logo
أمريكا عجز مكلّل بالهزيمة

أمريكا عجز مكلّل بالهزيمة

26 سبتمبر نيتمنذ 4 أيام
إجماع أمريكي صهيونيّ على عجزهما عن وضع حدّ لهجمات انصار الله بالصّواريخ الباليستيّة والمجنّحة والطّائرات المسيّرة التي تفرض حصاراً على السّفن في البحر الأحمر إضافة إلى الهجمات التي تطال عمق كيان العدو الاسرائيليّ، إجماع أقرّت به واشنطن قبل تل ابيب.
بل إنّ اعتراف واشنطن بالعجز سبقه أنسحاب امريكيّ مذلّ بعد إعلان ترامب في أيار الماضي عن وقف العمليّات العسكريّة ضدّ الحوثيين مقابل التزام اليمن بعدم استهداف السّفن الأميركيّة في البحر الأحمر مع استمرار استهداف السفن الاسرائيليّة من قبل القوّات المسلّحة اليمنيّة في البحر الأحمر ممّا شكّل انتصاراً كبيراً لليمن في مواجهة أكبر حملةٍ عسكريّة أمريكيّة واجهها اليمنيّون منذ وقف العدوان السّعودي الأمريكي الصّهيوني. أمّا تل أبيب فقد شهدت إجماعاً سياسيّاً وعسكريّا وإعلاميّا بالاعتراف بالفشل الذّريع في مواجهة الصّواريخ اليمنية التي تطال عمق كيانهم إضافة إلى عجزهم عن وقف أو الحدّ من العمليّات التي تطال السّفن الصهيونيّة وسفن الشركات التي تتعامل معه. وما كلام كبار القادة العسكريين في جلساتهم المغلقة عن أنّ الهجمات الصّاروخية من اليمن باتت تشكل تحدياً كبيراً لكيانهم لم يشهدوه منذ تأسيسه معترفين بأنّ أنظمة الدّفاع الجوي الحالية التي صُمّمت لمواجهة تهديداتٍ قريبةٍ ومتوسطة المدى باتت عاجزةً عن التّصدي للصّواريخ اليمنيّة المجنحة والطّائرات المسيّرة التي تشكّل تهديداً كبيراً للكيان ولملاحته في البحر الأحمر. هذا التّقدير العسكري للعدوّ استدعى من وزارة الحرب في الكيان الغاصب إجراء محادثات مع وزارة الحرب الأمريكيّة وطرح إدخال منظوماتٍ دفاعيّةٍ جديدة مثل الليزر والصّواريخ المضادّة للكروز بالرّغم من أنّ تحقيق ذلك يحتاج إلى سنواتٍ وهذا يبرز التفوّق العسكريّ لليمن المحاصر والخارج من عدوان وحرب كونيّة استمرّت لتسع سنوات تقريبا فالمعادلة الجديدة التي رسمها اليمن تخطّت معادلات الرّدع الى مستوى الهجوم في معركةٍ قد تستمرّ لسنوات وهو ما أشار إليه المتحدّث باسم جيش العدو الاسرائيليّ دانيال هغاري قائلاً: "بأنّ الحوثيّين تحوّلوا من فصيلٍ يمنيٍّ محليٍّ إلى ذراعٍ استراتيجيّةٍ إيرانيّةٍ قادرة على تهديد إسرائيل من آلاف الكيلومترات نحن نراقب مؤشّراتٍ على تنسيق عملياتيّ متزايد بين الحوثيين وحزب الله في مجال الصّواريخ الدقيقة والطّائرات المسيّرة، ويقلق المؤسّسة الأمنية بشدّة، لأنّ الجبهة اليمنيّة قد تفتح باباً لهجماتٍ مشتركةٍ ومتزامنةٍ مع الجبهة اللبنانية والسورية. والتحدّي الآن هو في تطوير قدرةٍ استخباراتيّة تتيح لنا ضرب مصادر التهديد في اليمن دون الغرق في مستنقع حرب لا نهائيّة. أمّا وزير حرب العدو الصهيوني يوآف غالانت فقد اعلن بأنّ إسرائيل لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هجمات الحوثيّين التي تستهدف مصالحها البحريّة والتجاريّة إذا استمرّت الاعتداءات، فسنتعامل مع التهديد كما لو كان في بيروت أو طهران ولا خطوط حمراء لدينا عندما يتعلّق الأمر بالدّفاع