logo
«ميدفيديف»: هناك دول مستعدة لتزويد إيران برؤوس نووية بعد الضربة الأمريكية

«ميدفيديف»: هناك دول مستعدة لتزويد إيران برؤوس نووية بعد الضربة الأمريكية

صحيفة عاجل منذ 4 ساعات

في أول تعليق روسي بارز على الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، من تداعيات التصعيد، ملمّحًا إلى احتمالات خطيرة قد تغيّر موازين القوى في المنطقة.
وقال ميدفيديف، في منشور عبر منصة إكس اليوم الأحد، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصل إلى الحكم بصفته «صانع سلام»، دخل الآن في حرب جديدة، مضيفًا أن الولايات المتحدة انخرطت في صراع مفتوح، مع مؤشرات على احتمال تنفيذ عملية برية ضد إيران في المستقبل القريب.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن البنية التحتية النووية الحيوية في إيران لم تتعرض لأضرار كبيرة، وأن عملية تخصيب اليورانيوم ستستمر، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إن إنتاج الأسلحة النووية "سيتواصل بلا شك".
وفي تصريح لافت، أكد ميدفيديف أن هناك دولاً أصبحت "جاهزة لتزويد إيران مباشرة برؤوس نووية"، في إشارة إلى دعم محتمل لطهران إذا ما تصاعدت المواجهة مع واشنطن.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الروسية الهجوم الأمريكي، واصفة إياه بأنه "قرار غير مسؤول وانتهاك للقانون الدولي"، وأكدت أن مخاطر تفجّر الصراع في الشرق الأوسط ازدادت بشكل كبير، ما يستدعي تحركًا دوليًا لاحتواء الأزمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قلق وإدانات عربية ودولية للضربة الأمريكية
قلق وإدانات عربية ودولية للضربة الأمريكية

المدينة

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدينة

قلق وإدانات عربية ودولية للضربة الأمريكية

عبرت دول عربية وأجنبية، أمس، عن إدانتها للضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران، محذرة من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة.وقالت وزارة الخارجية ، إن «المملكة تدعو إلى مضاعفة الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي يُنهي الأزمة ويفتح صفحة جديدة للاستقرار في المنطقة».وجاء في بيان الوزارة: تتابع المملكة بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.وإذ تؤكد المملكة على المضامين الواردة في بيانها الصادر بتاريخ 13 / 6 / 2025م التي أكدت فيه إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتعرب عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد.كما تدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.وأعربت قطر عن قلقها إزاء الهجمات، مؤكدة ضرورة وقف العمليات العسكرية والعودة إلى الحوار والدبلوماسية، محذرة من «تداعيات كارثية» على الصعيدين الإقليمي والدولي.ومن جهتها، أكدت مصر «قلقها البالغ» من التصعيد، داعية إلى التهدئة وضبط النفس، مشددة على أن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لتجنب مزيد من الفوضى والتوتر.أما الحكومة العراقية فأدانت استهداف منشآت نووية داخل إيران، معتبرة ذلك «تصعيداً خطيراً» يُهدد أمن الشرق الأوسط ويعرض الاستقرار الإقليمي للخطر.واعربت سلطنة عمان،عن استنكارها للهجوم الجوي الأميركي، واعتبرته انتهاكاً للقانون الدولي وسيادة الدول، داعية إلى خفض التصعيد بشكل فوري وشامل.وفي السياق نفسه، رأت الخارجية الباكستانية أن التصعيد العسكري ضد إيران «مقلق للغاية»، وشددت على أن لإيران الحق في الدفاع عن نفسها وفق ميثاق الأمم المتحدة.و أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، أن ما شهدته المنطقة من أحداث اليوم واستهداف مباشر للمنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، سيزيد من حدة التوترات ويؤثر على الأمن والاستقرار بالمنطقة.أوروبياً، دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إلى العودة لطاولة المفاوضات، مؤكدة وجوب منع إيران من امتلاك سلاح نووي، ولفتت إلى أن وزراء خارجية الاتحاد سيناقشون الوضع، اليوم الاثنين.أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فكتب على إكس «لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات لخفض هذا التهديد»، مشددا على أن «استقرار المنطقة أولوية».وتابع: «ندعو إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة».وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه جراء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، ووصفها بأنها «تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية» .وقال في بيان: «في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى»، مضيفا: «لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام».

