logo
1.6 مليون إصابة يوميًا بسبب الغذاء غير الآمن عالميًا

1.6 مليون إصابة يوميًا بسبب الغذاء غير الآمن عالميًا

الرياضمنذ 11 ساعات

يوافق السابع من يونيو كل عام موعدًا للتوقف والتفكير في أحد أهم جوانب حياتنا اليومية: سلامة الأغذية. هذا اليوم، الذي تحتفل به الأمم المتحدة، ليس مجرد مناسبة تذكيرية، بل هو دعوة ملحة لتركيز الجهود العالمية نحو ضمان أن كل لقمة نستهلكها آمنة وصحية. فالمخاطر المرتبطة بالغذاء غير الآمن أبعد بكثير من مجرد اضطراب عابر، إنها تتراوح بين أمراض الجهاز الهضمي البسيطة وصولاً إلى تحديات صحية خطيرة مثل السرطان، لتشكل عبئًا ثقيلاً على صحة الأفراد واقتصادات الدول.
أرقام صامتة تروي حكايات الوجع
الحديث عن سلامة الغذاء ليس رفاهية، بل ضرورة تفرضها أرقام صادمة تكشف حجم المشكلة عالميًا. فوفقًا للتقديرات، يُصاب ما يقرب من مليون وستمائة ألف شخص بالمرض يوميًا بسبب الأغذية غير الآمنة. هذه الأرقام تتجاوز مجرد الإحصائيات لتلامس حياة كل فرد، مسببة آلامًا ومعاناة لا داعي لها. أما على الصعيد الاقتصادي، فالعبء المالي للأمراض المنقولة بالغذاء لا يقل خطورة، حيث يُقدر بـ 110 مليارات دولار أمريكي سنويًا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. هذه التكاليف الباهظة لا تقتصر على النفقات العلاجية فحسب، بل تمتد لتشمل خسارة الإنتاجية وتأثيرها السلبي على التنمية المستدامة، مما يستدعي استراتيجيات شاملة ومبتكرة لمواجهة هذا التحدي.
تزداد وطأة هذه المعاناة في الدول الفقيرة، وخاصة في قارة إفريقيا، حيث تتفاقم تحديات سلامة الغذاء بسبب محدودية الموارد، وضعف البنية التحتية، ونقص الوعي. ففي العديد من المجتمعات الإفريقية، يعتمد الناس على مصادر غذائية غير خاضعة للرقابة الكافية، وتفتقر الأسواق المحلية إلى معايير النظافة والصحة اللازمة. كما أن الظروف المناخية القاسية، والصراعات، وقلة الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة، تزيد من هشاشة سلاسل الإمداد الغذائي، مما يعرض ملايين الأرواح لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء، ويقوض جهود التنمية الشاملة. إن توفير غذاء آمن في هذه المناطق لا يمثل فقط مسألة صحية، بل هو ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والأمن الإنساني.
العلم في صميم الحل: من المختبرات إلى مائدتك
في ظل هذه التحديات، تبرز منظمة الأمم المتحدة شعار "سلامة الغذاء: العلم في العمل" لليوم العالمي لسلامة الأغذية 2025، مؤكدة على الدور المحوري للعلم كحجر الزاوية في بناء منظومة غذائية آمنة. فالعلم ليس مجرد مجموعة من النظريات، بل هو الأداة الأساسية التي تمكننا من فهم الأسباب الجذرية لعدم سلامة الغذاء، بدءًا من التلوث البكتيري وصولاً إلى بقايا المبيدات. هذا الفهم العلمي الدقيق هو الذي يرشدنا إلى أفضل الممارسات للوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء، سواء على مستوى المزارع، أو سلاسل الإمداد، أو حتى داخل منازلنا.
باستخدام المعرفة العلمية، يمكننا تطوير تقنيات جديدة للكشف عن الملوثات، ووضع معايير صارمة لجودة الغذاء، وتثقيف المستهلكين حول طرق التعامل الآمن مع الأطعمة. إن الاستثمار في البحث العلمي وتطبيق نتائجه هو المفتاح الحقيقي لخفض معدلات الأمراض، وتقليل التكاليف الصحية والاقتصادية، والأهم من ذلك، إنقاذ الأرواح.
السعودية: ريادة نحو أمن غذائي مستدام ووعي متنامي
على الصعيد المحلي، تولي المملكة العربية السعودية أهمية قصوى لمفهوم الأمن الغذائي وسلامته، وتعمل ضمن رؤيتها 2030 على بناء منظومة غذائية مستدامة وآمنة. تتجلى هذه الجهود في تطوير التشريعات واللوائح التي تضمن سلامة الأغذية المستوردة والمحلية، وتكثيف حملات التفتيش والرقابة على المنشآت الغذائية. كما تستثمر المملكة في التقنيات الحديثة لتحسين جودة الإنتاج الزراعي والحيواني، وتطبيق أفضل الممارسات الدولية في التخزين والتوزيع. بالإضافة إلى ذلك، تركز المملكة على رفع مستوى الوعي لدى المستهلكين بأهمية سلامة الغذاء وسبل التعامل السليم معه، وذلك لضمان بيئة غذائية صحية وآمنة للجميع. هذه الجهود المتكاملة تعكس التزام المملكة الراسخ ليس فقط بتأمين الغذاء، بل بضمان سلامته وجودته، لتكون نموذجًا رائدًا في تحقيق الأمن الغذائي المستدام.
إن اليوم العالمي لسلامة الأغذية ليس فقط احتفالًا، بل هو تذكير بأن العلم هو الدرع الواقي الذي يحمي مائدتنا وصحتنا، ويدفعنا نحو مستقبل غذائي أكثر أمانًا واستدامة للجميع، محليًا وعالميًا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحج ومبادرات المراكز الصحية
الحج ومبادرات المراكز الصحية

