محمد بركات الطراونة يكتب: ذكرى الكرامة مبعث الفخر والاعتزاز
بقلم : محمد بركات الطراونة
في الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام، تطل علينا مناسبة عزيزة على قلوب الأردنيين و أحرار العرب وهي ذكرى معركة الكرامة الخالدة، التي انتصر فيها جيشنا العربي المصطفوي على قوى الظلم والعدوان، الانتصار الذي برهن ان جيشنا العربي المصطفوي يقهر الذي يدعي أنه لا يُقهر..
معركة الكرامة أعادت الاعتبار للجيوش العربية، واحبطت مخططات الاحتلال في الظفر باراض عربية، كفاءة العسكرية الأردنية كانت أهم عوامل النصر في هذه المعركة، انها معركة الكرامة التي أعادت كرامة وعزة الأمة، ورفعت المعنويات عند المواطن العربي بعد هزيمة عام ٦٧.
إنها ذكرى معركة الكرامة الشاهدة على ما حققه نشامى القوات المسلحه الجيش العربي من تضحيات وبطولات، دفاعًا عن تراب الأردن الطهور، وكرامة الامه العربية، واحيت الأمل في نفوس أبناء الامة أنها قادرة على النهوض، عند توافر العزيمة والتصميم والارادة، وسط معنويات عالية من الجيش بعدما وضع هدفًا واضحًا ومحددًا، يتمثل في النصر أو الشهادة..
إنها معركة المواجهة بين الروح المعنوية العالية وقوة عسكرية معتدية، معركة وضعت الأردن على خريطة التميز والإنجاز، ورفعت راية الوطن والامة عاليًا، إنها معركة خالدة، تمثلت فيها التضحية والمثابرة والصمود بإرادة وعزيمة، تفوقت على كل الظروف المحيطة واوجدت واقعًا جديداً أعاد للامة كرامتها..
تجسدت في هذا اليوم أسمى معاني القيم السامية وعناوين الصبر والنصر والشهادة، بعثت الأمل في النفوس، وزادتنا فخرا ببطولات شهدائنا الأبرار أبطال معركة الكرامة الذين جادوا بارواحهم، حملوا على عاتقهم معاني التضحية والمجد والكرامة والعزة، وفي هذه الذكرى ستبقى معركة الكرامة خالدة فينا عبر الأجيال، حوّل فيها أبطال القوات المسلحة الصعاب والتحديات إلى همة وعزيمة وارادة صلبة على تحقيق نصر،
ثأرا لكرامة الأمة، ودفاعا عن ثرى الوطن الغالي، إنها ذكرى تمثل تاريخًا مشرفاً وناصعًا، برزت فيه عناوين التصميم على النصر أو الشهادة، إنه يوم خالد في تاريخ الأمة سجل فيه أبطالنا أروع معاني النصر.
معركة الكرامة تدون في سجل التاريخ العربي بأحرف من المجد والخلود، دحرت أهداف إسرائيل في تحطيم قدرات جيشنا العسكرية وزعزعة ثقته بنفسه بعد حرب حزيران..
معركة كانت فيها روح القتال والتصميم على تحقيق النصر في أعلى مستوياتها لأنها نابعة من عزم الأردن وتصميمه على تحقيق النصر لمنع محاولات إسرائيل التوسع على حساب أرضنا الطهور، إنها معركه غلبت فيها الإرادة القوة العسكرية المزعومة، معركة الكرامة كانت شاهدًا على الروح القتالية والمعنويات العالية، التي تحلى بها الجيش الأردني في المعركة مخترقًا ومتحديًا الإمكانيات العسكرية التي تميل لصالح العدو من خلال العزيمة، معركة الكرامة تبعث في نفوس الأجيال الثقة بالقدرة على تحقيق الهدف عند توافر العزيمة والارادة..
