
خطة E1 الإسرائيلية: مشروع استيطاني يقوّض مشروع حل الدولتين
أعلنت إسرائيل عبر وزير ماليتها المتطرف بتسلئيل سموتريتش المصادقة على خطة E1، التي تقضي ببناء 3,401 وحدة استيطانية جديدة شرق القدس في منطقة تربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، وتقطع الضفة الغربية فعليًا إلى نصفين. هذه الخطوة لا يمكن فصلها عن السياق الأوسع لمخطط إسرائيلي مدروس لتفكيك أي أفق سياسي للقضية الفلسطينية وفرض واقع دائم من السيطرة الاحتلالية والاستعمارية.
تشكل خطة E1 واحدة من أكثر المشاريع الاستيطانية إثارة للقلق دوليًا. فهي، من الناحية الجغرافية، تفصل شمال الضفة الغربية (رام الله، نابلس، جنين) عن جنوبها (بيت لحم، الخليل)، وتقوّض الربط الجغرافي بينهما. بمعنى آخر، هي خطوة نحو إنهاء حلم الدولة الفلسطينية القابلة للحياة. ومن الناحية السياسية، تُعتبر ضربة قاصمة لأي عملية سلام تستند إلى قرارات الشرعية الدولية.
جاء الإعلان عن المشروع في ظل انشغال العالم بالحرب الدامية في قطاع غزة، وهي لحظة يراها اليمين الإسرائيلي مواتية لفرض وقائع استيطانية جديدة في الضفة الغربية، خصوصًا مع ضعف الرقابة الدولية. كما أن حكومة نتنياهو – المدعومة من أطراف يمينية استيطانية متشددة – ترى في هذه اللحظة فرصة لكسب أصوات القاعدة اليمينية التي تطالب بتوسيع المستوطنات وفرض السيادة الكاملة على ما تبقى من أراضي الضفة.
المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، سبق أن عبّر مرارًا عن رفضه لخطة E1، واعتبرها 'الخط الأحمر' الذي إن تم تجاوزه فسيُنهي تمامًا إمكانية حل الدولتين. ولكن، وعلى الرغم من الإدانات المتوقعة، فإن التجربة تشير إلى أن إسرائيل لا تواجه عقوبات أو ضغوطًا حقيقية تمنعها من الاستمرار في مخططها، ما يعزز حالة الإفلات من العقاب.
إن إعلان خطة E1 من شأنه أن يعمّق الانقسام الفلسطيني ويضغط على القيادة في رام الله، التي تواجه فقدانًا متزايدًا للثقة الشعبية بسبب عجزها عن إيقاف التمدد الاستيطاني. كما أنه يزيد من الاحتقان الشعبي، ويجعل سيناريوهات التصعيد في الضفة الغربية أكثر ترجيحًا.
إن خطة E1 ليست مجرد توسعة استيطانية بل إعلان سياسي ميداني بنهاية حل الدولتين. وإذا لم تتحرك الأطراف الدولية والعربية لوقفها، فإن ما تبقى من إمكانية الحل السياسي سيتبدد. على الدبلوماسية الفلسطينية والإعلام الفلسطيني التعامل مع هذه الخطة بوصفها تحديًا وجوديًا يتطلب استراتيجية جديدة للمواجهة، دبلوماسية وشعبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
جاهة اوروبية للبيت الأبيض
بعد لقاء القمة الذى جمع ترامب وبوتين فى الاسكا، والذى وصف بالمثمر والبناء من قبل الزعيمين، تعود أوروبا لتبحث عن دورها الجديد للمرحلة القادمة بعدما تم تغييبها من طاولة البحث التفاوضية، وأصبحت تدور بفلك الحاضنة المتلقية التي سيقتصر دورها للاطلاع على استخلاصات التوافق بالملفات الثلاثين التى تناولها على جدول الأعمال بعد وصولها من اللجان المشتركة التي كانت تعمل قبل موعد انعقاد لقاء القمة، وهى التوافقات التي ينتظر تنفيذها قبل