عون جدّد مطالب لبنان لأميركا.. هل يُسلّم "الحزب" سلاحه؟
ونقل عون وسلام إلى السفير الأميركيّ توم برّاك ومورغان أورتاغوس خلال زيارتهما يوم الإثنين إلى لبنان، تشديد لبنان على ضرورة قيام الولايات المتّحدة بمُمارسة الضغوط على إسرائيل، من أجل الإنسحاب من الجنوب، والتقيّد بالإتّفاقيات والقرارات الدوليّة، لمُلاقاة القرار الذي اتّخذته الحكومة في ما يخصّ سلاح "حزب الله".
وليست المرّة الأولى التي يسمع فيها المسؤولون الأميركيّون هذه المطالب اللبنانيّة، التي تُريح "الحزب" إنّ طبّقتها إسرائيل، وتُسهّل عمل الحكومة والجيش لحصر السلاح وتنفيذ القرار الذي اتّخِذَ في مجلس الوزراء بشأن أهداف الورقة الأميركيّة.
ويُفهم من رسالة عون وسلام إلى برّاك وأورتاغوس، أنّهما مُصرّان بالإستمرار بخطّة نزع السلاح، مع طمأنة "حزب الله" في الوقت عينه، عبر الإتّصالات الدبلوماسيّة والضغوط، لدفع إسرائيل إلى احترام إتّفاق وقف إطلاق النار.
غير أنّه في المقابل، يُبدي "الحزب" عدم إستعداده لتسليم عتاده العسكريّ، حتّى لو انسحب العدوّ من الجنوب وأُطلِقَت عجلة الإعمار في البلدات المتضرّرة. فهناك خطابان متناقضان داخل أروقة حارة حريك، الأوّل يدعو إلى الضغط على العدوّ من أجل إحترام قرار وقف إطلاق النار والـ1701 للتطرّق إلى الإستراتيجيّة الدفاعيّة، والثاني يُنادي بالمطالب عينها، ولكن من دون "التخلّي عن قوّة لبنان"، وقد تعزّز الموقف الأخير بعد زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيرانيّ علي لاريجاني إلى بيروت الأسبوع الماضي، وإصرار مسؤولين إيرانيين على عدم خضوع "حزب الله" للضغوطات الداخليّة والخارجيّة، والإحتفاظ بترسانته العسكريّة، في ظلّ تزايد المخاطر الإسرائيليّة في الشرق الأوسط، وإمكانية إستئناف الحرب مع طهران.
كذلك، ركّز كلّ من عون وسلام أمام برّاك وأورتاغوس على ضرورة دعم الجيش كيّ يقوم بمهامه المُوكلة إليه، وأبرزها حصر السلاح ومُراقبة وتأمين الحدود مع فلسطين المحتلّة ومع سوريا، وحماية البلاد من أيّ مخاطر أمنيّة. فإذا ساهمت الدول الغربيّة في تعزيز قدرات المؤسسة العسكريّة وغيرها من القوى المسلّحة الرسميّة، فإنّ الشرعية ستسقط عن أيّ فصيل لبنانيّ، يُؤكّد حقّه بامتلاك السلاح من أجل "مُقاومة" إسرائيل للدفاع عن لبنان.
غير أنّ "الحزب" يُدرك جيّداً أنّ هناك "فيتو" إسرائيليّ على تسليح الجيش، كيّ لا يكون هناك من جيوش في المنطقة أقوى من القوّات الإسرائيليّة، فتل أبيب تقوم بضرب قدرات الجيش السوريّ، وتضغط على أميركا من أجل عدم السير في صفقة طائرات الـ"اف – 35" مع تركيا، وتخشى كثيراً من نموّ قوّة الجيش المصريّ جويّاً.
من هنا، فإنّ تسليم "حزب الله" لسلاحه لن يكون سهلاً، وهو هدّد الحكومة اللبنانيّة بـ"حربٍ أهليّة" و"بصدام مع الجيش" إنّ تمسّكت بقرار حصر السلاح. وقد أتت المُطالبات الإيرانيّة الأخيرة لـ"الحزب" بعدم التخلّي عن العتاد العسكريّ، لتربط ملف ترسانة "المُقاومة" بالنوويّ الإيرانيّ، ما يعني أنّ طهران هي المتحكم الاساس بهذه المسألة وليس عون وسلام، وتنتظر ما ستؤول إليه مُفاوضاتها مع واشنطن وأوروبا، من أجل تقديم تنازلات في لبنان واليمن والعراق.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


