
الأمم المتحدة تخطط لدعم مليون شخص في الخرطوم خلال يونيو المقبل
الخرطوم – صقر الجديان
قالت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان، الأربعاء، إن البرنامج يعتزم توسيع نطاق عملياته في ولاية الخرطوم لدعم مليون شخص في الشهر المقبل.
ويواصل البرنامج مساعدة 100 ألف شخص في جبل أولياء جنوبي الخرطوم، بعد أن استطاع الوصول إليها في أعقاب استعادة الجيش السيطرة عليها في أواخر مارس السابق، لأول مرة منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023.
وقالت المتحدثة ليني كنزلي، في مقابلة نشرتها 'سودان تربيون'، إن 'برنامج الأغذية يعمل على توسيع نطاق مساعداته لدعم مليون شخص في جميع المحليات السبع بالخرطوم خلال الشهر المقبل'.
وكشفت عن وصول أول قافلة مساعدات تحمل 70 طنًا متريًا من الإمدادات الغذائية إلى وسط الخرطوم، خلال الأسبوع السابق، تكفي لحوالي 8 آلاف شخص في حي بُري.
وتضع قوات الدعم السريع قيودًا على وصول المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، رغم أزمة الجوع الواسعة النطاق التي أحد مسبباتها نهبها الواسع للأسواق ومستودعات الإمدادات وعرقلة النشاط الزراعي.
وأفادت ليزلي بأن البرنامج يحتاج إلى 700 مليون دولار، خلال الفترة من أبريل إلى سبتمبر 2025، داعية إلى توفير وصول مستدام وتمويل إضافي لتوسيع نطاق عمليات إنقاذ الأرواح ومنع تفاقم ظروف المجاعة.
وأشارت إلى أن البرنامج يسعى إلى الوصول لـ 7 ملايين شخص بحلول منتصف العام الحالي، على أن ينصب تركيزه على المناطق المعرضة لخطر المجاعة وبؤر الجوع الساخنة.
مساعدات قُدِّمت
وذكرت ليزلي أن البرنامج استطاع الوصول إلى 4 ملايين شخص خلال مارس السابق، حيث أعطى الأولوية للأشخاص الذين يعانون من أشد مستويات الجوع.
وأوضحت أن برنامج الأغذية العالمي قدَّم مساعدات إلى 1.6 مليون فرد في المناطق المعرضة لخطر المجاعة حيث دعمت 4 من كل 5 أشخاص في 27 منطقة حرجة.
ويعاني 24.6 مليون سوداني من الجوع الشديد، فيما تعاني 10 مناطق منها المجاعة وسط مخاوف من تمددها إلى 17 منطقة أخرى.
ويعاني 5 ملايين طفل وأم مرضعة من سوء التغذية الحاد، يعتبرون من أشد الفئات احتياجًا للمساعدات لكن عرقلة تقديمها تعيق الوصول إليهم خاصة في شمال دارفور.
وكشفت ليني كنزلي عن تقديم البرنامج مساعدات إلى 335 ألف شخص نزحوا مؤخرًا إلى منطقة طويلة بولاية شمال دارفور تشمل إمدادات غذائية وتغذوية طارئة خلال الأسبوع الماضي.
وأكدت على وجود إمدادات إغاثية إضافية في الطريق مع استمرار ارتفاع عدد النازحين، مشيرة إلى أن برنامج الأغذية شارك ضمن بعثة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة في تقييم الأوضاع في طويلة.
ونزح قرابة 450 ألف شخص في الفترة الأخيرة من مدينة الفاشر ومخيم زمزم إلى طويلة الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، حيث أصبحت المنطقة بمثابة مركز لتجمع النازحين الذين هربوا من ديارهم دون أي موارد.
وضع حرج
وكشفت المتحدثة عن تحرك قافلة من بورتسودان إلى الفاشر تحمل أكثر من 900 طن متري من المساعدات إلى 60 ألف شخص لا يزالون في المدينة المحاصرة، كما توجد حاليًا مجموعة من 20 شاحنة في الانتظار بالدبة.
وذكرت أن أكثر من 250 ألف شخص من مدينة الفاشر ومعسكري أبوشوك والسلام للنازحين تلقوا تحويلات نقدية في أبريل الماضي.
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ عام، حيث تمنع وصول المساعدات الغذائية والسلع والأدوية إلى المدينة التي تزداد أوضاع سكانها حرجًا جراء الشح الشديد في الغذاء والمياه والعلاج.
وذكرت ليزلي أن البرنامج سلّم 800 طن متري من المواد الغذائية لمنطقتي السنط ولقاوة في غرب كردفان لدعم 64 ألف شخص خلال أبريل الماضي.