أكتوبر القادم على حد وصف متابعين. وهذا ما يعني أن طبيعة الادوار الجيوسياسية اخذت بالتغير، كما طبيعة أدوار الأنظمة بحدودها الجغرافية وحدود نفوذها بدأت بالتبدل، الأمر الذي جعل من أوروبا تذهب للبيت الأبيض عبر جاهه سياسية من بوابة أوكرانيا التي تعتبر موقعه اقتتال الناتو وروسيا فى بيان الأمر، وذلك بحجة وقوفها مع الرئيس زلنسكي الغائب الحاضر فى معادلة التسوية السياسية لتأخذ القضايا الأمنية والعسكرية مكان البحث عن الشؤون السياسية وذلك لغايات التنفيذ، وهذا ما يتطلب من أوروبا إقراره بالخسائر الحدودية بموقعه أوكرانيا التي كانت قبل انتهاء الحرب الباردة جزء من جغرافية الاتحاد السوفيتي السابق، وهو ما أراد إظهاره الوزير سيرغي لافروف في بيان على أصدره أثناء مشاركته في أعمال القمة القطبية. الرئيس ترامب الذى سيلتقى على انفراد كل من زيلنسكي وزعماء أوروبا فى البيت الأبيض اليوم عليه واجب طمأنة الرئيس الأوكراني على دوره الرئاسي القادم مقابل إنهاء مسألة تبادل الأراضي مع روسيا، كما عليه واجب آخر يتمثل باحتواء الاتحاد الأوروبي اقتصاديا مقابل الاعتراف بالدور الروسي القادم جيواستراتيجيا ودور الصين القادم جيو اقتصاديا، وهذا ما يحمل رساله فيها بلاغ ضمنى تكشف عن ماهية دور اوروبا القادم فى بيت القرار الأممي التى لن تكون مشاركه فيه فى صياغة القرار بل بتنفيذه !. ولعل الجاهة الأوروبية التى يشارك فيها زعماء أوروبا الثلاث البريطاني والالماني والفرنسي إضافة لرئيسة الاتحاد تعتبر خطوه مهمه فى تثبيت مكانه اوروبا فى بيت القرار، حيث تحاول فيها هذه الجاهة من احتواء زيلنسكي اكثر من محاولتها للضغط على البيت الأبيض لوقف الحرب الدائرة في الخاصرة الشرقية لأوروبا، سيما وأن الاتحاد الأوروبي يدرك تماما أهمية المرحلة المفصلية التي تعيشها أوروبا سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا فى الاتجاهين الوجاهي والمعرفي مقارنة بحجم التقدم الذى وصلت اليه روسيا عسكريا والصين اقتصاديا ومعرفيا، وهذا ما يجعلها تتمسك بالولايات المتحدة وترضى بالمكانة التى تحددها واشنطن لها فى بيت القرار، وهذا ما يجعلها تدور بالفلك الأمريكي طوعا وليس فى بيت القرار الدولي في صياغة قراره، فإن درجة التأثير باتت لا تقوم على الندية مع الولايات المتحدة بل عبر دور وظيفي محدد تقدمه لها واشنطن فى تنفيذ الجمل التنفيذية، وهذا ما يجعل من أوروبا تدخل بيت القرار الأمريكي من حديقته الخلفية. على أمل أن نرى ذات الجاهة قريبا للبيت الأبيض وهى تحمل ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية بقيادة أوروبا حتى يتم الانتهاء من الملفين معا، وذلك لعودة الهدوء لأوروبا كما للشرق الاوسط الذى مازال يعانى من تدخلات إقليمية بطابع دولي تعمل على هدم مستقراته وتعيث بأجوائه السلمية منذ أكثر من 14 سنة، وهذا ما يجعلنا جميعا نقول الا يكفى الى هذا الحد فلقد سئمت مجتمعات الشرق الاوسط الصبر والتفهم ولغة القادم أجمل، و وصلت الى حد باتت خياراتها فيه تكون على اكون او لا أكون، وما يجعلها وقضاياها تستحق جاهه على غرار جاهة اليوم في البيت الأبيض.


