصابيح'، وقوله: ' ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيّناها للناظرين'. ويستنكر القرآن مَن يحرم زينة الله بقوله: 'قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيّبات من الرزق'. والقرآن الكريم يدعونا لأن نتخّذ زينتنا عند الخروج إلى المسجد حتى نكون في أبهى صورة وفي أجمل حال: 'يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد '.*إذن (ثقافة البهجة )مع إقتراب عيد الفطر المبارك وفي ظلال (رمضان ) هي عين ما ميز تاريخ نهضتنا وجهادنا المصري والعربي ..وما نريده اليوم وما ندعو اليه ويدعو له إسلامنا العظيم والذي يؤكد وينمي تلك الثقافة ويرفض بالقول والممارسة سياسة التوحش والغلظة والابادة التي ويا للمفارقة تميز( الدواعش والاسرائيلين) اليوم وكأنهما وجهان لعملة واحدة يرفضها تاريخنا وديننا ! والله أعلم .2025-03-22
The post مع إقتراب عيد الفطر : لماذا أبدع المصريون ..ثقافة البهجة ؟!رفعت سيد احمد first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الزمان
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- الزمان
عندما ترتقي المرأة سلم المجد والابداع
عندما ترتقي المرأة سلم المجد والابداع – موسى عبد شوجة لم يعرف التاريخ بقعة على وجه الأرض كالعراق؛ مهد الحضارات، وأرض العلم، وشمس الروحانيّة، وموطن الصالحين، وقبلة العظماء، فالعراق جَمَعَ المجد من كافة أطرافه، واستطاع أن يحفر اسمه بحروف من ذهب على صفحات التاريخ، حتى باتت هذه البقعة الأكثر تميّزاً، وألقاً، وإشراقاً من بين سائر بقاع الأرض، ولا يزال الخير باقياً فيها إلى آخر الدهر.. نعم…من اديم العراق نمت المرأة..وتعمقت جذورها نحو اسلافها…وتصاعد فيها نسغ المجد والكرامة والشموخ. اذ تعد المرأة العراقية في كل أحوالها الحياتية والعلمية والثقافية والابتكارية انموذجا مشرقا للإبداع في كل مناحي الحياة، فالإبداع والقدرة على الابتكار وايجاد الحلول للمشكلات والقدرة على التجديد والتحديث والتطور في المجتمع الانساني، وقدرة المرأة العراقية تجاوزت التحديات وتخّطت العقبات الاجتماعية والثقافية لإثبات ذاتها وجدارتها وقدراتها الفائقة على الصمود والصعود في مدارج الارتقاء وسلّم الابداع .أن المرأة العراقية مبدعة حتى.. وهي تلهم الشاعر قيثارة انغام قصائده، مبدعة وهي تتجلى في كينونتها ذرا التطلع والشموخ المفعم بالأمل في صياغة قلادة التباهي بغراس الوطن وخصوبة مجده واستقراره وأمانه،وتقدمه ونهوضه. نعم … شامخة مبدعة..وهي تحلق بفضاءاتها وغموضها وسكونها ورقتها وشدتها وتمردّها وحنانها فتصبح مصدراً للحكاية والرواية،والافتخار… ان المرأة العراقية.. هي شهرزاد القادرة على لجم شهريار مهما كانت قوته وعنفوان سلطانه. ومن بديع صنع الله في المرأة العراقية قدرتها على مواجهة التحديات واثبات الذات ان الابداع قرين لحظة اختيار ومناخ حر من كل القيود.. ينطلق فيه الفكر والخيال الى فضاءات لا نهائية. بحيث لا ينضج الى ابداع كما الثمار على الاشجار لا تنمو ولا تأتي اكلُّها دونما بيئة ملائمة لنضجه، ..