logo
أمريكا الروسية

أمريكا الروسية

موقع كتاباتمنذ 3 أيام
قد يبدو العنوان غريبا للكثير من القراء ، وقد يختلط الأمر عليهم بعض الشيء ، وقد يضربون الاخماس بالاسداس ، لحل هذا اللغز ، وما هو المقصود ' بأمريكا الروسية ' ، حتى لدى كاتب هذه السطور ، فبعد قراءة العديد من المقالات والابحاث ، عرفنا ان هذه التسمية هي جزيرة كروزنشتيرن (ديوميد الصغرى)، تابعة للولايات المتحدة في منطقة ألآسكا ، والتي ستكون مكانا لعقد أول اجتماع بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة منذ عام 2021، والتي لن يقتصر النقاش على أوكرانيا فحسب، بل سيتناول جوانب أخرى من العلاقات الثنائية المهملة.
والسؤال المهم هو لماذا تم اختيار هذه المنطقة لعقد اجتماع بين الرئيسين الامريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين ؟ على الرغم من ان دول الخليج وتركيا وإيطاليا والفاتيكان ، كانت مرشحة لاستضافة هذه القمة ، وكانت اكثر الترجيحات قد توافقت على ان تكون دولة الامارات مكانا محتملا لعقد هذه القمة المهمة ، حيث وصفها بوتين ' بالمكان المناسب له ' .
وكجوابا على التساؤلات ، فكما هو معروف ، اكتشف البحارة الروس ألاسكا لأول مرة ، ضمن بعثة سيميون ديجنيف عام 1648، الذين قدموا إليها من سيبيريا ، وشهدت أراضي أمريكا الروسية تطوراً نشطاً طوال القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر ، وامتدت عبر ألاسكا وجنوباً على طول ساحل المحيط الهادئ في القارة ، حتى أراضي ولاية كاليفورنيا الحديثة (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكانت نوفو أرخانغيلسك (مدينة سيتكا حالياً) عاصمة الممتلكات الروسية في أمريكا ، ولم تبع الإمبراطورية الروسية ألاسكا للولايات المتحدة إلا عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار ، وأصبحت ألاسكا رسمياً جزءاً من الولايات المتحدة في 18 أكتوبر 1867 ، وتم اعتمادها رسميا كولاية امريكية ال(49) في 3 يناير 1959 .
لذا، ستكون زيارة فلاديمير بوتين إلى ألاسكا (التي لم يسبق لأي زعيم روسي أن قام بها) ، بمثابة زيارة للأراضي الروسية السابقة في الخارج أكثر منها زيارة رسمية للولايات المتحدة ، وعقد اجتماع، على سبيل المثال، في نوفو أرخانغيلسك السابقة قد يُشير إلى إمكانية حل القضايا الإقليمية، على سبيل المثال، بالمال ، وعلى الأقل على حساب جزء من احتياطيات النقد الأجنبي للاتحاد الروسي التي جمّدها الغرب ، بعد انطلاق النظام العالمي الجديد ، ونظريًا، هذا صحيح، لكن هذا قد يُخفف من وطأة انتقال المناطق الأوكرانية السابقة إلى روسيا علىسلطات كييف.
كما ان هناك رمزية دولية ، وأرادت كل من موسكو وواشنطن أنتُظهران أن رئيسيهما لا يحتاجان إلى وسطاء ، ففلاديمير بوتين ودونالد ترامب ، قادران على إيجاد لغة مشتركة بينهما ، علاوة على ذلك، فإن مستوى الثقة بينهما كبير ، لدرجة استعدادهما للقاء بعضهما البعض ، أولًا على الأراضي الأمريكية – وبعد ذلك، كما يُشير مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، سيُعقد الاجتماع في روسيا ، وثمة رمزية ثنائية هنا ، فقد قيّمت وسائل الإعلام الغربية الأمر على طريقتها الخاصة، إذ تقول إن القمة تُعقد على أرض أخرى يطالب بها 'القوميون الروس' ، وفي الواقع، ترمز ألاسكا، التي كانت روسية في السابق، إلى المجتمع الروسي الأمريكي – تاريخ مشترك يمتد لمئات السنين، دعمت روسيا في إطاره واشنطن في حرب الاستقلال، وكذلك خلال الحرب الأهلية الأمريكية.
وكما هو متوقع، سارع معارضو هزيمة أوكرانيا (لنسمِّهم كذلك) إلى ثني ترامب عن لقاء بوتين ، بالطبع ، بالنسبة لهم، هذا تهديد مباشر ، بأن 200 يوم من رعاية الرئيس الأمريكي السابع والأربعين وتحويله تدريجيًا إلى بايدن ستذهب أدراج الرياح ، فماذا لو وافقوا حقًا وتخلى ترامب، مفتونًا بالزعيم الروسي، عن أوكرانيا؟! كما قال مايكل كلارك، أستاذ دراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج لندن، في هذا الشأن، فإن أهم شيء بالنسبة لترامب هو الحفاظ على علاقات جيدة مع بوتين ، فقد تغيرت نبرة ترامب لكن موقفه لا يزال كما هو: يريد علاقة مميزة مع بوتين ، ويدعو إلى شراكة بين أمريكا وروسيا، على أساس المفهوم الكلاسيكي لتوازن القوى بين القوى العظمى ، ويريد إزالة الحرب في أوكرانيا من جدول الأعمال ، فإذا فشل في التوصل إلى وقف إطلاق النار، فسيجد مبررًا للتنحي جانبًا وترك الروس يفعلون ما يحلو لهم ، يفترض بوتين أنه سيفعل ذلك.