في هذه المناسبة نحيي جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية وابناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وأبناء الوطن الفخورين ببطولات جيشنا العربي المصطفوي، ونترحم على روح قائد معركة الكرامة الراحل الكبير الحسين طيب الله ثراه، وكل البواسل الذين سيّجوا حدود الوطن بزنادهم ودمهم، وافتدوا الوطن بالمهج والأرواح.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
الاستقلال منطلق الإنجاز ولحظة فارقة في تاريخ الأردن
رفاد عياصره عيد الاستقلال مناسبة وطنية هامة ويمثل لحظة فارقة في تاريخ الأردن، حيث تمكن الشعب الأردني وبكفاح الآباء والأجداد وبقيادة جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين رحمه الله الذي وضع اللبنة الأساسية لهذا الحمى الهاشمي الأصيل فكان الاستقلال . وشكّل الارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأردني والنهوض بنوعية الخدمات المقدمة له جوهر أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني وأبرز اهتماماته حيث حرص جلالته منذ توليه سلطاته الدستورية وحتى اليوم على معالجة قضايا الشأن الوطني العام لضمان توفير حياة ومستقبل أفضل للأردنيين. وقال رئيس بلدية جرش احمد العتوم ان المشاريع والمبادرات الملكية التي اطلقت ونفذت منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية ساهمت في إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة لابناء محافظة جرش. وعززت المبادرات الملكية التنمية في مختلف المجالات وأستهدفت تحسين الظروف والأوضاع المعيشية للمواطنين بالإضافة الى النهوض بواقع البنى التحتية في القطاعات الخدمية وتمكين مؤسسات المجتمع المدني وتفعيل دور الجمعيات الخيرية والتعاونية خصوصا الفاعلة والمتميزة وتمكينها من تنفيذ المشاريع الإنتاجية والتشغيلية باعتبارها شريك فاعل في العمل الإنساني والخيري. واشار ان محافظة جرش حظيت باهتمام ورعاية جلالة الملك من خلال مشاريع وانجازات ومبادرات عديدة شملت مختلف القطاعات ، مبينا ان هذه المشاريع الملكية تاتي كنهج دائم ومستمر ومتواصل لقائد بادل شعبه الحب بالحب حيث يحرص جلالته كل الحرص على خدمة ابناء شعبه من خلال العمل الدؤوب نحو غد أفضل للوطن وللأردنيين بإطلاق وتنفيذ مشاريع هادفة ومميزة للإسهام في تطوير وتقدم الوطن . واكد رئيس الاتحاد العام للجمعيات الخيرية فرع جرش زيد الزبون، أن جلالته ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية يحرص دائماً على التواصل مع أبناء شعبه والالتقاء بهم في مواقع سكناهم والاستماع إلى المشاكل والتحديات والهموم والمطالب وتحقيق مستقبل أفضل من خلال تأكيد جلالته أهمية العمل الجماعي والتشاركية بين مختلف المؤسسات والقطاعات وتحققت في عهد جلالته وعلى كل المستويات الوطنية والعربية والعالمية خدمة للمواطن في كل مكان وتحقيق امنه الوطني . وبين رئيس مجلس محافظة جرش رائد العتوم ان المبادرات الملكية جاءت لإيجاد حلول واقعية للتحديات التنموية في المجتمعات المحلية وتلبية إحتياجات الفئات المستهدفة من خلال التعاون وتكامل الجهود بين إدارة ومتابعة تنفيذ المبادرات في الديوان الملكي الهاشمي والجهات الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني. وقال جاءت إقامة مجالس المحافظات «اللامركزية» انسجاماً مع تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني