logo
أذربيجان تعزز تحالفها مع الكيان الإسرائيلي عبر اتفاقية للتنقيب عن النفط

أذربيجان تعزز تحالفها مع الكيان الإسرائيلي عبر اتفاقية للتنقيب عن النفط

المنار١٩-٠٣-٢٠٢٥

يظل التغير المستمر هو الثابت الوحيد في هذا العالم، إذ أدخل النظام العالمي القائم، بسياساته المعقدة، العالم في حالة من الفوضى، وأرسى قواعد هيمنت عليها الكتل الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو.
وفي خضم التوترات الدولية المتصاعدة، برزت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كعامل رئيسي في إعادة تشكيل المنطقة وفقًا لمصالح الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، التي لم تتردد في تجاوز القوانين والأعراف الدولية، بما فيها المعاهدات والاتفاقيات، في سعيها لرسم خريطة جديدة تتماشى مع المشروع الأمريكي المعروف بـ 'الشرق الأوسط الجديد'.
وبينما لا تزال المنطقة تعيش على وقع الأزمات، أبرمت أذربيجان اتفاقية مع الكيان الإسرائيلي للتنقيب عن الغاز يوم الاثنين الماضي، خلال لقاء جمع وزير الاقتصاد الأذربيجاني ميخائيل جاباروف ونظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، بعد تأجيلها سابقًا بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية أن ائتلافًا يضم شركة 'سوكار' الأذربيجانية، و'بي بي' البريطانية، و'نيو ميد إنيرجي' الإسرائيلية، حصل على حقوق التنقيب في المناطق البحرية المحتلة بفلسطين. وستكون أمام هذه الشركات مهلة تمتد لثلاث سنوات لإجراء المسح السيزمي بهدف تحديد إمكانات وجود احتياطيات من الغاز.
وبحسب تقرير نشره موقع 'كاليبر دوت إيه زد'، فقد احتلت إسرائيل المرتبة السادسة بين أكبر مستوردي النفط من أذربيجان عام 2022، بإجمالي واردات بلغت 713 مليون دولار، وفق بيانات اللجنة الوطنية للجمارك.
تحالف استراتيجي متنامٍ
تعكس هذه الاتفاقية جهود إسرائيل المستمرة لتعزيز علاقتها مع أذربيجان، التي ترى فيها شريكًا مهمًا في مواجهة إيران المجاورة، إذ يعتمد الطرفان على بعضهما البعض في مجالات الطاقة والتعاون العسكري.
العلاقات بين البلدين ليست وليدة اللحظة، بل شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، خاصة في الجوانب العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية. فقد لعبت إسرائيل دورًا رئيسيًا في دعم القدرات الدفاعية لأذربيجان، وهو ما انعكس بشكل واضح خلال نزاعها مع أرمينيا.
في أعقاب حرب كاراباخ الثانية عام 2020، خرج الأذريون إلى شوارع باكو رافعين الأعلام الأذربيجانية والإسرائيلية، احتفالًا بالنصر على أرمينيا في 10 نوفمبر 2020، في مشهد يعكس عمق العلاقات بين الطرفين.
ومن المؤشرات اللافتة على هذا التقارب، مدينة 'شيتل'، التي تقع على بُعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من العاصمة باكو، وتُعرف بأنها واحدة من أكبر المجتمعات اليهودية خارج إسرائيل والولايات المتحدة، حيث يقطنها حوالي 4000 شخص، ويُطلق عليها أحيانًا 'القدس القوقازية'.
تعاون عسكري واستراتيجي متزايد
على مدى السنوات الماضية، توسع التعاون العسكري بين أذربيجان والكيان الإسرائيلي ليشمل مجالات الدفاع والتكنولوجيا والصناعة العسكرية. وأصبحت أذربيجان ثاني أكبر مستورد للأسلحة الإسرائيلية عام 2019، إذ اعتمدت بشكل أساسي على شركات دفاع إسرائيلية مثل 'إلبيت'، و'آي دي إس'، و'رافائيل'، مما منحها تفوقًا عسكريًا على أرمينيا، وأسهم في حسم حرب كاراباخ لصالحها عام 2020.
لم يقتصر التعاون على الأسلحة التقليدية، بل شمل أيضًا بناء سفن مزودة بصواريخ بمدى 25 كم، وتطوير أنظمة ملاحة حديثة لقوات خفر السواحل الأذربيجانية.
مخاوف من مشروع 'القرى الذكية'
عقب استعادة أذربيجان السيطرة على مناطق ناغورنو كاراباخ عام 2020، سمحت لإسرائيل بتنفيذ مشاريع إعادة إعمار تحت مسمى 'القرى الذكية'، التي تعتمد على تقنيات متطورة مثل الإنترنت فائق السرعة، والخدمات الصحية الإلكترونية، والطاقة المتجددة، والتعليم الرقمي.
إلا أن إيران تنظر إلى هذه المشاريع بعين الريبة، معتبرةً أنها تعزز النفوذ الإسرائيلي في القوقاز، وتعيد تشكيل ميزان القوى الإقليمي لصالح تل أبيب.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة 'هآرتس' عن تحقيق استقصائي يُظهر أن إسرائيل باعت لأذربيجان معدات عسكرية بمليارات الدولارات مقابل النفط، كما وفرت لها قاعدة استخباراتية متقدمة بالقرب من الحدود الإيرانية. ووفقًا لمصادر استخباراتية، يُعتقد أن جهاز 'الموساد' الإسرائيلي يستخدم الأراضي الأذربيجانية لمراقبة إيران، وربما كان لها دور في عمليات تهريب الأرشيف النووي الإيراني إلى تل أبيب.
تداعيات إقليمية خطيرة
يثير التحالف الأذربيجاني – الإسرائيلي قلق إيران، التي ترى في هذا التقارب تهديدًا مباشرًا لأمنها الإقليمي. كما أن مشروع 'القرى الذكية' يثير المخاوف من إمكانية استخدامه كمنصة لعمليات استخباراتية وهجمات سيبرانية تستهدف إيران.
في النهاية، يبدو أن التحالف بين أذربيجان والكيان الإسرائيلي يندرج ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة ترتيب المنطقة بما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية، من خلال استخدام أدوات القوة الناعمة، وخلق توترات داخلية، وإبقاء الدول العربية والإسلامية تحت الضغط السياسي والأمني المستمر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يدافع عن قراره منع جامعة هارفرد من قبول طلاب أجانب
ترامب يدافع عن قراره منع جامعة هارفرد من قبول طلاب أجانب

