
أشباح السوق في الأفق .. بنك أوف أمريكا يظهر أوجه شبه مشؤومة بين اليوم وأزمة 2008
فقد حذر تقرير أصدره فريق هوارد دو في بانك أوف أمريكا سيكيوريتيز من أن المشهد النقدي والتضخمي الحالي يرسل إشارات مشابهة لآخر مرة خفض فيها الفيدرالي أسعار الفائدة رغم التضخم المتصاعد، وأضاف التقرير: "هذا سيناريو ممكن لكنه نادر تاريخيا". وذكر أن المرة الأخيرة كانت منتصف 2007 والنصف الأول من 2008، في مذكرة بعنوان "أشباح 2007".
في المقابل، أصدر فريق آخر من بنك أوف أمريكا جلوبال ريسيرش للأبحاث مذكرة منفصلة قارنت بين الأداء الحالي لأسهم التكنولوجيا العملاقة، خصوصًا أعضاء مجموعة "العظماء السبعة"، وبين "نفتي 50" التاريخية التي قادت الأسواق حتى أوائل السبعينيات قبل أن تنهار بفعل التضخم الكبير وتغير النظام النقدي.
وكتب الفريق بقيادة سافيتا سوبرامانيان: "قادت الأسهم العملاقة الأداء لسبعة أعوام، لكنها تراجعت في يوليو"، مشيرين إلى أن آخر موجة بارزة لتفوق أكبر 50 سهمًا من حيث القيمة السوقية كانت خلال تسعينيات القرن الماضي، قبيل فقاعة الإنترنت، وقد استمرت نحو ستة أعوام، في نمط مشابه لما نراه في السوق، كما نقلته مجلة "فورتشن".
ويشار إلى أن المذكرتين اللتين أصدرهما فريقان مختلفان في أيام متعاقبة تهدفان إلى تحليل التخفيضات المحتملة والتشابه مع أزمات سابقة خلال الـ25 عاما الماضية، ولا يربط بنك أوف أمريكا هذه الاتجاهات مباشرة بأزمة وشيكة، لكنه لاحظ أن "أشباح 2007" بدأت تظهر، وأن مؤشر "نفتي 50" يظهر علامات ضعف مبكرة.
في تقرير دو ورفاقه، أُشير إلى أن مزيج خفض الفائدة مع ارتفاع التضخم سيناريو نادر تاريخيًا، حدث بنسبة 16% فقط منذ 1973. في تلك المرات، كان خفض الفائدة مقترنا بتراجع التضخم عادة، لا ارتفاعه.
فالأسواق اليوم تتوقع خفضًا للفائدة في سبتمبر بنسبة شبه مؤكدة، مع رهانات على خفضين آخرين قبل نهاية 2025، وانخفاض الفائدة إلى أقل من 3% بحلول 2026.
غير أن نماذج بنك أوف أمريكا تشير إلى أن التضخم قد يبقى مرتفعًا عند حدود 2.9% أو أكثر حتى نهاية العام، مقارنة بـ 2.3–2.4% مطلع 2025، وهو ما يعكس ما حدث عامي 2007–2008 عندما فجرت صدمات جانب العرض موجات تضخم مؤقتة.
وفي أسواق العملات، يلفت تقرير دو إلى أن الدولار الأمريكي يسجل أسوأ أداء له منذ 1999، ويتحرك بتشابه مع نمطه في 2007. حينها، استمر انخفاض الدولار حتى بعد بدء الفيدرالي خفض الفائدة، ولم يتعافَ إلا مع عودة أسعار الفائدة الحقيقية للارتفاع.
أما من زاوية الأسهم، فيشير مؤشر النظام الاقتصادي الأمريكي الخاص في تقرير سوبرامانيان ورفاقه إلى انتقال السوق إلى مرحلة "تعافٍ"، ويظهر أن السوق تسلك مسارًا مشابهًا لدورات سابقة، حيث تبدأ الأسهم الصغيرة وأسهم القيمة في التفوق عندما يتراجع أداء الشركات العملاقة. وهذا يشبه ما حدث قبل أزمة 2007، حين كانت الشركات الكبرى تبدو قوية لكنها سرعان ما ضعفت بسبب التقييمات المبالغ فيها، فانتقلت القيادة للأسهم الأصغر.
ومع توجه أسعار الفائدة إلى الانخفاض، يتوقع بنك أوف أمريكا أن يتوجه المستثمرون نحو الأسهم ذات القيمة والعوائد النقدية المتوازنة، مثل بعض شركات مؤشر "راسل 1000"، إضافة إلى أسهم صغيرة وقيمة بتقييم منخفض وإمكانية نمو عالية. وفي المقابل، فإن استمرار تهافت المستثمرين على أسهم النمو مرتفعة التقييم يزيد الفرص خارج أسهم النمو العملاقة، مع تراجع علاوات المخاطر وتحول قيادة السوق.
