logo
بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟

بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟

الجزيرة٠٨-٠٥-٢٠٢٥

وافقت الأيام القليلة الماضية مرور 80 عامًا على مقتل الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني في قرية إيطالية قُبيل نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945. واليوم التالي، تم التمثيل بجثته علنًا في ميلانو.
وبالنظر إلى حجم فظائع أدولف هتلر ، فإن صورتنا عن الفاشية اليوم قد تشكلت إلى حد كبير بفعل النازية. ومع ذلك، سبق موسوليني هتلر. وكان "إل دوتشي" (Il Duce) -اللقب الذي عُرف به موسوليني ويعني "الزعيم")- هو ملهم هتلر، كما يقول ماثيو شارب الأستاذ المشارك في الفلسفة بالجامعة الكاثوليكية الأسترالية.
وفي مقاله بموقع ذا كونفيرذيشن، كتب شارب قائلا إنه بينما يناقش المعلقون والمدونون والعلماء ما إذا كانت حكومات اليمين الأميركي والأوروبي يمكن أن توصف بالاستبدادية، يمكننا أن نتعلم من مسيرة إل دوتشي كيف تفشل الديمقراطيات وكيف يرسخ الطغاة الحكم الاستبدادي.
سنوات موسوليني الأولى
نشأ مصطلح "فاشي" نفسه في وقت قريب من تأسيس موسوليني عام 1914 لـ"فاشي داكسيون ريفولوتسيوناريا" (Fasci d'Azione Rivoluzionaria – حِزَم العمل الثوري) وهي جماعة عسكرية تروج لدخول إيطاليا في الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
ونشأ موسوليني في عائلة يسارية. وقبل الحرب العالمية الأولى، قام بتحرير الصحف الاشتراكية والكتابة فيها. ومع ذلك، ومنذ وقت مبكر، انجذب هذا الشاب المتمرد أيضًا إلى مفكرين مناهضين للديمقراطية بشكل جذري مثل فريدريش نيتشه، وجورج سوريل، وفيلفريدو باريتو.
وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى ، انفصل موسوليني عن الاشتراكيين الذين عارضوا تورط إيطاليا في الصراع. ومثل هتلر، قاتل في الحرب. واعتبر موسوليني تجربته في الخطوط الأمامية أساسية لأفكاره المستقبلية حول الفاشية. وقادته تجربته الحربية إلى تصور جعل إيطاليا عظيمة مرة أخرى، وقوة إمبراطورية جديرة بتراث روما القديمة.
وفي مارس/آذار 1919، شكل موسوليني "فاشي إيتالياني دي كومباتيمنتو" (Fasci Italiani di Combattimento – الحِزَم الإيطالية للقتال) في ميلانو. وجمعت هذه المجموعة تشكيلة متنوعة من قدامى المحاربين المهتمين في المقام الأول بمحاربة الاشتراكيين والشيوعيين. وتم تنظيمهم في "سكوادريستي" (Squadristi – فرق) -التي ستُعرف لاحقًا بقمصانهم السوداء وعنفهم- وقد أجبروا العديد من أهدافهم على شرب زيت الخروع.
ولكن النجاح السياسي لمُثُل موسوليني الفاشية لم يكن فوريًا ولا حتميًا. ففي الانتخابات الإيطالية عام 1919، حصل موسوليني على عدد قليل جدًا من الأصوات، حتى أن الشيوعيين نظموا مسيرة جنازة وهمية خارج منزله احتفالًا بموته السياسي.
الصعود إلى السلطة والزحف على روما
أصبحت الفاشية جزءًا من الحياة السياسية الوطنية عام 1920-1921، في أعقاب موجات من الإضرابات الصناعية والزراعية واحتلال العمال للأراضي والمصانع.
ونتيجة لذلك، لجأت النخب الريفية والصناعية إلى الـ"سكوادريستي" الفاشية لكسر الإضرابات ومحاربة منظمات العمال. كما قلبت الفرق الفاشية نتائج الانتخابات الديمقراطية في بولونيا وكريمونا، ومنعت المرشحين اليساريين من تولي مناصبهم.