وتأكيده المستمر على انجاحها وان تنسجم الحكومة مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه مشروع اللامركزية وصولا لمجالس حقيقية لا استشارية. واكد رئيس غرفة تجارة جرش علي الدندن حرص جلالته المستمر على تعزيز أهمية التخطيط الجيد، وأن يقوم الجميع بمسؤولياتهم لتقديم الأفضل للأردن وتجاوز التحديات التي تزيد من الإصرار على الإنجاز والاستمرار في البناء والتنمية الشاملة. وعبر الوجيه محمد البرماوي عن اعتزازه بالقيادة الهاشمية وجهود جلالته المتواصلة للمضي بمسارات التحديث والتطوير ودعمه المتواصل أيضا للمرأة لتمكينها لتصل إلى مراكز صنع القرار. وفي محافظة جرش اطلقت حُزمة من المبادرات الملكية التنموية والتطويرية والمشروعات والتي تجاوزت تكلفتها الاجمالية 20 مليون دينار في قطاعات التربية والتعليم والصحة والتنمية الاجتماعية ودعم المشروعات الإنتاجية والشؤون البلدية والسياحة. وشملت المبادرات بناء 100 وحدة سكنية من مساكن الأسر العفيفة التي يتم اختيارها وفق منظومة من الأسس والمعايير التي تعتمدها وزارة التنمية الاجتماعية وإنشاء مصنع في المحافظة ضمن مبادرة الفروع الإنتاجية سيسهم في توفير فرص عمل ومصدر دخل لحوالي 200 – 400 من أبناء وبنات المحافظة وتوفير وسائط نقل لهم وتطوير مجمع جرش الرياضي ليصبح نواة رياضية متكاملة لاحتضان إبداعات الشباب ومواهبهم وإنشاء مركز صحي وتجهيزه في منطقة مقبلة وإنشاء مبنى جديد لمدرسة نحلة الأساسية للبنين وفقا لأعلى المواصفات الفنية. كما حظيت بلدية جرش الكبرى بالعديد من المكارم الملكية ومنها مشاريع الحدائق وقاعة متعددة الأغراض في منطقة مقبلة ومشروع صناعة الاعلام والرايات وتزويد البلدية بعدد من الاليات لتمكنها من اداء عملها بالإضافة لرصد مبلغ 500 ألف دينار لمشاريع مؤسسة اعمار جرش والتي شكلت إضافة نوعية الى الخدمات التنموية التي تقدمها البلدية. وترجمة للتوجيهات الملكية تم اقامة مبنى لمحكمة بداية جرش بتمويل من الاتحاد الاوروبي بكلفة إجمالية تصل إلى 6 ملايين و 276 ألف دينار من اجل تعزيز القضاء وتطويره بما ينعكس على واقع الخدمات المقدمة للقضاة والمواطنين بالاضافة الى البدء بانشاء مسبح نصف أولمبي و مدرجات للمجمع الرياضي بلغت نسبة الإنجاز فيه 47% ، والبدء بالمرحلة الثانية من انشاء كلية جرش التقنية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية والتي وضع جلالة الملك حجر الاساسي لمركز التميز السياحي وترميم الاثار فيها. وفي القطاع الصحي تم انشاء مستشفى جرش الحكومي وتوالت الانجازات من خلال الحرص على تقديم افضل الخدمات الصحية لابناء المحافظة حيث تم افتتاح مركز صحي ساكب من خلال منحة من الصندوق السعودي بتكلفة مليون وثلاثمئة الف دينار وبمساحة حوالي 1100 متر مربع ومركز صحي جُبَّة بمنحة كويتية بتكلفة مليون ومئتي الف دينار وبمساحة 650 مترا مربعا.

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
عيد الاستقلال .. مجد يتجدد
