
إدانات للقصف الإسرائيلي وواشنطن تدعو تل أبيب للحوار مع دمشق
فقد أدانت الخارجية التركية الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق، والتي استهدفت مقرا عسكريا ووزارة الدفاع والمناطق المحيطة بها، مؤكدة أنها تهدف إلى تقويض جهود سوريا لإرساء السلام والأمن.
وأضافت أن سوريا لديها فرصة تاريخية للعيش بسلام والاندماج في العالم بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما دعت الخارجية التركية "جميع الأطراف المعنية إلى المساهمة في جهود الإدارة السورية لإرساء الهدوء في البلاد".
وقال جودت يلماز نائب الرئيس التركي إن هجمات إسرائيل على سوريا تشكل تهديدا صارخا ليس على سيادة سوريا فقط وإنما على استقرار المنطقة.
موقف واشنطن
كما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن بلاده تشعر بالقلق إزاء الضربات الإسرائيلية على سوريا، موضحا في رده على سؤال بهذا الشأن أنه تحدث للتو مع الأطراف المعنية عبر الهاتف.
وأضاف "سنعمل على هذه المسألة فورا. انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مع الأطراف المعنية. نشعر بقلق بالغ إزاء ذلك، ونأمل أن نتلقى إحاطة في وقت لاحق اليوم. لكننا قلقون للغاية حيال ذلك".
وتابع أن الولايات المتحدة تريد وقف القتال عقب اندلاع اشتباكات بين قوات الحكومة السورية ومقاتلين من الدروز بعد ساعات من اتفاق على وقف إطلاق النار.
كما نقل موقع أكسيوس -عن مسؤول أميركي كبير- قوله إن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل مرة أخرى اليوم وقف الهجمات على سوريا والدخول في حوار مع الحكومة في دمشق.
ولم يذكر الموقع الإخباري الأميركي ما إذا كان الطلب جاء قبل أو بعد الهجمات الإسرائيلية اليوم على مقر الجيش السوري وقرب القصر الرئاسي في دمشق.
ومن جانبه، دعا المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص توماس باراك إلى التراجع خطوة للوراء والتفاوض من أجل وقف إطلاق النار بمدينة السويداء، وندد بالعنف ضد المدنيين.
وكتب باراك على منصة إكس "نندد بشدة بالعنف ضد المدنيين في السويداء، وعلى جميع الأطراف التراجع خطوة للوراء والانخراط في حوار هادف يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، ويجب محاسبة الجناة".
الموقف الأوروبي
كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن "القلق" إزاء الاشتباكات في سوريا، داعيا "الأطراف كافة" إلى حماية المدنيين "بلا أي تمييز".
كما دعا التكتل في بيان له إلى "احترام" سيادة سوريا "في ظل تزايد الضربات الإسرائيلية للأراضي السورية".
فرنسا
بدورها، دعت فرنسا إلى وضع حد لما وصفتها "الانتهاكات ضد المدنيين" في السويداء.
وقالت وزارة الخارجية إن "الانتهاكات التي تستهدف المدنيين والتي ندينها بشدة، يجب أن تتوقف" داعية إلى "وقف فوري للمواجهات" وأن تحترم جميع الأطراف وقف إطلاق النار.
ألمانيا
دعت الخارجية الألمانية إسرائيل إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها زعزعة الاستقرار في سوريا.
وأشار متحدث الخارجية كريستيان فاغنر -خلال مؤتمر صحفي- إلى أن برلين تتابع عن كثب الوضع في سوريا، بما في ذلك الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء، والغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت القوات السورية.
وفي رده على سؤال عن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي باعتدائها على سوريا، قال فاغنر "ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها زعزعة استقرار سوريا".
وأكد المتحدث الألماني ضرورة ألا تصبح سوريا "لعبة في يد القوى الأجنبية" قائلاً "يجب بوضوح حماية سيادة سوريا".