ترامب يعتبر الضربات «نجاح باهر» ويحذر من أي رد
ترامب يعتبر الضربات «نجاح باهر» ويحذر من أي رد

المدينة

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدينة

ترامب يعتبر الضربات «نجاح باهر» ويحذر من أي رد

فيما وصف ترامب الضربات الأمريكية بأنها «نجاح عسكري باهر»، مشيرا إلى أن منشآت فوردو ونطنز وأصفهان «لم تعد قائمة»، وأن الطائرات الأمريكية «عادت إلى الوطن بسلام»، محذرا من إن أي رد إيراني «سيقابل بقوة أكبر بكثير» قالت إيران إن قصف المنشآت النووية يظهر أن واشنطن لن تتوانى عن «انتهاك القانون أو ارتكاب جريمة» لدعم إسرائيل.وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قال لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران تتخذ التدابير اللازمة للدفاع عن حقوقها السيادية وستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة.بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن «الإدارة الأمريكية مسؤولة بشكل كامل عن التداعيات الخطيرة للضربات الموجهة الي إيران».ورأى عراقجي، في مؤتمر صحفي في إسطنبول، أن «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خان إيران ورضخ لطموحات مجرم اعتاد على استغلال أراضي وثروات الشعوب لتحقيق أهداف إسرائيل»، مؤكدا أن «واشنطن تعمل مع إسرائيل وهو ما يظهر عدائيتها على شعبنا».ووصف الهجوم الأمريكي بأنه انتهاك لقرارات مجلس الأمن»، مؤكدا أنه «لا يمكن لأي دولة مستقلة القبول بهجوم على أراضيها» وأعلن عراقجي، أنه سيزور روسيا اليوم الاثنين، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.و أوضح عراقجي أن الزيارة تأتي في إطار الشراكة الإستراتيجية بين البلدين والتنسيق المشترك بشأن القضايا الإقليمية والدولية.وأشار إلى أن روسيا كانت طرفا دائما في المفاوضات النووية، مؤكدا أن طهران أطلعت موسكو بشكل منتظم على نتائج محادثاتها الأخيرة مع أمريكا.وكانت الولايات المتحدة قد شنت هجومًا على ثلاثة مواقع نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان مساء السبت.ووفقًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن الهجوم كان يهدف إلى الحد من القدرات النووية للبلاد.وقال إن على طهران أن توافق على «إنهاء هذه الحرب» وإلا ستواجه عواقب وخيمة.ومن جهتها، أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، بأن المواقع النووية التي قصفتها الولايات المتحدة لا تحتوي على مواد يمكن أن تسبب إشعاعا.وقالت وكالة «إرنا» الرسمية، إن «المواقع النووية التي قصفتها واشنطن لا تحتوي على مواد يمكن أن تسبب إشعاعا».بدوره، أكد رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، أن بعض الدول مستعدة لتقديم ذخائرها النووية بعد الضربة الأمريكية على المنشآت الإيرانية، وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي جاء إلى السلطة كرئيس صانع للسلام، بدأ حربا جديدة بالنسبة للولايات المتحدة.وتساءل ميدفيديف على قناته على «تلجرم»: «ماذا حقق الأميركيون بضربتهم الليلية على ثلاث نقاط في إيران؟».وقال: «يبدو أن البنية التحتية الحيوية للدورة النووية لم تتضرر، أو تضررت بشكل طفيف فقط. التخصيب النووي، ويمكننا الآن القول بشكل مباشر - والإنتاج المستقبلي للأسلحة النووية - سيستمر».وأكد ميدفيديف أن «عددا من الدول مستعدة لتزويد إيران بأسلحتها النووية بشكل مباشر».وتابع: «الغالبية العظمى من دول العالم تعارض تصرفات إسرائيل والولايات المتحدة. مع هذا النجاح، لن يحصل ترامب أبدًا على جائزة نوبل للسلام، رغم كل الفساد الذي شاب هذا الترشيح. بداية موفقة، تهانينا سيدي الرئيس!».وأظهرت صور التقطها مصورو وكالة فرانس برس ساحة عامة في منطقة سكنية في حيفا مليئة بالأنقاض، فضلا عن أضرار كبيرة لحقت بمتاجر ومنازل محيطة.من جهتها، أفادت وزارة الصحة الإيرانية أن حصيلة القتلى جراء الضربات الإسرائيلية بلغت 400 على الأقل غالبيتهم مدنيون.