يا أردن، يا وطناً شامخاً كجبالك، عزيزاً ككرامة شعبك، نقياً كهوائك، طيباً كأهلك... في عيد استقلالك ترتفع الأيادي بالدعاء، وتتحد القلوب على حبك، وتتوحد الأصوات مرددة: "أردن يا حبيبي، نحبك حباً لا يُقاس، ونفديك بأرواحنا وأغلى ما نملك." في هذا اليوم، تتلألأ سماء الأردن بزينة المجد، وتُضاء القلوب بمشاعل الفخر، في هذا اليوم الذي لا يشبه سواه، اليوم الذي كتب فيه الأردنيون أول سطور الحرية، وأعلنوا للعالم أن هذا الوطن عصيّ على الانكسار، وأن في عروقه تجري دماء العزة والكرامة. إنه عيد الاستقلال، يوم الكرامة الوطنية الخالدة، ويوم الوفاء للأرض، وللشهداء، وللقيادة التي جعلت من الحلم وطناً، ومن الوطن قصة مجد لا تنتهي. فالاستقلال ليس مجرد ذكرى نحتفل بها، بل هو شعور متجذر في الوجدان، وهو قيمة نعيشها كل يوم حين نرى راية الأردن ترفرف عالية، بكل فخر وشموخ. إنه تتويج لتضحيات الأحرار، وبصمة خالدة في صفحات التاريخ صنعها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ورفعوا راية الوطن في وجه التحديات، وأقسموا أن تبقى الأرض حرة، والسيادة مصونة، والكرامة محفوظة. في عيد استقلالك يا أردن، لا تكفي الكلمات، ولا توفيك الحروف حقك، فأنت لست وطناً كغيره، بل روح تسكن فينا، وتاريخ نحمله على أكتافنا، وحاضر نرعاه بكل حب، ومستقبل نكتبه بإرادة لا تعرف التراجع. فيك اجتمع المجد والشرف، وتوحدت القلوب على حبك، واتفقت الأرواح على أن لا عزّ إلا بك، ولا كرامة إلا تحت رايتك، ولا فخر إلا بالانتماء إليك. وفي هذا اليوم الأغر، نقف إجلالاً واعتزازاً بقيادتنا الهاشمية التي حملت الأمانة، وصانت الاستقلال، وكرّست كل الجهد لبناء الدولة، وترسيخ العدالة، وإعلاء شأن الأردن بين الأمم. نقف بكل حب واحترام خلف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، القائد الذي جعل من التحديات فرصاً، ومن العزيمة درباً، ومن الإنسان الأردني محوراً لكل تطور ونهوض. نبايعك يا سيدي، ونقول لك في عيد الاستقلال: ماضون خلفك بعهد لا يتغير، ووعد لا يُنكث، وإيمان لا يتزعزع. فأنت ياسدي صوت الحق في زمن كثرت فيه الأصوات، وانت الحكمة في عالم مضطرب، وانت السند لكل أردني وأردنية، والأب القريب من شعبه، الذي جعل الأردن واحة للأمن والاستقرار، ومحطّ أنظار في الإقليم والعالم. نفاخر بك الأمم، ونعتز بك قائداً يليق بوطن عظيم، ونمضي معك نحو المستقبل بثقة لا تعرف المستحيل. وفي هذه المناسبة الخالدة، نرفع راية الوطنية الصادقة، ونغرس في قلوب الأجيال حب الوطن والإخلاص له، والوفاء لقيادته، ونعلنها بوضوح: إن من خان الوطن، أو باع كرامته، أو شكك في رموزه، لا مكان له بيننا، ولا شرف له بين الأوفياء. فالأردن حصن منيع لا يتزعزع بولاء أبنائه، ولن تنال منه أبواق الحقد ولا سهام الخيانة. نحن شعب يرفض الغدر، ويحتقر الجحود، ويقف صفاً واحداً في وجه كل من يحاول زعزعة أمنه أو تشويه صورته، فالوطن أعظم من كل المصالح، وأبقى من كل المؤامرات. يا أردن، في عيدك يطيب الكلام، ويزهو الشعر، وتزهر القلوب بحبك. نقف جميعاً، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، جنوداً ومعلمين، فلاحين وأطباء، نرفع أيدينا للسماء، نطلب لك دوام العزّ والمنعة، ونقول: كل عام وأنت بخير، يا مهد النشامى، ويا أرض البطولة، كل عام وقائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني بخير، عزّاً وتمكيناً وسؤدداً، كل عام وجيشنا العربي الباسل درع الوطن وحصنه المتين، كل عام وشعبنا الأردني في وحدة لا تفرقه عواصف، ولا تنال منه الشدائد، كل عام وأنت حرّ يا وطني، أبيّ، مرفوع الراية، نقيّ الأرض والسريرة، موحّد الصف، عظيم بقيادتك، خالد بعطاء أبنائك. عاش الأردن حرّاً أبيّاً، وعاش الاستقلال عيداً يتجدد في القلوب قبل أن يُحتفل به في الساحات، وكل عام وأنت المجد يا أردن، وكل عام وأنت الحُبّ..