وحينما نتطلع في ما صادف المرأة .. سنلاحظ بالطبع عانت منذ فجر التاريخ أولا من الوأد، ثم من التضييق الاجتماعي والمناخ الخانق لحريتها تحت مظلة العيب الاجتماعي والموروث الثقافي الذي يجعل المرأة في مرتبة أدنى من الرجل عقليا وثقافيا وابداعيا لذا فقد انكسرت القيود وتحررت كي تلعب المرأة دورًا أساسيا في نهضة المجتمعات الإنسانية منذ تباشير الاسلام وسطوعه الى وقتنا الحاضر وقد تمكنت المراة من خلال هذا الدور اثبات قدرتها على احداث التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فدورها المميز في جوانب متعددة في الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرًا أساسيًا ومهما في إحداث عملية التغيير في المجتمع. واحة خضراء إن التغيير الايجابي الذي تسعى له المجتمعات يرتبط بشكل أساسي بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع… وما شدني لكتابة مقالي هذا هو..امتداد بصري وانا ارى في واحة خضراء لأم الحضارات…ذلك الغراس الطيب..الطاهر الذي تتدلى باغصانه..زهرة نرجسية بحيث…فاحت ..بعطر تألقها..وعطائها بعد أن أرتوت من معين دجلة..وحاكت سرب نوارسها المحلّقة فوق زبد موجها الذي يتغنّج بمداراته..وهديره….. وها هي ضفائر ضفاف دجلة الخير…الممتدة على..بساتينها التي لطالما…فتحت ذراعيها بشغف لتمّس مدّ وجزر فيض سلسبيلها العذب..الطاهر….هكذا نما هذا الغصن الواعد ليحمل هذا الاريج المتداخل من رحيق امنيات..وكوثر طموح..عابق نعم فراشة بأجنحة شفافة مذهبة حلقت بسماء بغداد..وهي تحاكي سحباً لغيثٍ موعود…نعم هكذا نشأت وترعرت المرأة العراقية.الزاخرة بالمرؤة والعطاء..(فائزه العزاوي) وهي تتداخل في يقظتها… حزمة احلام واماني منذ..صبابتها ..وبواكير سني عمرها… للطيران حينما كانت ترمق الطائرات في سماء بغداد . .. وهي ترفع منديلها الابيض لاجنحتها المرفرفه الملونه بربيع واحاتها…. لتبث فيها عصارة شوقها اللاهب …وحلمها الموعود..كي تحصى يوماً..ما في قيادتها..لتجوب عباب..زمنٍ.اكتظت به ملاحم التحدي… لتقتفي معاقل المجد والخلود…نعم كان والدها رغم تعليمه البسيط…وتواضعه وغنى روحه كان مشجعاً..وداعماً لأماني برعمته..وفسيلته…المتطلعه..لمواسم الخير وبركاته.. هكذا..تمكنت..ان تبني سلّماً لترتقي به إلى قناة المجد والعطاء وهي تهرولُ على مدارج العروج بطائرةٍ نسجت هيكلها وامتداد اجنحتها من صميم شغاف فؤادها النابض المغمس بطراوة دمها القاني الممتزج بشهيق وانفاس وطنها…حتى نالت وسام التوفيق حينما كانت في الصف الرابع الإعدادي عام 1977 في دورة طيران مؤسسة الشباب، في مطار المثنى..والتي بعد ذلك غمرتها بقارورة أريج الفرح والسرور لترشد وتوجه شراع طموحها الصاعد إلى إكمال دراستها الإعدادية والالتحاق بكلية القوة الجوية عام 1979..وتقطف ثمار تخرجها سنة 1982 بدورة 37…وبرتبة ملازم طيار وهي أول امرأة عراقية وبعد ذلك وصلت إلى رتبة نقيب طيار وأصبحت كرائدة من نساء العراق التي جابت وطافت في سماء العراق…. وهي تقود طائرة نفاثه..ومن ثم قادت العديد من الطائرات المتطورة والحديثه…وهي تحلق..