
الخطاب الديني المعتدل وحده ينقذ الأمّة من التطرف!علجية عيش
الخطاب الديني المعتدل وحده ينقذ الأمّة من التطرف!
علجية عيش بتصرف*
مع الد/ محمد نعيم محمد هاني ساعي: دعوة إلى مراجعة الخطاب الديني الإسلامي
(سؤال: من يتحمّل مسؤولية إفراز الظواهر الخطيرة في المجتمع الإسلامي؟
يؤكد مفكرون أن انحدار الأمة الإسلامية وراء عدم التزام أهلها و خاصة العلماء و الفقهاء بالخطاب الديني في مواجهة 'الفكر الغربي' و 'العولمة' التي عمقت جذورها و هذا راجع لانقسام المسلمين و صراعاتهم من أجل الوصول إلى الحكم، حيث أهملوا جانبا مهما من القضايا التي لا تنهض الأمة بدونها فكانوا سببا في عزل روح الأمة و كيانها، حتى أصبحت هذه القضايا تشكل خطورة على حياة المجتمع الإسلامي، و قد سمحت للفكر الغربي أن يتسلل داخل المجتمع عن طريق علمنة المنظومة الأسرية و التربوية و ضربهما في العمق ، هي دعوات الإصلاح المسمومة الوافدة على منطقة الشرق لإخراج الإنسان المسلم عن نهجه الربّاني فتجده يبحث عن ملذات الحياة باسم الخصوصية فما أحوج الأمة اليوم إلى إحياء دينها و معالم عزها و مجدها و تجديد خطابها الديني ' فكم من المتعصبين من جعلوا من الشباب انتحاريين باسم الجهاد في سبيل الله
لم يكن التناقض الرئيسي في الإسلام قائما بين إيمان و إلحاد، بل بين إسلام روحي و إسلام زمني ( مرحلي) و بين تيار عقلاني و آخر إشراقي، الأول ينطلق من مفهوم خاص للإسلام يجد في ابن رشد ذروته الفكرية مارا بالمعتزلة و الفارابي و الغزالي و التيار الثاني ينطلق من مفهوم آخر للإسلام و يمر بالحلاج و السهروردي، و قد استغل البعض مواقع الإلكترونية لنشر افكارهم ، خاصة الأفكار الهدامة، لأن العولمة عن طريق الإنترنت جعلت المجتمع المسلم أكثر ابتعادا عن المنهج الرباني، و هذا لأن الخطاب الديني في البلدان الإسلامية ابتعد عن جوهره ، فكم من الخطباء أصبحوا موالون للسلطة، و أهملوا الرسالة التي أوكلت إليهم في تنوير المجتمع و تهذيب النفس البشرية و إصلاحها، فبعضهم فرطوا في الالتزام بقواعد الخطاب الديني و آخرون أفرطوا فيه إلى درجة التعصب و المغالاة من خلال إطلاق فتاوى لا يقبلها عاقل، لذا كان من الضروري المطالبة بإعادة النظر في الخطاب الديني و تجديده.
ومن الذين دعوا إلى مراجعة الخطاب الديني ما ذهب إليه الدكتور محمد نعيم محمد هاني ساعي أستاذ الفقه و أصوله بالجامعة الأمريكية المفتوحة ، حيث دعا إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني داخل المساجد و التركيز على قضايا الأسرة و ما يهددها من مخاطر فيجد لها من الخطاب ما يناسبها و يتفاعل معها، ففي كتابه بعنوان: 'الخطاب الديني بين تحديث الدخلاء و تجديد العلماء' الصادر عن دار السلام للطباعة و النشر و التوزيع و الترجمة، ينتقد الدكتور محمد نعيم محمد هاني ساعي الخطاب الديني المعاصر، كون هذا الخطاب مرتبط بالمرجعية الدينية للمجتمع الإسلامي، و هذه المرجعية كما يُلاحظ منقسمة و غير موحدة و مختلفة من مجتمع لآخر، فالخطاب الديني كما جاء في الكتاب له صفات و هي الشمولية و الواقعية، معايشة الأمة و قضايا الساعة و من صفاته كذلك الأمانة و الصدق و النزاهة و الحكمة، و قال أن الخطاب الديني له ثوابت و أصول، و قد خص الكاتب لهذه الصفات بالشرح و التفصيل (من الصفحة 72 حتى الصفحة 76 )، ليوضح أنه لابد للخطاب الديني أن يرتب أولويات خطابه و الأولويات في نظره هي تلك القضايا التي تشد حاجة الجمهور من الناس سماعها او معرفة حكم الشرع فيها، و لا يقف عند حدود شرح طريقة الوضوء و نواقضه في خطبة الجمعة.
على الخطاب الديني أن يراعي نوع الجمهور و وجهته و زمان خطابه
يقول الدكتور محمد نعيم محمد هاني ساعي و هو عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مجمع فقهاء الشريعة ،إن الخطاب الديني يشترط مراعاة الأحداث و الأزمان و الظروف لكي يعطي لكل ذي حق حقه، كما على الخطاب الديني أن يراعي نوع الجمهور و وجهته و زمان خطابه، لأن الجمهور يختلف من حيث المستوى و الطبقة، حتى أن البشر أنواع و أمزجة و طبائع و استعدادات مختلفة، فهناك الروحاني و العقلاني و العاطفي و العصبيّ ( من العصبية) و هناك حادُّ الطبع، إذ لا يجوز لكل من هبّ و دبّ أن يلقي خطابا دينيا أو يصدر فتوى أو يناظر و يباحث في مسألة دينية، دون الرجوع إلي المرجعية و قواعد الخطاب الديني و شروطه، فالمفتي و الفقيه والعالم و الداعية والإمام و الخطيب يجب عليه أن يكون حاملا لرسالة الأنبياء و شرف نقلها إلى الناس و أن يلتزم بأخلاق الأنبياء و سندهم، والسند هو التلقي عن العلماء الراسخين في حلقاتهم العلمية في كل موقع ( المساجد، النوادي، المدرسة و الجامعة )، وقد حذّر الكاتب في العنوان الفرعي ( ص 87) الذي جاء بالصيغة التالية: عالِمٌ رَخِيصٌ و قارئٌ سفيهٌ يشترون بآيات الله ثمنا قليلا، من خطورة الوضع ، و قدم الدكتور صاحب الكتاب عينة من المشكلات التي يغرق فيها المجتمع المسلم عندما تحدث في الصفحات ( 215،216 ، 217، 218) عن العلاقات بين الناس و بالأخص مسألة الزواج و تعدد الزوجات و مشروعيته و ما جاءت به أحكام الإسلام و مقاصده، نعرض هنا بعض الملاحظات حول الخطاب الديني الحالي و ما يحدث في الحياة اليومية للمجتمع المسلم.
الملاحظة الأولى: تتعلق بما يحدث في المؤتمرات التي تنظمها الأحزاب السياسية، حيث عادة ما تفتح مؤتمرها بآيات من ذكر الله الحكيم، و النشيد الوطني ثم فجأة يتحول المؤتمر إلى حلبة صراعات من أجل التموقع ، هذه الصراعات ترافقها بعض السلوكات اللاأخلاقية تصل إلى حد سب الله و الطعن في الدين فضلا عن سماع الكلمات البذيئة التي يخجل الإنسان من سماعها أمام رفيقه في النضال أو امرأة تقف في مكان قريبا منه ، فلا هم احترموا القرآن الذي كان يتلى على مسامعهم، و لا هم احترموا النشيد الوطني، ألا يمكن القول أن هذا الإمام الذي افتتح المؤتمر أساء للخطاب الديني، لأنه حضر مَجْمَعِ لا تراع فيه الحرمات.