ومن المرجح أن ترفض كييف وعواصم أوروبية أخرى مثل هذه الخطة، وكتب موقع أكسيوس الأمريكي، نقلاً عن مصادر، أن كبار المسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا وعدة دول أوروبية ، يعتزمون الاجتماع هذا الأسبوع ، عقد قمة طارئة في المملكة المتحدة ، لمحاولة بلورة مواقف مشتركة قبل الاجتماع المُزمع بين الرئيسين ترامب وبوتين ، لانهم لا يريدون توقف القتال ، بل على العكس، فهم يضغطون بشدة على أوكرانيا لمواصلة هذه الأعمال، ويتحدثون بلا توقف عن تهديدات لا وجود لها إلا في أذهانهم ، مما سيصب في مصلحة بوتين، إذ قد يتهم ترامب أوكرانيا بمواصلة الحرب ، وإذا استمر الوضع على هذا المنوال، فقد يوقف ترامب الدعم الاستخباراتي والعسكري لأوكرانيا ، وقد تنسحب الولايات المتحدة أيضًا من العملية الدبلوماسية، تاركةً موسكو وكييف لمواصلة ما وصفه ترامب منذ فترة طويلة بـ'حرب بايدن'، وفي السيناريوهات السلبية، ووفقًا للعولميين، سيكون ترامب هو المسؤول عن هزيمة كييف ، وسيُرسخون هذه الفكرة في ذهن الرئيس الحالي للبيت الأبيض حتى اللحظة الأخيرة.
ان اجتماع ألاسكا سيُمثل ضربةً لمواقف الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، اللذين يسعيان بكل ما أوتوا من قوة للضغط على الحوار بين موسكو وواشنطن ، ولكن، كما تُظهر تصرفات ترامب، فإن الأوروبيين يفقدون أخيرًا صوتهم وذاتيتهم في مناقشة القضايا العالمية ، فلن يُقال في اجتماع بريطانيا سوى ترديد شعارات حول ضرورة زيادة الضغط على روسيا ، وبصراحة، يمرّ الأوروبيون بمأزق سياسي. لذلك، لست متأكدًا من قدرة الدول الغربية على الحفاظ على وحدة كاملة ، ولا يرغب الجميع في الشجار مع الولايات المتحدة بأي ثمن، وخلق وضع يكون فيه موقف أوروبا الغربية وأوكرانيا، وهو الموقف الذي تُحرّض عليه، العقبة الرئيسية أمام إنهاء الصراع.
وفي محاولته لعرقلة المفاوضات الروسية الأمريكية، لم يجد رئيس النظام الأوكراني زيلينسكي خيارًا أفضل من التصريح علانيةً بمعارضة ترامب ، فقد عارض زيلينسكي اختيار مكان اللقاء مع بوتين، وتشكيلة المشاركين، وجدول الأعمال – وقال: 'أعلن الرئيس ترامب عن التحضيرات لاجتماعه مع بوتين في ألاسكا، بعيدًا كل البعد عن هذه الحرب' ،وأضاف: 'أي قرارات ضدنا، وأي قرارات بدون أوكرانيا، هي في الوقت نفسه قرارات ضد السلام.. لن تُحقق شيئًا' .
وكتبت وسائل الإعلام أن زيلينسكي و'الصقور' الأوروبيين الذين يدعمونه (وهم البريطانيون أنفسهم) يعتزمون الاجتماع قبل لقاء ترامب مع بوتين، ليقرروا كيف سيعيشون، أو بالأحرى، كيف سيصمدون – لأنه إذا اتفق رئيسا روسيا والولايات المتحدة، فسيعتبر ترامب تخريب زيلينسكي وأوروبا تحديًا شخصيًا ، وهذا، على الأقل، قد يُشكل أساسًا لانسحاب الولايات المتحدة من الصراع في أوكرانيا ، وعندها، سيتذكرون الشروط التي تُعرض على كييف الآن، بعد ستة أشهر، على أنها مثالية ، ولنتذكر الآن الشروط التي اقترحتها موسكو في ربيع عام 2022؟
بوتين، بخبرته الطويلة في السياسة الخارجية الصارمة، لم يُبدِ قط ميلًا للاستسلام، حتى في ظل عقوبات شديدة ، ويأمل الكرملين أن يُدرك ترامب، على عكس إدارة جو بايدن، ضرورة اتباع هذا النهج ، ووفقًا لمعلومات مسربة ، ردّ فلاديمير بوتين على دونالد ترامب بإنذاره النهائي، مُصرّحًا بأن المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة لا ينبغي أن تكون علامة ضعف، بل 'توازنًا دبلوماسيًا للقوى' ، ويُؤكد المراقبون أن هذا التصريح كان ذروة توتر العلاقات ، فما دام زيلينسكي وفريقه يرفضون إنهاء الصراع دون انتصار، فلا مبرر لروسيا للتخلي عن أهدافها ، وستستمر معاناة أوكرانيا ، فالكرملين يلعب .
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يستعين بوتين بترامب للإطاحة بزيلينسكي؟- مقال رأي في التايمز
هل يستعين بوتين بترامب للإطاحة بزيلينسكي؟- مقال رأي في التايمز