في سما العراق..بكل فخرٍ وغزٍّ..وسؤدد.. وبعدها أصبحت مدربة كفوءه للطيران في كلية القوة الجوية وتخرج على يدها الكثير من صقور العراق الذين باتوا نجوما..وهاجة في سماء الخلود…. بيادر النصر نعم انها الكابتن فائزه العزاوي رائدة الطيران في العراق التي تركت بصمتها للاجيال كمنهجاً للعطاء والابتكار والشكيمة وملهمة لبيادر الصبر وجبلا أشم لايأبى بعواصف العناء والنصب.. ومحفلاً لسعي حثيث لخدمة بلدها العراق الحبيب…فهي ملح اديم العراق…وفخره وقلادته المزركشه..بزمرد الأمل..وياقوت العطاء والطموح…هكذا…يجب أن تُنسِخ..سيرتها المضيئة بشعاع الإيثار والمثابرة على جدار ولوحات ذاكرة مدارس الاجيال…وسلاماً..سلاماً.. والف تحية واكبار..لها ..ولخدمتها الولوده التي انجبت على يدها فحول الصقور ..واشاوس الجو..وهكذا ختمت سجلها الحافل لتحط في ركاب أسرتها وضناها الثلاثه(مروان..وسنان..وغزوان)..بعد أن تركت ارثاً.. بتاريخ العراق الحديث وشموخه وتوهجه…وهو يتباهى..بأفذاذه الميامين..وحماته..وقلاع مرؤاته وامجاده.


ساحة التحرير
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- ساحة التحرير
مع إقتراب عيد الفطر : لماذا أبدع المصريون ..ثقافة البهجة ؟!رفعت سيد احمد
د.رفعت سيد احمد في أجواء شهر الصيام ونهاياته السعيدة ومع قدوم عيد (الفطر المبارك ) يعن للمتأمل في حل العباد أن يسأل رغم كل الاوجاع : لماذا أسس المصريون وأبدعوا وعبر تاريخهم الطويل وثقافتهم الاسلامية المعتدلة ؛ثقافة البهجة ؟ لماذا يتميز المصريون تاريخيا بالفهم العميق للاسلام العظيم وبأنه دين سعادة وليس (دين غلظة وعنف ) كما أسس وأشاع الدواعش والاخوان وتنظيماتهم المعاصرة ؟….الاجابة القصيرة الواضحة هي …أن الاسلام نفسه وعبادات ومعاملات هو دين فرح وجمال وسعادة لذلك تجد المسلمون الحق – ومنهم المصريون – يمارسون الاسلام الصحيح ويؤسسون لمفهموم (البهجة ) دون تزيد أو إنحرافأ وغلو وثمة تاريخ طويل من هذا المعني تري كيف تبدت هذة (الثقافة ) عبر التاريخ والقرآن ؟ أولا: في تاريخ البهجة : في تاريخنا العربي والمصري المعاصر يحدثنا العديد من علماءنا الثقاة عن( ثقافة البهجة ) ومنهم المقريزي العظيم صاحب( الخطط وكتاب اتعاظ الحلفا بأخبار الخلفا،) وكذلك جلال الدين السيوطي وأسامة بن المنقذ والحافظ البغدادي وابن تغريبردي، فقد نقل هؤلاء المؤرخون أحداث عصور (البهجة ) في حياة المصريين ومنها (العصر الفاطمي ) بأمانة وحيدة، ولعل الشروط التي وفرتها البيئة المصرية مختلفة بلاد وحضارات عربية وغربية أخري وكذلك السياق السياسي،لمصر إبان الحقب التاريخية المختلفة ولعل ثقافة (المواكب ) و(الولائم )وإختراع المناسبات وأنواع الاطعمة ..وغيرها جعل من حب المصريين للسعادة والبهجة ثقافة لاتنتهي بنهايات كل فترة حكمت مصر وشعبها العظيم . وهاانت ذا اليوم-2025- تري أهل الخير يوقفونك في الطريق إذا رفع المؤذن آذان مغرب رمضان، ليهبوك الطعام والماء والحلوى سواء كنت فقيراً أو غنياً، ومازالت الولائم في الأعياد والموالد وموائد الرحمن وبنوك الطعام تمثل عرفاً اجتماعياً راسخاً في قاهرة المعز، والبهجة ليست في الطعام والاحتفال فقط، بل كانت بهجة البناء والعمران شاهدة على التفاعل الإيجابي بين المصريين والوافدين من حكام ودول علي تنوعها !