وشدد على أن مصلحة إسرائيل في "سوريا مستقرة" وحكومة سورية تضمن أمن جميع فئات الشعب في كافة أنحاء البلاد.
أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية والتي طالت العاصمة دمشق ومقرات حكومية.
وجاء ذلك في بيان صدر عن رئيس الجمهورية، قال فيه إنه يدين "بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي بلغت اليوم (الأربعاء) العاصمة دمشق ومقرات حكومية".
واعتبر عون تلك الاعتداءات "انتهاكا صارخا لسيادة دولة عربية شقيقة، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأكد أن استمرار هذه الاعتداءات من شأنه أن يُعرّض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر والتصعيد، معربا عن تضامن بلاده الكامل مع سوريا شعبا ودولة.
كما جدد عون دعوته المجتمع الدولي "لتحمّل مسؤولياته والضغط بكل الوسائل وفي المحافل كافة، لوقف الاعتداءات المتكررة، واحترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها".
الأردن
أكدت الحكومة الأردنية -في بيان لها- أن "لسوريا الحق في السيطرة على كل أراضيها" معتبرة أبناء السويداء "جزءا من مكونات الدولة السورية".
الإمارات
رحبت أبو ظبي بوقف إطلاق النار في السويداء، كما أدانت "التصعيد الإسرائيلي" ضد سوريا، مؤكدة دعمها لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها، وفق بيان للخارجية الإماراتية.
حماس
أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوان الإسرائيلي على سوريا، واعتبرت أنه "انتهاك صارخ لسيادة الدولة وإرهاب منظّم".
إعلان
وقالت في بيان "إن ما يقوم به الاحتلال هو انتهاك صارخ لسيادة الدولة السورية، وإرهاب منظّم، وعدوان يهدف إلى تقويض استقرار سوريا ووحدة أراضيها".
ودعت حماس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى إدانة "العدوان والتصعيد الصهيوني الذي يصب الزيت على النار" وطالبت هذه المنظمات باتخاذ "خطوات عملية لوقف عربدة الكيان المحتل الذي بات يهدّد أمن المنطقة ومصالح شعوبها".
الجهاد الإسلامي
أدانت حركة الجهاد الإسلامي "العدوان الصهيوني على دمشق ومحاولات فرض أهدافه على حساب سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها".
كما أكدت -في بيان لها- وقوفها إلى جانب الشعب السوري في مواجهة العدوان الصهيوني وتأكيدها على حقه في الدفاع عن نفسه.
يُذكر أن قوات الحكومة السورية دخلت أمس السويداء ذات الغالبية الدرزية ، بهدف الإشراف على وقف لإطلاق النار تم الاتفاق عليه مع وجهاء وأعيان المدينة، بعد مواجهات مع قبائل بدوية محلية أسفرت عن مقتل العشرات.
كما شنت إسرائيل -التي أعلنت "عدم التخلي" عن الدروز ودعت لحمايتهم- اليوم سلسلة غارات على مواقع في السويداء وفي دمشق حيث استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مبنى الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن رسائل التحذير لدمشق انتهت وتوعد بما سماها "ضربات موجعة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ دقيقة واحدة
- الجزيرة
أحلام العودة تتلاشى.. نازحو سوريا بين قسوة المخيمات ودمار القرى
إدلب- في خيمة لا تتجاوز مساحتها 50 مترا مربعا يعيش أحمد الحمادي المسن الستيني مع عائلته الصغيرة إضافة إلى أبناء ابنه الراحل في مخيم الضياء قرب مدينة سرمدا شمال إدلب ، فرغم مرور نحو 7 أشهر على تحرير قريته الواقعة جنوب إدلب من سيطرة النظام فإن الحمادي ما زال عاجزا عن العودة محاصرا بواقع إنساني مأساوي. "كرت المعونة" -الذي كان يعتمد عليه الحمادي من منظمة "أكتد"- انقطع منذ أكثر من عام، ولا توجد أي جهة حكومية أو إنسانية تعوض هذا الغياب. ويقول الحمادي للجزيرة نت "أنا رجل كبير، لا أستطيع العمل أو التنقل، وعليّ ديون كبيرة تراكمت