الملاحظة الثانية: الجدل القائم حول الحديث الشريف في قوله صلعم: 'خيركم.. خيركم لأهله' أخرجها الترمذي عن عائشة بسند صحيح، أريد بها أنه إذا كان المتحدث باسم الدين خارج بيته كريما فميزان الرسول يقتضي أن يكون لأهل بيته أكرم، و إذ كان خارج بيته متأدبا لبقا فالواجب ان يكون داخل بيته أكثر لباقة و أدبا، إذا كان مع الناس حليما صبورا فالميزان النبوي يقتضي أن يكون مع أهله أكثر حلما و اشد صبرا و هكذا، فهذا الحديث أعطيت له عدة تفسيرات، منهم من قال أن كل من يستعمل خطابا مزدوجا و مختلفا أي ان ما يقوله خارج بيته لا ينبغي ان يقوله داخل بيته، اي أنه حر يقول ما يشاء و يفعل ما يشاء خارج بيته و كأن الشارع ليس له حرمة، فهناك من انتقد الدعاة و وضعوهم فوق المشرحة و وقفوا على مظاهر الازدواجية و الانفصام لدى الدعاة و العاملين في مجالات الدعوة إلى الله .
فهو أمام الناس شيئ و بينه و بين نفسه شيئ مناقض، يعيش صراعا بين متطلبات الدعوة و خصائص و احتياجات المرحلة العمرية كون البعض يعاني من مشكلات العلاقة مع الجنس الآخر و غيرها من الأمثلة، و قد أشارت كثير من الكتابات عن ظاهرة انفصام شخصية الدعاة و العاملين في مجالات الدعوة إلي الله ، و منها الدراسة التي أجراها الباحث رمان فوزي في كتابه بعنوان: شيزوفرنيا الدُعاة (سكيزوفرينيا) و مظاهر الازدواجية و الانفصام لدى الدعاة و العاملين في مجالات الدعوة إلى الله، من أجل الوقوف على الحقيقة ، والانفصام هو (اضطراب نفسي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي وفشل في تمييز الواقع)، المشكلة أن هناك من فهم الحديث خطأ، بحيث فسره بأن خيركم لأهله، أي أنه يصون أهل بيته و يحافظ على كرامتهم و شرفهم أما باقي الناس خارج البيت فهو غير ملزم بذلك وغير مسؤول عنهم، كما أن بعض الأئمة ينتابهم الغرور ، إذ يري نفسه أنه أفقه الناس و أكثرهم تدينا.
الملاحظة الثالثة: وهي تتعلق بالممارسات السياسية التي تقوم بها بعض الجماعات الإسلامية إذ يلاحظ أن بعض المتطرفين استغلوا فكرة 'الجهاد' في سبيل الله من أجل إغراء النساء و الإيقاع بهن ، ففي الجزائر مثلا و على غرار البلدان التي عاشت الحروب الأهلية ، حوّل هؤلاء المرأة المسلمة إلى 'انتحارية'، و أخريات تحوّلن إلى 'جواري'، الطامة أن الفئة الثانية من النساء أنجبن أطفالا، فيما أطلق عليهم اسم: ' أبناء الجبل' و السلطات العمومية الآن تبحث لهم عن حلول لإدماجهم وسط المجتمع، في حين نجد بعض الأزواج الراغب في ربط علاقة بامرأة أخرى باسم الخصوصية، و لتحقيق هدفه يلجأ إلى الطرق اليسيرة و هو الزواج 'العرفي' أو كما يسمونه بزواج المسيار عند أهل الجماعة و السنة ، و زواج المتعة عند فرق الشيعة.
و كما يقول المنظرون في حقل الأسرة و التربية:' لكل شيئ أصل يُبْنَى عليه و لكل بناءِ قواعدٌ و أسسٌ، و لئن ذهب أصل الشيئ و أساسه فقد ذهب الشيئ كله'، و بالرغم من أن الزواج العرفي شرعيٌّ فالسؤال الذي يمكن أن يطرح هنا: هل يرضى رجل عاقل أن تتزوج ابنته أو أخته زواجا عرفيا؟ ثم إن كان هذا الرجل يُكِنُّ و لو بشيئ قليل لهذه المرأة/الفتاة من المودة و الإحترام ألا يحق له أن يمنحها لقبه ويصبح زواجهما كاملا و هذا من باب صون كرامتها و كبريائها، كانت السلطات الجزائرية ( كعينة) في فترة ما ، قد اتخذت بعض الإجراءات القانونية فيما يخص الأحوال الشخصية، حيث اشترطت على من يرغب في الزواج بثانية موافقة الزوجة الأولى و تكون حاضرة أمام القاضي لتوقع على زواجه بأخرى ثم ألغيت هذه الإجراءات، ثم أنه من يخفي زواجه عن زوجته الأولى وأهله فكيف يكون خيرا لأهله؟ و كيف له أن يقتدي بالرسول الصادق الأمين الذي أمر بالصدق و الأمانة و العدل و الإحسان قبل نزول عليه الوحي؟.
الخطاب الديني و ظاهرة التطرف
كان هذا عنوان فرعي ضمنه صاحب الكتاب في الصفحة 155 من كتابه، ففقدان المرجعية الدينية أو تغييبها عمدا تفتقت عنها عقليات بعض من كانوا محسوبين على الحركات الإسلامية أو ممن تأثروا بها و بعض من لا صلة لهم بحركة أو جماعة ، حيث تبنوا كما يقول المؤلف فكرا ساذجا غريبا أو فهما شاذا و تولدت عن هذا الفكر الساذج تيارات متطرفة و اتجاهات حديثة مغالية، فالتعددية الفكرية الدينية و الانقسامات جعلت الأصوات مشتتة و المواقف متناقضة ، حيث لم يجد هؤلاء من وسيلة التعبير عن فكرهم و رأيهم أقوى من القتل و التفجير و إرهاق الأرواح و سفك الدماء و العبث بالمصالح و المرافق العامة و الخاصة لأن ساحة الخطاب الديني المعتدل 'غائبة' فكان الخطاب الديني المتطرف هو البديل، لدرجة أن أصبح لكل جماعة مرجعيتها الدينية، فنقرأ عن شيعة ابن تيمية والألباني و شيعة البنّا و قطب في مصر، و شيعة محمد عبد الوهاب في السعودية وبعض الأقطار العربية، و الشنقيطي في السودان، أما في الجزائر فهم متعددوا المرجعيات ، فمنهم من جعل الشيخ محمد الغزالي و البوطي مرجعيته الدينية، و هناك شيعة علي بن أبي طالب و ابنه الحسين، وتقابلها الوهابية و بدأنا نسمع عن شيعة علي بن حاج و هم أنصار الفيس الذين انتزعت منهم الشرعية (و هذا موضوع خارج الموضوع الذي نحن بصدد مناقشته ) ، دون الحديث عن المذاهب الحديثة الظهور التي كانت تنشط في الخفاء كالمدخلية و الأحمدية وغيرها..
