logo
تصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران وترامب يطالب طهران بـ"الاستسلام غير المشروط"

تصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران وترامب يطالب طهران بـ"الاستسلام غير المشروط"

فرانس 24 منذ 17 ساعات

في اليوم الخامس من الحرب الإسرائيلية الإيرانية ، هز انفجار إحدى ضواحي طهران مساء الثلاثاء، وسط تصاعد ميداني وتحذيرات متبادلة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عبر "إكس" إن الجيش سينفذ عمليات ضد منشآت عسكرية إيرانية، وأصدر تحذيرا بإخلاء منطقة محددة في طهران.
بالتزامن، أعلنت الخارجية الأمريكية إغلاق السفارة في القدس من الأربعاء إلى الجمعة، وذلك "نظرا للوضع الأمني وامتثالا لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية". القرار يشمل أيضا القسمين القنصليين في القدس وتل أبيب.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد صواريخ أُطلقت من إيران، وأكد تشغيل أنظمته الدفاعية، بينما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب ومناطق شمال إسرائيل، تبعها دوي انفجارات، قبل أن يطلب الجيش من المواطنين مغادرة المناطق المحمية، مشيرا إلى "انتهاء التهديد".
ويقول خبراء إن الأفضلية التي تتمتع بها إسرائيل لا تترك عقبات تُذكر في طريق قصفها الموسع، غير أنها ستواجه صعوبة في توجيه ضربة قاضية للمواقع النووية الموجودة على عمق تحت الأرض دون انضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم.
ضربات متبادلة وقلق حول منشآت نووية
وأعلن الحرس الثوري الإيراني استهداف مراكز استخباراتية تابعة للموساد في تل أبيب، بينها مقر للقيادة ومركز عمليات.
وبث التلفزيون الإيراني لاحقا مشاهد لما قال إنها "الدفعة العاشرة من عملية الوعد الصادق ٣"، متحدثا عن هجمات صاروخية ومسيرات استهدفت "مواقع استراتيجية" في تل أبيب وحيفا.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ "سلسلة غارات واسعة" على مواقع غرب إيران، استهدفت عشرات منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض. وأُفيد عن دوي انفجارات في شمال وغرب طهران، وفي تبريز وأصفهان، حيث فعلت الدفاعات الجوية، بحسب وكالة مهر.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رصد أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في منشأة نطنز، استنادا إلى صور أقمار صناعية عالية الدقة. وقالت إنه لا تغيير يُعلن عنه في منشأتي أصفهان وفوردو، مشيرة إلى أنها تنتظر تقييما غير متحيز للأضرار.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن هجمات إلكترونية، بينها هجوم عطل بنك سبه الحكومي. كما أعلنت اعتقال "فريق إرهابي" على صلة بإسرائيل كان يحمل متفجرات جنوب غربي طهران، واعتقال أجنبي كان يصور مواقع "حساسة" قرب بوشهر لصالح الموساد.