أملا في بيع أرضي، لكن من يشتري أرضا قُلعت أشجارها ودُمّرت بنيتها؟". الحال ذاته يعيشه عشرات الآلاف من النازحين المنتشرين في المخيمات العشوائية شمال سوريا ، والذين كانوا يمنّون أنفسهم بعودة قريبة إلى قراهم بعد تحريرها، لكن غياب البنى التحتية والخدمات الأساسية وتوقف الدعم الإنساني جعلا من هذه العودة حلما مؤجلا. العودة المؤجلة زيد الأحمد -وهو نازح من ريف إدلب الشرقي- قرر هو الآخر تأجيل عودته لقريته إلى الصيف المقبل على الأقل. ويقول الأحمد في حديثه للجزيرة نت "الأسباب واضحة، لا توجد مدارس ولا مياه ولا شبكات كهرباء، وحتى الطرق مدمرة، أولادي يتابعون تعليمهم هنا في المخيم، والمدارس هناك مجرد أنقاض". نزح الأحمد منذ 6 سنوات، ويعيش الآن في خيمة قرب الحدود السورية التركية، ورغم قسوة الحياة في المخيم فإنه يفضل البقاء حتى تتضح معالم "العودة الآمنة"، بحسب وصفه. ويضيف "لو بدأ العام الدراسي دون مدارس فما الفائدة من العودة؟ سنكون قد خسرنا التعليم وأضفنا مزيدا من المشقة إلى حياتنا". وبحسب ما يرويه الأحمد، فإن أعداد العائدين إلى القرى المحررة قليلة للغاية، مما ينعكس سلبا على استقرار المنطقة ويضعف فرص إعادة الخدمات بسرعة. إعلان ويختم حديثة قائلا "لا توجد خطط واضحة أو ضمانات من أي جهة رسمية أو إنسانية تسمح بعودة النازحين قريبا". صرخة أم بدورها، تقيم أم خالد -وهي نازحة من بلدة كفر زيتا في ريف حماة الشمالي- مع أطفالها الأربعة بمخيم قرب مدينة الدانا، فزوجها مفقود منذ عام 2018، وتعيش على ما تجود به الجمعيات الخيرية. تتحدث أم خالد للجزيرة نت وعيناها تدمعان "طفلي الصغير لا يعرف شيئا عن منزله، لم يره في حياته، نحن نعيش في خيمة لا تقي من الحر أو البرد، بلا كهرباء، بلا مياه كافية، بلا أمان". وتضيف "قبل فترة أصيب طفلي بحالة تسمم نتيجة شرب مياه ملوثة، والمركز الطبي في المخيم لا يملك حتى خافض حرارة". أم خالد مثل غيرها من آلاف الأمهات تحمل في صوتها نبرة استغاثة حارقة "لا نريد سوى العودة إلى بيوتنا، نريد ترميمها، على الأقل نكون بين جيراننا، على أرضنا". تحديات معقدة وفي ظل هذا الواقع يؤكد مدير مكتب الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية محمد نجار للجزيرة نت أن التراجع الحاد في الدعم الإنساني الدولي قد زاد سوء الأوضاع. ويضيف نجار "الهيئة أجرت تقييما شاملا في القرى المدمرة جنوب وشرق إدلب، وشمال حماة و حلب ، والنتائج كانت صادمة فالدمار شبه كامل، والخدمات مفقودة، والبنية التحتية متدهورة". وتابع "رفعنا تقاريرنا للجهات المانحة، وعلى رأسها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) منذ أكثر من 7 أشهر، لكننا لم نتلقَ أي رد حتى اللحظة"، مشيرا إلى أن الهيئة لم تشهد منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي أي نشاط ملموس بسبب توقف التمويل رغم تزايد الاحتياجات الطارئة. ووفق إفادات سكان مخيمات شمال غرب سوريا، فإن هناك 4 عوائق رئيسية تحول دون العودة إلى القرى المحررة: انعدام البنية التحتية الأساسية: شبكات المياه والكهرباء والطرقات مدمرة بشكل شبه كامل. غياب المدارس والمراكز الصحية: وهو ما يجعل العائلات تتردد في الانتقال خوفا على تعليم أطفالها وصحتهم. انخفاض الدعم الإنساني والإغاثي: معظم الجمعيات أوقفت برامجها أو تقلصت إلى حدها الأدنى. الخوف من عدم الاستقرار الأمني: رغم تحرير بعض المناطق فإن مخاوف العودة لا تزال قائمة بسبب ضعف الإمكانيات الأمنية والخدمية. ويطالب النازحون في شمال سوريا بإطلاق خطة عاجلة لإعادة تأهيل القرى المحررة بالتوازي مع استئناف برامج الدعم الإغاثي، ولا سيما مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة التي تضاعف معاناة المخيمات.