لم يكن الغرب غافلا عما يحدث في الشارع الإسلامي و المشكلات التي يغرق فيها المجتمع الإسلامي و تغيير الخطاب الديني الذي امتد إلى حد التحريض، فتعامل معه على أنه حقيقة و لاعب أساسي لا يمكن الاستخفاف به أو تجاهله، لأن بعض الذين انزووا على المنابر يفتقرون إلى لغة الخطاب الديني المعتدل، إن أولئك كما قال عنهم صاحب الكتاب لا يصلحون أن يكلمون أنفسهم، فكيف يصلحون لخطابة الجمهور و عظته إذ يقول: ' إنما يرتقي المنبر من يمثل أعلى مراكز البيان ( الخطاب الديني) أما الهواة فلا يجوز لهم ذلك، فكم نقل هؤلاء و أشباههم معلومة خاطئة أو حديثا ضعيفا لا يصح لحال، و كم أحدث بعضهم فتنة أو قلاقل..الخ'، لدرجة أنهم كانوا لعبة بين أيدي الغرب الذي استغل الأحداث و جعلها سلاحا يضرب به الأسرة المسلمة هذا عن طريق علمنة التعليم، أي عزل التاريخ و التربية الإسلامية من قاعات الدرس فلا يجوز أن يفهم الطالب المسلم (الشرقي) أن الحصانة الأخلاقية و الحماية الإجتماعية لا تأتي عن طريق الدين و الأعراف و المبادئ و الأخلاق و إنما تأتي عن طريق الانفتاح، هي دعوة الإصلاح المسمومة لإخراج المسلم عن نهجه الرباني.
من يتحمّل مسؤولية إفراز الظواهر الخطيرة في المجتمع الإسلامي؟
و من الظواهر الخطيرة التي ظهرت في الساحة الدينية الإسلامية ظاهرة تقديس الصحابة يقول رمضان فوزي عن ظاهرة تقديس الصحابة في الصفحة 130 من كتابه السالف ذكره و علي لسان الدكتور كما المصري من قال أن الصحابة لم يكونوا يخطئون؟ هذا الفهم التقديسي للصحابة خطير و مرعب، فرغم ما لهم من فضل في دعم السول (صلعم) لكنهم بشر و هم يتصرفون كالبشر و عاشوا كالبشر مقدما الأخطاء التي وقعت في غزوة أحد وحادثة اففك التي جاءت في سورة النور و في الثلاثة الذين خلفوا في سورة التوبة ن و هذا كه يؤكد علي بشريتهم و اشار إلي كثير من الآيات كما في قزله عز و جل: عبس و تولي أن جاءه الأعمى و ما يدريك لعله يزّكّي ( سورة عبس الآية 1و3).
و لذا نجد المؤلف يُحَمِّلُ المجتمع المسلم المسؤولية في إفراز هذه الظواهر الخطيرة مثلما جاء في الصفحة 156 من الكتاب عندما قال: إن أبواق الباطل مسموعة مشروعة و أصوات الحق متهمة ممنوعة، و لعل هذا ينطبق على الإخوان في مصر و النهضة الإسلامية في تونس، و التي لا يزال زعيمها راشد الغنوشي في السجن و الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر بقيادة عباس مدني الذي توفي في المنفي ، هي الأخرى منعت من حقها في المشاركة السياسية رغم تدابير المصالحة الوطنية و القوانين التي صدرت في هذا الشأن، إنها كما يقول دوّامة من المتناقضات و أمواج متلاطمة من الأضداد و المتعارضات و هذا هو التطرف و الإرهاب بعينه، و للفصل في هذه المشكلات وما يواجه المسلمين من مظاهر العنف و التطرف و المغالاة في إطلاق الفتاوى اضطر علماء الأمة و فقهائها إنشاء هيئة عامة أو مجمع ينظم أمورهم و هو اتحاد رابطة العلماء المسلمين، فلا يحق لأيّ كان أن يفتي في مسألة من المسائل سواء كان عالما أو فقيها إلا بموافقة تلك الهيئة، بحيث يخرج العلماء و الفقهاء الموثوق فيهم على الجمهور من المسلمين و عامتهم برأي موحد و لو وجد من يعارض من داخل تلك الهيئة، لكن أين هو الاتحاد اليوم؟، فهو يتأرجح بين الازدهار و الانحدار، و الدليل الصراع القائم حاليا بين علماء متخصصين نشأوا في احضان العالم الإسلامي ( قضية أحمد الريسوني رئيس الاتحاد و تهجمه على الجزائر بسبب الصراع الدائر بينها و بين المغرب و هذا ما يؤكد على الغياب الكلي للخطاب الديني و ثقافة الحوار حتى بين العلماء الذين كان من المفروض أن يكونوا وسطاء بين الحكام و الحكومات لفض النزاعات القديمة و التي لم يتم الفصل فيها إلى الآن.
الملاحظة الرابعة: و هنا تجدر بنا الإشارة لأن نفتح قوسا صغيرا بالرجوع إلى المرجعية الدينية التي تمت إليها الإشارة للوقوف فيما يحدث الآن و الحال الذي وصلت إليه الأمة بسبب تعدد الفتاوى و كثرة المفتين، بحيث أصبح كل من هب و دب يقول أنا مفتي و سمحت لهم أنفسهم إطلاق فتاوى دون سند شرعي أو دون حوار و نقاش في المسائل المنازع فيها، إن غياب ملتقيات الفكر الإسلامي و حوار الأديان و الثقافات و توقف المناظرات العلمية الدينية أخلطت كل الأوراق، بعد غلق باب الاجتهاد ، فكل واحد يُكَفِّرُ الآخر لمجرد أن هذا الأخير اجتهد و أبدى رأيه في مسألة تتعلق بالفكر الديني في ظل الصراع بين الأصوليين و الحداثيين، و كأن هؤلاء أرادوا أن يكونوا شركاء مع الله في الحكم أو نواب عنه و خلفاء، و قد كانوا بسبب تعصبهم و تشددهم سببا في تنفير المسلمين من دينهم، لأنه لم يكن لديهم كما يقول الكاتب تصورٌ للقضايا الكبرى في الإسلام، يقول الدكتور محمد نعيم محمد هاني ساعي في الصفحة 169 من الكتاب: 'إن دور العلماء هو تفنيد الأفكار الباطلة و النحل الفاسدة و الآراء الشاذة في حالة قيام شبهة من الشبهات و ذلك بدافع من الغيرة الدينية و الشعور بالمسؤولية.
فما أحوج الأمة اليوم إلى إحياء دينها و معالم عزها و مجدها و تجديد خطابها الديني عن طريق علمائها و حكامها لا عن طريق مراهقين اطلعوا على بعض الكتيبات أو المطويات و ادّعوا أنها فقها و فتوى يغسلون بها عقول الجهلة و السذج، و كم من المتعصبين من جعلوا من الشباب انتحاريين باسم الجهاد في سبيل الله ( و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر – الآية 104 من سورة آل عمران)، الحقيقة فقد أثارت في نفسي جرأة المؤلف و هو ينتقد بعض العلماء و الفقهاء، إذ نقرأ قوله في الصفحة 174: ' سقى الله أياما كانت لفتوى العالم فيها هيبة تهزّ لها عروشٌ و ممالكٌ، ثم استدار الزمان و انقلبت الأيام فإذا بفتوى العلماء تتخذ من دور الإفتاء سكنا لا تغادره أو قبرا لا تفارقه قد أكل عليها الدهر و شرب، لا نرى نورا و لا هواءً و لا شمسا و لا ضياء'، فمنصب الإفتاء كما يقول لا يأتي من خلال تحزب أو انتماؤه إلي جماعة أو حركة سياسية يتعلق ، فهيبة المفتي تأتي من خلال قلبه و لسانه، فلا يبقى الدين حبيس المنابر في المساجد ،بل عليهم أن ينزلوا إلى الساحة و معانقة الجماهير.