باختصار، يقدم التحليلان من بنك أوف أمريكا تحذيرًا وخريطة طريق معًا: فخفض الفائدة مع تضخم متسارع يعيد إلى الأذهان سابقة تاريخية بضعف الدولار واضطراب الأسواق المالية، ويبدو أن الطريق ممهد لمرحلة جديدة قد تنتقل فيها قيادة الأسهم الأمريكية من الشركات العملاقة إلى قطاعات أوسع وأكثر تنوعًا. ومع اقتراب اجتماع الفيدرالي في سبتمبر، سيراقب المستثمرون ما سيحدث.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 21 دقائق
- الاقتصادية
النفط يقفز بنحو 2% بدعم تراجع مخزونات الخام الأمريكية
قفزت أسعار النفط بنسب اقتربت من 2% عند التسوية اليوم الأربعاء مدعومة بانخفاض أسبوعي فاق التوقعات لمخزونات الخام الأمريكية، وذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون الخطوات التالية في محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا مع استمرار العقوبات على الخام الروسي في الوقت الحالي. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.6% إلى 66.84 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.4% إلى 63.21 دولار. وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن شركات الطاقة سحبت 6 ملايين برميل من مخزونات الخام خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، وتجاوز الانخفاض توقعات المحللين في استطلاع أجرته "رويترز" لانخفاض 1.8 مليون برميل، كما تجاوز تراجعا بلغ 2.4 مليون قالت مصادر بالسوق إن بيانات لمعهد البترول الأمريكي كشفت عنه أمس. وقال الشريك في أجين كابيتال جون كيلدوف: "شهدنا انخفاضا ملحوظا في مخزونات الخام، وشهدنا انتعاشا في الصادرات، إضافة إلى الطلب القوي من المصافي، ما يجعل التقرير إيجابيا للغاية". وانخفضت أسعار الخام بأكثر من 1% أمس وأغلق خام غرب تكساس الوسيط عند أدنى مستوى له منذ 30 مايو وسط تفاؤل بأن اتفاقا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية يبدو أقرب.


الاقتصادية
منذ 21 دقائق
- الاقتصادية
"ناسداك" و"ستاندرد آند بورز 500" يهبطان مع بيع المستثمرين أسهم التكنولوجيا
انخفض المؤشران ناسداك وستاندرد آند بورز 500 اليوم الأربعاء مع بيع المستثمرين أسهم شركات التكنولوجيا والانتقال إلى قطاعات تقل المغالاة في تقييمها، في ظل ترقبهم تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في ندوة جاكسون هول هذا الأسبوع. وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضا بنسبة 0.26% إلى 6394.97 نقطة، فيما تراجع مؤشر ناسداك المجمع 0.68% إلى 21170.19 نقطة، وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 1.48 نقطة إلى 44923.75 نقطة. وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا، التي قادت جزءا كبيرا من التعافي من موجات البيع التي شهدتها وول ستريت في أبريل، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال اليوم، في حين ارتفعت قطاعات مثل الطاقة والرعاية الصحية والبضائع الاستهلاكية الأساسية. وقال أحد مديري المحافظ لدى أولسبرينج برايانت فان كرونكهيت: "الصورة الأكبر تخبركم بأن الأمر تدوير أكثر منه موجة بيع حقيقية، تبدو تقييمات أسهم التكنولوجيا ممتدة في سياق الإنفاق المتضخم اليوم، وثانيا، أود أن أقول إن هناك كثيرا من الجيوب في السوق تبدو جذابة للغاية من حيث التقييم، وتم تجاهلها على نطاق واسع". وانخفضت أسهم شركات "إنفيديا" و"أدفانسد مايكرو ديفايسز" و"إنتل" و"مايكرون". وتترقب الأسواق النتائج الفصلية لإنفيديا في 27 أغسطس بشغف لاستخلاص أدلة على الطلب على الذكاء الاصطناعي، وتعرضت شركات كبرى أخرى سريعة النمو مثل "أبل" و"ميتا" لضغوط أيضا.

أرقام
منذ 23 دقائق
- أرقام
ارتفاع صادرات النفط الأمريكي لأعلى مستوى في شهرين
ارتفعت صادرات النفط الخام الأمريكي خلال الأسبوع الماضي لأعلى مستوى في شهرين، ما يشير إلى تعافي الطلب الخارجي رغم بدء المصافي المحلية أعمال الصيانة. ووفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأربعاء، تجاوزت صادرات الخام الأمريكي 4 ملايين برميل يوميًا في الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ ثمانية أسابيع. ويتوقع محللو وكالة "بلومبرج"، أن تحافظ الشحنات على زخمها لتتجاوز 4 ملايين برميل يوميًا خلال أغسطس وسبتمبر، وهي مستويات لم تشهدها الولايات المتحدة منذ بداية العام الجاري. وعزا المحللون هذه التوقعات إلى انخفاض سعر الخام الأمريكي في آسيا مقارنة بنظرائه، ما يشجع على استمرار المبيعات خلال الأسبوعين المقبلين.