OTV
منذ ثانية واحدة
- OTV
نشرة الأخبار المسائية ليوم الاربعاء 20 آب 2025
في باريس، لقاء بين وزير الخارجية السورية اسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية رون ديرمر بحضور المبعوث الاميركي توم براك. وفي بيروت، ترقب لنتائج التواصل الاميركي مع اسرائيل حول الورقة التي اقرتها الحكومة اللبنانية، وسط قراءتين متناقضتين: اولى رسمية، تعوِّل على مقاربة ايجابية بفعل المساعي الاميركية، وثانية تدور في فلك حزب الله، معتبرة أن الاحتلال يتعامل وفق منطق 'خذ ولا تعطي'، حيث يشكل القرار الحكومي اللبناني الاخير بالنسبة الى تل ابيب مكسباً كبيراً سيسعى الى تحقيق غيره، مع الاحتفاظ بالمواقع التي يحتلها في لبنان، وبالقدرة المتوفرة لديه على القيام بعمليات على المساحة الجغرافية اللبنانية. اما في نيويورك، فبحث مستفيض بمصير اليونيفيل، وسط تشدد اميركي واضح دفع بالرئيس نبيه بري اليوم الى السؤال كيف لساعي تثبيت وقف النار وإنهاء الحرب أن يستهدف جهوده؟ كلام بري اتى خلال لقاء مع عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ماركواين مولين ووفد نيابي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وقد اثار بري خلال اللقاء موضوع التمديد لليونيفل المتواجدة في جنوب لبنان منذ العام 1978 بموجب القرار 425، والتي توسعت ولايتُها وزاد عديدُها منذ عام 2006 بموجب القرار ،1701 والتي لا زالت حتى اللحظة وطوال الاعوام الماضية تصطدم بمواقف العدو الاسرائيلي الرافضة تنفيذ الشرعية الدولية، بل على خلاف ذلك يستمر بشن حروبه وغاراته وخروقاته ليس فقط على منطقة جنوب الليطاني حيث ولاية القرار 1701 ، إنما على كل لبنان . وأكد رئيس المجلس أنه وبالرغم من الجهود الدولية المبذولة والوساطة الاميركية على وجه الخصوص لجعل إسرائيل تنصاع للشرعية الدولية ولتنفيذ إتفاق وقف النار وتطبيق القرار 1701 المتوافَق عليه في تشرين الثاني 2024، نُفاجأ بجهود مضادة من الراعي عينه للقرارين 425 وال 1701 ولإتفاق وقف النار، تستهدف وجودَ قوات الطوارئ ومهمتَها، علما ان الآلية الخماسية التي تحتضن قوات الطوارئ بتركيبتها وجزء أساسي من عملها يرأسها جنرال أمريكي وينوب عنه جنرال فرنسي

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
"الحزب" يقاطع بعبدا ويتعاون مع الجيش.. ولا نية بالصدام!
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أفادت معلومات الـ'mtv'بأن 'العلاقة بين بعبدا والثنائي الشيعي ليست كما كانت في السابق ومقطوعة مع 'حزب الله' وأقلّ من طبيعية مع عين التينة بالرغم من جهود الوسطاء'. كما أشارت إلى أن 'العلاقة بين 'الحزب' وقيادة الجيش جيدة وهناك تواصل ويلتقون مع قائد الجيش على عدم الرغبة في وقوع تصادم بين الجيش وأي فريق آخر وهناك تعهد بأن يبقى الشارع هادئا وألا تخرقه أي أعمال خارجة عن القانون أقله حتى تاريخ 31 آب ذكرى تغييب الإمام الصدر ورفيقيه'. وأضافت أن 'حزب الله ليس ضد التصويت على حصر السلاح ولكنه يرفض مبدأ وضع جدول زمني'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


OTV
منذ ساعة واحدة
- OTV
مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الاربعاء 20 آب 2025
في باريس، لقاء بين وزير الخارجية السورية اسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية رون ديرمر بحضور المبعوث الاميركي توم براك. وفي بيروت، ترقب لنتائج التواصل الاميركي مع اسرائيل حول الورقة التي اقرتها الحكومة اللبنانية، وسط قراءتين متناقضتين: اولى رسمية، تعوِّل على مقاربة ايجابية بفعل المساعي الاميركية، وثانية تدور في فلك حزب الله، معتبرة أن الاحتلال يتعامل وفق منطق 'خذ ولا تعطي'، حيث يشكل القرار الحكومي اللبناني الاخير بالنسبة الى تل ابيب مكسباً كبيراً سيسعى الى تحقيق غيره، مع الاحتفاظ بالمواقع التي يحتلها في لبنان، وبالقدرة المتوفرة لديه على القيام بعمليات على المساحة الجغرافية اللبنانية. اما في نيويورك، فبحث مستفيض بمصير اليونيفيل، وسط تشدد اميركي واضح دفع بالرئيس نبيه بري اليوم الى السؤال كيف لساعي تثبيت وقف النار وإنهاء الحرب أن يستهدف جهوده؟ كلام بري اتى خلال لقاء مع عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ماركواين مولين ووفد نيابي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وقد اثار بري خلال اللقاء موضوع التمديد لليونيفل المتواجدة في جنوب لبنان منذ العام 1978 بموجب القرار 425، والتي توسعت ولايتُها وزاد عديدُها منذ عام 2006 بموجب القرار ،1701 والتي لا زالت حتى اللحظة وطوال الاعوام الماضية تصطدم بمواقف العدو الاسرائيلي الرافضة تنفيذ الشرعية الدولية، بل على خلاف ذلك يستمر بشن حروبه وغاراته وخروقاته ليس فقط على منطقة جنوب الليطاني حيث ولاية القرار 1701 ، إنما على كل لبنان . وأكد رئيس المجلس أنه وبالرغم من الجهود الدولية المبذولة والوساطة الاميركية على وجه الخصوص لجعل إسرائيل تنصاع للشرعية الدولية ولتنفيذ إتفاق وقف النار وتطبيق القرار 1701 المتوافَق عليه في تشرين الثاني 2024، نُفاجأ بجهود مضادة من الراعي عينه للقرارين 425 وال 1701 ولإتفاق وقف النار، تستهدف وجودَ قوات الطوارئ ومهمتَها، علما ان الآلية الخماسية التي تحتضن قوات الطوارئ بتركيبتها وجزء أساسي من عملها يرأسها جنرال أمريكي وينوب عنه جنرال فرنسي