
الملك يُذكّرنا باتجاهات بوصلتنا الوطنية
جردة حساباتنا الأردنية في العامين المنصرفين، بعد 7 أكتوبر، يجب أن تُفهم في سياق واضح وصحيح؛ الأردن أول دولة، وأكثر دولة، حذرت من الحرب وتداعياتها، وقدمت كل ما تستطيع، سياسياً وإنسانياً، لمساعدة أهلنا في غزة، كنا ندرك أن ما نفعله يصطدم بجدران كثيرة، وأن ما نقدمه لا يكفي، فكرة الإنزالات الجوية، مثلا، بدأناها منذ الأيام الأولى للحرب لكي نكسر الحصار، ونفتح أبواب الأمل أمام العالم لكي ينضم إلينا لنتوسع في جهود الإغاثة والإسناد.. وقد حصل.
على جبهة تفكك الرواية الصهيونية، واختراق جبهات الداعمين للحرب والمؤازرين لإسرائيل، خاض الأردن، بقيادة الملك، معارك سياسية ودبلوماسية صعبة وطويلة، كيف تحولت بريطانيا (وعد بالفور) إلى مؤازر لإقامة دولة فلسطينية؟ كيف تخلت ألمانيا عن دعمها الثقيل لإسرائيل بداية الحرب؟ (كان نتنياهو يقول :تحميني ألمانيا في أوروبا) كيف قادت فرنسا (ماكرون) مبادرة حل الدولتين؟ كيف قرر الاتحاد الأوروبي مراجعة اتفاقية شراكته مع اسرائيل؟ بصدق وبدون مبالغة، كان الملك حاضراً وبقوة في المشهد، وكان الأردن يقود بصمت جهداً عربياً ودولياً لوضع حدّ للحرب، وإخراج المنطقة من الجنون الذي وضعها فيه المتطرفون في إسرائيل.
في هذا السياق، الملك كان الزعيم العربي الوحيد الذي قابل الرئيس الأمريكي ترامب، وحسم أمامه موضوع التهجير بلاء كبيرة، الملك كان أول زعيم عربي يلتقي المستشار الألماني (ميرتس) قبل أن يصل للحكم وبعد أن وصل، لم تتوقف جولات الملك في معظم دول أوروبا والعالم، تحدث أمام البرلمان الأوروبي بخطاب تاريخي أيقظ ضمائر الأوروبيين، كان في كل لقاءاته يحمل المصالح الأردنية ومصالح الأشقاء الفلسطينيين وقضايا المنطقة، وهو أقدر من يُعبّر عنها، وأصدق من يمثلها أمام العالم.
في لحظة تاريخية فارقة، يدرك الأردن، تماماً، حجم التحولات التي جرت، وربما ستجري، لاحقاً، في المنطقة، صحيح عين تل أبيب على الضفة الغربية، الأردن لا يخاف، ولديه كل الإمكانيات للدفاع نفسه، وحماية أمنه ومصالحه، الرسائل الأردنية في هذا الصدد وصلت لكل الأطراف، وقوبلت بما يلزم من فهم واعتراف وتقدير .
نحن في الأردن يجب، أيضا، أن نفهم ما يدور حولنا، ونتعامل معه بمنتهى الحكمة والعقلانية والهدوء، لا وصايات على الحريات وحق الناس في التعبير والتعاطف مع أهل غزة، لا تحجيم ولا تجريم لمن يقول كلمة الخير، لكن لا يجوز أن نطعن بلدنا ونضعه في دوامة الاتهامات والتشكيك، جبهتنا الداخلية ووحدتنا هما الجدار الذي تتكسر عليه أي محاولة لاستهدافنا، غزة في ضمير الأردنيين، ويجب أن توحدنا على عنوان قوة الأردن ومنعته، باعتبارهما الداعم الأساسي للأهل هناك ولكل أشقائنا، لا يوجد أي منطق يقبل أن تتعطل الدولة واقتصادها، تحت ذريعة الإحساس بحجم معاناة الأشقاء في غزة، لقد قدمنا لفلسطين ما لم يقدمة غيرنا، لا ننتظر شكراً من أحد، ولا نقبل أن يزاود علينا أحد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 12 دقائق
- رؤيا نيوز
العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للعين والوزير الأسبق الخريشا بالشفاء العاجل
قام رئيس الديوان الملكي الهاشمي، يوسف حسن العيسوي، اليوم السبت، بزيارة العين والوزير الأسبق جمال حديثة الخريشا، الذي يرقد على سرير الشفاء إثر وعكة صحية ألمّت به. وخلال الزيارة، نقل العيسوي تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وتمنياتهما لمعاليه بالشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية، راجيًا له تمام التعافي.


رؤيا نيوز
منذ 39 دقائق
- رؤيا نيوز
حما.س ترد على ويتكوف: لن نتخلى عن السلاح قبل إقامة الدولة الفلسطينية
نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف التي قال فيها إن حماس أبدت استعدادها للتخلي عن سلاحها. وأكدت الحركة 'أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائما، وقد أقرّته المواثيق والأعراف الدولية'. وقالت إنه 'لا يمكن التخلي عنهما إلا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس'. كان ويتكوف، قال في وقت سابق إن حركة حماس منفتحة على التخلي عن سلاحها، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ملتزم بإنهاء الحرب. وفق وسائل إعلام إسرائيلية. وتابع ويتكوف أن: 'الخطة هي إنهاء الحرب، ويجب تغيير مسار التفاوض إلى مبدأ الكل أو لا شيء'.