ما جاء في كتاب الدكتور محمد نعيم محمد هاني ساعي كان تشخيصا دقيقا لواقع الخطاب الديني الإسلامي و شخصية الدعاة و الفقهاء، و قد تعرض باحثون آخرون إلى هذه الإشكالية و من بينهم رمضان فوزي محرر بالنطاق الدعوي بشبكة إسلام أون لاين عندما نقل اعترافات بعض الخطباء في كتابه السالف الذكر حيث اشار إلى وجود مشاكل في التطبيق و أن افتقاد القدوة هو سبب التدين المغشوش، يقول رمضان فوزي: هناك داعية يريد الدنيا و هناك داعية عصبيّ و هناك داعية عنيف حتى في خطابه مع الآخر و هناك دعاة ضيقي الأفق، و قد اعتمد رمضان فوزي في تشخيص شخصية الدعاة على الأسئلة و الاستشارات التي يطرحها العامة و طريقة معاملة الدعاة للجمهور، خاصة و أن هناك دعاة يعانون من انفصام في الشخصية حاول رمضان فوزي تبسيطها و وضع لها بعض الحلول، فالدعاة و العلماء و الفقهاء قبل كل شيئ بشر و معرضون للخطأ و النسيان، و قد دعا المهتمون بالخطاب الديني في الإسلام و ضرورة تجديده الجماعات الإسلامية أن تعيد النظر في افكارها و فلسفتها و برامجها و أن تنتقد ذاتها و قبولها مبدأ الإعتراف بالآخر ( المعارض) و الاستماع إليه، أي أن لا تكون جماعة ضغط و تهديد و وعيد، تُكَفِّرُ و تقتلُ و تنفر الناس من الدين بتعصبها، فالإسلام كما يقال كلما تزمنن كلما انحاز إلى الطبقات المسيطرة، و إذا تزمنن فهو قد تمأسس و خرج عن دوره الريادي .
*علجية عيش بتصرف
الجزائر
2025-03-13
The post الخطاب الديني المعتدل وحده ينقذ الأمّة من التطرف!علجية عيش first appeared on ساحة التحرير.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ 5 ساعات
- وكالة أنباء براثا
توضيح من التربية بشأن نتائج السادس الابتدائي
نفت وزارة التربية الانباء التي تحدثت بنشر نتائج الصف السادس الابتدائي وقال الناطق باسم الوزارة كريم السيد في بيان له نُنوه وننبّه بإن لا صحّة لأي جهة او حساب او قناة تنشر نتائج الصف السادس الإبتدائي، مؤكدا ان النتائج حتى الآن لم تكتمل تصحيحاً وتدقيقاً، وعند اكتمالها ستُعلن بالصفحات الرسميّة الموثقة للوزارة فقط، وليس بأيّ مكانٍ آخر. واضاف البيان محذرا لا تفتحوا الروابط او تتواصلوا مع غير الجهات الرسميّة، ولا يستغلكم ضعاف النفوس لرغبة ولهفتكم، فما هي إلا أيام وساعات قلائل وستُعلن المديريّات العامة للتربية تباعاً نتائجها، وسنفرح بكم بإذن الله.


وكالة أنباء براثا
منذ 5 ساعات
- وكالة أنباء براثا
مجلس حسيني ـــ الامام الجواد ودوره في الامامة
بَغدادُ تبكي و(المدينةُ) تنحَبُ *** فظُلامةُ السِـبطِ التقيِّ تَـغَـرُّبُ نزلَ المُصابُ بآلِ بيتِ محمدٍ *** فَجوادُ طـه ظامئٌ ومُـعذَّبُ من غَيلَةِ السُـمِّ الزُّعافِ وجَمرِهِ *** يغلي حميمـاً والحَشا يتلَّهبُ فاضَتْ بــهِ رُوحُ الإمامِ وعُينُهُ *** تَرنُو الى ربٍّ جلـيلٍ يرقُبُ صلَّى على السبطِ الشهيدِ وَريثُـهُ ** هادي الخَلِـيقةِ والامامُ الطـيِّبُ يومَ الشُّجونِ بجنبِ دجلةَ مأتمٌ ***يَنعى الجـوادَ وعالِـماً يُستطلَبُ هو كاظمٌ للغيظِ شأنَ جُدُودهِ *** من آلِ بيتٍ طاهرٍ لا يُحجَبُ ـــ يمحمد ابهذا الموت تنشال ///وايد السمتك ياريت تنشال // هاي اجروحنه الهيهات تنشال///لمن مايظهر المهدي الشفيه ـــ الزهره اليوم حزنانه شجاها! /// وبفكد الابن زايد شجاها كالوا جبدته بالسم شجاها /// ويموت الجواَد ابهل مسيه الخلافة العباسية والإمام الجواد (ع) يمثلان حقبة تاريخية سيئة في تاريخ الإسلام ،لان الخلفاء العباسيين لم يكونوا بمستوى الخلافة والحكم , وخير دليل, ان هذا البيت العباسي بيت مغمور , راجع التاريخ بأنصاف وتصفح حياة المشاهير من العباسين , فهم مغمورين ليس فيهم شخص واحد له سابقة في الاسلام رغم ان العباس جدهم الاكبر عاصر فترة نزول الوحي ولكنه كان يهتم بالتجارة اكثر من الايمان بالله والاخرة .كما ان تاريخ اجداد بني العباس القابهم تبين انهم سيئون بكل معنى الكلمة مثلا ابو العباس السفاح , حكم فترة قصيرة نسبياً، حوالي خمس سنوات، ترك خلالها بصمة في التاريخ الإسلامي. ان لقب"السفاح" بسبب حبه للقتل والدم فكان يستخدم إجراءات قاسية ضد خصومه السياسيين يعتبرهم أعداء الدولة العباسية، بعد ان ملآ الارض بالدماء توفي بعد سنتين من وصوله للحكم , توفي في سنة 136 هـ / 754 م، ودفن في مدينة الأنبار في العراق. مات بسبب الجدري. كان عمره حوالي 32 عامًا. .اما الثاني هو ابو جعفر المنصور ويسمى { الدوانيقي} معنى الدوانيقي هو الذي يبخل بالدرهم ويكون كثير التدقيق والتحقيق في عطاءه ولا كرم في حياته. ولكن اطلقت عليه القاب كثيرة لا يستحقها ليس الا لتلميع صورته في التاريخ . والسبب لان ابو جعفر المنصور هو من اسس المذاهب الاسلامية السنية. والا في زمن الراشدين والسلطة الاموية لم يكن هناك مذهب غير اهل البيت{ع} وكانوا قبل ان يسمونهم { جعفرية} كانوا يطلقون عليهم اسم {شيعة علي} .. كيف تأسست المذاهب الاسلامية السنية.؟ الحوادث الكبرى الشرعية والسياسية التي طرأت على الأمّة قبل تدوين تاريخها ، ابتداءً من السقيفة وإلى نهاية القرن الثاني من الهجرة كان لها أكبر الأثر في رسم صورة الإسلام المذهبي ، وهو الذي أشار أليه رسول الله {ص} " تنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا فرقة واحدة " وطبيعي كل فرقة تدعّي إنها الفرقة الناجية ، وتأكيد النبي {ص} على الفرق إنهم في النار دليل على إنهم منحرفون بعيدون عن التشريع الحق . التاريخ يذكر إن السبب كان له مقدمات بدأت من بيعة الغدير حين تم تأسيس حزب قريش الذي قرر أبعاد أهل البيت{ع} عن الحياة السياسية والشرعية ... ثم جاءت الممارسات التنفيذية في العهدين الأموي والعباسي بتوجيه حوادث التاريخ الإسلامي بما يخدم سياستها ويعزّز وجودها .... المرحلة الأولى.: ابتدأت ممارسات التنفيذ أولا بعقوبات جماعية لأتباع آل البيت{ع} وإقصائهم عن الحياة السياسية والشرعية ، والثانية اخطر من الأولى , لان الناس صاروا يرون جهات شرعية غير أهل البيت يفتون بكتاب الله وسنة نبيه {ص} هذا في زمن الراشدين " كمثال على ذلك " حين كتب أمير المؤمنين القران أثناء جلوسه في بيته ، يقول: اليت أن لا اخرج من داري حتى اكتب كتاب الله تعالى" فحملته إليهم ولكنهم رفضوه ..!!! قالوا: لسنا بحاجة لكتابك..!! ثم جاءت المرحلة التركيزية في الإقصاء حين تم توظيف(كعب الأحبار) في منصب مفتي الدولة الإسلامية وهو رجل يهودي اسلم في زمن عمر بن الخطاب ثم عينًّهُ عمر في منصب الإفتاء.!! في وقت كان علي بن أبي طالب مدينة علم رسول الله{ص} يشتغل فلاحا.. وهذه الخسارة العلمية أثرت كثيرا على مستوى الفكر الإسلامي العام ثم غمدت الخلافة الراشدية لجم الأفواه عن قول الحق ومنعت كتابة الحديث نقل لنا التاريخ حديثا عن عبد الله بن عمر انه أوصل ذلك الأمر إلى النبي {ص} عن منع كتابة الحديث في حياته{ص}، فقال : اكتبوا والله لا يخرج من هنا إلا الحق وأشار لفمه... إذن كيف كان الأمر بعد وفاته..؟ ثم حاولت السلطة الراشدية أيجاد بدائل لتفسير القران وجمعه وسخّرت جملة ممّن يوالون ذلك الخط أن يضعوا لهم تفسيراً يتلاءم مع رغبة الخليفة وتبريراً يستر فضائحهم علي حساب المفاهيم الإسلامية سواء كان ذلك على مستوى رواية الحديث في تمجيد من يشاء الحاكم أو ذمّ من يريد، فأطلقوا تسميات على شخصيات إجرامية وبرروا أفعالهم بنوع من المقبولية عند الله. مثل قتل مالك بن نويرة واعتبار قاتله سيف الله المسلول أو على مستوى صياغة الحدث سياسيا وروايته بما يناسب توجه السلطة ، الأمر الذي أدّى إلى وقوف السلطة إلى جانب الفكر المساعد لها في تسيير الحركة الفكرية بالبدائل فظهر في تاريخ أمّتنا السياسي والثقافي انحراف كثير وخطاْ وصواب ، وعلقت بمسيرته خرافات وأساطير ، وشوائب كثيرة وألوان دخيلة حتى وصل ألينا تاريخا مشوها بعيدا عن أصل التشريع, هناك حقائق كثيرة عند الشيعة والسنة لم تطلها يد التحريف والتزوير ، ولكن نشم رائحة التقديس واضحة في صفحات التاريخ لشخصيات لم يستحقوا تلك الهالة. مثلا بعض القصص عن شخصيات تتصف بالشجاعة والقوة والثبات .. وحين تبحث عن تاريخه الحقيقي تجده يهرب اثناء المعارك ولم يقتل رجلا طيلة حياته ....ولكن الهالة القدسية تحيطه بحيث يعتبر كشف حقيقته نوعا من الخروج من الاسلام . هذه المقدمات جاءت من الدولة الأموية التي رسخ مفاهيمها معاوية حين كتب كتابا ان يكتبوا في فضائل الصحابة " لان ذلك اقرح لقلوب أصحاب أبي تراب, فطرأت في تاريخ امّتنا افكار هجينة كان أثرها على المجتمع قويا مثلا: يقول البعض إن الأكل من ذبيحة اليهودي أفضل من أكل ذبيحة الطائفة الفلانية ، ووجهت أليهم عشرات التهم بعقيدتهم ، زيارة القبور ، التوسل السجود على التراب.. الخ .... ثم جاءت مرحلة تأثير كلام الفقهاء في نشأة المذاهب المرحلة الثانية في وقت كان خلفاء السلطة الاموية تعبث بالتاريخ الاسلامي. هكذا تم ابعاد ال محمد{ص} من الحياة الشرعية, رغم هذا بعض الأحكام التي تتعلق بالحدود او تفسير نص قراني يستشيرون باب العلم الإمام عليّ {ع} .وبعد استشهاد امير المؤمنين{ع} ظهرت اراء فلسفية تاثر بها الشارع الاسلامي من خلال وجود قوميات وجماعات من اليهود والنصارى دخلوا الاسلام فظهرت اراء ما كانت معروفة بالإسلام من أمثلته؛ القول بالجبر والتفويض هذا الرأي ظهر في نظام الغَلَبة حين تسلط معاوية على الأمة. .ثم ظهر رأي مناقض له يسمى التفويض والتفويض راي ظهر عند التفويض عند الأشاعرة ويعني الاعتقاد بصفات الله وفق الآيات يصفون الله كما يُؤمنون بها دون الخوض في تفاصيل معناها أو كيفية حدوثها. فهم لا ينفون الصفات، بل يثبتونها لله، ولكنهم يمتنعون عن توجيهها بطريقة تُشبه صفات المخلوق. ، وهذا برر الأخطاء للخلفاء وجعل الأمة ميتة لا دخل لها في الحوادث تقول النظرية إنّ مرتكب الكبيرة ، لا هو مؤمن ولا كافر إنّما هو في منزلة بين المنزلتين .هذه المقولة كانت سبباً في ولادة فرقة جديدة عُرفت بـ : المعتزلة : وأوّل من قال بهذه المقولة واصل بن عطاء ، ثمّ تابعه عمرو بن عبيد ، كانا في مجلس الحسن البصري ، فكلّماه في قولهما هذا ، فأمرهما باعتزال حلقة درسه فاعتزلا عند اُسطوانة في المسجد و انضمّ إليهما جماعة فسمُّوا المعتزلة هذه نواة فرقة « المعتزلة ».. وتطور نقاش علما الكلام إلى قضية « العدل الإلهي » و أكثروا الكلام فيه حتّى لُقِّبوا بـ « العدلية ».. هذا الصراع الكلامي مصدره صراع السياسي) الدائر ذلك الوقت. حين يتحدث أبناء الفرقة يدافعون عنها ويفسرونها بأنّها اعتزال الباطل وأهله ، . اما الأشاعرة: بعد أن ضعف دور المعتزلة قوي دور أصحاب الحديث وأبرزهم في مدرسة البصرة أبو الحسن الأشعري بمذهب يعارض فيه المعتزلة و ينتصر لأصحاب الحديث. والأشعري كان أوّل أمره معتزلياّ ، ، ثم أعلن توبته عن رأي المعتزلة ثم تبنّى قول أحمد بن حنبل بأتباع الظاهر بدون تأويل ..لكنّه تراجع بعد ذلك إلى التأويل ، إلا الاعتقاد برؤية اللّه تعالى في الآخرة. هذا يبين بوضوح أنّ السنّة النبويّة لم تكن قادرة على أن تفرض أحكامها على الواقع ،بل كان الواقع هو الذي يُخضع السنّة النبوية ورأي القران لإرادته ويوجّهها في خدمته ، وإن تطلّب ذلك قلب المعاني ووضع الحديث والكذب على الله ورسوله كما فعل معاوية ضد علي بن ابي طالب{ع} كمثال على ذلك لما رفع عمر بن عبد العزيز شتم أبي تراب جاء وفد من إيران " ومن قم بالذات الى الشام يطلبون من الخليفة ان يعفيهم من هذا القرار كي يستمروا في شتم علي{ع} حتى لو فرض ضريبة عليهم.!!! الخلافة وأثرها في نشأة المذاهب والفرق:....لا يختلف اثنان أنّ الواقع الذي أفرز مبدأ « سنّة الشيخين » مرجعاً تشريعياً بعد الكتاب والسنّة ، ذلك المبدأ الذي وضِعَتْ بذرته الأولى يوم أثبت الشيخان قدرتهما في السقيفة وساقا الناس إلى البيعة ،بقول حسبنا كتاب الله .