شفق نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • شفق نيوز

هل يستعين بوتين بترامب للإطاحة بزيلينسكي؟- مقال رأي في التايمز

تركز جولة الصحافة في هذا اليوم، على مقالين يتحدثان عن اللقاء المزمع بين الرئيسين الأمريكي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، في ألاسكا، وآخر يتحدث عن "تعثر" أوروبي في اتفاقيات التجارة الحرة. "لا تستهين بترامب صانع السلام" بهذا العنوان افتتح، روجر بويز، الكاتب البريطاني مقاله في صحيفة التايمز. وقال الكاتب إن لقاء ترامب مع بوتين سيكون "التحدي الأكبر لصانع السلام" في قمة توصف بأنها محاولة محتملة لإعادة ضبط العلاقات بين القوتين العظميين قد تؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. لكن الكاتب حذر من تقسيم أوكرانيا على المدى الطويل "حال حصول بوتين على ما يريد". وفي المقابل، استشهد الكاتب بتصريحات ترامب الساعي لاستعادة بعض الأراضي الأوكرانية على البحر الأسود التي استولت عليها روسيا، مقابل الاعتراف بمساحات كبيرة من شرق أوكرانيا التي تحتلها روسيا كجزء من الأخيرة. غير أن الكاتب قال إن القمة قد لا تتعلق بأراضي البلدين، بل بـ "إمكانية تجميد الحرب لعقود" ما يجعل عضوية أوكرانيا في حلف الشمال الأطلسي (الناتو) مستحيلة، على حد تعبيره. وأشار إلى "هدف آخر لبوتين غير معلن وهو الاستعانة بترامب كحليف للإطاحة بفولوديمير زيلينسكي" خصوصاً أن الرئيس الأوكراني لم يُدعَ إلى ألاسكا. ورأى الكاتب أن على ترامب، الذي يريد أن يصف نفسه كصانع سلام استثنائي في القرن 21، "أن يظهر دائماً كرجل الدولة الصارم والعادل في الوقت نفسه". وقال إن ترامب الساعي للفوز بجائزة نوبل للسلام "عليه أن ينجح في مهمة ألاسكا". وستكون قمة ألاسكا "اختباراً لمبدأ ترامب المرتكز على إنجاز الأمور" من خلال تبادل المصالح، وفق تعبير الكاتب. وقال إن "الاستخدام العدواني للرسوم الجمركية لانتزاع مكاسب، والدبلوماسية الحادة لإحلال السلام ليست صفقات بالمعنى التجاري التقليدي"، بل هي "دعوات لدفع الجزية من دول واقتصادات أضعف"، على حد وصفه. ويتجلى ذلك من خلال سباق ترامب نحو إحلال السلام هذا العام، بعد قوله إنه أنهى صراعا بين باكستان والهند، القوتين النوويتين، حول كشمير، وتوسط في اتفاق بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وساعد في إيقاف حرب كمبوديا وتايلاند، وأوقف حرباً بين أرمينيا وأذربيجان إضافة إلى تسوية جزء على الأقل من برنامج إيران النووي. ورأى الكاتب أن كل ما سبق سيشكل "حجة لمنح ترامب جائزة نوبل للسلام". وفي سياق قمة ألاسكا، كتب رافائيل بير مقالاً في صحيفة الغارديان، عنونه بـ"ابتلاع ترامب لأكاذيب بوتين يشكل تهديداً أكبر لأوكرانيا من القنابل". واستهل الكاتب مقاله بالقول إن ترامب وبوتين لديهما دوافع للتظاهر بأن مصير أوكرانيا يمكن حسمه من دون أي ممثل لها على طاولة المفاوضات، لكنه رأى أن ذلك "لا يجعله واقعاً فعلياً". وقال الكاتب إن استمرار القتال بعد 7 أشهر من تنصيب ترامب رئيساً لولاية ثانية، رغم وعده