وزاد رصيد موسوليني السياسي، بشكل ملحوظ، بفعل هذا العنف. ودُعي للانضمام إلى حكومة رئيس الوزراء إيفانو بونومي الأولى في يوليو/تموز 1921.
وفي أكتوبر/تشرين الأول التالي، احتل الفاشيون مدينتي بولسانو وترينتو. وكان الليبراليون والاشتراكيون والملكية الإيطالية مترددين في مواجهة هذه الاستفزازات، مما سمح لموسوليني باغتنام اللحظة. وبحشد الفرق الفاشية، أمر بـ"الزحف الشهير على روما" أواخر أكتوبر/تشرين الأول 1922 للمطالبة بتعيينه رئيسًا للوزراء.
وتشير جميع الأدلة إلى أنه لو تدخلت الحكومة، لكان الزحف على روما قد تفرق. لقد كان عملاً مسرحيًا سياسيًا جريئًا. ومع ذلك، خوفًا من الحرب الأهلية -ومن الشيوعيين أكثر من أصحاب القمصان السوداء- رضخ الملك فيكتور إيمانويل الثالث دون إطلاق رصاصة واحدة.
وتم تعيين موسوليني زعيمًا لحكومة جديدة في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1922.
ترسيخ الدكتاتورية
مثل هتلر (عام 1933) بدأ حكم موسوليني رئيسا لحكومة ائتلافية تضم أحزابًا غير فاشية. ولكن، مع وجود قوى الدولة القمعية الآن تحت تصرفه، استغل موسوليني الانقسام بين خصومه وعزز سلطته تدريجيًا.
وعام 1923، تم استهداف الحزب الشيوعي باعتقالات جماعية، وتم وضع الفرق الفاشية تحت سيطرة الدولة الرسمية كقوة شبه عسكرية. وبدأ موسوليني استخدام سلطات الدولة لمراقبة جميع الأحزاب السياسية غير الفاشية.
وفي الانتخابات العامة عام 1924، ومع وجود المليشيات الفاشية التي تهدد مراكز الاقتراع، فاز إل دوتشي بنسبة 65% من الأصوات.
وفي يونيو/حزيران، تم اختطاف الزعيم الاشتراكي جياكومو ماتيوتي وقتله على يد أصحاب القمصان السوداء. وعندما أشارت التحقيقات إلى مسؤولية موسوليني، نفى في البداية أي علم بالقتل. ولكن بعد أشهر، اعترف موسوليني بفخر بمسؤوليته عن الفعل، محتفلاً بوحشية الفاشيين. ولم يواجه أي عواقب قانونية أو سياسية.
وجاء المسمار الأخير في نعش ديمقراطية إيطاليا الواهنة أواخر عام 1926. وفي أعقاب محاولة اغتيال خدشت أنف موسوليني (ارتدى ضمادة لبعض الوقت بعد ذلك) حظر موسوليني بشكل قاطع كل المعارضة السياسية.
"الشر الأهون"
بعد وفاته في أبريل/نيسان 1945، غالبًا ما تم تصوير دكتاتورية موسوليني على أنها "دكتاتورية مخففة" أي "شر أهون" مقارنة بالنازية أو روسيا الستالينية. وهذه السردية، التي عززتها الجرائم الألمانية ضد الإيطاليين الأشهر الأخيرة من الحرب، تم تبنيها بشكل مفهوم من قبل العديد من الإيطاليين.
ومع ذلك، كان نظام موسوليني هو أول من يروج لنفسه على أنه شمولي (توتاليتاري). ومن خلال تنصيب نفسه "رجل القدر" ادعى موسوليني أن الفاشية تجسد "التجديد الروحي" للشعب الإيطالي.
وتطلب هدفه في جعل إيطاليا قوة مرة أخرى سيطرة كاملة على الدولة. وتصف "عقيدة الفاشية" التي وضعها عام 1932 الحاجة إلى "ممارسة السلطة والقيادة" لجميع المؤسسات الإدارية والشرطية والقضائية. وشمل ذلك رقابة الصحافة والمؤسسات التعليمية.
وبينما صور الفاشية على أنها حركة "شعبوية" قام موسوليني أيضًا بإغلاق النقابات العمالية المستقلة، وأنقذ البنوك الكبرى، ومنع الحق في الإضراب. ونتيجة لذلك، اتسع التفاوت الاقتصادي بين الإيطاليين بالفعل تحت حكمه.
كما سعى موسوليني وراء حلم إمبريالي بغزو إثيوبيا. ومتحديًا الاتفاقيات الدولية، استخدمت قوات إل دوتشي الأسلحة الكيميائية والإعدامات بإجراءات موجزة لقمع أعمال المقاومة. ويقدر العلماء أن أكثر من 700 ألف إثيوبي قتلوا على يد الغزاة، مع إجبار حوالي 35 ألفًا على دخول معسكرات الاعتقال.