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

الحج ومبادرات المراكز الصحية

اطلعت على كلمة جريدة "الرياض" والتي نشرت يوم الخميس الموافق 29 مايو 2025م للأستاذ عبدالله الحسني، تحت عنوان "الحج تجربة حضارية"، وكانت كافية ووافية بجميع جوانبها وتغني عن مقالات عدة، ولكن ما دعاني للكتابة حول هذا الموضوع هو أني تقدمت عبر المنصة الرسمية للحج وقد تمت الإجراءات النظامية حسب متطلبات الجهة المنظمة لتلك الحملات وهي وزارة الحج، وقد وردني اتصال من مركز صحي الفلاح الواقع في شمال الرياض، حيث طلبوا مني مراجعة المركز لعمل فحص شامل مجاني للتأكد من الحالة الصحية قبل الذهاب للحج، علماً أني قد أخذت لقاح الحمى الشوكية حسب المتطلبات، وذهبت إلى المركز الذي أدهشني بتجهيزاته الكاملة والمبنى المتكامل والطاقم الصحي من الرجال والنساء، والتعامل الإنساني الذي وجدته منهم، هذه الفحوصات أعتقد أنها لو عملت في مركز طبي تجاري لبلغت قيمتها أكثر من 1000 ريال، ولكننا في هذا البلد الطيب لا نشعر بذلك لأننا قد اعتدنا وألفنا هذا الأمر. لكن يجب أن نذكر هذه الحقيقة التي قد لا توجد في كثير من الدول وحتى الدول المتقدمة، يكفي فخراً في هذه التقنية الربط بين وزارة الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة، فبمجرد أن أعطيت الموظف المختص رقم السجل المدني قام بعمل تلك الإجراءات خلال دقائق محدودة، وبعد أخذ العينة خرجت من المركز وكنت أتوقع أن أحصل على النتيجة بعد أيام، ولكن النتيجة وصلتني خلال ساعات قليلة عبر الجوال من خلال الرابط الذي تم الدخول إليه وظهر بشكل مفصل وجدول مرتب وأرقام ونسب محددة حسب كل تحليل يظهر مقابله الرقم والنسبة في النتيجة الطبية. هكذا وصلت بلادنا إلى ما وصلت إليه من تقدم في جميع المجالات ولله الحمد، حفظ الله بلادنا وقادتنا من كل مكروه وأدام علينا نعمة الأمن والإيمان. وختاماً أقول: خدمة الحجاج شرف لنا جميعاً ونفخر بهذا الشرف. تقبل الله من الجميع حجهم، وجزى الله حكومة خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على ما تقدمه في خدمة الحرمين الشريفين.