حتى أصبح قرار الحاكم أقوى من قرار النبي{ص}،كما منع الخليفة كتابة احاديث النبي {ص} والإفتاء بسنّته عمر والمنع من تدوينها ، وقرر تعطيلها حتّى اصبح قرار التعطيل هو السنّة وتصبح سنة النبي هي البدعة . حين جاء علي {ع} إلى السلطة رفع بدعة صلاة التراويح ، فخرج بعض الناس ينادون السنة السنة , وا عمراه .. فقال الإمام لابنه الحسن{ع} دعهم يصلون !! هذا في تفاصيل الصلاة ، وأخرى في مناسك الحجّ ، وفي أحكام الأحوال الشخصية ، وفي الحقوق المالية وغير ذلك ونجح قرار الخليفة إلى اليوم في صناعة احكام جديدة ، تختلف عن مذهب اهل البيت{ع} الا في التوجه للقبلة فقط . وحل دين سنة الشيخين..!! ظهر لنا اسما بلفظ « الجماعة » كلمة الجماعة ابتدأت أول خلافة معاوية ثم استمرت الإحكام الشرعية تصدر من قصر الخلافة ويطبق الناس آراء معاوية فيسمونهم « الجماعة » وبين الآخرين الذين يؤمنون بقداسة الدين والنص ولا يتبعون أحكام بني أمية هؤلاء أهل البدع..!!! .أما « أهل السنّة » فإنّما يراد بهم أهل الطاعة. .وجاء طاغية جديد هو المتوكل العباسي الذي سمّي « ناصر السنّة » لان المتوكّل هو الذي نكل بالمعتزلة كونهم يقولون بخلق القرآن ، فنَصر الإمام أحمد بن حنبل وأفرج عنه من السجن وأعطى اسما لأحمد بن حنبل فكان اسم أحمد « إمام السنة » فقالوا في المتوكّل : انه أظهر السنّة بعد ان دعم رأي الإمام احمد بن حنبل .أول من حذف اسم علي{ع}هو معاوية حين يخطب يذكر أبا بكر وعمر وعثمان ثمّ يتحدّث عن نفسه وسياسته .وفي آخر خطبته يشتم امير المؤمنين ويلعنه شهد القاصي والداني ، أنَّ الإمام الصادق (ع}هو صاحب المقام العلميِّ الرفيع ، الذي لا ينازعه أحد . نكتفي من تلك الكلمات بإشارات :يقول أبو حنيفة : ما رأيت أفقهَ مِن جعفر بن محمَّد ، لمَّا أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال : يا أبا حنيفة ، إنَّ الناس قد افتُتِنُوا بجعفر ، فهيِّئ له من المسائل الشِداد . فهيَّأتُ له أربعين مسألة ، فلمَّا أبصرتُ به دخلَتْني من الهيبة لجعفر (الصادق) ما لم يدخلني من المنصور فجعلتُ أُلقي عليه فيُجيبني فيقول : ( أنتم تقولون كذا ، وأهل المدينة يقولون كذا ، ونحن نقول كذا ، فربَّما تابعناهم ، وربَّما خالفنا جميعاً ) . حتى أتيت على الأربعين مسألة ، ثم قال:( ألَسْنا رَوينا أنَّ أعلم الناس ، أعلمُهم باختلاف الناس) ؟ . واعترف أبو جعفر المنصور باعلميته لذلك قرر ان يسند ابا حنيفة ويعينه في القضاء فلم يوافق اولا فتم سجنه .هناك مصادر تقول انه في السجن تلقى تعليما من شخص قيل إنه زميله في السجن ومؤسس اليهودية القرائية ، عنان بن داود ، تلقى نصيحة منقذة للحياة من أبو حنيفة. [نيموي، ليون. (١٩٥٢). مختارات قرائية: مقتطفات من الأدب المبكر. نيو هافن، كونتيك مطبعة ييل. ص ٤-٥. ISBN ] . في هذه الاجواء تم اعتقال الامام موسى بن جعفر{ع} من قبل حفيدهم هارون العباسي . وبقي في السجن ببغداد ثم قتلوه مسموما. وتبدلت بعد اغتيال الامام الكاظم اشكال التنكيل باللائمة فتم استدراج الامام الرضا {ع} الى خراسان واصبح سجينا في قصر المأمون , ثم الت النوبة على الامام محمد الجواد{ع} كان وجود الإمام الجواد(ع) يمثل خطراً فكريا على النظام الحاكم لان له دور فاعل وقيادي للأمة، لذلك قررت السلطة أن تتخلّص منه خاصة مع كثرة الثورات الشيعية , فلم تستبعد السلطة العباسية وجود علاقة بين الإمام والحركات النهضوية في الأمة. روى المؤرخون عن قاضي المعتصم قوله: (رجع ابن أبي دُوَاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتمّ فقلت له في ذلك، فقال وددت اليوم أني قد مت منذ عشرين سنة، قلت له: ولم ذاك ؟ قال: لما كان من هذا الأسود محمد بن علي بن الرضا اليوم بين يدي أمير المؤمنين، قال: قلت له: وكيف كان ذلك ؟ قال: إن سارقاً أقرّ على نفسه بالسرقة، وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد الجواد فسألناه عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع ؟ قال: فقلت: من الكرسوع. قال: وما الحجة في ذلك ؟ قال: قلت: لأن اليد هي الأصابع والكفّ إلى الكرسوع ، لقول الله في التيمم ( فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ) واتفق معي ذلك قوم. وقال آخرون: بل يجب القطع من المرفق، قال: وما الدليل على ذلك ؟ قالوا: لأن الله لمّا قال:( وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ) في الغسل دلّ ذلك على أن حدّ اليد هو المرفق.قال: فالتفت إلى محمد بن علي (ع) فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر ؟ فقال:(قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين) ، قال: دعني ممّا تكلموا به ! أي شيء عندك ؟ قال:(اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين) ، قال: أقسمت عليك بالله لمّا أخبرت بما عندك فيه. فقال:(أمّا إذا أقسمت عليّ بالله إني أقول أنهم اخطئوا في السنّة، فإن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع، فيترك الكفّ) ، قال: وما الحجة في ذلك ؟ قال:(قول رسول الله: السجود على سبعة أعضاء: الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها وقال الله تبارك وتعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ) يعني بهذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها ( فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) وما كان لله لم يقطع) .قال: فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكفّ.قال ابن أبي دواد: قامت قيامتي وتمنّيت أني لم أك حيّاً. قال زرقان: قال ابن أبي دؤاد: صرت إلى المعتصم بعد ثالثة، فقلت: إن نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة وأنا أكلّمه بما أعلم أني أدخل به النار، قال: وما هو ؟ قلت: إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلماءهم لأمر واقع من أمور الدين، فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك، وسمع الناس انه ترك اقاويل اصحاب المذاهب كلهم فان قول هذا الرجل شطر الأمة بإمامته، ويدّعون أنّه أولى منه بمقامه ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء ؟ فتغير لونه وانتبه لما نبّهته له، وقال: جزاك الله عن نصيحتك خيراً. قال: فأمر اليوم الرابع فلاناً من وزرائه بأن يدعوه (أي الجواد(عليه السلام) ) إلى منزله فدعاه فأبى أن يجيبه وقال(عليه السلام) :(قد علمت أني لا أحضر مجالسكم) ، فقال: إني إنما ادعوك إلى الطعام وأحب أن تطأ ثيابي، وتدخل منزلي فأتبرّك بذلك، فلمّا طعم منه أحس السمّ فدعا بدابّته فسأله رب المنزل أن يقيم. قال(ع) :(خروجي من دارك خير لك) ، فلم يزل يومه ذلك وليله في خلفة حتى قبض (ع) لقد كان الإمام الجواد(عليه السلام) يتوقع استشهاده بعد هذا الاستدعاء فقد روي عن إسماعيل بن مهران قوله: (لمّا أُخرج أبو جعفر(عليه السلام) من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه قلت له عند خروجه: جُعلت فداك، إني أخاف عليك من هذا الوجه، فإلى من الأمر بعدك ؟ قال: فكرّ بوجهه إليَّ فقال:(عند هذه يُخاف عليّ، الأمرُ من بعدي إلى ابني علي) .لقد درس المعتصم أكثر السبل التي يستطيع بها أن يصفي الإمام ويقتله فلم يجد أفضل من أم الفضل بنت أخيه المأمون للقيام بهذه المهمّة فهي التي تستطيع أن تقتله بصورة أكيدة دون أن تثير ضجة في الأمة، مستغلاً نقطتين في شخصيتها، هما:كونها تنتمي للخط الحاكم انتماءً حقيقياً، فهي بنت المأمون وعمّها المعتصم، وليست بالمستوى الإيماني الذي يجعلها تنفك عن انتمائها النسبي هذا، والاخرى غيرتها وحقدها على الإمام بسبب زواجه من نساء أخريات خصوصاً وأنها لم تلد للإمام وإنما رزق الإمام من غيرها ولده الهادي(ع) . ظل ثلت تيام مرمي ولا // قرابة الحضر عنده // ايغسله اوجسمه يشيله// وبيده ايواريه ابلحده //بالشمس مطروح جسمه// مثل ابو السجاد جده.. مات الجواد اليوم مسموم // عقب الهظيمة او كل الهموم والهادي يبجي ابقلب مالوم // وايصيح بويه اهنا يمحروم شنهو السبب سمتك هالقوم// والشيعة تبكي دمه ابهليوم لجل الجواد الراح مظلوم ـــ روحي لحزن أبو الهادي بهيداي //أظل ألطم على امصابه بهيداي يا شيَّال النعش إمشي بهيداي // سره ابجسمه العطش والسم سويّه ــ جرحي ما يطيب إو عيب يِنْشال //عسى جسمي على المسموم يِنْشال شلون إبن الرضا هاليوم يِنْشال// نِوَدْعَه اليوم وإنواسي الزجيه الشيخ عبد الحافظ البغدادي


وكالة أنباء براثا
منذ 5 ساعات
- وكالة أنباء براثا
ماذا لو كان الجولاني شيعياً
اياد حمزة الزاملي ان الهدف من هذا المقال ليس البعد الطائفي كما سيفسره الاغبياء و انما هو حقائق من التاريخ تؤكد و بما لا يقبل الشك بان هناك كره و حقد دفين لدى الكثير من العرب لاهل البيت (صلوات الله عليهم) و هذه الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار و لا تخفى حتى على البسطاء من الناس الخلفية التاريخية و الخلاف السياسي التاريخي بدأ الانقسام السياسي بعد وفاة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) حول أحقية الخلافة من بعده و قد نكث و غدر العرب ببيعة الغدير المباركة بعدما أوصى الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) بالخلافة من بعده لأمير المؤمنين الامام علي (صلوات الله عليه) و هذه الحقيقة التاريخية موثقة في كتب السنة اكثر من كتب الشيعة العداء العربي لشيعة اهل البيت (صلوات الله عليهم) من الأمويين الى العباسيين الى العثمانيين مارس الأمويون و العباسيون و العثمانيون سياسة القتل و البطش و سفك الدماء ضد شيعة اهل البيت (صلوات الله عليهم) و مذبحة كربلاء الدموية التي يندى لها جبين الانسانية بل حتى الوحوش في الأرض و الحجر و السماء بكت على هذه المذبحة التي قتل فيها سبط الرسول و ريحانته و روحه التي بين جنبيه سيد الشهداء و سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين (صلوات الله عليه) و اهل بيته الاطهار و اصحابه النجباء و ستبقى مذبحة كربلاء وصمة عار في جبين العرب الى يوم القيامة اكثر من ثمانون عاماً و امير المؤمنين و سيد الأوصياء و المرسلين الامام علي (صلوات الله عليه) يسب على منابر العرب و المسلمين و هناك من الدول العربية مازالت تسبه لحد الآن هذا الملك العظيم التجلي الالهي بين الناسوت و اللاهوت الذي قال فيه الرسول الأعظم محمد (ص) (لا تسبوا علياً فإنه ممسوس بذات الله) و في حديث آخر قال الرسول الأعظم محمد (ص) (يا علي لولا ان يقولوا الناس فيك كما قالوا في عيسى ابن مريم لقلت فيك مقال ما ان مررت بقوم حتى قبلوا التراب الذي تحت نعليك و عبدوك دون الله) الثورة الاسلامية المباركة في ايران عام ١٩٧٩ حدثت معجزة من السماء و هو قيام الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران و شكلت هذه الثورة الاسلامية نقطة تحول استراتيجي كبير في الشرق الأوسط و غيرت مجرى التاريخ و قلبت حسابات امريكا و اسرائيل و الغرب رأساً على عقب و اختلت موازين القوى في الشرق الأوسط بعد ان رفع الامام الخميني العظيم (عليه السلام) شعار (نصرة المستضعفين و تحرير فلسطين و القدس من براثن الاحتلال الصهيوني القذر) و حوله من شعار الى واقع عملي ملموس طوق فيه الكيان الصهيوني القذر من جميع الاتجاهات من لبنان بحزب الله المبارك و من فلسطين بحماس و من سوريا بالمقاومة المباركة و بالحوثيين من اليمن و جعل الكيان الصهيوني القذر تحت رحمة صواريخ المقاومة الاسلامية المباركة و ما حدث من تراجع تكتيكي الآن هو ليس أكثر من (استراحة مقاتل) و تسمى في القاموس العسكري (وثبة الأسد) فالعقيدة الشيعية الشامخة لا تموت بل تزداد قوة و شموخاً و ألقاً انها كالنجوم كلما ازدادت ظلمة الطواغيت عليها ازدادت ألقاً و نوراً و انها كالنار كلما اشتدت عليها رياح الحقد و الاستكبار ازدادت توهجاً و سعيرا الحرب العراقية الايرانية حركت امريكا و اسرائيل و الغرب ذنبها المقبور صدام بالحرب ضد الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران و اسقاطها لانها رفعت شعار (تحرير فلسطين) و دعمته معظم الدول العربية و خصوصاً محميات الخليج بالمال و السلاح و جعلت الحرب شيعية _ شيعية و ذلك بغضاً بعلي و شيعته و ذهب ضحية هذه الحرب اكثر من مليونين شيعي من الطرفين تحول الشيعة من محكومين الى حاكمين بعد عام ٢٠٠٣ لاول مرة في التاريخ الشيعي يتحرر الشيعة من حكم السنة الظالم و البغيض و يتنفس الصعداء و يمارس طقوسهم و تقاليدهم بكل حرية بعد ظلم و تنكيل و قتل و تشريد في الأرض دام لأكثر من ١٤٠٠ سنة و تسلموا مقاليد الحكم و لكن بقيود هكذا تخلت امريكا القذرة عن ذنبها المقبور صدام الذي خدمها خدمة العمر و رمت به في