الانباط اليومية
منذ 2 ساعات
- الانباط اليومية
جاهة اوروبيه للبيت الأبيض ؛
الأنباط - بعد لقاء القمة الذى جمع ترامب وبوتين فى الاسكا، والذى وصف بالمثمر والبناء من قبل الزعيمين، تعود أوروبا لتبحث عن دورها الجديد للمرحلة القادمة بعدما تم تغييبها من طاولة البحث التفاوضية، وأصبحت تدور بفلك الحاضنة المتلقية التي سيقتصر دورها للاطلاع على استخلاصات التوافق بالملفات الثلاثين التى تناولها على جدول الأعمال بعد وصولها من اللجان المشتركة التي كانت تعمل قبل موعد انعقاد لقاء القمة، وهى التوافقات التي ينتظر تنفيذها قبل أكتوبر القادم على حد وصف متابعين. وهذا ما يعني أن طبيعة الادوار الجيوسياسية اخذت بالتغير، كما طبيعة أدوار الأنظمة بحدودها الجغرافية وحدود نفوذها بدأت بالتبدل، الأمر الذي جعل من أوروبا تذهب للبيت الأبيض عبر جاهه سياسية من بوابة أوكرانيا التي تعتبر موقعه اقتتال الناتو وروسيا فى بيان الأمر، وذلك بحجة وقوفها مع الرئيس زلنسكي الغائب الحاضر فى معادلة التسوية السياسية لتأخذ القضايا الأمنية والعسكرية مكان البحث عن الشؤون السياسية وذلك لغايات التنفيذ، وهذا ما يتطلب من أوروبا إقراره بالخسائر الحدودية بموقعه أوكرانيا التي كانت قبل انتهاء الحرب الباردة جزء من جغرافية الاتحاد السوفيتي السابق، وهو ما أراد إظهاره الوزير سيرغي لافروف في بيان على أصدره أثناء مشاركته في أعمال القمة القطبية. الرئيس ترامب الذى سيلتقى على انفراد كل من زيلنسكي وزعماء أوروبا فى البيت الأبيض اليوم عليه واجب طمأنة الرئيس الأوكراني على دوره الرئاسي القادم مقابل إنهاء مسألة تبادل الأراضي مع روسيا، كما عليه واجب آخر يتمثل باحتواء الاتحاد الأوروبي اقتصاديا مقابل الاعتراف بالدور الروسي القادم جيواستراتيجيا ودور الصين القادم جيو اقتصاديا، وهذا ما يحمل رساله فيها بلاغ ضمنى تكشف عن ماهية دور اوروبا القادم فى بيت القرار الأممي التى لن تكون مشاركه فيه فى صياغة القرار بل بتنفيذه !. ولعل الجاهة الأوروبية التى يشارك فيها زعماء أوروبا الثلاث البريطاني والالماني والفرنسي إضافة لرئيسة الاتحاد تعتبر خطوه مهمه فى تثبيت مكانه اوروبا فى بيت القرار، حيث تحاول فيها هذه الجاهة من احتواء زيلنسكي اكثر من محاولتها للضغط على البيت الأبيض لوقف الحرب الدائرة في الخاصرة الشرقية لأوروبا، سيما وأن الاتحاد الأوروبي يدرك تماما أهمية المرحلة المفصلية التي تعيشها أوروبا سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا فى الاتجاهين الوجاهي والمعرفي مقارنة بحجم التقدم الذى وصلت اليه روسيا عسكريا والصين اقتصاديا ومعرفيا، وهذا ما يجعلها تتمسك بالولايات المتحدة وترضى بالمكانة التى تحددها واشنطن لها فى بيت القرار، وهذا ما يجعلها تدور بالفلك الأمريكي طوعا وليس فى بيت القرار الدولي في صياغة قراره، فإن درجة التأثير باتت لا تقوم على الندية مع الولايات المتحدة بل عبر دور وظيفي محدد تقدمه لها واشنطن فى تنفيذ الجمل التنفيذية، وهذا ما يجعل من أوروبا تدخل بيت القرار الأمريكي من حديقته الخلفية. على أمل أن نرى ذات الجاهة قريبا للبيت الأبيض وهى تحمل ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية بقيادة أوروبا حتى يتم الانتهاء من الملفين معا، وذلك لعودة الهدوء لأوروبا كما للشرق الاوسط الذى مازال يعانى من تدخلات إقليمية بطابع دولي تعمل على هدم مستقراته وتعيث بأجوائه السلمية منذ أكثر من 14 سنة، وهذا ما يجعلنا جميعا نقول الا يكفى الى هذا الحد فلقد سئمت مجتمعات الشرق الاوسط الصبر والتفهم ولغة القادم أجمل، و وصلت الى حد باتت خياراتها فيه تكون على اكون او لا أكون، وما يجعلها وقضاياها تستحق جاهه على غرار جاهة اليوم في البيت الأبيض.