وأدار فاشيو موسوليني أكثر من 30 معسكر اعتقال من 1926 إلى 1945، كلها تقريبًا خارج البلاد. ومات ما بين 50 و70 ألف ليبي وحدهم في المعسكرات التي أقيمت تحت نظام إيطاليا الاستعماري الوحشي من 1929 إلى 1934. ومات عدد أكبر بكثير من خلال الإعدامات والمجاعة والتطهير العرقي.
وعندما زار ليبيا زعيمُ "إس إس" (SS) -وهي منظمة شبه عسكرية نازية- سيئ السمعة هاينريش هيملر عام 1939، اعتبر المستعمرة الإيطالية نموذجًا ناجحًا يحتذى به.
وبعد أن ساعدت قوات موسوليني في غزوات المحور (دول المحور في الحرب العالمية الثانية) ليوغسلافيا وألبانيا وروسيا في الحرب العالمية الثانية ، تم اعتقال أكثر من 80 ألف سجين آخر بالمعسكرات. وفي معسكر جزيرة راب الكرواتية، توفي أكثر من 3 آلاف سجين في ظروف غير إنسانية بشكل صارخ عام 1942-1943، بمعدل وفيات أعلى من معسكر بوخنفالد النازي.
ومنذ أواخر عام 1943، شارك الفاشيون الإيطاليون أيضًا في اعتقال أكثر من 7 آلاف يهودي إيطالي لنقلهم إلى أوشفيتز (معسكر إبادة نازي). وقُتلوا جميعًا تقريبًا.
وبعد الحرب، حتى مع موت إل دوتشي، لم يواجه سوى عدد قليل من الجناة العدالة على هذه الفظائع.
دروس للديمقراطيات بعد 80 عامًا
إن وصمة العار للجرائم المرتبطة بكلمة "فاشية" عنت أن قلة قليلة من الناس اليوم يتبنون هذا الشعار، حتى أولئك المنجذبين إلى نفس أنواع السياسات الاستبدادية والقومية العرقية.
وقد يبدو موسوليني، أكثر حتى من هتلر، أحمق منفوخًا، بزيه العسكري، وإيماءاته المسرحية، وذكوريته المفرطة المصطنعة، وفكه الفولاذي المسجل كعلامة تجارية.
ومع ذلك، فإن أحد دروس مسيرة موسوليني أن مثل هؤلاء المغامرين السياسيين ليسوا أقوياء إلا بقدر ما تسمح به المعارضة الديمقراطية، وإن الفشل في أخذهم على محمل الجد هو تمكين لنجاحهم.
ودفع موسوليني حظه مرارًا وتكرارًا بين عامي 1920 و1926. كما يُظهر المسلسل التلفزيوني الرائع الأخير عن صعوده "موسوليني ابن القرن" (Mussolini, Figlio del Seculo) -مرارًا وتكرارًا- فشل المعارضة في معارضة هجمات الفاشيين على الأعراف والمؤسسات الديمقراطية بشكل متضافر، ثم كان الأوان قد فات.
وتسقط الديمقراطيات في الغالب بمرور الوقت، بألف جرح وتحول في معايير ما يعتبر "طبيعيًا". وعلاوة على ذلك، تعتمد الفاشية، بدرجة ليست بالقليلة، على الخداع السياسي الوقح، بما في ذلك الاستعداد لإخفاء نواياها الأكثر راديكالية.
ويتراكم "الرجال الأقوياء" الفاشيون مثل موسوليني السلطة بفضل عدم قدرة الناس على تصديق أن توحش الحياة السياسية، بما في ذلك العنف المفتوح ضد المعارضين، يمكن أن يحدث في مجتمعاتهم.
وهناك درس أخير ومقلق لمسيرة موسوليني. فقد كان إل دوتشي داعية ماهرًا صور نفسه على أنه يقود ثورة شعبية لاستعادة القيم المحترمة. وتمكن من كسب دعم شعبي واسع النطاق، بما في ذلك بين النخب، حتى وهو يدمر الديمقراطية الإيطالية.
ومع ذلك، لو حاولت الملكية والجيش والأحزاب السياسية الأخرى والكنيسة معارضة الفاشية بشكل مبدئي وموحد في وقت مبكر بما فيه الكفاية، لكان من المحتمل تجنب معظم ج رائم موسوليني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جولة خامسة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن اليوم بإيطاليا
جولة خامسة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن اليوم بإيطاليا