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
الجيش حامي الاستقلال
بقلم : العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد نحتفل هذا العام بالذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، والأردن يمرُّ بظروفٍ استثنائيةٍ وخطيرة، يعيشها العالم بشكلٍ عام، والعرب على وجه الخصوص. وفي ظل هذه الأجواء، يثبت الأردن كما هو عبر تاريخه الطويل أنه دولة ذات سيادة واستقلال وقانون، بالرغم من مروره بسنواتٍ عجافٍ ازدادت حدَّتها في الخمسة عشر عاماً الأخيرة، إذ يعيش أجواءً ملتهبة في محيطه أطاحت ببعض دول المنطقة، وخاصةً العربية منها، وما زالت هذه الدول حتى الآن تعاني من حالة عدم الاستقرار، بانفلات الأمن والأمان فيها. إلا أن الأردن، وقيادته الهاشمية الحكيمة، يزداد قوةً ومنعةً وصلابةً في مواجهة كل التحديات التي تُحاول التأثير على قراره السياديّ الحرّ، وخاصةً في هذه الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها المنطقة ككل. وما يجري في قطاع غزة وفلسطين الآن من حربٍ إجرامية تهدف إلى إبادة الجنس البشري بطريقة وحشية منذ عامٍ ونصف العام ونيف، حيث يرتكب جيش الاحتلال أبشع أنواع الجرائم في تاريخ البشرية من قتل المدنيين والأطفال الرُّضَّع والشيوخ والنساء، وهدم البيوت على ساكنيها دون رأفةٍ أو رحمة، وممارسة سياسة التجويع والتشريد بهدف التهجير القسريّ لأبناء قطاع غزة. في هذه الأجواء كلّها، استطاع الأردن أن يخرج من ذلك أقوى وأمتن، معبّراً عن موقفه مما يجري بكلّ جرأةٍ وصراحة، نابعاً من انتمائه لأمته وعقيدته الدينية السّمحة. ويعود الفضل -بعد الله سبحانه وتعالى- لسياسة قيادته الهاشمية الحكيمة الشجاعة، التي تسلّمت نظام الحكم عبر تاريخ المملكة مروراً بممالكها الأربعة بقيادة الهاشميين منذ الثورة العربية الكبرى، التي جاءت من أجل حرية وكرامة العرب واستقلالهم، فجاء الأردن ثمرةً من ثمارها، وجيشه العربي الهاشمي المنبثق من جيش الثورة العربية الكبرى، حامي الاستقلال ومنجزاته ومقدّراته. أما منتسبوه، فهم كما وصفهم جلالة الملك عبدالله الثاني: 'الأصدق قولاً، والأخلص عملاً'، وبعد الإحالة على التقاعد وصفهم بأنهم: 'بيت الخبرة، والرديف القويّ للجيش النظامي إذا دعت الحاجة'. فمن خلال مواكبة هذا الشعب الأردني العظيم للمنجزات الكبيرة التي تحققت منذ الاستقلال وحتى وقتنا الحاضر، صاغ الأردن قصّة وجوده منذ تأسيس إمارة شرق الأردن رسمياً عام 1923، وحتى الاستقلال الذي نحتفل به منذ عام 1946، في عهد الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين، الذي قضى شهيداً على عتبات المسجد الأقصى دفاعاً عن القدس والمقدسات. ثم عهد الملك طلال، محدّث الدستور الأردني، إلى عهد الملك الراحل الحسين، أغلى الرجال وأشرف النسب، باني نهضة الأردن الحديثة عبر نصف قرنٍ من الزمن تقريباً في مختلف المجالات، ومن ثم إلى جلالة الملك المعزّز عبدالله الثاني ابن الحسين -حفظه الله ورعاه- لقيادة الأردن بكل كفاءة واقتدار، للسير على خطى من سبقه من الهاشميين، مترسّماً نهج الأوائل، لينهض بالأردن بكافة الصُّعُد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى أكمل وجه وليأخذ موقعه على الخريطة الدولية، للوصول بالأردن إلى برّ الأمان، بالرغم من الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة. ومن خلال قيادته الهاشمية الحكيمة، عبّر الأردن عن موقفه في كلّ المنابر الدولية والأممية لإدانة هذه الحرب المسعورة على الفلسطينيين في قطاع غزة، والمطالبة بوقفها فوراً، ومنع التهجير، وفتح المعابر الحدودية لدخول المساعدات العلاجية والغذائية. وليس هذا فحسب، فقد مدّ الأردن يده للأشقاء، بإرسال المستشفيات العسكرية إلى الأهل في غزة والضفة، وأفشل جلالته المخطط الذي كان يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وقالها مدوّيةً وصريحةً