logo
كيف يمكن لمنطقة اليورو الاستفادة من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟

كيف يمكن لمنطقة اليورو الاستفادة من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟

النهارمنذ 13 ساعات

أثّرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي بدأت خلال رئاسة دونالد ترامب، بشكل كبير على الاقتصاد العالمي. وبينما واجهت غالبية الاقتصادات العالمية اضطرابات وغموضاً، فإن منطقة اليورو تقف في موقع فريد يتيح لها تحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية محتملة من تداعيات هذا النزاع. ورغم أن هذه الفوائد ليست مضمونة تمامًا وقد يرافقها بعض المخاطر، فإن التحولات في ديناميكيات التجارة العالمية تفتح أمام أوروبا أبوابًا جديدة.
في أي حرب تجارية، يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى تقليل تنافسية سلع بلد معين، ما يدفع المستوردين إلى البحث عن بدائل. وعندما فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية على مئات المليارات من السلع الصينية، أصبحت هذه المنتجات أقل جاذبية في السوق الأميركية. وكنتيجة لذلك، بدأ المستوردون الأميركيون بالبحث عن شركاء بدلاء من دول أخرى.
وهنا تظهر فرصة كبيرة أمام المصدرين الأوروبيين. يمكن للشركات الأوروبية التي تنتج الإلكترونيات، والآلات، وقطع غيار السيارات، والأدوية، والسلع الصناعية الراقية أن تملأ الفراغ الذي تركه الموردون الصينيون. وبالمثل، مع فرض الصين تعريفات جمركية على البضائع الأميركية، قد تلجأ إلى السوق الأوروبية للحصول على بدائل، خصوصًا في مجالات مثل الطيران والزراعة والسلع الفاخرة.
في الحالتين، تستفيد منطقة اليورو من الوصول إلى أسواق جديدة من دون أن تضطر الى تغيير سياساتها التجارية.
لا تقتصر آثار الحروب التجارية على السلع فحسب، بل تمتد لتشمل ثقة المستثمرين، الذين يميلون إلى الابتعاد من البيئات غير المستقرة. ولهذا السبب، تمثل منطقة اليورو وجهة جذابة للاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)، خصوصاً للدول والشركات التي تسعى الى تنويع مواقعها وتقليل المخاطر الجيوسياسية.
رأي
الفيدرالي الأميركي في 2025: بين ضغط التضخم والضغوط السياسية ماذا ينتظرنا اليوم؟
مع تراجع التضخم تدريجيًا خلال عام 2023، أوقف الفيدرالي الزيادات الإضافية وأبقى أسعار الفائدة ثابتة طيلة عام 2024. ومع استمرار اتجاه الأسعار نحو الاعتدال، بدأ الفيدرالي في خفض الفائدة تدريجيًا عبر ثلاث دفعات، بدءًا من سبتمبر 2024، متبعًا نهجًا حذرًا يعتمد على قراءة دقيقة للبيانات الاقتصادية.
وتعزز من هذا الجاذبية السوق الأوروبية الموحدة، والبنية التحتية المتطورة، والقوى العاملة المؤهلة، إضافة إلى الاستقرار السياسي النسبي مقارنةً بالقوتين المتنازعتين.
عندما تهتز الثقة بالدولار الأميركي أو اليوان الصيني بسبب توترات تجارية مستمرة، يلجأ المستثمرون إلى بدائل أكثر استقرارًا. وهنا تبرز فرصة أمام اليورو لتعزيز مكانته كعملة احتياط عالمية.
قد تبدأ البنوك المركزية والمؤسسات المالية الدولية بزيادة حيازاتها من اليورو كجزء من استراتيجيات تنويع الأصول. وعلى المدى الطويل، يمكن لهذا التحول أن يقلل من اعتماد أوروبا على الدولار الأميركي ويمنحها استقلالية مالية أكبر.
توفر الحرب التجارية للاتحاد الأوروبي فرصة لتعزيز موقعه التفاوضي في الاتفاقات التجارية. فالدول المتضررة من النزاع بين الولايات المتحدة والصين قد تسعى إلى تقوية علاقاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي كبديل آمن.
صورة تعبيرية (وكالات)
وهذا يمنح الاتحاد الأوروبي قدرة أكبر على التفاوض بشروط مؤاتية. وقد رأينا هذا فعليًا من خلال اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي واليابان، والمفاوضات الجارية مع تكتلات مثل "ميركوسور" والهند. من خلال تقديم نفسه كشريك تجاري موثوق ومستقر، يمكن للاتحاد الأوروبي توسيع شبكة علاقاته وتعزيز وصوله إلى الأسواق والموارد الجديدة.
القطاعات التي تتطلب استقراراً في العلاقات الطويلة الأمد مثل الطيران، والصناعات الدوائية، والطاقة المتجددة، يمكن أن تتجه بشكل أكبر نحو أوروبا، خصوصًا في ظل المخاطر المتزايدة التي تشهدها العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
فعلى سبيل المثال، قد تستفيد شركة "إيرباص" الأوروبية من الضغوط التي تواجهها "بوينغ" الأميركية نتيجة التوترات السياسية. وكذلك، قد تزداد جاذبية شركات الأدوية الأوروبية كشركاء عالميين موثوقين. كما أن "الصفقة الخضراء" الأوروبية تجعل الاتحاد وجهة رئيسية للاستثمارات في مجال التكنولوجيا النظيفة.
رغم هذه الفرص، على أوروبا أن تتعامل بحذر. فحرب تجارية ممتدة قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي عالمي يؤثر سلبًا على صادرات أوروبا واستثماراتها. كما أن اضطرابات سلاسل التوريد العالمية قد تنعكس سلبًا على الشركات الأوروبية المرتبطة بسلاسل إنتاج دولية.
رغم أن الحرب التجارية التي بدأت في عهد ترامب تُعد تحديًا كبيرًا للنظام الاقتصادي العالمي، إلا أنها تقدم الى منطقة اليورو مجموعة من الفرص الاستراتيجية. من خلال الاستفادة من تحويل مسارات التجارة، وجذب الاستثمارات، وتعزيز مكانة اليورو، وتوسيع النفوذ التجاري، يمكن لأوروبا أن تعزز مكانتها كقوة اقتصادية مستقرة ومتقدمة. لكن لاغتنام هذه الفرص بشكل فعّال، على الاتحاد الأوروبي الحفاظ على وحدته، وتعزيز ديبلوماسيته التجارية، والاستمرار في تقديم بيئة تنظيمية تشجع على الابتكار والاستثمار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما
دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما

النهار

timeمنذ 37 دقائق

  • النهار

دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما

قال دونالد ترامب الابن، وهو الابن الأكبر للرئيس الأميركي، اليوم الأربعاء إنه ربما يسعى للترشح لانتخابات الرئاسة يوما ما. وتلقى ترامب البالغ 47 عاما سؤالا في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة عما إذا كان سيترشح "ويتسلم زمام الأمور" بعد أن يغادر والده المنصب. وقال: "الإجابة هي لا أعرف، ربما في يوم من الأيام... سأكون دائما من أشد المدافعين عن تلك الأشياء"، في إشارة إلى مبادئ تيار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" الذي أسسه والده. وبرزت قوة دونالد ترامب الابن في مجال السياسة، إذ ذكرت رويترز في تشرين الثاني/ نوفمبر أنه كان أكثر أفراد العائلة نفوذا في الفترة الانتقالية حينما كان والده يشكل الحكومة ويستعد للعودة إلى البيت الأبيض. ويعتمد الرئيس الأميركي، الذي يثمن غاليا صفة الولاء، على أفراد عائلته في المشورة السياسية. وذكرت مصادر أن دونالد ترامب الابن ساهم في تعزيز أو تقليل فرص المرشحين للانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك دعمه لنائب الرئيس الحالي جيه.دي فانس كمرشح للمنصب خلال الحملة الانتخابية ومنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الانضمام إلى الحكومة. وقال ترامب الابن: "أرى أن والدي غير الحزب الجمهوري حقا، أعتقد أنه أصبح حزب أمريكا أولا، و(يتبنى بشدة مبادئ) لنجعل أمريكا عظيمة مجددا". وأضاف: "لأول مرة على الإطلاق، أصبح لدى الحزب الجمهوري بالفعل مجموعة من أشد المؤيدين لسياسة أميركا أولا". وعلى صعيد منفصل قال ترامب الابن اليوم الأربعاء خلال الفعالية نفسها إن مؤسسة ترامب، التي يشغل منصب نائب رئيسها التنفيذي، لا تعمل مع كيانات حكومية. وأبرمت عائلة ترامب اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات في دول الخليج، وهي خطوات يقول الديمقراطيون وغيرهم من المنتقدين إنها قد تفتح الباب أمام التأثير على قرارات الرئيس. وركزت زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي على إبرام اتفاقيات تجارية كبرى من تلك الدول الغنية بالنفط.