وفي الميدان، أُطلقت دفعات جديدة من الصواريخ على إسرائيل، وترافقت مع صفارات إنذار في ديمونا وتل أبيب والشمال. وأكدت القوات المسلحة الإيرانية أنها ستنفذ عمليات عقابية قريبًا، داعية سكان تل أبيب وحيفا إلى الإخلاء.
وبحسب التصريحات الرسمية، قُتل 224 شخصا في إيران معظمهم من المدنيين، فيما قُتل 24 شخصا في إسرائيل.
من جانبه، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنا تقييم مديرة جهاز المخابرات الوطنية تولسي جابارد بأن إيران لا تطور سلاحًا نوويا، قائلا إنها "قريبة جدا" من امتلاك رأس نووي ، ما اعتُبر دعما لمبررات الغارات الإسرائيلية. وأشار إلى أن "المرشد الأعلى هدف سهل"، مضيفا "لن نقتله، على الأقل ليس في الوقت الراهن".
ولاحقا، كتب في منشور على منصة تروث سوشال : "صبرنا بدأ ينفد"، داعيا إلى "استسلام غير مشروط"، ومؤكدا السيطرة الكاملة على المجال الجوي الإيراني. وأضاف: "نحن لا نبحث عن وقف لإطلاق النار... نهاية أو استسلام"، ملمّحا إلى أن واشنطن مستعدة للتصعيد.
وبينما عادت طائرته من قمة مجموعة السبع في كندا، عقد ترامب اجتماعًا مع مجلس الأمن القومي استمر لأكثر من ساعة في غرفة العمليات. وكان موقع "أكسيوس" قد أفاد أن فريق ترامب اقترح اجتماعا مع إيران هذا الأسبوع يضم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
انقسام في مجموعة السبع وتحذير أوروبي من الفوضى
واتهمت الصين الرئيس الأمريكي بـ"صب الزيت على النار"، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن "التهديدات تزيد من خطر التصعيد ولن تؤدي إلى تهدئة". أما الرئيس الصيني شي جينبينغ، فأعرب عن "قلقه الكبير"، داعيًا إلى تهدئة فورية، ومؤكدًا أن "إسرائيل تسببت بتصعيد مفاجئ للتوتر".
في مواقف موازية، دعت الإمارات إلى وقف فوري، محذرة من خطوات "غير محسوبة". وذكرت وكالة وام أن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد ناقش الوضع مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان. كما أكدت الخارجية المصرية ضرورة العودة للمفاوضات، بينما نددت روسيا بالغارات الإسرائيلية ووصفتها بأنها "غير قانونية"، داعية إلى حل دبلوماسي.
وفي قمة السبع، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين إن ترامب "يلعب دورا رئيسيا في إحياء الجهود الدبلوماسية"، لكنه حذر من أن "الرغبة في تغيير النظام بالقوة ستكون خطأ استراتيجيا"، وأضاف أن أي محاولة لتغيير النظام في طهران "قد تؤدي إلى فوضى".
وفي المقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن "ترامب لم يشر بأي شكل إلى أن الولايات المتحدة على وشك التدخل في الصراع"، مضيفا أن بيان السبع "كان يتناول التهدئة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يتأرجح بين التصعيد والتحفظ: أبلغت نتنياهو بأن يستمر ولا قرار حاسم بعد بشأن ضرب إيران
ترامب يتأرجح بين التصعيد والتحفظ: أبلغت نتنياهو بأن يستمر ولا قرار حاسم بعد بشأن ضرب إيران