كيف خسرت إيران
كيف خسرت إيران

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

كيف خسرت إيران

*نشر هذا المقال قبل الضربة الأميركية ولكنه يسلط الضوء على مسائل بارزة في الـ12 من يونيو (حزيران) الجاري، شنت إسرائيل سلسلة من الضربات التي ألحقت أضراراً بالمنشآت النووية ومواقع الصواريخ الإيرانية، ودمرت مستودعات للغاز، وقضت، في ضربة حاسمة، على عشرات من كبار مسؤولي النظام. ما زال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على قيد الحياة، لكن أبرز نوابه، بمن فيهم محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، وحسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، قتلوا. قبل أعوام قليلة، كان من غير الممكن تصور أن يقتل باقري وسلامي وعدد كبير من كبار القادة في وقت واحد تقريباً وبصورة مفاجئة. فعلى مدى ثلاثة عقود، بنى المتشددون الذين يسيطرون على النظام الإيراني ما بدا أنه نظام ردع هائل. فخزنوا الصواريخ الباليستية، وطوروا برنامجاً لتخصيب اليورانيوم وعملوا على رفع مستواه. والأهم من ذلك، أنهم أنشأوا شبكة من الوكلاء الأجانب القادرين على استهداف القوات الإسرائيلية والأميركية باستمرار. لكن المتشددين الإيرانيين بالغوا في تقدير قدراتهم. بعد أن هاجمت "حماس" إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عام، اختار قادة النظام شنّ حملة عدوانية شديدة للغاية. بدلاً من ترك حركة "حماس" وإسرائيل تحسمان الصراع في ما بينهما، أطلقوا وكلاءهم لضرب أهداف إسرائيلية. وبدورها، اضطرت إسرائيل إلى توسيع هجومها خارج غزة، ونجحت في إضعاف "حزب الله"، أقوى وكلاء طهران، بصورة كبيرة، وتدمير المواقع الإيرانية في سوريا، مما أسهم على نحو غير مباشر في انهيار نظام الأسد. وردّت إيران على هذا العدوان من خلال إطلاق أكبر هجومين بصواريخ باليستية في تاريخها ضد إسرائيل. لكن هذه الأخيرة، بدعم من الجيش الأميركي وشركاء آخرين، صدت تلك الهجمات ولم تتكبد سوى أضرار طفيفة. ثم ردت بضربة مضادة. وبذلك انهارت ركائز استراتيجية الردع الإيرانية. وأصبح النظام الحاكم في إيران أكثر ضعفاً وانكشافاً من أي وقت مضى منذ الحرب الإيرانية- العراقية في ثمانينيات القرن الماضي. أما إسرائيل التي كانت تحلم منذ عقود بتوجيه ضربة إلى إيران، فوجدت فرصة لم تستطِع تجاهلها. غطرسة ثورية منذ الثورة الإيرانية عام 1979، عمل القادة في طهران على إنشاء شبكة من الوكلاء، تشمل "حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان والحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق، كما أقاموا علاقات وثيقة مع نظام الأسد في سوريا. وهذه التحالفات الإقليمية، إلى جانب برنامج طهران القوي للصواريخ الباليستية، مكّنت إيران من تهديد خصومها بصورة مباشرة وعن بعد، مما منح المتشددين في النظام مصادر قوة أساسية. ولم تكُن قيادة البلاد بمنأى عن الضغوط: فقد دخلت في مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة عام 2015، على سبيل المثال، لتخفيف المعاناة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات. ومع ذلك، أسهمت هذه المحادثات