تقرير: قطاع الصحة في بريطانيا يتلقى دعما إضافيا بقيمة 40.6 مليار دولار
تقرير: قطاع الصحة في بريطانيا يتلقى دعما إضافيا بقيمة 40.6 مليار دولار

العربية

timeمنذ 9 ساعات

  • العربية

تقرير: قطاع الصحة في بريطانيا يتلقى دعما إضافيا بقيمة 40.6 مليار دولار

من المتوقع أن تحصل هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية على تمويل إضافي يصل إلى 30 مليار جنيه إسترليني (40.6 مليار دولار) على حساب القطاعات العامة الأخرى، وذلك بعدما تراجع الحكومة إنفاقها. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن من المقرر أن تحصل وزارة الصحة على زيادة سنوية بنسبة 2.8% لميزانيتها اليومية على مدار 3 أعوام. وذكرت صحيفة "التايمز" اليوم السبت أن هذا الدعم الإضافي، الذي يقدر بزيادة بنحو 30 مليار جنيه إسترليني بحلول 2028، سوف يؤدي لتقليص الدعم لمجالات أخرى تشمل الشرطة والمجالس، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).

1.6 مليون إصابة يوميًا بسبب الغذاء غير الآمن عالميًا
1.6 مليون إصابة يوميًا بسبب الغذاء غير الآمن عالميًا