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

جولة خامسة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن اليوم بإيطاليا

تُعقد اليوم الجمعة في إيطاليا الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأميركية بشأن البرنامج النووي، وسط تعثّر المفاوضات عند ملف تخصيب اليورانيوم. وتُعد هذه المحادثات، التي تجري بوساطة عُمانية، أعلى مستوى من التواصل بين واشنطن وطهران منذ اتفاق 2015 النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى. وتبقى مسألة تخصيب اليورانيوم النقطة الخلافية الرئيسية في المحادثات. وعشية المحادثات، أعلنت إيران استعدادها للانفتاح على "مزيد من عمليات التفتيش" لمنشآتها النووية. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي إن بلاده واثقة من "الطبيعة السلمية" لبرنامجها النووي، مؤكدا أنه "لا مشكلة من حيث المبدأ" في السماح بمزيد من عمليات التفتيش. وأضاف عراقجي أن "خلافات جوهرية" لا تزال قائمة مع الولايات المتحدة، محذرا من أنه إذا أصرت واشنطن على منع إيران من تخصيب اليورانيوم "فلن يكون هناك اتفاق". وشدّد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف على أن واشنطن "لا يمكنها السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب"، مما قوبل برفض إيراني، إذ تؤكد طهران تمسّكها بحقها في برنامج نووي مدني وتعتبر الشرط الأميركي مخالفا لاتفاق 2015. من جهته، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي إن إيران لا تنتظر إذنا من "هذا أو ذاك" لتخصيب اليورانيوم، معربا عن شكوكه في أن تفضي المباحثات مع الولايات المتحدة إلى "أي نتيجة". وكانت شبكة "سي إن إن" الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وتُعقد المحادثات اليوم قبيل اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرّر في يونيو/حزيران المقبل بفيينا، وسيتم خلاله التطرّق خصوصا إلى النشاطات النووية الإيرانية. وردا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق المبرم بين إيران والدول الكبرى (فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة قبل انسحابها)، بدأت طهران تدريجيا بالتخلّي عن التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق. وحدد الاتفاق الدولي عام 2015 مع طهران سقف تخصيب اليورانيوم عند 3.67%، إلا أن إيران تخصب حاليا حتى 60%، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وهي نسبة تقترب من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري.