بإنهاء الحرب خلال أيام من عودته إلى البيت الأبيض، "يُمثّل توبيخاً لصورته كصانع صفقات رئيسي في العالم" على حد وصفه. أما بوتين الذي اعتقد ذات مرة أن الحرب يمكن أن تنتهي بسرعة، مع شنه غزواً في 2022 متوقعاً سقوط كييف خلال أسابيع، لكن الأمر لم يحصل. وقال إن على بوتين "الإيمان بحتمية هزيمة أوكرانيا، لأن أي سيناريو آخر- حتى وقف إطلاق النار الذي يسمح له بالاحتفاظ بأراضٍ استولى عليها حتى الآن - يترك المهمة التاريخية التي وضعها لنفسه غير متحققة". وأضاف أن بوتين "سيظل يحمل ضغينة انتقامية طالما أن زيلينسكي رئيس دولة حرة تمتلك الحق في تسليح نفسها ومتابعة سياسة مستقلة للاندماج مع الديمقراطيات الأوروبية الأخرى". ورأى الكاتب أن "أي حدود أو معاهدة تمنع الكرملين من إملاء التوجه الاستراتيجي على أوكرانيا تعتبر غير شرعية في نظر بوتين، لكن ذلك لن يمنعه من توقيع بعض الأوراق كإجراء تكتيكي". أما زيلينسكي الذي "تعافى بعد الإذلال الذي تعرض له في البيت الأبيض"، كسب بفضل، "دبلوماسية بارعة مدعومة من قادة الناتو"، إقراراً من ترامب بأن "الأمور قد تكون أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد سابقاً، وأن بوتين يميل إلى الهراء، وأن اهتمامه المزعوم بالسلام يتناقض مع حجم القنابل التي استمر في إلقائها على المدنيين الأوكرانيين" على حد تعبير الكاتب. وتأتي قمة ألاسكا، في وقت بدأ ترامب بتحديد مواعيد نهائية لوقف إطلاق النار وتهديد موسكو بفرض عقوبات. وحذر الكاتب من "إعجاب ترامب ببوتين ليجعل القمة ناجحة لصالح روسيا، فالأضرار ستحدث إذا خرج من المفاوضات وهو يكرر نقاط وضعتها موسكو"، مع خشية الحلفاء الأوروبيون لأوكرانيا من عرض ترامب اقتراحاً لوقف إطلاق النار "بشروط لا يمكن لزيلينسكي قبولها أبدًا - تقسيم غير عادل وغير قابل للتطبيق لبلاده وفق خطوط رسمها بوتين". "تعثر أوروبي" وفي وول ستريت جورنال كتبت الهيئة التحريرية للصحيفة الأمريكية مقالاً عنونه بـ"تعثر أوروبا في التجارة الحرة". وقالت الصحيفة أنه "نظراً لاستياء الأوروبيين من رسوم ترامب الجمركية، قد يظن البعض أنهم يستعرضون قوتهم الدبلوماسية لتوسيع التجارة الحرة في أي مكان آخر في العالم". وأشارت إلى أنه "بينما الاتحاد الأوروبي يُفاوض بِشدة على اتفاقية تجارية مع ترامب الشهر الماضي، أجهض التكتل اتفاقية التجارة الحرة مع مجموعة من دول أمريكا الجنوبية". ومن شأن الاتفاقية، التي جرى العمل عليها منذ سنوات، "توسيع التجارة" بين التكتل والأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي، على ما ذكرت الصحيفة. وبلغت قيمة صادرات هذه الدول إلى الاتحاد الأوروبي 56 مليار يورو في العام الماضي، بينما بلغ إجمالي صادرات التكتل إليها 55.2 مليار يورو، وفق المفوضية الأوروبية. لكن بروكسل جمدت الاتفاقية الشهر الماضي، وسط "معارضة شرسة" من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق الصحيفة التي قالت إن المزارعين الفرنسيين يشعرون بـ"القلق إزاء تزايد المنافسة من جانب الواردات الزراعية من أمريكا اللاتينية".

ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا التي اشترتها أمريكا من روسيا بنحو 7 ملايين دولار.. فما قصتها؟
ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا التي اشترتها أمريكا من روسيا بنحو 7 ملايين دولار.. فما قصتها؟

شفق نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • شفق نيوز

ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا التي اشترتها أمريكا من روسيا بنحو 7 ملايين دولار.. فما قصتها؟

يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد لقاء في ألاسكا يوم الجمعة المقبل، لبحث مستقبل الحرب في أوكرانيا. وأعلن ترامب عن الاجتماع المقرّر في 15 أغسطس/آب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يؤكّد المتحدث باسم الكرملين الموعد، مشيراً إلى أن اختيار ألاسكا "منطقي" نظراً لقربها النسبي من روسيا. وفي الواقع أن ولاية ألاسكا الأمريكية ليست فقط قريبة نسبياً من روسيا كما أشار المتحدث باسم الكرملين، بل كانت أرضاً روسية في يوم من الأيام. فما هي قصة ولاية ألاسكا؟ تحتفل ولاية ألاسكا الأمريكية في 18 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام بيوم ألاسكا، وهو اليوم الذي تحولت فيه تبعية هذا الإقليم من روسيا إلى الولايات المتحدة عام 1867، بعد أن اشترته واشنطن من روسيا مقابل 7.2 مليون دولار، وتقع ألاسكا في أقصى شمال غرب قارة أمريكا الشمالية، ويحدها من الشرق كندا التي تفصلها عن بقية الأراضي الأمريكية، ومن الشمال المحيط المتجمد الشمالي، فيما يحدها المحيط الهادئ من الجنوب والغرب. وتعد ألاسكا أكبر الولايات الأمريكية من حيث المساحة إذ تبلغ مساحتها حوالي 1.7 مليون كيلومتر مربع وتضم العديد من الجزر، منها بعض الجزر البركانية، غير أنها من أقل الولايات من حيث عدد السكان إذ يبلغ نحو 700 ألف نسمة. وتقول دائرة المعارف البريطانية إن البشر يعيشون في ألاسكا منذ 10 آلاف سنة قبل الميلاد، ففي ذلك الوقت، امتد جسر بري من سيبيريا إلى شرق ألاسكا، وتبع المهاجرون قطعان الحيوانات عبره. ومن بين مجموعات المهاجرين تلك، مازال الأثاباسكان والأليوت والإنويت ويوبيك وتلينغيت وهايدا يعيشون في ألاسكا. السيطرة الروسية في وقت مبكر من عام 1700، أشار السكان الأصليون في سيبيريا إلى وجود منطقة كبيرة من الأرض تقع شرقاً. وفي عام 1728، اكتشفت بعثة استكشافية بتكليف من قيصر روسيا بيتر الأول (بطرس الأكبر) بقيادة فيتوس بيرنغ، وهو ملاح دنماركي، أن الأرض الجديدة ليست مرتبطة بالبر الروسي، ولكن فشلت البعثة بسبب الضباب في تحديد موقع أمريكا الشمالية. وفي رحلة بيرنغ الثانية في عام 1741، شوهدت قمة جبل سانت إلياس، وأُرسل الرجال إلى الشاطئ. وعندما أُخذت فراء ثعالب البحر إلى روسيا فتح ذلك أبواب تجارة الفراء الغنية بين أوروبا وآسيا وساحل المحيط الهادئ في أمريكا الشمالية خلال القرن التالي. وتقول دائرة المعارف البريطانية إن الروس هم أول من أسسوا مستوطنة أوروبية عام 1784 في خليج ثري سينتس بالقرب من كودياك الحالية. ومع وصول تجار الفراء الروس، قُتل العديد من الأليوتيين على يد الوافدين الجدد أو أُنهكوا في العمل في صيد فقمات الفراء. ومات العديد من الأليوتين الآخرين بسبب الأمراض التي جلبها الروس. وفي القرن التاسع عشر، كان تجار الفراء البريطانيون والأمريكيون منافسين للروس، وقد تمت تسوية تلك المنافسة المريرة بين تجار الفراء في عام 1824 عندما أبرمت روسيا معاهدات منفصلة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وضعت