نفسها في تعزيز مكانة إيران كقوة إقليمية، إذ إن الاتفاق المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" منحها تخفيفاً واسع النطاق للعقوبات من دون فرض قيود على قدراتها الدفاعية، سوى بعض الضوابط الموقتة على التخصيب النووي. وعام 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق وأعادت فرض العقوبات. لكن الاستفزازات النووية التي أقدمت عليها إيران بعد ذلك تحولت إلى وسيلة لامتصاص الضغوط الخارجية وتحصين سلوكياتها الخبيثة الأخرى من التدخل الدولي. في أكتوبر 2023، كانت الجمهورية الإسلامية في ذروة نفوذها، إذ كانت تمتلك تأثيراً قوياً في منطقة جغرافية واسعة تمتد من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت نفسه، كان وكلاء إيران، المسلحون بالصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة، يمارسون ضغطاً مستمراً على إسرائيل. في أكتوبر 2023، كانت الجمهورية الإسلامية في ذروة نفوذها بدا هجوم السابع من أكتوبر في البداية وكأنه يعزز موقف إيران. فخصمها الإقليمي الرئيس وجد نفسه فجأة غارقاً في صراع مستنزف بالكامل. ولذا شجعت طهران وكلاءها على الانضمام إلى القتال ضد إسرائيل، مما أدى إلى إنشاء جبهة إقليمية موحدة تحت قيادتها. فالقصف الصاروخي المستمر من "حزب الله" أجبر المدنيين في شمال إسرائيل على الفرار من القرى القريبة من الحدود اللبنانية. وفي اليمن، وسّع الحوثيون هجماتهم لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، مما شكل ضغطاً شديداً على التجارة العالمية وأجبر الولايات المتحدة على حشد قوة بحرية كبيرة وتكريس موارد مهمة للتصدي لعدوانهم. وبحلول منتصف عام 2024، كانت إيران ووكلاؤها يضغطون فعلياً على النظام الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة. لكن في غضون أشهر قليلة، انهار تقريباً الإطار الإقليمي الذي شيّدته إيران. فسحقت العمليات العسكرية الإسرائيلية حركة "حماس" في غزة، ودمرت "حزب الله" في لبنان، وهما عنصران أساسيان في حملة الضغط الإيرانية المستمرة منذ عقود ضد إسرائيل. ثم جاء السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر (كانون الأول). وكانت سوريا تشكل ركيزة أساسية في استراتيجية الردع الإيرانية الأوسع، ليس فقط لأنها تمثل جبهة أخرى ضد إسرائيل، بل لأن أراضيها التي تشترك في حدود طويلة مع لبنان وشمال إسرائيل، كانت تمثل المعبر الرئيس الذي تستخدمه إيران لنقل السلاح إلى "حزب الله" والمقاتلين الفلسطينيين في الضفة الغربية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي مواجهة هذه النكسات، كان بإمكان إيران أن تختار إعادة تنظيم صفوفها. لكنها بدلاً من ذلك قررت تصعيد الصراع مع إسرائيل عن طريق شن ضربات مباشرة في أبريل (نيسان) وأكتوبر 2024. ومن خلال اتخاذ مثل هذا الإجراء، كان الحرس الثوري يأمل في إظهار قوته العسكرية وإعادة إرساء الردع. لكن النتيجة كانت عكسية، إذ كشفت تلك الضربات عن محدودية قدرات إيران الصاروخية. وعلى رغم أن هجومَي أبريل وأكتوبر كانا الأكبر من نوعهما في تاريخ الهجمات الباليستية ضد