عن أمننا القومي ّرسالتنا واضحة: الرّد على المساس بمصالحنا قد يأتي في أي زمان ومكان، بما في ذلك صنعاء، أمّا على المستوى الإعلامي فقد تحدّث الإعلام العبريّ عن فرض ا"لحوثيين" معادلاتٍ جديدة على العدو سواء في البحر أو في عمق الكيان وفي هذا الصّدد كتب الإعلامي الصّهيوني تال ليف رام مقالاً تحليليّاً في صحيفة معاريف أشار فيه إلى أنّ "الحوثيّين" فرضوا على إسرائيل معادلة ردعٍ بحريّة لم تعرفها منذ عقود. لم تعد عملياتهم مجرد رسائل سياسيّة ، بل تحوّلت إلى كلفةٍ اقتصاديّةٍ مباشرةٍ على الدّولة العبريّة فشركات الشّحن الاسرائيليّة تتكبّد خسائر هائلة بسبب اضطرارها لسلوك طرق بديلة عبر رأس الرّجاء الصالح بدلاً من قناة السويس، مع ما يرافق ذلك من تكاليف تأمين مرتفعة والأخطر من ذلك أنّ الهجمات اليمنية عزّزت شعور الخصوم، خاصّة إيران وحزب الله، بأنّ إسرائيل غير مستعدة فعلياً لفتح جبهةٍ عسكريّةٍ جنوب الجزيرة العربيّة هذا الواقع يضع المؤسّسة الأمنيّة أمام سؤال استراتيجي: هل يمكن الاستمرار في تجاهل اليمن كجبهةٍ ناشطةٍ ضدّ إسرائيل أم أنّ الخيار العسكري المباشر بات حتمياً.
وعليه فإنّ كيان العدو بات أمام أزمةٍ كبيرةٍ تهدّد وجوده في ظلّ تآكل قدراته العسكرية وعجزها عن صدّ الهجمات اليمنيّة ممّا يفرض عليه وفقاً لبعض التّقارير والدّراسات الصّهيونية والغربيّة والأمريكيّة ومنها ما كتبه في معهد واشنطن المحلّل المتخصّص في الشّؤون الأمنيّة والدّفاعيّة المتعلّقة بإيران ومنطقة الخليج فرزين نديمي والباحثة بصناعات الطاقة والشّحن في الشّرق الأوسط، مع تركيز خاص على لبنان والعراق نعوم ريدان تحت عنوان هجمات مميتة تُبرز تزايد هيمنة "الحوثيين" على الملاحة في البحر الأحمر، وهذا الأمر يتطلّب من كيان العدوّ وفقاً للتقارير إعادة رسم استراتيجيته في البحر الأحمر، ليس فقط عسكرياً بل دبلوماسيّاً وأمنيّاً أيضاً من خلال تعزيز التّعاون مع دول مثل إريتريا، السودان، وجيبوتي، وتوسيع البُعد الاستخباراتي في تلك المناطق لضمان مراقبة أفضل لتحركات "الحوثيين" والسّفن الإيرانيّة وهذا يضيف للكيان اعترافا آخر بالهزيمة الاستخباراتيّة في اليمن لعدم توفر مصادر له وعجزه عن إحداث ثغرةٍ أمنيّة في صنعاء إضافة إلى اعترافه بوجود ثغرة خطيرة في منظومته الدّفاعيّة البحريّة والجويّة خاصّة
تجاه الصّواريخ المجنّحة والمسيّرات كلّ تلك الإخفاقات جعلت اليمن متفوّقاً على العدو بالرّغم من عدم التّوازن العسكريّ مع الكيان الذي يمتلك أحدث ترسانة عسكريّة في العالم ودعماً أمريكيّاً وغربيّاً مفتوحاً منذ السابع من أكتوبر ولا زال حتى اليوم لكن كلّ ذلك فشل في وقف أو الحدّ من الهجمات اليمنيّة سواء في البحر الأحمر أو في عمق الكيان والأيام القادمة ستثبت أكثر فأكثر بأنّ اليمن العصي على الجبابرة سينتصر للأمّة وغزة ولن يهزم..
*كاتب وإعلامي لبناني
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زعيم الحوثيين يهدد إسرائيل بخيارات تصعيدية إضافية ويكشف إجمالي الهجمات المتبادلة
زعيم الحوثيين يهدد إسرائيل بخيارات تصعيدية إضافية ويكشف إجمالي الهجمات المتبادلة