حدوداً تجارية ولوائح تجارية. الاستحواذ الأمريكي كان الانقراض الوشيك لثعالب البحر والعواقب السياسية لحرب القرم (1853-1856) من العوامل التي أدت إلى أن تكون روسيا مستعدة لبيع ألاسكا للولايات المتحدة. وقاد وزير الخارجية الأمريكي ويليام سيوارد عملية شراء الأراضي، وتفاوض على معاهدة مع الروس. وبعد الكثير من المعارضة، وافق الكونغرس الأمريكي على عرض سيوارد الرسمي البالغ 7.2 مليون دولار، و في 18 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1867 تم رفع العلم الأمريكي في عاصمة ألاسكا حينئذ "سيتكا" (تحولت العاصمة لاحقاً إلى جونو). وتمت الإشارة في البداية إلى شراء ألاسكا باسم "حماقة سيوارد" من منتقدي الصفقة الذين كانوا مقتنعين أنه لم يكن بتلك الأرض ما تقدمه. وقد حكم ألاسكا في البداية قادة عسكريون من وزارة الحرب حتى عام 1877. وخلال تلك السنوات كان هناك القليل من التطور الداخلي، لكن مصنع تعليب السلمون الذي بُنيَ عام 1878 كان بداية لما أصبح أكبر صناعة للسلمون في العالم. وشهدت ألاسكا منذ أواخر القرن التاسع عشر بداية اكتشاف الذهب وازدهار الإقليم. في عام 1884، أعلن الكونغرس ألاسكا مقاطعة فيدرالية، وأُنشئت محاكم فيدرالية بها، وبدأ نظام مدرسي. في عام 1906، انتُخب أول ممثل لألاسكا في الكونغرس، وهو مندوب لم يكن له حق التصويت. وفي عام 1912 انتُخب أعضاء كونغرس إقليم ألاسكا. وفي عام 1946 صوت سكان ألاسكا لصالح أن تصبح مقاطعتهم ولاية أمريكية. وعقب موافقة الكونغرس على مشروع قانون ولاية ألاسكا في عام 1958 دخلت الولاية رسميا في الاتحاد في عام 1959 لتصبح الولاية رقم 49. النفط والغاز وأدت اكتشافات النفط والغاز الطبيعي في شبه جزيرة كيناي، والحفر البحري في كوك إنليت في الخمسينيات من القرن الماضي، إلى إنشاء صناعة احتلت المرتبة الأولى بحلول السبعينيات في إنتاج المعادن بالولاية. وتبدلت تماماً الأوضاع الاقتصادية في الولاية في عام 1968، عندما اكتشف حقل نفط شاسع تُقدر احتياطيات النفط فيه بنحو 13 مليار برميل، ويقع هذا الحقل في خليج برودو بمنطقة المنحدر الشمالي للولاية، على بعد أكثر من ألف كيلومتر عن مدينة أنكوريج، كبرى مدن ولاية آلاسكا. وسرعان ما أدر الحقل أرباحاً وفيرة، إذ بلغت العوائد التي جنتها الولاية في عام 1969 من تأجير الأراضي المحيطة بالحقل لشركات النفط 900 مليون دولار. وفي أعقاب اكتشاف حقل نفط خليج برودو وإنشاء خط أنابيب نقل النفط عبر ولاية ألاسكا، بات واضحاً أن اقتصاد الولاية سيشهد تحولاً نوعياً. لكن عندما أُنفقت عوائد الإيجارات بالكامل على البنية التحتية والخدمات، لم يلمس بعض السكان تحسناً كبيراً في الأوضاع الاقتصادية. كما أدرك جاي هاموند، حاكم الولاية المنتخب في عام 1974، أن إيرادات النفط ستنقطع لا محالة يوما ما. ولذا مضت إدارته في إنشاء صندوق ألاسكا الدائم في عام 1976 لادخار الأموال للأجيال القادمة من سكان ألاسكا. واتُفق على أن يوضع ربع ريع النفط بالولاية في صندوق الادخار العام، الذي فاقت قيمته الآن 65 مليار دولار. ويقول هاموند في كتابه 'مقترح حاكم الولاية: كيف يصلح نموذج ولاية آلاسكا في توزيع عوائد النفط على السكان للتطبيق في العراق وغيرها من البلدان الغنية بالنفط': "أردت أن يشعر سكان ألاسكا بأن هذه الموارد ملك لهم، لتشجيعهم على دعم الأساليب المستدامة في تطويرها والنأي عن النماذج غير المستدامة". وبعد مرور ست سنوات، طُبق برنامج "حصص أرباح الصندوق الدائم"، الذي يُوزع بمقتضاه جزء من أرباح الصندوق الدائم على السكان