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
إسرائيل وإيران: إشارات التصعيد تتزايد
القناعة لدى العديد من المراقبين للمشهد الإقليمي بأن جولة ثانية من المواجهة الإسرائيلية مع إيران باتت قريبة، وهو ما يفسر سعي طهران إلى استباق هذه المواجهة عبر تفعيل ما تبقى من أوراقها في المنطقة. في هذا السياق، تبدو التحركات الإيرانية جزءا من إستراتيجية استباقية تهدف إلى تعطيل أي خطوة إسرائيلية نحو استهداف مباشر. وتندرج في هذا الإطار زيارة علي لاريجاني إلى لبنان، وما تبعها من مواقف تصعيدية من حزب الله، إلى جانب التصعيد على الجبهة العراقية ورفض فصائل من الحشد الشعبي التخلي عن سلاحها، فضلاً عن استمرار النشاط في الجبهة اليمنية. كما يبرز الاهتمام الإيراني المتزايد بجنوب سورية، في محاولة للتموضع قرب الحدود الإسرائيلية لرفع كلفة التهديد الأمني على إسرائيل. هذه التحركات تمثل محاولة إيرانية لتفعيل ما تبقى من قدراتها في مختلف الجبهات، وتعطيل أي مسار نحو حسم الملفات الأمنية لصالح إسرائيل، بما يمنعها من الانفراد بالمشهد الإيراني وفقاً لقاعدة "الإشغال لمنع الاستفراد". وهي إشارات على قناعة إيرانية بأن عودة إسرائيل إلى المواجهة المباشرة باتت حتمية. ورغم أن إسرائيل ما تزال تراهن على عنصر المفاجأة عبر عمليات استخبارية معقدة، يبقى من الصعب التنبؤ بشكل المواجهة المقبلة، وما إذا كانت ستعتمد على ضربات نوعية قادرة على منع رد إيراني مؤثر أو احتوائه. لكن اللافت أن الخطاب الإسرائيلي بات يتوجه مباشرة إلى الداخل الإيراني، كما فعل نتنياهو مؤخراً بخطاب تناول فيه تفاصيل حياة الإيرانيين ومشكلاتهم، في مؤشر إلى وجود تحضيرات موجهة نحو العمق الداخلي الإيراني. في ظل هذه المعطيات، يصبح التصعيد الإيراني الحالي منطقياً، خاصة أن جبهات المواجهة لم تُحسم بعد، وحلفاء إيران ـ رغم تقييد قدراتهم الإقليمية ـ يسعون إلى الإبقاء على خطر متعدد الجبهات لإجبار إسرائيل على إعادة حساباتها. ويبدو أن نسخة مصغرة من إستراتيجية "وحدة الساحات" ما زالت قائمة، بحيث تبقى إمكانية استهداف إسرائيل من أكثر من جبهة قائمة. وفي هذا السياق، تجد طهران نفسها مضطرة للاندفاع إلى الأمام لإرسال رسائل مفادها أن التهديد لم ينتهِ، وأن حالة التفوق الإستراتيجي التي حققتها إسرائيل بعد تدمير قدرات حماس، وإضعاف حزب الله، وضرب النظام في سورية، وتوجيه ضربات مباشرة لإيران، ليست بالضرورة حالة دائمة، بل يمكن ضربها وإشغال إسرائيل مجدداً من عدة جهات وبأساليب متعددة. بالتوازي مع التصعيد الإيراني، تتصاعد أيضاً خطوات إسرائيلية مثيرة للجدل على الصعيد الدولي، مثل المضي في إنشاء مستوطنات في المنطقة "E1" التي ستفصل عملياً شمال الضفة عن جنوبها، ما يعني إنهاء أي فرصة لقيام دولة فلسطينية، كرد فعل على التلويح بالاعتراف بدولة فلسطين. كذلك يلوح في الأفق احتمال العودة إلى الحرب المباشرة في لبنان، مع تصاعد لهجة حزب الله وتصريحات أمينه العام التي حملت تهديدات بحرب أهلية. هذا المناخ المتوتر مرشح للتأثير على عدة جبهات، حيث يظل لبنان ساحة مركزية محتملة، فيما تعيش سورية بدورها مخاضاً خطيراً، خاصة في الجنوب الذي يشهد مؤشرات تصعيدية مع وجود أطراف متعددة، بينها تنظيمات إرهابية، إضافة إلى الشمال السوري الذي يشهد ارتفاعاً في وتيرة المواجهات بين القوات الكردية وقوات الحكومة السورية، ما يعمق حالة عدم الاستقرار. أما أردنياً، فإن الجغرافيا المحاذية لمناطق التصعيد تمثل تحدياً مباشراً للأمن القومي، إذ قد يشكل اتساع دائرة الفوضى في الإقليم الخطر الأكبر على المملكة. ومن هنا تبرز ضرورة التعامل مع موجة التصعيد المقبلة باعتبارها تهديداً حقيقياً، بما يتطلب تحركات داخلية لتعزيز منعة الجبهة الداخلية وضمان أعلى درجات الجاهزية لمواجهة تداعيات السياسات والتطورات الإقليمية. الغد