استدعاء سفراء وتنديد عقب استهداف إسرائيل دبلوماسيين بجنين
استدعاء سفراء وتنديد عقب استهداف إسرائيل دبلوماسيين بجنين

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

استدعاء سفراء وتنديد عقب استهداف إسرائيل دبلوماسيين بجنين

توالت ردود الفعل الأوروبية المنددة بإطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص -اليوم الأربعاء- على وفد يضم دبلوماسيين أوروبيين في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية ، وقررت كل من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال والدانمارك استدعاء سفراء إسرائيل لديها. وأطلقت قوات الاحتلال النار بشكل مباشر على دبلوماسيين أوروبيين وعرب خلال زيارة دعت لها الخارجية الفلسطينية للوقوف على مجريات ما يحدث في مخيم جنين الذي يتعرض منذ أشهر لهجوم إسرائيلي. وقالت مصادر للجزيرة إن جنديين إسرائيليين تقدما نحو الوفد الذي يضم 25 سفيرا وقنصلا عربيا وأوروبيا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وأطلقوا النار بشكل مباشر فور وصول الدبلوماسيين إلى محيط مخيم جنين مما أدى إلى إنهاء الزيارة على الفور والانسحاب من المكان. وزعم الجيش الإسرائيلي أن الوفد الدبلوماسي "انحرف عن مساره" ودخل منطقة محظورة في المخيم. وقال جيش الاحتلال -في بيان- إن الجنود الذين كانوا في المنطقة أطلقوا طلقات تحذيرية، مضيفا أنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة"، مشيرا إلى أن إطلاق النار لم يسفر عن إصابات. وفي يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مخيم جنين ضمن هجوم أوسع على مدن ومخيمات شمالي الضفة. وحتى الآن، أسفر الهجوم على مخيم جنين عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وتهجير 22 ألفا وتدمير 600 منزل. إدانات واحتجاج دبلوماسي وفي ردود الفعل، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أنه وجّه باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حصل في جنين. وطالبت الخارجية الإيطالية الحكومة الإسرائيلية بتوضيح ما حدث، وأكدت أن تهديد الدبلوماسيين أمر غير مقبول. كما وصفت فرنسا ما جرى بغير المقبول، وقررت استدعاء السفير الإسرائيلي لديها، مشيرة إلى وجود فرنسيين بين أعضاء الوفد الذي زار مخيم جنين. وفي خطوة مماثلة، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريس استدعاء السفير الإسرائيلي في مدريد، وقالت الخارجية الإسبانية إن الهجوم على الوفد الدبلوماسي انتهاك لالتزامات إسرائيل كقوة احتلال. بدورها أعلنت الخارجية البرتغالية استدعاء سفير إسرائيل لديها احتجاجا على الهجوم، كما أعلن وزير الخارجية الدنماركي لارش لوكه راسموسن أنه طلب استدعاء السفير الإسرائيلي للحصول على تفسير لإطلاق النار قرب دبلوماسيين بجنين. كذلك نددت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بإطلاق إسرائيل النار على الوفد الدبلوماسي الأوروبي في جنين. وصدر تنديد مماثل من ألمانيا، في حين قالت هولندا إنها تدرس اتخاذ إجراء ردا على الحادثة. من جانبه، قال ماكسيم بريفو، وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء البلجيكي، للجزيرة إنه شعر بصدمة إثر إطلاق إسرائيل النار على دبلوماسيين. كما عبّر وزير خارجية أيرلندا سيمون هاريس عن صدمته من استهداف الدبلوماسيين وبينهم أيرلنديان. وفي الإطار نفسه، أدانت وزيرة الخارجية الفنلندية إلينا فالتونين إطلاق النار في مخيم جنين ووصفته بالخطير، مؤكدة أنه يستحق الإدانة. إعلان كما قال أندرياس كرافيك نائب وزير الخارجية النرويجي للجزيرة إنه يتعين حماية الدبلوماسيين، مضيفا أن بلاده تتوقع من إسرائيل احترام حصانتهم الدولية. وصدر مواقف منددة بالحادثة من دول أخرى بينها تركيا والأردن. حماس والسلطة وفي ردود الفعل أيضا، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إطلاق الاحتلال النار باتجاه 25 سفيرا ودبلوماسيا بمخيم جنين إمعان في انتهاكه كل الأعراف والمواثيق الدولية. وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، نددت الخارجية الفلسطينية باستهداف الوفد الدبلوماسي ووصفته بالعمل العدواني، وقالت إنه يعد خرقا خطيرا لأحكام القانون الدولي.