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

ترامب يدافع عن قراره منع جامعة هارفرد من قبول طلاب أجانب

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن قرار إدارته منع الطلاب الأجانب من التسجل في جامعة هارفرد، في إجراء وصفته الجامعة المرموقة بأنه غير دستوري وعلّقت قاضية تنفيذه. وقال ترامب على منصته تروث سوشال "لم لا تقول جامعة هارفرد إن نحو 31% من طلابها يأتون من دول أجنبية، فيما هذه الدول، وبعضها ليس صديقاً للولايات المتحدة على الإطلاق، لا تدفع شيئاً مقابل تعليم طلابها، ولا تنوي أن تفعل ذلك". وأضاف: "نريد أن نعرف من هم هؤلاء الطلاب الدوليون، وهو طلب معقول بما أننا نعطي هارفرد مليارات الدولارات، لكن هارفرد ليست شفافة تماماً"، داعياً الجامعة إلى "الكف عن طلب" المال من الحكومة الفدرالية. وأعلنت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم الخميس إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب في جامعة هارفرد. لكنّ القاضية أليسون باروز في ماساتشوستس علّقت القرار الجمعة بعدما رفعت الجامعة دعوى قضائية ضده في وقت مبكر من صباح اليوم نفسه. ولا يخفي ترامب غضبه إزاء جامعة هارفرد التي تخرج منها 162 من حائزي جائزة نوبل، وذلك لرفضها طلبه الخضوع للرقابة على القبول والتوظيف بعدما اتهمها بأنها معقل لمعاداة السامية و"أيديولوجيا اليقظة" (ووك). وكانت الحكومة الأميركية ألغت منحاً مخصصة للجامعة بقيمة أكثر من ملياري دولار، ما أدى إلى توقف بعض برامج البحوث. وبحسب موقعها الإلكتروني، تستقبل جامعة هارفرد المصنفة بين أفضل الجامعات في العالم، حوالى 6700 "طالب دولي" هذا العام، أو 27% من عدد الطلاب الإجمالي. وتفرض على طلابها عشرات الآلاف من الدولارات سنويا كرسوم دراسية.