يورو نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • يورو نيوز

ترامب يتأرجح بين التصعيد والتحفظ: أبلغت نتنياهو بأن يستمر ولا قرار حاسم بعد بشأن ضرب إيران

وأضاف ترامب أن "الأمر بات متأخرًا جدًا" فيما يتعلق بالمفاوضات، لكنه شدد على الفرصة لا تزال قائمة لتفادي اندلاع الحرب. وتابع في تصريحاته: "إيران لم يعد لديها أي دفاعات جوية. لا أعلم إلى متى سيصمدون. إيران عاجزة تمامًا"، مشيرًا إلى أنه أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بـ"الاستمرار" دون التعهد بدعم إضافي. من جهة أخرى، قال ترامب إن طهران تواصلت مع واشنطن واقترحت إرسال وفد إلى البيت الأبيض. وأشار إلى أن الأسبوع المقبل سيكون "حاسماً، وربما قبل ذلك"، في ما بدا تمهيدًا لمرحلة جديدة من المواجهة. في موازاة ذلك، نقلت تقارير أن ناقلات عسكرية أمريكية وطائرات مقاتلة تحركت شرقًا فوق البحر الأبيض المتوسط، الثلاثاء بعد الظهر، وسط تنامي المخاوف من احتمال مشاركة واشنطن في ضربات ضد المواقع النووية والصاروخية الإيرانية. وكتب ترامب مساء الاثنين، قبيل مغادرته قمة مجموعة السبع في كندا: "لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي"، داعيًا إلى "إخلاء طهران على الفور". في المقابل، رد المرشد الإيراني علي خامنئي عبر حسابه على منصة X، معتبرًا أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين "دليل على ضعفهم وعجزهم"، معتبرًا أن "دخول أمريكا في هذه الحرب سيكون مضّراً لها بنسبة مئة بالمئة"، ومتوعدًا بأنها لن تستطيع تعويض خسارتها بلا شك. وفي منشورات متتالية، قال خامنئي إلى إنّ "الرئيس الأمريكي يهدّدنا، وبأسلوب سخيف يطلب من الشعب الإيراني أن يخضع له. إنّ التهديد يُوجَّه لمن يخاف، أما الشعب الإيراني فقد أثبت أنّه لا يرتعد". وكان ترامب قد صعّد من لهجته مساء أمس قائلًا: "نعرف تمامًا أين يختبئ ما يُسمى 'المرشد الأعلى'... إنه هدف سهل، لكنه آمن في المكان الذي يوجد فيه. لن نقضي عليه، على الأقل ليس في الوقت الحالي. لكننا لا نريد استهداف المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا ينفد". وكل ذلك يأتي في ظل قلق متزايد من أن تتطور هذه المواجهات إلى انخراط عسكري أمريكي مباشر إلى جانب إسرائيل، ما من شأنه أن يجرّ منطقة الشرق الأوسط بأسرها إلى صراع واسع النطاق يصعب احتواؤه.