إدانات أوروبية لإطلاق إسرائيل الرصاص على دبلوماسيين في جنين
إدانات أوروبية لإطلاق إسرائيل الرصاص على دبلوماسيين في جنين

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

إدانات أوروبية لإطلاق إسرائيل الرصاص على دبلوماسيين في جنين

توالت ردود الفعل الأوروبية المنددة بإطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص -اليوم الأربعاء- على وفد يضم دبلوماسيين أوروبيين في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية ، وقررت إيطاليا وفرنسا استدعاء سفيري إسرائيل لديها. وأطلقت قوات الاحتلال النار بشكل مباشر على دبلوماسيين أوروبيين وعرب خلال زيارة دعت لها الخارجية الفلسطينية للوقوف على مجريات ما يحدث في مخيم جنين الذي يتعرض منذ أشهر لهجوم إسرائيلي. وقالت مصادر للجزيرة إن جنديين إسرائيليين تقدما نحو الوفد الذي يضم 25 سفيرا وقنصلا عربيا وأوروبيا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وأطلقوا النار بشكل مباشر فور وصول الدبلوماسيين إلى محيط مخيم جنين مما أدى إلى إنهاء الزيارة على الفور والانسحاب من المكان. وزعم الجيش الإسرائيلي أن الوفد الدبلوماسي "انحرف عن مساره" ودخل منطقة محظورة في المخيم. وقال جيش الاحتلال -في بيان- إن الجنود الذين كانوا في المنطقة أطلقوا طلقات تحذيرية، مضيفا أنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة"، مشيرا إلى أن إطلاق النار لم يسفر عن إصابات. وفي يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مخيم جنين ضمن هجوم أوسع على مدن ومخيمات شمالي الضفة. وحتى الآن، أسفر الهجوم على مخيم جنين عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وتهجير 22 ألفا وتدمير 600 منزل. إدانات واحتجاج دبلوماسي وفي ردود الفعل، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أنه وجّه باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حصل في جنين. وطالبت الخارجية الإيطالية الحكومة الإسرائيلية بتوضيح ما حدث، وأكدت أن تهديد الدبلوماسيين أمر غير مقبول. كما وصفت فرنسا ما جرى بغير المقبول، وقررت استدعاء السفير الإسرائيلي لديها، مشيرة إلى وجود فرنسيين بين أعضاء الوفد الذي زار مخيم جنين. ونددت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بإطلاق إسرائيل النار على الوفد الدبلوماسي الأوروبي في جنين. وقال ماكسيم بريفو، وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء البلجيكي، للجزيرة إنه شعر بصدمة إثر إطلاق إسرائيل النار على دبلوماسيين. وأضاف بريفو أن زيارة الدبلوماسيين لجنين نُسقت مع الجيش الإسرائيلي وكانوا بقافلة من 20 مركبة يمكن تمييزها. كما عبّر وزير خارجية أيرلندا سيمون هاريس عن صدمته من استهداف الدبلوماسيين وبينهم أيرلنديان. وفي الإطار نفسه، قال أندرياس كرافيك نائب وزير الخارجية النرويجي للجزيرة إنه يتعين حماية الدبلوماسيين، مضيفا أن بلاده تتوقع من إسرائيل احترام حصانتهم الدولية. وفي ردود الفعل أيضا، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إطلاق الاحتلال النار باتجاه 25 سفيرا ودبلوماسيا بمخيم جنين إمعان في انتهاكه كل الأعراف والمواثيق الدولية. وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، نددت الخارجية الفلسطينية باستهداف الوفد الدبلوماسي ووصفته بالعمل العدواني، وقالت إنه يعد خرقا خطيرا لأحكام القانون الدولي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store