، وهو الأمر الذي كان أكثر ملاءمة مع الطبيعة المصرية السوية، فالمصري يحتفل بالدين ويضيف من طقوسه وعاداته ما يجعل الدين بأوامره ونواهيه شيئاً محبباً ومفرحاً، ويحتفل بالعلم والبناء لأنه ابن حضارة المعرفة والهندسة والكيمياء، يلعب العلم دوراً في رفاهية الأحياء وخلود الموتى، ثم تأتي الثقافة الشعبية لتنسج من رحيق الخبرة والحكمة أنشودة الحياة وطرائق التعايش مع الواقع، فتصب عليه القليل من العسل إذا كان مراً…وتلك هي عظمة المصريين تاريخيا وسرهم !* وهاانت ذا اليوم-2025- تري أهل الخير يوقفونك في الطريق إذا رفع المؤذن آذان مغرب رمضان، ليهبوك الطعام والماء والحلوى سواء كنت فقيراً أو غنياً، ومازالت الولائم في الأعياد والموالد وموائد الرحمن وبنوك الطعام تمثل عرفاً اجتماعياً راسخاً في قاهرة المعز، والبهجة ليست في الطعام والاحتفال فقط، بل كانت بهجة البناء والعمران شاهدة على التفاعل الإيجابي بين المصريين والوافدين من حكام ودول علي تنوعها !، وهو الأمر الذي كان أكثر ملاءمة مع الطبيعة المصرية السوية، فالمصري يحتفل بالدين ويضيف من طقوسه وعاداته ما يجعل الدين بأوامره ونواهيه شيئاً محبباً ومفرحاً، ويحتفل بالعلم والبناء لأنه ابن حضارة المعرفة والهندسة والكيمياء، يلعب العلم دوراً في رفاهية الأحياء وخلود الموتى، ثم تأتي الثقافة الشعبية لتنسج من رحيق الخبرة والحكمة أنشودة الحياة وطرائق التعايش مع الواقع، فتصب عليه القليل من العسل إذا كان مراً…وتلك هي عظمة المصريين تاريخيا وسرهم !* ثانيا : ثقافة البهجة في الاسلام العظيم :اكان القرآن الكريم وسيظل كتاب الله لرحمة عباده وإسعادهم وليس كتاب شقاق وفرقة وحزن، ومن ثم إرهاب، لماذا؟ لأنه كلام الله سبحانه وتعالى وهو جوهر الدعوة المُحمّدية التي لم تُرسَل إلى البشر إلا لإسعادهم وإخراجهم من حياة الهمّ والغمّ إلى حياة الخير والتفاؤل والجمال، هكذا فهم الرسول (صلّى الله عليه وسلّم ) وصحابته الكِرام الرسالة فحملوها وأبلغوها للعالمين إن الإسلام دين يحب الجمال ويدعو إليه في كل شيء. والنبيّ (ص) يقول: 'إن الله تعالى جميل يحب الجمال'. والقرآن الكريم في العديد من آياته يلفت الأنظار إلى ما في الكون من تناسُق وإبداع وإتقان، وما يتضمّنه ذلك من جمال وبهجة وسرور للناظرين. والإنسان مطبوع على حب الجمال ، سواء كان هذا الجمال في الشيء أو في الأشخاص. وإذا كان الله يحب الجمال كما جاء في الحديث المُشار إليه، فإن الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم ، من شأنه أيضاً أن يحب الجمال ، مع الفارِق الكبير الذي يتمثّل في أن الله هو خالق الجمال ، وخالق حب الجمال في الإنسان.