الرأي
منذ 42 دقائق
- الرأي
"المقاولين" تطلق حملة لدعم غزة
أطلقت نقابة المقاولين الأردنيين، بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية ولجنة دعم الصمود في النقابة، حملة تبرعات نقدية موجهة لدعم الأشقاء في قطاع غزة، الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية كارثية جراء العدوان المتواصل والحصار المستمر، وسط تفاقم معاناة الأطفال الذين يواجهون الجوع وسوء التغذية في ظل انقطاع المساعدات ونقص الغذاء والدواء. وشهدت الحملة في ساعاتها الأولى إقبالًا واسعًا، حيث بلغت قيمة التبرعات خلال أول ساعتين ما يزيد على 45 ألف دينار، ما يعكس حرص المقاولين الأردنيين على أداء دورهم الإنساني والوطني، واستجابتهم السريعة للوقوف إلى جانب أهل غزة، لا سيما أطفال غزة الجوعى، رغم التحديات الاقتصادية التي يمر بها القطاع. وسيعاد فتح البث المباشر عبر صفحة النقابة على "فيسبوك" واستكمال الحملة يوم غد الأحد من الساعة الثانية وحتى الساعة الرابعة بعد الظهر، لإتاحة الفرصة أمام المتبرعين للمشاركة في أجواء الحملة وتقديم دعمهم عبر المنصات الإلكترونية. وأطلقت الحملة بحضور نقيب المقاولين فؤاد الدويري، ونائب النقيب معروف الغنانيم، وأعضاء المجلس: غسان المرايات، ومحمد الجعار، وصخر الكلوب، وحسام النمروطي، وفوزي الكوز، وموظفي النقابة، وعدد من أعضاء الفروع في المحافظات، وجمع من منتسبي النقابة. وأكد نقيب المقاولين فؤاد الدويري أن الحملة تأتي من منطلق الواجب الوطني والمهني والإنساني، مشددًا على أن "الشعب الأردني سباق دومًا للوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، رغم ما يمر به المقاولون من ظروف اقتصادية صعبة". وأضاف: "ما يجري في غزة يتطلب منا جميعًا الوقوف صفًا واحدًا لدعمهم، فكل مساهمة، مهما كانت بسيطة، قد تنقذ حياة إنسان أو تعيد الأمل لعائلة منكوبة، وخاصة الأطفال الذين يموت بعضهم جوعًا في مشاهد مؤلمة تهز الضمير الإنساني". وأوضح الدويري أنه تم تمديد موعد الحملة التي أقيمت في مقر النقابة ليوم غد الأحد الموافق 3 آب 2025، وذلك لإتاحة الوقت الكافي للمقاولين وأعضاء النقابة والقطاعات الشريكة والمواطنين لتنظيم مشاركتهم وتقديم تبرعاتهم، بما يضمن أوسع مشاركة ممكنة في هذه المبادرة التضامنية. وثمن الدويري موقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الداعم الدائم لفلسطين، مشيدًا بتحركاته السياسية والإنسانية التي تمثل قدوةً لكل الأردنيين في التمسك بعدالة القضية الفلسطينية ومساندة أهل غزة في وجه العدوان، خاصة في ظل ما يعانيه الأطفال من جوع وانعدام مقومات الحياة الأساسية. ودعا الدويري جميع أعضاء النقابة والقطاعات المهنية المختلفة والمواطنين للمبادرة بالتبرع، مؤكدًا أن هذه الحملة تمثل رسالة تضامن من الأردن إلى غزة، ورسالة وفاء لمن يقفون بصمودٍ في وجه آلة الاحتلال. وأشاد الدويري بالدور الكبير الذي تقوم به الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في إيصال التبرعات والمساعدات الإنسانية إلى مستحقيها داخل قطاع غزة بكفاءة وشفافية، مؤكدًا أن جميع التبرعات تحول بالكامل إلى المحتاجين دون أي اقتطاع أو رسوم. من جهته، قال نائب نقيب المقاولين معروف الغنانيم: "ما يتعرض له أهلنا في غزة من تجويع متعمد وجرائم حرب وفظائع إنسانية يتجاوز كل حدود الضمير"، مشيرًا إلى أن "النشامى الأردنيين حاضرون دومًا، وقد أثبتوا في كل الأزمات أنهم أوفياء للقضية الفلسطينية ومدافعون عن الحق والعدالة". وأضاف الغنانيم أن هذه الحملة تجسد استمرار الدور الأردني، الرسمي والشعبي، في الوقوف إلى جانب الأشقاء في فلسطين، ومواصلة أداء الرسالة التاريخية في دعم صمودهم، انسجامًا مع مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، والموقف الوطني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ولا سيما في ظل تفاقم مآسي الأطفال الذين يواجهون الجوع والموت تحت الحصار والعدوان.