وتعد هذه أول مساعدات تصل إلى السنط ولقاوة منذ اندلاع الحرب، رغم أنهما من المناطق التي تعاني من المجاعة في جبال النوبة الغربية.
وحذرت كنزلي من أن قدوم موسم الأمطار ونقص التمويل يهددان التقدم المحرز مؤخرًا في الحد من المجاعة.
وأضافت: 'تحتاج وكالة الإغاثة بشكل عاجل لتوسيع نطاق عملياتها لتخزين الغذاء مسبقًا قبل غمر المياه الطرق التي تصبح غير سالكة'.
وأكدت على أن البرنامج يسابق الزمن لنقل الإمدادات قبل أن تصبح الخدمات اللوجستية مستحيلة، على سبيل المثال ينشئ البرنامج مستودعات متنقلة في مواقع رئيسية لتخزين الغذاء بالقرب من التجمعات السكانية قبل انقطاع الطرق عند هطول الأمطار.
ويقل الغذاء في موسم هطول الأمطار خلال الفترة من يوليو إلى موعد الحصاد في أواخر العام، حيث يُطلق على هذه الفترة موسم الجفاف، فيما تمنع رداءة البنية التحتية الوصول إلى المناطق الريفية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 أيام
- البيان
الموت مستمر و«شاحنات خجولة» لا تُذهب جوع غزة
ودعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي في منشور على «إكس»، إلى إخلاء 14 حياً في شمال قطاع غزة. وقال مسؤولون فلسطينيون، إن الطحين وغيره من المساعدات الغذائية سيبدأ في الوصول إلى بعض سكان غزة الأشد احتياجاً خلال ساعات، إلا أن الكمية لا تكفي لتعويض النقص الناجم عن الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً. وأفاد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، بأن بعض المخابز تستلم طحيناً لتبدأ في إنتاج الخبز ليبدأ التوزيع بعدها. وأضاف: «لم يدخل القطاع إلا 90 شاحنة فقط، وأثناء وقف إطلاق النار كان يدخل 600 شاحنة كل يوم. وهذا معناه أن الكميات الحالية هي نقطة في محيط، أو فعلياً لا شيء». ولفت إلى أن المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ستتولى إنتاج الخبز ويقوم موظفو البرنامج بتوزيعه، وهو نظام محكم أكثر من ذي قبل عندما كانت المخابز تبيعه مباشرة للسكان بسعر أقل. وقال يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن بإمكانه إثبات أن أحداً لم يتلقَ مساعدات. وأضاف أنها لم تصل إلى المدنيين ولا تزال معظم تلك الشاحنات في معبر كرم أبو سالم على الحدود، حيث تخضع للتفتيش، لكنها لم تدخل غزة. إلى ذلك، كشف وزير الصحة الفلسطيني، ماجد أبو رمضان، عن أن 29 طفلاً ومسناً لقوا حتفهم لأسباب مرتبطة بالجوع في غزة خلال اليومين الماضيين، وإن آلافاً آخرين عرضة للخطر. وأشار أبو رمضان للصحفيين في بادئ الأمر إلى أن 29 طفلاً لقوا حتفهم في اليومين الماضيين، مشيراً إلى أنها وفيات ناجمة عن الجوع. لكنه أوضح لاحقاً أن هذا العدد يتضمن كبار السن والأطفال. ورداً على طلب تعليق منه بشأن تصريحات سابقة أدلى بها مسؤول في الأمم المتحدة عن احتمال وفاة 14 ألف رضيع إذا لم تكن هناك مساعدات، قال: «رقم 14 ألفاً يعد واقعياً للغاية، وربما يكون أقل من الواقع»، لافتاً إلى أن 7 أو 8 من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل جزئياً، وإن أكثر من 90% من المخزونات الطبية نفدت بسبب الحصار. وأضاف أن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى دخول ما بين 90 و100 شاحنة محملة بالمساعدات إلى جنوب غزة ووسطها، وأن ما وصل هو طحين للمخابز فقط.