ويعرف الجمال بأنه صفة تلحظ في الأشياء وتبعث في النفس سروراً ورضا. أو كما يقول إبن سينا: 'جمال كل شيء وبهاؤه هو أن يكون على ما يجب له'، أو كما ينبغي أن يكون. وهذا يعني التناسُق التام والنظام الكامل، وقد اكتمل ذلك في خلق الكون كله الذي خلقه الله فقدره تقديراً وأبدع صنعه ، وأحسن كل شيء خلقه : ' ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور'، ويلفت القرآن نظرنا إلى هذا التناسُق في خلق السماء بقوله: ' أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيّناها وما لها من فروج '، وجعل لنا الحدائق بهجة لأنظارنا وسروراً لأنفسنا: 'وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة '.وتتكرّر في القرآن الكريم أوصاف الجمال في خلق السماء وتزيينها لتكون بهجة للناظرين، وذلك مثل قوله تعالى : ' ولقد زيّنا السماء الدنيا بمصابيح'، وقوله: ' ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيّناها للناظرين'. ويستنكر القرآن مَن يحرم زينة الله بقوله: 'قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيّبات من الرزق'. والقرآن الكريم يدعونا لأن نتخّذ زينتنا عند الخروج إلى المسجد حتى نكون في أبهى صورة وفي أجمل حال: 'يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد '.*إذن (ثقافة البهجة )مع إقتراب عيد الفطر المبارك وفي ظلال (رمضان ) هي عين ما ميز تاريخ نهضتنا وجهادنا المصري والعربي ..وما نريده اليوم وما ندعو اليه ويدعو له إسلامنا العظيم والذي يؤكد وينمي تلك الثقافة ويرفض بالقول والممارسة سياسة التوحش والغلظة والابادة التي ويا للمفارقة تميز( الدواعش والاسرائيلين) اليوم وكأنهما وجهان لعملة واحدة يرفضها تاريخنا وديننا ! والله أعلم .2025-03-22 The post مع إقتراب عيد الفطر : لماذا أبدع المصريون ..ثقافة البهجة ؟!رفعت سيد احمد first appeared on ساحة التحرير.


الزمان
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- الزمان
لماذا معاوية؟
لماذا معاوية؟ – جليل وادي في وقت يعاني فيه واقعنا العربي من حالة تشرذم غير مسبوقة تحت عناوين الطائفية والقومية، وتحديات تطول وجوده كما نرى في الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والاعتداءات التي طالت الشعب اللبناني من الكيان الصهيوني، والمخاطر المحتملة التي تؤكدها دلائل كثيرة لدول ما يسمى بالطوق العربي كسوريا ومصر والأردن وامتداداتها للعراق واليمن، في هذا التوقيت غير المناسب تعرض قناة ام بي سي السعودية مسلسل معاوية وهو شخصية خلافية بين المسلمين ليؤجج بذلك ضغائن مذهبية نائمة ويعزز أخرى صاحية في مجتمعنا العربي الذي نريده متماسكا ومتوثبا لمواجهة ما يتعرض له من كوارث راهنة. حرصت كثيرا على مشاهدة الحلقات التي عُرضت من المسلسل وفي ذهني تساؤلان أظنهما مهمين : لماذا يبث هذا المسلسل في هذا التوقيت بالذات، وألم يفكر القائمون عليه بالتأثيرات التي سيخلفها؟. كنت قلت في بوست نشرته على الفيسبوك مؤخرا : أردنا من حوادث الماضي ان تكون حافزا للمستقبل، فاذا بها تعود بنا الى عصور الجاهلية، وجاء هذا البوست ردا على عرض المسلسل، وتذكيرا بما أكده مفكرو الأمة بدءا من عصر النهضة العربية : من ان المستقبل العربي