ماليزيا تنتقد "المعايير المزدوجة" بشأن الفظائع في غزة
ماليزيا تنتقد "المعايير المزدوجة" بشأن الفظائع في غزة

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

ماليزيا تنتقد "المعايير المزدوجة" بشأن الفظائع في غزة

من غزة (ا ف ب) ندد وزير خارجية ماليزيا محمد حسن الأحد بـ"الفظائع" التي ترتكب في غزة، قائلا إنها تعكس حالة "اللامبالاة وازدواجية المعايير" تجاه معاناة الشعب الفلسطيني. وقال وزير الخارجية الماليزي لنظرائه من رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان": "إنها نتيجة مباشرة لتآكل حرمة القانون الدولي". وتأتي تصريحاته قبيل قمة "آسيان" المقررة الاثنين في كوالالمبور، في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل هجماتها في قطاع غزة هذا الشهر. وأثار القصف الاسرائيلي انتقادات دولية حادة ترافقت مع دعوات للسماح بدخول المزيد من المساعدات، بعد أن خففت إسرائيل جزئيا فقط الحصار الشامل الذي تفرضه على سكان غزة منذ 2 آذار/مارس. وقال وزير الخارجية الماليزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لرابطة "آسيان" إن "الفظائع التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني تعكس بشكل متواصل اللامبالاة وازدواجية المعايير". أضاف أن "آسيان لا يمكن أن تظل ملتزمة الصمت". وكان وزراء خارجية الدول العشر الأعضاء في الرابطة قد أكدوا في شباط/فبراير "دعمهم الراسخ" للحقوق الفلسطينية. ولا تملك ماليزيا ذات الغالبية المسلمة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كما أن العديد من سكانها يدعمون الفلسطينيين. وقدمت كوالالمبور تبرعات ومساعدات إنسانية بلغت قيمتها أكثر من 10 ملايين دولار للفلسطينيين في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1218 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى الأرقام الرسمية. كما تم خلال الهجوم خطف 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 قالت إسرائيل إنهم قضوا. ومنذ بدء الحرب، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 53,901، غالبيتهم مدنيون نساء وأطفال، وبينهم 3,747 قتيلا على الأقل منذ استئناف إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية في 18 آذار/مارس بعد هدنة هشة استمرت لشهرين، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها السبت وزارة الصحة التي تديرها "حماس".

روسيا تُسجّل ثالث أعلى فائض تجاري على مستوى العالم
روسيا تُسجّل ثالث أعلى فائض تجاري على مستوى العالم

بيروت نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • بيروت نيوز

روسيا تُسجّل ثالث أعلى فائض تجاري على مستوى العالم

Hثبتت روسيا أنها أصبحت ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الفائض التجاري، في حين لا تزال الصين تتلقى أكبر دخل صاف من التجارة، وذلك وفقاً للبيانات الصادرة عن الخدمات الإحصائية الوطنية لـ91 دولة رئيسية، وتحليل اقتصادي أجرته وكالة 'سبوتنيك' للبيانات الصادرة عن الخدمات الإحصائية الوطنية. وكانت الصين أكبر الرابحين من التجارة العام الماضي، إذ بلغ الفائض التجاري لها 991 مليار دولار. وفي المرتبة التالية، كما في العام السابق، تأتي ألمانيا بإيرادات تجارية صافية بلغت 258 مليار دولار. وتحتل روسيا المركز الثالث، بفائض تجاري قدره 151 مليار دولار، لتتقدم أربعة مراكز نتيجة لذلك. وتضم المراكز الخمسة الأولى أيضاً أيرلندا، التي تراجعت من المركز الثالث إلى المركز الخامس بفائض بلغ 98 مليار دولار، وهولندا، التي سجلت فائضاً قدره 89 مليار دولار وصعدت ثلاثة مراكز. (الميادين)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store