المقيمين في ألاسكا منذ ما لا يقل عن عام. ففي عام 1982، تلقى كل شخص في ألاسكا يستوفي الشروط اللازمة للحصول على حصة من أرباح الصندوق، 1000 دولار (ما يعادل 2,670 دولار في الوقت الحالي)، ومنذ ذلك الحين، أصبحت حصص الأرباح تحتسب سنوياً على أساس متوسط دخل الصندوق الدائم الخاضع للضريبة على مدى السنوات الخمس السابقة. ويرى مؤيدو البرنامج أنه يحفز سكان الولاية على منع هيمنة أصحاب المصالح الخاصة على الصندوق، ويقدم مزايا للجميع على السواء، وأنه بمثابة شبكة أمان اجتماعي لحماية محدودي الدخل من سكان الولاية. وفي عام 1984، أعد معهد الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية التابع لجامعة ألاسكا، تقريراً عن مشاعر سكان ألاسكا حيال الصندوق الدائم، وخلص التقرير إلى أن 60 في المئة من سكان ألاسكا يستحسنون الفكرة، بينما 29 في المئة منهم لديهم مشاعر مختلطة، و10 في المئة منهم يستهجنونها. وذكر التقرير أن سكان ألاسكا أنفقوا نحو 45 في المئة من حصص الأرباح الموزعة عليهم على الاحتياجات الأساسية من طعام وتدفئة وملبس وإيجار، وادخروا 20 في المئة منها، وأنفقوا 20 في المئة على الضرائب الفيدرالية، وخمسة في المئة لتسديد جزء من الديون، و10 في المئة على منتجات الرفاهية مثل رحلات الطيران. وانتهى التقرير إلى أن: "برنامج حصص أرباح الصندوق الدائم بات واحداً من أهم أسباب نمو مصادر الدخل الشخصي القابل للإنفاق (بعد اختصام الضرائب) منذ بداية الانتعاش الاقتصادي في عام 1980". وذكرت دراسة أجراها معهد الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية في عام 2016، أن برنامج حصص أرباح الصندوق الدائم أسهم في تخفيف حدة الفقر في ولاية ألاسكا، ولا سيما بين سكان ألاسكا الأصليين، إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدلات الفقر بين السكان الأصليين أعلى منها بين السكان غير الأصليين بولاية ألاسكا بمرتين ونصف. كما يساعد البرنامج في انتشال ما يتراوح بين 15 و25 ألف مواطن في ألاسكا من الفقر المدقع سنوياً. وتُوزع حصص أرباح الصندوق الدائم في مطلع أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، إذ تُضخ أموال في اقتصاد الولاية تسهم في إنعاشه حتى نوفمبر/تشرين الثاني. ويقول مايك غوردن، المالك السابق لحانة "تشيلكوت تشارليز" التاريخية بمدينة أنكوريدج: "هذه الأموال تعطينا دفعة تدوم لستة أسابيع أو شهر". وبالرغم من صعوبة احتساب التأثير الإجمالي للبرنامج، فإنه في عام 2018، وزعت حصص أرباح الصندوق التي فاقت المليار دولار، على 90 في المئة من سكان ألاسكا البالغ عددهم 740 ألف مواطن. ويذكر أن ألاسكا تقليدياً ولاية جمهورية عتيدة. وكان آخر ديمقراطي تم انتخابه لعضوية الكونغرس عن هذه الولاية في عام 1974 ولم يختر سكان ألاسكا مرشحاً ديمقراطياً للرئاسة منذ جيمي كارتر عام 1976. أبرز الحقائق عن ألاسكا BBC ألاسكا هي أكبر ولاية في الاتحاد (خمس مساحة الولايات المتحدة بأكملها وضعف حجم تكساس). ليس لدى مدينة جونو عاصمة الولاية طريق للوصول إلى باقي أنحاء الولاية، فهي العاصمة الوحيدة في الولايات المتحدة التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالقارب أو بالطائرة. تعد بحيرة هود في أنكوراج أكبر قاعدة للطائرات المائية وأكثرها ازدحاماً في العالم حيث تشهد أكثر من 800 عملية إقلاع وهبوط في اليوم. 17 من بين أعلى 20 قمة جبلية في الولايات المتحدة توجد في ألاسكا. في ألاسكا، هناك نحو دب واحد لكل 21 شخصاً. يوجد في ألاسكا أكثر من 100 بركان.