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
اليوم العالمي للشاي 2025.. مشروب الشعوب في ميزان الطب والعلم
احتفل العالم، الأربعاء، بمشروب لا يفرق بين غني وفقير، ولا بين ثقافة وأخرى، إنه الشاي، ثاني أكثر مشروب استهلاكا في العالم بعد الماء. وخصصت الأمم المتحدة 21 مايو/ أيار يوما عالميا من كل عام، لتكريم تاريخ هذا المشروب، ودوره الاجتماعي، وأهميته الاقتصادية والصحية. وتعود بداية الشاي إلى الصين القديمة، حيث تقول الأسطورة إن الإمبراطور شين نونغ، حيث كان يغلي الماء تحت شجرة شاي في عام 2737 قبل الميلاد، حين سقطت بعض الأوراق في الإناء، وبهذا الاكتشاف العفوي وُلد الشاي. انتقل لاحقا هذا المشروب إلى الهند واليابان، ثم إلى أوروبا عبر التجار البرتغاليين والهولنديين في القرن السادس عشر، وبلغ ذروته في بريطانيا حيث أصبح جزءا من الهوية الثقافية (من هنا جاءت عادة "شاي العصر"). الشاي في الثقافة العربية وفي العالم العربي، يحتل الشاي مكانة خاصة لا تقل عن القهوة، ففي المغرب، يُعد الشاي الأخضر بالنعناع رمزا للضيافة، ويُقدَّم بثلاث جولات تعبر عن مراحل مختلفة من الحياة. وفي مصر، يعد "شاي الكشري" الشعبي جزءا من حياة المقاهي. أما في بلاد الشام والخليج، فالشاي الأحمر الخفيف أو الثقيل يُقدم في المناسبات اليومية والرسمية، مع إضافات مثل النعناع أو الهيل. والشاي ليس مجرد مشروب في هذه الثقافات، بل هو وسيلة للتواصل الاجتماعي، ومرافِق أساسي في الأحاديث العائلية والسهرات الرمضانية واللقاءات اليومية. مشروب المليارات وفقًا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، يُستهلك يوميا أكثر من 3 مليارات كوب شاي حول العالم، والصين والهند وكينيا وسريلانكا هي من أبرز الدول المنتجة. وتتصدر تركيا العالم في استهلاك الشاي للفرد، تليها أيرلندا، ثم المملكة المتحدة، وفي العالم العربي، تأتي مصر والمغرب والسعودية ضمن الدول الأكثر استهلاكا للشاي. بين الفوائد والمخاطر وتحتوي أنواع الشاي المختلفة على مركبات مثل: الفلافونويدات والكاتيشين، وهي " مضادات أكسدة قوية"، ومواد الكافيين و إل-ثيانين، وهي مواد تؤثر في نشاط الدماغ والمزاج. وأظهرت العديد من الدراسات فوائد عديدة لهذا المشروب في تعزيز صحة القلب، عن طريق تقليله لضغط الدم والكولسترول، وتحسين التركيز، حيث يؤدي التفاعل بين الكافيين و إل-ثيانين إلى تحسين اليقظة دون التوتر، وتقليل خطر السكري النوع الثاني، خاصة مع الشاي الأخضر، ومكافحة الشيخوخة والالتهاب بسبب مضادات الأكسدة. لكن في مقابل هذه الفوائد هناك آثار جانبية محتملة، حيث أن الإفراط في تناوله يعيق امتصاص الحديد، خاصة لدى المصابين بالأنيميا، كما أن الكافيين الزائد قد يؤدي إلى الأرق والتوتر، وبعض أنواع الشاي قد تحتوي على مبيدات أو ملوثات إذا لم تُخزن أو تُحضر بشكل سليم. ويوصي المختصون بشرب من 2–4 أكواب شاي يوميا، وهو معدل يُعد آمنا ومفيدا لمعظم الناس، ما لم توجد حالات صحية خاصة. aXA6IDgyLjI3LjIxMy43OCA= جزيرة ام اند امز CH


البوابة
منذ 3 أيام
- البوابة
أمهات ثكلى.. نساء السودان يتحملن وطأة الحرب مع تزايد الوفيات
أوقعت الحرب الوحشية في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي تدخل عامها الثالث، خسائر فادحة في صفوف النساء، اللواتي تتفاقم معاناتهن وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي في البلاد. وارتفعت وفيات الأمهات بشكل حاد، حيث تُعدّ النساء الحوامل والأمهات الجدد من بين الفئات الأكثر ضعفًا في بلد يعاني من النزوح والجوع والفقر. ووفقًا لأرقام وزارة الصحة السودانية، ارتفع معدل وفيات الأمهات إلى ٢٩٥ حالة وفاة لكل ١٠٠.