مزبلة التاريخ و هكذا تعامل امريكا عملائها بمنتهى القسوة و الاحتقار بعد ان تستنفذ مصالحها منهم مثل أنور السادات و حسني مبارك و شاه ايران و زين العابدين بن علي و جعفر نميري حتى جاء في الحديث الشريف (اللهم اضرب الظالمين بالظالمين) وهكذا ترسل السماء اسرارها و اشاراتها الى العراق و ايران لتكون دولة الحق و العدل الالهي التي ينتظرها العالم منذ الآف السنين انها (دولة صاحب الزمان) (صلوات الله عليه) شاء من شاء و أبى من أبى و من لم يقتنع فاليضرب برأسه في الجدار ماذا حصل عندما تسلم الشيعة الحكم عام ٢٠٠٣ وقع ساسة الشيعة في خطأ استراتيجي قاتل و ذلك عندما جعلوا الحكم مناصفة بينهم و بين السنة و الأكراد الحكم كان في ظاهره شيعي و لكن للامانة و التاريخ لم يكن كذلك و انما كان للشيعة بنسبة ٢٥٪ و للسنة ٢٥٪ و للأكراد ٢٥٪ و ٢٥٪ متفرقة بين الطوائف الاخرى كان على ساسة الشيعة ان يكونوا اذكى من ذلك و ان يحكموا العراق بنسبة ١٠٠٪ لأنهم الأغلبية حيث يشكل الشيعة في العراق حوالي ٨٠٪ من نسبة المجتمع العراقي و الديمقراطية تعني حكم الأغلبية حزب المؤتمر الهندي يحكم الهند متفرداً بالسلطة لوحده منذ اكثر من ثمانون عاماً و لا يشكل وجوده في الهند سوى ٥٠٪ و هذا هو الصواب و الذكاء بعينه تعرض الساسة الشيعة لاكبر و أشرس و أقسى هجمة عرفها التاريخ الحديث قادتها الدول العربية الشقيقة السنية و خصوصاً محميات الخليج مثل السعودية و قطر و الامارات و البحرين حيث دفعت هذه المحميات اكثر من ٨٠٠ مليار دولار للجماعات الارهابية المسلحة مثل القاعدة و داعش و النصرة و اخواتها لأسقاط حكم الشيعة في العراق علماً ان هذه التنظيمات القذرة التي نشأت في مستنقع آسن و عفن و قذر الا و هو مستنقع الوهابية القذرة ولو أن دول عظمى و كبرى مثل امريكا و بريطانيا و فرنسا تعرضت لمثل ما تعرض له العراق من عمليات ارهابية لسقطت و انهارت خلال شهر واحد و لكن العناية الالهية و الإمدادات الغيبية و عين صاحب الزمان (صلوات الله عليه) التي لا تنام هي التي حفظت العراق و شعبه و مقدساته حتى لا يقع ضحية في أنياب خنازير البعث مرة أخرى و ليس حباً من أجل ساسته اكثر من ٨ الآف سيارة مفخخة و اكثر من ١١ الف حزام ناسف كانت هدية من اخواننا و اشقائنا العرب للشعب العراقي و قد حصدت هذه الهدايا العربية اكثر من مليون عراقي جلهم من الشيعة و خصوصاً من النساء و الاطفال و الشيوخ ادخلوا العراق في حروب مستمرة و بلا توقف مع الارهاب منذ عام ٢٠٠٣ و لحد الآن و صرف العراق في سبيل القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية الجرثومية اكثر من ٥٠٠ مليار دولار و كان الله في عون كل الحكومات السابقة باستثناء حكومة الكاظمي لانها كانت حكومة عميلة لامريكا و اسرائيل بنسبة ١٠٠٪ و كان كل ذلك من أجل اسقاط حكم الشيعة في العراق و كما يقول الشاعر بشار برد متى يبلغ البنيان يوماً تمامه .. اذا كنت تبنيه و غيرك يهدم نعم البعث يهدم العرب يهدمون امريكا و اسرائيل تهدم محميات الخليج تهدم تركيا تهدم و خير دليل على ذلك القاعدة و داعش و النصرة و غيرها من هذه الجراثيم التي تم صنعها في مختبرات ال CIA و الموساد و السؤال المهم و الحيوي هو لماذا يمجد العرب المقبور صدام و يعتبرونه زعيم الأمة العربية و بطل العروبة (بطل الحفرة) و سيف العرب و العشرات من هذه الألقاب الجوفاء مع أنه هناك زعماء أفضل من المقبور صدام بعشرات المرات مثل جمال عبد الناصر و هواري بو مدين و معمر القذافي و حافظ الأسد الجواب لان المقبور صدام قتل اكثر من خمسة ملايين شيعي في العراق و هناك اكثر من الف مقبرة جماعية لضحايا الشيعة و قتل مراجع الشيعة و قتل و أعدم اكثر من مليون شيعي معارض و ضرب مراقدهم المقدسة في النجف الأشرف و كربلاء المقدسة و قم المقدسة بعشرات الصواريخ المحرمة دولياً (أرض أرض) و الا ما هي بطولات المقبور صدام كان يملك جيشاً كبير جداً تعداده اكثر من مليونين مقاتل و احدث الأسلحة و لكنه سلم بغداد للأمريكان خلال ساعتين و وجدوه مختبئاً في حفرة كالجرذ و دخل المقبور صدام و جيشه المهزوم موسوعة غينيس في أسرع هزيمة عالمية في التاريخ كذلك المجرم الأرهابي (الجولاني) يستقبل بالأحضان و القبلات و الاحتفال في كل دولة عربية يزورها و كأنه محرر فلسطين و لكن في الحقيقة ليس هذا السبب و انما السبب الحقيقي هو أن المجرم الارهابي (الجولاني) قتل اكثر من ١٠ الآف من شيعة العراق معظمهم من النساء و الاطفال و قتل في محافظة بابل وحدها فقط اكثر من ٨٠٠ شخص من النساء و الأطفال خلال دقيقة واحدة عندما فجر ثلاث سيارات مفخخة قرب مستشفى بابل ترامب المجرم القذر كذلك هو الآخر يستقبل الجولاني بالأحضان لانه قتل عشرات الآلآف من الشعب العراقي المظلوم و تحول الجولاني بين ليلة و ضحاها عند ترامب من ارهابي مطلوب لأمريكا الى رئيس دولة يستقبل بالاحضان و القبلات هذا هو الوجه الحقيقي القذر لامريكا (امبراطورية الشيطان) بينما يقوم المجرم الأخرق ترامب بقتل القائدين العظيمين قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس (رضوان الله تعالى عليهما) أبطال التحرير الذان حررا العراق من براثن الأحتلال الداعشي الأرهابي القذر هذا هو الوجه الحقيقي القبيح القذر لامريكا القذرة العفنة و هناك الآلآف من ابناء الرفيقات في العراق يطبلون و يزمرون بالحب و الترحيب و الولاء لامريكا القذرة هناك جمهورية إسلامية عظمى يقودها العدل المنتظر و الفجر المنتظر و أمل المستضعفين في كل العالم انها جمهورية الامام المهدي (صلوات الله عليه) و العالم كله بانتظاره و هي باقية ما بقي الليل و النهار و تزول شمس الدنيا و شمس جمهوريتنا لن تزول ايتها السماء أشهدي اننا نحيي و نحرر العالم بعد موته بدمائنا و جماجمنا و لا يهمنا لو وقف العالم كله ضدنا لان الله سبحانه و تعالى معنا و عين مولانا صاحب الزمان علينا و ان قصيدة في العشق الحسيني لا تكتب الا بالدم و ان الفجر لا يكون عظيماً حتى تنسج خيوطه بالدم قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } صدق الله العلي العظيم والعاقبة للمتقين...