ما هي القنبلة الأمريكية "جي بي يو-57" القادرة على الوصول للمنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض؟
ما هي القنبلة الأمريكية "جي بي يو-57" القادرة على الوصول للمنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض؟

فرانس 24

timeمنذ 3 ساعات

  • فرانس 24

ما هي القنبلة الأمريكية "جي بي يو-57" القادرة على الوصول للمنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض؟

يجمع المراقبون أن القنبلة الاستراتيجية الخارقة للتحصينات، وهي من صنع أمريكي، وحدها القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة تحت الأرض. وهو سلاح فتاك لا تملكه إسرائيل، واسم القنبلة "جي بي يو-57" 'GBU-57'، التي تَزن 13 طنا وتستطيع اختراق الأرض عشرات الأمتار قبل أن تنفجر، لتحقيق هدفها المعلن من الحرب وهو منع طهران من حيازة السلاح النووي. إذا كان الجيش الإسرائيلي نجح خلال خمسة أيام في قتل أبرز القادة العسكريين الإيرانيين وتدمير عدد من المنشآت فوق الأرض، تُطرح "تساؤلات كثيرة عن مدى فاعلية الضربات الإسرائيلية في ضرب القلب النابض للبرنامج النووي الإيراني"، على ما لاحظ بهنام بن طالبلو من "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" Foundation for Defense of Democracies البحثية، في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية. ولاحظ الخبير في هذا المركز المحسوب على المحافظين الجدد أن "كل الأنظار تتجه نحو منشأة فوردو" في جنوب طهران، وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد "أية أضرار" في هذه المنشأة. منشأة في مأمن من الضربات الإسرائيلية فعلى عكس موقعَي نطنز وأصفهان في وسط إيران، تقع هذه المنشأة على عمق كبير يصل إلى نحو مئة متر تحت الأرض، ما يجعلها في مأمن من القنابل الإسرائيلية. وأكد الجنرال الأمريكي مارك شوارتز الذي خدم في الشرق الأوسط، ويعمل حاليا خبيرا في مركز "راند كوربوريشن" للأبحاث لوكالة الأنباء الفرنسية أن " الولايات المتحدة وحدها تمتلك القدرة العسكرية التقليدية" على تدمير موقع كهذا. ويقصد شوارتز بهذه "القدرة التقليدية"، أي غير النووية، قنبلة "جي بي يو-57". ما هي قدرة قنبلة جي بي يو - 57؟ تتميز هذه القنبلة الأمريكية بقدرتها على اختراق الصخور والخرسانة بعمق كبير. ويوضح الجيش الأمريكي أن قنبلة "جي بي يو-57" "صممت لاختراق ما يصل إلى 200 قدم (61 مترا) تحت الأرض قبل أن تنفجر". وعلى عكس الصواريخ أو القنابل التي تنفجر شحنتها عند الاصطدام، تتمثل أهمية هذه الرؤوس الحربية الخارقة للتحصينات بأنها تخترق الأرض أولا ولا تنفجر إلا لدى وصولها إلى المنشأة القائمة تحت الأرض. وتغلف هذه القنابل "طبقة سميكة من الفولاذ المقوى تمكنها من اختراق طبقات الصخور" بحسب الخبير ماساو دالغرين. ويتجاوز وزنها 13 طنا، فيما يبلغ طولها 6,6 أمتار. وتكمن فاعليتها أيضا في صاعقها الذي لا يُفعّل عند الارتطام بل "يكتشف (...)التجاويف" و"ينفجر عند دخول القنبلة إلى المخبأ"، بحسب تصريح دالغرين لوكالة الأنباء الفرنسية. وبدأ تصميم هذه القنبلة في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وطُلِب من شركة "بوينغ" عام 2009 إنتاج 20 منها. كيف يتم إلقاء القنابل الخارقة للتحصينات؟ لا تستطيع إلقاء هذه القنبلة إلا طائرات "بي-2" الأمريكية. وكانت بعض هذه القاذفات الاستراتيجية الشبحية موجودة في مطلع أيار/مايو في قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية في المحيط الهندي، لكنها لم تعد ظاهرة في منتصف حزيران/يونيو في صور أقمار اصطناعية من "بلانيت لابس" PlanetLabs حللتها وكالة الأنباء الفرنسية. إلا أن ماساو دالغرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أكد أن قاذفات "بي-2" التي تُقلع من الولايات المتحدة تستطيع بفضل مداها البعيد "الطيران حتى الشرق الأوسط لشن غارات جوية، وهي سبق أن فعلت ذلك". وبإمكان كل طائرة "بي-2" حملَ قنبلتَي "جي بي يو-57". وإذا اتُخذ قرار باستخدامها، "فلن تكتفي بإلقاء قنبلة واحدة وينتهي الأمر عند هذا الحد، بل ستستخدم أكثر من قنبلة لضمان تحقيق الهدف بنسبة مئة في المئة"، وفقا لمارك شوارتز. ورأى هذا الجنرال المتقاعد أن التفوق الجوي الذي اكتسبته إسرائيل على إيران "يُقلل من المخاطر" التي يمكن أن تُواجهها قاذفات "بي-2". وتوقع بهنام بن طالبلو أن "تترتب عن تدخل أمريكي كهذا تكلفة سياسية باهظة على الولايات المتحدة". ورأى أن ضرب منشآت البرنامج النووي الإيراني "لا يشكل وحده حلا دائما"، ما لم يحصل حل دبلوماسي أيضا. وفي حال لم تُستخدَم هذه القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات في نهاية المطاف، يُمكن للإسرائيليين، بحسب الخبير نفسه، مهاجمة المجمعات الواقعة تحت الأرض على غرار فوردو، من خلال "محاولة ضرب مداخلها، وتدمير ما يُمكن تدميره، وقطع الكهرباء"، وهو ما حصل على ما يبدو في نطنز.

في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟
في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟

يورو نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • يورو نيوز

في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران وواشنطن توترًا متصاعدًا، ما أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول مستقبل القيادة في الجمهورية الإسلامية، خاصة في حال اغتيل المرشد الحالي. وتعزز هذه التساؤلات سلسلة من التقارير التي تشير إلى تنامي نفوذ مجتبى خامنئي داخل الدوائر السياسية والأمنية، وتزايد الحديث عن دوره المحوري في إدارة شؤون الدولة من خلف الكواليس. كما تشير التحليلات إلى أن بروز اسمه في هذا التوقيت قد لا يكون مجرد مصادفة، بل نتيجة لتحولات داخلية وتوازنات دقيقة في قلب النظام الإيراني، حيث يبدو أن نجل المرشد يتهيأ لدور أكثر علنية في المرحلة المقبلة. وفي تطور لافت يعكس حدة التوتر بين الجانبين، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته تروث سوشيال قائلاً: "نحن نعرف تمامًا أين يختبئ من يُسمى بالمرشد الأعلى. إنه هدف سهل، لكنه لا يزال في مأمن. ولسنا بصدد استهدافه، على الأقل في الوقت الحالي. لكننا لا نقبل باستمرار استهداف المدنيين أو الجنود الأميركيين، وصبرنا بدأ ينفد". تصريح يُنظر إليه على أنه رسالة مباشرة تحمل تهديدًا مبطّنًا، وتكشف في الوقت ذاته عن مراقبة دقيقة لتحركات القيادة الإيرانية في هذه المرحلة الحساسة. وبحسب تقارير نشرتها وكالة رويترز في مايو 2024، يُنظر إلى مجتبى خامنئي، وهو رجل دين من الرتبة المتوسطة، كشخصية ذات نفوذ واسع داخل مراكز القرار الإيرانية، رغم ابتعاده عن الظهور العلني. وتُرجّح مصادر مطلعة أن تأثيره يمتد إلى الحرس الثوري وبعض التيارات الدينية والسياسية، ما جعله يُطرح في السابق إلى جانب الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي كأحد أبرز المرشحين لخلافة المرشد. وتوضح رويترز أن دعم خامنئي المباشر لرئيسي كان يُفسر على أنه تمهيد لتوريث القيادة ضمن جناح المحافظين. غير أن وفاة رئيسي في حادث تحطم مروحية غيّرت المعادلة، وخلقت فراغًا مفاجئًا في معسكر المرشحين، الأمر الذي أعاد تسليط الضوء على مجتبى مجددًا كخيار ممكن، رغم الجدل المحيط بإمكانية توليه المنصب الأعلى في البلاد. لكن الطريق أمام الابن لا يبدو ممهدًا بالكامل. فرغم الأحاديث عن نفوذه غير المعلن، تشير رويترز إلى أن مجلس خبراء القيادة قد استبعده من قائمة المرشحين المحتملين قبل نحو ستة أشهر، على خلفية تراجع شعبيته وتزايد الشكوك حول مدى شرعية خلافته لوالده. ومع ذلك، تتحدث مصادر عن ضغوط تجري خلف الكواليس يقودها رجال دين نافذون لإعادة إدراج اسمه في الحسابات، وسط توازنات دقيقة تحكم المشهد السياسي في طهران. أما صحيفة وول ستريت جورنال، فنقلت في تقرير لها في مايو 2024 عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن أي محاولة لاستهداف القيادة الإيرانية قد تؤدي إلى حالة من الفوضى داخل النظام، غير مسبوقة منذ الثمانينيات، مشيرة إلى أن غياب شخصية تملك إجماعًا كالذي كان يحظى به مؤسس الجمهورية، روح الله الخميني، قد يُعقّد مرحلة الخلافة. وتشير الصحيفة أيضًا إلى أن رفض خامنئي لمبدأ التوريث العائلي قد يقف عائقًا أمام صعود نجله، في بلد قامت ثورته على إسقاط النظام الملكي عام 1979. ومع ذلك، فإن تداخل المؤسسات الدينية والعسكرية، فضلًا عن غياب الشفافية حول آليات تعيين القائد الأعلى، يفتح الباب أمام احتمالات متعددة. وينما لا تزال ملامح مرحلة ما بعد خامنئي غير واضحة، يظل مجتبى خامنئي أبرز مرشح فعلي لتولي القيادة، إلا أن موانع شرعية وشعبية تحول دون حسم مسألة الخلافة بسهولة، في ظل بيئة سياسية مضطربة واقتصاد يعاني من عقوبات وضغوط خارجية. في المحصلة، ستظل ديناميات مجلس الخبراء، ومواقف المؤسسة الدينية، ومسار الحرب الإقليمية هي العوامل التي سترسم المشهد الإيراني المقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store