٠٠٠ ولادة حية. وصرح وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم بأن "عدد وفيات الحوامل التي رُصدت بين يونيو ٢٠٢٣ ويوليو ٢٠٢٤ بلغ ٨٧٠ حالة وفاة، منها ٣٥٠ حالة وفاة حدثت داخل المستشفيات والمرافق الصحية". تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ١.١ مليون امرأة حامل في السودان يفتقرن الآن إلى الخدمات الأساسية، مثل رعاية ما قبل الولادة، والولادة الآمنة، ورعاية ما بعد الولادة. نورا، أمٌّ ثكلى من منطقة قريضة بجنوب دارفور، تُدرك هذه المعاناة جيدًا وتقول "نُقلت ابنتها الحامل، التي كانت في حالة حرجة في أشهرها الأخيرة، إلى مستشفى مروي بولاية شمال السودان بعد رحلةٍ امتدت لآلاف الكيلومترات وتوفيت بعد ولادتها بوقتٍ قصير". ومع حزنٍ ظاهر على وجهها، وحفيدتها المولودة حديثًا مربوطة على ظهرها، شوهدت نورا وهي تُصلي بينما تنتظر وسيلة النقل في الدبة بشمال دارفور، لتبدأ رحلة العودة المؤلمة إلى قريضة وحدها مع الرضيع وقد أمضت خمسة أشهرٍ عالقةً بسبب نقص التمويل، حيث لجأت إلى مخيم حوش مليط في شمال دارفور قبل أن تُكمل رحلتها، بحسب روايتها لراديو دبنقا السوداني. وأفاد سكان لراديو دبنقا أن الخدمات الصحية في قريضة شبه معدومة، حيث تشترك الوحدات الإدارية الثلاث في المنطقة في مستشفى ريفي واحد، يفتقر إلى المعدات الأساسية والكوادر الطبية وحتى جهاز الأشعة السينية، مما يُجبر السكان على القيام برحلات شاقة إلى نيالا في جنوب دارفور لإجراء الفحوصات الطبية الأساسية. صرح وزير الصحة السوداني قائلاً: "تُعدّ قضية وفيات الأمهات بسبب الحرب من أكثر الملفات إثارة للقلق لدى جميع العاملين في مجال الصحة وحقوق الإنسان" وأكد أن معدل وفيات الأطفال يبلغ ٥١ حالة وفاة لكل ١٠٠٠ ولادة حية. وكانت الأمم المتحدة قد قدرت سابقًا معدل وفيات الأمهات في السودان بـ ٢٧٠ حالة وفاة لكل ١٠٠.٠٠٠ ولادة حية ومنذ الحرب، تُبلغ وزارة الصحة السودانية الآن عن رقم مُذهل يبلغ ١٠٠ حالة وفاة لكل ١٠.٠٠٠ ولادة، وهو رقم أكدته منظمة الصحة العالمية واليونيسف. وحذرت الدكتورة أديبة إبراهيم، عضو نقابة الأطباء السودانيين، من أن ٩٠٪ من المؤسسات الصحية في البلاد قد انهارت وأضافت: "لقد أدى هذا إلى تفاقم وضع الرعاية الصحية، لا سيما في مناطق النزاع". ووفقًا لها، سجّلت منظمة مناهضة العنف ضد المرأة والطفل أكثر من ٣١٦ ألف حالة وفاة بسبب الكوليرا و٥٧٦ ألف حالة وفاة بسبب حمى الضنك. كما أشارت إلى معاناة ١٧٦ ألف امرأة حامل من سوء التغذية، ووفاة ٨٥٠ ألف امرأة مرضعة، ووفاة ٤٥ ألف طفل بسبب سوء التغذية. وفي حديثها مع "مدنية نيوز"، أفادت الدكتورة أديبة بوقوع ٦٧٩ حالة اعتداء جنسي، منها ٢٥٦ حالة شملت أطفالًا تتراوح أعمارهم بين ٥ و١٦ عامًا. لا تزال الأسر النازحة تعاني من صعوبات في الحصول على أبسط الرعاية الصحية. وفي بلدة تنقاسي الشمالية، وهي قرية تقع على الضفة الغربية لنهر النيل، على بُعد حوالي ١٧ كيلومترًا من مروي باتجاه مجرى النهر، تنام راضية، البالغة من العمر ٧٠ عامًا، من شمال دارفور، على الأرض أمام مستشفى مع ابنتها المصابة وابنها الصغير بعدما هربوا من قصف جوي في مليت، شمال دارفور، لكن الصدمة لم تنتهِ بالنزوح. ترقد ابنتها على سرير مستأجر، تعاني من إصابة في القدم لم تُعالَج. لا تستطيع الأسرة تحمل رسوم المستشفى اليومية البالغة ٢٥ ألف جنيه سوداني، ناهيك عن تكلفة العملية البالغة ٥٠٠ ألف جنيه سوداني. قالت راضية: "نتشارك وجبات الطعام مع المرضى الآخرين، لكنني في الليل أتحمل البرد وحدي، أدعو الله أن يكفيني شر إنقاذ ابنتي". تعكس قصة راضية قصص آلاف السودانيين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم وكرامتهم وسط قتال لا هوادة فيه بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. لقد أدت الحرب إلى تدمير قدرة النساء على الوصول إلى الرعاية الصحية، مما جعلهن يضطررن إلى السفر لمسافات طويلة في ظل ظروف خطيرة، وغالبا ما تكون النتائج مأساوية.