الرياض

timeمنذ 11 ساعات

  • الرياض

1.6 مليون إصابة يوميًا بسبب الغذاء غير الآمن عالميًا

يوافق السابع من يونيو كل عام موعدًا للتوقف والتفكير في أحد أهم جوانب حياتنا اليومية: سلامة الأغذية. هذا اليوم، الذي تحتفل به الأمم المتحدة، ليس مجرد مناسبة تذكيرية، بل هو دعوة ملحة لتركيز الجهود العالمية نحو ضمان أن كل لقمة نستهلكها آمنة وصحية. فالمخاطر المرتبطة بالغذاء غير الآمن أبعد بكثير من مجرد اضطراب عابر، إنها تتراوح بين أمراض الجهاز الهضمي البسيطة وصولاً إلى تحديات صحية خطيرة مثل السرطان، لتشكل عبئًا ثقيلاً على صحة الأفراد واقتصادات الدول. أرقام صامتة تروي حكايات الوجع الحديث عن سلامة الغذاء ليس رفاهية، بل ضرورة تفرضها أرقام صادمة تكشف حجم المشكلة عالميًا. فوفقًا للتقديرات، يُصاب ما يقرب من مليون وستمائة ألف شخص بالمرض يوميًا بسبب الأغذية غير الآمنة. هذه الأرقام تتجاوز مجرد الإحصائيات لتلامس حياة كل فرد، مسببة آلامًا ومعاناة لا داعي لها. أما على الصعيد الاقتصادي، فالعبء المالي للأمراض المنقولة بالغذاء لا يقل خطورة، حيث يُقدر بـ 110 مليارات دولار أمريكي سنويًا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. هذه التكاليف الباهظة لا تقتصر على النفقات العلاجية فحسب، بل تمتد لتشمل خسارة الإنتاجية وتأثيرها السلبي على التنمية المستدامة، مما يستدعي استراتيجيات شاملة ومبتكرة لمواجهة هذا التحدي. تزداد وطأة هذه المعاناة في الدول الفقيرة، وخاصة في قارة إفريقيا، حيث تتفاقم تحديات سلامة الغذاء بسبب محدودية الموارد، وضعف البنية التحتية، ونقص الوعي. ففي العديد من المجتمعات الإفريقية، يعتمد الناس على مصادر غذائية غير خاضعة للرقابة الكافية، وتفتقر الأسواق المحلية إلى معايير النظافة والصحة اللازمة. كما أن الظروف المناخية القاسية، والصراعات، وقلة الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة، تزيد من هشاشة سلاسل الإمداد الغذائي، مما يعرض ملايين الأرواح لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء، ويقوض جهود التنمية الشاملة. إن توفير غذاء آمن في هذه المناطق لا يمثل فقط مسألة صحية، بل هو ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والأمن الإنساني. العلم في صميم الحل: من المختبرات إلى مائدتك في ظل هذه التحديات، تبرز منظمة الأمم المتحدة شعار "سلامة الغذاء: العلم في العمل" لليوم العالمي لسلامة الأغذية 2025، مؤكدة على الدور المحوري للعلم كحجر الزاوية في بناء منظومة غذائية آمنة. فالعلم ليس مجرد مجموعة من النظريات، بل هو الأداة الأساسية التي تمكننا من فهم الأسباب الجذرية لعدم سلامة الغذاء، بدءًا من التلوث البكتيري وصولاً إلى بقايا المبيدات. هذا الفهم العلمي الدقيق هو الذي يرشدنا إلى أفضل الممارسات للوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء، سواء على مستوى المزارع، أو سلاسل الإمداد، أو حتى داخل منازلنا. باستخدام المعرفة العلمية، يمكننا تطوير تقنيات جديدة للكشف عن الملوثات، ووضع معايير صارمة لجودة الغذاء، وتثقيف المستهلكين حول طرق التعامل الآمن مع الأطعمة. إن الاستثمار في البحث العلمي وتطبيق نتائجه هو المفتاح الحقيقي لخفض معدلات الأمراض، وتقليل التكاليف الصحية والاقتصادية، والأهم من ذلك، إنقاذ الأرواح. السعودية: ريادة نحو أمن غذائي مستدام ووعي متنامي على الصعيد المحلي، تولي المملكة العربية السعودية أهمية قصوى لمفهوم الأمن الغذائي وسلامته، وتعمل ضمن رؤيتها 2030 على بناء منظومة غذائية مستدامة وآمنة. تتجلى هذه الجهود في تطوير التشريعات واللوائح التي تضمن سلامة الأغذية المستوردة والمحلية، وتكثيف حملات التفتيش والرقابة على المنشآت الغذائية. كما تستثمر المملكة في التقنيات الحديثة لتحسين جودة الإنتاج الزراعي والحيواني، وتطبيق أفضل الممارسات الدولية في التخزين والتوزيع. بالإضافة إلى ذلك، تركز المملكة على رفع مستوى الوعي لدى المستهلكين بأهمية سلامة الغذاء وسبل التعامل السليم معه، وذلك لضمان بيئة غذائية صحية وآمنة للجميع. هذه الجهود المتكاملة تعكس التزام المملكة الراسخ ليس فقط بتأمين الغذاء، بل بضمان سلامته وجودته، لتكون نموذجًا رائدًا في تحقيق الأمن الغذائي المستدام. إن اليوم العالمي لسلامة الأغذية ليس فقط احتفالًا، بل هو تذكير بأن العلم هو الدرع الواقي الذي يحمي مائدتنا وصحتنا، ويدفعنا نحو مستقبل غذائي أكثر أمانًا واستدامة للجميع، محليًا وعالميًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store