الجزيرة
منذ دقيقة واحدة
- الجزيرة
غوتيريش يرحب بإعلان اتفاق الدوحة بين الكونغو وحركة "إم 23"
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتوقيع إعلان المبادئ بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية و حركة "إم 23" أول أمس السبت في العاصمة القطرية الدوحة. وأضاف غوتيريش -في تدوينة على حسابه بمنصة إكس- أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم جهود السلام وحماية المدنيين والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية بالتعاون مع السلطات والشركاء الإقليميين والدوليين. وسبق ذلك ترحيب جهات دولية بالاتفاق، منها الولايات المتحدة التي أكدت أنه كان لقيادة قطر دور محوري في تسهيل العملية ودعم التوصل إلى حل سلمي للصراع. ووصفت الخارجية الأميركية -في بيان- الاتفاق بأنه تكملة لاتفاقية السلام الموقعة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في واشنطن الشهر الماضي، وللجهود الأوسع نطاقا لتعزيز السلام الدائم والازدهار في المنطقة. ورحب الاتحاد الأفريقي بتوقيع الاتفاق، وأعلن رئيس مفوضية التكتل محمود علي يوسف في بيان أن "هذا التقدم الكبير يمثل محطة مهمة في الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار بصورة دائمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى". أما عربيا فقد أشاد مجلس التعاون الخليجي بالوساطة القطرية وبالجهود التي بذلتها دولة قطر في هذا الاتفاق ودورها الدبلوماسي وسعيها المتواصل لتعزيز دعائم السلم الإقليمي والدولي. كما عبرت وزارة الخارجية السعودية عن تطلع المملكة إلى أن "يشكل هذا الإعلان خطوة إيجابية نحو تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأن يعود بالنفع على الأمن والسلم الإقليمي والدولي". وجاء توقيع اتفاق المبادئ في الدوحة بعد سلسلة من المفاوضات التي استضافتها قطر منذ مارس/آذار الماضي، وشهدت مشاركة مباشرة من الطرفين المتنازعين برعاية قطرية وبدعم دولي واسع، من ضمنه الولايات المتحدة.