اليمن الآن

timeمنذ 27 دقائق

  • اليمن الآن

زعيم الحوثيين يهدد إسرائيل بخيارات تصعيدية إضافية ويكشف إجمالي الهجمات المتبادلة

هدد زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، الخميس، إسرائيل بخيارات تصعيدية إضافية دعما لقطاع غزة. وقال الحوثي في كلمة متلفزة إن" جبهة الإسناد من يمن الإيمان والجهاد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس مستمرة، وعملياتنا في هذا الأسبوع نفذت بـ11 ما بين صاروخ فرط صوتي وطائرة مسيرة باتجاه فلسطين المحتلة ضد العدو الإسرائيلي". وأضاف الحوثي أن "حظر الملاحة البحرية على العدو الإسرائيلي مستمرة، وميناء أم الرشراش(إيلات) عاد إلى الإغلاق التام، وهذا يمثل خسائر كبيرة للعدو وهزيمة بكل ما تعني الكلمة". ومضى قائلا " موقفنا رسميا وشعبيا، على المستوى العسكري وفي كل المجالات، لن نألو جهدا في نصرة الشعب الفلسطيني، ومع هذه المأساة التي نشارك الشعب الفلسطيني فيها الآلام والأحزان والأوجاع نسعى لدراسة خيارات تصعيدية إضافية وتطوير قدراتنا العسكرية لتكون أكثر فاعلية في التنكيل بالعدو الإسرائيلي والضغط عليه". وتحدث بأن " العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي فشل في منع الموقف اليمني المساند لغزة المناصر للشعب الفلسطيني جهادا في سبيل الله ". وتحدث الحوثي بلغة الأرقام حول الضربات التي تلقتها مناطق سيطرة الجماعة قائلا " بلغت الغارات على اليمن 2843 غارة وقصفا بحريا وفيها المئات من الشهداء والجرحى". وحديث الحوثي يشير إلى إجمالي الضربات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية على مناطق سيطرة الجماعة في اليمن منذ مطلع العام 2024. وفي المقابل، كشف الحوثي عن إجمالي هجمات الجماعة على إسرائيل والسفن منذ أكتوبر عام 2003 قائلا " عملياتنا نفذت من بداية الإسناد لقطاع غزة بـ1679 ما بين صواريخ وطائرات مسيرة وزوارق حربية".

الفنان يحيى عنبة يسامح مالك فندق مريس بعد اقتحام جناحه دون قصد
الفنان يحيى عنبة يسامح مالك فندق مريس بعد اقتحام جناحه دون قصد

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

الفنان يحيى عنبة يسامح مالك فندق مريس بعد اقتحام جناحه دون قصد

أكد الفنان يحيى عنبة عفوه التام عن مالك فندق بمدينة مريس، بعد اقتحامه الجناح الذي كان يقيم فيه مع أسرته، مشيرًا إلى أن الواقعة جاءت دون قصد منه. وأوضح عنبة أن مالك الفندق برر الواقعة بأن المفتاح كان خارج الغرفة، ولم يكن يتوقع وجود أسرة داخل الجناح وقت الاقتحام. وأكد يحيى عنبة في تصريحات صحفية: 'الدنيا حق الله، وما أحد معه يشل شي'، مؤكدًا سماحه الكامل لمالك الفندق، ووجه رسالة مباشرة لـ'محمد عبده الجعفري' قائلًا: 'وانا عافي عن الأخ محمد عبده الجعفري'. مليشيات المجلس الانتقالي تحاصر فندق إقامة لجنة برلمانية في المكلا وتمنعها من مكافحة الفساد في اجتماع طارئ.. البرلمان اليمني يدين تعطيل لجانه الرقابية ويؤكد المضي في محاربة الفساد رغم عراقيل رئاسة الحكومة والانتقالي وزير الدولة عبدالغني جميل يطالب بإطلاق سراح القيادي الحوثي محمد الزايدي ويثير جدلًا واسعًا وأشار إلى تجاوزه تحركات التحكيم التي تلقاها من وكيل محافظة أب محمد الجبري، مؤكدًا ارتفاعه عن الخلافات بفضل دعم أهل الخير، ومن بينهم 'أخوي محمد الجعفري راعي الفندق'، الذي أعاد التأكيد على ملكية الله للدنيا. جاءت تصريحات عنبة ضمن تفاعل واسع مع الواقعة، التي أثارت جدلًا على خلفية عدم التزام بعض الجهات الفندقية بإجراءات الخصوصية، فيما لاقى قرار العفو ترحيبًا واسعًا بين متابعيه.

السلطة القضائية تدعو للمشاركة الواسعة في مسيرة (نصرة لغزة ومقدسات الأمة)
السلطة القضائية تدعو للمشاركة الواسعة في مسيرة (نصرة لغزة ومقدسات الأمة)

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 2 ساعات

  • 26 سبتمبر نيت

السلطة القضائية تدعو للمشاركة الواسعة في مسيرة (نصرة لغزة ومقدسات الأمة)

استجابةً لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله –، أكدت السلطة القضائية في الجمهورية اليمنية ممثلة بالمجلس الأعلى للقضاء ووزارة العدل وحقوق الإنسان انخراطها الكامل في معركة الوعي والموقف، ودعت كافة منتسبيها، وكذا أبناء الشعب اليمني الأحرار، إلى التحشيد والخروج الكبير للمشاركة الفاعلة في المسيرة المليونية تحت شعار: "لن نتهاون أمام إبادة غزة واستباحة الأمة ومقدساتها" والتي ستقام اليوم الجمعة بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وبقية الساحات في المحافظات. وأكدت السلطة القضائية أن المشاركة الواسعة تعبّر عن موقف الشعب اليمني الحي والواعي، ومبادئه الثابتة في مناصرة القضية الفلسطينية، ورفضه للصمت الدولي المعيب تجاه جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزة. كما دعت كل الأحرار إلى تحويل هذا الحشد إلى صرخة مدوية في وجه الكيان الصهيوني وأعوانه، وتجديد العهد مع مظلومية فلسطين، ومواصلة التحرك الجاد ضمن معادلة الردع التي أعلنها السيد القائد نصرةً لغزة والقدس والمسجد الأقصى المبارك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store