إسرائيل، فإن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي كثيراً ما يشاد بها، إلى جانب دفاعات الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين، اعترضت معظم الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية. أما العدد القليل الذي تمكن من الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، فإما أخطأ أهدافه أو تسبب في أضرار طفيفة. وكشفت تلك الهجمات عن ضعف إيران. كما دفعت إسرائيل إلى الرد على إيران مباشرة، باستخدام تفوقها الجوي لتدمير بطاريات الدفاع الجوي الرئيسة والمنشآت العسكرية الإيرانية في أكتوبر، مما أدى إلى تحطيم الحاجز الأخير الذي كان يمنع خصوم طهران من استخدام القوة العسكرية ضد أراضيها. وبهذا، انهار الردع الإيراني. رياح التغيير على رغم الانتكاسات التي مُني بها النظام الإيراني، فإن قيادته العليا وقادته العسكريين كانوا بعيدين كل البعد من الاعتراف بالهزيمة في مطلع عام 2025. في خطاب ألقاه في مارس (آذار) الماضي، رفض سلامي فكرة أن إيران فقدت تفوّقها على منافسيها، معتبراً أن بقاء الجمهورية الإسلامية بحد ذاته دليل على فاعلية استراتيجيتها الكبرى. فالنظام، في نهاية المطاف، لم يكُن في حال حرب مع قوى صغيرة، بل مع قوى كبرى تمتلك أحدث الأسلحة والمعدات والجيوش. وقال سلامي: "إنها لمعجزة أن تتمكن أمتنا من الصمود في وجه القوى المتغطرسة". واعتمد نبرة مشابهة خلال خطاب ألقاه في مايو (أيار) الماضي، قائلاً: "الأمة التي لا تُستذل [تُستعبد]، الأمة التي ترفع راية المقاومة وتعمل بأقوال قائدها الأعلى بكل إخلاص، لن تهزم على الإطلاق". لكن سلامي الآن قُتل، وأصبح من الأصعب على إيران أكثر من أي وقت مضى أن تزعم أنها خرجت منتصرة من هذه المواجهات. ففي غضون أيام قليلة فحسب، ألحقت إسرائيل أضراراً جسيمة بالبرنامجين العسكري والنووي لطهران. وعلى رغم أن الحجم الحقيقي للدمار لا يعلمه إلا قادة إيران، فمن غير المرجح أن تتمكن البلاد من التعافي بسهولة من هذا التراجع الكبير. وربما الأهم من ذلك، أن إيران فقدت تقريباً كامل قدرتها على حماية أجوائها من الأعداء. فمنظومات الدفاع الجوي التي كانت تُعد مصدر فخر دمرت أو أصبحت عاجزة عن العمل في معظم أنحاء البلاد. كما أن مخزوناتها من الصواريخ استنزفت، ودمر كثير من منصات الإطلاق المتنقلة، وتحولت المرافق التي كانت تستخدم في تصنيع الصواريخ ومعالجة وقودها إلى أنقاض مشتعلة. وأخيراً، تضرر أو دمر جزء كبير من برنامج التخصيب النووي الإيراني. وربما لا تزال إيران تمتلك مخزوناً من اليورانيوم العالي التخصيب وبعض أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض. لكن على المدى القريب، لم يعُد التخصيب النووي يشكل وسيلة فاعلة للردع. ويضاف إلى ذلك فقدان النخبة القيادية في المؤسسة الدفاعية. فاغتيال عدد كبير من القادة والضباط العسكريين المخضرمين، بمن فيهم اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة "الجوفضائية" في الحرس الثوري الإيراني ومهندس استراتيجيته الصاروخية، سيترك ثغرة كبيرة في النظام ويمحو رصيداً معرفياً تراكم على مدى عقود من الزمن. وعلى رغم أن النظام عيّن