الجزيرة
منذ دقيقة واحدة
- الجزيرة
ليفي: إسرائيل لديها الآن خطة للتطهير العرقي بغزة كالنازيين
قال الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي إنه بدا جليا الآن، ولأول مرة منذ بدء الحرب على غزة، أن لإسرائيل خطة واضحة ومتعمدة للتطهير العرقي وإجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع قسرا. وأضاف أن القيادة الإسرائيلية لم تعد تتصرف فقط كردّ فعل على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل تعمل بشكل إستراتيجي على إفراغ القطاع المحاصر من سكانه الفلسطينيين. وقارن ليفي في مقاله بصحيفة هآرتس، بين السياسات الإسرائيلية والأساليب التي مارستها ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية لتسهيل هجرة اليهود منها، حيث تم تأسيس وكالة مركزية لهذا الغرض أُسندت رئاستها إلى أدولف آيخمان. وقال إن جوزيف برونر، والد رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الحالي ديفيد برنيع، كان في الثالثة من عمره عندما هرب من ألمانيا النازية مع والديه قبل تنفيذ خطة إجلاء اليهود من هناك. وأشار الكاتب الإسرائيلي اليساري في مقاله إلى أن برنيع الحفيد زار الأسبوع المنصرم واشنطن لمناقشة إخلاء قطاع غزة من سكانه. وأضاف أن القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية أفادت بأن برنيع أبلغ المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل شرعت في محادثات مع 3 دول لإقناعهم باستقبال الفلسطينيين المُهجّرين في أراضيها. وقال ليفي إن من سخرية القدر أن التاريخ توارى خجلا، إذ إن برنيع -وهو نفسه حفيد أحد اللاجئين اليهود الذين تعرضوا للتطهير العرقي في ألمانيا النازية- يتحدث عن تطهير عرقي بحق الفلسطينيين، دون أن يخطر بباله ذكرى المحرقة (الهولوكوست). وكشف كاتب المقال أن المرحلة الأولى من خطة تهجير مليوني فلسطيني من بلادهم تتضمن نقل جزء كبير من السكان إلى معسكر اعتقال من أجل تسهيل عملية ترحيل فعالة. ولفت إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية نشرت الأسبوع الماضي تقريرا استقصائيا استنادا إلى صور الأقمار الاصطناعية، يُظهر التدمير المنهجي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث تُمحى القرية تلو الأخرى من على وجه الأرض وتُسَوَّى بالأرض من أجل بناء معسكر الاعتقال، بحيث لن تكون الحياة في غزة ممكنة بعد الآن. إعلان ومضى إلى القول إن إسرائيل ترتكب جريمة ضد الإنسانية بهدوء، بالقضاء المنهجي على أي فرصة للحياة هناك، مع تهيئة البنية التحتية لتجميع الفلسطينيين في مدينة "إنسانية" يراد لها أن تكون معسكر عبور قبل ترحيلهم إلى ليبيا وإثيوبيا وإندونيسيا، وهي الوجهات التي حددها برنيع، حسب تقرير القناة 12. في جميع أنحاء قطاع غزة تُمحى القرية تلو الأخرى من على وجه الأرض وتُسَوَّى بالأرض من أجل بناء معسكر الاعتقال، بحيث لن تكون الحياة في غزة ممكنة بعد الآن ووصف ليفي ما تقوم به إسرائيل بأنها خطة تطهير عرقي بعيدة المدى لقطاع غزة، إذ لم يعد بإمكان أحد أن يتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشن حرب بلا هدف، "بل هناك هدف، وهو هدف إجرامي"، مضيفا أن ما من أحد يستطيع أن يقول بعد اليوم لقادة الجيش الإسرائيلي إن جنودهم يموتون بلا سبب: "إنهم يموتون في حرب تطهير عرقي". ووفقا للكاتب، إذا كان مشروع المساعدات الإنسانية قد أودى بحياة مئات الفلسطينيين في غزة، فإن الترحيل سيودي بحياة عشرات الآلاف منهم، محذرا أن لا شيء سيحول دون تنفيذ إسرائيل خطتها. ويبدو أن ليفي يلمح بذلك إلى تواطؤ دولي. وفي مقاربة موحية تنطوي على سخرية، أشار في ختام مقاله إلى ديفيد برنيع ليس بصفته مسؤول الموساد، بل رئيسا لما أسماها "الوكالة المركزية للهجرة الفلسطينية"، حتى إنه وصفه بـ"موظف كبير مطيع، لم يسبق أن تسبب في أي احتكاك مع رؤسائه". وتساءل ليفي: "هل يبدو ذلك مألوفا؟". وقال متهكما: "إذا طلبت منه إنقاذ رهائن، سيفعل. وإذا طلبت منه التحضير لترحيل ملايين الأشخاص، فهذه مهمة لا تسبب له مشكلة، فهو، في النهاية، مجرد منفذ للأوامر".