من البيت الأبيض عند لقائه بالرئيس الأمريكي ترامب، مؤكداً رفضه القاطع لخطة التهجير التي كانت تسعى إليها أمريكا وإسرائيل. وما زال جلالته يردّد هذا الموقف من خلال 'اللاءات الثلاث' المعروفة. وكان الأردن الأول في العالم، والمبادر بإسقاط المساعدات من الجو، بمشاركة شخصية من جلالة الملك عبدالله الثاني ووليّ عهده سمو الأمير الحسين، بالرغم من المخاطر التي قد تترتب على ذلك في ظل الحصار القاسي. وهذا ليس بجديد على الأردن وتاريخه العريق في مثل هذه المواقف. ونحن نتفيّأ هذه الأيام ظلال هذه الذكرى العطرة المجيدة، ونستذكر من خلالها ما حقّقه الأردن من منجزات عظيمة مكّنته من الثبات والتطوّر في كل المجالات، فإننا لا بدّ أن نرجع الفضل لصاحب الفضل، بكلّ وفاءٍ وعرفان، لصانع المجد والاستقلال، ومؤسس المملكة الذي نذر نفسه دفاعاً عن قضايا العرب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتي استُشهد في سبيلها الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين، الذي سعى منذ تشكيل أول حكومة أردنية برئاسة رشيد طليع في شهر نيسان من عام 1921، إلى رفع كيان هذه الأمة، حتى أصبحت مملكة مستقلة ذات سيادة عام 1946، لتكون للأردنيين دولتهم، وحريتهم، وتُصان كرامتهم. ليقف الأردن إلى جانب العروبة، ويدافع عن فلسطين، فمن هنا شارك الجيش العربي الأردني في معارك القدس، واللطرون، وباب الواد، والشيخ جراح، ليكون من أوائل المدافعين عن ثرى فلسطين ومشاركته في حرب ال٤٨ في كافة الحروب التي خاضها دفاعاً عن الأشقاء العرب وفي عام 1956 وبعد أن تحقق الاستقلال التام والكامل بتعريب قيادة الجيش ليمون الجيش عربيا بقرار عربي و وبهذا القرار تم تحديث وتطوير القوات المسلحة مما مكنها القيام لدورها على أكمل وجه لحماية الاستقلال الذي أنجز عام ١٩٤٦ وكانت أولى مهامه بعد التعريب أن شارك بصد العدوان الثلاثي على مصر عام ال٥٦ وفي حرب 1967، وحرب الجولان عام 1973، ولا ننسى النصر العظيم الذي توِّج بمعركة الكرامة الخالدة عام 1968، حيث تحقق أول نصرٍ للعرب منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي. لقد سطّر فيها الجيش الأردني أروع صور البطولة والفداء، لتحكي قصص نشامى الوطن، الذين تشهد لهم أضرحتهم في القدس، وجبل المكبر، وتل الذخيرة، وحيّ الشيخ جرّاح، وتلّة الرادار، على ما قدموه دفاعاً عن القدس والمقدسات ولا ننسى ما قام ويقوم به الجيش العربي من دوره خارجياً في حفظ السلم والسلام العالمي في العديد من دول العالم والتي كانت تعاني من حالة من عدم الاستقرار فيها....حيث كانوا بيد يحملون السلاح وبيد أخرى يحملون غصن الزيتون. ويقدمون الدعم والمساعدات الغذائية للشعوب التي انهكتها الحروب في الكثير من دول العالم التي عانت من ويلات الحروب... ويأتي احتفالنا هذا العام بالذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، ليُخرج الأردن من كلّ تلك المحن أقوى وأمتن، بالرغم من العواصف التي تحيط بالمنطقة، والوضع الاقتصادي غير المستقر، وتعرضه للكثير من الهزّات والرياح العاتية، التي اجتاحته منذ تأسيس المملكة وحتى وقتنا الحاضر. ومع ذلك، نسمع بين الحين والآخر من يُنكر أو يُشوّه الدور الأردني الكبير، بالرغم من وضوح موقفه تجاه الإخوة الأشقاء العرب، وفي فلسطين وقطاع غزة، وهو موقفٌ نابع من مبادئ رسالة الثورة العربية الكبرى، بالوقوف لما فيه مصلحة الأمة، وحريتها، واستقلالها، وكرامتها… وسيبقى هذا هو الموقف الأردني تجاه قضايا الأمة موقفاً قويا نابع من قوة قيادته وجيشه وشعبه....... مبارك للأردن، ولمليكنا المفدى، ولجيشنا العربي الهاشمي المصطفوي، حامي الحمى، وحامي الاستقلال ومنجزاته، ومبارك لشعبه الوفي. وسيبقى الأردن حراً عربياً هاشمياً مستقلاً، أبى من أبى، ورضي من رضي… وكل عام والوطن وقائده وجيشه وأجهزته الأمنية المختلفة وفرسان الحق، وشعبه العظيم، بألف ألف خير.