الذهب يزداد بريقاً مع انخفاض الدولار
الذهب يزداد بريقاً مع انخفاض الدولار

شفق نيوز

timeمنذ 10 ساعات

  • شفق نيوز

الذهب يزداد بريقاً مع انخفاض الدولار

شفق نيوز - بغداد / أربيل ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الأربعاء، بدعم من تراجع الدولار بعد صدور بيانات تضخم أمريكية معتدلة عززت التوقعات بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، بينما تترقب الأسواق القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة وروسيا هذا الأسبوع بشأن الحرب في أوكرانيا. وسجّل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 3,351.46 دولاراً للأوقية، بحلول الساعة الـ 02:39 بتوقيت غرينتش، كما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية تسليم ديسمبر بنسبة 0.1% إلى 3,401.60 دولار. ويأتي هذا الدعم للمعدن النفيس مع تراجع مؤشر الدولار، ما جعل الذهب والأصول المقومة بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى. البيت الأبيض أوضح أن قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ستكون بمثابة 'تمرين استماع للرئيس'، ما خفّض التوقعات بالتوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. البيانات الصادرة أمس أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بنسبة 0.2% في يوليو بعد زيادة 0.3% في يونيو، وعلى أساس سنوي ارتفع المؤشر بنسبة 2.7%، مما يعكس تباطؤ وتيرة التضخم. وينتظر المستثمرون في وقت لاحق من الأسبوع صدور بيانات أمريكية أخرى تشمل مؤشر أسعار المنتجين، ومطالبات البطالة الأسبوعية، ومبيعات التجزئة، بحثًا عن إشارات إضافية لاتجاه السياسة النقدية. وفي المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.7% إلى 38.14 دولاراً للأوقية، وصعد البلاتين 0.4% إلى 1,341.80 دولاراً، كما زاد البلاديوم 0.3% ليصل إلى 1,132.89 دولاراً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store