بدائل عن هؤلاء القادة بالفعل، فإن ما لا يمكن استبداله بسرعة هو الثقة التي اكتسبها أسلافهم من خامنئي، القائد الأعلى، والنفوذ الذي كانوا يتمتعون به في صياغة الاستراتيجية الكبرى للنظام. فقدت إيران تقريباً كامل قدرتها على حماية أجوائها من الأعداء أمام هزيمة بهذا الحجم، قد يختار النظام الاعتراف بالخسارة، وتقليص خسائره، والسعي نحو تسوية مع إسرائيل والولايات المتحدة. وهذا المسار سيتطلب، على أقل تقدير، تخلّي إيران عن التخصيب النووي. وقد يعني أيضاً أن تضطر طهران إلى التخلي عن برنامجها الصاروخي وإنهاء دعمها للوكلاء والتراجع عن هدفها المعلن بتدمير إسرائيل. ولكن، على رغم أن الشعب الإيراني على الأرجح يفضل هذا المخرج، فإن النظام سيعتبر ذلك بمثابة استسلام كامل، ينظر إليه على أنه حل ينذر بانهيار النظام الثيوقراطي الحاكم في نهاية المطاف. ولتفادي هذا الاستسلام الكامل، قد يختار خامنئي مواصلة القتال. وربما يشمل ذلك السعي إلى تحقيق اختراق نووي. فإذا افترضنا أن إيران لا تزال تمتلك مخزوناً من اليورانيوم العالي التخصيب وتحتفظ بالخبرة الفنية، فقد يحاول النظام اختبار جهاز نووي، على أمل أن يؤدي تحول إيران إلى دولة نووية إلى استعادة شيء من قدرتها المفقودة على الردع. كما يمكن لطهران أن تواصل الحرب، على أمل إنهاك عزيمة إسرائيل على القتال، أو كسب مزيد من التأييد الشعبي للنظام داخل إيران. ويأمل النظام في أن توسع إسرائيل نطاق ضرباتها معتقداً بأنه إذا سقط مزيد من المدنيين، فإن المجتمع الإيراني سيزداد تعاطفاً مع المدافعين الوحيدين عن البلاد: أي النظام نفسه. هذا التأثير المعروف باسم "الالتفاف حول العلم" يعدّ في هذه المرحلة الأمل الأخير الباقي للنظام من أجل حشد التأييد الشعبي في الداخل. لكن تصعيد العدوان رهان شديد الخطورة، وقد يؤدي إلى عزل النظام وتجريده من موارده. فكلما طال أمد الحرب، زاد حجم الدمار الذي ستتكبده البلاد، مما سيضعف قدرة النظام حتى على الاستمرار في العمل. وإذا لم يتحقق تأثير "الالتفاف حول العلم"، أو إذا تلاشى مع الوقت، فقد ينقلب المواطنون الإيرانيون في نهاية المطاف على النظام. وإذا حصلت الحكومة على سلاح نووي لضمان بقائها في السلطة، فقد تصبح إيران شبيهة بكوريا الشمالية، وهذا سيناريو لا يرغب فيه أي إيراني. بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور، فإن النظام الإيراني خسر بلا شك صراعه الطويل مع إسرائيل. وسيتعين عليه إما أن يتخلى عن أيديولوجيته السياسية الأساسية، ويسعى إلى الاندماج مع بقية المنطقة من خلال الانفتاح الدبلوماسي والاقتصادي، أو أن يضاعف تمسكه بعقيدته ويتقوقع أكثر على ذاته. علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني خسرا؛ والوضع الإقليمي الذي أرسياه انتهى. أفشون أوستوفار أستاذ مساعد في كلية الدراسات العليا البحرية، وزميل رفيع الشأن غير مقيم في معهد أبحاث السياسة الخارجية، ومؤلف كتاب: "حروب الطموحات بين الولايات المتحدة وإيران والصراع في الشرق الأوسط". مترجم عن "فورين أفيرز" 18 يونيو (حزيران) 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store