ترامب الإبن يسعى لخلافة والده... ودخول "الحياة السياسية"
ترامب الإبن يسعى لخلافة والده... ودخول "الحياة السياسية"

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

ترامب الإبن يسعى لخلافة والده... ودخول "الحياة السياسية"

ألمح دونالد ترامب الابن إلى إمكانية دخوله معترك السياسة في المستقبل، وربما السعي لخلافة والده، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في رئاسة الولايات المتحدة. وفي تصريح لافت خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي، نقلته وكالة "بلومبرغ"، قال ترامب الابن: "لا أدري، ربما أسعى في يوم من الأيام إلى دخول الحياة السياسية، وربما خلافة والدي في منصب الرئاسة". وأضاف، "أعتقد أن والدي غيّر فعلًا الحزب الجمهوري، أصبح الآن حزب أميركا أولًا، أو حزب MAGA، أيًّا كان ما تفضّلون تسميته". ورغم ندرة حديثه العلني عن طموحاته السياسية، برز ترامب الابن كلاعب فاعل في الساحة السياسية الأميركية، من خلال مشاركته الفاعلة في الحملات الانتخابية لوالده، وظهوره المتكرر على وسائل الإعلام، فضلًا عن إلقائه خطابًا رئيسيًا خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. من جانبه، لا يزال ترامب الأب يلمّح إلى احتمال الترشّح لولاية رئاسية جديدة في عام 2028، رغم تحديد الدستور الأميركي بفترتين رئاسيتين فقط، وهو ما يثير تساؤلات قانونية ودستورية في حال سعيه لذلك. وفي الولاية الأولى لترامب، لعبت ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر دورًا محوريًا كمستشارين في البيت الأبيض، بينما تراجع حضورهما بشكل ملحوظ خلال الولاية الثانية، في وقتٍ تصاعد فيه نفوذ دونالد الابن داخل الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس. وفي غياب أي منصب رسمي له داخل الإدارة، برز ترامب الابن كرجل أعمال وناشط سياسي محافظ. فقد انضم إلى شركة "1789 كابيتال"، وهي شركة استثمارية أنشأها المستثمر عميد مالك، وتركّز على دعم الشركات ذات التوجهات المحافظة. كما أدى دورًا في دفع ترشيح السيناتور جيه دي فانس لمنصب نائب الرئيس، ضمن جهود الحزب الجمهوري لترسيخ تيار "أميركا أولًا". وخلال كلمته في منتدى الدوحة، توجّه ترامب الابن بإشادة لبيئة الاستثمار في دول الخليج، قائلاً: "الناس هنا يعملون بجد، ولا يتعاملون مع مناخ تنظيمي خانق كما هو الحال في أوروبا الغربية"، في انتقاد لاذع للبيروقراطية الأوروبية. وأشار إلى أنّ البيئة الاستثمارية في الخليج تُعدّ جاذبة لرؤوس الأموال، مقارنة بما وصفه بـ"المناخ التنظيمي المُعقّد" في دول الغرب الأوروبي، في تأكيد على تحوّل اهتمام بعض روّاد الأعمال المحافظين نحو الأسواق الخليجية.

الصين قلقة من مشروع "القبة الذهبية"
الصين قلقة من مشروع "القبة الذهبية"

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

الصين قلقة من مشروع "القبة الذهبية"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حذرت الصين من أن مشروع "القبة الذهبية" الصاروخي الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، "يقوض الاستقرار العالمي"، ودعت الولايات المتحدة إلى التراجع عنه. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي، إن هذا المشروع يحمل "تداعيات هجومية قوية" ويزيد من مخاطر عسكرة الفضاء الخارجي وسباق التسلح. وأضاف: "إن الولايات المتحدة، في سعيها وراء سياسة "الولايات المتحدة أولا" مهووسة بالسعي إلى تحقيق أمنها المطلق، وهذا ينتهك مبدأ عدم المساس بأمن جميع الدول، ويقوض التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي". وتابعت: "الصين قلقة جدًا حيال هذا الأمر ونحض الولايات المتحدة على التخلي عن تطوير ونشر نظام دفاع صاروخي عالمي في أقرب وقت ممكن". وكان ترامب أعلن أمس الثلاثاء أن الولايات المتحدة اتخذت القرار بشأن تصميم منظومة الدفاع الجوي الصاروخية "القبة الذهبية"، والتي ستتضمن أيضا صواريخ اعتراضية تطلق من الفضاء. وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن هذا النظام الذي يهدف إلى "منع التهديدات من الصين وروسيا"، سيكون جاهزا للتطبيق خلال عامين ونصف العام إلى ثلاثة أعوام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store