بحاجة للماضي بوصفه ضرورة لتحفيز الامة نحو مستقبلها، ولكن ماضي أية أمة فيه من المعتم بقدر ما فيه من المشرق، فماضينا ليس ايجابيا بالمطلق، كما انه ليس سلبيا بالعموم، لذا لابد من انتخاب الايجابي منه وتقديمه للأجيال الجديدة عبر وكالات التنشئة الاجتماعية ممثلة بالمؤسستين التعليمية والدينية ووسائل الاعلام وغيرها، واهمال السلبي منه وعدم استحضاره ابدا، لأنه محرك للطائفية وممزق للمجتمعات. أسأل طلابي في الجامعة بحسب مقتضيات الدرس عن بعض الحوادث او الشخصيات التاريخية، وأجد جهلا كبيرا بهما، ما يعني ان مؤسستنا التعليمية لم تعمل على اكساب الطلاب المعرفة بماضي أمتهم، وقد يكون ذلك بسبب قصور مناهجنا الدراسية او عدم ادراك القائمين عليها بأهمية الماضي، وفي العقدين الأخرين ربما نتيجة اختطاف المواقع الالكترونية لأبنائنا من بين أحضاننا. وأحيانا أحمد الله على جهل الأبناء بتاريخنا، لخشيتي من التعرض العشوائي لحوادثه بما يسهم بمعرفة تاريخية من شأنها تعميق الانقسامات بما يدمر حاضرهم ويعوق تطلعهم نحو المستقبل، وأحيانا أخرى أتأسف على عدم معرفة الجيل الجديد بالمشرق من ذلك الماضي، وهنا تبرز أهمية انتخاب الحوادث التاريخية وتثقيف النشىء الجديد بها، ولكن على وفق خطط منهجية معدة بعناية. ولنفترض ان الجمهور العربي وشبابه على وجه الخصوص قد شاهدوا مسلسل معاوية وان كان ذلك بحدود ضيقة بحسب ظني بسبب كثرة الفضائيات وتنوعها ، وادمانهم استخدام المواقع الالكترونية، فما التأثيرات المحتملة لذلك ؟، بصرف النظر عن نوايا القائمين على هذا المسلسل الذي كلفهم (100) مليون دولار ان كانت مقصودة او غير مقصودة، الا انه يتناول أكثر الفترات حساسية في التاريخ الاسلامي والمعروفة بالفتنة الكبرى التي انطلقت شرارتها باستشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رض)، وبالتالي فانه لا شك سيمس مشاعر الكثير من المسلمين، ولن تتوقف التأثيرات عند هذا الحد، بل ستتمظهر بأشكال مختلفة في الواقع المنهار بالأصل. اظن ان هذه العشوائية في التعامل مع التاريخ، وايقاظها للنعرات التي تطول جميع الدول العربية ولا أستثني واحدة منها، لأن الغرب يرى في الاسلام عدوا، وليست مكة المكرمة والمدينة المنورة تقع خارج أهدافهم كما هي القدس راهنا، ان هذه العشوائية تؤكد صحة دعاة مقاطعة الماضي بقولهم : ان نهوض الأمم وارتقائها ليس بحاجة الى ماض عريق، فانقسامها حول ماضيها يعرقل مسيرتها، وبمقاطعة الماضي تصوب الأنظار نحو الحاضر والمستقبل، ودللوا على ذلك بمجتمعات عديدة لا ارث لها وأولها المجتمع الأمريكي. واذا كنا قد كابدنا النعرات الطائفية في العراق وسوريا جراء العمل غير المسؤول لبعض مؤسساتنا الدينية ووسائل الاعلام السائبة وغياب الرؤية الحكيمة للطبقة السياسية، وانعكاس تدمير هذين البلدين على الأمن القومي العربي، فلِمَ لا نتوقف ونضع حدا للعدو الطائفي الذي نغذيه بأنفسنا قبل الأعداء؟، فوجودنا مرهون بتضامننا، وانظروا كيف جعلت دعوة ترامب لتهجير أهالي غزة الحكام العرب (يفرون بآذانهم) لا يعرفون ما يفعلون.